ما زلنا مع الشموع المضيئة مع الأقمار المستنيرة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين ملكهم الله رقاب الدنيا بأسرها في مدة وجيزة من عمر الزمن، والذين اختارهم الله على علم عنده، والذين نظر في قلوبهم فوجدهم أبر الناس قلوباً، وأعمق الناس علماً، وأفضل الناس خلقاً.
نحن اليوم مع ذي النورين مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً، فأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فإذا هو
وفي المسند: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار لـ
وروى قتادة أن أنساً حدثهم قال: (صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، ومعه
وعن نافع عن عبد الله بن عمر قال: (كنا في زمن النبي لا نعدل بـ
وعثمان بن عفان هو ذو النورين؛ وسمي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه من ابنتيه، بل ورد في بعض الآثار أنه قال: (لو كان هناك ثالثة لزوجتك إياها) وذلك لفضل عثمان ولكرم عثمان، ولحياء عثمان.
وكفى بإيمان عثمان أنه ملئ حياء، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن الحياء لا يأتي إلا بخير)، وقال: (دعه فإن الحياء من الإيمان)، فحياء عثمان يضرب به المثل، كما في الصحيح: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس وكان قد كشف فخذه، فدخل
قال بعض المؤرخين: كان عثمان بن عفان إذا أراد أن يغتسل أظلم مكانه، يعني: عمل على إظلام مكانه حتى لا ينظر إلى عورته حياء منه رضي الله عنه وأرضاه.
ثم قال: وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد ببطن مكة أعز من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى وضرب بها على يده، فقال: (هذه عن
قال بعض العلماء: يقال: إنه لم يتزوج أحد قط ببنتي نبي غير عثمان بن عفان ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه ابنتيه رقية وأم كلثوم، ولذلك سمي ذا النورين رضي الله عنه وأرضاه.
نتمنى أن يمتع الله أعيننا بالنظر إلى وجوههم، ويجعلنا معهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر