وفي نهاية السؤال الحقيقة لفتة يقول: إن زوجتي تتحجب حجاباً إسلامياً بما معناه يعني: أن الوالدة تطلب منه أن تتحجب زوجته تحجباً إسلامياً، ومعناه: أن تواجه إخوانه كاشفة وجهها وكفيها فقط يعني: دون سائر الجسم؟
الجواب: نشكر الأخ على هذا الأدب الرفيع والخلق الفاضل ألا وهو التأدب بالآداب الإسلامية التي شرعها الله تبارك وتعالى لعباده فيما يتعلق بالنساء، ونقول له: ما ذهبت إليه هو الصواب من أنه يجب على زوجتك أن تحتجب عن إخوتك، وإن كانوا على مستوى رفيع من النزاهة والعفة، فإن ذلك لا يضرهم شيئاً إذا احتجبت عنهم، لأنها قائمةٌ بأمر الله، ومن كمال عفتهم ودينهم أن يوافقوها على ما تريد، وألا يجزعوا مما صنعت.
ونصيحتنا لأمك: أن تصبر على هذا الحكم الشرعي، وأن تعلم أن العاقبة للمتقين، لا بالنسبة لها ولا بالنسبة لك، ولا بالنسبة لزوجتك ولا لإخوانك، فإذا التزمت العائلة بشريعة الله تعالى في هذا الباب وغيره، فإن ذلك خيرٌ لها وأسعد لها في دينها ودنياها.
وبالنسبة للحجاب الإسلامي الذي أشرت إليه في آخر خطابك: فالحجاب الإسلامي يشمل حجب الوجه والكفين أيضاً عن غير المحارم، ولكن نظراً لأن المرأة في البيت محتاجةٌ إلى إبداء كفيها لأشغالها، فإنه لا بأس أن تبرز كفيها في بيتها ولو كان عندها إخوة الزوج، لأن ذلك لا يثير الشهوة غالباً، ولا يسلم التحرز منه من المشقة المنافية للشرع.
أما بالنسبة للوجه: فإنه لا يضرها إذا احتجبت ولا يشق عليها ذلك لا سيما إذا اعتادت، فإن الذين يعتادون هذا لا يعبئون به ولا يرونه ضيقاً ولا حرجاً ولا سوء ظنٍ بمن يحتجبون عنه، ولهذا نقول: قم بالواجب عليك بالنسبة لزوجتك، وسيجعل الله لك العاقبة، فإن من يتق الله تعالى يجعل له من أمره يسراً.
الجواب: حقيقة الأمر: أن هذا التصرف الذي أشرت إليه إذا كان حقاً فإنه تصرفٌ سيئ ولا يرضاه أحدٌ من المسلمين، ونحن نشكرك على هذه الغيرة على صاحبك الذي أنت عنده، بل وعلى هذه الغيرة على زوجته أيضاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قالوا: يا رسول الله! هذا المظلوم، فكيف نصر الظالم؟ فقال: أن تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه) .
فأنت ناصح لكفيلك ولزوجته أيضاً، وعليك في هذه الحال إذا لم يفد معها النصح أن تخبر زوجها بذلك لتخرج من المسئولية، وأنت إذا أخبرته بذلك فلن يضيرك شيئ إن شاء الله، لأن الله تكفل بأن من اتقى الله تعالى جعل له مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
الجواب: نحن نبشر الأخ بأن ما ذكره من هذا الوسواس هو صريح الإيمان، وهو علامةٌ على أن إيمانه جيدٌ وخالص؛ لأن الشيطان إنما يحاول هدم القائم، وأما المنهدم فلا يتعرض له، فهذا دليلٌ على أن عند الأخ من الإيمان القوي ما يحاول الشيطان أن يهدمه، وأن يسلخه منه، فنقول له: هذه وساوس لا تعبأ بها ولا تلتفت إليها ولا يهمنك أمرها، وإذا أحسست بها فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فـ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ [النحل:99-100].
فأنت يا أخي! الزم ما أنت عليه من الإيمان ولا تلتفت إلى هذه الوساوس، وحدث نفسك بأنك لا تستطيع أبداً أن تقف أمام هذا الرجل، وتقول له: أنت محمدٌ رسول الله، فإذا كنت لا تستطيع ذلك فمعنى هذا أن ما حدثتك به نفسك ليس بشيء، وما هو إلا مجرد وسواسٌ لا تلتفت إليه.
وهكذا ما تجده بالنسبة لأفعال الله تبارك وتعالى أو لصفاته فإن ذلك من الشيطان، فاستعذ بالله منه ولا تلتفت إليه، وسيزول عنك إن شاء الله.
الجواب: إنك بتقبيلك هذه المرأة وهي متزوجة فعلت جنايتين:
الجناية الأولى: التقبيل المحرم؛ لأن الإنسان لا يجوز له أن يقبل امرأة أجنبية منه.
والجناية الثانية: انتهاك فراش زوجها، فإن هذا من الجناية عليه، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تستغفره مما وقع، وأن تعلم بأن الحسنات يذهبن السيئات.
ولكن الصوم الذي كنت متلبساً به حين التقبيل لا يفسد ما لم يحصل منك إنزال، فإذا لم يحصل منك إنزال فصومك صحيح، والذي أفتاك بصوم ثلاثة أيام لا وجه لفتواه، فهي فتوى غير مبنية على أصلٍ شرعي، فلا عبرة بها وأنت لا يلحقك الشك بعد هذا تابع الحسنات وأكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله، ونرجو الله أن يتوب عليك.
الجواب: الأولاد أحرار، واعلم أن الأولاد في الحرية والرق يتبعون الأم، فإذا تزوج الرقيق بحرة فإن أولاده أحرار؛ لأنهم يتبعون الأم، ولو قدر أن حراً تزوج بأمة وهو ممن يجوز له تزوج الإماء فولدت منه فإن أولادها أرقاء لمالكها ما لم يشترط الزوج أنهم أحرار.
أنا شخص قد أنعم الله علي بالهداية، وسلكت الطريق الصحيح للإسلام، وطبقت جميع الشروط من صلاةٍ وصوم... إلخ، والتزمت أكثر من اللازم، حيث التجأت إلى أحد الشيوخ الصوفية وأصبحت تلميذاً من تلاميذه، حيث أمرني بالحضور لحلقة الذكر يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وأن أصلي وأسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ألف مرة يومياً وتسابيح أخرى، فأرجو إرشادي عن طريقة الصوفية هل هي صحيحة في الشريعة الإسلامية وتعاليمها، أم غير صحيحة؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: اعلم أن الطرق صوفيةً كانت أم غير صوفية يجب أن تُعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما كان موافقاً لهما فهو حق، وما كان مخالفاً فهو باطل، والغالب في الطرق الصوفية أنها طرقٌ مبتدعة، وربما يصل بعضها إلى الكفر وبعضها دون ذلك، ومن هذا الابتداع ما ذكرت عن شيخك أنه كان يأمرك بأن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كل يومٍ ألف صلاة، وبتسابيح أخرى، فهذه التسابيح الأخرى التي ذكرت لا ندري ما هي حتى نحكم عليها بأنها حقٌ أم باطل.
وأما الأمر بأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كل يومٍ ألف صلاة، فهذا بلا شك بدعة لا أصل له في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي أنصحك به: أن تتطلب عالماً من علماء السنة المعروفين باتباع السلف الصالح، وتأخذ دينك منه وتدع الطرق التي تشير إليها من صوفيةٍ أو غيرها.
الجواب: الدعاء للشخص الفاسق بأن يهديه الله عز وجل ويصلح أمره هذا أمرٌ مشروعٌ مطلوب، وأما الدعاء له دعاءً قد يكون معيناً له على فسقه وتماديه في الباطل فهذا لا يجوز، وأما الدعاء له بعد موته بالمغفرة والرحمة فهذا جائزٌ بل مشروعٌ لعل الله تعالى أن يستجيب الدعاء، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمٍ يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه).
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر