اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل : فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات:149]، يذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات لنبيه صلوات الله وسلامه عليه كيف أن هؤلاء الكفار كذبوا على الله سبحانه وافتروا أعظم الكذب بأن ادعوا أن الله اصطفى البنات لنفسه سبحانه، وأنه اتخذ الصاحبة، فكأنهم زعموا وشبهوا أن الله سبحانه وتعالى كالبشر، فالبشر لهم أبناء ويتناسلون، فقالوا: إن الله عز وجل كذلك! واصطفى لنفسه البنات من الجن أو من الملائكة! وكان له نسل حاشا لله وتعالى علواً كبيراً عما يقولون! فقالوا: الملائكة بنات له، فقال لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: فَاسْتَفْتِهِمْ أي: اسألهم.
وقوله: فَاسْتَفْتِهِمْ [الصافات:149] هذه قراءة الجمهور وقراءة رويس (فاستفتهُم)، على أصل الضمير في الضم.
أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ هذا السؤال ليس سؤال استفهام؛ لأن الجواب: حاشا لله عز وجل أن يتخذ صاحبة وولداً، وهم كذابون فيما يقولون، وإنما الاستفهام للتقريع والتوبيخ فيما يقولون، على سبيل الإنكار عليهم.
ثم ذكر: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ [الصافات:83]، وذكر باختصار قصة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام مع عباد الأصنام، وكيف كسر أصنامهم، وكيف ذهب مهاجراً إلى ربه سبحانه وتعالى، وكيف بشره الله سبحانه بالغلام العليم، وجاءه إسماعيل على نبينا وعليه الصلاة والسلام، رأى في المنام أنه يذبح ولده، وأن الله أمره بذلك، فلما علم الله سبحانه وتعالى صدقه فداه بذبح عظيم, وكانت آية من آيات الله سبحانه، ثم بشره بإسحاق، وكل من جاء من الأنبياء بعد إبراهيم هم من ذرية إسحاق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فهو الوحيد من الأنبياء من ذرية إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ثم ذكر الله عز وجل بعد ذلك ذكر موسى وهارون وكيف ابتلاهم الله سبحانه وتعالى، وآتاهما الكتاب المستبين، ونصرهم الله سبحانه وتعالى بعد ما ابتلي موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، وساقها باختصار.
وذكر بعد ذلك قصة إلياس عليه السلام وكان من المرسلين، وكيف كان قومه يعبدون صنماً اسمه بعل عبدوه من دون الله، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى.
ولوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام دعا قومه إلى عبادة الله، وكانوا يأتون الفاحشة ويشركون بالله ويأتون الذكران من العالمين، فلما أبوا إلا الإعراض والتكذيب، وأرادوا قتل نبيهم أهلكهم الله سبحانه: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الصافات:137-138].
وذكر قصة يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام كيف أنه أبق إلى الفلك المشحون، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ [الصافات:141-142]، ثم نجاه الله سبحانه وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ [الصافات:148].
إذاً: قصص الأنبياء التي يسوقها الله سبحانه وتعالى المقصد منها: تسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأن يأخذوا منها العظة والعبرة، وأن الله يترك عباده هؤلاء فترة لعلهم يؤمنون، ولا يتركهم إهمالاً لهم ولكن إمهالاً منه سبحانه وتعالى، يمهلهم، ويحلم بهم سبحانه ويصبر عليهم لعلهم يؤمنون، وهو أعلم سبحانه وتعالى من الذي يستجيب ومن الذي لا يستجيب، ففي قصص الأنبياء العبرة للنبي صلى الله عليه وسلم: اصبر ولا تعجل، وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:48-49]، فمنها يتعلم النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم المؤمنون عدم العجلة، أي: لا تكن كيونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام حين تعجل وغضب من قومه وتركهم؛ لأنهم لم يؤمنوا، وإذا بالله عز وجل يتوب عليه، وقومه تابوا إلى الله.
فهذه القصص فيها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن الله قد يبادر ويعاجل بالعقوبة، وقد يمهل القوم لحكمة منه سبحانه، فلا تعجل، أي: اصبر لأمر الله سبحانه وتعالى، فإن الفرج يأتي بعد الضيق، وكما قصصنا عليك قصص هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فتوجه الآن إلى هؤلاء الكفار، وأمرهم بالمعروف وانههم عن المنكر، واسأل هؤلاء: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات:149].
أي: آلله اصطفى لنفسه البنات، وتقولون: هن لله سبحانه وتعالى، ولكم أنتم البنون وتفتخرون بهم؟!
ثم ذكر: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ [الصافات:83]، وذكر باختصار قصة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام مع عباد الأصنام، وكيف كسر أصنامهم، وكيف ذهب مهاجراً إلى ربه سبحانه وتعالى، وكيف بشره الله سبحانه بالغلام العليم، وجاءه إسماعيل على نبينا وعليه الصلاة والسلام، رأى في المنام أنه يذبح ولده، وأن الله أمره بذلك، فلما علم الله سبحانه وتعالى صدقه فداه بذبح عظيم, وكانت آية من آيات الله سبحانه، ثم بشره بإسحاق، وكل من جاء من الأنبياء بعد إبراهيم هم من ذرية إسحاق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فهو الوحيد من الأنبياء من ذرية إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ثم ذكر الله عز وجل بعد ذلك ذكر موسى وهارون وكيف ابتلاهم الله سبحانه وتعالى، وآتاهما الكتاب المستبين، ونصرهم الله سبحانه وتعالى بعد ما ابتلي موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، وساقها باختصار.
وذكر بعد ذلك قصة إلياس عليه السلام وكان من المرسلين، وكيف كان قومه يعبدون صنماً اسمه بعل عبدوه من دون الله، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى.
ولوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام دعا قومه إلى عبادة الله، وكانوا يأتون الفاحشة ويشركون بالله ويأتون الذكران من العالمين، فلما أبوا إلا الإعراض والتكذيب، وأرادوا قتل نبيهم أهلكهم الله سبحانه: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الصافات:137-138].
وذكر قصة يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام كيف أنه أبق إلى الفلك المشحون، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ [الصافات:141-142]، ثم نجاه الله سبحانه وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ [الصافات:148].
إذاً: قصص الأنبياء التي يسوقها الله سبحانه وتعالى المقصد منها: تسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأن يأخذوا منها العظة والعبرة، وأن الله يترك عباده هؤلاء فترة لعلهم يؤمنون، ولا يتركهم إهمالاً لهم ولكن إمهالاً منه سبحانه وتعالى، يمهلهم، ويحلم بهم سبحانه ويصبر عليهم لعلهم يؤمنون، وهو أعلم سبحانه وتعالى من الذي يستجيب ومن الذي لا يستجيب، ففي قصص الأنبياء العبرة للنبي صلى الله عليه وسلم: اصبر ولا تعجل، وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:48-49]، فمنها يتعلم النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم المؤمنون عدم العجلة، أي: لا تكن كيونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام حين تعجل وغضب من قومه وتركهم؛ لأنهم لم يؤمنوا، وإذا بالله عز وجل يتوب عليه، وقومه تابوا إلى الله.
فهذه القصص فيها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن الله قد يبادر ويعاجل بالعقوبة، وقد يمهل القوم لحكمة منه سبحانه، فلا تعجل، أي: اصبر لأمر الله سبحانه وتعالى، فإن الفرج يأتي بعد الضيق، وكما قصصنا عليك قصص هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فتوجه الآن إلى هؤلاء الكفار، وأمرهم بالمعروف وانههم عن المنكر، واسأل هؤلاء: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات:149].
أي: آلله اصطفى لنفسه البنات، وتقولون: هن لله سبحانه وتعالى، ولكم أنتم البنون وتفتخرون بهم؟!
أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ [الصافات:153]
من قال لكم: إنه اختار واجتبى البنات له وميزهم على البنين، والبنون لكم، ولذلك كانوا في الجاهلية يقتلون البنات ويقولون: هن لله، ويأخذون البنين، فكان الرجل من العرب إذا بشر بالأنثى كما قال الله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم ٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ [النحل:58-59]، هذا حالهم عندما يبشر أحدهم ويخبر بالبنت، فإذا كنت تستبشع هذا لنفسك، فكيف تزعمه لله الذي خلقك سبحانه وتعالى؟! وكيف تقولون: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ؟
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [الصافات:154] أي: قياس هذا الذي تقولونه؟
ترضون لأنفسكم بالشيء الأعلى وتزعمون أن الأدنى لله سبحانه وتعالى، كيف تحكمون بذلك؟
قرأ الجمهور: أَصْطَفَى بهمزة قطع، وقرأ ورش بخلفه بهمزة وصل فيها إذا وصل، وكذلك قرأها أبو جعفر : وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * اَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ [الصافات:152-153]، هذه قراءة ورش بخلفه، فإذا بدأ بها قال: اصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ، والجمهور ومنهم ورش أيضاً يقرءون: وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ [الصافات:152-153]، فإذا بدءوا قالوا: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ .
وقوله: أَفَلا تَذَكَّرُونَ هذه قراءة حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف : أَفَلا تَذَكَّرُونَ وباقي القراء يقرءونها: أَفَلا تذكرون أي: تتذكرون كيف بدأ الله الخلق وكيف خلقكم من عدم سبحانه وتعالى؟ وأن الفقير هو الذي يحتاج إلى من يخلفه، أما الله تعالى فهو الغني لا يحتاج إلى شيء سبحانه.
وقال تعالى: أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ [الصافات:156] أي: ألكم حجة من الله سبحانه بينة قاطعة تشهد لكم بما تقولون؟ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الصافات:157] أي: إذا كان عندكم مثل هذا القرآن، أو عندكم كتاب من كتب الله يقول لكم فيه الله عز وجل هذا الذي تزعمون فأتوا به، إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الصافات:157]، في دعواكم.
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا [الصافات:158] وكأن النسب هنا بمعنى المصاهرة أو بمعنى الأولاد، فهم جعلوا الملائكة بنات له، تقول: أنا أنسب لأبي، وأنسب لجدي وهكذا، فكأنهم نسبوا الملائكة إلى الله، فقالوا: الملائكة بنات الله، سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً؛ فهؤلاء العرب زعموا ذلك، منهم: جهينة، وخزاعة، وبنو مليح، وبنو سلمة، وبنو عبد الدار، فهؤلاء مجموعة كانوا يزعمون أن الملائكة بنات له، وأن الله اصطفى من الملائكة من ناسبهم وتزوج منهم وكان له منهم البنات، تعالى عما يقولون علواً كبيراً، قال مجاهد : ذكروا ذلك لـأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: فمن أمهاتهم؟ أي: إذا كان الملائكة بنات الله فمن أمهاتهم؟ فقالوا: مخدرات الجن، والمرأة المخدرة هي المختبئة في البيت، فكان عند العرب المرأة المخدرة هي المرأة الشريفة التي تكون في بيتها مصونة، فزعموا أن الجن منهم مخدرات يعني: أن من الجن شريفات عفيفات محبوسات في البيوت فتزوج الله عز وجل منهم، حاشا له سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.
وقال سبحانه: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ [الصافات:158]، سواء كان الجنة الملائكة أو الجن فهم محضرون لحساب يوم القيامة، فإذا كان الله عز وجل يجمع الرسل ويأتي بالمسيح عيسى بن مريم فيسأله الله سبحانه وتعالى وهو أعلم أنهم كذبوا عليه أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:116]، ومع ذلك سيسأله الله أمام الخلق: هل أنت قلت ذلك؟ فإذا كان هذا المسيح والله عز وجل يعلم أنه صادق فكيف بغيره؟ فالله يأتي بالجميع الملائكة والجن والإنس وكل خلقه ويسأل: هل أنتم بنات الله كما قيل عنكم؟! إذاً: علمت الجنة أنهم محضرون بين يدي الله سبحانه، وعلمت الشياطين أنهم محضرون للعذاب يوم القيامة.
أي: تعالى الله سبحانه وتنزه وتقدس عما يصفونه من كذب وضلال إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ [الصافات:160] أي: هؤلاء لم يصفوا الله سبحانه إلا بما قاله عن نفسه سبحانه، ولذلك الإنسان المؤمن لا يصف ربه سبحانه بما عني له في خاطره أو في عقله فيصف ربه بما شاء، لا؛ لأن صفات الله توقيفية، فالإنسان لا يسمي ربه إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يصفه سبحانه إلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
قوله: (إلا عباد الله المخلِصين) مخلَص ومخلِص في كل القرآن يقرؤها نافع وأبو جعفر والكوفيون كـعاصم وحمزة والكسائي وخلف : الْمُخْلَصِينَ وباقي القراء يقرءونها: (المخلِصين)، ولها معنيان: المخلَص وهو الذي اصطفاه الله عز وجل واختاره، والمخلِص وهو الذي عبد الله سبحانه ولم يشرك به شيئاً، فهؤلاء المخلَصون والمخلِصون يذكر الله عز وجل أنهم لم يكذبوا على الله سبحانه، ولم يصفوا الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وهؤلاء ذكرهم الله قبل ذلك أن لهم جنات النعيم، وأن لهم الحور العين، ومما يشربون من أنهار الجنة ومن النعيم الشيء العظيم، وهنا ذكر الله سبحانه أنهم لا يصفون الله إلا بالحق الذي جاء في الكتاب والسنة.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر