إسلام ويب

دعوة للجهاد والشهادةللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاهد الرسول صلى الله عليه وسلم فأقام دولة، وربى أصحابه في دولته، فأقاموا الدنيا لله رب العالمين... كل ذلك جهاداً في سبيل الله، وطلباً للشهادة، وما زال الجهاد قائماً في أيامنا هذه في بقاع شتى كفلسطين ولبنان. تبين ذلك هذه المادة، وتبين ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمنحه لأصحابه المجاهدين من الدرجات والرفعة في الجنة، وهي كذلك لكل من جاهد بعدهم.

    1.   

    الجهاد وفضائل المجاهدين

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

    عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله القائل في كتابه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] والذي يعطينا الضمان المعيشي لنا ولذريتنا في التقوى والدعوة إلى الله، فيقول سبحانه: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [النساء:9].

    اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، اللهم اجعلنا مبشرين وميسرين ولا تجعلنا معسرين ومنفرين، اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

    نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك منها غير مفتونين برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم إنا نسألك تحرير المسجد الأقصى، وأرض فلسطين وأرض لبنان والفلبين والأفغان.

    اللهم انصر جندك وأولياءك المجاهدين .. سدد رميهم، وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وفك أسرهم، واجبر كسرهم، وحقق بالصالحات آمالهم، واختم بالطاعات أعمالهم، واحفظ توحيدهم، واحقن دماءهم، وصن أعراضهم، وغض أطرافهم، واحفظ قلوبهم برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها، ونعوذ بك من النار وجحيمها، حرم وجوهنا والحاضرين ووالدينا والمسلمين عن النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار الأخيار، استعملنا فيما يرضيك، ولا تشغلنا فيما يباعدنا عنك، واقذف في قلوبنا رجاءك، واقطع رجاءنا عمن سواك حتى لا نرجو أحداً غيرك، ونسألك لأمتنا قائداً ربانياً يَسمع كلام الله ويُسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، ويحكم بكتاب الله وتحرسه، لا يخضع للبيت الأبيض، ولا يركع للبيت الأحمر إنما شعاره:

    نحن الذين بايعوا محمداً     على الجهاد ما بقينا أبداً

    وإذا اعتز الناس بدنياهم اعتز عليهم بدينه فصاح صيحة سلمان :

    أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيس أو تميم

    بشرى للمرابطين في سبيل الله

    أيها الأحباب الكرام: أجد نفسي مضطراً أن أعيش مع أشلاء القتلى في جنوب لبنان ، إنني لا أستطيع الكلام عن الحيض والنفاس وإخواني يقتلون هناك، طرقت في الخطبة الأولى قضية السلام والاستسلام، وفي الخطبة الثانية في الجمعة الماضية ضرورة وحدة الصف وجمع الكلمة وأنهما أقوى سلاح نواجه به اليهود، أما اليوم فإنها الشهادة وما أدراك ما الشهادة؟!

    الجهاد والرباط منطلقاً من عقيدة التوحيد وحسن الاعتقاد؛ حتى لا يحبط العمل، وتهدر الدماء، ويأتي الإنسان يوم القيامة فلا يجد ثواباً ولا أجراً عند الله.. نخشى أن تكون دماؤنا وأرواحنا بلا ثمن في الدنيا وبلا ثمن في الآخرة.

    من هنا.. من منبر الدفاع عن المسجد الأقصى أوجه إلى إخوتي وأخواتي، والأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، والأخوات الصابرات، والأزواج والزوجات الحزينات.. أوجه هذه الصيحة بأن يعقدوا نية الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، لا يخرُجَنَّ أحدٌ من بيته إلا ونية الرباط والجهاد في سبيل الله معقودة، فأنتم في أسمى عبادة مفقودة، فقدت من كبار الناس وصغارهم إلا القليل، وسأحدثكم يا أهل جنوب لبنان عن فضل ما أنتم فيه إذا صحَّحْتم الاعتقاد فعلمتم أن الله واحدٌ في أسمائه وصفاته وأفعاله، وأن خاتم النبيين محمد، وأن الله هو ملك الملوك، وأن خير القرون قرنه وخير القادة أصحابه، وأن لله جنة لا يدخلها إلا الموحدون، ولله نار لا يدخلها إلا العصاة المشركون الملحدون.

    أيها الإخوة والأخوات هناك: اسمعوا ما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا نصاب باليأس؛ فيكون يأسنا رحمة وخوفنا أمناً، ويكون قنوطنا رجاءً، فهذه أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم تندفع في أسماع الزمان والمكان والبشر إلى يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: (رباط شهر خير من صيام الدهر، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر -أي: يوم القيامة- وغذي عليه برزقه وبريح من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله) ويقول صلى الله عليه وسلم: (رباط ساعة في سبيل الله خير من عبادة ليلة القدر عند الحجر الأسود) والركعة عند الحجر الأسود تعدل مائة ألف ركعة، ولكن ساعة في غبار الخنادق لإعلاء كلمة الله ليس كمثل تلك الركعة بل هو خير منها عند الله.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (ارموا -أي: أطلقوا النار والرصاص والسلاح في وجه العدو أصبتم أم لم تصيبوا- من بلَّغ العدو بسهمٍ رفعه الله به درجة، ما بين الدرجتين مائة عام) فماذا أعد الله لمن يطلق طلقات الرشاش المتتالية في وجه العدو في الدقيقة الواحدة يطلق أكثر من مائتي طلقة، والطلقة بمائة درجة؟ فماذا أعد الله للمجاهدين اليوم؟!

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف) .

    جزاء المجاهدين في سبيل الله

    يصور النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد أشعثاً أغبراً: (طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه -واليوم آخذ بحزام رصاصه، آخذ بمقبض رشاشه- أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إذا كان في الحراسة كان في الحراسة، وإذا كان في الساقة كان في الساقة، إذا شفع لا يشفع، وإذا استأذن لا يؤذن له) خفي نقي تقي حتى وساطته لا تقبل ومع هذا لا يتمرد ولا يعترض على قيادته المسلمة، ماذا له؟ قال: له طوبى، وطوبى هي: شجرة في الجنة يسير الراكب المسرع تحت ظلها مائة عام لا يقطعها.

    وسأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً [آل عمران:169] فقال عليه الصلاة والسلام: (أرواحهم في جوف حواصل طير خضر لها قناديل من ذهب معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، تشرب من أنهارها، وتأكل من ثمارها، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيءٍ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث نشاء؟! ثم بعد ذلك لما رأوا أن الله لا يتركهم حتى يسألوه قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا لنقتل في سبيل الله مرة ثانية، فيقول الله: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة؟ فقال الله: أنا أبلغ إخوانكم) من يبلغ إخواننا أننا في الجنة لكي لا يزهدوا ولا ينكلوا عن الجهاد والقتال (قال: أنا أبلغهم فأنزل قوله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]).

    أيها الأحبة: لنستمع ماذا أعد الله للشهيد من خصال:

    يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويرى مكانه من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خيرٌ من الدنيا وما عليها، ويزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه، بهذا المحرك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك الجيوش، لا بالرتب والرواتب والنياشين والعهود والوعود الفارغة، كان يخطب بهم في أحد ويخطب بهم في بدر (من قاتل المشركين اليوم صابراً محتسباً فقتل؛ أدخله الله الجنة) هذا في بدر ، فقال عمير بن الحمام وهو ينظر إلى تمرات يأكلها: [لئن صبرت حتى آكل هذه التمرات إنه لزمن طويل] ثم ألقى التمر، وجرد السيف، وكسر الغمد، وانطلق مرتجزاً إلى الله.

    ركضاً إلى الله بغير زاد     إلا التقى وطلب المعاد

    والصبر في الله على الجهاد     وكل زاد عرضة النفاد

    إلا التقى والبر والرشاد

    فقاتل واستشهد رضي الله عنه.

    1.   

    نماذج من جهاد الرعيل الأول

    يا أهل الجنوب في لبنان أحبوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحبوا سعداً وخالد بن الوليد ، أحبوا أبا عبيدة عامر بن الجراح وارفعوا لواءه عالياً فهو الذي حرر أهل الشام من استعمار الرومان بصيحة: الله أكبر، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم فريقاً من أصحابه يعلمون الناس القرآن فاقتطع الكفار طريقهم، وجاء أحد الكفار إلى حرام بن ملحان رضي الله عنه فضربه بالسيف على رأسه؛ فطار الدم، فتلقف الدم في يده ومسح وجهه كأنه يمسح المسك وصاح: فزت بها ورب الكعبة!

    أيتها الأمهات اللواتي دَفنَّ في قبر واحد أكثر من عشرين جثة ممزقة! أسأل الله أن تأتي تلك الأشلاء يوم أن يركبها الله لونها لون الدم وريحها ريح المسك، لنا ولشهداء فلسطين ولبنان ودير ياسين وشهداء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

    إن أمتنا غالية؛ ضحت كثيراً، وقدمت كثيراً، وبذلت كثيراً، والمؤامرة عليها كبيرة، وعلى قدر عظم هذا الدين تعظم التضحية أيها الإخوة.

    ثابت بن قيس وصموده في المعركة

    ثابت بن قيس في معركة اليمامة ، معركتهم مع مسيلمة الكذاب ، وقد كان مسيلمة واحداً في عهد الصحابة، وأصبح في زمننا اليوم مسيلمات لا يعلم عددهم إلا الله منهم الخفي ومنهم الجلي، ونسأل الله أن يرينا فيهم ما أرانا في مسيلمة الكذاب.

    وقف ثابت بن قيس وصاح في المسلمين: انظروا هكذا كنا نقاتل على عهد رسول الله، ثم حفر لنفسه حفرة ودفن نفسه وجرد سيفه، والأعداء يهجمون بزخمهم على الجيوش الإسلامية وثابت ثابت، وظل يضرب يميناً وشمالاً حتى تطاير لحمه من على جسده بسيوف العدو وفاضت روحه إلى الله.

    إنها أمثلة في القديم والحديث، الأخت التي ركبت سيارتها الملغومة واندفعت إلى القافلة اليهودية، أخت مجهولة الاسم، ومنهم من يقول: إنها زينب، ومنهم من لا يعرف اسمها، ولكن الذي فوق السماء السابعة يعلمها، فجرت قافلة اليهود فتطايرت أشلاؤهم القذرة، وصدق الشاعر أحمد مطر إذ يقول:

    في أجواء الاستلام:

    لا تهاجر.. أنت مطلوب على كل المحاور

    لا تهاجر.. اركب الناقة واشحن ألف طن

    قف ورتل آية النسف على رأس الوثن

    إنهم قد جنحوا للسلم فاجنح للذخائر

    ليعود الوطن المنسي منصوراً إلى أرض الوطن

    أم عمارة تضرب مثلاً في الجهاد

    هذه أم عمارة نسيبة العامرية ، تقاتل دون النبي صلى الله عليه وسلم في أحد فيقول: (ما نظرت يميني ولا شمالي ولا أمامي ولا خلفي إلا رأيتها تقاتل دوني) فقالت وهي تصيح بأبنائها والرجال: [لا يخلص إلى رسول الله وفيكم عين تطرف، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم] في غبار المعركة ويقول: (من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة، سليني يا أم عمارة؟ قالت: أسألك رفقتك في الجنة. قال: اللهم اجعلها رفيقتي في الجنة).

    وامتد نور الجهاد إلى عهد الصديق فاستأذنت الصديق أن تقاتل مسيلمة الكذاب لتكون رمزاً للأخوات المسلمات بأن يقفن أمام وجه كل مسيلمة كذاب يركع هنا وهناك ويستسلم للعدو، فقال لها الصديق : [ليس مثلك يرد يا أم عمارة ] وتقدمت إلى الكافر مسيلمة ودكته بالرمح، وجاء ابنها عبد الله ووحشي الحبشي فأجهزا عليه، ثلاثيٌّ إسلامي يجهز على منبع الكذب وشعارنا اليوم في عالمنا هو الكذب في كل شيء، أين الصدق وأهل الصدق؟

    لقد كان الذين في الماضي يفعلون ولا يخونون، ثم جاء الذين من بعدهم يقولون ويفعلون، ثم جاء زمن من يقول ولا يفعل، ونحن في عصر الانحطاط التام.. لا يقولون ولا يفعلون، وإذا نطقوا! نطقوا بالسلام والاستسلام مع العدو، اقرءوا مذكرات كارتر التي تنشر بالأمس واليوم لتعلموا حقيقة العدو.

    أيها الإخوة والأخوات: يقول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ [التوبة:111]هذا الذي يحدث في لبنان الآن (يقتلون ويقتلون) إنهم لا ينتظرون النصر من أحد من البشر، هناك جيوش وأحزاب كثيرة وحولهم دول كثيرة، ولكن الجهاد الفردي هناك والبطولات أصبحت تعري كثيراً وكثيراً من الشعارات، يقول صلى الله عليه وسلم: (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) هذا الذي يجده، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون مظلمة فهو شهيد).

    اللهم إنا نسألك الشهادة في سبيلك بعد طول عمر وحسن عمل مقبلين غير مدبرين، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم خفف وطأة اليهود على المسلمين في لبنان ، وانصر المسلمين في أفغانستان ، وأزف إليكم بشرى انتصار المجاهدين الأفغان إذ أسقطوا ست طائرات من (الهيلوكبتر) الروسي الملحد، وقطعوا طريق الإمدادات على فيالق الروس الزاحفة، ومعارك الآن تدور هناك في الأفغان على أيدي من يحملون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا تحرموهم من دعائكم فإن الصبر مع النصر، والدعاء يعترك مع القضاء بين السماء والأرض فينزل اللطف من الله.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    مؤامرات دول الكفر على الإسلام

    الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الأمانة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة.

    أما بعد.. أيها الأحباب الكرام!

    في المذكرات التي نشرت اليوم عن كارتر اسمعوا ماذا يقول، يقول: كنت وزوجتي مهتمين منذ فترة طويلة بالمنطقة -أي: بـفلسطين - من خلال قراءتنا للكتاب المقدس -أي: التوراة- ولما زرتهم ذهبت يوم السبت إلى الكنيس الإسرائيلي لا أستطيع الاقتراب من إسرائيل أو دخولها دون التفكير بالتوراة، وغادرناها وكلنا على ثقة بأنها يجب أن تظل قوية بوجه جيرانها العرب.

    الله أكبر! إننا نوجه نداء إلى قيادات العالم العربي والإسلامي: إنكم بعد أن تذهبوا إلى مجلس الأمن وإلى هيئة الأمم وقبل أن تذهبوا إلى زيارات البيت الأبيض أو الأحمر نناشدكم ونطالبكم أن تقرءوا القرآن بمقابل قراءة كارتر للتوراة، وإلا لن تستطيعوا أن تفهموا الحكومة اليهودية والحكومة التي تتآمر معها علينا، كارتر عرف كيف ينتصر لليهود؛ لأنه قرأ التوراة، ولن تعرفوا كيف تنتصروا عليهم حتى تقرءوا كتاب الله.

    لا توجد موسوعة ولا تقرير ولا بحث ولا علم فصَّل اليهود وبينهم ككتاب الله وسنة رسوله، ولكن هل يفعلونها؟ معاذ الله! إنهم عنها مبعدون، لأنها رجعية، لأنها عصبية، لأنها تَطرُّف، لأنها تأَخُّر، وللمرة العاشرة يتخذ البيت الأبيض حق نقض الفيتو ضد قضيتنا، للمرة العاشرة أو الحادية عشرة إحدى عشرة دولة تدين إسرائيل في مجازر جنوب لبنان من خمسة عشر، ويلتفت المندوبون إلى مندوبة البيت الأبيض فترفع يدها مسقطة تلك الإدانة ومعتبرة أن دخول اليهود في الجنوب وفعلها حق شرعي لليهود، ولا مجال.. نتمسح على أعتابهم ونسأل الاستسلام.

    أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: مزيداً من الشهداء، مزيداً من الدماء، والله لا يضيع أجر المحسنين.

    لا تقولوا لقد فقدنا الشهيدا           مذ طواه الثرى وحيداً فريداً

    أنا ما مت فالملائك حولي           فاصنعوا اليوم من دمائي نشيداً

    كلماتي سكبتها من ضلوعي     وجروحي سقيتها من نجيعِ

    فازدهى الحق في ظلال لواءٍ      عبقريٍ يزهو بلون الربيع

    أنا لله قد نذرت حياتي      وسألت الإله حسن الثبات

    فإذا ضمخت دمائي صدري      واحتواني الثرى وضم رفاتي

    فاذكروني يا إخوتي في الصلاة

    يا أختي المسلمة الحزينة! هناك في قرية الزراريا ومعركة وقرى جنوب لبنان :

    بدموع الأمهات الثاكلات

    وأكف الخاشعات العابدات

    ودماء الراكعات الساجدات

    وجهاد الأخوات المؤمنات

    قد رفعنا راية للمكرمات

    في سبيل الله لا نخشى الممات

    بوميضٍ في عيون الأبرياء

    وصفاءٍ في قلوب الأتقياء

    ونجيعٍ من دماء الشهداء

    وثباتٍ وشموخٍ وإباء

    قد مضينا في طريق الأنبياء

    وحمينا الحق مرفوع اللواء

    وإلى أختنا التي فقدت زوجها وولدها وأخاها وأباها هناك، اسمعوها وهي تنادي:

    قد عفر الوغد وجهي بالدم القاني      ومزق العلج أثوابي وأرداني

    فصحت علّ صلاح الدين يسمعني     أو علّ حيدرة الفرسان يلقاني

    أو علَ خيلاً لـسعد وهي عادية     ضبحاً تفجر في لبنان بركاني

    ورحت أسأل أين العرب قاطبة     من نسل قحطان أو من نسل عدنان

    وا حسرتا أين أحرار الحمى ذهبوا؟     لم يبق منهم سوى أشباح عبدان

    حتى بدا فارس يزهو بلامته     وراية الحق قد حُفت بفرسان

    فقلت: من أنت؟ قال: الله غايتنا     والمصطفى قائد والزحف رباني

    والكل يهتف للقدس التي سلبت     القدس يا أخت أهواها وتهواني

    إنا على العهد عاشت في ضمائرنا      القدس يا إخوتي رَوحي وريحاني

    وصدق الله: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء:7]

    اللهم إنا نسألك أن ترينا في اليهود وأعوانهم يوماً أسودا، اللهم إنا نشكو إليك ظلم الطواغيت فأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم جمد الدماء في عروقهم، احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، أنت الغني بعلمك افتح بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين.

    اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم أعداءنا يا رب العالمين!

    اللهم إنا ندفع بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

    اللهم آمن روعاتنا، واستر عوراتنا، وخفف لوعاتنا، اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين صلاة في المسجد الأقصى غير خائفين ولا وجلين برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ربنا اجعلها ساعة إجابة وساعة إنابة: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:127-128].

    إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756237256