إسلام ويب

شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني [4]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن لعقيدتنا الإسلامية خصائص تميزت بها عن غيرها من العقائد المنحرفة، فعقيدتنا سليمة المصدر وملائمة للعقول والفطر، وهي واضحة بينة ذات تكامل وشمول ووسطية في توازن ثابتة مستقرة، وبالإيمان نية وقولاً وعملاً ينال به المؤمن رحمة الله وولايته وهداه وأمنه، ويتحصل به العلم النافع فيفلح في الدنيا وينجو في الآخرة بدخول الجنة.

    1.   

    خصائص العقيدة الإسلامية

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

    وأحمد الله الذي جمعنا في هذا المجلس المبارك, وأسأل الله سبحانه كما جمعنا فيه أن يجمعنا في جنات النعيم.

    المسألة الثالثة التي سنتحدث عنها: هي خصائص العقيدة الإسلامية.

    سلامة المصدر

    إن العقيدة الإسلامية لها جملة من الخصائص قد تميزت بها من هذه الخصائص:

    أولاً: سلامة المصدر, فقد اتفقنا فيما سبق أن مصادر العقيدة هي الكتاب والسنة والإجماع, فإن هذه المصادر الثلاثة سليمة ومعصومة, أما المصدر الأول: فهو الكتاب؛ فإن الله عز وجل قد سلمه من التحريف والتغيير والزيادة والنقص، والدليل على ذلك قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[الحجر:9], فإن القرآن الذي تركه لنا النبي عليه الصلاة والسلام قبل خمسة عشر قرناً من الزمان هو نفس القرآن الذي نقرؤه الآن، ما زاد ولا نقص, وما غيّر ولا بدّل, وهو القرآن الذي يقرؤه المسلمون في المشارق والمغارب, بحيث لو أن قارئه نسي منه كلمة لرد عليه الناس وصوبوه.

    وأما المصدر الثاني: فهو السنة وقد قال الله تعالى عن صاحبها صلى الله عليه وسلم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[النجم:3-4], في حال رضاه وفي حال غضبه -صلوات ربي وسلامه عليه- لا ينطق إلا حقاً, وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( ألا يوشك أن يأتي رجل شبعان متكئ على أريكته يأتيه الأمر من أمري, فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه من حلال حللناه, وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ), يعني: يتنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيأتي بعض الدجاجلة المبطلين ليقولوا: لا شأن لنا بالسنة, نحن نعمل فقط بالقرآن.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه, ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله ), يعني: ما تقرره السنة كالذي قرره القرآن, فكلاهما وحي, فالقرآن وحي والسنة وحي, إلا أن القرآن لفظه ومعناه من الله, والسنة معناها من الله ولفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولذلك السنة تقيد مطلق القرآن, وتخصص عامه, وتبين مجمله, والسنة تنشئ أحكاماً ليست في القرآن, وكذلك تدل على عقائد ليست في القرآن.

    وأما المصدر الثالث: فهو الإجماع وهو أيضاً معصوم, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة ), يعني: إن العالم الواحد قد يخطئ, والاثنان والثلاثة والعشرة قد يخطئون, ولكن علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجمعون على ضلالة ولا على خطأ, فإجماعهم معصوم, إذاً: أول خصيصة من خصائص العقيدة هي: سلامة المصدر.

    ملاءمة العقيدة الإسلامية للفطر والعقول

    ثانياً: ملاءمتها للفطر والعقول, بمعنى: أن العقيدة الإسلامية ملائمة للفطرة، قال تعالى: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا[الروم:30]، وقال عليه الصلاة والسلام: ( كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ), ولم يقل عليه الصلاة والسلام: أو يمسلمانه, لأن الأصل الإسلام, فلو ترك المولود وشأنه لما كان إلا مسلماً, ولكن تتسلط عليه الأفكار والمعتقدات الخاطئة فيزيغ وينحرف, فالعقيدة الإسلامية ملائمة للفطر والعقول, فلا تجد في عقيدتنا أبداً ما يتعارض مع العقل.

    نعم قد تجد في العقيدة شيئاً يستغربه العقل, ولكنك لا تجد في العقيدة شيئاً يقول العقل فيه: هذا مستحيل، فمثلاً حين تقرأ حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا وضع الميت في قبره وتولى عنه مشيعوه, وإنه ليسمع قرع نعالهم, يأتيه ملكان فيجلسانه وينتهرانه ويسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ ), فبعض الناس قد يفكر بعقله فيقول: كيف يجلسانه ونحن قد وضعناه في اللحد على قدر جسمه؟ ثم فوق اللحد وضعنا طوباً, وفوق الطوب طيناً, وفوق الطين تراباً؟ يعني: لا يوجد في القبر سعة فكيف يجلسانه؟

    فنقول له: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا[البقرة:32], فهذا عالم الغيب, وعالم الغيب ليس للعقول أن تتجاوز القدر الذي كلفت به في شأن الإيمان بما يحصل فيه.

    الوضوح والبيان

    ثالثاً: الوضوح والبيان, فالعقيدة الإسلامية ليست ألغازاً, ولا طلاسم, ولا مبهمات, وإنما هي واضحة وضوح الشمس, مبينة في القرآن والسنة, حتى لو أنك قرأت نصاً ولم تفهمه فإن عليك أن تسأل وتتأمل, مثلاً: حين تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ), أو في لفظ آخر: ( كما ترون الشمس ليس دونها سحاب )، فبعض الناس قد يعتقد أن بين هذا الحديث وقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[الشورى:11] تعارضاً, ويعتقد بأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الله جل جلاله بالشمس أو بالقمر! ولكن علماءنا قالوا: إن المقصود بالحديث تشبيه الرؤية بالرؤية, وليس تشبيه المرئي بالمرئي.

    يعني: لو كنا مائة ألف أو مائة مليون, وأردنا أن ننظر إلى الشمس, فهل نحتاج إلى مزاحمة أو نحتاج إلى أن يدفع بعضنا بعضاً؟ أو إذا أردنا أن ننظر إلى القمر فمكن لكل إنسان من مكانه وهو آمن مطمئن أن ينظر إلى القمر, فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد بأننا سنرى ربنا جل جلاله دون أن نتزاحم أو نتدافع, ويعسر بعضنا على بعض, وليس مقصوده عليه الصلاة والسلام أن يشبه الله جل جلاله بشيء من خلقه, كالشمس أو القمر أو غيرهما, فالعقيدة الإسلامية فيها الوضوح والبيان.

    التكامل والشمول

    رابعاً: من خصائص العقيدة الإسلامية: التكامل والشمول, بمعنى: أن العقيدة الإسلامية تلبي مطالب الروح والبدن, ومطالب الفرد والجماعة, فهي متكاملة وشاملة, ففيها الاعتقاد والقول والعمل كله.

    الوسطية والتوازن

    خامساً: من خصائص العقيدة الإسلامية: الوسطية والتوازن؛ فنحن أمة وسط, قال الله عز وجل: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا[البقرة:143].

    مثلاً: في صفات ربنا جل جلاله لسنا كالفلاسفة الذين جعلوا الله عز وجل وتعالى عما يقولون علواً كبيراً عدماً محضاً, فقالوا: إن الله ليس بكذا ولا بكذا ولا بكذا, فنفوا عنه صفاته, ولسنا أيضاً بأولئك الضالين الذين جسدوا الله وجسموه حتى صار كالشيء المحسوس سبحانه وتعالى.

    ولذلك قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من عطل فإنه يعبد عدماً, ومن جسم فإنما يعبد صنماً, ودين الله وسط بين هؤلاء وهؤلاء.

    وفي الأنبياء نجد بأن بعض الأمم قد أساءوا إلى الأنبياء ورموهم بالفواحش, مثل اليهود فقد أساءوا إلى نبيهم؛ قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا[الأحزاب:69], وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ[الصف:5], فاليهود قبحهم الله آذوا الأنبياء, وبالمقابل النصارى غلوا في الأنبياء حتى جعلوا المسيح إلهاً أو نصف إله أو ثلث إله.

    أما نحن معشر المسلمين فالأنبياء عندنا هم فوق الرءوس, وفي حدقات العيون, نعظمهم ونجلهم, ولا نذكرهم إلا بالخير, وإذا ذكرنا نبياً من الأنبياء نتبعه بالسلام عليه, وفي الوقت نفسه لا نغلوا فيهم, ونعتقد بأن الأنبياء بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق, وأنهم لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله إياه, ونعتقد كذلك بأنهم صادقون بارون راشدون مؤيدون بالمعجزات من الله عز وجل.

    فهذه الوسطية لا تجدها إلا عندنا معشر أهل الإسلام, وهذه من خصائص عقيدتنا, بأنها عقيدة وسط ليس فيها غلو ولا انحراف.

    الثبات والاستقرار

    سادساً: من خصائص عقيدتنا: الثبات والاستقرار, أما عند غيرنا فنجد الخلاف بين الكنائس في الأقانيم الثلاثة: الأب والابن والروح القدس, فهل خصائص الابن والأب متساوية؟ أم أن الإله الأب عندهم هو أفضل من الإله الابن؟ وغير ذلك من الهرطقات والخرافات.

    وأما نحن -المسلمين- في عقيدتنا: أن الله واحد جل جلاله, في أمس واليوم وغد, وأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم النبيين, فلا نبي بعده عليه الصلاة والسلام, وأن كل من جاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا رسول الله؟! فإنه يعرض على الطبيب النفسي, فإذا ثبت أن هذا الرجل مختل فإنه معذور, ويحبس في المكان الذي يحبس فيه المختلون عقلياً.

    وأما إذا تبين لنا بأنه سليم العقل فإنه حينئذ تقام عليه الحجة, فإن أصر على أنه نبي فحكمه القتل ردة؛ لأنه كافر بالله العظيم, ففي عقائدنا ليس كل شيء قابل للنقاش والأخذ والرد وتضييع الوقت لا, بل عندنا مسلمات.

    كما لو أن قائلاً قال: وهو في وقت النهار الآن نحن في الليل نقول له: لا. بل نحن في النهار فيقول: لا. بل ناقشوني واقنعوني بأننا في وقت النهار, فنقول له: لا والله! ليس عندنا وقت نضيعه معك, ولكن نعرضك على الطبيب النفسي, فإن ثبت بأنك مجنون فقد عرفنا حالك, وإذا ثبت أنك عاقل فلا بد أن تؤدب؛ لأن كلامك هذا يدل على أنك فارغ وتريد إضاعة الوقت.

    ولذلك فإن الإمام مالكاً رحمه الله لما قال له رجل: جادلني! قال: أرأيت لو غلبتك؟ قال له: أتبعك. قال له: فإن غلبتني؟ قال له: تتبعني. قال له: فإن جاء ثالث فغلبنا, أي: أتى لنا بكلام جديد, فلم يأخذ لا بكلامي ولا بكلامك؟ قال: نتبعه, فالإمام مالك قال له: يا هذا! ابحث لك عن دين, أما أنا فقد عرفت ديني, يعني: أكلما جاءنا رجل أحسن جدالاً من الآخر تركنا ما عرفناه واتبعناه؟ هذا ليس فعل العقلاء. وفي بلادنا هذه التي يتبع الناس فيها كل ناعق, كل من جاء وعنده شيء من فصاحة لسان وسلاسة منطق تجد الناس فغروا أفواههم ويتمادحون فيه ويقولون: والله! هذا شخص كلامه منتظم, وهذا شخص كلامه حسن, وهذا شخص كذا, وقد عرفنا في ديننا أن الفصاحة ليست ممدوحة بذاتها, يعني: مجرد أن الإنسان فصيح اللسان فإنك مهما كنت فصيحاً فلن تكون أفصح من أبي جهل الذي كان عربياً قحاً, ولا يتكلف الكلام؛ ولذلك حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن من البيان لسحراً ), ففي بعض الأحيان تكون قوة البيان عند بعضهم تسحر الناس, وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن أبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ), الثرثار: كثير الكلام, والمتشدق: المتفاصح الذي يملأ فمه بالكلام, والمتفيهقون: المتكبرون. نعوذ بالله من تلك الحال.

    فهذه خصائص العقيدة الإسلامية.

    1.   

    مقدمة يسيرة في الإيمان

    وهنا نذكر مقدمة يسيرة في الإيمان فنقول:

    معنى الإيمان لغة

    إن الإيمان في اللغة معناه: التصديق الجازم؛ ولذلك تقرءون بأن إخوة يوسف بعدما باعوه رجعوا إلى أبيهم وزعموا أن الذئب قد أكله, فقالوا له: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ[يوسف:17], فمعنى مؤمن: مصدق, وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ[يوسف:17].

    وكذلك نقرأ في القرآن قول ربنا جل جلاله: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ[التوبة:61], فقوله: (يؤمن للمؤمنين) معناه: يصدق عليه الصلاة والسلام.

    معنى الإيمان في الشرع

    وأما الإيمان في الشرع فهو تصديق بالجنان, وقول باللسان, وعمل بالأركان, أو هو: نية وقول وعمل, قال الإمام البخاري رحمه الله: لقيت أكثر من ألف من علماء الأمصار لا يختلفون في أن الإيمان نية وقول وعمل.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة, أعلاها لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان ), قال أهل العلم: مثل النبي صلى الله عليه وسلم لكل واحد من الأمور الثلاثة بمثال؛ فمثل للقول: بكلمة (لا إله إلا الله), ومثل للفعل: بإماطة الأذى عن الطريق, ومثل لعمل القلب: بالحياء فقال: ( والحياء شعبة من الإيمان ).

    وتجد في القرآن أن الله عز وجل قد سمى بعض العمل إيماناً قال سبحانه: وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ[البقرة:143], فالإيمان هنا بمعنى: الصلاة؛ لأن سبب نزول هذه الآية أنه لما أمر ربنا جل جلاله بالتوجه إلى بيت الله الحرام, سأل بعض الصحابة: بأن أناساً قد ماتوا وكانوا يستقبلون بيت المقدس في صلاتهم, قبل أن ينسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام, فبين الله عز وجل أن صلاة هؤلاء مقبولة.

    أو كما في حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه, بأنهم كانوا في ليلة ظلماء, فصلوا إلى غير القبلة, فلما أصبحوا عرفوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأنزل الله عز وجل هذه الآية: وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ[البقرة:143].

    فضل الإيمان

    ونتحدث هنا عن مسألة مهمة وهي: فضل الإيمان, فلو أن الواحد منا صار مؤمناً, نسأل الله أن يجعلنا منهم فهناك خير كثير يحصله:

    أولاً: رحمة الله, قال الله عز وجل: أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ[التوبة:71], فقد قال قبلها: وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[التوبة:71].

    ثانياً: ولاية الله, أي: أنك ستكون ولياً لله يا مؤمن، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[يونس:62], من هم؟ قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63].

    ثالثاً: الهداية, قال الله عز وجل: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ[التغابن:11].

    رابعاً: الأمن بمعنى: طمأنينة القلب وراحة النفس؛ قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[الأنعام:82], وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بالشرك, فالإنسان الذي آمن ولم يخلط إيمانه بشرك فهذا الذي له الأمن في الدنيا والآخرة.

    خامساً: الفلاح, قال الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ[المؤمنون:1], ولا فلاح إلا لهؤلاء, فالإيمان سبب للفلاح.

    سادساً: حصول العلم النافع.

    سابعاً: النجاة يوم القيامة, فلا ينجو إلا مؤمن.

    ثامناً: دخول الجنة، فلا يدخل الجنة إلا مؤمن, إلى غير ذلك من الفضائل الكثيرة.

    ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم, وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين, والحمد لله رب العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768242674