إسلام ويب

سلسلة لطائف المعارف [آية الكرسي]للشيخ : صالح بن عواد المغامسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القرآن كتاب الله المجيد، وفي قراءته وتدبره من الفضل ما لا يخفى، إلا أن الشرع عظم شأن بعض آياته وسوره؛ لعظم ما تضمنته من معان، وكل معاني القرآن عظيمة. فمن تلك الآيات آية الكرسي التي من قرأها عقب الصلاة المكتوبة فليس بينه وبين دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها عند إيوائه إلى فراشه فلن يضره شيء ليلته تلك؛ لأنها جمعت كل معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، وتضمنت شرط كلمة التوحيد وهو الإيمان بالله والكفر بالطاغوت.

    1.   

    أعظم آيات القرآن معناها وفضلها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الكون بما فيه، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, آخر الأنبياء في الدنيا عصراً، وأرفعهم وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فعنوان حديثنا هذا اليوم (آية الكرسي)، وقد مر معنا أن بعض آيات القرآن الكريم أخذت اسماً خاصاً بها، زيادة على أنها وقعت في سورة لها اسم، وقد مر معنا آية المباهلة، وهي المذكورة في سورة آل عمران، ومن آيات القرآن التي وسمت آية السيف، وهي الآية الرابعة في سورة البراءة، أي: سورة التوبة، وآية المجادلة وهي الآية التي افتتح الله جل وعلا بها سورة المجادلة.

    ومن أعظم آيات القرآن التي سميت باسم خاص بها آية الكرسي، هذه الآية المباركة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الخبر الصحيح الذي رواه ابن حبان بسند صحيح-: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).

    وآية الكرسي وردت في سورة البقرة، قال الله جل وعلا -وهو أصدق القائلين-: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255].

    معنى الله والحي القيوم

    أما قول ربنا جل وعلا: اللَّهُ فهذا علم على ربنا تبارك وتعالى، لم يسم ولن يسمى أحد به غيره سبحانه، قال ربنا تبارك وتعالى في سورة مريم: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:64-65]، أي: ليس له سمي جل وعلا.

    قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هذه (لا) نافية للجنس، ومعنى الآية: لا إله معبود بحق إلا الله؛ لأن الآلهة التي تعبد غير الله كثيرة في الأرض، كما قال الله على لسان القرشيين: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا [ص:5] لكن لا معبود بحق إلا الله.

    وقوله سبحانه: الْحَيُّ : هو اسم من أسماء الله جل وعلا الحسنى، وحياة ربنا تبارك وتعالى صفة ذاتية لازمة له، وهو حي حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال.

    وأما قول ربنا جل وعلا: الْقَيُّومُ فإنه تبارك وتعالى كل أحد غيره مفتقر إليه، وهو جل وعلا قائم على كل نفس، وهو تبارك وتعالى استغنى بحمده عن كل أحد، وافتقر كل أحد إليه جل وعلا.

    ثم قال الله: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255]، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، حجابه النور -أو النار- لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه).

    وقوله: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255] هذه اللام لام الملكية المطلقة، والله جل وعلا جعل الملك صورياً وحقيقياً، فالملك الحقيقي له وحده تبارك وتعالى دون من سواه، أما ما نملكه اليوم مما ملكنا الله جل وعلا إياه من أمر عظيم أو حقير، فلابد أن ينزع منا أو ننزع منه، فيرد الخلائق على ربهم في ساحة العرض الأكبر، وليس معهم شيء، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (حفاة عراة غرلاً بهماً)، ومعنى: بهماً أي: غير ممولين أو ليس معهم شيء، وقد ذكر الله ذلك في قوله جل وعلا: وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الانفطار:19]، وفي قوله تبارك وتعالى: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا [الفرقان:25].

    الملك الحقيقي لله وحده، قال سبحانه: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا [الفرقان:26]، فالذي أفادته اللام هنا هو أن الملك المطلق له تبارك وتعالى، فالخلق كلهم عبيد مقهورون له.

    ثم قال تعالى: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255]، وذكرت (ما) وإن كانت لغير العاقل من باب التغليب؛ لأن غير العقلاء أكثر من العقلاء في المخلوقات.

    إحاطة علم الله بكل شيء

    ثم قال الله سبحانه: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255]، وهذا أسلوب استفهامي إنكاري أي: لا أحد يشفع عنده جل وعلا إلا بإذنه، وهذا أحد شرطي الشفاعة.

    ثم قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255] فيعلم الله جل وعلا ما قد كان وما يكون وما سيكون، ويعلم تبارك وتعالى ما لم يكن لو كان كيف يكون.

    ثم قال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ [البقرة:255]، أي: خلقه، بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255]، وقد مر معنا في قصة الخضر وموسى، أنه لما ركبا في تلك السفينة من غير أجرة، قبل أن تحدث تلك الحوادث العظام التي رآها موسى مع الخضر، جاء طائر فنقر بمنقاره في البحر نقرتين أو ثلاثاً ثم مضى، فقال الخضر لموسى -معلماً ومرشداً-: (ما علمي وعلمك من علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر من البحر)، ويقول الله ربنا هنا: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255] فلا يمكن لأحد أن يأتي بعلم من جيبه، وقالت الملائكة بين يدي ربها جل وعلا كما قاله الله عنهم: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32].

    فعلم الرسل وعلم الملائكة إنما هو بما علمهم الله جل وعلا، ولهذا العاقل من انتهى إلى حدود علمه، وسنقف إن شاء الله تعالى في لقاء منفرد عند قول الله تبارك وتعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء:36]، لكننا هنا ننيخ المطايا عند قول الله جل وعلا: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255].

    فالإنسان لا سبيل له إلى معرفة شيء إلا ما علمه الرب تبارك وتعالى إياه، يقول الله: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [النحل:78] والنبي صلى الله عليه وسلم على رفيع قدره، وجليل مكانته كان يسأل فكان لا يعرف الجواب؛ لأن الله لم يأذن بتعليمه بعد في ذلك الموقف، فيسأل جبريل فيخبره جبريل فيخبر صلى الله عليه وسلم بناء على تعليم جبريل له أصحابه صلى الله عليه وسلم بما كان.

    المراد بالكرسي

    ثم قال الله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [البقرة:255] اختلف في معنى الكرسي فقيل: هو موضع القدمين للرب تبارك وتعالى، وهذا منحى المفسرين الذين تغلب عليهم الصناعة الحديثية، وبعض العلماء فسر الكرسي بمعنى العلم، وهذا اختاره ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وبعض أهل الفضل من العلماء يتجنب أو يحتاط لنفسه، فلا يصل إلى مفهوم معين للكرسي.

    والذي ينطبع في القلب والذهن أن الله جل وعلا يعظم شأنه، فيخبر عن عظيم ذاته العالية، هذا الذي ينقدح في قلب كل مؤمن ابتداء، وهو الغاية المقصودة من القرآن جملة.

    ثم قال ربنا: وَلا يَئُودُهُ [البقرة:255] أي: لا يعجزه تبارك وتعالى حفظهما، أي: حفظ السموات والأرض، وكل المخلوقات إنما هي بين السموات والأرض.

    ثم ختم الآية بقوله سبحانه: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] وهذان اسمان من أسمائه الحسنى تبارك وتعالى، فهو جل وعلا له علو القهر، وعلو الذات، وله تبارك وتعالى علو المكان، وهو العظيم الذي لا يبلغ عظمته أحد كائناً من كان.

    وهذه الآية العظيمة هي أفضل آيات القرآن، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (أي آية في القرآن أعظم؟ قال: قلت: يا رسول الله! اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، فضرب صلى الله عليه وسلم براحة يده صدر أبي وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر)، وهذا من طرائق تقرير الخطاب، وتقرير صحة الإجابة التي وفق لها أبي رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (لا إكراه في الدين ...)

    بعد أن ذكر الله جل وعلا هذه الآية المباركة التي فيها أصول العقائد، وفيها التمجيد والتعظيم والتحميد لرب العزة والجلال جل جلاله، قال الله جل وعلا: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة:256]، بعض العلماء كـالشعبي وغيره يجعلون هذه الآية في اليهود والنصارى، فيقصرونها عليهم، أي: لا تكرههم يا محمد وأتباعك على الدين، ما داموا يؤدون إليك الجزية.

    وأكثر أهل العلم وهو الحق أن هذا منحى غير صحيح؛ فإن الآية عامة، وإنما المقصود منها: أن مسائل العقائد لا يمكن فرضها، فإنه يمكن لنا أن نجبر الناس على مسألة عملية كأن نطعمهم ما نريد؛ فيأكلونه قهراً، أو أن يقهر على أن يخطو خطوات إلى مكان ما، أو أن ينزل من علو، أو ما أشبه ذلك مما يمكن جبر غيرك عليه، لكنه لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يجبر أحداً على عقيدة يقرها في قلبه؛ لأنه لا سبيل إلى معرفة ما في قلوب الناس، إلا إذا تلفظوا وأفصحوا عما تكنه ضمائرهم وتحويه سرائرهم، على ذلك قال الله جل وعلا: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة:256].

    ولم يا ربنا لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة:256]؟ لأن التوحيد دين الفطرة ظاهر لا يحتاج لأن تكره الناس عليه، ولا سبيل أصلاً إلى إكراه الناس عليه.

    ثم قال ربنا: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ [البقرة:256] فلابد من الجمع بين هذين الأمرين العظيمين، أي: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، فإذا تحقق من امرئ أن كفر بالطاغوت ونبذ كل إله يعبد دون الله وآمن بالله، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ [البقرة:256]، أي: بصنيعه هذا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [البقرة:256].

    وقال الله: لا انفِصَامَ لَهَا [البقرة:256]، (لا) هذه نافية وقد مرت معنا.

    وهناك فصم وقصم، فكلاهما يعنيان النزع، لكن الفصم يقع ثم يبقى تعلق من ذلك المفصوم بأصله، ولو خيطاً دقيقاً أو رفيعاً، أما القصم فهو إزالته بالكلية، والبينونة ما بين ما قصم وما بين أصل الشيء، فلما نفى الله جل وعلا الانفصام كان ذلك من باب أولى نفياً للانقصام.

    فيصبح من حقق هذا الأمر وهو نبذ الطاغوت والكفر به، وتوحيد الله جل وعلا والإيمان به، فقد استمسك بالعروة الوثقى استمساكاً عظيماً لا يشوبه شائبة، عبر القرآن عنها بقول الرب تبارك وتعالى: لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256] أي: سميع للأقوال عليم بالأفعال، وهو الرب الجليل العظيم الكبير المتعال.

    خلاصة معنى الآية

    نخلص من هذا كله أن الإنسان ينبغي أن يعلم أن هناك يقينيات كبرى، لا سبيل إلى الأمن يوم القيامة إلا باعتقادها، والإيمان بها والذود عنها، وتمثلها في حياتنا، ومن ذلك أنه لا رب يعبد ولا إله يستحق العبادة إلا الله جل وعلا، وأن هذا الرب الكريم والإله العظيم له أسماء حسنى وله صفات علا، فإذا آمنا بتلك الأسماء على مراده جل وعلا وعلى مراد رسوله صلى الله عليه وسلم كما كان الشافعي يقول: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقر الإيمان في القلب وملأ ذلك القلب خشية وتقى، وحق له برحمة الله وفضله أن ينجو يوم العرض الأكبر، والوفادة على الرب جل وعلا.

    فهذه الآية العظيمة الجليلة التي هي أعظم آيات القرآن -الموسومة بآية الكرسي- تلاوتها وتدبرها يورث في القلب خشية وفضلاً كبيراً يشعر به المرء في غدوه ورواحه، وإلا لم يكن لها ذلك الشأو العظيم، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)، فبهذا يفزع المؤمنون إلى ربهم جل وعلا دبر كل صلاة في تلاوة هذه الآية، فإذا صحب تلك التلاوة تدبر وفهم وفقه وإدراك لمعان عظيمة حوتها هذه الآية الكريمة، كان ذلك أنجح في الطريق، وأعظم تأثيراً في القلب، ويجد به المرء الخشية التي يريدها، حتى يصل إلى مرقى عظيم يؤمله، وهو أن يرضى الرب تبارك وتعالى عنه.

    هذا ما تيسر إيراده وتحرر إعداده، وأعان الله على قوله حول هذه الآية المباركة آية الكرسي.

    وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756488095