والشيخ في حديثه هنا عن الإيمان عموماً وعن الإيمان بالآخرة خصوصاً يذكر مراتب الدين ومنها الإيمان، ويتحدث عن صفات ذلك اليوم الآخر وأحوال الناس فيه.
وفي إجاباته عن الأسئلة يطرق عدداً من المواضيع يغلب عليها حديثه عن المعاصي والتوبة.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله! أحييكم بتحية الإسلام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا نتبادل هذه التحية في دار السلام.
أيها الإخوة في الله! وفي بيتٍ من بيوت الله لنتذاكر ركناً عظيماً ألا وهو الركن الخامس من أركان الإيمان الذي قال فيه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: مراتب الدين ثلاثة: الإسلام، الإيمان، الإحسان.
وكل مرتبةٍ لها أركان، فأركان الإيمان ستة، وأركان الإسلام خمسة، والإحسان ركنٌ واحد، أخذها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به جبريل وبحضرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولما انتهى جبريل عليه السلام من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه المراتب المهمة، قال للصحابة: (أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم).
فينبغي للمسلم أن يحرص كل الحرص على تعلم هذه المراتب التي بينها شيخ الإسلام المجدد/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته إنه على كل شيء قدير حيث بين ذلك، ولقد حصل لي في مجلس أن سألت عنها بعض الإخوان، ومع الأسف الشديد فكل منهم يعتذر أن يعرف كم أركان الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اعتذر أن يجيب عن هذا السؤال، ويقول: عذره هذه الغفلة، وهذه الدنيا شغلتنا، فهل هذا العذر يفيده أمام رب العالمين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون؟ لا. والله لا يفيده ذلك، والمجال مفتوح، والعلماء بكثرة -ولله الحمد- في كل مسجد من مساجد المملكة، كلها تزخر بالعلماء الذين تعلموا العلم، وهذه يعرفها أبناؤنا الصغار الذين يدرسون في الرابعة الابتدائية، فلو سئل أحدهم عنها لأجاب إذا كان متربياً على الدين، أما إذا كان متربياً على الملاهي مثل: الأفلام والتمثيليات، والشوط الأول والشوط الأخير، فإنه ربما يتلعثم ولا يجيب.
وهذه مصيبة يا عباد الله! أصيب بها المسلمون من وجود آلات اللهو في البيوت، حيث أعرض الكثيرون عن ذكر الله، صدتهم عن ذكر الله وعن القرآن العظيم، فنسأل الله بمنه وكرمه أن يردنا إليه رداً جميلاً.
يا عباد الله! هل تدرون ما اليوم الآخر؟ هو يا عباد الله يوم القيامة يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6] يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ:18-20] إنه يوم القيامة يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ:38-40].
تذكر يا عبد الله! إذا قمت من قبرك تنفض التراب عن رأسك مجيباً لداعي الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [المعارج:43-44].
إنه موقفٌ عظيمٌ طويلٌ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم} في ذلك اليوم العظيم، يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه, ومنهم من يكون إلى حقويه, ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً}.
ولكن في ذلك اليوم العظيم، في ذلك اليوم الرهيب سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين {سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادل، وشابٌ نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه، ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه}.
أيها المسلمون! سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله في ذلك اليوم العظيم، ما هو ذلك اليوم العظيم؟ اسمع يا عبد الله! قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام؛ مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها} في ذلك اليوم الرهيب تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت.
كرر يا عبد الله اسم هذا اليوم إنه يوم القيامة، يوم الطامة الكبرى، يوم الصاخة يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2] يوم القيامة يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً [المزمل:17] يوم القيامة يوم ينقلب فيه العالم ويتغير يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم:48].
اسمع يا أخي: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً [آل عمران:30] ولكن لا يفيدها الندم يوم القيامة.
عباد الله! تفكروا في الميزان حين ينصب، وتشخص الأبصار ينادي بلسان طلق: هذه حسنات فلان بن فلان، وهذه سيئاته، لسان الميزان يميل إلى جانب الحسنات، أو إلى جانب السيئات، ثم تفكروا في قوله تعالى: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [المؤمنون:102-104] فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ [القارعة:7-11].
إنه موقفٌ عظيم يا عباد الله! أطيلوا التفكير في ذلك اليوم {اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا، قال صلى الله عليه وسلم: فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله عليَّ ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه، ثناءً لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعط واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب أمتي أمتي}
اسمع يا مسكين! يا من أضعت الطريق المستقيم! وابتعدت عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم.
ما هذا الإعراض يا عبد الله ورسول الله أول ما يرفع رأسه يقول: {يا رب أمتي أمتي}؟! ألا ترحم نفسك يا عبد الله! ألا تبتعد عن المخالفات التي سوف أخبرك عنها بعد قليل! {فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب} اسمع ماذا يقول رسول الله: {والذي نفس محمدٍ بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى}.
يا عبد الله! في يوم القيامة يردّون عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بسبب ما جنوا على أنفسهم؛ وبما أحدثوه من البدع والضلالات، فاحذر يا عبد الله من مضلات الفتن، فكيف بك يا عبد الله في ذلك اليوم، وقد لفظك القبر بعد طول بلاء، فنظرت في عملك الذي قدمت، فهنيئاً لك إن كان العمل صالحاً، وإن كان غير ذلك فيا ويلك، ثم يا ويلك.
اللهم اجمعنا في دار كرامتك، اللهم قَوِّ إيماننا بك وبملائكتك وبكتبك وبرسلك وباليوم الآخر، واجعلنا هداةً مهتدين، اللهم ارزقنا القول والعمل، وارزقنا الإخلاص في أقوالنا، وفي أعمالنا، وثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة أني لست أعلم من الشيخ جزاه الله خيراً، ولكن هذا من تواضعه جزاه الله خيراً، أما المتهاون في الصلاة، فله وعيدٌ شديدٌ كما أخبر الله تعالى في قوله:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5] قال بعض العلماء: لأنهم يؤخرونها عن وقتها سماهم مصلين، ولكنهم لما تهاونوا بها وأخروها عن وقتها توعدهم الله بويل، وويل كما قال بعض العلماء: هو شدة العذاب في النار، وقال آخرون: هو وادٍ في جهنم، وأيضاً في قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59] كذلك هذا الغي وادٍ في جهنم لمن تهاون في الصلاة -والعياذ بالله- هذا الذي يتهاون بالصلاة، أما الذي يترك الصلاة، فقد توعده الله بسقر! وما أدراك ما سقر؟ هي طبقة من طباق النار: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر:42] * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:43] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر}.
مع الأسف الشديد بعض الناس الآن لا يصلي إلا في رمضان، ثم بعض الأوقات يتركها، فالعلماء يقولون: من ترك فريضة واحدة متعمداً فقد كفر -نسأل الله العافية- إذا تركها متعمداً، فكيف بمن لا يصلي إلا في رمضان، ثم بعد رمضان يترك السنة كلها حتى يأتي رمضان -نسأل الله العفو والعافية- وبعضهم لا يصلي إلا يوم الجمعة، فأخذوا ببعض الحديث وتركوا بعضه، قوله صلى الله عليه وسلم: {رمضان إلى رمضان..} ومعنى الحديث أن رمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، ولكنهم تركوا باقي الحديث{والصلوات الخمس} هذا الذي يحضرني من هذا الحديث، ولا شك أن ترك الصلاة كفر، فينبغي للإنسان أن يبادر إلى الله عز وجل بالتوبة النصوح قبل أن يحل به الموت وينتقل إلى البرزخ، فالقبر يا إخواني أول منزلة من منازل الآخرة، إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، نسأل الله العفو والعافية.
الجواب: يجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل وتسأل الله الثبات (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) تسأل الله الثبات، واعلم يا أخي ما مصيرك لو مت على تلك الحالة -نسأل الله العفو والعافية- ما مصيرك لو وافاك الأجل وأنت في تلك البلاد الفاسدة، فكر في نفسك يا أخي، ولكن ينبغي لك أن تكثر الآن من البكاء ندماً على ما فات منك، وعلى تقصيرك الذي قصرت به، ولا شك كما قلنا إن ترك الصلاة كفر، ولكن يا أخي كما قال الله عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً [الزمر:53] والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل} فبادر بالتوبة النصوح، واحذر يا أخي من عدوك الشيطان أن تتردى بالمعاصي والذنوب بعد أن هداك الله خشية أن ينزل بك هادم اللذات وأنت مصر على هذه الذنوب والمعاصي.
نسأل الله العفو والعافية، ونسأل الله أن يطهر قلوبنا وقلوبكم، وأن يثبتنا وإياكم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
الجواب: هذا يا أخي يرجع إلى بيئتك، البيئة الخبيثة، لو كانت صالحة ما رجعت لأعمالك الخبيثة، فالرجل الذي قتل تسعة وتسعين وجاء يستفتي الراهب، قال: أنا قتلت تسعاً وتسعين نفساً، فهل لي من توبة؟ قال: لا. ما لك من توبة، فكمل به المائة، فذهب إلى عالم، وسأله: هل لي من توبة؟ قال: ومن يحول بينك وبين التوبة، ولكن عليك أن تخرج من بلدتك هذه فإنها بلدة سوء، فلما تاب وأقلع وأناب إلى الله، وخرج فاراً من بلدة السوء إلى البلدة الصالحة، فوافاه الأجل في الطريق -كما تعرفون الحديث الصحيح هذا- فنزلت ملائكة العذاب وملائكة الرحمة يختصمون فيه، ملائكة العذاب تقول: ما عمل خيراً قط، وملائكة الرحمة تقول: تاب وأقبل على الله عز وجل، فكل واحد منهم يريد أن يأخذه، فنزل عليهم ملك بصورة آدمي وحكم بينهم، فقال: قيسوا ما بين القريتين، فإلى أيها كان أقرب فهو منها، فقاسوا، فإذا هو إلى الأرض الصالحة أقرب، فقبضته ملائكة الرحمة.
فكثير من الإخوان يستقيم ويتوب ويرجع، ولكن بمجرد ما يجلس مع الزميل والصديق، فإنه ينعكس عليه الأمر -نسأل الله العفو والعافية- هذا يقول له: موسوس، بمجرد ما يأتي الصباح متأثراً بالخطبة، وإذا بشيطان الإنس واقفٌ له عند الباب: هاه أراك وسوست يا فلان، أراك قصرت الثوب، وتركت اللحية أو ما وجدت أمواساً، ثم المسكين يصدم ويرى أن التمسك بالدين عيب لأن الإيمان ما تمكن من قلبه، وإلا لو تمكن الإيمان من قلبه لصبر على هذه الفتنة ودعا هذا العاصي إلى الله عز وجل، فإن أجاب فقد هداه الله على يده، وقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم لـعلي رضي الله عنه وأرضاه: {فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} ولكن هذا المسكين لم يفهم، فبمجرد سماع خطبة الجمعة، وبعد جلوسه مع هذا الزميل الخبيث ينحرف قبل أن يمضي عليه يوم.
فهذه يا إخواني بيئة السوء، وهذا الذي يضر الكثير الآن، الآن بعض الآباء يضرب ابنه إذا رآه يصوم الإثنين والخميس، والله إن شاباً أتاني يبكي يقول: انظر إلى ثوبي قصرته وضربني أبي حتى أطلت الثوب، بعض الآباء نقمة -نسأل الله العافية-
يا أخي! الإنسان يتمنى ويتمنى أن الهداية تُشترى، اشتراها بعض الناس بدراهم، وبعض الآباء يقف حجر عثرة في طريق الأولاد سواءً كانت أنثى أو كان ذكراً، حتى بعض البنات تجدها ملتزمة -نسأل الله أن يثبتنا وإياهن- فيجدن مضايقة من أهلهن في البيوت: الموسوسة المجنونة المتزمتة، وقد ورد في الأثر أنه في آخر الزمان يعير الرجل بدينه كما تعير الزانية بزناها فينبغي للإنسان إذا هداه الله أن يلتزم الصراط المستقيم، وأن يراقب الله عز وجل.
يا أخي من تعصي أنت؟! أنت تعصي الله عز وجل، لا تنظر إلى عظم الذنب، ولكن انظر إلى عظم من عصيت، إلى عظمة الله عز وجل، أو إذا أردت أن تعصي الله، فاخرج من بلاد الله، ولا تأكل من رزق الله، ولا تستظل بالسماء التي بناها الله، ولا تجلس على الأرض التي بناها الله، اخرج من أرض الله إن كان لك مخرج ومفر، وإلا فاعلم أنك في قبضة الله، وأنك لا تغيب عن الله طرفة عين، فاحذر أن يراك الله على ما يكره، وحاول وجد واجتهد على أن يراك على ما يحب، يا أخي هذه نصيحتي لك، ولا تلتفت لشياطين الإنس الذين هم عثرة في طريق المهتدين.
أسأل الله أن يهديهم، أو يبعدهم عن ديار المسلمين.
الجواب: أحبك الله الذي أحببتني فيه، ثانياً: أنت ما استقمت الآن يا أخي ما دام أنك تمارس الكبائر، لأن الاستقامة والتوبة الصادقة أن يعزم الإنسان على ألا يعود إلى المعاصي، ويندم على ما فات، ويقلع، أما أنك تتوب النهار ثم إذا جلست مع أهل البلوت والكينكان والذين عندهم خادمة -نسأل الله العافية- أو مع أهل الحبوب والمخدرات انزلقت معهم، فهذه ليست توبة، هذه توبة الكذابين، ما بالك إذا هجم عليك الأجل!
لو نفكر بالموت يا عباد الله دائماً، لكن نحن الآن مستبعدين للموت، نقول: ست سنوات في الابتدائي، وثلاث سنوات في المتوسطة، وثلاث سنوات في الثانوية، وأربع سنوات في الجامعة، ثم أتخرج، ثم نتطور، ثم نفسد في أرض الله، ثم نأتي ونتوب، من أين لك الأمل يا عبد الله؟ هل لك صك في هذا، والله لا نعلم هل نخرج من هذا المكان بعد أن نصلي فريضة العشاء، أم لا، والله لا ندري هل نصبح أم لا، الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب على منكب عبد الله بن عمر ويقول: {يا
1- نهاية على حسن عمل، وعلى حسن خاتمة، فهذا يبشر برضوان الله عز وجل.
2- ونهاية على سوء خاتمة، وعلى أعمال خبيثة، فيا ويله مما أمامه.
فعليكم يا إخواني بالتوبة النصوح والمبادرة إلى الله عز وجل، أسأل الله أن يرزقنا توبةً نصوحاً إنه على كل شيءٍ قدير.
الجواب: التوبة تجب ما قبلها، ومن تاب تاب الله عليه، يبدل الله سيئاتهم حسنات.
ربنا رءوف رحيم، ربنا كريم جواد، ما عليك إلا أن تتقرب إلى الله عز وجل وتلتجئ إليه، وهو أرحم بعباده من الأم بولدها، الله أكبر لو تمسككُ امرأة في السوق ومعها ابنها ضمته إلى صدرها وتقول لها: أعطيني إياه أدوسه بهذه السيارة، ماذا تعمل؟ تصيح بكل ما تجد من الصوت، كل ذلك فزعاً لابنها هذا، فكيف بربك عز وجل يا عبد الله أرحم بك من أمك {لله أرحم بعبده من أمه} فعليك يا عبد الله أن تتقرب إلى الله، وأبشرك أن التوبة النصوح تجب ما قبلها، وربنا جل وعلا يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] هذا مرسومٌ ملكيٌ صدر منذ أربعة عشر قرناً أو تزيد، فعليك أن تبادر إلى الله بالتوبة النصوح والله غفور رحيم.
الجواب: بعض السؤال أجبنا عليه، أما بعض السؤال كذلك كما قلت من قبل أن من أراد أن يتوب ويصلح نفسه يخرج عن بيئة السوء، يا أخي! ادخل السجون واجلس معهم وتحدث، ماذا يقول؟ تجد أعصابه منهارة، وأفكاره منحطة، وأخلاقه مندثرة بسبب حشيشة أهداها إليه صديقه لا كثر الله أصدقاء السوء، نعم يا أخي أصدقاء السوء الذين لا يعينونك على طاعة الله ابتعد عنهم، رزقك على الله يا عبد الله ليس رزقك عليهم، أما عقوقك لوالديك، فعليك أن تستغفر لهم وتدعو لهم، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنك ذلك السوء الذي فعلته بوالديك (والبر سلف) كما يقال، وكما تدين تدان، لكن على من أراد التوبة النصوح أن يخرج عن بيئة السوء ويهجر الأصدقاء هجراً تاماً، وإذا تقوى إيمانه وعرف الحق على بصيرة، فإنه ينبغي له أن يدعو أصدقاءه الذين كانوا منحطين، يدعوهم إلى الله عز وجل لعل الله أن يهديهم على يديه، أما ما دام الإيمان لا زال على الصفر فلا يقرب الأصدقاء، نعم الأصدقاء وباءٌ خطيرٌ الآن، والله يا إخواني إذا دخلت السجون الآن إنه يشمئز القلب، ويندى الجبين، ويقشعر الجلد، إذا سألت طفلاً لا يتجاوز الثامنة، ما الذي أتى بك؟ فيقول: صديقي أعطاني حشيشة، أعاطني حبة، أعطاني كذا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقبل أن أختم هذه الكلمة أوصي أولياء أمور الأولاد أن يحافظوا على أولادهم، حافظوا على أولادكم يا إخواننا، اتقوا الله في أولادكم، الأولاد تُرك لهم الحبل على الغارب الآن، بعض الآباء لا يدري عن أولاده -نسأل الله العافية- نعم حتى أن شرطياُ سأل بعض أولياء الأمور، قال: أين ولدك؟ قال: لي يومين ما أدري أين هو؟ يا أخي لماذا لا تدري أين ولدك؟ هذا أمانة في عنقك سوف تسأل عنه يوم القيامة.
أسأل الله أن يعينا على تربية أولادنا تربيةً صالحة، وأن نختار لهم معلمي خير يدلونهم على الخير ويحذروهم من الشر إنه على كل شيءٍ قدير.
الجواب: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأسأل الله أن يثبتنا وإياك على قول الحق إنه على كل شيء قدير، واعلم يا أخي أن الهداية بيد الله عز وجل، قال الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] إبراهيم عليه السلام بذل قصارى جهده مع والده، ولم يؤمن أبوه -نسأل الله العافية.
الرسول صلى الله عليه وسلم بذل جهده مع أبي طالب، لأن أبا طالب كان يحوطه ويحميه من أذى المشركين، وتعرفون حالة أبي طالب عند الوفاة لما دنا أجله جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأسه، وعنده صناديد قريش، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لـأبي طالب: {يا عم! قل لا إله إلا الله} كلمة بسيطة، ولكنه لم ينطق بها {يا عم! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله} فيقول قرناء السوء له: أترغب عن ملة عبد المطلب فيعيد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يعيدون عليه، ماذا قال في النهاية؟ قال هو على ملة عبد المطلب ملة الشرك والأوثان، فالرسول قال: {لأستغفرن لك ما لم أنه عنك} فنهاه الله، والله عز وجل أنزل في ذلك آية: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].
أبو طالب كان يحوط الرسول صلى الله عليه وسلم، فقيل: {يا رسول! نفعت عمك بشيء، قال: نعم. إنه أهون أهل النار عذاباً} أتدرون ما هو أهون أهل النار عذاباً؟ من يلبس نعلين يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أهل النار أشد منه عذاباً، فالهداية بيد الله، أنت يا أخي اجتهد، وادع الله لأبيك أن يهديه، فإذا هداه الله، فبها ونعمت، وإلا فأنت والحمد لله ليس عليك شيء.
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، اللهم اهد ضال المسلمين، اللهم اهد ضال المسلمين، وثبت مهتديهم يا رب العالمين، اللهم صل على محمد.
الجواب: ذكرتها يا أخي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ترد على الحوض ناس من أمتي، فتردهم الملائكة، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك} يا أخي! هل الفيديو ظهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل هذه الملاهي بأنواعها ظهرت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟! لا. ولكن نحن ملأنا بيوتنا منها، نعم. وعصينا الرسول: حلقنا اللحى، وتركنا الشنبات عياناً بياناً قلنا: لا سمع ولا طاعة، نحلق اللحية ونترك الشنبات، أطلنا الثياب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ما أسفل من الكعبين ففي النار} وهذا خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمخالفات كثيرة جداً، أسأل الله عز وجل أن يردنا إليه رداً جميلاً.
الجواب: ليس هناك شك أن خطر المردان خطرٌ عظيم، بعض العلماء دخل عليه غلام في الحمام، قال: إني أرى مع المرأة شيطاناً، ومع الغلام بضعة عشر شيطاناً -نسأل الله العافية- فلا ينبغي للإنسان أن يتهاون في ذلك، فليحذر من ذلك أشد الحذر، أسأل الله أن يهدينا لما يحبه ويرضاه.
الجواب: هذا السؤال للشيخ/ عبد العزيز يجيب عليه جزاه الله خيراً.
الشيخ عبد العزيز: كل الأسئلة موجهه إلى صاحب الفضيلة، لذلك أنا أعتذر عن الرد عن أي سؤال، وفي شيخنا إن شاء الله تعالى الخير والبركة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح عليه بكل خير، وبالمناسبة هذا السؤال وارد من أحد الإخوان ووالدته موجودة الآن في المسجد، ولعل السبب في إتيانه بها، لعلها تسمع هذه الموعظة ويكون لها أصداء في نفسيتها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بشيخنا الكريم.
الشيخ عبد الله: لا شك أن للزوج حقاً على زوجته، وكذلك الزوجة لها حقٌ على زوجها، وينبغي لكل إنسان أن يعطي الآخر حقه، فالزوج يعطي الحق الذي عليه من كسوة، ونفقة، وما إلى ذلك؛ لأنه مسئول عن ذلك يوم القيامة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أتت زوجة أبي سفيان تشتكي أبا سفيان قال: {خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف}.
وحقوق الزوج كثيرة، فلا ينبغي للمرأة أن تطيل لسانها على زوجها، وكذلك يروى في الحديث أن الحور العين تدعو على الزوجة, زوجة الدنيا إذا كانت تؤذي زوجها في الدنيا، تدعو عليها وهي في الجنة وهذه في الدنيا، فينبغي على الزوجين أن يتعاونا على البر والتقوى، فالزوج يؤدي ما عليه حتى يكف عن نفسه الغيبة والملامة، والمرأة كذلك ينبغي عليها أن تؤدي ما عليها حتى ترضي الله عز وجل، وقد ورد في حديث: {أن من صامت شهرها وصلت فرضها وأطاعت بعلها وماتت وزوجها عنها راضٍ، تخير من أي أبواب الجنة الثمانية} أو في معنى الحديث، ينبغي للزوج والزوجة أن يتعاونا على التقوى، وكما يقول المتمدنون: إنها شريكة الحياة، فينبغي للإنسان ألا يؤذي هذه المرأة المسكينة، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ورد في الأثر أنه قال: {اثنين أنا خصمهم يوم القيامة: المرأة واليتيم} أو قال: {أحرج حق المرأة واليتيم} فما بالك يا أخي؟! هل تخاصم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟! لا تستطيع ذلك، ولكن عليك أن تؤدي ما عليك من الواجب نحو هذه المرأة المسكينة؛ لأن المرأة ناقصة عقل ودين، ولا ينبغي لك أن تسيطر عليها، أو تجبرها إجبارات لا تستطيعها، فهذه نصيحتي لكل إنسان، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وهناك أشرطة للشيخ/ أحمد القطان اسمها لمسات مؤمنة، فهي أشرطة مفيدة تصلح للعائلة؛ لأنها تعالج مجتمع العائلة، وأسأل الله أن يجزيه عنا وعن المسلمين خيراً، وأن يكثر دعاة الخير إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
لا زال المجال مفتوحاً للمشاركة في الأعمال الخيرة التي هي الجمع للإخوان الأفغانيين، ولا شك أن الجميع يعرف ما يمر به المجاهدون في سبيل الله في العالم الإسلامي كله، ولا سيما في بلاد الأفغان، ولا شك أنكم تعلمون حاجتهم الماسة إلى المال، ونحن من باب التذكير نفتح المجال للإخوة الكرام لمن تجود نفسه، ولا شك أن كل واحد منكم سيكون سباقاً في هذا المجال الخير، فيتاح المجال بعد صلاة العشاء لجمع التبرعات، والأخ الكريم أتى بقسائم من فئات خمسين ريالاً وعشرة ريالات، ولستم بحاجة إلى التذكير بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي بينت فضل الإنفاق في سبيل الله، فأنتم لكتاب الله تالون ومتدبرون.
نعود إلى عرض الأسئلة على شيخنا الكريم.
الجواب: أنا أكرر وأقول: الابتعاد عن بيئة السوء هو الالتزام بطاعة الله، إذا أراد الإنسان أن يلتزم بطاعة الله، فليبتعد عن بيئة السوء ويترك رفقاء السوء، فللأسف الشديد أنا أذكر أناساً ملتزمين، وخالطوا أناساً، يقولون: حتى ندعوهم، فما مرت أيام إلا وهم يشربون معهم الدخان ويتركون الصلاة -نسأل الله العفو والعافية- فينبغي للإنسان أن يبتعد عن هؤلاء الجلساء السيئين، يا أخي! إبراهيم عليه السلام لما عجز عن أبيه، تركه وهاجر وابتعد عنه؛ فينبغي على الإنسان أن يبتعد عن قرناء السوء، ولست ملزماً بهم يا أخي.
الآن ولله الحمد القرناء الطيبون الصالحون موجودون بكثرة، فعليك أن تزور إخوانك في الله، وتجدهم في كل مكان، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
وكذلك لا ننسى أن الإنسان دائماً يلتزم بطاعة الله، ومن الالتزام بطاعة الله كثرة تلاوة القرآن وتدبر معانيه، وكثرة قراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثرة النوافل من العبادات مثل: الصيام، والصلاة، والصدقة؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، فعلى الإنسان أن يبادر إلى طاعة الله عز وجل، ويبتعد عن قرناء السوء.
فالإنسان ينبغي أن يكون فطناً وحذراً من هذه المزالق، يعني: أن يجالس الطيبين الصالحين، هذا ما أحببت أن أنوه عليه، وإن كان حقيقة غير زيادة، إنما وجدت شيئاً في نفسي أردت أن أنقله إلى مسامعكم.
الجواب: إن شاء الله إذا نشأ في طاعة وفي عبادة الله يكون منهم.
الجواب: نصيحتي لكل مسلمة إذا كانت تقرأ القرآن، أن تقرأ قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ [الأحزاب:59] البعض من الناس يقول: هذا خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كانت من المؤمنات، فلتكمل الآية يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] هذا كتاب الله عز وجل واضح لا يحتاج إلى تفصيل، فينبغي للمسلمة التي تريد وجه الله والدار الآخرة أن تحتشم من أعداء الإسلام، الذئاب الضارية الذين يريدون أن يفترسوها، تحتشم وتحترز منهم بالحجاب وبكل ما أوتيت من ستر حتى لا تكون من اللواتي حرم الله عليهن الجنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما -وذكر الصنف الأول ثم قال-: ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ لا يرحن رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة كذا وكذا} فلتحذر المرأة المسلمة التي تؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، تحذر من أعداء الإسلام ومن أزيائهم الخبيثة هم وسمومهم المنغومة التي يدسونها لها صباحاً ومساءً قاتلهم الله، وأبعدهم الله، وأعمى أبصارهم عن بلاد المسلمين، نعم.. فهم أعداء الإسلام، وأعداء الفضيلة والآداب والأخلاق، يريدون المرأة المسلمة المتحشمة أن تخرج من حشمتها وأن تكون مثل المرأة الغربية سلعةً يديرونها في المسرحيات وفي التمثيليات وغيرها.
فعليك أيتها المسلمة أن تحافظي على أخلاقك ودينك، وعلى مروءتك وكرامتك حتى تلقي الله عز وجل وهو راضٍ عنك، والله ولي التوفيق، وصلى الله على محمد.
الجواب: الأمر هذا خطير ينبغي أن يرفع فيه إلى الشيخ عبد العزيز بن باز حتى يرفع فيه إلى ولاة الأمور، نعم وخطرهم معروف، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أشر من وقع على الحصى الروافض، أو كما قال رحمه الله، فينبغي للمسلمين أن يحذروهم، فيرفع إلى ولي الأمر بذلك، والمسلمون إذا لم يتمسكوا بدين الله وبالتوحيد والعقيدة، فسوف يفرخ عندهم الخميني، الآن الخميني يريد أن يمسك التوحيد ويمزقه بيده، لكن الحمد لله بقية التوحيد والعقيدة هذه ترد كيدهم في نحورهم بفضل الله وإحسانه، فينبغي على المسلمين أن يرتووا من العقيدة الصحيحة، وأن يحذروا من أعداء الإسلام في كل وقت، وفي كل زمان.
الجواب: هذه لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه أخطاء يقع فيها الكثير من الناس مثل قولهم إذا قال المؤذن قد قامت الصلاة: أقامها الله وأدامها، واكفنا اللهم شر الحسرة والندامة، فهذه زيادات لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} فالذي ورد: أنه إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة، تقول: أقامها الله وأدامها، وتسكت، وكذلك البعض من الناس يزيد في الاستفتاح، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ولا معبود سواك، فهذه زيادة أيضاً لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيادات كثيرة، وبعضهم إذا سلم الإمام، قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أدخلنا الجنة بسلام... إلى غيرها، هذا لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنك تقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
وبعضهم يقول: أستغفر الله العظيم الجليل التواب الرحيم، هذه كلها زيادات ما وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فابحث عن الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإياك ومحدثات الأمور، الشيطان يحسن البدع للإنسان عن طريق الدين، مثل الوضوء، يأتي للإنسان يقول: أحسن الوضوء، أغسل من أصابع رجليك إلى الركب، ومن أصابع يديك إلى إبطك، وغسل سبع ثمان تسع -نسأل الله العافية- تفوته الصلاة وهو في الحمام -عزنا الله وإياكم- فهذا كله من الشيطان فينبغي للإنسان أن يبحث عن الدين الصحيح، وإياكم أن تأخذوا كل ما ورد في الكتب!!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر