اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى، ووحدانيتك أن تحرر المسجد الأقصى، وأن تحرر أرض فلسطين ، وأن ترينا في أعدائك اليهود عجائب قدرتك، اللهم اجعلها ساعة إجابة وساعة إنابة.
اللهم إن نظرت إلى ذنوبنا ومعاصينا وتقصيرنا، وكبائرنا وصغائرنا، وإسرارنا وإعلاننا، وجدنا وهزلنا، وخطئنا وعمدنا وخطيئتنا فإنا نستحق العقوبة، ولكن نعلم أن رحمتك أوسع ومغفرتك أعظم، فاغفر لنا وارحمنا.
اللهم إن الذنب كثير، والعمل قليل، ولا نثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إن المسجد الأقصى وأرض فلسطين يرتبط به أطفال يتامى، وعجائز ركع، وبهائم رتع، وشباب حيارى، اللهم رحمتك بهم يا أرحم الراحمين.
نسألك تعجيل الوفاء بوعدك وقد وعدت ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء:7].
اللهم ألِّف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، اللهم اجعلنا هادين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك.
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مذنباً إلا هديته وغفرت له، ولا مؤمناً إلا ثبته، ولا منفقاً في سبيلك إلا أخلفته، ولا مسافراً إلا حفظته، ولا غائباً إلا رددته، ولا مجاهداً في سبيلك إلا نصرته، ولا عدواً إلا قصمته وأخذته.
اللهم إنا نسألك العافية في الجسد، والإصلاح في الولد، والأمن في البلد، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك، أمِّن روعاتنا، واستر عوراتنا، واقبل حسناتنا، واغفر سيئاتنا، واجعلنا في الفردوس الأعلى.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:87-88].
اللهم اقض عنا الدين، اللهم اقض عنا الدين، واغننا من الفقر.
اللهم كما صنت وجوهنا عن السجود لغيرك، فصن أيدينا عن أن تمتد لأحد سواك، اللهم إنا نسألك أن توسع لنا في أرزاقنا، وافتح أبواب الخير لنا، وأجرِ الخير على أيدينا إلى يوم القيامة، يا من إليك المنتهى وبيدك خزائن كل شيء، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم استعملنا فيما يرضيك، ولا تشغلنا فيما يباعدنا عنك، واقذف في قلوبنا رجاءك، واقطع رجاءنا عمن سواك، حتى لا نرجو أحداً غيرك، اجعل الدنيا بأيدينا ولا تجعلها في قلوبنا، وارزقنا منها ما تقينا به فتنتها، واجعل حظنا الأوفر والأكبر يوم لقائك، آمين آمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد:
عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعني وإياكم في ظل عرشه على منابر من نور، رب العرش الواحد والكرسي الواحد، لا عرش إلا عرشه ولا كرسي إلا كرسيه، وتعست سائر الكراسي، وتعس عبَّادها الذين عبدوها من دون الله، تعست وانتكست، وإذا شيكت فلا انتقشت، وما أهلك الشعوب إلا عباد الكراسي، هم المعصومون الأتقياء الأبرياء وشعوبهم هم الآثمون الخطاءون، الشعب يموت من الجوع، وصاحب الكرسي يتشبث به والله ينزعه منه نزعاً.
وفجأة!! وفجأة!! ذهب يطوف حول البيت الأبيض، وجاءه نائبه وأخذ يسير معه: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام:112] ثم ماذا كان؟
ألقى بالمسلمين المخلصين في غياهب السجون .. في مدرسة يوسف الصديق عليه السلام، ثم بعد ذلك ماذا فعلوا به؟!
غدروا به كما غدروا بغيره، وحركوا عليه جميع الفئات والأحزاب، وألقوه لا قيمة له، ولا وزن له في الدنيا ولا في الآخرة: قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26].
ويذكر الله الخير بجوار عز الإيمان، ولم يذكر الخير بجوار الصولجان، فرب فقير أشعث أغبر مغمور مدفوع عند الأبواب، لا يجد مأوى إلا فوق الرصيف ويأكل خبزاً يابساً، أكرم وأعز عند الله من سائر الطواغيت، ويأكل خبزته وهو قرير العين، وينام بآمان وسلام، ويستيقظ نشيطاً، وينطلق باحثاً عن رزقه سائر يومه، مؤدياً طاعة ربه.
والله في يوم من الأيام كنت أسير في شارع (البلاجات) وإذا بسيارة (لوري) ممن يحمل الإسمنت، ومملوء بالعمال وأثر الإسمنت على أيديهم وأرجلهم، ومعهم خبز ويرقصون داخل السيارة، هذا يخطف خبزة، وهذا يأكل خبزة، ويضحكون ويتراقصون ويصفقون، فأخذت أنظر إلى هذه السعادة العجيبة، خبز حاف ليس فيه إدام، فيه خضار وزوبعة من الإسمنت الضار يرقصون ويغنون ويأكلون بشراهة.
والله الذي لا إله إلا هو وإذا خلفهم مباشرة تسبقني سيارة (رزريز) فأخذت أنظر إلى صاحبها، وحده ليس معه أحد في السيارة، وإذا به يخاطب نفسه من الوسواس، يؤشر بيده ويضرب على طبلون السيارة وما أحد عنده، قلت: سبحان الله! وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124] هذه معيشة ضنك.
أحبابي في الله: تفحصت كتاب الله فوجدت أن الزعامات التي تتعاهد مع اليهود اليوم، أو تطالب بالاعتراف بدولة إسرائيل، وجدتها مذكورة في كتاب الله، وأبرز صفة يصفهم الله بها النفاق المحض، والمنافق أشد أنواع العباد عذاباً في النار، أكثر من عذاب اليهودي نفسه، وأكثر من عذاب الصليبـي، وأكثر من عذاب المشرك، لأن الله ذكر اليهود والمشركين والنصارى وأنواع الكافرين، ولكن لم يقل عنهم: إنهم في الدرك الأسفل من النار، ولكن قال عن المنافقين والمنافقات:
إنهم في الدرك الأسفل، في قاع جهنم، محل وصول الصديد والقيح والزيوت المغلية، والصراخ والجمر والذل والهوان، والعقارب والحيات والزقوم التي تنبت من أصل الجحيم، وكأني أرى شجرة زقوم نبتت من بطن واحد منهم لأنهم في أصل الجحيم .. في الدرك الأسفل من النار.
نعود إلى كتاب الله، ونخبرهم قبل ذلك بأنه لا يجوز ولا يحل شرعاً الاعتراف بأي دولة لليهود، لأن اليهود ما داموا في أرض المسلمين فيجب أن يكونوا أهل ذمة، تحت الحكومة الإسلامية، لا يحل ولا يجوز شرعاً بإجماع أمة المسلمين وفقهائها في القديم والحديث، أن يكون لأهل الذمة دولة على أرض الإسلام.
إن مثل الذين يعترفون بدولة إسرائيل ويصالحونها ويسالمونها كمثل ذلك الرجل الذي أهمل أهله، وخلَّف ولده، وانطلق خارج بيته ساعياً من أجل شهوته، فجاء اللصوص الملاعين واقتحموا الدار، وهتكوا عرض زوجته، وقتلوا أولاده، ونهبوا ماله، وأحرقوا داره، وذبحوا بهائمه، ودمروا بيته، فلما عاد هذا المأفون ونظر على هذه الحال إلى الأشلاء والدماء والعار، ذهب إلى الجيران يصيح: ارجعوا وبشروا من وراءكم أن الذين فعلوا ذلك حمائم المحبة وعنوان السلام، أين هم لأسالمهم، أين هم لأصافحهم، أين هم لأعاهدهم وأجالسهم، وأؤاكلهم وأشاربهم، بل لست وحدي ولكن يا جيراني الأحباء أدعوكم كلكم أن تفعلوا فعلي.
هذا هو موقف الذي يريد أن يصالح اليهود، إن شئت أن تقول: ديوثاً فهو كذلك، وإن شئت أن تقول: عميلاً فهو كذلك، وإن شئت أن تقول: خائناً فهو كذلك، وإن شئت أن تقول: منافقاً فالقرآن يشهد بذلك.
ماذا يقول الله عن هذا الصنف، يقول: إنهم لا يتمالكون أمام الحكومة الإسلامية التي هذه صفتها، إلا أن يتلقوها بالأحضان .. وإذا لقوا وصادفوا أو واجهوا لا!! لقوا، من الملاقاة: أهلاً وسهلاً بك! يا قرة العين! يا رسول الله، هكذا كان يقولون: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة:14]، قالوا مباشرة: آمنا، هكذا إعلان بالإيمان.
أما الصنف الآخر والوجه الآخر الذي يلاقونه، الله لم يقل: وإذا لقوا اليهود، أو لقوا شياطينهم، إنما قال: (خلوا) وأن هذا اللقاء الآخر يكون بعد اللقاء الأول الذي أعلنوا فيه الإيمان والولاء والصدق والتضحية والبذل، وكل ما تحتويه كلمة (آمنا) من المعاني في الجانب التعبدي، والشعائري والشرائعي، والجهادي والعسكري، والخلقي والسلوكي والتعليمي، على استعداد أن يتظاهروا بذلك، لهذا كان حذيفة بن اليمان وغيره، يقولون: [احذروا من خشوع النفاق] يبين لك أن أخشع الناس هم المنافقون، قالوا: وما خشوع النفاق؟ قال: [أن يرى المرء خاشعاً وقلبه غير خاشع] أن يرى خاشعاً منكسراً ذليلاً، وقلبه قد احتوى قلب حاخام لئيم، ورأسه فيه عقل قسيس حقود.
ورب الكعبة ذكرها لأن الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون إلى يوم القيامة، ما نزلت هذه الآيات فقط في عبد الله بن أبي بن سلول ، وإنما نزلت في كل من يحمل هذه الصفة إلى يوم القيامة: وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ [البقرة:14] أخس خصائص الشيطان: أنه يموه ويتلون، مرة يصير قطة، ومرة يصير غراباً أسود، ومرة يصير حماراً، الشيطان جني يتشكل كيفما يريد، الله أعطاه مقدرة يتشكل فيها، ومن أعاجيب تشكيلاته أنه يصبح أصغر من كريات الدم الحمراء أو البيضاء الموجودة فيك، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) وهناك في جسمك شعيرات دقيقة ما ترى بالعين إلا بالمجهر الإلكتروني الشيطان يجلس فيها.
ومن خصائص الشيطان: التخطيط في الخفاء.
والخاصية الثالثة: سرعة التنفيذ: تجد الشيطان ينفذ بسرعة، لهذا مارد سليمان عليه السلام قال له: آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [النمل:39]، عرش يأتي به من قصور بلقيس وحصونها وقلاعها في اليمن إلى الشام ، قبل أن يقوم من مقامه .. سرعة تنفيذ رهيبة!
ومن خصائص الشياطين -والعياذ بالله-: أنهم إذا خططوا أحسنوا التخطيط، وإذا نفذوا أحسنوا التنفيذ.
ثم الخاصية الخامسة: أن الشيطان قبل أن ينفذ المخطط على مراحل، لأن الله يسمي هذه المراحل خطوات: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [البقرة:168]، والمتتبع لليهود يجدهم يمشون خطوة خطوة، اضرب واستفد، انتهز الفرصة واضرب واستفد، وأكلونا وأكلوا أرضنا وديارنا خطوة بعد خطوة، كما يقول الله: خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [البقرة:168].
إذاً لست أنا الذي أقول: إنهم شياطين، بل الله الذي خلقهم، لو أن الميكرفون عطب لا أعرف أصلحه، لكن الذي صنعه هو الذي يصلحه فهو الخبير به، يفحص ويقول: الخلل هنا، فالله الذي خلقهم يقول: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].
يقول عنهم: إنهم شياطين، وهناك آية في كتاب الله تنسب الشيطنة للطاغوت الذي يحارب الله ورسوله، يقول الله فيها: الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ [النساء:76].
الله أكبر!! كان الحديث عن الطاغوت فكيف انقلب عن الشيطان؟!
سياق الآية يحتم على القارئ والسامع أن يفهم فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ [النساء:76] لكن الله سبحانه وتعالى يعلم العلاقة الوطيدة بين الطاغوت وبين الشيطان، انتبهوا إلى هذه الدروس حتى لا نخدع.
وجوهكم أقنعة بالغة المرونـه طلائها حصافة وقعرها رعونه صفق إبليس لها مندهشاً وباعكم فنونه وقال إني راحل ما عاد لي دور هنا دوري أنا أنتم ستلعبونه |
الله أكبر!!
هذا كردي وليس قومياً، ماذا سوف تقولون؟!
قم يا صلاح الدين إن القوميين ينادون الكرديين، وهذا لا يجوز في عرف القومية العربية وتسمع كل واحد منهم: وأين أنت يا صلاح الدين، صلاح الدين كردي وأنت قومي، كيف تقف مع الكردي يا قومي في خندق واحد:
وإن أتى بلكنة غريبة فهل تترجمونه دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه فإنه لو قام حقاً بينكم فسوف تقتلونه |
لأن أتباع صلاح الدين من الموحدين يقتلون، وعلى ذكر القتل لأحفاد الأقصى والجليل والخان والخليل ، أحفادهم يقتلون في كل مكان.
أقول: يحفظه ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن فيه مصلحون، من قوله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117].
الأمر الثاني: أن فيه محسنون بنوا المآوي والمساجد والملاجئ والمدارس في العالم العربي والإسلامي كله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الصدقة تقي مصارع السوء).
والسبب الثالث: وجود الفلسطينيين في هذا البلد، وأخص بهم المتدينين الذين يملئون المساجد، والسبب ليس وجود ذاتهم، ولكنهم لم يتعرضوا إلى ذبح إبادة كما تعرض غيرهم في البلاد الأخرى، فزعزع الله أمنها، وشدد عليها يوم أن ذبحوا الموحدين من الأرض المباركة، التي شهد الله لها بالبركة في كتابه في سورة الإسراء، فأبادوا منهم الآلاف بعد الآلاف، فهذا البلد المضياف احتضنهم وآواهم وأكرمهم، فكان وجودهم هو صمام الأمان والأمن في هذا البلد.
إذاً: هي ثلاثة أمور:
وجود المصلحين والمحسنين والحفاظ على أعراض وأرواح الفلسطينيين الصالحين، وإذا تأمروا عليهم وعلى المصلحين، وقطعت أيادي المحسنين، استمع ماذا يقول الله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم:28]، وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، نعم!!
نسأل الله أن يحفظ لنا هذه الأمانات الثلاث، ويجعلنا من الموفين لحقوقها آمين، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بكلمة (المنافقين) هنا هم المنافقون العرب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهدنا هذا، وأن كلمة (الْكَافِرِينَ) بإجماع المفسرين هم اليهود، هكذا تقول كتب التفسير.
إذًا هذه الآية تقول: إن من يتخذ اليهود الكافرين أولياء من دون الله واجب علينا أن نبشرهم بالعذاب، وهذه هي اللفتة القرآنية، لا نصافحهم يا حضرة الرئيس! يا حضرة الزعيم! يا أيها القائد المؤمن!
واجب على كل مسلم أن يقول: لمن اتخذ اليهود أولياء: أبشر أبشر بالنار وبئس القرار، حياً كان أو ميتاً، هكذا مفهوم القرآن، يقول سبحانه: بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء:138]، والأمر إذا جاء في القرآن يفيد الوجوب ما لم يصرفه صارف.
فواجب على كل مسلم يقول لا إله إلا الله إذا رأى في التلفزيون زعيماً ينادي بصلح اليهود، أن يقول له: أبشر يا عدو الله بالنار وبئس القرار، وإذا ذكر اسم واحد منهم هلك فليقل: أبشر بالنار وبئس القرار إلى أن يعلن التوبة، فهذا أمر يفيد الوجوب في كتاب الله، بشر يا محمد .. وينسحب الأمر الوجوبي على أمته إلى يوم القيامة بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء:138] من هم يا رب؟ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ [النساء:139] من هم الكافرون أيها المفسرون؟ قالوا: اليهود أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:139].
أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ [النساء:139] وبين الله أن سر الولاء هو الخوف على الكراسي، فيخيل إليه أنه ما دام قاعداً على هذا الكرسي أنه عزيز، طبعاً كيف لا يكون عزيزاً وله حرس خاص، وجنود وقصور ودور وحفلات وهدايا، وتعظيم وتفدية، ولكن ما يعلم أن العزة لله جميعاً، وأنه من أراد العزة فليصطلح مع الله لا مع اليهود، يظنون أنهم إذا حافظوا على حدود اليهود، سيكون لهم العزة بديمومة الكرسي الذي يقبعون عليه! والله سبحانه وتعالى يقول: أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً [النساء:139]، لا إله إلا الله والله أكبر.
الله أكبر!! أول الآية يقول النداء فيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [المائدة:51] أثبت الله لهم الإيمان ثم نفى الله الإيمان لمن والاهم، أثبته لمجموع المؤمنين، فمن والاهم نفى الإيمان عنه وضمه إليهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51]، أنا أتحدى أي مفسر معاصر يفسر لي هذه الكلمات الثلاث بغير ظاهرها الحقيقي، الله سبحانه وتعالى ما جعلها مبهمة، ولو جعلها مبهمة فما أكثر الذين يلوون أعناق الآيات، ويحرفون كتاب الله، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً!
مثلاً لو الآية جاءت هكذا: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ [المائدة:51] فهناك يخشى عليه أن يكون منهم، لقال المفسرون من وعاظ السلاطين، أصحاب البطون المستطيلة، اللاعقين الأذناب الرطبة، لقالوا: يخشى أن يكونوا منهم لكن ليسوا منهم، يخشى فقط فاتركنا نعيش، لكن الله ما قال ذلك بل قال: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ [المائدة:51] (فإنه) أداة تأكيد فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] هنا قمة الوضوح، هذه الآية لا تحتاج إلى تفسير، فسرت نفسها: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].
كلمة سهلة في قمة الوضوح لأن الله يعلم أنه سيأتي زمان يلبس على الناس دينهم، ويحرف الكلام الواضح، هذه الكلمة أتدرون ماذا قال عنها بعض (الأزهرستيين) قالوا: إن صلحك معهم كصلح رسول الله في الحديبية ، والله يقول: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] الله أكبر!! فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51].
هكذا قلوبهم ورب الكعبة! ولو لبسوا البدلات المذهبة، وركبوا على الخيول، وطقطقت بهم البراذين، فإن ذل المعصية في قلوبهم وعلى وجوههم.
وفي الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، وضمن الجسد المخ والعقل يمتد الفساد إليه، وتجد التقارير كلها مزيفة وفاسدة، راجعوا كل التقارير التي أصدرت في القضية، ستجدونها منبعثة من هذا المعنى القرآني العظيم: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [المائدة:52] وهناك اتصال شرياني وريدي ممتد من القلب إلى أجهزة الأعصاب الحسية، هناك في المخ اتصال وثيق: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52] هذا التشخيص الثاني.
ويسارعون فيهم، كنت يوماً أسمع وزيراً من وزراء أمريكا يقول: وإن هناك دولة تتلمس حوائجنا القلبية، فتبسطها لنا قبل أن نطلبها منها، الله أكبر!!
تتلمس أي: تلبي قبل أن نقول، تقولون أنتم كذا وكذا وكذا فتقول: صح.
يقول الله سبحانه عالم الغيب والشهادة: يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52] وتجد هذه المسارعة عجيبة: سعي، واجتماعات، وسفرات، عابد الشهوة لا يطيق أن يفارق شهوته، ولكن تجد تنفيذ هذه الآية الدقيق العجيب كيف يسارعون، جولة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، لقاءات هائلة عظيمة، فيها سهر وتعب وسفر ست عشرة ساعة عبر المحيطات الهائلة وأفواج الفضاء، ومنهم من يترك دولته تهدده بالانقلاب وقد يحدث الانقلاب، ويأبى إلا أن يسارع فيهم، كما يقول الله: يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52].
والعجيب في أنه لم يقل سبحانه: يسارعون معهم، ولم يقل: يسارعون بينهم، ولم يقل: يسارعون عندهم، كل كلمة لها معنى.
يسارعون معهم: يكون مرافقاً له.
يسارعون بينهم: يشتغلون لهم، لكن لا يشترط أنه يحبه ويعطيه الولاء وأنه يتعاطف معه.
يسارعون لهم: يشتغل لهم، مضطر أن يشتغل له، وكثير من الفلسطينيين الآن يعملون للحكومة اليهودية في أرض فلسطين، لكن هل قلبه من الداخل يحب اليهود، لقمة العيش أرغمته على أن يفعل ذلك، لكن الله سبحانه وتعالى لم يقل ذلك، قال: يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52] كأن كل واحد منهم نزل داخل قلب يهودي وأخذ يركض في القلب حتى وصل إلى أعماقهم وداخلهم: يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52].
سبحان الله!! تشخيص داخل الأعمال النفسية كأنه يقول لليهودي: يا حبة عيني ويا سواد قلبي هكذا يقول الله: يُسَارِعُونَ فِيهِم [المائدة:52].
السبب هو: نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ [المائدة:52] أي: انقلاب، نخاف من الصهيونية العالمية، والماسونية العالمية، والإمبريالية العالمية، أنت تترك الدائرة تدور علينا، فجأة نصبح الصبح وإذا لا شيء بأيدينا، لهذا نحن خوفاً من هذه الدائرة أنها تدور علينا لا نملك إلا أن نقول لليهود وأعوان اليهود: شبيك لبيك عبديك بين يديك.
إذاً: من أين ينبع مدار المؤامرة كلها؟
نابع من الخوف على الكراسي، لهذا أنا بدأت حديثي: تعست تلك الكراسي، تعست تلك الكراسي، وكلما رأيتم واحداً منهم فتذكروا هذه العبارة: تعست تلك الكراسي وانتكست وإذا شيكت فلا انتقشت، حتى ينزع الله مهابتهم من قلوبكم، وإذا نزعت هذه المهابة تعرفون كيف تعبدون الله، حتى نمحص له الخوف والتوكل والرجاء، والاعتماد عليه، والإنابة إليه، والرضا عنه، والطلب منه سبحانه وتعالى.
نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ [المائدة:52]، اسمعوا الرد الإلهي: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ [المائدة:52] وعسى عندما تأتي لا يفيد هنا الترجي، فليس في كلام الله ترج، عندما تأتي عسى فهي محققة الوقوع، سيأتي الفتح بإذن الله.
يأتي الفتح!! جاء الفتح لمحمد مع يهود في بني قينقاع، وجاءه الفتح في بني قريظة، وجاءه الفتح في بني النضير، وجاءه الفتح في خيبر، وجاءه الفتح في حصون سلام بن مشكم وابن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف وبـحيي بن أخطب ، كل هؤلاء جاءه الفتح من الله رب العالمين فيهم.
ثم جاء الفتح على يدي الفاروق عمر بالحديث النبوي الصحيح: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ) فأجلى اليهود وطردهم كلهم من جزيرة العرب ، إذاً جاء الفتح أو لم يجيء؟
جاء الفتح الذي وعد الله على اليهود، وسيأتي الفتح المنتظر بإذن الله يوم أن نكون فاتحين قلوبنا لله رب العالمين: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ [المائدة:52] هذه أشد، ما الأمر؟ لا ندري، كلمة تخلع وترعب وتهدد اليهود من جانب، وتهدد العملاء من جانب آخر.
انظر الكلام القرآني كيف يتضمن نوعاً من التهديد الخفي: أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ [المائدة:52] ما هو الأمر الذي من عند الله؟ لا نعلم!!
واحد وجدناه في يوم من الأيام جالساً على منصة وأمر الله نازل، وهو بحلقه اللبان يطقطق بضروسه، وينظر الغطاء الأمني الجوي وأمر الله نازل من عنده، إلى أن قام لكي يحي الجنود الذين نزلوا من الشاحنة، وإذا بأول طلقة في رأسه، وقال: مش معقول ثم خر ميتاً على وجهه، هذه الآية تخبر أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ [المائدة:52] من يرد أمر الله، ستطارد لعنة يهود كل من يضع يده في يدهم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [المائدة:78].
وما داموا يعتدون فإن اللعنة تطاردهم وتطارد كل من يسالمهم، ونحن ما لعناهم! أنبياؤهم لعنوهم على لسان داود، أكبر زعيم على اليهود، مؤسس ملك اليهود لما مات، قال: ألا لعنة الله على اليهود، وعيسى ابن مريم آخر أنبياء بني إسرائيل قبل أن يموت قال: ألا لعنة الله على اليهود، ومحمد خاتم الرسل والأنبياء في لحظاته الأخيرة، وزوجاته عنده يتحدثن عن كنيسةٍ في الشام فماذا قال: (لعنة الله على اليهود والنصارى كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح صوروا له التصاوير، وجعلوا قبره مسجداً، وعبدوه من دون الله، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، فلا تجعلوا قبري مسجداً) إذاً ثلاثة أنبياء تطارد لعنتهم اليهود وكل من يسالم اليهود ويعاهد اليهود، أبشروا ولا تيئسوا، نسأل الله أن يجعل شتاتنا دولة، ويأسنا رجاءً، وخوفنا أمناً، هو وحده على ذلك قدير.
فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة:52]، بالليل مؤامرة، وموعدهم الصبح : إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ [هود:81].
فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة:52] يا له من ندم يمتد إلى عالم البرزخ في القبر، وعالم المحشر يوم القيامة، وعالم القرار في أجواف النيران، ندم حيث لا ينفع الندم، ويقول الله نادمين بصيغة الجمع، لأن المؤامرة ليست فردية، بل هي مؤامرة منظمة جماعية .. أحزاب وأنظمة، ليس واحداً ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة .. ولكنهم كثير، وما ندري ماذا يكون في ظهر الغيب غداً أو بعد غد! الترمومتر والمؤشر ينـزل ولا يزال ينـزل، وأحسن الشاعر الذي يقول:
انظر يا أخي عندما تقف عند الكلمة القرآنية ماذا تجد فيها: فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ [المائدة:52-53] متعجبين مساكين مستحيين أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ [المائدة:53].
سبحان الله! القرآن يجعلك تعيش في الجو النفسي، وهذه الآية الأخيرة أفسرها في الدرس القادم إن أبقاني الله، حتى نرى تلك الشعوب المغفلة التي لا تزال تُسبِّح بحمدهم وتصفق لهم، وبعد ما تتضح الحقيقية مثل الشمس ووضح النهار.
هذه عبرة، وسيد قطب من عشرين سنة كتب في ظلال القرآن في تفسير سورة الأنعام، الآية الثالثة من سورة الأنعام، ارجعوا إلى كتاب في ظلال القرآن كتبه وهو في السجن، وآلاف الملايين من الجماهير تصفق وتصفق وتصفق، وسيد قطب يقول: لقد عجزت جميع المؤتمرات الصهيونية والصليبية والشيوعية عن طمس التوحيد من قلوب المسلمين، فاتخذت أسلوباً أكثر مكراً وخطةً أخبث، اتخذت أنظمة استحدثتها في المنطقة تظهر العداء فيما بينها، وتثور حروب ساخنة وحروب باردة بينها وبين تلك المعسكرات، مع أنها هي التي تدعمها بالمال والعتاد، ولكن إذا لم تجز هذه الحيلة على طائفة من المؤمنين، فتحوا لها السجون والمعتقلات ونصبوا لها المشانق، وسحقوها سحقاً، ولكن الأمل في الله كبير وبهذا الدين عظيم: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30] وقال تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:15-17].
هذا الذي كتب في ظلال القرآن وكانوا يسمونهم إخوان الشياطين، من عشرين سنة أو خمس وعشرين سنة نراه يتحقق اليوم لحظة لحظة وساعة ساعة، رحمة الله عليك يا سيد قطب ، سبحان الذي فهمك وعلمك والجماهير تصفق عشر دقائق وهي واقفة عندما تظهر الصور في السينما: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2] وقال تعالى: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً [الأنفال:29] وقال أيضاً: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ [البقرة:282].
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، والحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار.
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم بك نجول وبك نصول، وبك نقاوم وبك نحاول، ندرأ بك في نحور أعدائنا، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم من أراد بنا وهذا الإسلام مكروهاً فاجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر