أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج ، عن أبي خالد عن عمرو بن قيس ، عن أبي إسحاق ، عن صلة أنه قال: (كنا عند
يقول النسائي رحمه الله: صيام يوم الشك، أي: حكم صيامه، وأورد الأحاديث في ذلك، وفيها ما يدل على تحريمه أو كراهته على الأقل، وذلك بما أورده من الحديث من إطلاق عمار بن ياسر رضي الله عنه، أن ذلك معصية للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أورد النسائي حديث عمار، وأنه كان في يوم شك، أي: اليوم الثلاثين من شهر شعبان، وكان يوم شك، هل هو من رمضان أو من شعبان؟ ومن المعلوم أنه لا يثبت رمضان إلا إذا شُهِدَ بدخول الشهر، أو أكملت عدة شعبان ثلاثين يوماً، وبعد ذلك يبدأ شهر رمضان، فيوم الثلاثين هو يوم الشك، وصيامه محرم؛ لأن عماراً رضي الله عنه، أطلق عليه أنه معصية، وكان عمار رضي الله عنه قد أتي بشاة مصلية، وطلب من الحاضرين أن يأكلوا، وأن يشاركوا في الأكل، وكان بعض القوم امتنع وقال: إني صائم، فقال عمار عند ذلك: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم، فالإطلاق بأنه معصية لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم، يدل على تحريم صيامه، وأنه لا يجوز للإنسان أن يصوم يوم الشك الذي هو يوم الثلاثين من شعبان، وإنما عليه أن يكون مفطراً في ذلك اليوم اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه قد جاء في الأحاديث عنه: (لا تتقدموا رمضان بيومٍ أو يومين إلا رجلٌ كان يصوم صوماً فليصمه).
وقوله: (لا تتقدموا) هذا نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التقدم بالصيام، وعمار بن ياسر رضي الله عنه أطلق على صيام يوم الشك بأنه معصية لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم، وأبو القاسم كنية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يذكرونه بكنيته عليه الصلاة والسلام، وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، بالكنية حسن، وذكره بوصف الرسالة أحسن، فإذا قيل: أبو القاسم فهو حسن، وإذا قيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحسن، فذكره بوصف الرسالة أحسن من ذكره بالكنية.
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي خالد الأحمر].
هو سليمان بن حيان، وهو صدوق يخطئ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن قيس].
هو عمرو بن قيس الملائي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي إسحاق].
هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، الهمداني نسبة عامة، والسبيعي نسبة خاصة؛ لأن سبيع جزء من همدان، أو بعض من همدان، وهو مشهور بالنسبة الخاصة التي هي السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن صلة].
هو ابن زفر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[كنا عند عمار].
هو عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه، أن سماك بن حرب دخل على عكرمة وهو يأكل خبزاً وبقلاً ولبناً، فطلب منه أن يتقدم للأكل، فقال: إنه صائم، فحلف عليه ليفطرن، ثم قال: سبحان الله مرتين، ثم لما رآه عازماً وحالفاً تقدم للأكل، وقال: هات ما عندك، أي: هات ما عندك من الحجة في ذلك، يعني: في هذا الإصرار، وهذا الإلزام، وهذا التأكيد بالحلف، فقال: حدثني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)، أي: أن صيام رمضان يكون في الدخول لرؤيته، وفي الإفطار في الخروج يكون لرؤيته، فإن حصل مانع في السماء من غيم، أو ظلمة، أو قتر، أو غبار، أو ما إلى ذلك، فإن الناس يكملون عدة شعبان ثلاثين يوماً، ولا يستقبلون الشهر استقبالاً، بأن يصوموا اليوم الذي يشك فيه، لاحتمال أن يكون من رمضان، بل لا يصام رمضان إلا بيقين، ولا يكون الصيام إلا بإحدى هاتين الطريقتين: إما برؤية الهلال، أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً، وبعد ذلك يصام رمضان.
قوله: [(ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان)]، بمعنى: أن الناس يصومون في آخر يوم من شعبان وصلاً له برمضان، واحتمالاً لأن يكون من رمضان؛ لأن الصيام لا يكون إلا بيقين من دخول الشهر، وذلك بحصول الرؤية، أو بحصول إكمال العدة عدة شعبان ثلاثين يوماً.
هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ابن أبي عدي].
هو محمد بن إبراهيم، مشهور بنسبته إلى جده عدي بن أبي عدي، فاسمه محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي يونس].
هو القشيري حاتم بن أبي صغيرة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك].
هو سماك بن حرب، وهو صدوق، وروايته عن عكرمة فيها اضطراب، وخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، لكن الحديث كما هو معلوم جاء من طرق متعددة من غير هذا الطريق التي هي طريق عكرمة، فهو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مر بنا طرق عديدة بهذا الحديث.
[ دخلت على عكرمة..].
هو مولى ابن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وعكرمة مولى ابن عباس، فيه كلام، لكن خرج له أصحاب الكتب الستة، ومن أحسن من كتب عنه هو الحافظ في مقدمة الفتح، فإنه حصر الأقوال التي قيلت فيه، والقوادح التي قُدِح به من أجلها، وأجاب عنها بتفصيل وإيضاح من أبين ما يكون في مقدمة الفتح، يعني أطال في الكلام عليه وعلى الإجابة عما أورد عليه، وما قدح فيه في مقدمة الفتح؛ لأن المقدمة ذكر فيها الأشخاص الذين تكلم فيهم من رجال البخاري، سواء كان الكلام مقبولاً أو غير مقبول، ولكنه اعتذر وأجاب عن كل واحد بما يناسبه، وكان بالنسبة لـعكرمة فإنه فصل الكلام تفصيلاً وبينه تبييناً، وذلك بحصر الأقوال التي قيلت فيه، ثم الإجابة عنها.
[ سمعت ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، أخبرني أبي، عن جدي، أنه أخبرني شعيب بن إسحاق ، عن الأوزاعي وابن أبي عروبة ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: (ألا لا تقدموا الشهر بيوم أو اثنين إلا رجل كان يصوم صياماً، فليصمه)].
ثم أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة وهي: التسهيل في صيام يوم الشك، يعني: الرخصة في صيامه بحق بعض الناس، معناه: أن النهي ليس على الإطلاق بحيث لا يصام أبداً، ولا يصومه كل أحد، أي: الذي هو يوم الثلاثين من شعبان، بل جاءت السنة بالترخيص والتسهيل في حق بعض الناس الذين صيامهم ليس مرتبطاً برمضان، وإنما كان من عادتهم أن يصوموا الإثنين والخميس مثلاً، فوافق الخميس، أو الإثنين هو يوم الثلاثين، فإن هؤلاء يصومون ما اعتادوه؛ لأن صيامهم ما كان مبنياً على مناسبة الشهر، بل لو كان يوم الثلاثين يوم الثلاثاء، أو الأربعاء، أو السبت، أو الأحد، فإنهم يصومون، فصيامهم متعلق بالعادة، فالذي يصوم يوم الشك من أجل يوم الشك، يصومه يوم الإثنين، أو الأحد، أو السبت، أو ما إلى ذلك، لكن الذي عنده عادة يلتزمها، وهو أن يصوم الإثنين والخميس، إذا وافق الإثنين يوم الثلاثين، أو الخميس يوم الثلاثين فإن له أن يصوم، وقد رخص له ذلك، وهذا هو المقصود بالتسهيل، أي: الترخيص في حق بعض الناس، وهم الذين كان لهم صيام وافق صيامهم ذلك اليوم، فإن له أن يصوم في هذه الحالة، ومعنى هذا أن المنع منه ليس مطلقاً في حق جميع الناس، بل رخص لمن كان من عادته أن يصوم مثلاً الإثنين والخميس، فوافق أحد هذين اليومين يوم الثلاثين، فإن له أن يصومه، ولا مانع منه، وقد رخص له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل استثناه رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: [(إلا رجلٌ كان يصوم صوماً فليصمه)].
هو المصري، وهو ثقة، أخرج له الإمام مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرني أبي].
هو شعيب بن الليث، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن جدي].
الجد هو ابن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني شعيب بن إسحاق].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن الأوزاعي وابن أبي عروبة].
الأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، الثقة الفقيه، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
وشعيب بن إسحاق يروي عن الأوزاعي وعن ابن أبي عروبة، وروايته عن ابن أبي عروبة بآخره؛ فيها كلام لأن ابن أبي عروبة حصل له اختلاط، ومن المعلوم أن رواية شعيب بن إسحاق عنه في هذا الإسناد لا تؤثر؛ لأنه ليس وحده في الإسناد، بل معه من هو عمدة وحجة وهو الأوزاعي، فلو لم يأت ابن أبي عروبة فإنه يكفي الأوزاعي في هذا الحديث، لكن ابن أبي عروبة أيضاً جاء، فكونه روى عنه بآخره الذي هو شعيب بن إسحاق لا يؤثر ذلك؛ لأنه مقرون في هذا الإسناد بالإمام الأوزاعي، وابن أبي عروبة ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن أبي كثير].
هو اليمامي، وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، فقيه من فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، عن الليث ، أخبرنا خالد ، عن ابن أبي هلال ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)].
أورد النسائي رحمه الله ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، المراد بالإيمان، أي: كونه يصدق ويعتقد بفرضيته ولزومه بالنسبة للصيام، واستحبابه والترغيب فيه بالنسبة للقيام، هذا هو المراد بالإيمان، وأما الاحتساب فهو طلب الثواب من الله، ويرجو الثواب منه، ويدفعه إلى ذلك الرغبة فيما عند الله، وطلب ما عند الله من الثواب الذي أعده لمن عمل هذا العمل الذي هو الصيام والقيام، وقد أورد أحاديث متعددة تتعلق بالصيام، وتتعلق بالقيام، أولها حديث سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرسل؛ لأن سعيد بن المسيب تابعي، (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وهذا يدل على فضل قيام رمضان واحتسابه، وترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، وبيان ما فيه من الأجر، وأن القيام الذي يكون نافعاً، ويكون صاحبه محصلاً للأجر، هو الذي يكون بهذين القيدين، وبهذين الوصفين، وهما: الإيمان والاحتساب.
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن شعيب].
هو شعيب بن الليث، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن الليث].
هو الليث بن سعد، وقد تقدم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا خالد].
هو خالد بن يزيد الجمحي المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي هلال].
هو سعيد بن أبي هلال، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، مشهور بنسبته إلى جده شهاب، ومشهور بالنسبة إلى جده زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
ثقة، فقيه من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. وكونه مرسلاً لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق كثيرة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها، وهو بلفظ الحديث الذي تقدم عن سعيد بن المسيب المرسل، (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وفيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يرغبهم في القيام من غير عزيمة أمر فيه، يعني: من غير أن يلزمهم به، ويفرضه عليهم، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه في أواخر الشهر من رمضان، وصلى بصلاته جماعة من أصحابه، وترك الاستمرار على ذلك خشية أن يفرض عليهم، وهذا من شفقته على أمته عليه الصلاة والسلام، وحرصه على عدم حصول ما يشق عليها، وما قد يفرض، فيحصل فيه مشقة وصعوبة، فترك عليه الصلاة والسلام الاستمرار بهم في الصلاة، يعني قيام رمضان جماعة خشية أن يفرض عليهم قيام رمضان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ولكنه رغبهم فيه وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا المعافى].
هو ابن سليمان، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا موسى].
هو موسى بن أعين، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن إسحاق بن راشد].
ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن في روايته عن الزهري فيها كلام وبعض الوهم، ولكن ذلك لا يؤثر؛ لأنه جاء من طرق أخرى عن الزهري، وهو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عن الزهري].
قد تقدم ذكره.
[أخبرني عروة بن الزبير].
هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أن عائشة...].
هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي الصحابية التي عرفت بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنها وأرضاها.
أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، وفيه ما في الذي قبله إلا أنه ذكر الترغيب في قيام رمضان، ولكن نص على ليلة القدر، وهي من جملة رمضان، ولكن لها ميزة، ولها شأن خاص وفضل خاص، وذلك أنها خير من ألف شهر، وأنزل الله فيها سورة في كتابه تتعلق بهذه الليلة، والتنويه بعظم شأنها، فهي من جملة رمضان، وقيامها من قيام رمضان.
وقوله: [فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك]، أي: على أن الأمر مرغب فيه، وليس مفروضاً، وليس مأموراً به، هذا هو الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر عليه، وهو من كلام الزهري الذي هو [فتوفي رسول الله والأمر على ذلك]، مدرجه واضح، ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن إسحاق].
هو ابن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، والنسائي يروي عنه كثيرا بمباشرة، ولكنه يروي عنه أحيانا بواسطة كما هنا، فإنه يروي عنه بواسطة زكريا بن يحيى.
[أخبرنا عبد الله بن الحارث].
هو عبد الله بن الحارث المخزومي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن يونس الأيلي].
هو يونس بن يزيد الأيلي، ثم المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو مثل ما تقدم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، هو دال على فضل قيام رمضان، وقد جاءت في ذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة، وعائشة، وعن غيرهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
الربيع بن سليمان يحتمل أنه المرادي، ويحتمل أنه الجيزي، وكل منهما ثقة.
[حدثنا ابن وهب].
هو ابن وهب المصري عبد الله، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي وقد مر ذكره.
[عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة...].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم عنها رضي الله عنها: (كان يرغبهم من غير عزيمة أمرٍ فيه، ويقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
قوله: [أخبرني محمد بن خالد].
هو محمد بن خالد بن خلي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا بشر بن شعيب].
هو بشر بن شعيب بن أبي حمزة، وهو ثقة، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي. وهو الذي جاء في ترجمته الوهم الذي حصل لـابن حبان، وهو أن البخاري قال: تركناه حياً سنة اثنتي عشرة ومائتين، معناه: أنه لقيه ويعرفه، وآخر عهده به أنه كان حياً في تلك السنة، فـابن حبان أخطأ وقال: قال البخاري: تركناه، ولم يأت بما بعدها: (حياً)، فاختلف المعنى، ومعناه أنه متروك، وأن البخاري تركه وترك الاحتجاج به، وهذا خطأ؛ لأن البخاري قال: تركناه حياً، ولم يقل: تركناه فقط، أي: أننا تركنا حديثه، أو أننا تركنا الأخذ عنه، وإنما تركناه حياً، فـابن حبان أخطأ حيث أخذ أول الكلام، وغفل عن باقيه الذي هو يختلف تماماً عن ذكر (تركناه) وحدها، ونسبتها إلى البخاري، وهو ثقة.
[عن أبيه].
هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري، أخبرني عروة، أن عائشة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ورجال إسناده مر ذكرهم جميعاً.
أورد حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو باللفظ المتقدم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
قوله: [أخبرنا أبو داود].
هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا يعقوب بن إبراهيم].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
أبوه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن صالح].
هو صالح بن كيسان المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب أن أبا سلمة أخبره أن أبا هريرة...].
وقد مر ذكرهم.
أورد حديث أبي هريرة بمثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا نوح بن حبيب].
ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا معمر].
هو ابن راشد الأزدي البصري، ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا قتيبة].
وقد مر ذكره.
[عن مالك].
هو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وقد مر ذكره.
[عن حميد بن عبد الرحمن].
هو ابن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].
هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[عن مالك ، أنه حدثني ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرني محمد بن إسماعيل].
هو محمد بن إسماعيل الطبراني أبو بكر، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء].
هو عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد الضبعي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا جويرية].
هو جويرية بن أسماء بن عبيد الضبعي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه؛ أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن مالك أنه قال الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وحميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريقين: من طريق شيخه قتيبة، ومن طريق شيخه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وطريق محمد بن عبد الله قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، يتعلق بالصيام، وأما حديث قتيبة فإنه: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أي عطف ليلة القدر على قيام رمضان، هو من عطف الخاص على العام؛ لأنها من جملة الشهر.
هو المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[حدثنا سفيان].
هو ابن عيينة المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وهو من طريق قتيبة، وهو مثل طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المتقدمة تتعلق بالصيام، وحديثه الأول قتيبة يتعلق بقيام رمضان وقيام ليلة القدر، وأما هنا يتعلق بالصيام، (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ورجال الإسناد مر ذكرهم جميعاً.
أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، ويتعلق بصيام رمضان.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن راهويه الحنظلي، وقد تقدم، وبقية رجال الإسناد كذلك تقدم ذكرهم.
أورد النسائي رحمه الله حديث أبي هريرة، وهو بمثل ما تقدم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
قوله: [أخبرنا علي بن المنذر].
صدوق يتشيع، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا ابن فضيل].
هو محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو الذي نسب إليه التشيع، وأجاب الحافظ ابن حجر عنه في ترجمته في مقدمة الفتح، أنه كان يقول: رحم الله عثمان، ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان. رحم الله عثمان، أي: ابن عفان، ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان. وهذا لا يقوله الشيعة.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو الأنصاري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهم.
الجواب: ما يصلح المزح في مثل هذا، وهذا السلام في حق الكفار، وأما إذا كان ناس مختلطين كفار ومسلمون، فإنه يسلم على المسلمين وهو يريد المسلمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر