لقد اصطفى الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وسلم وفضله على العالمين، وأكرمه فأحسن خَلقه وخُلقه، فكان صلى الله عليه وسلم من أجمل الناس منظراً وأحسنهم هيئة.
وإن من أعظم دلالات حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقلوا لنا وصفه صلى الله عليه وسلم وجلوه لنا حتى كأننا نراه، فصلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أصحابه الكرام.
-
إكرام الله لنبيه بالحوض المورود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الذي خلق فسوى، وهو الذي قدر فهدى، مالك الملك، وملك الملوك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير إنه على كل شيء قدير.
يا رب!
بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا
إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا رب وآذتني ذنو ب مالها من غافر إلاكا
دنياي غرتني وعفوك غرني ما حيلتي في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمناً بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى هذا الشذى الفواح نفح شذاكا
يا مجري الأنهار ما جريانها إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواكا
رباه قلبٌ تائبٌ ناداك
أترده وترد صادق توبتي حاشاك ترفض تائباً حاشاكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله! يا صاحب المقام المحمود، ويا صاحب اللواء المعقود، ويا صاحب الحوض المورود، حوض ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً وطعماً من العسل، عدد كيزانه بعدد نجوم السماء، من سقي منه بيد المصطفى شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
من الموحدين من يرد حوض الحبيب، فيرى واقفاً على الحوض في استقباله
عثمان بن عفان ، ترى في استقبالك الحيي الكريم
عثمان زوج بنات المصطفى صلى الله عليه وسلم يقدم لك الكأس لكي تشرب من حوض حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الموحدين المخلصين من يرد الحوض، فيرى في انتظاره وفي استقباله على حوض الحبيب
الفاروق عمر ، يقدم لك الكأس لكي تشرب من حوض الحبيب، ومن الموحدين المخلصين من يرد على الحوض، فيرى على الحوض واقفاً في استقباله وفي انتظاره:
أبا بكر الصديق ، ومن الموحدين من يرد على الحوض فلا يرى
عثمان ولا يرى
عمر ولا يرى
الصديق وإنما يرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يسقيه بيديه شربة هنيئة مريئة لن يظمأ بعدها أبداً، ومن الموحدين من يرد على حوض الحبيب فلا يرى
عثمان ولا يرى
عمر ولا يرى
الصديق ولا يرى حتى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكنه يرى الكأس يرتفع إلى فمه لكي يشرب فيصرخ ويقول: من الذي يسقيني؟! إن الساقي هو الله، الله أكبر! ليس
عثمان ولا
عمر ولا
الصديق ولا حتى الحبيب صلى الله عليه وسلم، إن الساقي هو الله:
وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا *
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا [الإنسان:21-22].
اللهم أوردنا حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً يا رب العالمين!
اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاةً وسلاماً يليقان بمقام أمير الأنبياء وسيد المرسلين:
يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتي روحي فداك وكلما ملكت يدي
إني وقفت لنصر دينك همتي وسعادتي أن لا بغيرك أقتدي
لك معجزات باهرات جمةٌ وأجلها القرآن خير مؤيد
ما حرفت أو غيرت كلماته شلت يد الزاني وشاه المعتدي
وأنا المحب للحبيب محمد
وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وغرامها بمحمد
قد لامني فيه العذول ولو يرى نعم الغرام به لكان مساعدي
يا رب صل على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غد
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.
-
أهمية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره
بداية أيها الأحباب لا أحب أن يجالسني في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيل، فإن لقاءنا اليوم هو لقاء مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وإن حديثنا اليوم هو حديث عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وما أتينا إلى هذا المجلس المبارك إلا ابتغاء مرضاة الله.
فبداية لا بد أن نخرج من هذه الجلسة بالخير الكثير، وإذا ما أردنا أن نخرج بالخير فيجب علينا أن نكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله دائماً وأبداً يصلي على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، والملائكة دائماً وأبداً تصلي على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، والله يأمر كل من دخل الإيمان قلبه بالصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيقول ربنا جل جلاله:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، صلى الله عليك صلاةً وسلاماً دائمين يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله!
أما بعد: مرحباً بهذه الوجوه المشرقة بنور الإيمان بالله، في بيت من بيوت الله جل وعلا، وعلى مائدة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإننا اليوم نحتفل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأتكلم عنه صلى الله عليه وسلم بالتفصيل وبالتحديد، ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الصواب والتوفيق.
وبداية فإن كثيراً من الوعاظ والخطباء يحتفلون في شهر ربيع ويقولون: نحيي ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما مات في لحظة من اللحظات حتى تحييه! فإذا ما أردت أن تعبر عن ذلك المعنى فقل: نحن نحيا بذكرى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الحديث عن رسول الله حياة، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت في لحظة من اللحظات.
-
عظيم إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
لقد كرم الله النبي صلى الله عليه وسلم تكريماً ما أكرم به نبياً من الأنبياء، ولا رسولاً من الرسل.
فقد ذكر
أبو نعيم في دلائل النبوة، و
ابن كثير في تفسيره وفي البداية والنهاية: أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لربنا: يا رب! ما من نبي إلا وقد كرمته، فقد اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، وسبحت الجبال مع داود، وسخرت الجن والطير والريح لسليمان، وخلقت عيسى من روحك، ففيم فضلتني بين هؤلاء وبم كرمتني بين هؤلاء؟ فقال له ربنا: يا محمد! إن كنت كرمت هؤلاء فقد كرمتك تكريماً ما كرمته لنبي من قبلك، فقال: ما هو يارب؟ فقال ربنا سبحانه وتعالى: يا محمد! لقد رفعت ذكرك، وأعليت شأنك، فلا أذكر حتى تذكر معي، يا محمد! المؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، ويقول: وأشهد أن محمداً رسول الله.
هل هناك تكريم أعظم من هذا التكريم؟! يذكر اسم الله فيذكر بعده اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أذكر حتى تذكر معي يا محمد! لقد قرنت اسمك باسمي فلا أذكر حتى تذكر.
-
تزكية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في شأنه كله
-
صفة وجه النبي صلى الله عليه وسلم
-
محمد صلى الله عليه وسلم أجمل من يوسف عليه السلام
-
صفة شعر ه صلى الله عليه وسلم
أما شعره صلى الله عليه وسلم فليس بالجعد القطط ولا بالسبط، يعني: شعر النبي صلى الله عليه وسلم بين النعومة والخشونة، فليس بناعم نعومه كاملة، وليس بخشن، فهو وسط بين هذا وذاك، ولقد توفاه الله عز وجل وليس في شعر رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
روى الإمام
مسلم والإمام
الترمذي والإمام
البيهقي والإمام
الطبراني و
البزار أنه (
توفاه الله عز وجل وليس في شعر رأسه ولحيته أكثر من عشرين شعرة بيضاء)، هذا هو شعر النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث: (
شيبتني هود وأخواتها) بعض الناس يعتقد أن هناك اختلافاً؟! وليس كذلك فإن الشيب الذي ظهر في لحية ورأس النبي صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة أو سبع عشرة شعرة، وهي بسبب سورة هود والتكوير والزلزلة والمعارج والحاقة وق، فالنبي صلى الله عليه وسلم شاب من آيات القرآن؛ لأن قلبه صلى الله عليه وسلم كان يتحرك مع آيات القرآن، أما حالنا اليوم فنسأل الله السلامة.
-
صفة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
صفة أنف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفمه
أما أنف النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أقنى الأنف، يعني: طويل الأنف، دقيق الأرنبة، يعني: أرنبة الأنف وأقصى الأنف، ولم تكن ضخمة، ولكن بصورة رقيقة وجميلة وجذابة، يستحسنها كل من ينظر إليها.
أما فم النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان ضليع الفم، أي: كبير الفم، مفلج الأسنان، إذا تكلم رئي كالنور من بين ثناياه، فقد جاء في صحيح الإمام
الترمذي من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما: (
كان صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، مفلج الأسنان، إذا تكلم رئي كالنور من بين ثناياه)، وأسنانه جميلة وليست متراكبة، وإنما بين كل سن وسن فلجة جميلة وظريفة، وهذا يدل على طيب رائحة الفم.
-
صفة حاجب وعنق ولحية رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما حاجب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان طويلاً ومقوساً من غير التقاء بالحاجب الآخر، وبين حاجبيه عرق يدره الغضب، إذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم احمر وجهه وانتفخ هذا العرق بين حاجبيه صلى الله عليه وسلم، وكان واسع الجبين.
أما عنقه صلى الله عليه وسلم فكأنه إبريق من الفضة، كما قال ذلك سيدنا
الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما يرويه عن ربيب رسول الله
هند بن أبي هالة وكان ابن السيدة
خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خال سيدنا
الحسن ، فقال له
الحسن صف لي رسول الله، فقال له : (كأن عنقه إبريق من الفضة) صلى الله عليه وسلم .
أما لحية النبي صلى الله عليه وسلم: فكان النبي صلى الله عليه وسلم كث اللحية، أي: وافر الشعر، وهذا أكبر دليل على أن اللحية سنة من سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم فليتبعه ويتصف بصفاته وأعماله وسنته.
-
صفة صدره وبطنه وعضلاته صلى الله عليه وسلم
أما صدره صلى الله عليه وسلم فقد كان صدره صلى الله عليه وسلم عريضا، وكان عريض الكتفين، وله شعر في صدره، من صدره إلى سرته، كالقضيب من الشعر، صلى الله عليه وسلم، واتساع الصدر واتساع الكتفين يدل على القوة، وسواء الصدر مع البطن يعني: أنه ليست له بطن كبيرة خارجة عن حدها.
وكان صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين، ضخم الذراعين، وضخم القدمين، مشدود العضلات.
وقد يقول بعضهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحارب وإنما كان يترك الصحابة يقتحمون المعارك وهو قاعد وراءهم، وهذا غير صحيح، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم من أوائل من يقتحمون المعارك وفي أوائل الصفوف، بل كان في معركة حنين كما ورد في
البخاري و
مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما شبت الفتنة بين صفوف المسلمين أراد أن يثبتهم، فوقف وشهر سيفه في السماء يقول: (
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) يكررها.
بل قال
علي بن أبي طالب -كما في الحديث الصحيح المخرج عند
البخاري و
مسلم- يقول: (
كنا إذا حمي الوطيس واشتدت المعركة اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي: نختبئ خلفه ونحتمي به.
ومرة كان
علي يتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ويفتخر بقوته ويقول له: لا يوجد فارس يقدر على مصارعتي يا رسول الله!
كانوا يتباهون بالقوة في الحق، وليس في ظلم العباد وفي الطغيان على خلق الله أبداً، وإنما في معارك الشرف ومعارك البطولة والفداء، فكان سيدنا
علي من أعظم فرسان المسلمين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هناك فارس وراء هذا الوادي فاذهب وصارعه، فذهب سيدنا
علي فوجد في هذا الوادي فارساً ملثماً، قال له: أنت الفارس الذي أخبرني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نعم، قال له: هيا إلى النزال والصراع، فصرعه هذا الفارس وأوقعه على الأرض، قال له: الثانية ، فصرعه هذا الفارس وأوقعه على الأرض، قال له: الثالثة، فصرعه وأوقعه على الأرض، قال له: والله إن الأمر ليس بأمر عادي! فكشف اللثام فوجده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان قوياً، بل ورد في الحديث الصحيح المخرج أيضاً عند
البخاري و
مسلم : أنهم وهم في المدينة سمعوا صوتاً شديداً فخرجوا بالليل، وكانت هناك نار مشتعلة، وبمجرد ما وصلوا عند هذا الصوت وجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقهم، فقد ركب فرس
أبي طلحة من غير سرج، أي: من غير أن يكون على ظهره شيء، ثم ناداهم وقال لهم: لم تراعوا لم تراعوا، يعني: ارجعوا لا شيء، لقد أطفأها الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن جباناً ولا ضعيفاً كما اتهمه بذلك بعض المستشرقين! وقالوا: إنه كان يدفع صحابته في وسط ميادين المعارك ويتأخر! وهذا غير صحيح، بل وقف في يوم حنين وهو يقول: (
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) أي: من أرادني فهأنذا، فهل هناك قوة وعظمة بعد هذه القوة وهذه العظمة؟! صلى الله عليه وسلم.
وهذا وصف جامع لرسول الله صلى الله عليه وسلم قاله سيدنا
هند بن أبي هالة : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه كتلألؤ القمر في ليلة البدر)، وهذا وصف موجز ودقيق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-
صفة عرقه صلى الله عليه وسلم
-
وصف أم معبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن أدق مَنْ وصف النبي صلى الله عليه وسلم
أم معبد، فقد مر عليها صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة ومعه
أبو بكر و
عامر بن فهيرة مولى
أبي بكر ، فمروا على خيمة
أم معبد وكانوا جائعين، فأرادوا طعاماً، ولم يكن معها شيء، فاعتذرت إليهم وأن ليس إلا شاة عجفاء هزيلة ليس فيها لبن، فقال: أحضريها، فأحضرت له الشاة، وإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه المباركة على ظهرها وعلى ضرعها فينزل اللبن بأمر الله، وبقدرة الله المباشرة التي لا دخل فيها لعالم القوانين وإنما فيها كن فكون.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة يارب العالمين.
فالنبي صلى الله عليه وسلم حلب وسقى أصحابه وشرب وترك اللبن الكثير لـ
أم معبد، فانبهرت
أم معبد مما رأت من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فعاد زوجها فرأى اللبن! فاستنكره، وقال: من أين لك هذا اللبن؟! إن هذه الشاة لا لبن فيها، قالت: لقد مر عليّ رجل مبارك سألني طعاماً وشراباً فقلت له: ليس عندنا شيء، فقال لي: هاتِ الشاة، ومسح بيده على ظهرها وعلى ضرعها فجرى اللبن الكثير! فشرب وشرب أصحابه وبقي لنا هذا اللبن! فقال لها : صفيه لي لعله أن يكون محمداً! فقالت له سيدتنا
أم معبد رضي الله عنها: (رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، حسن الخلق، مليح الوجه، إذا صمت علاه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حسن المنطق، أبهى الناس وأحسنهم من بعيد، وأحلى الناس وأحسنهم من قريب، غصنٌ بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظراً، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تثابروا لأمره)، اللهم صلاةً وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله! صلاةً وسلاماً يليقان بمقامك يا أمير الأنبياء! ويا سيد المرسلين! أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المحبين لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المنفذين لتعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن حب النبي صلى الله عليه وسلم سلوك وعمل، وإن حب النبي صلى الله عليه وسلم التزام بسنته، والتزام بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم والتزام بشرعه، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بسنته صلى الله عليه وسلم.