إسلام ويب

الإرهاب اليهوديللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • واقع الأمة اليوم واقع مأساوي، ينزف بالدماء وتطاير الأشلاء، وأكبر المسئولين عن ذلك هم إخوان القردة والخنازير وقتلة الأنبياء، والواقع أكبر شاهد على أن اليهود أئمة الإرهاب العالمي وقادته. فعلى الأمة الإسلامية أن تفيق لتأخذ بثأرها، وتنزع السوط من يد جلادها، وأن تعلم أن الحل لن يأتي عن طريق طاولة المفاوضات أبداً، فإن اليهود هم اليهود (نقضة العهود)، وإن الحل لا يكون إلا بالرجوع إلى الله، وبرفع راية الجهاد في سبيل الله.

    1.   

    واقع ينزف

    إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً. وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة في جنته ودار مقامته؛ إنه ولي ذلك ومولاه. أحبتي في الله! الإرهاب اليهودي. هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم، وسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في هذا الموضوع الذي يجمع بين الآلام والآمال، وبين الجراح والأفراح في العناصر المحددة الآتية: أولا: واقع ينزف. ثانياً: اليهود هم اليهود. ثالثاً: الكفر ملة واحدة. رابعاً: فما الحل؟ وأخيراً: لا تيأسوا، فمن رحم الظلام يولد الصباح، فأعيروني القلوب والأسماع، والله أسأل أن يقر أعيننا بذل اليهود والأمريكان، ونصرة الإسلام والمسلمين، إنه ولى ذلك والقادر عليه. واقع ينزف! آه يا مسلمون متنا قروناً والمحاق الأعمى يليه محاق أي شيء في عالم الغاب نحن آدميون أم نعاج نساق نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق وعلى المحصنات تبكي البواكي يا لعرض الإسلام كيف يراق قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياق واقتلعنا الإيمان فاسودت الد نيا علينا واسودت الأعماق وإذا الجذر مات في باطن الأر ض تموت الأغصان والأوراق إنها المحنة والرزية.. إنها الفتنة.. إنها مرحلة الاستضعاف!! آه يا مسلمون القدس تباد والعالم كله خسة وخيانة ونفاق القدس من دولة المجد عثما ن أبوها والفاتح العملاق القدس من قلب مكة بالتو حيد يعلو لواؤها الخفاق تركوها وحولها من كـ لاب اليهود طوق من خلفه أطواق قدمته الصلبان لليهود قربا ناً ولليهود كلهم عشاق ولو فعلنا باليهود ما فعلوه لرأينا مثل الذي رآه عراق قد حفظنا للمرة الألف عنكم عالم الغاب ما له ميثاق

    صورة سوداء من صور الإرهاب اليهودي في فلسطين

    واقع ينزف.. طفل لا يعرف أين ذهب أبوه! ولا أين ذهبت أمه! ولا أين ذهب إخوانه! طفل في الثانية من عمره ينظر إلى السماء التي حولها السلاح الأمريكي في أيدي اليهود إلى نهار مضيء فيتساءل: ما هذه الأنوار في جو السماء في ظلام الليل الدامس؟! ما الذي حول سماء فلسطين المظلمة إلى نهار وأنوار متأججة متوهجة.. وهو لا يدري أن الصواريخ والطائرات والدبابات والمدافع قد حولت هذا الظلام الدامس الحالك إلى نار مضيئة!! ثم ينظر فيرى أشلاء أمه تتناثر! ويرى أشلاء أبيه تتمزق! ويرى دماء إخوانه تنساح في كل واد! فيخرج الطفل مذعوراً.. مفزوعاً.. يخرج إلى الشوارع والطرقات! فيرى جندياً يهودياً يقابله بهذا المدفع الرشاش أو بهذه الدبابة! بل بأرتال من الدبابات والمجنزرات! حتى لم يبق اليهودي على بيت، ولا يبقى رجلاً ولا امرأةً ولا طفلاً يحمل حجراً في يده؛ لأنه ما زال يقدر على حمل الحجر في يده! دكوا مخيم جنين وسووا هذا المخيم بالأرض، وانبعثت رائحة -لا أقول رائحة الجثث- بل رائحة الخيانة.. خيانة العالم الغربي.. خيانة العالم العربي.. خيانة زعماء العالم كله في الداخل والخارج.. في الشرق والغرب. لا أقول انبعثت روائح جثث إخواننا من الشهداء -أسأل الله أن يتقبلهم عنده في الشهداء- بل انبعثت روائح الخيانة. من أين؟! من تحت الأنقاض! من المقابر الجماعية! ما الذي فعله العالم إلى الآن؟ لم تستطع قوة على وجه الأرض أن تحصر عدد القتلى أو عدد الشهداء؛ لأن اليهود دكوا المخيم دكاً في تسعة أيام متواصلة وسووه بالأرض! ودفنوا الجثث في مقابر جماعية وأهالوا على هذه الجثث الزكية من رجال ونساء وأطفال التراب. ولقد وصل بالأمس مبعوث الرمم المتحدة في الشرق الأوسط، وصرح تصريحات واضحة، وقال: إن ما حدث في مخيم جنين فاق كل التصورات، قال: حتى شممت رائحة الجثث في الشوارع.. في الطرقات، بل ورأى -على حد تعبيره- مجموعة من الفلسطينيين ما زالوا إلى يومنا هذا يستخرجون الجثث من بين الأنقاض.

    قلب الحقائق عند اليهود وأعوانهم

    أيها الأحباب! بالأمس بوش -لعنه الله في الدنيا والآخرة، هذا الظالم السفاح، يقول: شارون رجل سلام! وعلى عرفات أن يبذل ما وعد به من القضاء على الإرهاب! آه! أمر يفجر الدم من الرأس! أي إرهاب يا مسلمون؟! أي إرهاب؟! أصار الدفاع عن العرض إرهاباً؟! أصار الدفاع عن المقدسات إرهاباً؟! أصار الدفاع عن الشيوخ والنساء والأطفال إرهاباً؟! قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر لو قتل غربي قام العالم كله، ولو قتل شعب آمن أعزل لا يملك شيئاً فهذا أمر عادي! إنهم إرهابيون!! إن الفلسطينيين هم الإرهابيون! أما شارون السفاح المجرم، مدبر كل هذه المجازر من (صبرا، وشاتيلا، وتل الزعتر، ودير ياسين...) إلى آخر هذه المجازر في مخيم جنين فإنه رجل سلام!! إنا لله وإنا إليه راجعون. أصرخ! ولكن في صحراء مقفرة! ويصرخ الأحرار والشرفاء في الشوارع والطرقات! ولكن أين المعتصم؟! عبثاً دعوت وصحت يا أحرار عبثاً لأن قلوبنا أحجار عبثاً لأن عيوننا مملوءة بالوهم تظلم عندها الأنوار عبثاً لأن شئوننا يا قومنا في الغرب يفتل حبلها وتدار ولأننا خشب مسندة فلا ندري ماذا يصنع المنشار أما سقوط الأقصى فحالة مألوفة تجري بها الأقدار هذي شئون القدس ليس لنا بها شأن ولا للمسلمين خيار يا ويحكم يا مسلمون قلوبكم ماتت فليست للخطوب تثار أنكرتم الفعل الشنيع بقولكم شكراً لكم لن ينفع الإنكار شكراً لقادة العرب! شكراً على تنظيم مؤتمراتكم وعلى القرار يصاغ منه قرار وعلى تعاطفكم فتلك مزية فيكم تصاغ لمدحها الأشعار يا ويحكم يا مسلمون نساؤكم يسألن عنكم والدموع غزار هذي تساق إلى سراديب البغا سوقاً وتلك يقودها الجزار لو أن سائحة من الغرب اشتكت في أرضكم لتحرك الإعصار أما الصغار، أي: في فلسطين أما الصغار فلا تسل عن حالهم مرض وجوع قاتل وحصار فاليهود يذبحون رجالهم ونساءهم وما لهم ناصر ودمع عيونهم مدرار يا ويحكم يا مسلمون تنسون أن الضـ عف في وجه العدو مذلة وصغار هذي هي القدس يحرق ثوبها عمداً ويهتك عرضها الأشرار تبكي وأنتم تشربون دموعها وعن الحقائق زاغت الأبصار هذا هو الأقصى يهود جهرة وبجرحه تتحدث الأخبار هذا هو الأقصى يطحنه الأسى وجموعكم يا مسلمون نثار مليارنا لا خير فيه كأنما كتبت وراء الواحد الأصفار ما جرَّأ اليهود إلا صمتنا ولكم يذل بصمته المغوار خابت سياسة أمة غاياتها تحقيق ما يرضى به الكفار واقع ينزف!! ما الذي دهى الأمة؟! ما هذا؟! إلى متى؟! متى سيفيق الحكام والزعماء؟ فوالله الذي لا إله غيره إن المخطط اليهودي لا يقتصر على فلسطين فحسب، بل إن خريطة اليهود مرسومة على (الكنيست)، وقد صرح بهذا بن غوريون في أول يوم اعترفت فيه الدول الغريبة الظالمة بهذه الغدة السرطانية الخبيثة على الثرى الطاهر، قال بن غوريون : قد لا يكون لنا الحق في فلسطين من منظور سياسي أو قانوني، ولكن فلسطين حق لنا من منظور ديني عقدي، فهي أرض الميعاد التي وعدنا الله بها من النيل إلى الفرات. انظروا إلى خريطة وتاريخ اليهود؛ لتعرفوا أن القوم يخططون، ولن يقتصر اليهود على فلسطين، لا ورب الكعبة، بل إن لليهود هدفاً واحداً قد بينه لنا ربنا جل جلاله ألا وهو أن يخرج المسلمون من دينهم، كما قال الله تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].

    1.   

    اليهود هم اليهود

    عنصرنا الثاني بإيجاز شديد: اليهود هم اليهود، ومكمن الخطر أن الحكام والزعماء والساسة ما زالوا يتفاوضون معهم وهم لا يعرفون شيئاً ألبتة عن طبيعة اليهود. ما زلنا ننتظر شارون رجل السلام.. اليهود حمائم السلام.. أمريكا هي الراعي الأوحد لعملية السلام في المنطقة! لابد من التدخل الأوربي! لابد أن نناشد هيئة الأمم ومجلس الأمن! لابد من أن يتدخل بوتن السفاح الروسي الملعون الملحد حتى يتم التوازن في المنطقة.. إلى آخر هذه الكلمات التي تنم عن جهل فاضح بطبيعة القوم.. بطبيعة اليهود .. بطبيعة من نفاوض. لماذا؟ لأن القرآن غُيِّب عن الساحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غُيِّب بشريعته عن الساحة، فصار كل واحد يهرف بما لا يعرف! أما لو دخلت الساحة من جديد كلمات ربنا وكلمات الصادق نبينا؛ لعلم المفاوض مع من يتفاوض.. ولعلم الساسة مع من يتحدثون، وعلى مائدة من يجلسون. اليهود لا يعرفون سلاماً، ولن يعرفوا سلاماً قط حتى ولو منحوا الفلسطينيين أو الأمة هدنة، فإنها هدنة للتجديد.. هدنة للتخطيط.. هدنة للإعداد.. فاليهود لا يعرفون ولن يعرفوا السلام قط. هل تصدقون الله؟! هل تصدق الأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! اليهود ما ثبتوا على عهد قط، وهذا كلام ربنا إن كنا لا زلنا نصدق ربنا! وليس بقول زعيم ولا عالم!! يقول ربنا جل جلاله: الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ [الأنفال:56]. هذا قرآن يا مسلمون! وددت لو أسمعت زعماء الأمة هذا، ربما كانوا لا يسمعون القرآن، ولا يقرأ أحد منهم كلام الرحمن: الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ [الأنفال:56]، قال تعالى: أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا هذا العهد منهم هم أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:100] فاستحقوا اللعن من الله، واستحقوا أن يبتليهم الله بقسوة قلوبهم، قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة:13] فاليهود لا يعرفون عهداً ولا ميثاقاً ولا وفاءً! كيف يفي اليهود بالعهود؟! اليهود لا يعرفون سلاماً، وهذا دأب القوم وطبيعتهم، ولا ينبئك عن اليهود مثل خبير، قال جل وعلا: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14] هذه عقيدة لابد أن تتأصل في قلب كل رجل وامرأة، وكل شاب وطفل من أطفالنا.

    1.   

    الكفر ملة واحدة

    أيها الأحبة! إنني أتعجب غاية العجب ممن ينتظرون من أمريكا أن تنصر القضية، أو أن ينصر الغرب القضية، فالكفر ملة واحدة وهذا هو عنصرنا الثالث. فلابد من تكرار هذه المادة العقدية، ولابد من تأصيلها الآن في القلوب: لا ينصر الشرك إيماناً، ولا ينصر الكفر توحيداً قط: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]. قال جل جلاله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران:118]. وقال الله جل جلاله: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، قال الله جل جلاله: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217]، وقال الله جل في علاه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1]. هل تريد الأمة أدلة أكثر من ذلك؟! متى نصر الكفر إيماناً؟! حال أمتنا حال عجيبة وهي لعمر الله بائسة كئيبة يجتاحها الطوفان طوفان المؤامرة الرهيبة ويخطط المتآمرون كي يغرقوها في المصيبة وسيحفرون لها قبوراً ضمن خطتهم رحيبة قالوا: السلام قلت يعود الأهل للأرض السليبة وسيلبس الأقصى غداً أثواباً قشيبة فإذا سلامهم هو التنـ ـازل عن القدس الحبيبة فبئس سلامهم إذاً وبئـ ـست هذه الخطط المريبة وأقول وأكرر: قالوا لنا: ما الغرب قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا لكنه خاو من الإيمان لا يرعى ضعيفاً أو يسر حزينا الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمي بسهم المغريات لدنيا الغرب مقبرة العدالة كلما رفعت يد أبدى لها السكينا الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا الغرب يحمل خنجراً ورصاصة فعلام يحمل قومنا الزيتونا كفر وإسلام فأنى يلتقي هذا بذلك أيها اللاهونا أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه ولكن ألوم المسلم المفتونا وألوم أمتنا التي رحلت على درب الخضوع ترافق التنينا وألوم فينا نخوة لم تنتفض إلا لتضربنا على أيدينا يا مجلس الأمن! بل يا مجلس الخوف! يا مجلس الأمن المخيف إلى متى تبقى لتجار الحروب رهينا وإلى متى ترضى بسلب حقوقنا منا وتطلبنا ولا تعطينا لعبت بك الدول الكبار فصرت في ميدانهن اللاعب الميمونا يا مجلساً غدا في جسم عالمنا مرضاً خفياً يشبه الطاعونا شكراً لقد أبرزت وجه حضارة غربية لبس القناع سنينا شكراً لقد نبهت غافل قومنا وجعلت شك الواهمين يقينا يا مجلس الأمن انتظر إسلامنا سيريك ميزان الهدى ويرينا إني أراك على نهاية ناهية ستصير تحت ركامها مدفونا إن كنت في شك فسل فرعون عن غرق وسل عن خسفه قارونا أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:6-14]. أيها المظلوم صبراً لا تهن.. إن عين الله يقظى لا تنام. نم قرير العين واهنأ خاطراً إن عدل الله دائم بين الأنام وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]. وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:42] ونحن ورب الكعبة نؤمن بهذا إلى حد عين اليقين، بل حق اليقين: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [إبراهيم:47] فالغرب لن ينصر لنا قضية أبداً. كررنا هذا، وأكرره وسأكرره مراراً وتكراراً: الغرب لن ينصر لنا قضية؛ لأن الكفر ملة واحدة.

    1.   

    ما هو الحل

    أيها الأحباب! السؤال الآن: ما الحل؟ والحل على مستويين: مستوى الأمة -مستوى الساسة والحكام- ومستوى الأفراد.

    الحل على مستوى الزعماء

    أولاً: على مستوى الزعماء: أول خطوة تجب عليهم: أن يرجعوا إلى الله، وأن يعلنوا توحيدهم لله، وأن يحكموا في البلاد والعباد شرعه، وأن يمتثلوا أمره، وأن يجتنبوا نهيه، وأن يقفوا عند حدوده، وأن يرددوا مع شعوبهم المسلمة قولة السابقين الأولين الصادقين: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285]، ونحن بهذا أمام حد الإيمان وشرط الإسلام، قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]. فأنا لا أفهم أبداً من آية قرآنية أو سنة ربانية كونية أو كلمات نبوية، لا أفهم ألبتة أن رب البرية جل جلاله ينصر أناساً قد خذلوا دينه وغيروا شريعته في الجملة. لابد أن يرجعوا إلى الله ابتداءً، وأن يحكموا في البلاد والعباد آيات الله ومنهج الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينئذٍ تكون الأمة مهيأة للخطوة التالية التي لا كرامة للأمة الآن إلا بها ألا وهي أن ترفع راية الجهاد في سبيل الله. إنني أعي ما أقول! ماذا لو اتخذت الأمة عبر قادتها قرارات سياسية ودبلوماسية فإن لم تجد فنحن لا نحب الحرب ولا نحب سفك الدماء إطلاقاً، لكن لابد من أن تروى شجرة الدعوة بدماء الأطهار الأبرار؛ لتظل هذه الشجرة مثمرة. هذا أمر كوني قدري قضاه الله تبارك وتعالى وقدره على أهل التوحيد؛ ليفوزوا بإحدى الحسنين: إما النصر، وإما الشهادة. ولن تكون الأمة مهيأة لرفع راية الجهاد لإعلاء كلمة الله، إلا إذا عدنا إليه سبحانه وتعالى واعتصمنا به ولجأنا إليه وحده، وجددنا الثقة فيه وحده، ورجوناه وحده، وقطعنا كل العلائق والروابط وارتبطت قلوبنا بالله سبحانه وتعالى وحده. لماذا لا تتخذ الأمة قرارات سياسية أو دبلوماسية كطرد سفراء أو سحب سفراء وإن كنت أعلم أن هذا لا يغير من الواقع شيئاً، لكن فلتخط الأمة على الطريق خطوات؟! ولماذا لا تستخدم الأمة سلاح المقاطعة للسلع التي تستغني عنها الدول والشعوب؟ هناك كثير من السلع الاستهلاكية لا نحتاج إليها، أو لن نموت بدونها، أما السلع الرئيسية التي تحتاج إليها الشعوب والأمم فلا حرج في ذلك ولا بأس، لكن هذا يدفع الأمة الآن دفعاً إلى أن تبدع ، والأمة لا تفتقر إلى العقول والأدمغة المبدعة، لكنها الهزيمة النفسية التي منيت بها أمة سيد البشرية ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولماذا لا تستثمر الأمة ما رزقها الله تبارك وتعالى به من طاقات كالبترول في محاربة أعداء الله؟! استهزئ بقرار العراق بقطع البترول عن أوروبا وأمريكا لمدة شهر! سخر بهذا القرار واستهزئ به، فماذا لو كان هذا القرار سارياً على مستوى الأمة؟! إذاً: لتغير الحال، فإن استخدمت الأمة كل هذه الخيارات السلمية ولم تجد شيئاً مع السفاح شارون -وأنا أعلم أنها لن تجدي شيئاً، لكن هذا من باب الطرح- فحينئذ لا خيار أمام الأمة إلا أن تفتح الباب لملايين الرجال والشباب ممن تتحرق قلوبهم شوقاً للشهادة في سبيل الله. أيها الأحباب! لماذا لا يمكن العلماء اليوم والدعاة من تجييش طاقة الأمة لإحياء روح الجهاد في سبيل الله؟! فليمت مليون! إلى أين يذهبون إن صحت النوايا إلى الفردوس الأعلى. يا إخوة! تصوروا أن رجلاً قد أذنب ما قدر الله له أن يذنب -فنحن نؤمن بأن الخير والشر مخلوقان لله- ومع أول قطرة دم تنبعث من جسده الطاهر في ساحة الجهاد يغفر الله له كل ذنوبه! أي مكسب هذا في عالم المكسب والخسران؟ إما عظماء فوق الأرض بكرامة وإما عظام تحت الأرض، ونسأل الله الشهادة. أقسم بالله أن نساءنا سيسبقنا وأن أطفالنا سيسبقوننا إلى هذه الساحة؛ لنعلم كلاب الأرض من اليهود مهما كانت مجنزراتهم وأسلحتهم درساً لا ينسوه أبداً. ورب الكعبة سُيعلم شباب محمد صلى الله عليه وسلم كلاب الأرض من اليهود أن محمداً مات وما خلف بنات، بل خلّف رجالاً تحترق قلوبهم شوقاً للشهادة في سبيل الله. فليفتح الباب، فليمت مليون.. مليونان.. عشرة ملايين... الناس يريدون الشهادة. أيها الأحبة! لو مكن العلماء الآن من وسائل الإعلام لجيشوا -والله- ملايين الشباب في الأمة ممن يتشوقون للجهاد في سبيل الله ضد كلاب الأرض من اليهود ، ثم لو حكم الزعماء شرع الله فلا خوف من هذا الشباب؛ لأنه سيرجع ليسمع ويطيع... هكذا علمنا نبينا، فشبابنا لا يبحث عن الزعامات، ولا يبحث عن القيادات، إنما يريد فقط أن يحكم بقال الله.. قال رسول الله، ولو حكمنا عبد حبشي مجدوع الأنف سنسمع له ونطيع، وسنكون سهاماً في كنانته يحركنا حيث شاء ما دام أنه يحركنا إلى مرضاة من يقول للشيء: كن فيكون .

    الحل على مستوى الأفراد

    أما على مستوى الأفراد فأنا أنكر غاية الإنكار على أي شاب مسلم يخرج في مظاهرة ليحطم سيارة أو محلاً! لماذا نحطم بلادنا وأرضنا؟! لماذا تحطم سيارة أخيك وهو يسير في أمن وأمان؟! لماذا نعتدي على محلات إخوتنا من المطحونين أصلاً؟! لماذا؟ نريد فطنة يا إخوة! نريد تعقلاً.. نريد فهماً.. نريد وعياً.. نريد حضارة إسلامية في التفكير والسلوك. ما قيمة هذه المظاهرات التي تخرب وتدمر؟ أنا لا أمنعك من التظاهر، بل يجب عليك أن تعبر عن غضبك، وأن تعبر عن احتراقك بأسلوب حضاري، وأنا لا أستعير هذه اللفظة من هؤلاء المجرمين لا، بل إن الإسلام هو أول من أسس الحضارة، وما سرقت أوروبا الحضارة إلا من الأندلس، وما سرقت فرنسا الإضاءة الكهربائية إلا من المسلمين. يوم رصفت شوارع الأندلس كانت فرنسا تعيش في الوحل والطين، ويوم أضيئت شوارع الأندلس كانت فرنسا رائدة الحضارة في هذا الزمان، وإنجلترا التي كانت لا تغيب عن مملكتها الشمس تعيشان في الظلام الدامس. فالإسلام هو الذي أسس الحضارة، فنحن نريد أن نعبر عن غضبنا وعن ألمنا بأسلوب حضاري، ونبتعد كل البعد عما يغضب الله جل وعلا، وعما يفسد علينا أرضنا وبلادنا. أنا لا أجامل بذلك مخلوقاً، إنما هذا ما أدين به لربي تبارك وتعالى. ثم فرق كبير بين أن تعبر عن غضبك في مثل هذه المسيرات السلمية بالضوابط الشرعية: من عدم اختلاط، وعدم تعطيل وإفساد. فرق كبير بين أن تعبر من خلال هذا وبين أن تعتقد أن النصرة للدين في مثل هذه المسيرات. فرق كبير بين هذا وذاك، بل أخشى الآن -ورب الكعبة- أن تفرغ طاقات الأمة في مثل هذه المظاهرات الحماسية، أخشى أن تفرغ الطاقات في مثل هذه المظاهرات، فقد يخرج الرجل ويحطم بالحجارة ويرجع وهو معتقد أنه فتح القدس، وأدى كل ما عليه لله جل وعلا! أكرر القول حتى لا يردد القول أحد طلابنا بخطأ: فرق بين أن تعبر عن غضبك وأملك بقلبك في هذه المسيرات السلمية وبين أن تعتقد أن هذا هو السبيل للنصر، فالطريق النصر تصحيح العقيدة.. تصحيح العبادة.. تحكيم الشريعة.. تصحيح ما فسد واعوج من الأخلاق.. تهيئة جيل النصر بالتربية على القرآن والسنة.. وكل هذا التأصيل يأتي بعده حتماً: رفع راية الجهاد في سبيل الله. هذا ما أدين الله به وسيسألني شاب من طلابنا: هل ستنتظر الأمة -أيها الشيخ- لتربى على العقيدة والعبادة؟! والجواب: فرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع. أما جهاد الطلب: فهو فرض كفاية، إن قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن بقية المسلمين، هذا هو الذي يحتاج إلى التربية المتواصلة.. من إعداد عقدي.. من إعداد تعبدي.. من تحكيم لشرع الرب العلي.. من تهيئة لجيل النصر. أما جهاد الدفع، ومعناه: أن يداهم العدو أرضاً من أراضي المسلمين، فعند ذاك صار الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة في هذه الديار التي داهمها العدو، كل بحسب قدرته واستطاعته، ويحرم على المسلم القادر على الجهاد أن يجلس في بيت من بيوت الله ليطلب العلم الشرعي. أيها الأحبة! في جهاد الدفع يجب عليك أن تدفع العدو الصائل، ويحرم عليك أن تتقاعس عن الجهاد لأي سبب إن كنت قادراً على أن تشارك في حدود قدراتك واستطاعتك وإمكانيتك. فأرجو من شبابنا أن يؤصلوا هذه المسائل الشائكة الدقيقة؛ لأن الحماس وحده لا يكفي، ولأن الإخلاص وحده لا يكفي، بل لابد أن يكون الحماس والإخلاص منضبطين بضوابط الشرع، حتى نرضي ربنا جل جلاله، وحتى نكون بحق من أنصار نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا واقع مرير نحياه- وهذا تأصيل يبتعد كل البعد عن التنظير الباهت الفارغ البارد، لكنني أتحدث عن واقع نعرفه جمعياً. إن لم تستطع أن تجاهد مع إخوانك بنفسك فبمالك، فلو تبرعنا الآن بمائه جنيه ونحن نعلم يقيناً أنه لن يصل من المائة جنيه إلا عشرة جنيهات فلنبذل المائة الجنيه لتصل العشرة جنيهات، فإخواننا هنالك في حاجة إلى جنيه لا إلى عشرة جنيهات، وأنا أتحدث من خلال الواقع الذي نعرفه. أخي في الله! جاهد بمالك فإن لم تستطع فبدعائك، لا تحتقر الدعاء ولا تستهن به، فأنا أقسم بالله أن القطار الأمريكي ما خرجت عجلاته عن القضبان بالأمس، وقتل فيه من قتل، وجرح فيه من جرح إلا استجابة من الملك لدعوة مطحون مظلوم لا يقدر على شيء. وأن هذه الطيارة السياحية التي ضربت هذا البرج العالي في إيطاليا، والله ما أراها إلا استجابة من الله العلي الأعلى لدعوة صادقة من مسلم يحترق قلبه وهو لا يقدر أن يقدم شيئاً إلا الدعاء.. مسلم اطلع الله عليه في جوف الليل يتململ كتململ العصفور المبلل بماء المطر بين يديه أن يرفع الغمة عن الأمة. فلا تحتقر الدعاء -أخي- ولا تستهن به، فإننا الآن قد خذلنا إخواننا حتى في الدعاء، وأسألكم بالله من منكم دعا يوم الخميس الماضي في كل سجدات صلواته لإخوانه في فلسطين؟! أقسم بالله لو قدمنا الآن استمارة استبيان في الجمع الحاشد من الصفوة لرأينا قلة هي التي دعت لإخوانها في فلسطين في كل سجدة من سجدات الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. والله لن نرى إلا قلة، فاسمحوا لي أن أقول: أمة بخلت بالدعاء فهل تجود بالأموال والدماء؟! إن هذا التأصيل يأتي بعيداً عن التنظير البارد.. أمة بخلت بالدعاء فهل تجود بالمال والدماء؟! أيها الأحباب! ثم يأتي الجهاد بالكلمة.. بالمحاضرات.. بالدروس.. في الشوارع.. في الطرقات.. في الوظائف.. في المكاتب.. في المجلات تستطيع أن تتصل على مسئول من المسئولين فافعل، إن كنت تقدر على أن تعبر بمقال في جريدة فافعل، إن كنت تملك أن تعبر برسم (كاريكاتوري) معبر فافعل، إن كنت لا تستطيع أن تتحدث عن هذه القضية إلا أمام امرأتك وأولادك فافعل، إن كنت تقدر أن تتحدث في هذه القضية مع زملاء العمل فافعل، المهم أن تشغل القضية مجالسنا وقلوبنا وعقولنا، وأن نجاهد بالكلمة، فالكلمة من أعظم صور الجهاد في سبيل الله، ولن يسألنا الله تبارك وتعالى عن شيء عجزنا عن فعله، والله يعلم الصادق من الكاذب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : يسقط الواجب بالعذر عنه. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحيي قلوبنا، وأن يقر أعيننا بنصرة إخواننا. أسأل الله أن يقينا حر جهنم، وأسأل الله أن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع. وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    لا تيأسوا.. فمن رحم الظلام يولد الصبح

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم! صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وبعد: فأخيراً: أيها الأحبة! لا تيأسوا، فمن رحم الظلام يولد الصباح، فقد صرح جنرالات اليهود أن الفلسطينيين سطروا ملحمة من أروع ملاحم البطولة والفداء في مخيم جنين. قرأت لضباط في الجيش الصهيوني يقولون: لقد تحولت شوارع جنين إلى ألغام محرقة! هل تتصور ماذا فعل إخواننا مخيم جنين؟! مكان لا تزيد مساحته عن أربعة كيلو مترات مربعة فقط -ولا يزيد اتساع الشارع في كل شوارع مخيمات جنين عن مترين فقط- فخخ إخواننا أعمدة الكهرباء فيه ووضعوا العبوات الناسفة عليها، وعلى أغطية الصرف الصحي، وفخخوا بعض البيوت، وعجز الجيش اليهودي بأرتاله وصواريخه وطائراته لمدة ثلاثة أيام متواصلة أن يقتحم المخيم أمام هذا الصمود الباسل لإخواننا على أرض فلسطين، فما كان من المجرم رئيس الأركان شاءول موفاز إلا أن قاد العملية بنفسه، فبدأت الجرافات تهدم البيوت ليفتحوا طريقاً للدبابات في هذه الشوارع التي لا يزيد اتساعها عن مترين، ففتحوا مجموعة من الشوارع يزيد اتساع الشارع على20 متراً. تصور معي حجم الهدم للبيوت ليجعلوا الشارع بهذا الاتساع! وهدموا البيوت وصمد الأبطال إلى آخر طلقة في بنادقهم الآلية التي لا يزيد مداها عن مائتي متر، أمام الطائرات (الإف 16) أمريكية الصنع.. أمام طائرات الأباتشي الأمريكية.. أمام الرشاشات التي تعمل بالليزر. صمد هؤلاء الذين يعلمون يقيناً أن الغرب والشرق والعرب لن ينصروا لهم قضية، فاستعانوا برب البرية. سمعت أماً قد تجاوزت السبعين من عمرها ترفع رأسها ويديها إلى السماء وهي تقول: النصر منك يا رب! قلت: من هنا يأتي النصر إن شاء الله.. حينما تقطع كل العلائق الدنيوية، وتتعلق القلوب بمن يدبر أمر الكون، سيأتي النصر إن شاء الله، وما يحدث الآن على أرض فلسطين -ورب الكعبة- نصر وإن جرت الدماء.. وإن تطايرت الأشلاء!! نعم، لابد أن تروى شجرة الدعوة بالدماء؛ ليذهب الشهداء إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وليبقى من قدر الله له أن يبقى في عزة وكرامة، وهذا وعد الله تبارك وتعالى، وهذه سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير. صمد إخواننا في جنين إلى أن نفدت آخر رصاصة من بنادقهم الآلية، وسطروا ملحمة من أروع ملاحم البطولة.. الأم الفلسطينية.. الطفل الفلسطيني.. الشاب الفلسطيني الذي لم يبلغ العشرين من عمره، يعلم العالم كله الآن حقيقة التضحية وعظمة الفداء وشرف البطولة، فإن الله الذي جعل الأقصى والقدس سكناً للأنبياء لن يديم القدس أبداً سكناً لقتلة الأنبياء، قال تعالى: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ اسمع! ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ [آل عمران:111]. هذه الآية في اليهود: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ [آل عمران:111]، بل ستنزل الخلافة على الأرض المقدسة كما قال الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى في الحديث الذي رواه أحمد والحاكم بسند صححه الحاكم والذهبي والألباني : (أن النبى صلى الله عليه وسلم وضع يوماً يده على رأس ابن حوالة الأزدي، وقال: يا ابن حوالة ! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) فستنزل الخلافة الأرض المقدسة بموعود الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، لكن الله لا يعجل بعجلة أحد، ومع ذلك فليس أحد أرحم بالمستضعفين من رب العالمين. وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى وقال الهيثمي : رجاله ثقات من حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة). وفي الحديث الذي رواه أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب قد احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام) يعني: سيكون الإيمان في بلاد الشام حينما تقع الفتن. هذا وعد الله وهذا وعد الصادق رسول الله. اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.. اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.. اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين! اللهم احفظ إخواننا في فلسطين.. اللهم احفظ إخواننا في فلسطين..اللهم احفظ إخواننا في فلسطين.. اللهم احفظ إخواننا في فلسطين! اللهم إنهم حفاة فاحملهم.. اللهم إنهم عراة فاكسهم.. اللهم إنهم جياع فأطعمهم.. اللهم إنهم خائفون فأمنهم.. اللهم إنهم خائفون فأمنهم.. اللهم إنهم خائفون فأمنهم! اللهم شتت شمل اليهود .. اللهم شتت شمل اليهود .. اللهم! عليك باليهود وأعوانهم.. اللهم عليك بكل من خان الدين من أجل اليهود .. اللهم إنه لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه. . يا غياث المستغيثين.. يا غياث المستغيثين.. يا غياث المستغيثين أغثنا.. يا غياث المستغيثين أغثنا! اللهم أرنا في أمريكا آية.. اللهم أرنا في أمريكا آية.. اللهم أرنا في أمريكا آية.. اللهم أرنا في اليهود آية.. اللهم أرنا فيهم آية.. اللهم أرنا فيهم آية.. اللهم! أحصهم عدداً.. اللهم أحصهم عدداً.. اللهم اقتلهم بدداً.. اللهم لا تبق منهم أحداً. اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً.. اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً.. اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً! إلهنا انقطعت بنا كل الحيل، وانقطعت بنا كل السبل ولا ملجأ لنا إلا أن نلجأ لبابك فلا تحرمنا من فضلك وثوابك، ولا تطردنا عن جنابك! اللهم لا تحرمنا من فضلك وثوابك! اللهم لا تردنا خائبين ولا من فضلك قانطين، ولا من رحمتك وعفوك يائسين.. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا من إليه يلجأ الخائفون.. يا من إليه يلجأ الخائفون.. يا من إليه يلجأ الخائفون.. يا من عليه يتوكل المتوكلون.. يا من إليه تبسط الأيدي ويسأل السائلون. اللهم ارفع الهم والغم عن أمة المصطفى.. اللهم ارفع الهم والغم عن أمة المصطفى.. اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام وعز الموحدين! اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام وعز الموحدين.. برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم! اجعل مصر واحة للأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، يا رب لا تحرم مصر من الأمن والأمان.. يا رب لا تحرم مصر من الأمن والأمان. اللهم ارفع عن مصر الغلاء.. اللهم ارفع عن مصر البلاء.. اللهم ارفع عن مصر الوباء.. اللهم ارفع عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن وجميع بلاد المسلمين! يا رب إن القلوب بين أصبعين من أصابعك فحول قلوب الحكام إليك يا أرحم الراحمين.. اللهم حول قلوب الحكام إليك يا أرحم الراحمين! اللهم حول قلوبهم إلى قرآنك.. اللهم حول قلوبهم إلى سنة نبيك.. اللهم حول قلوبهم إلى شرعك.. اللهم! حول قلوبهم إلى شرعك.. أنت ولي ذلك والقادر عليه! اللهم! اشف صدورنا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، أنت ولي ذلك والقادر عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    757011710