الجواب: هذا السؤال مهم, وذلك أن أعداء المسلمين لبسوا على المسلمين فيما يتعلق بكثرة النسل, وأوهموهم أن كثرة النسل يحصل بها ضائقة اقتصادية, وأزمات على الحكومة وعلى الأفراد, ومن المعلوم أن هذا أعني: الضائقة الاقتصادية والأزمات تسبب الفوضى والاعتداء والتطاول من الناس بعضهم على بعض، فهم يصورون كثرة النسل بصورة مخيفة مروعة, ويتوهم ضعاف النفوس والإيمان أن هذا أمر مخيف, ولو كان عند الإنسان قوة إيمان وتوكل لعلم أن الله سبحانه وتعالى لن يخلق مخلوقاً إلا وقد تكفل برزقه, كما قال الله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا [هود:6]، وقال تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [الإسراء:31]، وقال تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]، وإذا علم المؤمن أن كثرة النسل سبب لكثرة الرزق؛ لأن الأمة إذا كثرت كان ذلك عزاً لها, وكان ذلك سبباً لاكتفائها بذاتها عن غيرها، ولهذا امتن الله عز وجل على بني إسرائيل بتكثيرهم، قال تعالى: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا [الإسراء:6]، وذكر شعيب قومه بذلك فقال: وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ [الأعراف:86]، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(تزوجوا الودود الولود )، والولود كثيرة الولادة، وكلما كثرت الأمة الإسلامية كان ذلك عزاً لها، وكان ذلك سبباً لهيبتها بين الأمم, وكان ذلك سبباً لاكتفائها بذاتها عن غيرها كما هو ظاهر ومعلوم.
وبناء على ذلك فالذي ينبغي للمسلم أن يحرص على كثرة الأولاد, أخاطب بذلك الرجل والمرأة, ولا ينبغي لهما أن يحاولا قلة الولد.
وأما ما ذكره السائل من تنظيم النسل الحقيقة أن هذا وارد، أن ينظم الإنسان نسله, وكذا تكون ولادة المرأة بين سنة وأخرى، أي: سنة للولادة وسنة لعدم الولادة، ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ليس إلى الإنسان، فقد ينظم الإنسان هذا التنظيم, ولكن لا يحصل مراده، ربما يتأخر الحمل في السنة التي يريد أن يكون فيها حمل، وربما يموت الأولاد الذين كانوا عنده، فإذا مات الأولاد ولم يشأ الله عز وجل أن تنجب المرأة بعد ذلك بقيت لا أولاد لها، نعم لو فرض أن المرأة لا تقدر على ذلك بأن تكون ضعيفة البنية لا تستطيع أن تحمل كل سنة إلا بمشقة غير معتادة, فهذا وجه يبرر لها أن تنظم حملها، ومع ذلك لا يكون هذا إلا بإذن الزوج, فلو منع الزوج ذلك فالحق له, كما أن الزوج لو طلب منها أن تستعمل ما يمنع الحمل فليس عليها قبول ذلك، فكل واحد من الزوجين له حق في الولد، ولهذا قال أهل العلم: يحرم أن يعزل الرجل عن زوجته الحرة إلا بإذنها؛ لأن لها حقاً في الولد، وكذلك القول الراجح: إذا تبين الزوج عقيماً فللزوجة حق الفسخ؛ لأن لها حقاً في الولد.
وأما ما ذكره السائل من قول أعداء الإسلام الانفجار السكاني أو التضخم السكاني وما أشبه ذلك فإن هذا كما أشرت إليه في أول الجواب من تهويل الأمر من أعداء الإسلام على المسلم, والواجب على المسلم ألا يغتر بهؤلاء وتهويلاتهم, وأن يعلم أنهم أعداء لنا، كما وصفهم الله بذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [الممتحنة:1]، فالكافر عدو للمسلم مهما كان في أي زمان وفي أي مكان, ولهذا يجب على المؤمن أن لا يثق منه بشيء, وأن يعلم أنه -أي: الكافر- لو فعل شيئاً فيه مصلحة للمسلمين فإنه سوف يكسب من وراء ذلك لنفسه ما هو أكثر وأكثر من المصالح.
الجواب: نعم، التوبة النصوح تكفي وتهدم ما كان قبلها من المعاصي, بل من الكفر أيضاً؛ لقول الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، ولقوله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68-70]، فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أعلى أنواع المعاصي في حقه تعالى, وفي حق بني آدم في النفوس, وفي حق بني آدم في الأعراض, فذكر الشرك, وذكر قتل النفس بغير حق, وذكر الزنا, فالشرك جرم في حق الله, وقتل النفس جرم في أنفس الخلق, والزنا جرم في أعراضهم, ومع ذلك قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:68-70].
فأبشر أيها السائل ما دمت تبت إلى الله توبة نصوحاً فإن الله تعالى سيغفر لك ما سبق من ذنبك مهما عظم، ولكن التوبة لابد فيها من شروط خمسة:
الشرط الأول: أن تكون خالصة لله, بأن لا يحمل عليها شيء من أمور الدنيا, لا يبتغي بها الإنسان تقرباً إلى أحد من الناس ولا رياء ولا سمعة وإنما يحمله عليها خوف الله ورجاؤه، خوف الله تعالى من معصيته ورجاؤه بتوبته.
الشرط الثاني: أن يندم على ما وقع منه من المعصية, بمعنى: أن يتأثر ويحزن مما حصل ويتمنى أن لم يكن.
والشرط الثالث: أن يقلع عن المعصية التي تاب منها فلو قال بلسانه: إنه تائب, ولكنه باق ومصر على المعصية, كانت توبته هباء منثوراً بل هي إلى الهزأ بالله أقرب منها إلى الجد, فلو قال: أنا تبت إلى الله من الغيبة ولم يزل يغتاب الناس فأين التوبة؟ ولو قال: تبت إلى الله من أكل المال بالباطل, وهو لا يزال مصراً عليه فأين التوبة؟ ولو قال: تبت إلى الله من النظر إلى المحرم وهو مصر عليه فأين التوبة؟ فلابد أن يقلع عن المعصية, ومن ذلك رد الحقوق إلى أهلها, فلو قال: أنا تائب من ظلم الناس ولكن حقوق الناس في ذمته فإنه لم يتب.
الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل، فلو قال: أنا تائب وندم على ما مضى وأقلع عن الذنب لكن في قلبه أنه لو حصلت له الفرصة لعاد إلى الذنب, لم يكن تائباً حقيقة, بل لابد أن يعزم على ألا يعود, ويجب أن نتفطن لكلمة: يعزم على ألا يعود, فإنه لا يشترط ألا يعود فلو كان حين التوبة عازماً على أن ألا يعود ولكن سولت له نفسه أن يعود, فإن التوبة الأولى لا تبطل, لكنه يحتاج إلى توبة جديدة لعوده إلى الذنب.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه, وذلك بأن تكون قبل حضور الأجل, وقبل طلوع الشمس من مغربها, فإن وقعت التوبة بعد حلول الأجل لم تقبل, وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل أيضاً، ودليل ذلك قوله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ [النساء:18]؛ ولهذا لم يقبل الله توبة فرعون حين أدركه الغرق, وقال: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90]، فقيل له: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:91]، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )، يعني: بروحه وذلك بحضور أجله، وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها, لم تقبل أيضاً؛ لقوله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام:158]، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن التوبة تنقطع إذا طلعت الشمس من مغربها، والشمس الآن تشرق من المشرق, وتغرب من المغرب, فإذا إذن الله لها أن ترجع من حيث جاءت رجعت فخرجت من المغرب, وهذا في آخر الزمان فإذا رآها الناس آمنوا أجمعون, ولكن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
وخلاصة شروط التوبة, أنها خمسة: الإخلاص لله, والندم على ما حصل من الذنب, والإقلاع عنه, والعزم على ألا يعود, وأن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه، نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.
الجواب: أولاً: يجب أن نعلم أن الدعاء نفسه عبادة, وأنه يحصل به القربة إلى الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، ولأن الإنسان إذا دعا ربه فإنه معترف لنفسه بالقصور ولربه بالكمال, ولهذا توجه إليه سبحانه وتعالى بالدعاء, وهذا تعظيم لله عز وجل وتعظيم الله تعالى عبادة، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة, وإذا كان كذلك فإن الإنسان يحصل له التقرب إلى الله تعالى بمجرد دعائه، ثم إنه إذا دعا حصل له مع العبادة إما ما دعا به، يعني: يحصل له مقصوده الذي دعا الله أن يحصله، وإما أن يدفع عنه من الشر ما هو أعظم من النفع الحاصل بمطلوبه، ومن ذلك أن يكون هذا المطلوب لو حصل للإنسان لكان له به فتنة، وإما أن يدخر الله له أجره عنده يوم القيامة, فكل من دعا الله سبحانه وتعالى فإنه لا يخيب أبداً, ولكن الدعاء له آداب, منها: أن يعتقد الإنسان حين الدعاء أنه في ضرورة إلى ربه, وفي افتقار إليه, وأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ومنها: أن يعتقد كمال ربه عز وجل, وكمال رحمته وإحسانه وفضله وقدرته, ومنها أن يكون مؤمِّلاً وراجياً للإجابة، لا يدعو وهو شاك هل يحصل هذا الشيء أو لا يحصل؟ بل يدعو وهو موقن بالإجابة، ومنها أن لا يعتدي في دعائه, وذلك بأن يسأل الله سبحانه وتعالى ما لا يمكنه شرعاً أو قدراً، فإن سأل الله ما لا يمكن قدراً فهذا لا يجوز وهو نوع من السخرية بالله عز وجل، وكذلك إن سأل الله ما لا يمكن شرعاً فإنه طعن في الدعاء ونوع من السخرية بالله عز وجل.
ومن الآداب: أن لا يدعو بما لا يحل شرعاً, فلا يدعو بإثم ولا بقطيعة رحم، ومن الآداب أيضاً أن لا يكون مطعمه وملبسه من الحرام، أي: أن يكون مطعمه وملبسه ورداؤه ومسكنه حلالاً, فإن الحرام يمنع إجابة الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر, يمد يديه إلى السماء, يا رب! يا رب! ومطعمه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام, فأنى يستجاب لذلك )، فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله لهذا الرجل الذي كان مطعمه حراماً وملبسه حراماً وغذي بالحرام, وهذه المسألة الأخيرة أعني: اجتناب الحرام قد تكون عزيزة نادرة في كثير من الناس, فمن الذي يسلم من أكل الحرام, فكثير من الناس يأكل أموال الناس بالباطل, بالكذب, بالغش, بالتمويه, والتزوير, أو ينقص من واجب وظيفته, أو غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي توقع الإنسان في الحرام.
هذه الستة كلها من آداب الدعاء, فينبغي للإنسان أن يراعيها وأن يحرص عليها، أما أوقات الإجابة والأحوال التي ترجى فيها الإجابة, فمنها الثلث الأخير من الليل من أوقات الإجابة, فقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر, فيقول: (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ )، ومنها ما بين الأذان والإقامة, فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد, ومن الدعاء بين الأذان والإقامة أن تدعو الله في السنة التي تكون قبل الصلاة, فإن السنة التي تكون قبل الصلاة فيها دعاء في السجود, وفيها دعاء بين السجدتين, وفيها دعاء في التشهد, ومنها من الأحوال التي ترجى فيها الإجابة, أن يكون الإنسان ساجداً, فإن الدعاء في هذا السجود أقرب ما يكون للإجابة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً, فأما الركوع فعظموا فيه الرب, وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ). أي: حري أن يستجاب لكم، وقال النبي عليه الصلاة والسلام:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )، فينبغي للإنسان بعد أن يؤدي الذكر الواجب في السجود وهو قوله: سبحان ربي الأعلى ويكمل ذلك بما ورد مثل: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي, سبوح قدوس رب الملائكة والروح, أن يكثر من الدعاء في حال سجوده؛ لأنه أقرب إلى الإجابة، لكن إذا كان إماماً فلا ينبغي له أن يطيل إطالة تشق على المؤمنين, وتخرج عن السنة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلها, وكذلك إذا كان مأموماً لا يتأخر عن الإمام في حال السجود من أجل أن يطيل الدعاء.
مداخلة: أيضاً فضيلة الشيخ! ليلة القدر ويوم عرفة.
الشيخ: هذه أيضاً من أوقات الإجابة, عشية عرفة, وليلة القدر خير من ألف شهر, وهي كغيرها من الليالي بالنسبة للإجابة، أي: أن آخر الليل فيها وقت إجابة, وهي خير من ألف شهر بالدعاء فيها, وبالبركة التي تحصل فيها كما قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [الدخان:3].
مداخلة: ليلة القدر متى تبدأ يا فضيلة الشيخ بدايتها؟
الجواب: هي في العشر الأواخر من رمضان، وفي السبع الأواخر منه أرجى وأرجى، وفي ليلة السابع والعشرين أرجى وأرجى أيضاً، ولكنها تتنقل فقد تكون هذا العام في ليلة ثلاث وعشرين, وفي العام الثاني في خمس وعشرين, وفي الثالث في سبع وعشرين, أو في أربعة وعشرين ,وستة وعشرين وثمانية وعشرين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر