إسلام ويب

يا ألف مليون مسلمللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يشن الصليبيون حرباً وحشية على الإسلام وأهله، ومن أعظم ذلك ما قام به الصرب من المذابح الجماعية، والمجازر المروعة، ضد إخواننا في البوسنة والهرسك، وذلك على مرأى ومسمع من العالم، فعلى المسلمين أن يفيقوا من غفلتهم، ويرجعوا إلى ربهم، وينصروا إخوانهم كل بما يستطيعه: بالمال والدعاء ونحو ذلك.

    1.   

    المجازر الصربية وغفلة المسلمين

    الحمد لله رب العالمين، أحمدك يا ربي! وأستعينك وأستغفرك وأستهديك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، جل ثناؤك وعظم جاهك ولا إله غيرك، اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التبجيل إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الصبر إلا على بلائك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الرجاء إلا لما في يديك الكريمتين. اللهم تدافع برك، واتصل خيرك، وكمل عطاؤك، وعمت فواضلك، وتمت نوازلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق على أعدائك وعيدك ووعدك، ولم تبق لنا حاجة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين! اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهوان المسلمين على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت إلهنا، إلى من تكلنا؟! إلى بعيد يتجهمنا! أم إلى عدو ملكته أمرنا! إن لم يكن بك غضب على المسلمين فلا نبالي. نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن لا تنزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين، وإمام الغر المحجلين، الذي وقف في ساحة الوغى يوم خرست الألسنة وصمتت الأفواه، ونطقت السيوف على منابر الرقاب، وقف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول بأعلى صوته: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب). اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج:1-22].

    الحقد الصربي في البوسنة والهرسك

    أيها المسلمون! هل سمعتم بمجزرة إخوانكم في جمهورية البوسنة والهرسك الإسلامية؟! يا من تلذذتم بالفراش! يا من تلذذتم بالطعام! يا من تلذذتم بالشراب! يا من عافستم الأزواج والأولاد! يا من وضعتم بين أيديكم أصناف وألوان الطعام والشراب! هل سمعتم بما حدث لإخواننا وأخواتنا المسلمات في جمهورية إسلامية، في قلب جزيرة البلقان، في يوغوسلافيا، هل سمعتم ما حدث لإخوانكم المسلمين في جمهورية البسنة والهرسك؟! أيها المسلمون في كل مكان! أيها الغافلون النائمون! انتبهوا، استيقظوا، أفيقوا واطردوا النوم والغفلة عن عيونكم، وعن قلوبكم؛ لتعلموا أن الحروب الصليبية ما انتهت ولن تنتهي إلا إذا شاء الله، وإلا إذا عاد المسلمون إلى ربهم جل وعلا، وإلى إسلامهم، إلى مصدر عزهم، وإلى مصدر شرفهم. هل سمعتم ماذا يفعله النصارى في يوغوسلافيا بإخواننا وأخواتنا في جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة؟! والله إن العين لتدمع، وإن القلب ليتمزق، وإنا لما يحدث لإخواننا على مرأى ومسمع من الدنيا لمحزونون! أين دعاة حقوق الإنسان؟! أين الذين ينتمون للديمقراطيات؟! أين الذين يرقصون على مسرح حرية الاعتقادات؟! خرست ألسنتهم! وماتت قلوبهم! حلال لهم حرام على الموحدين، حرام على المسلمين! على مرأى ومسمع من الدنيا، يذبح المسلمون ذبح الخراف وهم ينظرون!! فتعالوا بنا لعل الأعين الجامدة أن تدمع، ولعل القلوب الميتة أن تحيا، وأن تستيقظ وأن تقوم من سباتها العميق، وأن تنفض عن كاهلها غبار والوسن والنوم, الذي طال وطالت مدته، تعالوا بنا لنطير على جناح السرعة إلى إخواننا وأخواتنا.. إلى المسلمة التي صرخت بأعلى صوتها: وا إسلاماه! وا معتصماه! تقول: يا مسلمون هتك عرضي! وبقرت بطني! ووضع قائد المليشيات النصراني الكافر نطفة حية في بطنها! وسخر وضحك بأعلى صوته وهو يقول لها: هأنا أريد أن أرى هل ستنجبين ذكراً أم أنثى؟! على مرأى ومسمع من الدنيا، على مرأى ومسمع من المسلمين السذج! من المسلمين الذين فتحوا بلادهم للنصارى! وفتحوا قلوبهم للنصارى! وفتحوا بيوتهم للنصارى! ويأتي المسلم الغافل ليسألني ويقول لي: يا شيخ! إن لي صاحباً نصرانياً، هل عليّ إثم في زيارته؟! اسمعوا أيها الغافلون! ماذا يصنع النصارى بإخواننا الموحدين، إن أخواتنا المسلمات ينادين ويقلن: واإسلاماه! واإسلاماه! وامعتصماه! ولكن: ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح! ذبحوا الصبي وأمه وفتاتها ذات الوشاح وعدوا على الأعراض في انتشاء وانشراح يا ألف مليون وأين همُ إذا دعت الجراح ما ثم معتصم يغيـ ـث من استغاث به وصاح يا الله! قل الظهير، وقل المعين، وانعدمت المروءة، وانعدمت الشهامة، وانعدمت النخوة، وضاع عهد الرجال وأتى عهد النساء، وأقبل عهد الحريم! فلتزلزلي يا أرض! ولتزمجري يا جبال! ولتزمجري يا سماء! مضى عهد الرجال وأتى عهد النساء، وذبح المسلمون تذبيح الفراخ، هتكت أعراض نسائنا، هتكت أعراض أخواتنا، تصرخ عليك المسلمة وتقول: يا مسلم! يا أخي في الله! بقرت بطني، وهتك عرضي، وضاع شرفي ولكن أين الإسلام؟! وأين المسلمون؟! وأين المعتصم ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون!

    الحقد الصربي تاريخي وقديم

    وتبدأ القصة على هذه الأرض الإسلامية في جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة من عام ألف وثمانمائة وأربعة وأربعين من ميلاد المسيح -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- يوم أن أعلن الصرب النصارى الكفرة الفجرة برنامجهم القومي. وكان من بين بنود هذا البرنامج هذا القرار الذي يقول: بتهجير جميع المسلمين من جمهورية البوسنة والهرسك الإسلامية وغيرها، أو إدخالهم في النصرانية، أو في الديانة الأرذوذكسية النصرانية، ولما أصر المسلمون على دينهم وعلى توحيدهم وعلى إسلامهم وعلى دين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بدأ العداء، وأراد الصرب أن يعلنوا جمهوريتهم الصربية الكبرى، وبدأت المجازر من ذلك العام. وبدءوا بتدمير وإحراق قرية عن كاملها، على رءوس أطفالها وشيوخها، ورجالها ونسائها! وأتوا على جسر يمتد على نهر كبير وضربوا هذا الجسر فسقط عدد كبير من المسلمين في هذا النهر، ولما امتلأت الشوارع بالجثث المسلمة من المسلمين والمسلمات ألقوا بها في هذا النهر، ولما عجز النهر عن أن يلتقط هذه الجثث، ولفظ بها فطفت الجثث على سطح النهر والماء؛ ذهب الصرب النصارى ليبقروا بطون المسلمين والمسلمات حتى تهوي هذه الجثث في قاع هذا النهر! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وتمتد هذه الحرب الصليبية التي ما انتهت ولن تنتهي إلا إذا عاد المسلمون إلى الله، وعاد المسلمون إلى مصدر عزهم وشرفهم وكرامتهم، الذي قال عنه فاروق هذه الأمة عمر : كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

    مجازر على مرأى ومسمع من العالم

    وتمتد هذه المجزرة يا عباد الله! ففي الأسبوعين الماضيين حدثت مجزرة جماعية كبرى للمسلمين والمسلمات في جمهورية البوسنة والهرسك، على مرأى ومسمع ممن يتغنون بحقوق الإنسان وحقوق حرية الاعتقادات وغيرها! ما الذي حدث؟! وما الذي جرى؟! والنصارى في كل مكان يباركون هذه المجازر وهذه الدماء التي سفكت رخيصة لا قيمة لها، والمسلمون يفتحون بلادهم للنصارى ويفتحون قلوبهم للنصارى، ويفتحون أعمالهم للنصارى، والنصارى في كل بلاد المسلمين يأكلون ويشربون ويتنعمون! وتمت المجزرة بتوجه قائد الملشيات الصربية النصرانية الفاجر الكافر إلى قرية من قرى جمهورية البوسنة والهرسك، وأطلق عليها نيران مدفعيته الثقيلة فأبادها على رءوس أطفالها ورجالها ونسائها! وراح الجنود يمثلون بجثث المسلمين والمسلمات، ويسكبون على هذه الجثث الطاهرة زجاجات الخمر التي كانت بأيديهم، ويرسمون بالسكاكين الصلبان على أجسادهم الطاهرة! لماذا؟ لأن عقيدة الذبح عند النصارى الصرب يتعلمونها في المدارس وفي الكنائس، بل ويؤيد ذلك البرلمان الصربي! فقد أصدر البرلمان الصربي قراراً بأن ذبح المسلمين وذبح المسلمات إنما هو قربان إلى الله جل وعلا! لماذا؟ لأنهم يريدون أن يعلنوا للصرب النصارى الفجرة بأن المسلمين هم نسل العثمانيين الذين استولوا وسيطروا على شبه جزيرة البلقان خمسة قرون متوالية، فقد فتح الإسلام هذه البلاد واستمر الإسلام فيها خمسة قرون.

    1.   

    العدالة والمجد للفتوح الإسلامية

    يوم أن غاب المسلمون عن هويتهم وغاب المسلمون عن وعيهم، وراح المسلمون يلهثون وراء الشهوات ووراء النزوات، ونسوا الهدف الذي من أجله أوجدهم رب الأرض والسماوات، أذلهم الله جل وعلا، فراح الصرب يعلنون أن المسلمين في جمهورية البوسنة والهرسك وغيرها من نسل الأتراك العثمانيين، ولابد من الانتقام منهم رداً لاعتبار الذين قتلهم العثمانيون بزعمهم. وقد ضرب المسلمون أروع الأمثلة، التي مثلوا بها الإسلام في هذه البلدان، هل نسيتم يوم أن فتح الإسلام مدينة سمرقند، وأرسل حاكم سمرقند رسالة إلى قاضي قضاة المسلمين، يقول له فيها: إن فتحكم الإسلامي لمدينة سمرقند فتح باطل، وبيَّن له الأسباب ما هي؟ إنكم فتحتم بلادنا عنوة قبل أن تدعونا إلى الإسلام، وقبل أن تفرضوا علينا الجزية، ولما وصلت الرسالة إلى قاضي قضاة المسلمين أرسل أمراً فورياً عاجلاً إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه، يأمره فيه أن يصدر الأوامر إلى جيش المسلمين في سمرقند بسحب الجيش فوراً؛ لأن الفتح لسمرقند فتح باطل لا يرضاه الله، ولم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أتدرون ماذا جرى؟! استجاب أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز على الفور، وأرسل رسالة إلى قائد الجيوش الإسلامية في بلاد سمرقند بالانسحاب فوراً، ولما وصلت الرسالة إلى قائد الجيوش وإذا به يصدر الأوامر إلى الجيش الإسلامي بالانسحاب فوراً من سمرقند! فلما رأى أهل سمرقند ذلك الموقف العظيم، وذلك المشهد المهيب الرهيب، خرج أهل سمرقند عن بكرة أبيهم بين يدي قائد الجيش الإسلامي وهم يعلنون على قلب رجل واحد ويقولون: نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله. ذلكم هو الإسلام الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256] وقد ضرب الإسلام أروع الأمثلة لحماية هؤلاء تحت مظلته، وتحت رايته، وتحت رعايته، وتحت إمرته، وتحت قيادة جنوده الأبرار الأطهار، الذين رباهم نبينا المختار صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    تقرب الصرب إلى الله بذبح المسلمين

    فالصرب يريدون أن يعلنوا لأبنائهم بأن التقرب إلى الله لا يكون إلا بذبح المسلمين وذبح المسلمات! فراحوا في الأسبوعين الماضيين يحدوهم الأمل وأعلنوا عن جمهورية الصرب المستقلة الكبرى، وبدءوا بالتضييق على المسلمين حتى يتركوا جمهوريتهم الإسلامية، فهاجر عدد كبير كاد أن يصل إلى نصف مليون! واسمعوا إلى هذه الفتوى الأخيرة التي أصدرها قساوسة الكنائس، هذه الفتوى الخطيرة التي أصدرها القساوسة النصارى الصرب في يوغوسلافيا تقول: إن أعراض المسلمات حلال لكل من يدين بالنصرانية! فانتهكوا أعراض المسلمات، واعتدوا على شرفهن، وقطعوا أبدانهن، وأرسلوا بمجموعة من النساء اللاتي انتهك شرفهن وضاع عرضهن، وقطعت أجسامهن، أرسلوا بمجموعة منهن إلى أماكن تجمع المسلمين لإحراق قلوبهم! ولكن هذا لمن كان في صدره قلب، ولمن كان في رأسه أذن، ولمن كان في وجهه عين: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]، لا تنفع الغافلين، ولا تنفع المغفلين، ولا تنفع النائمين، ما الذي جرى؟! وما الذي حدث؟! وما الذي فعله المسلمون أمام هذه المذبحة، وأمام هذه المجزرة التي كانت على مرأى ومسمع من الدنيا؟!

    1.   

    الملحمة الصربية الحاقدة

    أتدرون أنهم يعلمون أبناءهم في المدارس هذه الملحمة الشعرية الكبرى! اسمعوا يا عباد الله! اسمعوا يا مسلمون! في كل مكان، اسمعوا إلى بنود هذه الملحمة الكبرى التي يتربى عليها أولاد الصرب النصارى في المدارس والجامعات والمعاهد والكنائس على أيدي القساوسة، وعلى أيدي المدرسين، اسمعوا إلى هذه الملحمة الشعرية الكبرى التي تقول: سلك المسلمون طريق الشيطان، دنسوا الأرض ملئوها رجساً، فلتعد للأرض خصوبتها، ولنطهرها من رجس الأوثان، ولنطهرها من تلك الأوساخ، ولنبصق على القرآن، وليطير رأس كل مؤمن يؤمن بدين الكلاب، ويتبع محمداً، فليذهب غير مأسوف عليه! هذه ملحمتهم، وهذه عقيدتهم، وهذا دينهم، وهذا قولهم، وهذا قرآنهم! أسمعتم يا عباد الله؟! أسمعتم أيها المسلمون؟! يا من تلذذتم بالفراش! وتلذذتم بالطعام! وتلذذتم بالشراب! أماتت نخوتكم؟! أمات إسلامكم؟! أمات دينكم؟! أماتت عزتكم؟! فليتخيل كل واحد منا أن هذه الأخت التي انتهك عرضها وضاع شرفها أنها أمك، أنها أختك، أنها زوجتك، أنها ابنتك، ماذا أنت صانع؟! هل فكرت في هذا؟! أفيقوا يا مسلمون! يا من فتحتم أماكن أعمالكم وشركاتكم للنصارى، ولكل طوائف الكفر من كل فج عميق، جاءوا إلى بلادنا، أكلوا خيراتنا، وأكلوا أرزاقنا، وعاشوا بيننا، ودخلوا بيوتنا، وهم هناك يذبحون أبناءنا، ويذبحون نساءنا، ويذبحون إخواننا. فما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:1-8]. أسأل الله جل وعلا أن يرد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلا، وأن يعيد المسلمين إلى حظيرة الإسلام، وأن يعيد إليهم عزتهم وكرامتهم، ومجدهم، وأن يذل الشرك والمشركين، والكفرة والملحدين، إنه ولي ذلك ومولاه. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد! وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    وجوب دعم المسلمين في البوسنة والهرسك

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين. اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الأحبة! إن إخوانكم في جمهورية البوسنة والهرسك أعلنوا أنهم لا يريدون منكم الدواء ولا يريدون منكم الغذاء، ولكنهم يريدون منكم المال الذي يشترون به السلاح؛ ليذودوا عن شرفهم، وليحموا أعراض أخواتهم، فهل من مدكر؟! هل من مجيب؟! هل من مستجيب؟! من سيجمع اليوم الريال والألف؛ ليرسل به إلى الإخوة الذين تكفلوا بإرسال الأموال إلى إخوانكم هناك، وإلى أخواتكم هناك، هل من مستجيب؟ هل من مدكر؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف:10-11]. اللهم إنا نضرع إليك، يا أحد يا فرد يا صمد! يا منقذ الغرقى! ويا منجي الهلكى! ويا سامع كل نجوى! يا عظيم الإحسان! ويا دائم المعروف! لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه. يا سامع الدعوات! ويا سامع الأصوات! ويا عالم الخفيات! ويا عالماً بما هو آت! اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين، وأنت إلهنا، إلى من تكلنا؟! إلى بعيد يتجهمنا! أم إلى عدو ملكته أمرنا! إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي. نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن لا تنزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم احم أعراض أخواتنا المسلمات، اللهم احم أعراض أخواتنا المسلمات، اللهم احم أعراض أخواتنا المسلمات، اللهم احم أعراض أخواتنا المسلمات. اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم اربط على قلوبهم يا رحيم يا رحمن. اللهم انصر المجاهدين في البوسنة والهرسك، اللهم انصر المجاهدين في السودان، اللهم انصر المجاهدين في الفلبين، اللهم انصر المجاهدين في الصومال، اللهم انصر المجاهدين في إرتيريا، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان. اللهم أقر أعيننا بدولة الإسلام، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام. اللهم قيض لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل به أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك ومولاه. اللهم أذل الشرك والمشركين، والكفرة والملحدين، أنت ولي ذلك والقادر عليه يا رب العالمين! اللهم رد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً، اللهم خذ بأيديهم إليك، اللهم خذ بأيديهم إليك، اللهم عجل بالقائد الرباني الذي يحكم المسلمين بكتابك، وسنة نبيك، أنت ولي ذلك والقادر عليه. هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء. وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه. وصل اللهم وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756689191