إسلام ويب

معاول هدم الإسلامللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإسلام يكاد له ليلاً ونهاراً من قبل أعداء الله، فهم يعملون ويسهرون من أجل هدم هذا الدين.

    والشيخ في هذه الخطبة تحدث عن نواقض الإسلام التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وأفاض في شرح الناقض الخاص بعدم تكفير المشركين أو الشك في كفرهم، وذكر العقيدة الصحيحة في ذلك،

    وحث على التمسك بالكتاب والسنة، لأن بهما نحذر من أعدائنا ونرضي ربنا.

    1.   

    التمسك بالسنة سبيل النجاة

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بشيراً ونذيراً، فبين لنا طريق الرشد وبرهانه, وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى أتباعهم الذين ساروا على هذا الدين القويم, وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    فيا أيها الناس: اتقوا الله حق تقاته.

    عباد الله: أمة الإسلام.. أمة التوحيد.. ارفعوا رءوسكم لما خلقتم له, إنكم خلقتكم لأمر عظيم وهو القيام بما جاء به الرسل الكرام, ثم اعلموا أنه لا ينفع قول بلا عمل ولا ينفع عمل بلا إخلاص, ولا ينفع إخلاص بلا متابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أمة الإسلام: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء, قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس) وفي رواية: (يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) ففي هذا الحديث خبر عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، أنه لا بد من وجود الفساد في هذه الأمة, وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي بهرت العقول؛ لأن ذلك وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

    وكم أخبر صلى الله عليه وسلم من أخبار وقعت كفلق الصبح، يقول صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات, رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

    أمة الإسلام: تعلمون ما وقع فيه غالب الناس من الجهل بآثار الرسالة المحمدية, وعدم العلم لما خلقوا له, فحصل الفساد في الاعتقادات والأعمال, وحصل الانحراف عن السنة، وحاد الكثير عن الصراط المستقيم.. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وشماله وقال: هذه السبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم قرأ قول الحق جلَّ وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153]).

    عباد الله: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على محجة بيضاء ليلها كنهارها، وقد بلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وكشف الله به الغمة، وقال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).

    1.   

    نواقض الإسلام العشرة

    أمة الإسلام: لقد ذكرت في خطبة الجمعة الماضية بعض نواقض الإسلام، ووعدتكم أن أذكرها كاملة, فإليكموها بتمامها.

    قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه ونور ضريحه, ورفع درجته في عليين, ورحمه رحمة واسعة: اعلم أن نواقض الإسلام عشرة:

    1/ الشرك في عبادة الله تعالى.. قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

    2/ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم؛ كَفَر إجماعاً.

    أي: إذا صدرت منه هذه الأمور فهو كافر بإجماع العلماء.

    3/ من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.

    4/ من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه, أو أن حكم غيره أحسن من حكمه, كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.

    5/ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, ولو عمل به كفر.

    6/ من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم, أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].

    7/ السحر، ومنه الصرف والعطف, فمن فعله أو رضي به كفر, والدليل قوله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102].

    8/ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين, والدليل قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51].

    9/ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر.

    قال الشيخ صالح البليهي رحمه الله، في كتابه عقيدة المسلمين: هذا الاعتقاد موجود عند بعض الصوفية , فبعض زعماء الصوفية يعتقد أنه لا يحتاج إلى الرسول, وإنما يأخذ عن الله, وبعضهم يعتقد أنه قد سقطت عنه التكاليف.. وليس بعد هذا الكفر كفر, وليس بعد هذا الغرور غرور يا من خُدع بـالصوفية.

    10/ الإعراض عن دين الله, لا يتعلمه ولا يعمل به, والدليل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ [السجدة:22].

    ثم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجادِّ والخائف، إلا المكره, وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه، ونعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.

    شرح الناقض الثالث

    قال الشيخ صالح البليهي رحمه الله تعليقاًعلى الناقض الثالث من نواقض الإسلام، وهو قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "من لم يكفر الكافرين أو يشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر" قال الشيخ صالح البليهي رحمه الله: ومن ذلك: محبتهم ومناصرتهم وموالاتهم والرضا عنهم، واستحسان ما هم عليه, كل ذلك ردة عن الإسلام, بل الواجب بغضهم وعداوتهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ [الممتحنة:13] اسمع يا من يناديه رب العزة والجلال بالإيمان.. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51] هذه هي المصيبة التي وقع فيها أكثر الناس من حيث لا يشعرون.

    حكم تهنئة المشركين بأعيادهم

    وذكر الشيخ حديثاً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام}. فيا ليت شعري لو قام فينا رسول الله ورأى بعض المسلمين يهنئ اليهود والنصارى بأعياد ميلادهم, فإنا لله وإنا إليه راجعون.

    هذا رسول الهدى.. هذا رسول الإسلام.. هذا رسول ختم الله به جميع الأديان.. ونسخ الله بدينه جميع الأديان.. يقول صلى الله عليه وسلم: {لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام, وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه} متفق عليه.. فلطفك ورحمتك يا ربنا!

    اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور, بنور العلم يا رب العالمين, اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.

    وبعض المسلمين الآن يحصل منهم معانقة لليهود والنصارى، وتهنئة لهم بأعيادهم، بل والجلوس والضحك معهم, فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    حكم استخدام الكفار في المكاتب والبيوت

    يقول الشيخ صالح البليهي رحمه الله: " أما استخدام الكافر في المكاتب والبيوت وجعل منهم سائقين وطباخين ومربين ومربيات في البيوت، ومخالطتهم والثقة بهم فلا شك في تحريم ذلك؛ لما يترتب عليه من الأضرار والمفاسد العقائدية والأخلاقية والسياسية, والبعض من المسلمين تساهلوا في ذلك، والعاقبة شرٌ ومحنةٌ وبلاء.. فالله تعالى عليم وعظيم وحكيم، قد قطع الصلة بين المسلم والكافر، وحذر ونهى عن محبة الكفار وعن موالاتهم والركون إليهم.. واعتماداً على نصوص القرآن والسنة صرح كثير من علماء الإسلام بأن موالاة الكافرين ردة عن الإسلام "...إلخ

    فالحذر الحذر يا شباب الإسلام خاصة, والحذر الحذر يا أمة الإسلام عامة.. والآن نسمع من المسلمين من يهنئهم بعيد ميلادهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.. وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    اتباع الكتاب والسنة

    الحمد لله الذي حذر المؤمنين من تولي الكفرة, في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ [الممتحنة:13] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الواحد القهار الذي بيده أزمّة الأمور.. يغني ويفقر, يعطي ويمنع, لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بلغ البلاغ المبين, ونصح الأمة وتركها على البيضاء ليلها كنهارها, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

    فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل, وتمسكوا بالكتاب والسنة، وطبقوهما علماً وعملاً واعتقاداً, ولا تبغوا لهما بديلاً, ولقد أثنى الله تعالى على الذين يتمسكون بكتابه الذي يقودهم إلى اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, كما هو مكتوب فيه فقال تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ [الأعراف:170] أي: يعتصمون به ويأتمرون بأوامره، وتركون زواجره.

    حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بسنته

    وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على التمسك بسنته فيما رواه عنه العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: {وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب, فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً} صدق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم, لقد ظهرت أمورٌ كثيرة من البدع والمحدثات والخرافات والخزعبلات، فإلى الله نشكو, ونسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً.

    يقول صلى الله عليه وسلم: {فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة} هذا حديث صحيح, وفيه الحث على التمسك بالسنة المطهرة.

    التمسك بالكتاب والسنة نجاة من كيد الأعداء

    أمة الإسلام: إن من تمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجا من غوائل أعداء الإسلام، الذين يحاولون القضاء على الإسلام بكل ما يستطيعون من قوة, ولقد أخبر الله عنهم في محكم البيان، فقال جلَّ من قائل عليماً: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32].

    أمة الإسلام: لقد حاول أعداء الإسلام أن يقضوا على هذا الدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, ثم في عهد خلفائه الراشدين, ثم في العصور التالية لهم، وإلى وقتنا هذا وهم يحاولون القضاء على الإسلام، فقد هاجموا الإسلام بالعنف والصراع المسلح تارة, وبالمكر والخداع تارة, وبالخطط الهدامة تارة, وليست هذه المحاولة من أعداء المسلمين من صنف واحد, ولكن من سائر أصناف الأعداء, من المشركين واليهود والنصارى والشيوعيين، وسائر الكفرة والمنافقين والملحدين.. قال الله تعالى: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217] واسمعوا إلى هذا التحذر من المولى جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149] إذاً من نتبع..؟ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [آل عمران:150].

    لا شك -يا عباد الله- أن أعداء الإسلام يريدون القضاء على الإسلام؛ لأن الإسلام هو الذي أطاح بعروشهم من أول ما شع نوره, وفرقهم في الأرض وتركهم مذبذبين, وهو الذي يرعبهم ويخيفهم، ولا تعجبوا -يا إخوة الإسلام- من تصريح أعداء الإسلام, ولكن نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى هذا الدين القويم.

    التمكين في الأرض للمتمسكين بدين الله

    اسمعوا -يا عباد الله- إلى هذا الوعد الرباني لمن تمسك بدين الإسلام، يقول تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ [الأنبياء:105-106] وأي بلاغ أكبر من هذا البلاغ يا أمة الإسلام؟ فعلينا أن نرجع إلى دين الإسلام، وأن نتمسك بدين الإسلام.. نرجع إلى كتاب الله وسنة رسول الله, نحب في الله ونبغض في الله.

    وصلوا وسلموا على رسول الله، امتثالاً لأمر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    عباد الله: اطلبوا العلم, ارجعوا إلى التوحيد, ارجعوا إلى عقيدة السلف الصالح قبل أن تهووا في هوة ساحقة, وتخسروا دينكم وعقيدتكم.

    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً, اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحا ورزقاً حلالاً طيباً.

    اللهم أعزنا بالإسلام, اللهم انصرنا ولا تنصر علينا, اللهم كن لنا ولا تكن علينا, اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا, اللهم انصرنا على من بغى علينا, اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره.

    1.   

    أعداء الله يستهينون بأسماء الله

    أمة الإسلام: أين الغيرة؟ أما رأيتم اسم الجلالة وقد كتب تحت النعال؟! أين الغيرة يا أمة الإسلام؟ أين الدموع التي لا تنقطع؟ هذه أقل دسائس أعداء الإسلام, كتبوا اسم الجلالة (الله) تحت الحذاء، وهذا والله لو صادف قلوباً واعية وقلوباً حية لا نقطع الدمع، وجاء الدم بعد الدمع غيرة على هذا, ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون! ومع ذلك نقوم على ساق وقدم ونقول: هم أهل الصدق.. وهم أهل الإخلاص.. وهم أهل الأمانة.. وقد كتبوا اسم الجلالة على حفائظ الأطفال! وعلى سراويل الأطفال! وتحت الحذاء! فأين الغيرة يا أمة الإسلام؟ أين الحب في الله والبغض في الله يا أمة الإسلام؟ فماذا نقول..؟ إنا لله وإنا إليه راجعون! لَمَا قَلَّ قدر (لا إله إلا الله) في قلوبنا ذهبت الغيرة فصرنا نرى وكأننا لم نرَ.

    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً, اللهم اشف مرض قلوبنا, اللهم طهر قلوبنا من النفاق, وأعمالنا من الرياء, وألسنتنا من الكذب, وأعيننا من الخيانة.

    اللهم ارزقنا الحب فيك, والبغض فيك, اللهم اجعلنا من المتحابين في جلالك يا رب العالمين, اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.

    اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, ووفقنا وإياهم لما تحبه وترضاه، وجنبنا وإياهم ما تبغضه وتأباه.. اللهم إن أعداء الإسلام تطاولوا على اسمك وكتبوه تحت الحذاء, وهم لا يعجزونك, اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر, اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين, اللهم إنهم لا يعجزونك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام, اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك, اللهم زلزل بهم الأرض من تحت أقدامهم إنك على كل شيء قدير.. اللهم احفظ أولادنا ونساءنا واجعلهم قرة عين لنا.

    اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! اغفر لنا في هذه الساعة أجمعين, وهب المسيئين منّا للمحسنين, اللهم واغفر لجميع موتى المسلمين, الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك, اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد, اللهم لا تفتنا بعدهم.

    إلهنا وسيدنا ومولانا تلاطمت أمواج الفتن ولا مخرج لنا منها إلا بك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام, اللهم إن أعداء الإسلام نزلوا في أحضاننا ودخلوا في بيوت بعضنا, وجعلهم البعض خدماً كسائقين عصوا رسولك حيث قال: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بك!

    اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عنا وعن جميع المسلمين عامة يا رب العالمين.

    عباد الله: صلوا على رسول الله وأكثروا من ذكر الله.. أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756533223