أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! مرحباً بحضراتكم إلى هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة وصلت من السائل إبراهيم أبو حامد يقول في هذا السؤال: ما هي الأمانة الواردة في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ [الأحزاب:72] نرجو منكم التوجيه؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأمانة أوضحها العلماء في كتب التفسير هي دين الإسلام، هي ما شرع الله لعباده من فرائض ومن محرمات يجب على المكلفين أداء الفرائض وترك المحارم، وهذه أمانة، قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58] وقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] وقال عز وجل: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72] فهي ما أوجب الله علينا من التوحيد الذي هو أصل الدين، وإخلاص العبادة لله وحده وهكذا ما أوجب الله علينا من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأنه رسول الله، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والساعة والجنة وغير ذلك والحساب والجزاء كل ذلك داخل في الأمانة.
وهكذا الإيمان بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل ذلك داخل في الأمانة، لابد أن تؤدى هذه الأمور على الوجه الذي شرعه الله، كل ذلك أمانة.
وهكذا ترك المحارم أمانة، فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله وأن يؤدي فرائض الله، وأن يحذر محارم الله،وهذا العمل هو أداء الأمانة.
الجواب: التمائم ممنوعة، وهي ما يعلق على الإنسان، سواء كانت من القرآن أو غير القرآن، الصواب: منعها، إذا كانت من غير القرآن فلا خلاف أنها تمنع كالطلاسم، أو أشياء منكرة من كتابات منكرة أو عظام أو أشياء غير ذلك تعلق هذا منكر.
أما إذا كانت من القرآن فاختلف فيها العلماء والصواب: أنها تمنع أيضاً لأمرين:
الأمر الأول: عموم الأحاديث، مثل: قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له) .. (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) .. (من تعلق تميمة فقد أشرك) هذا عام.
والأمر الثاني: أنه وسيلة لتعليق التمائم الأخرى، إذا علقت التمائم من القرآن صار وسيلة لتعليق التمائم الأخرى فإن التمييز بين هذا وهذا فيه صعوبة، فالواجب سد الباب ومنع التمائم كلها.
الجواب: هذا لم يرد فيه شيء واضح يعني يجزم به، لكن هناك وقائع تدل على أنه قد تتلاقى الأرواح، ولكن ليس هناك شيء نعلمه في الأحاديث الصحيحة يدل على هذا، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أرواح المؤمنين في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش) هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما تلاقي روح الميت مع النائم فهذا لا أعلم فيه شيئاً صحيحاً، ولكن ذكر ابن القيم وغيره أن هذا واقع، وأنه قد تتلاقى الأرواح، والناس يقولون أشياء كثيرة من هذا من التلاقي الدال على أنه موجود، والله جل وعلا على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، فإن أمر الروح أمر غريب وأمر خاص، ففي الإمكان كونها في الجنة وكونها تتلاقى مع أرواح أخرى.
وقد حدثنا كثير من الناس عن وقائع وحوادث تدل على التلاقي، من ذلك أن إنساناً حدثني أن أباه كان عليه دين لفلان، فرأى في النوم شخصاً آخر يقول له: إن لي على أبيك كذا وكذا، ولفلان كذا وكذا، ولفلان كذا وكذا، فسألهم الولد فقالوا: نعم، كله صحيح، المقصود: أنه يقع أشياء لا يتهم فيها تدل على أن هناك شيئاً من التلاقي والله جل وعلا أعلم سبحانه وتعالى.
الجواب: إذا ماتوا قبل التكليف وهم من أولاد المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع المسلمين، إذا ماتوا فهم من أهل الجنة إنما الخلاف في أولاد المشركين، أما أولاد المسلمين فهم في الجنة، والجنة ليس فيها عزب، كل أهل الجنة يتزوجون، كل أهل الجنة يتزوجون، لهم فيها ما يشتهون ولهم فيها ما يطلبون ولهم أزواج من الحور العين، ومن نساء الدنيا، كل رجال الجنة لهم أزواج.
الجواب: هذا على خلاف في توريث ذوي الأرحام، بعض أهل العلم يرى توريثهم وبعض أهل العلم لا يرى توريثهم، فإذا وقعت هذه تحال للمحكمة وتنظر فيها؛ لأن هؤلاء من ذوي الأرحام.
الجواب: المصائب قد تقع بسبب رفع الدرجات وإعظام الأجر للشخص كما يقع للأنبياء وكثير من الأخيار مثلما أصاب أيوب وغيره عليه الصلاة والسلام ومثلما ما أصاب نبينا في يوم أحد وغيره، وقد تقع بسبب الذنوب كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30] قال عز وجل: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79].
الجواب: السيئة والخطيئة والذنب كلها بمعنى واحد، السيئات والخطايا والذنوب هي المعاصي، والحسنات والطاعات والأعمال الصالحات كلها متقاربة بمعنى واحد، فما جاء في النصوص من الذنوب والسيئات والخطايا معناه: ما يفعله العبد من الجريمة، لكن قد تطلق الخطيئة على ما كان من غير تعمد النسيان كما في قوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] وقد يسمى الشيء خطأ يعني: أنه وقع بغير قصد أو نسيان. ويسمى الذنب خطيئة.. ويسمى سيئة.
الجواب: محقرات الذنوب: التي يحتقرها الإنسان يراها صغيرة، والنبي عليه السلام قال: (إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه) وفي اللفظ الآخر: (فإن لها من الله طالبا) وضرب المثل بالقوم ينزلون منزلاً ليصنعوا طعامهم فيأتي هذا بعود وهذا بعود وهذا ببعرة فيوقدون ناراً ويصنعون الطعام على هذه الأشياء الحقيرة، ومحقرات الذنوب هي التي يراها صغيرة، (يحتقرها) يعني: يراها ذنوب صغيرة.
قد يرى بعض الناس الغيبة من الصغائر، قد يرى بعض الناس الكلام على بعض الناس بالشدة والكلام السيئ أنه من الصغائر يعني: بحيث لا يتأدب معه بل يتكلم عليه بكلام قبيح، قد يرى بعض الناس أن كونه يعصي والده أو لا يصل رحمه قد يراها محقرة، قد يعتقد أشياء حقيرة صغيرة وهي ليست كذلك، قد تكون كبيرة وهو ما يعلم، وقد تجتمع عليه، هي صغيرة تجتمع حتى تهلكه لكثرتها وتساهله بها.
فالمقصود: أن المحقرات التي يراها الإنسان حقيرة يعني: يتساهل بها ويراها ما هي من الكبائر، ويرى أن الله سوف يعفو عنه فيها؛ لأنها باعتقاده ليست شديدة، وليست تتضمن ظلم للناس أو مشقة عليهم، هذا معنى المحقرات.
الجواب: ينبغي للمؤمن أن يحذر هذا (يستجاب للعبد ما لم يستعجل؛ يقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر ويدع الدعاء) ، هذا مما لا ينبغي للمؤمن، بل ينبغي أن يجتهد في الدعاء ويستمر ويرجو الإجابة؛ لأن الله سبحانه حكيم عليم قد يؤخر الإجابة لمصلحة لك حتى تستمر في الدعاء، وتؤجر في الدعاء، وتثاب على الدعاء، ويكون لك بسبب الدعاء توجه إلى الله وأعمال صالحة وحذر من السيئات، فتنتفع بهذا الدعاء؛ لأنك اجتهدت في الأعمال الصالحة وابتعدت عن السيئات فهذا الدعاء صار خيراً لك، وهذه الحاجة صارت خيراً لك فلا تسأم، استمر في الدعاء ولو تأخرت الإجابة، واحذر المعاصي التي قد تعوق الإجابة، وقطيعة الرحم كذلك.
فالمقصود: أن الإنسان يدعو إلى الله ويجتهد في الدعاء ولا يسأم، لا يقول: دعوت فلم يستجب لي، بل يصبر ويصبر ويصبر، فقد تؤخر الإجابة لحكمة بالغة.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كانت الهدية لا تتضمن شراً على مسلم، لا يتسلط بها الكافر عليه، أو لا يتجرأ بها على المسلمين، ولا يترتب عليها شر فإنه يقبلها المسلم ويكافئ عليها، يكافئ عليها بمثلها أو أحسن منها، والنبي صلى الله عليه وسلم قبل من قوم ورد على قوم قبل من مشركين بعض الهدايا، ورد على آخرين لم يقبل هداياهم، فإذا كان قبولها أصلح يترتب عليها تأليف قلبه ومحبته للمسلمين ويثيب عليها أكثر من المهدى إليه قبلها، فإن كان قبولها يسبب شر على المسلمين، أو أن هذا المهدي يتجرأ على المسلمين، أو يؤذيهم، أو يفعل أشياء تضرهم بسبب هذه الهدية، أو المهدى إليه هذه الهدية تفضي إلى محبته للكافر المهدي والتعاون معه فيما يضر المسلمين لم يقبلها، لئلا تضره، ولئلا تجره إلى الباطل.
الجواب: (الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض)، (لعن من ذبح لغير الله، ولعن من لعن والديه، ولعن من آوى محدثاً، ولعن من غير منار الأرض) يعني: مراسيم الأرض، كون الإنسان بينه وبين زيد مراسيم تفصل أرضه من أرضه، فالذي يغيرها ملعون؛ لأنه يفضي إلى النزاع والخصومات، ويظلم هذا لهذا نسأل الله العافية، سواء كان من الشركاء أو من غيرهم، فهو ملعون ظالم؛ لأن تغييرها يفضي إلى النزاع والخصومات، وإعطاء الإنسان غير حقه نسأل الله العافية.
الجواب: حكمه أنه يبين له أن هذا كفر وضلال، فإذا أصر صار كافراً مثلهم، يبين له كفرهم وضلالهم والأدلة على ذلك، يقول الله جل وعلا: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] فسماهم كفرة، وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] سمى دعاءهم شركاً.
يبين له أن دعوتهم واستغاثتهم بالأموات هذا شرك المشركين، هذا شرك قريش مع اللات ومع غيرها من الصالحين ومع الملائكة، نسأل الله العافية والسلامة.
الجواب: ما نعلم مانعاً، لو دعا أن الله يكفيه شر الشيطان ويكفيه شر عقده طيب، هو مأمور بالتعوذ بالله من الشيطان، والشيطان قد يعقد العقد وإذا ذكر الله وتوضأ وصلى زالت العقد وكفاه الله شرها، مثلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح وذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا قام وصلى انحلت عقده كلها) فإذا سأل الله أن الله يكفيه شر الشيطان، وأن الله يعيذه من عقده، وأن الله يعينه على ذكره وطاعته فهذا كله طيب.
الجواب: هذا الحديث لا نعلم له طريقاً صحيحاً، فلا يعول عليه، ولكن يقرأ القرآن لا لأجلها، يقرأ لأجل التفقه في الدين، وحصول الحسنات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة) وقال: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) فالإنسان يقرأ القرآن لأجل فضل القراءة وحصول الحسنات لا من أجل حصول الدنيا.
الجواب: الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فإذا صلى الصلوات الخمس وحافظ عليها وصلى الرواتب زاد إيمانه، وإذا أخل بالرواتب نقص إيمانه، أو أخل بالزكاة نقص إيمانه، أو بالصوم نقص إيمانه، أو بصلة الرحم نقص إيمانه.. وهكذا.
بالمعصية ينقص الإيمان، وبالطاعات يزيد الإيمان، يزيد في صحائف أعماله وفي ميزانه وعند ربه عز وجل، كلما أدى طاعة زاد الإيمان، وكلما أدى معصية نقص الإيمان، وكلما ترك شيئاً من الواجبات نقص الإيمان، وهكذا.
الجواب: هذا سفر فلكم أن تصلوا في الطريق جمعاً وقصراً؛ لأنه سفر، فمائة وثلاثون كيلو سفر، الثمانون فأكثر سفر، فإذا قصر في الطريق أو جمع فلا حرج في ذلك والحمد لله.
الجواب: هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) وفي اللفظ الآخر: (مما بين لابتيها -يعني: المدينة- لم يضره سحر ولا سم) هذا ثابت في الصحيح، حديث صحيح. (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) وفي لفظ: (مما بين لابتيها) رواه مسلم وأصله في الصحيحين: (لم يضره سحر ولا سم) هذا ثابت. نعم.
الجواب: نصيبهم الذي لهم من الخير يريدونه في الدنيا، هذا ينتقد عليهم ذلك عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص:16] يعني: نصيبنا وجزاءنا في الدنيا، عجله في الدنيا، نصيبهم وجزاؤهم من خير وشر.
الجواب: غض البصر من أهم المهمات ومن أفضل الطاعات، يقول الله جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (من غض بصره أوجده الله حلاوة يجدها في قلبه) فالمقصود: غض البصر من القربات العظيمة ومن الواجبات؛ لأن إطلاق البصر من أسباب استحسان ما قد يقع للبصر من نساء أو مردان فيقع في الفتنة، فغض البصر من أهم الواجبات ومن أعظم أسباب النجاة والسعادة.
فالواجب على أهل الإيمان غض البصر والحذر من شر النظر، وهكذا المرأة، يجب عليها غض البصر والحذر من شر إطلاق البصر؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، لما سئل عن نظر الفجأة الذي ينظر المرأة فجأة قال: (اصرف بصرك) وقال لـعلي: لما سأل عن النظرة قال: (إن لك الأولى وليست لك الثانية) الأولى الذي وقعت فجأة لك، ما هو بهواك -يعني- لم تخترها، لكن ليست لك الثانية، يعني: لك الأولى؛ لأنك لم تقصدها، وليست لك الثانية.
الجواب: كل هذا صحيح، (يأتي على الناس زمان) وهذا يقع في بعض الأوقات وفي بعض الجهات في زماننا وقبل زماننا أيضاً، وسوف يأتي أيضاً ليس في كل زمان بل في بعض الأزمنة وفي بعض المحلات، قد يكون في بلد لا يقع ذلك لظهور الخير فيها، وقد يكون في بلد آخر قد قل الخير فيها، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، فإذا اشتدت الغربة حصل هذا.
وصار العامل يعطى أجر خمسين من الصحابة كلما اشتدت الغربة، اللهم صل على محمد.
الجواب: لا حرج في ذلك، أما إن كان يتخذه تميمة فلا، أما إذا كان لحاجة بأن ينقله معه حتى يقرأ في المصحف لا بأس، أما أن ينقله معه ويذهب به معه هكذا وهكذا ليقيه الشرور، ويعتقد أنه تميمة وحرز من الشرور فهذا لا دليل عليه ولا أصل له فيمنع.
الجواب: إذا كنت تقرؤه عن ظهر قلبك فلا بأس بغير وضوء، أما من المصحف فلابد من أن تتوضأ، لكن إذا كان عن ظهر قلب تقرأ بغير وضوء، إذا كنت لست جنباً.
والحائض كذلك لها أن تقرأ على الصحيح؛ لأن المدة تطول عليها، والجنب لا يقرأ حتى يغتسل، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، أما صاحب الحدث الأصغر ليس على وضوء وإلا ما عنده جنابة هذا يقرأ والحمد لله عن ظهر قلب، لكن لا يقرأ من المصحف.
الجواب: لا ينبغي، ولا أصل له، كان النبي صلى الله عليه وسلم وضع الجريدة على قبرين معذبين، أما نحن لا نعرف عذابهما فلا يوضع لا جريد ولا غيره، ليس بمشروع بل بدعة.
الجواب: صلوا ظهراً: في الصحراء وليس لكم جمعة، أنتم في حكم المسافرين إن كنتم مسافرين، أو في حكم غير المسافرين كالبادية ليس عليكم جمعة ولو كنتم غير مسافرين؛ لأن أهل البادية ليس عليهم جمعة فيصلوا ظهراً، والمسافر ليس عليه جمعة فيصلي ظهرا.
الجواب: لله الحكمة سبحانه، قد يعجلها وقد يؤجلها سبحانه وتعالى لحكمة بالغة، فقد يعجل الاستجابة وقد يؤخرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر) فهو حكيم عليم قد يعجلها وقد يؤجلها سبحانه وتعالى، وقد يعطي السائل خيراً منها سبحانه وتعالى.
المقدم: شكر الله لكم -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
الشيخ: وإياك، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين.
أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لفضيلته على ما بين لنا في هذا اللقاء وشكراً لكم أنتم، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر