أما بعد:
فحديثنا عنوانه: (العشر الأواخر تأملات وتوجيهات).
وهذا الحديث نحن في حاجة إليه، ولعل أول ما أبدأ به أن أسأل: لماذا نقول: العشر الأواخر؟ وماذا في هذه العشر؟ وأي خصيصة لها؟
وبالتأمل نجد هناك أمرين مهمين أساسين: أولهما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في الاعتكاف؛ إذ كان اختصاصها بهذه العشر ظاهراً، وزيادته صلى الله عليه وسلم من العبادات فيها على عبادته الكثيرة المضاعفة في شهر رمضان.
والأمر الثاني هو ليلة القدر التي جعلها الله عز وجل في هذه العشر.
وسوف نقف مع الأمر الأول، وهو سنة الاعتكاف وبعض حكمها وأسرارها.
فالاعتكاف مدته هي عشرة أيام من العام، أي: عشرة من ثلاثمائة وستين أو خمسة وستين يوماً، وليس هذا مقصوداً طبعاً بذاته، ونجد أنها نسبة تعادل تقريباً (2.5%)، فكأنما هذه الأيام هي زكاة الأيام، كما أن في المال زكاة، فلنا ثلاثمائة وخمسة وخمسون يوماً نخلط فيها دنيا بأخرى، وإن كان المنهج الإسلامي لا يفرق بين دنيا وأخرى، فكلها لله، ولكننا نخلط فيها أعمالاً من كسب العيش مع أعمال من التعبد، لكن هذه العشر تكون خالصة لله سبحانه وتعالى.
والانقطاع فيها عن الدنيا تام، والانشغال بالخالق عن المخلوقين كامل، ومن هنا جاء تميزها وجاء فرق ما بينها وبين سائر الأيام، فهذا وجه من الوجوه، وهو وجه زكاة الأيام، ولو تأملنا فسنجد أننا في هذا المعنى نحتاج إلى المزيد من الشعور بتقصيرنا تجاه عبادة الله سبحانه وتعالى، ونحن نرى اليوم أن هذه العشر التي واظب النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف فيها وثبت أنه أعتكف مرة عشرين نرى أن الذين يحرصون على إقامة هذه السنة في جملة الأمة قلة تتزايد، لكنها ليست الكثرة الكاثرة، وكأن العشر -رغم أنها قليلة بالنسبة لبقية العام- ما زالت النفوس وما زالت مشاغل الدنيا وما زالت متطلبات الحياة تضيق فلا تتسع لها، وتشغل فلا تتاح الفرصة لاغتنامها في طاعة الله عز وجل وحدها دون مشاركة غيرها، هذا هو الوجه الأول.
ذكر ابن القيم رحمه الله أن الذي يؤثر في القلب -أي: تأثيراً سلبياً- أربعة أمور:
الأول: كثرة الشراب والطعام.
الثاني: كثرة الكلام.
الثالث: كثرة المنام.
الرابع: كثرة مخالطة الأنام.
وقال: وكلها علاجها في رمضان، ثم ذكر ذلك فقال: الصيام علاج كثرة الشراب والطعام، والقيام علاج كثرة المنام، وتلاوة القرآن والإمساك عن القول بالباطل علاج كثرة الكلام، وبقي علاج مخالطة الأنام، فيأتي علاجه في هذه العشر التي ينقطع فيها الإنسان عن سائر الخلق أجمعين ليتفرغ لطاعة رب العالمين، فلا يسمع اللغو ولا الغيبة ولا النميمة ولا الشجار ولا الخصام ولا الشتائم المقذعة، ولا يسمع أمور الدنيا وكلامها وأسبابها وأحداثها، فهي أيام لله عز وجل خالصة.
فقد أحاسب نفسي في يومي وليلتي، وقد أحاسبها في أوقات مختلفة، لكن ظروفاً عظيمة لا تتهيأ للمراجعة والمحاسبة بمثل ما تتهيأ في هذه العشر الأواخر، وفي المعتكف على وجه الخصوص، وكم نحن في حاجة إلى المراجعة والتأمل في كل أمورنا! أمورنا مع الله عز وجل من طاعة وعبادة وذكر ودعاء .. إلى آخره، وأمورنا مع أسرنا من زوجاتنا وأبنائنا؛ فإن لنا صلة بهم وتوجيهاً لهم وتربية لهم، وكل ذلك موضع نظر.
وهكذا صلتنا بأمتنا اهتماماً بأمرها وتفقداً لأحوالها وعملاً في نصرتها وبذلاً لأجل دفع العدوان عليها، وكل ذلك محتاج إلى التدبر والتأمل، ولذلك ففي هذه العشر فرصة، فهي فرصة عظيمة فيها خصائص كثيرة، ومن هذه الخصائص:
أولاً: أن هذه المراجعة تتم في بيوت الله، وهي حينئذ تحتف بالبركة، ويكون فيها من التوفيق ومن التسديد ما لا يكون في غيرها.
ثانياً: أنها تكون والإنسان منشغل بعبادة وطاعة، فهو ما بين تلاوة وصلاة وذكر ودعاء، متقلب بين هذه الطاعات، فحينئذٍ يكون استحضاره لتقصيره عن هذه الطاعات وإفراطه في المعاصي أعظم وأظهر.
ثالثاً: أنه يكون أعظم رجاءً في رحمة الله؛ لأنه في بيت من بيوته ومتلبس بطاعته، فتكون غلبة حسن ظنه بالعفو والمغفرة أكبر وأرجى وأقوى من أي وقت يحاسب فيه نفسه، فإننا أحياناً نحاسب أنفسنا ونتذكر نقصنا وقصورنا، ثم يغلبنا شيطاننا ونبقى نتساءل: ما هو الحل؟ وهل يمكن أن يكون هناك استئناف؟ وهل يمكن أن نغير؟ وهل يمكن أن يغفر لنا؟ وكل هذه خواطر تأتي فتضعف المحاسبة، لكنها في هذه العشر وفي هذا الاعتكاف بالعكس، حيث يقول الإنسان: ما دمت قد غيرت الآن فسأغير، وما دمت الآن في حال على هذه الصفة فسأستغفر، وسيقبل مني بإذن الله عز وجل، فحينئذٍ تؤتي هذه المحاسبة ثمارها الكثيرة من التأمل.
فقولها: (أيقظ أهله) فيه إشارة إلى أن الواجب المنوط بكل واحد منا لا يتعلق به وحده، ولا يقتصر عليه وحده، بل يشمل الدائرة الأوسع، وأقربها وأولاها الأهل، فقد ورد عند أبي داود في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رحم الله امرأ قام من الليل فأيقظ أهله، فإن لم تستيقظ نضحها بالماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فأيقظت زوجها، فإن لم يستيقظ نضحته بالماء) وذلك دليل على أن الذي يجمع بين الزوجين والذي يجمع بين الأهل إنما هو التواصي بطاعة الله عز وجل والحرص عليها، وهذه مسألة مهمة، وكثيراً ما نرى الرجال يملئون المساجد بالصلوات والاعتكاف، ونرى في الوقت نفسه أبناءهم يملئون الأسواق باللهو والعبث، فأين هم من أبنائهم؟! أو نرى زوجاتهم يملأن الأسواق في أمور لا تحمد، أو في أمور هي دون المطلوب، فأين أزواجهن عنهن؟! وذلك هو ما يشير إليه هذا الحديث التي عبرت فيه عائشة رضي الله عنها عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقولها: (وأحيا ليله) قال العلماء: إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحيي ليله منذ بعثته، ومنذ أن نزل عليه: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2] والنبي عليه الصلاة والسلام عندما أخذ بهذه السنة فهي في حقه فريضة لن يتركها، وكان لا يترك عليه الصلاة والسلام قيام الليل في سفر أو حضر، إلا ما ثبتت به السنة، كليلة مزدلفة وغير ذلك، فما معنى قولها: (أحيا ليله)؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان يحيي ليله فصلى بصلاته أناس، وهكذا في الليلة الثانية وفي الليلة الثالثة، ثم لم يخرج إليهم في الليلة الرابعة، وصلى وحده لئلا تفرض عليهم، قال أهل العلم في بيان ذلك -كما أشارت إلى ذلك بعض الروايات-: إنه صلى الله عليه وسلم كان في رمضان وسائر الأيام يخلط ليله قياماً بنوم، فيصلي وينام، لكن في هذه العشر كان لا ينام الليل مطلقاً، وهذه هي المزية، أي أنه كان يحيي الليل كله، وسنته عليه الصلاة والسلام في غير هذه العشر أنه كان ينام ويستيقظ، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من رغب عن سنتي فليس مني) وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، ثم ينام سدسه في آخر الليل قبل الفجر لينشط عليه الصلاة والسلام لصلاة الفجر.
وقولها: (وشد المأزر) شد المأزر هنا كناية تشتمل على أمرين، وذكر العلماء أن أحد هذين الأمرين هو اعتزال النساء اعتزالاً كاملاً، مع أنه في ليل رمضان يجوز مباشرة النساء، كما قال الله عز وجل: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [البقرة:187] لكن النبي صلى الله عليه وسلم حين اعتكف في المسجد وتفرغ للطاعة والعبادة اعتزل النساء ،ومن مبطلات الاعتكاف ومفسداته معاشرة الأزواج، بل حتى ما دون المعاشرة.
ومن جهة أخرى يقال في كلام العرب: شمر عن ساعد الجد أو شمر عن المئزر. إذا جد واجتهد وبلغ الغاية القصوى في البذل والعمل، وهذا مقصود أيضاً في هذا الباب من أبواب الخير التي ندبنا إليها بفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أولها: النية، والثاني: أن يكون الاعتكاف في المسجد، فلا يعتبر الماكث في بيته للطاعة والعبادة -وإن كان يفعل مثلما يفعل في المسجد- أنه معتكف؛ لأن الاعتكاف في المسجد هو مظنة القيام بالفرائض التي لا تكون في بيته أو في أي مكان، فكيف سيؤدي فرائض الصلوات؟ وكيف سيحافظ على مسألة اجتماع المسلمين وتوحدهم وتجمعهم على تعبدهم وطاعة ربهم سبحانه وتعالى، وكذلك فيه اللزوم؛ لأن العكوف في المكان هو اللزوم والإقامة، بمعنى أن النية والبقاء في المسجد وعدم الخروج منه هو تتمة شرط الاعتكاف؛ لأنه اعتكاف على وجه خاص ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلا يخرج إلا لحاجة، والحاجة قضاء الحاجة أو طعام وشراب لابد له منه، ويقتصر على القليل منه؛ لأن بعض الناس يعتكف ويخرج للطعام والشراب فيغيب الساعات ويذهب إلى هذا المكان وإلى ذلك المكان، أو يذهب ويخرج لأي غرض فيأخذ منه أعلاه لا أدناه، فيكاد يكون قد قصر كثيراً في اعتكافه، بل قال العلماء -على خلاف بينهم-: إنه لا يخرج لشهود أو لتشييع الجنائز؛ لأن تشييع الجنازة سنة، وهو -أيضاً- في سنة، وهي مؤكدة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره من غير المعتكفين سيشيعون.
فهذه مسألة مهمة.
ومنه اعتزال النساء، ويدخل في هذا كل ما يتصل بتحقيق العكوف واللزوم على العبادة والاقتصار عليها، ولذلك قالوا: من المكروه أن يتحدث في أمور الدنيا وأن ينشغل بها، وذلك أمر معلوم فيه هذا المعنى، بل قد قال بعض أهل العلم: إنه في الاعتكاف يترك إقراء القرآن -يعني: تعليم القرآن- ودروس العلم، فلا ينشغل إلا بالطاعة الذاتية التي يقوم بها بنفسه من الدعاء وتلاوة القرآن والذكر والصلاة، ويستكثر من ذلك، وينشغل بنفسه مع ربه، ولا ينشغل مع الناس فيما قد يكون من الأمور التي هي معروفة ومعهودة، وهذا الأمر فيه دلالة على هذا المعنى.
وحكم الاعتكاف أنه سنة مؤكدة مستحبة، وليس واجباً قطعاً؛ لأنه فعله النبي عليه الصلاة والسلام وواظب عليه وتابعه عليه نساؤه وأهل بيته ولم يأمر به.
أما مدة الاعتكاف في أي وقت من الزمان فكثير من العلماء قالوا: لابد من أن يكون الاعتكاف يوماً وليلة.
أي أن أقله يوم وليلة. وأجاز بعضهم أنه يعتكف أي وقت متى نوى ذلك، بمعنى: لو أنه دخل إلى صلاة الظهر ونوى أن يبقى في المسجد إلى صلاة العشاء فهو في هذا معتكف، وهذا على خلاف بين العلماء كما ذكرنا.
والعلماء الذين قالوا بأن أقله يوم وليلة إنما قصدوا اليوم والليلة لأن التفرغ ولزوم العبادة لابد من أن يكون له صورة واضحة، وذلك في أنه قطع أمره وحياته وتفرغ للعبادة، فيوم وليلة يكون قد عطل عمله وعطل صلته بأهله، فيوم وليلة يصدق فيه مثل ذلك.
أولها: رحمة الله عز وجل ومنته على أمة محمد عليه الصلاة والسلام بأن جعل لها ليلة هي خير من ألف شهر، وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (أري أعمار الناس قبله -أي: الأمم السابقة- فكأنه تقاصر أعمار أمته، فرأى أنهم لم يبلغوا من العمل ما بلغته أمم سابقة، فأعطاه الله عز وجل ليلة القدر خير من ألف شهر) روى هذا الحديث الإمام مالك في موطئه.
وقال عليه الصلاة والسلام -أيضاً- في حديث آخر من رواية عائشة : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) وهذا عند البخاري ومسلم .
وفي رواية ابن عباس قال عليه الصلاة والسلام: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى..)، وغير ذلك مما ذكره عليه الصلاة والسلام في هذا.
وقد ورد -أيضاً- في بعض آثار الصحابة أن بعضهم غلب أو رجح أنها في ليلة السابع والعشرين، كما جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
أولاً: اعقد العزم والنية على أن تكون هذه العشر الأواخر غير العشرين التي سبقت من رمضان، أي: غيرها في العمل والجد والاجتهاد وتفريغ الأوقات.
الأمر الثاني: اعقد النية على أن تكون هذه العشر الأواخر خيراً من العشر الأواخر بالنسبة لك في رمضان الذي مضى، فحاول أن تزيد وأن تفعل وأن تهيئ من الأسباب ما لم يكن في رمضان الذي مضى بالنسبة لك.
الأمر الثالث -وهذا أؤكد عليه كثيراً-: فرغ نفسك للعشر، وليس بالضرورة الآن التكلم عن الاعتكاف، ومعنى ذلك: أن ما تريد شراءه فاشتره قبل العشر، وما تريد قضاءه فاقضه قبلها، وبعض أشغالك أنجزها حتى لا تزاحم العشر؛ لأنها عشر في العام فقط، فهي عشرة أيام من ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً، ومع ذلك نزاحمها بشراء حذاء أو بشراء ثوب، وكأن الأيام قد قلت، وكأنه لا يصلح الشراء إلا في هذه الأيام، وليس هذا لك وحدك، بل لك ولأهلك جميعاً.
وأظن أننا جميعاً نتفق على أن الإجماع منعقد بلا خلاف على أنه يجوز الشراء في غير العشر الأواخر، وهذا أقوله على سبيل المداعبة، لكنه صحيح؛ لأن بعض الناس حاله كأنه لا يجوز أن يشتري إلا في العشر الأواخر أو في ليلة العيد، كما نسمع من بعض الناس، ولذلك يكثر أهل الأسواق من مواصلة العمل إلى قبيل الفجر أو إلى الفجر، ويكثر زحام الناس في الأسواق في هذه العشر، وهذا -والعياذ بالله- من سوء العمل ومن سوء الحال، نسأل الله عز وجل السلامة.
ففي الوقت الذي تفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة ويدعونا رسولنا عليه الصلاة والسلام بسنته للطاعة وغير ذلك نحن نعرض عن هذا كله، أو بعضنا يعرض عن هذا كله، ويكون على غير هذه الحال!
الأول: اعتكف ولو لم يبق إلا يومان من آخر الشهر؛ حيث إن بعض الشركات تعطي إجازة آخر يومين أو آخر ثلاثة أيام، فاحرص على أن تعتكف ولو يومين أو ثلاثة لتنال أجراً، وما لا يدرك جله لا يترك كله.
الأمر الثاني: من لم يستطع فليعتكف في كل يوم أكثر الوقت الذي ليس في عمله، فليخرج من عمله إلى المسجد، وليبق في المسجد إلى اليوم التالي، بمعنى: أن يبقى في المسجد -مثلاً- من بعد الظهر أو العصر عندما ينتهي عمله فيعتكف ويصلي التراويح، ويبقى في المسجد إلى الفجر، ويأكل ما تيسر له من السحور، ويصلي الفجر، ثم ينام قليلاً، ثم يذهب إلى عمله، فكأنه معتكف؛ لأنه في ضرورة في العمل الذي يجب عليه أداؤه لأصحاب العمل، وهذه صورة على أقل تقدير من الناحية الإيمانية والتعبدية يحصل فيها خير كثير؛ لأن بعض الناس يجد فرصة للاعتكاف ويبقى في بيته، وبالتالي يبقى كحاله في سائر أيامه في غير العشر، وهذا ما لا ينبغي أن يكون عليه الإنسان.
والأمر الثاني: أن يأخذ الإنسان لنفسه حظاً من هذه العشر فيما يتعلق بحال نفسه في قلبه ونفسه وفي روحه وفي حال أمته فيما يمكن أن يبذله وأن يعمله لنصرة هذا الدين ونصرة هذه الأمة بكل حال من الأحوال، فلعل بعض هذه الخواطر والتأملات تكون نافعة لنا ومذكرة.
نسأل الله عز وجل كما بلغنا أول الشهر أن يبلغنا العشر، وكما وفقنا فيه للقيام والصيام أن يوفقنا لمزيد من الطاعة والعمل والبذل، وأن ييسر لنا ما يتيسر وما نوفق له من الاعتكاف وكثرة الطاعة والعبادة، وأن يجعل هذه العشر عشر ختام يغفر بها الذنب، وتقال بها العثرة بإذنه عز وجل، وأن نكون فيها من العتقاء من النار.
ونسأله عز وجل أن يجعلنا ممن يوافي ويوافق ليلة القدر ويعظم له الأجر ويمحى عنه الوزر؛ إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين، وصل -اللهم وسلم- على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر