إسلام ويب

الثبات ومواجهة الكيدللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المكايد التي تكاد للإسلام عظيمة، تربتها النفس البشرية الضعيفة، وماؤها الثقافة الغربية، والزارع الشيطان وأعوانه؛ فينبغي للمسلم الثبات على دينه، والاستقامة على منهجه والحذر من مضلات الفتن والأهواء .

    1.   

    الاعتصام بدين الله

    الخطبة الأولى:

    الفلاح في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

    أما بـعد:

    أيها الناس! أيها المؤمنون حقاً! اتقوا الله عز وجل واشكروه على نعمة الإسلام.

    أيها المؤمنون! بين أيديكم دينٌ عظيم اختاره الله لكم، ومنَّ به عليكم، وفضلكم به على كثير ممن خلق تفضيلاً، فهو دين الإسلام، دين اشتمل على كل ما اشتملت عليه أديان الأنبياء، بل دينٌ نسخ جميع الأديان إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19].. وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85] وينوه رب العزة والجلال فيقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3].

    والذي بعث لتبليغ هذا الدين هو محمد صلى الله عليه وسلم خير رسول عرفته البشرية، فهو أفضل المرسلين وخاتم النبيين، من الله على المؤمنين ببعثته، فهو نور سطع على الدنيا انجلت به ظلمات الجهل والشرك، يقول المولى جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164] فبمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أنه بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاح، فالله جل جلاله علَّق سعادة الدارين بمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهدى والأمن والفلاح، والعزة والكفاية والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار، والخوف والضلال، والخذلان والشقاوة في الدنيا والآخرة.

    وقد أقسم رسول البشرية محمدٌ صلى الله عليه وسلم: بأن لا يؤمن أحد حتى يكون هو أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.

    عباد الله! هذا ربكم جل وعلا في محكم البيان يوصيكم ويقول: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

    عباد الله! بالتمسك بهذا الدين، دين العزة والكرامة، دين مكارم الأخلاق بجميع أنواعها، دين العزة والرقي والأمن والطمأنينة، دين المحاسن بأنواعها؛ بالتمسك به يحصل الأمن والأمان والسلامة والإسلام، إن دين الإسلام ما وجد من فضيلة إلا حث على التخلق بها، ولا من رذيلة إلا حذر من قبحها وبين سوء عاقبتها، فما بال أكثرنا يسير على غير هدى ويقلد الكفار فيما حرمه الله ورسوله؟

    نماذج للثبات على الدين

    قد أهمل الكثير أمر الدين، واستهانوا بحقوق الله ورسوله، وعبثوا بواجبات دين الإسلام، وتجرئوا على انتهاك حرمات الله، واستبدلوا ذلك بأخلاق الكفار وعاداتهم وتقاليدهم مع الأسف الشديد!

    أيها المسلمون! إن المسلم الحقيقي لا يرضى لدينه بديلاً مهما كلفه الأمر، ومهما بذل من قبيل الكفرة من المغريات، أو ناله منهم من الأذى.

    نعم. إن المسلم يبقى أمام كل فتنة صلباً في دينه متمسكاً بعقيدته، ولنا في سلفنا مثالاً، فهذا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه يشتد عليه أذى الكفار حتى أنهم يطرحونه على ظهره في رمضاء مكة الملتهبة بالحرارة، ويضعون الصخرة الثقيلة على صدره يريدون منه أن يترك هذا الدين، فيصمد ويثبت على دينه ويقول: [[أحدٌ أحد]] هذا مثال ضربه لكم بلال رضي الله عنه؛ ضربه للذين إذا قيل لهم أنت موسوس أو أنت مطوع انحرف وابتعد عن دين الله.

    وهذا حبيب بن زيد يقول له مسيلمة الكذاب: قل لا إله إلا الله، فيعلنها ويقول: لا إله إلا الله، فيقول له مسيلمة: قل: أشهد أن مسيلمة رسول الله، فيقول: لا أسمع، ثم يقطعه مسيلمة عضواً عضواً ويأبى أن يقول: مسيلمة رسول الله حتى لقي ربه صابراً محتسباً، هكذا الابتلاء يا عباد الله.

    وهذا عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه يأخذه ملك النصارى أسيراً عنده ويقول له: اتبعني وأشركك في ملكي، فيأبى ويقول: لا أبغي بدين محمدٍ صلى الله عليه وسلم بديلاً، ثم يحمي ملك الروم النحاس بالنار ويغلي القدور لتعذيبه، وعند ذلك يبكي عبد الله بن حذافة ، فيطمع ملك الروم برجوعه عن الإسلام ويقول: تتبعني وتترك دينك، فيرد عليه عبد الله بن حذافة رضي الله عنه بقوله: ما بكيت خوفاً على نفسي، ولكن وددت أن يكون لي نفوساً عدد شعري تعذب في سبيل الله فتدخل الجنة بغير حساب.

    الله أكبر الله أكبر!

    وهذا عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية وأهل بيته عذبوا في الله ليتركوا دين الإسلام فصبروا على العذاب وتمسكوا بالإسلام، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليهم وهم يعذبون ويقول: {صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة}.

    وهذا خباب بن الأرت عُذب في الله وصبر على دينه، وكان من تعذيب المشركين له أن أوقدوا له ناراً وسحبوه عليها فما أطفأها إلا شحم ظهره لما ذاب، كل ذلك وهو صابر على دينه لا يتزحزح عنه قيد شعرة، وكانت أم أنمار وهي سيدته أشد حنقاً عليه من قومها فجعلت تجيء إلى خباب يوماً بعد يوم فتأخذ حديدة محمية من كيره الذي يلين فيه الحديد لصناعة السيوف، فتأخذ تلك الحديدة وتضعها على رأسه حتى يدخن رأسه، ويغمى عليه وهو يدعو عليها، واستجاب الله دعائه فقد أصيبت بصداع لم يسمع بمثل آلامه قط، فكانت تعوي من شدة الوجع كما تعوي الكلاب، وقام أبناؤها يستطبون لها في كل مكان فقيل لهم: إنه لا شفاء لها من أوجاعها إلا إذا دأبت إلى كي رأسها بالنار فجعلت تكوي رأسها بالحديد المحمى فتلقى من أوجاع الكي ما ينسيها آلام الصداع، وهكذا جزاء الظالمين يا عباد الله: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [إبراهيم:42] ألا فليحذر الذين يحدثون في دين الله ما ليس فيه أن يدعو عليهم الصالحون فتستجاب دعوتهم.

    حنظلة يضحي بحياته في أيام عرسه

    أيها المسلمون! هذه نماذج من ثبات المسلمين على دينهم مع شدة الأذى والتعذيب، أضف إلى ذلك ما قدموه في سبيل حماية هذا الدين ونشره، من جهاد بالأنفس والأموال؛ يتساقط منهم مئات الشهداء في المعارك وهم مغتبطون بذلك فخورون، بل تركوا من أجله الديار والأموال، وهاجروا فراراً بدينهم أن يخدش أو يدنس يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، وما ذلكم إلا لما عرفوا في هذا الدين من الخير والسعادة، وتأصل حبه في قلوبهم حتى صار أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم وديارهم، وإليك أنموذجاً شيقاً ظهر من شابٍ من شباب الإسلام الذين جاهدوا في الله حق جهاده، إنه حنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنه؛ حيث تزوج بامرأة جميلة، ودخل بها تلك الليلة وجامعها ولم يغتسل من جنابته وإذا بمنادي الجهاد يقول: حي على الجهاد.. حي على الجهاد، فخرج تاركاً زوجته الجميلة وفراشه الدافئ والتحق بصفوف المسلمين وقتل شهيداً، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عجباً وهو يسأل عن أهل حنظلة، ودل على زوجته، فتعجب الصحابة: لماذا يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلما سأل زوجته: ما شأن حنظلة ، قالت: إنه جامعني وخرج قبل أن يغتسل من الجنابة لما سمع منادي الجهاد، قال: لقد رأيت الملائكة تغسله بماء السلسبيل في صحائف من ذهب وفضة بين السماء والأرض.

    حال بعض المسلمين اليوم

    هكذا المسلمون الذين يغارون على دينهم، أما مسلمو هذا الزمان فهم يسمعون الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم فلا يجيبون داعي الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحنظلة رضي الله عنه يخرج من زوجته الجميلة ومن فراشه، وقبل أن يغتسل من الجنابة يلتحم في صفوف المسلمين ويخر صريعاً في سبيل الله إجابةً لنداء الله، والمسلمون الآن أكثرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله تشكو إلى الله صلاة الفجر من أفعالهم، لا يعرفون الصلاة إلا في رمضان، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    ألا يخافون من عقاب الله ألا يخشون أن يكونوا من المنافقين الذين موعدهم في الدرك الأسفل من النار، نعم. أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبواً، فليحذر الذين يتخلفون عن صلاة الفجر أن يكونوا من المنافقين الذي موعدهم الدرك الأسفل من النار، فالظهر والعصر والمغرب والعشاء كلها فرائض لله ألحق بها الفجر يا عبد الله، اتق الله قبل أن يأتيك هاذم اللذات وأنت لا تعرف صلاة الفجر.

    اتق الله يا عبد الله، خف الله، راقب الله؛ منادي الله ينادي: الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم، وقد أثقلك عن صلاة الفجر سهرك مع الملاهي والمعاصي.. لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    عبد الله! رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول: {من صلى البردين دخل الجنة} أتدري ما البردان؟ إنهما الفجر والعصر فحافظ عليهما إن أردت أن تكون من أهل الجنة.

    وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه، وجنبنا جميعاً ما يغضبه ويأباه إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    مواجهة الغزو الفكري وغيره

    الخطبة الثانية:-

    التحذير من المعاصي

    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:2-3] وعد الصالحين بجنته ومستقر رحمته، وتوعد العصاة بدار نقمته وزوال نعمته، وهي جهنم التي وقودها الناس والحجارة، رب العالمين، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فهو إله الأولين والآخرين، أحمده سبحانه وأسأله أن ينظمنا في سلك عباده الصالحين، وأن يجعلنا من حزبه المفلحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    أيها الناس! اتقوا الله عز وجل وتأسوا بسلفكم الصالح، فقد كان المسلمون إذا سمعوا الآيات القرآنية، أو الأحاديث النبوية استجابوا لداعي الله وأقلعوا عن الخطيئة، ولم يصروا على ما فعلوا من المخالفات الشرعية، أما نحن فكم نسمع من الآيات والأحاديث، ولكن ران على القلوب الران، واستحوذت على القلوب الغفلة، واستحسنت القلوب الفسوق والعصيان، فأقبلت على الفساد وأعرضت عن تعاليم الملك الديان إلا القليل.

    أيها المسلمون! إذا نظرنا بدقة إلى ما نحن عليه الآن من فساد الأخلاق ومجاهرة الفساق بأوصاف النفاق، رأينا بوناً شاسعاً بين المسلمين وتعاليم الكتاب المبين، وبين سيرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.

    أجل يا عباد الله! لقد استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فزعاً محمراً وجهه يقول: {لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح الليلة من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش رضي الله عنها: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم إذا كثر الخبث}.

    الدعوة إلى مجتمع صالح

    أجل يا عباد الله! إن المجتمع الذي يهتدي بنور الدين، ويعمل بشعائر الإسلام، ويتحلى بالأخلاق القويمة هو المجتمع الرفيع الراشد السعيد، هو المجتمع الذي كتب الله له العزة، ووعده بالخلافة في الأرض لصلاحه كما هي سنة الله في الذين خلوا من قبل؛ فإن الصالحين يعم الله بصلاحهم ويقطع بهم دابر الفساد؛ لما يقومون به من الدعوة إلى الله وإظهار دينه، وعلى العكس يا عباد الله! على العكس من هذا المجتمع السعيد مجتمع الفشل، المجتمع الذي يتمادى فيه الأقزام المفسدون بطغيانهم وإفسادهم، المجتمع التي تنتكس فيه الأوضاع، فيصبح فيه المنكر معروفاً والمعروف منكراً، حتى أنهم في بعض المجتمعات المنهارة، المجتمعات المنحطة يسمون المتدين المتمسك بدينه رجعياً متطرفاً، لذلك تجد ضعفاء الدين الذين لم يذوقوا طعم الإيمان إذا سمعوا هذه الألفاظ ذهبوا وعمدوا إلى لحاهم وحلقوا اللحى، وأطالوا الثياب، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا سمعوا هذا الألفاظ عمدوا إلى الإستريوهات واشتروا الأغاني ليقلدوا أولئك الفسقة الذين خرجوا عن دين الله بفسقهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنهم يسمون المتحلل من الدين والمتحلل من الخلق القويم يسمونه منطلقاً وحراً، ألا بئست الانطلاقة وبئست الحرية، يشربون الخمور وهي أم الخبائث التي جنت الفضائح، وخربت الدور العامرة وأفسدت البلاد، يسمونها المشروبات الروحية، ألا بئس ما يصنعون.

    وبأساليبهم الخبيثة؛ بمجلاتهم وجرائدهم ينادون المرأة المتحشمة المتمسكة بدينها، ويسمونها المعقدة والمقيدة بالأغلال، ويريدونها أن تخطو الخطوات الشيطانية، يريدونها أن تخرج في ميدان العمل لتزاحم الرجال في مجتمعاتهم، لتخرج على شاشة التلفاز، لتخرج في المسرح لتمثل، إنها دعوةٌ إلى الدعارة، دعوةٌ إلى السفور، دعوةٌ إلى الشر المستطير والجاهلية، ألا تنكرون ذلك أيها المؤمنون، ألا تغارون على محارمكم، ألا تهتكون هذه المجلات، ألا تحاربونها بكل ما أتاكم الله من علم وبصيرة، فإنها تنشر الشر والفساد، وتنشر الدعارة وسوء الأخلاق بين العباد، إنهم يريدون أن تخرج المرأة سافرة متعطرة عليها اللباس القصير تقود السيارة وتزاحم الرجال في مجتمعاتهم، وهل عرف هذا في مجتمع الإسلام سابقاً يا عباد الله، قولوا: (لا) في قلوبكم وأنا أعلنها على هذا المنبر: لا ثم لا ثم لا، بل عاشت المرأة المسلمة متحشمة عفيفة صانها رجال الأمن والإسلام في أول الإسلام.

    إصلاح المرأة

    وهذا رسول الله يضرب لكم مثلاً في فاطمة رضي الله عنها ويقول: {يا فاطمة! ما خير مال المرأة؟ قالت: ألا ترى الرجال ولا يرونها، فضمها إلا صدره وقال: ذريةٌ بعضها من بعض} هكذا يا عباد الله كان السلف الصالح، نشأوا على هذه الأخلاق الطيبة، ولكن أعداء الإسلام وأعداء المسلمين يريدون أن يخرجوا هذه المرأة المتحشمة، حسدوها على هذه النعمة، حسدوها على هذه العفة، حسدوها على هذه الحشمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    اللهم من أراد الإسلام والمسلمين، وأخلاق الإسلام وأخلاق المسلمين، وعقيدة الإسلام وعقيدة المسلمين، من أرادها بسوءٍ وشرٍ وهدمٍ فاجعل كيده في نحره ودمره تدميراً يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

    عباد الله! صلوا على رسول الله الذي أتاكم من الله ليخرجكم من الظلمات إلى النور، لقد أمركم الله فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً}.

    اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

    اللهم أيقظنا من رقدتنا، اللهم اشفِ مرض قلوبنا، اللهم اشفِ مرض قلوبنا التي استحسنت الجرائد والمجلات، واستحسنت الأفلام والتمثيليات، اللهم أخرج هذه الأمراض من قلوبنا، اللهم أخرج هذه الأمراض من قلوبنا، واستبدلها في قلوبنا القرآن والسنة يا رب العالمين.

    عباد الله! والله إنه لا صلاح لكم ولا سعادة، إلا إن رجعتم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتمسكتم بهما وطبقتموهما بحذافيرهما، فإنكم سترون السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما إذا استمررنا على هذا الانحطاط كل يوم مجلة، أو خمس مجلات تدخل البيوت، والأفلام من جهة والتمثيليات من جهة، فإنكم ستفقدون هذه الغيرة وسيخسف بالقلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    اللهم انصرنا بالإسلام، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أكرمنا بالإسلام، اللهم ارفعنا بالإسلام، واجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير مطبقين له، ناهين عن الشر ومبتعدين عنه يا رب العالمين، اللهم إنا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أرنا وإياهم الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا وإياهم الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم ارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين، اللهم أبعد عنهم جلساء السوء، اللهم أبعد عنهم جلساء السوء الذين لا يحذرونهم من الشر بل يدعونهم إليه، اللهم قرب منهم جلساء الخير، اللهم قرب منهم العلماء الورعين العاملين الذين يعينونهم إذا ذكروا ويذكرونهم إذا نسوا يا رب العالمين.

    اللهم أصلح أولادنا ونسائنا واجعلهم قرة أعين لنا، واحمنا وإياهم من مضلات الفتن يا رب العالمين، اللهم أجرنا من مضلات الفتن.

    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تجمعنا ووالدينا ووالد والدينا، وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في جنات الفردوس الأعلى، اللهم اجمعنا في جنات الفردوس الأعلى، اللهم اجمعنا في جنات الفردوس الأعلى، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا أرحم الراحمين، يا أرحم الرحمين.

    عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755896202