أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء مبارك في برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال السائلة (ع. ع. د) من جازان، تقول سماحة الشيخ: تذكر بأنها لها أخ يبلغ من العمر خمس عشرة سنة تارك للصلاة، تقول السائلة: وإخواني لا يتعاملون معه إلا بالضرب، حتى يصلي مجبراً، وعلى ذلك فهو شديد العقوق لوالديه، فما رأي سماحتكم في التعامل معه؟ وما هي الطريقة الصحيحة التي نتعامل معه مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فما دام الرجل قد بلغ خمس عشرة سنة فقد أحسن إخوانه في تأديبه وضربه حتى يستقيم حتى يصلي، رجل مكلف الآن، فالواجب أن يستتاب، يرفع أمره إلى المحكمة، فإن تاب واستقام وإلا استحق القتل.
فالوصية أن تجتهدوا في توجيهه إلى الخير، وحثه على التوبة، وعلى إخوانه أن يجتهدوا في توجيهه إلى الخير ونصيحته وتأديبه؛ حتى يستقيم، حتى يصلي مع المسلمين في بيوت الله، وإلا فمن ترك الصلاة كفر واستحق القتل، فإن استقام وإلا يرفع أمره إلى المحكمة؛ حتى توجد فيه حكم الله جل وعلا، نسأل الله لنا وله الهداية.
الجواب: يعرفون بما يقولون من الكلام الباطل والأعمال الباطلة، يعرفون بدعواهم الباطلة المخالفة للشرع، فهذا دليل ظاهر يعني، فيعرف المشعوذ والكاهن والرمال والمنجم والساحر بأعمالهم التي يعملونها، كل واحد يعرف بعمله، فالذي يدعي علم الغيب أو يدعي أشياء لا أساس لها، هذه من الدلائل على أنه يستخدم الجن ويستعين بالجن، أو كذاب يكذب على الناس لأكل أموالهم.
وهكذا الذي يستعمل أشياء تضر الناس، فهذا ينبغي أن يرفع أمره إلى الجهة المختصة كالهيئة والمحكمة؛ لأنه قد يتعاطى السحر وقد يتعاطى أشياء تضر الناس بغير علم؛ لجهله وعدم بصيرته.
الجواب: تعلم المرأة أن الواجب عليها التستر والبعد عن السفور؛ لأن ذلك فتنة، والدليل على ذلك قوله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ [الأحزاب:53] هذا يعم أزواج النبي وغيرهن عليه الصلاة والسلام، وقوله جل وعلا في النساء: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ.. [النور:31] الآية، والوجه من أعظم الزينة، فالواجب عليها ستر بدنها إلا ممن ذكر: من أبيها وزوجها وأخيها وعمها وخالها. نعم.
الجواب: شرب الدخان محرم منكر، والدليل على ذلك أن فيه مضاراً كثيرة، والشريعة قد حرمت ما يضر الناس، وهو فيه مضار كثيرة: الصحة والعقل والمال، وهو ضار محض بلا منفعة، كله ضار، ولهذا حكم أهل العلم المحققون بتحريمه، فالمقصود أنه محرم ومنكر يجب تركه.
الجواب: أول الأنبياء بعد ما وقع الشرك نوح بعد ما وقع في الأمة، وأما قبل ذلك فهو آدم هو أول الرسل وأول الأنبياء آدم أبونا عليه الصلاة والسلام، فهو أول رسول وأول نبي، وكانت ذريته على الإسلام عشرة قرون، ثم وقع الشرك في قوم نوح، فأرسل الله إليهم نوحاً، فصار نوح أول الرسل بعد وقوع الشرك.
الجواب: الحديث ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقال له: حديث.
والأثر يطلق على ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى ما ينسب إلى الصحابة والتابعين يقال له: أثر.
والغالب أن الأثر ما يروى عن الصحابة والتابعين يسمى أثراً، وما يطلق عليه حديث: هو ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم. نعم.
الجواب: مسح الجبيرة يقوم مقام غسل ما تحتها؛ لأن المسح عليها ضروري، أما الخف لا، لا يمسح على الخف وهو عليه جنابة، يخلع، أما الجبيرة يمسح عليها ولو في الجنابة ولو في الحيض، فإذا برئ ما تحتها لم يجب الغسل، بل يتوضأ كالعادة ويغسل كالعادة في بقية أوقاته، زال حكمها. نعم.
الجواب: إذا تأكد وجود لمعة تغسل اللمعة فقط.
الجواب: الواجب التراب إذا وجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (جعل التراب لي طهوراً)، ولقول الرب جل وعلا: فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة:6]، والصعيد هو وجه الأرض، قوله: ( منه ) يدل على أن له غباراً يلتصق باليد والوجه قوله: ( منه )، فإذا لم يتيسر ذلك تيمم من الأرض التي عنده، سواء كانت الأرض صفا أو رمل أو سبخة فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً).
فالأرض تعم الأرض السبخة والرمل وذات الحصى كله، إذا ما تيسر تراب لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ، لكن إذا وجد التراب فإنه يتيمم بالتراب. نعم.
المقدم: حفظكم الله.
الجواب: الأقرب- والله أعلم- أنه لا ينبغي قبولها؛ لأنها قد تكون رشوة، فالذي ينبغي ترك القبول، وتعليمهم عدم الإهداء؛ لأن الهدية إذا جاءت المعلمة أو المعلم قد تفضي به إلى الغش والمحاباة لهذا الذي أهدى، فالأحوط والذي ينبغي ترك ذلك.
الجواب: نوصيك بالصبر وسؤال الله العافية، سؤال الله العافية من كل شر، تسألي الله العافية من كل شر مع الصبر، والمؤمن على خير عظيم، يقول الله جل وعلا: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، فالصبر هو الطريق السليم، فالله يقول جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، فعليك الصبر والاحتساب، وفي الحديث: (ما من عبد يصاب بمصيبة؛ فيقول: اللهم آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خير منها).
فإذا سلط عليك أحد أقاربك: أب أو أم أو غيرهما؛ فاصبري واحتسبي، وعالجي الأمور بالحكمة، عالجيها بما يستطاع من الدفع عن نفسك بما أباح الله، وما عجزت عنه فاسألي الله العافية، واسألي الله الهداية لهم، واصبري واحتسبي، ولا تطلبي الموت، ولا تسألي الموت.
تذكر تقول: والدي شيخ كبير في السن، لا يستطيع الوقوف طويلاً في الصلاة، ولا يقوى على الركوع أو السجود؛ وذلك لأنه يشتكي من آلام شديدة في مفاصله؛ فلا يصلي إلا وهو جالس على مقعد، وإذا أراد الركوع أو السجود لا تصل أعضاؤه إلى الأرض، وجميع الصلوات يصليها في المنزل، علماً بأننا إذا نصحناه أن يصلي في المسجد يجيبنا بقوله: إن الله يعلم بعجزي وضعفي يا أولادي، والسؤال يبقى يا سماحة الشيخ: هل يعذر الوالد في صلاته بالمنزل؟ وهل تصح الصلاة دون أن تصل الأعضاء إلى الأرض، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: نعم إذا كان عاجزاً؛ تصح يصلي في الهواء؛ يركع في الهواء، ويسجد في الهواء، يصلي وهو قاعد، هو أعلم بنفسه، والله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، والنبي يقول صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين لما كان مريضاً: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً) فالمؤمن يصلي حسب حاله، والله جل وعلا يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] والنبي يقول صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) فإذا كان عاجزاً عن السجود في الأرض وعن الركوع؛ فإنه يفعل المستطاع: يركع المستطاع، ويسجد المستطاع، ويكون سجوده أخفض من ركوعه. نعم.
الجواب: فسر العلماء هذا بأنهن (كاسيات) من نعم الله، (عاريات) من شكرها، وفسره آخرون بأنهن (كاسيات) ثياب الرقيقة أو قصيرة عاريات؛ لأن الثوب القصير والرقيق ما هو كسوة، (مائلات) عن الحق عن العفة، (مميلات) لغيرهن إلى الفساد والزنا، هؤلاء متوعدون بالنار هؤلاء النسوة متوعدات بالنار؛ لهذا العمل السيئ، كونهن كاسيات عاريات كاسيات ثياباً رقيقة أو قصيرة، عاريات في الحقيقة، أو كاسيات من النعم، عاريات من شكر الله بالمعاصي، يعني: عريهن؛ فعلهن المعاصي، مائلات عن الحق وعن العفة، مميلات لغيرهن نسأل الله العافية.
(رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة) يعني: يعظمن رءوسهن، يجعلن على رءوسهن أشياء كبيرة تعظمها. نعم.
الجواب: إذا كانت أرضعتك خمس رضعات أو أكثر في الحولين؛ فأنت ولدها، وإخوانها أخوالك، وأخواتها خالاتك، وأمها جدتك، وأبوها جدك من الرضاعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب).
وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الخمس الرضعات تكفي، إذا كانت أرضعتك خمس رضعات أو أكثر، صار الرضاع شرعياً، نعم. في الحولين قبل أن تفطم. نعم.
الجواب: ما بين السرة والركبة هذه العورة المستفحشة، ولكن ينبغي لها أن تحتشم، تلبس الثياب الضافية، تستر بدنها كله، تكون قدوة في الخير، تستر بدنها ورأسها، تكون قدوة في الخير، لكن لو رأت المرأة منها صدرها، أو رأت رأسها، أو رأت ذراعها لا يضر، أو رأت ساقها لا يضر، لكن كونها تحتشم.. تلبس الملابس الحشيمة الطيبة، هذا هو الأولى والأحوط. نعم.
الجواب: الصواب لا يأثم، لكن يجتهد في حفظه ولا يأثم؛ لأن النسيان ليس بطاقته رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] (قال الله: قد فعلت)، لكن يجتهد في حفظه ويبشر بالخير، من اجتهد يسر الله أمره، وما نسي لا يؤخذ به، لكن عليه الاجتهاد؛ لأن الله يقول: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله: قد فعلت).
الجواب: يعود للعضو الذي لم يغسله ثم يغسل ما بعده، يعيد الوضوء كله من أوله إذا ترك الوجه يبدأ يعود للوجه، ثم يعود يغسل اليدين، ثم يمسح رأسه ثم يغسل رجليه؛ لأنه لابد من الترتيب، فإذا نسي غسل يديه قبل وجهه، يعود يغسل وجهه ثم يغسل يديه، نعم.
الجواب: الصواب أنه لا يبطل الوضوء، لا الزوجة ولا غيرها، إذا كان ما خرج شيء من الذكر من الفرج، مجرد مس أو قبلة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ، أما قوله سبحانه: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43]، فالمراد به الجماع، ما هو باللمس المراد بـ (لامستم) يعني: جامعتم النساء، أما لمسها وتقبيلها أو مصافحتها أو ما أشبه ذلك، هذا لا ينقض الوضوء مطلقاً، ولو عن شهوة، ولو عن تلذذ، الصواب أنه لا ينقض الوضوء، هذا هو الراجح من أقوال العلماء. نعم.
الجواب: الواجب مسحه كله، كان النبي يمسحه كله عليه الصلاة والسلام، فعلينا أن نتأسى به عليه الصلاة والسلام، فالواجب مسح الرأس كله مع الأذنين، يمسح داخلهما وظاهرهما. نعم.
الجواب: عليها أن تعمه بالماء، ولا يلزمها النقض، تعمه بالماء ويكفي والحمد لله. نعم.
الجواب: على قدر خوفه من الله وتعظيمه لله، ومسارعته لما أوجب الله، وتركه لما حرم الله؛ يدل هذا على قوة الإيمان، وإذا تساهل بالمعاصي فهذا يدل على ضعف الإيمان.
فالإيمان القوي هو الذي يتضمن خوف الله ومراقبته والمسارعة إلى ما أوجب والحذر مما حرم، هذا دليل على قوة الإيمان، وأن صاحبه على خير.
أما إذا كان يتساهل بالمعاصي، ترك الصلاة في الجماعة، عقوق الوالدين، الغيبة، النميمة، تعاطي الربا؛ هذا يدل على ضعف الإيمان وقلة الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب: كل هذا سنة، الإنسان إذا صلى قبل العصر أربعاً، يقول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأً صلى أربعاً قبل العصر)، وكان يصلي أربعاً قبل الظهر عليه الصلاة والسلام، وثنتين بعدها، وإن صلى بعد الظهر أربعاً فهو أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها؛ حرمه الله على النار)، فإذا صلى بعدها أربع وقبلها أربع -الظهر- هذا أفضل، أما الراتبة فهي ثنتان، يعني: تسليمة واحدة بعد الظهر، وقبلها تسليمتان، هذا هو هذه الراتبة، ست ركعات: قبلها أربع وبعدها ثنتان، لكن لو صلى بعدها أربعاً فهو أفضل، وبعد أذان المغرب ركعتان، يصلي بعد أذان المغرب ركعتين، وبعد أذان العشاء ركعتين، هذا أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، لمن شاء) وفي اللفظ الآخر: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: لمن شاء)، دل على أنها مستحبة، وبعد العشاء ركعتين راتبة، وقبل الفجر ركعتان راتبة، يصلي قبل الفجر ركعتين بعد طلوع الفجر راتبتها. نعم.
الجواب: زوجة الخال وزوجة العم وزوجة الأخ لسن من المحارم، إذا مات زوجها أو طلقها وخرجت من العدة؛ جاز أن ينكحها ولد أخته لا بأس، زوجة الأخ، الأخ أقرب زوجته ما هي بمحرم، المحرم زوجة الأب والجد والابن، أما زوجة الأخ وزوجة الخال وزوجة العم، فلسن محارم، بل هو أجنبي ..، زوجة خاله أجنبية، زوجة عمه أجنبية، زوجة أخيه أجنبية، ليس له أن يخلو بها، وليس لها أن تكشف له.
الجواب: لست محرماً لهم، أنت خالتها خالة بنات أختك، فأزواجهن ليسوا محارم لك، زوج بنت أختك ليس محرماً لك ولست محرماً له، ولكن زوج أمك، زوج جدتك ما يخالف، زوج بنتك ما يخالف لا بأس، أما زوج الأخت وزوج بنت الأخت لا ليس بمحرم.
الجواب: قراءة الكتب فيها تفصيل: أما قراءة الكتب للتعلم، فلا بد أن يقرأها الإنسان على أهل العلم؛ حتى يعلموه ويفقهوه، أما قراءتها للحفظ حتى يستفيد منها ويسأل أهل العلم؛ فهذا طيب، ولكن أهم شيء القرآن، كونه يحفظ القرآن هذا أهم شيء، القرآن هو أصل كل خير، وهو أصدق كتاب وأفضل كتاب، إذا تيسر حفظه؛ فهو مقدم على كل شيء، ومن لم يحفظه يستحب له الإكثار من قراءته للرجل والمرأة في الليل والنهار؛ لما فيه من العلم العظيم والدعوة إلى الخير، فيستحب لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من قراءة القرآن الكريم من المصحف أو عن ظهر قلب.
أما الكتب الأخرى: فإذا تيسر له حفظ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العقيدة، كشف الشبهات له في العقيدة، ثلاثة الأصول له في العقيدة، والقواعد الأربع، شروط الصلاة كتاب جيد مختصر، العقيدة الواسطية، حفظ هذه جيد ينفع، بلوغ المرام في الحديث للحافظ ابن حجر ، عمدة الحديث للحافظ عبد الغني بن سرور المقدسي كتاب طيب إذا تيسر حفظه، الأربعين النووية وتتمتها لـابن رجب خمسين حديثاً هذه جيدة إذا تيسر حفظها، هذا طيب.
الجواب: له أجر عظيم إذا صبر واحتسب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له) فالصبر كون الإنسان عند المرض لا يفعل ما يخالف الشرع: لا يشق ثوباً، ولا ينوح، ولا يفعل ما حرمه الله، بل يصبر ويحتسب، ويتكلم بالكلام الطيب، هذا من الصبر، أما كونه يتشكى للناس: أنا كذا، أنا كذا، هذا خلاف الصبر، لكن مجرد الخبر عن مرضه لا بأس به، كونه يخبر أنه أصابه كذا وأصابه كذا من غير شكوى للناس، أو يخبر الطبيب حتى يعالجه لا بأس، أما أن يفعل ما حرم الله من الصياح والنياحة أو شق الثوب أو لطم الخد أو نتف الشعر أو ما أشبه ذلك، هذا لا يجوز، نعم.
الجواب: العين حق مثل ما قال صلى الله عليه وسلم: (العين حق، ولو أن شيئاً سبق القضاء لسبقته العين). قد تقع العين تضر بعض الناس، وليس باختيار الإنسان، قد يكون عنده عندما يرى شيء يعجبه قد يصاب المعيون بشيء يضره، فالإنسان يتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباح ومساء ثلاث مرات، فهذا من أسباب الوقاية، يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) صباحاً ومساء ثلاث مرات، هذه من أسباب الوقاية، ويقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحاً ومساء، هذا من أسباب الوقاية.
والعين حق قد تصدر من الإنسان بغير اختياره، قد يرى ما يعجبه من صحة إنسان أو كثرة ماله، أو غير هذا؛ فيحصل له أن يعينه، يعني ينظره.
الجواب: الرقية الشرعية علاج، والاغتسال علاج، إذا تيسر أن العائن يغتسل، يعني: لو ما اغتسل المقصود: يغسل وجهه ويتمضمض، ويغسل داخلة إزاره وأطراف قدميه، ينفع هذا، يصب على المريض ويغتسل به المعين؛ هذا ينفعه بإذن الله، وإن غسل وجهه وتمضمض في إناء وصبوه على المريض؛ نفع بإذن الله.
المقصود كونه يغسل وجهه ويتمضمض ويغسل يديه وداخلة إزاره وأطراف قدميه وركبتيه، هذا ينفع في علاج المعين، وقد جربنا أن غسل الوجه والمضمضة وغسل اليدين وحده يكفي بإذن الله في إزالة العين، فإذا اتهم إنسان بهذا وغسل وجهه ويديه وتمضمض في إناء، ثم صب على المريض؛ يبرأ بإذن الله.
الجواب: يعني يقول: اللهم اكفني شره، اللهم اكفني شر كل ذي شر؛ لأن العين ليست باختياره، قد ينظر بغير اختياره، ما هو برغبته، يقول: اللهم اكفني شر كل ذي شر، والإنسان إذا خاف من عينيه يقول: اللهم بارك لفلان، يبرك: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ حتى يصرف العين، نفسه إذا كان يخاف من عينه يقول: بارك الله في فلان، ما شاء الله كان، إذا رأى شيئاً يعجبه قال: اللهم بارك فيه. هذا من أسباب السلامة.
الجواب: قد يقع هذا عقوبة، وقد يقع ابتلاء وامتحاناً؛ ليرفع الله درجاته، قال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22] .. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، هذا كثير يقع بسبب كسب اليد، قد يفعل أشياء تسبب المصيبة، وقد تنزل المصيبة لحكمة بالغة كما يقع للأنبياء وغير الأنبياء؛ ليرفع الله درجاتهم ويعظم أجورهم سبحانه وتعالى، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيراً له)، وفي الحديث: (من يرد الله به خيراً يصب منه)، فالعبد يصاب بمصيبة من غير سيئة، بل ليرفع الله درجاته ويعظم أجره، إن عظم الجزاء مع عظم البلاء. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! لعلنا نستأنس الحقيقة بشرحكم لهذا الحديث العظيم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..).
الشيخ: هذا حديث ابن عباس حديث عظيم، احفظ الله بطاعته والاستقامة على دينه؛ يحفظك من كل شر، (احفظ الله تجده تجاهك -يعني: أمامك- إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) هذا مشروع للمؤمن أن يعتني بهذا وأن يحفظ حدود الله ومحارمه، وأن يؤدي الواجبات، وأن يحذر كل ما نهى الله عنه، وهذا من أسباب حفظ الله له، ومن أسباب توفيق الله له جل وعلا.
وكذلك ينزل حاجته بالله، يسأل الله ويستعين بالله، ويضع حاجاته بالله جل وعلا، كل هذا من أسباب التوفيق، يعني: ينزل حاجاته بالله، يسأل ربه كل حاجة، أن الله ييسر له كذا وييسر له كذا ويعطيه كذا ويرحمه من كذا، ويكفيه شر الذنوب، ويعينه على طاعة الله، ويرزقه الرزق الحلال، يطلب الله من فضله جل وعلا، ويحفظ الله بحفظ طاعته وترك معصيته.
الجواب: الاعتكاف: لزوم المسجد لطاعة الله والتعبد والخلوة بالله جل وعلا، في أي مسجد لا ما هو بخاص بالمسجد الحرام، بالمساجد كلها، كما قال تعالى: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187]، والحديث الذي ظاهره تخصيص المساجد الثلاثة حديث ضعيف شاذ مخالف للأدلة الشرعية.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام، أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر