إسلام ويب

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين، وهو المهمة التي ابتعث الله بها النبيين أجمعين، وعليه تترتب الخيرية لهذه الأمة. وإن للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر آداباً وواجبات يجب أن يلتزم بها حتى يؤتي أمره ونهيه ثماره، وعليه الحذر من أعذار المخذلين والمثبطين، فإنما هي إضعاف للعزيمة وهرب من المسئولية.

وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الحمد لله معز من أطاعه وأتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا رب لنا سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك، وعلى آله وصحبه ومن أقام أمره، واجتنب نهيه، ودعا بدعوته، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن: (الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني).

أيها المؤمنون: قد تكلمنا في الجمعة الماضية عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن أهميته وفضله وفضل أهله، وعن اللعنات القاسية، والعقوبات القاضية، التي تلحق الأمة إذا هي تركته، وتخلفت عنه، ونواصل حديثنا اليوم.

وهذا هو الغزالي رحمه الله يقول: "فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه، وأهمل علمه وعمله، لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمَّت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد".

لذا -يا رعاكم الله!- نقل طائفةٌ من أهل العلم الإجماع على وجوبه؛ لأنه من شعائر الإسلام الظاهرة، كـالنووي والجصاص وابن حزم ... وغيرهم، بل وقرر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى أنه بما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه تُقاتَل الطائفة الممتنعة عنه.

وأما التفصيل في وجوبه العيني والكفائي فعلى اختلاف الأشخاص والأحوال، كما هو مبسوطٌ في كتب العلم، مما يضيق التفصيل عنه هنا.

آداب وصفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

الإخلاص

أيها المسلمون: لا يشك شاك أن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر رسل الخير، ودعاة الحق، ونورٌ في دياجير الظُلم، لكم سارت الأمة على نورهم، واهتدت بكلامهم وتعليمهم، لذا حريٌ بأولئك الذين هم محط أنظار المجتمع، وأمل الأمة، أن يتحلوا في أمرهم ونهيهم بآدابٍ عظيمة، وصفاتٍ جليلة، ألا إن من أبرزها الإخلاص، فهو مفتاح القبول، وطريق التأييد والتسديد من العزيز الحميد، فلا يأمر الآمر ولا ينهى الناهي إلا وهو يحتسب هذا عند الله، لا يحتسبه لأجل مال، أو لرتبةٍ أو جاه ونحوها من أعراض الدنيا الزائلة.

وهنا ملحظٌ خفيٌ دقيق وهو أن الآمر والناهي إذا رد عليه أمره، أو انتقص في كلامه، أو أوذي، فقد ينتصر لنفسه، وهذا مذهبٌ للإخلاص، فعن أرطأة بن المنذر قال: "المؤمن لا ينتصر لنفسه، يمنعه ذلك القرآن والسنة، فهو ملجم".

العلم

ثانيها: العلم، فينبغي أن يكون الآمر والناهي عالماً بما يأمر به، وما ينهى عنه، قال النووي رحمه الله: "إنما يأمر وينهى من كان عالماً بما يأمر به وينهى عنه، وذلك يختلف باختلاف الشيء، فإن كان من الواجبات الظاهرة، أو المحرمات المشهورة، كالصلاة والصيام، والزنا والخمر ونحوها، فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال، ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخلٌ فيه، ولا لهم إنكاره، بل ذلك للعلماء".

لكن مما ينبغي التنبيه عليه أنه لا يشترط أن تكون عالماً فقيهاً، بل يكفي أن تعلم أن هذا منكر فتنكره، وأن هذا معروفٌ فتأمر به.

الصبر والحلم

ثالثاً: الصبر، وهو سلاحٌ ينبغي ألا ينفك عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فلا بد أن يناله من أذى الناس وسخريتهم وصدودهم ما يحتاج معه إلى صبرٍ يوطنه على مواصلة الطريق، وانظر إلى وصية لقمان لابنه: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان:17].

قال العارفون: "من وطَّن نفسه على الأذى، وأيقن بثواب الله، لم يجد مس الأذى". نعم، فكثيرٌ من الناس تكره من يقطع شهواتها، ويكدر لذاتها حتى وإن كانت محرمة، فلا يأسفن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على من هجره وقلاه، ولا يحزنن على من فارقه وجفاه، فتالله إنه بهذا يقطع أطماعه في الخلق ليحصر تعلقه برب الخلق.

ومما هو متعلقٌ بما قبله الحلم، فالصبر والحلم صفتان متلازمتان، فإن لم يكن الآمر والناهي ذا حلمٍ، فالغالب أن الناس لا تقبل منه، ويالله! انظر لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عنه وعن وجهه ويقول: ربِّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).

الرفق

رابعاً: الرفق، وصدق صلى الله عليه وسلم: (ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "والرفق سفير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ولهذا قيل: "ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر من غير منكر"، وشتان شتان بين من لا يملك أصحاب المنكر إلا الاستجابة العاجلة له بحسن أسلوبه ورفقه وحلمه، وبين من يزيد النار اشتعالاً بشدته، وفظاظة أسلوبه.

لكن مما ينبغي أن يعلم أن الحاجة قد تدعو إلى العنف والشدة أحياناً، وذلك بحسب المنكر وصاحبه كما بين الأب وابنه، والمعلم وتلميذه ونحو ذلك.

البدء بالأهم

خامساً: البدء بالأهم وتقديمه على غيره، حسب ما تقتضيه المصلحة.

إن اللبيب إذا بدا من جسمـه>>>>>مرضان مختلفان داوى الأخطرا

والتدرج بالناس على طريق الخير، واستلال الشر من نفوسهم أدبٌ شرعيٌ عظيم امتثله الأنبياء مع أقوامهم، فبدءوا بالتوحيد، وما بعده وهكذا، وكذلك رسل الأنبياء، وليست قصة معاذ وإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم إياه إلى اليمن ، والتدرج مع الناس هناك عنا ببعيد، فالمنكرات لا سيما في زماننا هذا منتشرة، فهناك ما هو أشد نكارةً من بعضها البعض، فيبدأ بالأشد وهكذا.

مراعاة المصالح والمفاسد

سادساً: مراعاة المصالح والمفاسد: بأن لا يترتب على الإنكار منكرٌ آخر أكبر وأوسع انتشاراً من الأول، ومن هذا الفقه كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يفتي بعدم الإنكار على التتار إذا شربوا الخمر؛ لأنهم إذا أفاقوا واستقامت لهم عقولهم التفتوا إلى المسلمين يقتلون ويفسدون، وفي هذا يحسن الرجوع إلى أهل العلم العارفين، فهم أولى الناس بتقدير المصالح والمفاسد.

إيجاد البديل للمنكر

سابعاً: يجدر بالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إيجاد البديل عن المنكر، فالنفس قد تكون متعلقة بهذا المنكر إلى حدٍ لا يمكن أن تنفك عنه، فالعوض هنا والبدل مما يساعد على التخفف من المنكر، وهذا منهجٌ رباني، وأسلوبٌ نبوي، ومن ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا [البقرة:104] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض كلامه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروفٍ يغني عنه، كما يؤمر بعبادة الله سبحانه وتعالى وينهى عن عبادة ما سواه"، فصاحب الأغاني، لو استبدلت له ذلك بأشرطة القرآن المرتلة ترتيلاً جيداً؛ لأوجدت له بديلاً فاضلاً عما هو فيه.

من أعذار المخذلين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إخوة الإسلام: ما أكثر المخذلين في زماننا هذا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما أكثر العقبات التي يختلقها الناس لأنفسهم تجاه هذا الأصل الأصيل، وهذه نظرةٌ عجلى حول ذلك.

الاعتذار بعدم استطاعة الإنكار باليد أو اللسان

فمن الناس من يجالس أصحاب المنكر وهم يعملون منكرهم، ويخالطهم وهم متلبسون به، ويتعلل بأنه ليس مقراً لهم، وأنه منكرٌ ذاك بقلبه، فلمثل هذا يقال: إن الله لم يعذرك أن تنكر بقلبك فقط إلا عندما لا تستطيع الإنكار بلسانك أو يدك، فكيف تسكت وأنت ترى المنكر، ومن يمنعك من الكلام، أم أنه خوف المعاتبة، وقطع العلاقة بينك وبينهم، وخشية السخرية؟ وهب أنك حقاً لم تستطع الإنكار بلسانك ولا بيدك، فإن الإنكار بالقلب يستلزم مفارقة أهل المنكر ومنكرهم: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140].

التعلل بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ... )

ومن الناس من يتعلل بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105] فيفهم بعضهم أن الإنسان إذا اهتدى فلا عليه من أحد، لا يأمر ولا ينهى، وعن هذه سئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فأجاب: [عليكم بأنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر].

الاعتذار بأن هذا الأمر مسئولية أهل العلم والحسبة

ومن الناس من يتعلل بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن هذا الأمر مسئوليته على العلماء، أو أهل العلم، أو الهيئات وأهل الحسبة، فسبحان الله! أين هؤلاء مما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) فانظر أُخي! (من رأى) هذه لكل مسلمٍ يرى ذلك.

ولا شك أن العلماء، وطلبة العلم، والهيئات، عليهم من الحق ما ليس مثله على غيرهم، لكن سكوت المجتمع، واكتفاء أفراده بحوقلاتٍ وأنات في زوايا المجالس، هذا الأمر لا ينفع، ولا يجدي، بل لا بد من الإنكار بالطرق الشرعية، بالحكمة والموعظة الحسنة، في رسالةٍ لمسئول، وفي استنهاض لهمة عالم، ومباشرة زيارة صاحب المنكر، والإنكار عليه إن أمكن ذلك، وإلا فالساكت شيطانٌ أخرس، فانهضوا عباد الله قبل أن تحل اللعنة.

الاعتذار بالحياء وعدم الجرأة على قول الحق

ومن الناس وهم كثير من يقول: الحياء، وعدم الجرأة على قول الحق، والخوف من الرد شبحاً شيطانياً ماثلاً أمام ناظريه، تجده يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، والشيطان يقول له: انتظر .. قف قليلاً .. حتى يفعل صاحب المنكر منكره، ويمضي وهو يتعلل بلعل وعسى وربما، فياسبحان ربي! صاحب المنكر يعلن منكره أمام الناس، ويجاهر ولا يبالي، وصاحب الحق لا يستعلن بحقه، بل يخفي ويداري، ألا تخشى اللعنة قبل أن تحل، أليس هذا فعل بني إسرائيل؟ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ [المائدة:79] إنها لتحتاج إلى كسر حواجز الأوهام، ومن ثم يصبح الأمر أمراً عادياً عند الشخص، وهب أنه رد عليك، وهب أنه استهزئ بك، فالأنبياء والرسل أشرف منك، وقد حصل لهم ذلك بل وأعظم، فاصبر وصابر، ومر وانه وبادر.

الاعتذار بأن المعصية قد وقعت

ومن الناس من إذا وقع المنكر، وطلب منه الإنكار، يتعلل بأن الأمر قد وقع، وأن القضية انتهت، فليس في الإنكار فائدة، فلمثل هؤلاء يرد الله سبحانه وتعالى فيقول: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف:164].

إن الله لم يطلب منا النتيجة، بل أمرنا بالبلاغ وبذل السبب، والله سبحانه من وراء ذلك، وسواء تغير المنكر أم لم يتغير، كفاك أنه إبراءٌ للذمة أمام الله، ناهيك أن الرائي يرى أن المنكر إذا أنكر لا سيما من أناسٍ كثير، لا سيما من عامة المجتمع غُـيِّر هذا المنكر، أو خفف ضرره، أو تأخر شرٌ كثير كان سيأتي تباعاً بعده، أما أن تقع الفواجع ويقال وقعت وانتهى فلا، إن الشر خطوات، وشياطين الإنس والجن لا يكفون عن الوسوسة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

ضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.

وبعد:

عباد الله: نحن في زمن كثرت فيه الفتن والمنكرات، والشهوات والمغريات، ورسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكاد تضعف في أوساط كثيرٍ من الناس، لذا ينبغي -وربي- أن تكون تلك الرسالة مسئولية الجميع، تُمارس في بيوتنا، ومحيط أسرنا، يمارسها المعلمون والمعلمات مع طلابهم وطالباتهم، ويمارسها الطلاب فيما بينهم، وهم يرون بينهم من المنكرات ما قد لا يراه غيرهم، ويمارسه المواطنون، ويمارسه الموظفون في دوائر أعمالهم، والجيران فيما بينهم، انظر إلى بيته الذي عن يمينك، فيه ولدٌ لا يصلي ماذا قدمت له، انظر لذاك البيت الذي أمامك يتصدر أعلاه طبقٌ فضائي، فهل نصحت صاحبه -بادر أُخي- قبل أن تحل اللعنة، انظر إلى شوارع المسلمين وما فيها، ماذا قدمت؟ هل أمرت.. هل نهيت؟

يقول ابن القيم رحمه الله: "وأي دينٍ، وأي خيرٍ، فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطانٌ أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطانٌ ناطق؟! وهل بلية الدين إلا من هؤلاء؟! إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين ...". إلى آخر كلامه رحمه الله.

ألا إن مما ينبغي التنبه له أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مجرد عاطفةٍ تثور ثم تخبو، ولا مجرد حماسٍ طارئ ثم ينتهي، فهذا مكمن الخطأ الذي ينبغي النظر إليه، وهي ألا نعيش في حياتنا ردود أفعال، بل يواصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل وقتٍ وآن، فأهل المنكرات يبذلون لباطلهم ولا يفترون، ويجتهدون ولا ينقطعون، والصراع بين الحق وأهله والباطل وأهله قائمٌ منذ أن قامت السماوات والأرض، ومستمرٌ حتى قيام الساعة.

هذا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، واصرف عنهم بطانة السوء يا ذا الجلال والإكرام! اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم احفظ علينا أمننا، وإيماننا، ونساءنا، وأعراضنا يا ذا الجلال والإكرام! يا من له الدنيا والآخرة.

اللهم عليك بالمنافقين، والعلمانيين، اللهم اشدد عليهم وطأتك، وارفع عنهم عافيتك، وأنزل بهم نقمتك، ومزقهم كل ممزق، واجعلهم عبرةً لكل معتبر، اللهم رد كيدهم في نحورهم، وافضحهم في عقر دورهم، يا ذا الجلال والإكرام! يا من له الدنيا والآخرة! يا من عز فارتفع! وذلك كل شيءٍ لعظمته وخضع!

اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد، اللهم انصر إخواننا المؤمنين المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، اللهم أيدهم بتأييدك، اللهم أيدهم بتأييدك، اللهم أيدهم بتأييدك، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم رمل نساءهم، ويتم أطفالهم، اللهم زلزل الأرض من تحتهم، وبث الرعب في قلوبهم، وفرق جمعهم، وشتت شملهم يا ذا الجلال والإكرام!

يا من لا إله بحق غيره! ولا رب لنا سواه! اللهم عليك بسائر أعداء الدين، اللهم عليك بسائر أعداء الدين، اللهم عليك بسائر أعداء الدين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , قبل أن تحل اللعنة للشيخ : فيصل بن عبد الرحمن الشدي

https://audio.islamweb.net