مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المغرب باعثها أحد الإخوة من هناك يقول: شاب يسأل من المغرب، أخونا يقول: توفي رجل ثم قام الناس بتشييعه وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله وبصوت مسموع ومرتفع، ثم قام أهل الميت بالصدقة عليه، وعندما رجع الناس من دفنه بدءوا في الأكل والشرب والضحك فيما بينهم، ما رأي سماحتكم في مثل هذه التصرفات؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فاتباع الجنازة ورفع الأصوات بالذكر أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا أعلم له أصلاً في الشرع بل السنة خفض الصوت في هذه الحالة وأن الإنسان يحاسب نفسه ويتذكر مصير هذا الميت ومصيره هو أيضاً؛ لأن الموت له شأن عظيم وذكره يحرك القلب إلى الاستعداد للقاء الله والقيام بحقه والحذر من معاصيه سبحانه وتعالى.
فالمسنون لأتباع الجنازة أن يتأملوا مصير هذا الميت ومصيرهم وأن يعدوا العدة وأن يخفضوا الأصوات تقديراً لهول الموقف وشدة الحاجة إلى الإعداد للآخرة والتأهب للموت قبل نزوله.
وأما صنع الطعام من أهل الميت فهذا فيه تفصيل: أما صنع الطعام من أجل المصيبة وجمع الناس فهذا ليس من المشروع بل من عمل الجاهلية، أما إذا صنعوه لأجل ضيف نزل بهم أو لأنفسهم فلا بأس، أو جاءهم طعام من غيرهم فإنه يسن لجيرانهم وأقاربهم أن يصنعوا لهم طعاماً؛ لأنه قد أتاهم ما يشغلهم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أهله أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر لما قتل في مؤتة، لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المدينة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً وقال: (إنه قد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا صنع أقارب الميت لأهل الميت طعاماً أو جيرانه فهذا مشروع، وإذا دعا أهل الميت من يأكل معهم من.. الطعام أو قدموه.. لضيفانهم كل هذا لا بأس به.
أما رجوعهم بعد الدفن للضحك واللعب هذا ليس بالمناسب بل الأفضل لهم أن يتدبروا الأمر ويظهر عليهم أمارات الحزن والاستعداد، ولهذا لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام: (العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا
الجواب: ليس لهذا أصل، الصدقة عن الميت بعد أربعين يوماً أو بعد شهر أو أقل أو أكثر ليس له أصل ولكن يتصدق عن الميت متى شاء وتيسر، وليس له حد محدود، فالصدقة عن الميت تنفع الميت إذا تصدق عنه أهله أو غير أهله نفعه ذلك، أما أن يحدد ذلك بأربعين يوماً أو بشهر أو بعشرة أيام هذا لا أصل له.
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال: (يا رسول الله! إن أمي ماتت ولم توص أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم)، وفي الحديث الصحيح أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، فالصدقة عن الميت والدعاء له والاستغفار كل ذلك ينفعه، كما تنفعه الصلاة عليه والحج عنه والعمرة عنه قضاء دينه كل هذا ينفعه.
الجواب: صلاة التراويح في الجماعة أفضل، النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه جماعةً عدة ليالي ثم ترك ذلك وقال: (إني أخاف أن تفرض عليكم صلاة الليل)، فلما توفي صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي جمع الناس عمر على إمام واحد يصلي بهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، فالأفضل أن تصلي مع الجماعة من أجل هذا الفضل العظيم وإن صليت في بيتك فلا بأس؛ لأنها نافلة، لكن من صلاها مع الجماعة حصل له فضل الجماعة وحصل له فضل قيام الليل كله إذا قام مع الإمام حتى ينصرف.
الجواب: إذا كان موته بسببك فعليك الكفارة لسرعة أو نعاس أو غير هذا من الأسباب التي حصل بسببها الحادث فعليك الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة فإن لم تستطع فعليك أن تصوم شهرين متتابعين، شهرين متتابعين ستين يوماً، لقول الله عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا [النساء:92] إلى أن قال سبحانه: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ [النساء:92] الآية، فإذا كان أهله قد سمحوا عن الدية فجزاهم الله خيراً.
أما الكفارة فعليك أن تؤدي الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة فمن لم يستطع صام شهرين متتابعين -ستين يوماً-، نسأل الله لك العون والتوفيق.
الجواب: نعم مشكور ومأجور إذا اعتمرت عنه أو تصدقت عنه أنت مشكور ومأجور؛ لأن هذا من باب الإحسان إلى أخيك تنفعه العمرة تنفعه الصدقة ينفعه الدعاء، فأحسن إليه جزاك الله خير وأبشر بالخير، وإذا كنت لم تعتمر في عمرك بدي نفسك ابدأ بنفسك فاعتمر ثم اعتمر عنه، وإذا كنت قد اعتمرت فيما مضى عن نفسك فالحمد لله تعتمر على أخيك الميت، وإذا تصدقت عنه بما يسر الله من النقود أو الطعام أو غير ذلك فكله طيب، وهكذا إذا دعوت له بالمغفرة والرحمة.
الجواب: عليك أن تقضيه لقول الله عز وجل: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، فعليك أن تقضيه، وإذا كنت لم تقضه حتى جاء رمضان الحالي من عام ألف وأربعمائة وثلاثة عشر فعليك إطعام مسكين عن كل يوم مع الصيام جميعاً إذا كنت أخرته من غير عذر شرعي فعليك أن تصوم الأيام التي أفطرتها بسبب المرض وعليك أن تطعم مسكيناً عن كل يوم لأنك أخرتها عن رمضان الذي بعد رمضان الذي أفطرت فيه، تطعم مسكين نصف صاع عن كل يوم: كيلو ونص تقريباً عن جميع الأيام كل يوم تدفع عنه كيلو ونص يعني: نصف صاع لبعض الفقراء، ولو جمعتها وأعطيتها فقيراً واحداً أجزأ ذلك، والحمد لله.
الجواب: أفضل الأوقات الثلث الأخير إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل) رواه مسلم في الصحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول سبحانه: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر) متفق على صحته، هذا الحديث العظيم يدل على أن التعبد في آخر الليل في الثلث الأخير أفضل لهذا الحديث العظيم، وينبغي له الإكثار من الدعاء والسؤال والتوبة إلى الله عز وجل في هذا الوقت العظيم.
وإن صلى في وسط الليل فهو وقت أيضاً عظيم، وإن صلى في أول الليل كذلك بعد صلاة العشاء كله خير، ولاسيما إذا كان يخشى ألا يقوم فالسنة أن يصلي قبل أن ينام، قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة و أبا الدرداء بالإيتار قبل النوم والسبب والله أعلم أنهما يدرسان الحديث ويخشيان ألا يقوما في آخر الليل.
والخلاصة: أن من طمع أن يقوم آخر الليل فهو أفضل ومن خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، والحمد لله.
وأما قوله: (ينزل ربنا) فهذا وصف يليق بالله عند أهل السنة والجماعة يثبتونه كما يليق بالله، نزول يليق بالله لا يشابه خلقه في نزولهم، كما أنه لا يشابه خلقه في صفاته كلها، لا في الاستواء ولا في الرحمة ولا في الغضب ولا في الرضا ولا في غير ذلك من الصفات، فيجب إثبات صفات الله لله على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، هكذا قال أهل السنة والجماعة، كما نص على ذلك أهل العلم كـمالك بن أنس رحمه الله والشافعي وأحمد و الثوري وابن المبارك والأوزاعي .. وغيرهم، وقد جمع أبو العباس بن تيمية رحمه الله أقوالهم في رسالته الحموية، وهو كتاب عظيم مفيد، فأهل السنة والجماعة يثبتون جميع الصفات لله الواردة في القرآن وفي السنة الصحيحة على الوجه اللائق بالله كالاستواء والنزول والغضب والرضا والرحمة والسمع والبصر والكلام.. وغير ذلك؛ كلها يثبتونها لله سبحانه على الوجه اللائق بالله جل وعلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما قال الله سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال سبحانه: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:74]، هذا هو الواجب على جميع المسلمين إثبات صفات الله وأسمائه له سبحانه كما جاءت في القرآن وكما جاءت في السنة الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى مع الإيمان بحقائقها وأنها حق وأنها لا تشابه صفات المخلوقين بل هي ثابتة لله على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى من غير مشابهة لخلقه في شيء من صفاته جل وعلا، هذا قول أهل الحق هذا قول أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة وهم الفرقة الناجية، وهم أهل الحق، فالواجب السير على منهجهم والاستقامة على طريقهم وهو طاعة الله ورسوله والإخلاص لله في العمل واتباع الشريعة وعدم البدعة، هكذا درج أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بتوحيد الله والإخلاص له والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله والاستقامة على دين الله، وإثبات صفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، هكذا درج أهل السنة والجماعة: وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهم الفرقة الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) هذه الواحدة هم أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة المنصورة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)، والعلماء هم رأس هذه الطائفة، العلماء وأهل الحديث هم رأس هذه الطائفة وهم أئمة هذه الطائفة، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة، ثم العلماء من أهل السنة والجماعة بعدهم وأهل الحديث هم أئمة هذه الطائفة هم من رؤسائهم وقادتهم، ولهذا قال بعض السلف: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم؟ المعنى أن أهل الحديث هم خلاصتهم وهم أئمتهم وهكذا العلماء علماء الحق كلهم من أهل السنة والجماعة وكلهم من الطائفة المنصورة، وهكذا عامتهم يدخلون في الطائفة المنصورة، العامة من الرجال والنساء الذين درجوا على هذا المنهج وساروا على طريق أهل السنة والجماعة في الاستقامة على الحق والإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله وتمسكوا بشرعه هؤلاء كلهم أهل السنة والجماعة وكلهم يدعون الفرقة الناجية وكلهم يقال لهم: الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم -أيها المستمعون- من أهل السنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، نسأل الله أن يجعلنا وجميع إخواننا المستمعين من أهل السنة والجماعة، نسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يعيذنا من مضلات الفتن.
الجواب: يستحب للمصلي أن يكثر من الدعاء من الدعوات الطيبة، ومن أحسن الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، وقالت عائشة رضي الله عنها: (يا رسول الله! إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
ومن الدعاء الطيب أن يسأل الله رضاه والجنة وأن يتعوذ بالله من غضبه والنار، ومن الدعاء الطيب أن يقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ويسأل ربه كل خير، الباب مفتوح والحمد لله، الرب يقول: من يدعوني فأستجيب له، ويقول سبحانه في كتابه العظيم: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم [غافر:60]، فيتحرى المؤمن الدعوات الطيبة الجامعة يدعو بها ربه في ليله وفي نهاره وفي آخر الصلاة وفي السجود وعند الإفطار وعند السحور يدعو ربه يسأل ربه من خير الدنيا والآخرة، ويتحرى الدعوات الواردة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها وهي موجودة في كتب السنة وفي كتب الأذكار والدعوات، وقد جمعنا في هذا كتاباً موجزاً مختصراً ذكرنا فيه جملة من الأذكار والدعوات الطيبة التي كان يدعو بها النبي عليه الصلاة والسلام وسميناه (تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار) وهو يوزع من دار الإفتاء، نسأل الله أن ينفع به المسلمين.
الجواب: الإنسان يتحرى ما جاءت به السنة من الدعوات الطيبة والأذكار الشرعية ويراجع كتب أهل العلم المعتمدة ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه في ذلك، لا يكون إمعة يقبل ما هب ودب لا، يسأل أهل العلم، إذا كان ما عنده علم يسأل أهل العلم في بلاده المعروفين بالعقيدة الطيبة المعروفين بالعلم والفضل يسألهم أو يكتب إليهم إذا كانوا بعيدين يكتب يسأل، وإذا كان من أهل العلم يتدبر القرآن والسنة الصحيحة ويجد فيهما بحمد الله الخير الكثير من الدعوات الطيبة والأذكار الشرعية.
الجواب: المشروع للمؤمن دائماً أن يضرع إلى الله جل وعلا، ويدعوه سبحانه أن يثبته على الحق، وأن يمنحه العلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائماً يسأل ربه الثبات على الحق فيقول: يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك الثبات على الحق، اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذكر الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه عن الحق من أعظم الأسباب لذلك الغفلة والإعراض أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله ولازم الحق وصحب الأخيار فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات.
فعليك -أيها السائل- أن تكثر من ذكر الله ومن الدعوات الطيبة أن يثبتك الله على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وعليك أن تكثر من قراءة القرآن الكريم، وعليك أيضاً أن تصحب الأخيار، فكل هذا من أسباب الثبات على الحق.
الجواب: كل ذلك خير، إن ذهبت إلى المسجد قبل الأذان فلا بأس وإن انتظرت في بيتك حتى يؤذن المؤذن ثم تتوجه إلى المسجد فكله طيب، لكن لا يجب عليك حتى يؤذن، فإذا سمعت: حي على الصلاة فبادر وسارع إلى الصلاة أما قبل ذلك فأنت مخير إن رأيت المصلحة في التوجه حذراً من العوائق، تقدم إلى المسجد خوفاً من العوائق التي تعوقك عن الصلاة فهذا من الحيطة ومن المشروع أيضاً وإن كان هناك أسباب تقتضي التأخر أنها أصلح في حقك في أعمال تنفعك أو في أعمال بيتك تنفعك أو تنفع أهل بيتك فلا بأس وإذا أذن المؤذن بادر وسارع إلى المسجد وأبشر بالخير العظيم.
المقصود أن التقدم قبل الأذان هذا فيه تفصيل: إن كانت هناك مصلحة للتقدم إلى المسجد قبل الأذان فبادر بها، فبادر بذلك تحقيقاً للمصلحة كخوف أن يمنعك أحد عن التقدم إلى المسجد أو يعوق عائق عن الخروج بعد الأذان إلى المسجد أو أسباب أخرى تخشى منها.
أما إذا كان ما هناك أسباب فأنت المشروع لك أن تبادر إذا سمعت الأذان تبادر إلى الصلاة، وفي بيتك تعمل ما ينفعك وينفع أهلك.
الجواب: لا مانع، لكن كونك تتقدم حتى يتسع الوقت وحتى تصلي ما يسر الله لك بهدوء وتصلي إحدى عشر ركعة كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام تسلم من كل ثنتين تجتهد في القراءة وفي إطالة الركوع والسجود هذا أفضل؛ لأن الوقت الضيق قد لا تتمكن معه من الصلاة المطلوبة والدعوات المطلوبة، لكن لو أخرت إلى آخر الليل وصليت ما يسر الله لك فلا حرج والحمد لله.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء: أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين. مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر