الحمد لله رفيع الدرجات، الحمد لله الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، وأصلي وأسلم على قرة عيني وقدوتي وحبيبي ومعلمي محمد بن عبد الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أُثقل بها الميزان، وأحقق الإيمان، وأخسئ الشيطان، وأفك الرهان في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
عباد الله: أوصيكم بوصية الله ألا وهي تقوى الله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
[آل عمران:102] ..
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:2-3].
اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وأسألك لي وللحاضرين وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حسن الاعتقاد، وإخلاص النية، وصلاح العمل، ونور اليقين، وبرد الرضا، وحلاوة الإيمان، وبر الصدق، وبركة الدعوة، وإجابة الدعاء، إنك على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، برحمتك يا أرحم الراحمين!
وأسألك أن تنصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم سدد رميهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، واغفر ذنبهم، ووحد صفهم، وثبت أقدامهم، وقاتل عنهم إنك أنت وليهم في الدنيا والآخرة.
اللهم حقق بالصالحات آمالنا وآمالهم، واختم بالطاعات أعمالنا وأعمالهم، وأسألك اللهم أن تُكرم الشهداء وتجعل أرواحنا وأرواحهم في عليين، وأسألك اللهم أن تثبت الغرباء، وتفك أسر المأسورين، وسجن المسجونين من الدعاة الصادقين المخلصين.
اللهم ثبتهم بالقول الثابت، اللهم أذقهم أنس ذكرك يا رب العالمين! اللهم أحط من وراءهم بالرحمة، اللهم زد في إحسان محسنهم، وارجع بمسيئنا إلى التوبة، وأحط من وراءنا بالرحمة.
اللهم صن أعراضهم، واحقن دماءهم، واحفظ أموالهم، وسلم أعراضهم، وفرج همهم، واكشف غمهم، وخفف وطأة الطواغيت عليهم، إنك على ذلك قدير برحمتك يا أرحم الراحمين!
أحبتي في الله: أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أمته أن تدعو في دبر كل صلاة بأربع دعوات: (أعوذ بك اللهم من عذاب جهنم -هذه هي الاستعاذة الأولى- ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن وفتنة المسيح الدجال) أربع استعاذات، وإن شئت فقل: خمساً باعتبار الحياة والممات اثنتان.
أخي الكريم: بعض الفقهاء والعلماء لما رأى ابنه صلى ولم يدع بهذه الدعوات والاستعاذات أمره أن يعيد الصلاة؛ لأنه يرى وجوب قراءتها في التشهد الأخير؛ ولا عجب فإنها قد حوت فتناً عظيمة لا يجير ويعيذ منها إلا الله، والاستعاذة لا تقع إلا من المسلم، أما الغافل الذي لا يصلي فهو عنها بعيد.
وتجد الدجاجلة الصغار يمهدون له، لقاءات على مستوى القيادات، هؤلاء كلهم خدم وأفراخ له، يحشرون معه، فلا مانع من الإيمان بالدجال ممن آمن بـبيريز وبيجن وموشي ديان كلهم يهود، وكلهم يتآمرون على الإسلام والمسلمين.
إن أمثال هؤلاء لا شك أنهم سيحرمون من دخول مكة والمدينة يوم الفتنة الكبرى؛ لأن المدينة عند قدوم الدجال ترجف رجفة يخرج منها كل منافق، فالذي قلبه لا يتعلق بـالمدينة ولا بـمكة وإنما يتعلق بالسياحات على (البلاجات) فمصيره أن يكون من أتباع الدجال لا محالة.
وكان رد الإعلام أغبى من بقرة بني إسرائيل التي فضح الله بها مكرهم وكيدهم، كان الرد بالاعتذار وعدم تكرر الأمر من أولي الأمر.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ويتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة)الثياب البراقة اللماعة السوداء، هذه أحاديث صحيحة عن رسول الله الذي علمه الله وفهمه، فهل من معتبر؟! وهل من مدكر؟!
إذاً.. المثقفون والمتفيهقون والذين يتكبرون عن دخول بيوت الله ولا يصلون مهما كانت شهاداتهم عليا فلن يستطيعوا قراءة كلمة واحدة على جبين الدجال؛ لأنه لا يؤذن بمعرفتها وقراءتها إلا لمن أخلص العبودية لله رب العالمين فأسلم وجهه وأحسن، يقرؤها كل مسلم ولو كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة، كلمة واحدة! وهذا الحديث رواه الشيخان.
ويقول عليه الصلاة والسلام: (اقرءوا فواتح سورة الكهف فإنها تعصم من الدجال) وهذا من بركة صلاة الجمعة، ومن السنة أن تقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فالذي لا يصلي الجمعة ويذهب إلى (الشاليهات) ويقعد أمام الفيديو والتلفاز، أو يلبس (المايو) ويتزلج على البحر؛ سيتمكن الدجال منه ومن ذريته عاجلاً أو آجلاً؛ لأنه محروم من بركة عيد المسلمين في يوم الجمعة، فمن السنة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة وهم في ليلة الجمعة يسهرون على المعاصي، وفي وقت الصلاة ينامون فلا يعرفون من سورة الكهف حرفاً واحداً.
والسر في سورة الكهف: أن العشر الآيات الأول نسفت عقيدة اليهود وعقيدة النصارى وهم أكثر أتباع الدجال، فعقيدة اليهود تقول: عزير ابن الله، وعقيدة النصارى تقول: المسيح ابن الله! وآيات سورة الكهف ماذا تقول؟ يقول الله سبحانه وتعالى عن هاتين العقيدتين: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً
[الكهف:1-5] هذا هو السر، من اعتقد أن الله أحد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد تنفعه تلك الآيات، والواجب على الآباء أن يحفظوا الأبناء أوائل سورة الكهف؛ فالدجالون كثرون ولا ندري متى يخرج الدجال؟
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة الدجال وأتباع الدجال، وأعوان الدجال، وزمن الدجال، وأحواله إنك على ذلك قدير.
اللهم ثبتنا يوم الفتنة، واهدنا يوم الضلالة، ودلنا يوم الحيرة، وأمنا يوم الفزع، وصبرنا يوم الجزع، وأطعمنا يوم الجوع، واسقنا يوم الظمأ، واسترنا يوم العورة.. آمين، برحمتك يا أرحم الراحمين!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
ويقول عليه الصلاة والسلام عن الدجال: (اثبتوا عباد الله. قالوا: ما لبثه في الأرض؟ قال: لبثه أربعون يوماً، يومٌ كسنة) اليوم الأول من الأربعين مدته سنة كاملة (اثنا عشر شهراً) فقال الصحابة رضي الله عنهم: (ذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة - أي: كصلاة اليوم خمس صلوات فقط؟ - فقال: لا. بل اقدروا له قدره) أي: وقتوا واضبطوا المواقيت للصلوات وصلوا في يوم الدجال صلاة سنة كاملة هذه فتوى من الرسول صلى الله عليه وسلم فلا نحتاج إلى فتاوى أحد، فتوى لها خمسة عشر قرناً حتى لا يختلف المسلمون، هذا يقول: نصلي صلاة يوم، وذاك يقول: نصلي صلاة عشر، وذاك يقول: صلاة شهر، ويكون شعارهم الاختلاف: (اقدروا له قدره).
ورضي الله عن الصحابة لم يسألوه إلا عن الصلاة، ولو كان هذا الحديث نطق به النبي صلى الله عليه وسلم في زماننا هذا، لا أدري ما سيقول الناس! لعلهم يقولون: يا رسول الله.. هل تدفع لنا الحكومة راتب سنة أم راتب يوم؟! مساكين، هَم الناس الخبز، لا أدري ما ستقول النساء: يكفينا فستان واحد للصباح، وفستان واحد للمساء لمدة سنة أو نبدل الفساتين؟
هذا المجتمع المخملي اللاهث خلف الموديلات وبيوت أزياء الدجاجلة، لا أدري ما ستقول الإذاعات: تكفينا حفلة ساهرة إلى الصباح، ليلة الجمعة مع كوكب الشرق؟
ابحثوا في الأرشيف هل تجدون أشرطة "هل رأى الحب سكارى .. تكفي لمدة سنة؟
لأن يوم الدجال يوم وليلة، اليوم الذي هو النهار ستة أشهر والليلة ستة أشهر، والسهرة لابد أن تكون إلى الصباح ستة أشهر وكوكب الشرق لابد أن تغني! لا يجدون.
ويقول صلى الله عليه وسلم لـأم شريك التي سألت لما قال: يفرون إلى الجبال، قالت: [وأين العرب؟] هذه الأحاديث كلها صحيحة وحسنة وليس فيها حديث ضعيف، تقول أم شريك رضي الله عنها: (وأين العرب يا رسول الله؟ قال: هم قليل) ما الذي قللهم؟! حروب الإبادة بين بعضهم البعض، الذباحون الذين يذبحونهم باسم الإسلام وباسم الكرامة وباسم الحرية.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال في خفة من الدين - وفي رواية وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
[البروج:8-9].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وله حمار يركبه) أي: الدجال، الدجال يأتي معه حمار، لا يحتاج الدجال أن يركب مكوكاً فضائياً (ديسكفري) أو (شلنجر) الساقط، لم يأت عليه الدجال، أي: أن الدجال في وقته لا يحتاج إلى تبعية أحد من خلال مكوك فضاء وإنما يأتي على حمار، يكفيه أن يأتي على حمار: (فيجرون خلف حماره ينثر ذنبه عليهم ما تبقى من عذرة فيه) فهذا جزاؤهم، الأذناب لها الأذناب.
ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يذكر عنه تلك الحقيقة: (هو أهون على الله من ذلك) لما سأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! يقولون: معه جبل من خبز، ومعه جنة ونار، فقال: هو أهون من ذلك) أي: أحقر على الله أن يفعل بإرادته ومشيئته ذلك، إنما المشيئة والإرادة والقوة والعظمة لله، وما هو إلا ابتلاء وامتحان ينجح فيه من ينجح ويسقط فيه من يسقط.
عباد الله! الزموا الإسلام والقرآن وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وادعوا في دبر كل صلاة واستعيذوا ربكم ، نعوذ بك اللهم من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن عذاب جهنم، ومن عذاب القبر الزموا ذلك دبر كل صلاة، وعند ذكركم هذه الفتنة في نهاية كل صلاة إياكم! ثم إياكم! أن تنسوا الاستعاذة من أعوان الدجال الذين يمهدون لخروجه ويتآمرون على الإسلام والمسلمين.
اللهم أرنا في أعوان الدجال عجائب قدرتك، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا، اللهم جمد الدماء في عروقهم، اللهم مزقهم واجعلهم في الأرض أحاديث.
اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم جميع أحزاب الباطل وانصر حزب الحق يا رب العالمين!
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا سوءاً إلا صرفته، ولا عيباً إلا سترته وأصلحته، برحمتك يا أرحم الراحمين!
نسألك اللهم العافية في الجسد، والإصلاح في الولد، والأمن في البلد، برحمتك يا أرحم الراحمين!
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؛ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر