أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الصيام إلى الله عز وجل صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)].
يقول النسائي رحمه الله: صوم نبي الله داود، أي: بيان صفته، وقد أورد فيه النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه).
هذا الحديث يدل على بيان كيفية صيام داود عليه الصلاة والسلام، وهو أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً، وهذا هو الصيام المستحب في حق من أراد أن يكثر الصيام، فإنه يكون على هذا الوصف الذي هو أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً؛ كما كان يفعل ذلك داود عليه السلام، وكما بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن ذلك أحب الصيام إلى الله، صيام يوم وإفطار يوم.
قوله: [(وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود)]، يعني: صلاة الليل، وقيام الليل، (كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)، وهذا من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، هذا هو المراد بالليل هنا بما يتعلق بالنسبة لصلاة الليل، فقيل: إن الليل من الفراغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فينام نصف هذه المدة، أي: بعد صلاة العشاء، ثم يقوم الثلث، ثم بعد ذلك ينام السدس؛ فيكون أخذ نصيبه من النوم في أول الليل، وقام في ثلثه على نشاط، ثم إذا بقي سدس ينام ليستريح من التعب الذي حصل له في الصلاة وليتهيأ لصلاة الفجر.
أما بالنسبة لصلاة داود والصلوات المفروضة على داود لا نعرف كيفيتها، لكن الصلاة بهذه الطريقة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها أحب الصلاة إلى الله، فيها نوم نصف الليل أولاً للراحة، وأخذ نصيبه من النوم، ثم الصلاة ثلث الليل، ثم السدس الأخير من الليل يكون نائماً، لتحصل له الراحة بعد قيامه ثلث الليل الذي بعد النصف وقبل السدس، والمسلم أيضاً يتهيأ لصلاة الفجر بنومه السدس الأخير، ويكون قد ارتاح، ويقوم للصلاة بنشاط وبقوة، هذا هو معنى هذا الحديث، وفيه أن الله تعالى يحب، وأن من صفاته المحبة، وأن الأعمال بعضها أحب إليه من بعض.
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن دينار].
هو المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن أوس].
تابعي كبير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عمرو].
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين. ويقال: إن عبد الله بن عمرو ولد وعمر أبيه ثلاث عشرة سنة، أي: أن أباه تزوج مبكراً، وولد له عبد الله مبكراً وعمره ثلاث عشرة سنة، فأبوه أكبر منه بثلاث عشرة سنة.
أخبرنا القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: صوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وكلمة (بأبي هو وأمي) المقصود بها التفدية، وليس الحلف بالأب والأم، أي: هو مفدي بأبي وأمي، فداؤه أبي وأمي، هذا هو المقصود من هذه الجملة، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، يعني: مفدي هو بأبي وأمي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وهذه الترجمة تتعلق ببيان صيامه، أي: صيام التطوع، كيف كان يصوم؟ فهذا هو المقصود من هذه الترجمة؛ لأنها تتعلق بأفعاله المتعلقة بالصيام، أي: صيام التطوع، كيف كان يصوم التطوع عليه الصلاة والسلام؟ هذا هو المقصود من هذه الترجمة، وسيأتي أحاديث مكررة سبق أن مرت، ولكنها جاءت في موضوع آخر، مثل: صيام شعبان وغيره؛ جاءت هناك لأنها تتعلق بصوم شعبان، وجاءت هنا لأنها تتعلق بصيام النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفطر أيام البيض في حضرٍ ولا في سفر)، أي: أنه كان يداوم عليها، وهي ثلاثة أيام من الشهر، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث على صيام أيام البيض، والتأكيد على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وجاء عنه التنصيص أيضاً على صيام أيام البيض، وأيام البيض ثلاث، فإذا صامها الإنسان من كل شهر يكون صام أيام البيض، وفي نفس الوقت قد صام ثلاثة أيام من كل شهر والمراد بأيام البيض هي: اليوم الثالث عشر، واليوم الرابع عشر، واليوم الخامس عشر، هذه الأيام البيض، وقيل لها: بيض؛ لأن لياليها بيض؛ ولأن القمر يكون موجوداً فيها، فهي ليالي مضيئة بضوء القمر، فقيل لها: الأيام البيض، فيكون الليل والنهار مضيئان؛ في النهار إضاءة الشمس، وفي الليل تأتي إضاءة القمر، والبياض إنما هو لليالي؛ لأن الأيام كلها سواء، وأما الليالي فليست كلها سواء؛ الأيام كلها سواء بطلوع الشمس، والليالي ليست كلها سواء، فالثلاث الليالي هذه يكون القمر موجوداً فيها، وتكون الإضاءة فيها، فوصفت بأنها ليالي بيض، وقيل لأيام تلك الليالي: الأيام البيض.
والحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وهو دال على الصوم في السفر؛ لأن قوله: (لا يتركها لا في حضر ولا في سفر)، معناه: أنه يصوم تطوع في السفر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
هو القاسم بن زكريا بن دينار، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن موسى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يعقوب].
هو يعقوب بن عبد الله القمي، وهو صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن.
[عن جعفر].
هو جعفر بن أبي المغيرة القمي، وهو صدوق يهم، الأول صدوق يهم، وهذا صدوق يهم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في التفسير، فلم يخرج له البخاري في الصحيح، ولا مسلم في الصحيح، ولا ابن ماجه في السنن بل في التفسير.
[عن سعيد].
هو سعيد بن جبير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أورد النسائي: حديث ابن عباس المتعلق بصيام النبي صلى الله عليه وسلم التطوع، وأنه كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، معناه: أنه يستمر في الصيام، وكان يفطر حتى نقول: لا يريد أن يصوم، وما كان شهراً كاملاً غير رمضان، يعني: ولم يكن يستكمل شهراً منذ قدم المدينة غير رمضان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهو يصوم أحياناً فيكثر، وأحياناً يفطر حتى يقولوا: إنه لا يصوم، ولن يستكمل شهراً كاملاً غير رمضان، فهذا مما جاء في هديه في الصيام صيام التطوع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
هو محمد بن بشار بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد].
هو محمد بن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو أبو الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بشر].
هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن جبير عن ابن عباس].
وقد مر ذكرهما.
أورد حديث عائشة رضي الله عنها، وهو يتعلق بجزء من حديث عبد الله المتقدم: (كان يصوم حتى يقولوا: لا يريد أن يفطر، وكان يفطر حتى يقولوا: لا يريد أن يصوم).
قوله: [أخبرنا محمد بن النضر بن مساور].
صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن مروان أبي لبابة].
ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
أورد النسائي حديث عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قرأ القرآن في ليلة، وما قام ليلةً حتى الصباح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان)، وهذا محل الشاهد بالنسبة للصيام، ما استكمل شهراً إلا رمضان، وإنما يصوم من الأشهر فيكثر ويقل، ولكنه لا يستكمل إلا رمضان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سعيد].
هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعد بن هشام].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.
أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم (كان يصوم حتى نقول: قد صام)، يعني: يواصل الصيام وأكمل الشهر، يعني: يصوم الشهر حتى يقولوا: خلاص يكمله، ولا يكمله، وكان لا يصوم من الشهر حتى يقولوا: لا يصوم، معناه: يفطر، وما كان يستكمل شهراً إلا رمضان.
مر ذكره.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن زيد، وقد مر ذكره.
[عن أيوب].
هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن شقيق العقيلي، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
وقد مر ذكرها.
أورد النسائي حديث عائشة، وفيه أن أحب الشهور إلى الله -يعني من حيث الصيام التطوع- صيام شعبان، وكان يكثر منه، وكان يصله برمضان؛ لأنه يكثر صيامه من هذا الشهر، وما كان يصوم شهراً مثل ما يصوم في شعبان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].
الربيع بن سليمان يحتمل المرادي، والجيزي، وكل منهما ثقة.
في الترجمة الأخرى قال: الربيع بن سليمان المؤذن المرادي إذا كان نص عليه في تحفة الأشراف فالمراد به: الربيع بن سليمان المرادي، صاحب الإمام الشافعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معاوية بن صالح].
هو معاوية بن صالح بن حدير، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أن عبد الله بن أبي قيس].
عبد الله بن أبي قيس، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أنه سمع عائشة رضي الله عنها].
عائشة، وقد مر ذكرها.
ثم أورد حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم في كثرة صيامه أحياناً، وقلة صيامه أحياناً، وما كان أكثر صياماً منه في شهر غير شعبان، فإنه كان يكثر منه ما لا يكثر من غيره الصيام.
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].
هو الربيع بن سليمان بن داود، وهو الجيزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[حدثنا ابن وهب].
ابن وهب، وقد مر ذكره.
[أخبرني مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة.
[وعمرو بن الحارث وذكر آخر].
هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وذكر آخر قبلهما وهو ابن لهيعة.
[أن أبا النضر حدثهم].
هو سالم بن أبي أمية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
عائشة، وقد مر ذكرها.
أورد النسائي حديث أم سلمة: (كان لا يصوم شهرين متتابعين إلا رمضان)، المقصود من ذلك: الإكثار من شعبان، وإلا فإنه لا يكمله، وإنما يصوم أكثره وأغلبه وعامته، وذكر الشهر المقصود منه الأغلبية، يعني كما جاء مبيناً في الروايات الأخرى: (أنه ما كان يصوم شهراً إلا رمضان).
هو محمود بن غيلان المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.
[حدثنا أبي داود].
هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[أخبرنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت سالم بن أبي الجعد].
ثقة، يرسل كثيراً، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
وقد مر ذكره.
[عن أم سلمة].
هي أم المؤمنين، هند بنت أبي أمية، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
أورد حديث أم سلمة من طريق أخرى: (أنه لم يكن يصوم شهراً تاماً إلا شعبان، ويصل به رمضان)، وهو مثل ما تقدم كان يصوم شهرين متتابعين، والكلام فيه مثل الكلام الذي في قبله.
هو محمد بن الوليد بن عبد الحميد القرشي، وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا محمد].
هو محمد بن جعفر الملقب غندر.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن توبة].
هو توبة العنبري، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
[عن محمد بن إبراهيم].
هو محمد بن إبراهيم التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث عائشة المتعلق بإكثاره من الصيام في شعبان، كان يصوم كله أو عامته، معناه: أنه يصوم أغلبه، وقد جاء عنها نفسها أنها قالت: لم يصم شهراً كاملاً إلا رمضان، ومعنى ذلك أنه غالبيته العظمى، بحيث لا يترك منه إلا القليل النادر اليسير.
هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا عمي].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن ابن إسحاق].
هو محمد بن إسحاق المدني، إمام في المغازي، وهو صدوق يدلس، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي: حديث عائشة في صيام شعبان، وأنه كان يصومه إلا قليلاً، أي: شعبان.
قوله: [حدثنا عمرو بن هشام].
هو عمرو بن هشام الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا محمد بن سلمة].
هو محمد بن سلمة الحراني أيضاً، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن ابن إسحاق].
هو محمد بن إسحاق، وقد مر ذكره.
[عن يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث عائشة: (أنه كان يصوم شعبان كله)، والمقصود من ذلك عامته؛ لأنه جاء عنها روايات كثيرة تقول: (ما كان يصوم شهراً كاملاً إلا رمضان منذ أن قدم المدينة)، فعلى هذا المقصود بالكلية هنا العموم أو العامة الغالب، وليس الكل، بحيث يكون مثل رمضان.
هو عمرو بن عثمان الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
[حدثنا بقية].
هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا بحير].
هو بحير بن سعد، وهو ثقة، ثبت، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن خالد بن معدان].
ثقة يرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن جبير بن نفير].
ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
وقد مر ذكرها.
ثم أورد النسائي: حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه المتعلق بصيام شعبان، وأنه سأله أنه لم يره يصوم مثل ما كان يصوم في شعبان، فقال: (إنه شهرٌ يغفل الناس عنه، وهو ترفع فيه الأعمال، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، وهذا فيه بيان الحكمة في إكثاره من الصيام في شهر شعبان (يرفع عملي وأنا صائم).
فهذا فيه بيان الإكثار، وسبب الإكثار، أو الحكمة من الإكثار، وأنها ترفع فيه الأعمال، أي: في نهاية الشهر.
هو عمرو بن علي الفلاس البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة].
صدوق يهم، أخرج حديثه البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة، وأبو داود، والنسائي.
[حدثني أبي سعيد المقبري].
اسمه كيسان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أسامة بن زيد].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حبه وابن حبه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
ثم أيضاً أورد النسائي حديث أسامة بن زيد من طريق أخرى، وفيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وأن هناك يومين إن دخل في صيامه وإلا صامهما، وهما الإثنين والخميس، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنهما يومان تعرض فيهما أعمال العباد، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)، وهو يتعلق بصيام التطوع، وأنه كان يكثر من الصيام في الشهر ويقل، وكان يتحرى الإثنين والخميس، والحكمة في ذلك أنه ترفع فيهما الأعمال، فيحب عليه الصلاة والسلام أن يرفع عمله وهو صائم صلى الله عليه وسلم، والإسناد هو نفس الإسناد: عمرو بن علي.
أورد النسائي حديث أسامة من طريق أخرى، وهو أنه (كان يسرد الصوم حتى يقولوا: لا يفطر، وكان يفطر حتى يقولوا: لا يصوم)، وقد مر ذلك مراراً في بيان هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك.
قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].
هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن زيد بن الحباب].
صدوق يخطئ في حديث الثوري، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن أسامة].
وقد مر ذكرهم إلا أبا هريرة يروي عن أسامة، فـ أبو هريرة ، هو: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وهو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهو رواية صحابي عن صحابي.
أورد النسائي حديث عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس)، وقد مر في حديث أسامة أنه كان الحكمة في ذلك أنه تعرض فيهما الأعمال، فيحب أن يرى الله عمله وهو صائم صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم رجال الإسناد.
أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [حدثنا عبد الله بن داود].
هو عبد الله بن داود الخريبي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[أخبرني ثور].
هو ثور بن يزيد، وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأصحاب السنن.
[عن خالد بن معدان].
وقد مر ذكره.
[عن ربيعة الجرشي].
هو ربيعة بن عمرو الجرشي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.
أورد النسائي: حديث عائشة من طريق أخرى، وهي مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو إسحاق بن إبراهيم المروزي، وقد مر ذكره.
[أخبرنا عبيد الله بن سعيد الأموي].
هو عبيد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والنسائي، وابن ماجه. وهو ليس السرخسي، إنما هو عبيد الله بن سعيد بن أبان الأموي غير السرخسي؛ ذاك اليشكري السرخسي.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، مر ذكره.
[عن ثور].
مر ذكره أيضاً.
[عن خالد بن معدان عن عائشة رضي الله عنه].
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي: حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى الإثنين والخميس، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].
وقد مر ذكره.
[حدثنا أبي داود].
هو عمر بن سعد الحفري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن.
[عن سفيان].
هو سفيان الثوري، وقد مر ذكره.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر ، كوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن خالد بن سعد].
ثقة، أخرج له البخاري والنسائي وابن ماجه.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.
الجواب: حدثنا وأخبرنا هما بمعنى واحد عند كثير من العلماء، وبعض العلماء يفرق بين أخبرنا وحدثنا بأن حدثنا فيما سمع من الشيخ، وأخبرنا فيما قرئ على الشيخ، أخبرنا، لكن أكثر استعمال النسائي أخبرنا، وهذا ليس خاصاً في العرض، بل هو في العرض والسماع، فلا فرق بينهما عند كثير من المحدثين؛ يطلقون الإخبار والسماع على ما سمع من لفظ الشيخ، وعلى ما قرئ على الشيخ.
الجواب: هذا هو الذي كان السلف يستعملونه مع النبي صلى الله عليه وسلم، والسبب في هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام يجب أن يكون أحب إلى كل مسلم من والده وولده والناس أجمعين؛ لأن الله تعالى ساق للمسلمين على يديه نعمة هي أعظم النعم، وهي نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم، نعمة الخروج من الظلمات إلى النور، فهي أجل النعم، فصارت محبته يجب أن تكون أعظم من محبة الوالدين، ولهذا يأتي كثيراً في كلام العلماء تفديته بالأب والأم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا شيء ألف واستعمل، يعني: قد يكون الأب والأم ميتان لكنه جرى على الألسنة، وهو تعظيم لقدره صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيم لشأنه عليه الصلاة والسلام، والإشارة في ذلك إلى ما جاء من كون محبته يجب أن تكون في النفوس أعظم من محبة الوالدين والأولاد والناس أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر