إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (837)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم إمامة المتيمم بالمتوضئين

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة وصلت إلينا من أحد الإخوة المستمعين ضمنها ما يقرب من خمسة عشر سؤالاً، أخونا هو عثمان محمد ، عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت, وفي هذه الحلقة لا زال له جمع من الأسئلة يقول في أحدها: هل يجوز للمتيمم أن يؤم الجماعة المتوضئين؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فنعم لا بأس أن يؤم المتيمم الناس المتوضئين، إذا كان له عذر شرعي أجاز له التيمم فإنه يصلي بالناس المتوضئين ولا حرج في ذلك والحمد لله؛ لأن التيمم طهارة شرعية، فإذا كان مريضاً لا يستطيع استعمال الماء وتيمم فإنه يصلي بهم وإن كانوا متوضئين، أو في السفر خرجوا متوضئين ثم قدر أنه أحدث وليس عندهم ماء وتيمم فإنه يصلي بهم.

    1.   

    حكم صلاة الجنازة في وسط المقابر

    السؤال: هل تجوز صلاة الجنازة في وسط المقابر؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، صلاة الجنازة تصلى في المقبرة وهكذا على الميت بعد الدفن، النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الميت بعد الدفن في المقبرة، والصلاة عليها في المقبرة مثل الصلاة على القبر سواء, فإذا وضعت هناك وصلى عليها الناس فلا حرج في ذلك. نعم. الممنوع الصلوات الأخرى ذات الركوع والسجود وهي التي تمنع في المقابر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا), وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم - يعني: من الأمم-كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فلا يجوز أن يصلى في القبور ولا أن يبنى عليها مسجد ولا قبة ولا غير ذلك، لا قبور أهل البيت ولا قبور العلماء ولا غيرهم، بل تجعل ضاحية مكشوفة ليس عليها بناء لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك، ترفع عن الأرض قدر شبر كما فعل بقبره صلى الله عليه وسلم بالتراب الذي حفر منها, ترفع وتجعل النصائب عليها في طرفي القبر، ولا مانع أن يوضع عليها حصباء لحفظ التراب وترش بالماء لا مانع، أما أن يبنى عليها قبة أو مسجد أو حجرة خاصة فهذا لا يجوز ,لا يبنى على القبر، أما السور الذي يعم المقبرة كلها ليحفظها عن سير الناس أو عن السيارة هذا لا بأس به من باب الصيانة لها، أما أن يوضع القبر تعظيماً له قبة أو بنية أو مسجد هذا لا يجوز ، الرسول لعن من فعل ذلك عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على أي قبر مسجداً ولا قبة سواء كان من قبور الصحابة أو كان من قبور أهل البيت أو من قبور العلماء أو الرؤساء والحكام, كلهم لا يبنى على قبورهم ولا يتخذ عليها مساجد, كل هذا منكر يجب الحذر منه.

    1.   

    صفة صلاة الخسوف

    السؤال: يقول: حدثونا لو تكرمتم عن صلاة الخسوف وعن كيفيتها؟

    الجواب: صلاة الخسوف, ويقال لها: صلاة الكسوف, بينها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله عليه الصلاة والسلام, وهي سنة مؤكدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر, سواء ذهب النور كله أو بعض النور, فإن السنة أن يصلي المسلمون ركعتين, في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا هو أصح ما ورد في ذلك، يصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر على الصحيح، متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي فالسنة أن يصلى، أن تصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، فإنه صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم, لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس: إنها كسفت لموت إبراهيم, فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته - يعني: لا لموت إبراهيم ولا غيره- وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره), وفي الحديث الآخر: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم)، وفي اللفظ الآخر: (فادعوا الله وكبروا وتصدقوا)، وأمر بالعتق عند الكسوف وصلى بالناس ركعتين، (كبر عليه الصلاة والسلام وقرأ الفاتحة ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعاً طويل أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام, ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع ركوعاً رابع وأطال فيه لكن دون الركوع الذي قبله، ثم رفع فأطال لكنه أقل مما قبله ثم سجد سجدتين طويلتين عليه الصلاة والسلام، ثم تشهد قرأ التحيات وتشهد كالمتبع ثم سلم وخطب الناس, خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته, وقال: إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم), وأمر بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر، هذه السنة حتى تنكشف الشمس والقمر, والسنة الخطبة بعد ذلك كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم, إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم, ويبين لهم أحكام صلاة الكسوف, ويحذرهم من المعاصي والشرور ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل ويرغبهم في الصدقة والعتق والإكثار من ذكر الله عز وجل والاستغفار كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في الخطبة صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الكسوف أنه عرضت عليه الجنة والنار وهو في الصلاة, فتقدم لما رأى الجنة.. لما عرضت عليه الجنة تقدم وتقدمت الصفوف حتى حاول أن يأخذ منها عنقوداً من العنب قال: (لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا)، ثم عرضت عليه النار عليه الصلاة والسلام فتأخر وتأخرت الصفوف وقال: (رأيت فيها- في النار- عمرو بن لحي الخزاعي -رئيس أهل مكة في الجاهلية- يجر قصبه في النار)، يعني: يجر أمعاءه في النار، نعوذ بالله؛ لأنه أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم، يعني: سيب السوائب للأصنام, يعني: الإبل والبقر والغنم للأصنام لا تركب ولا تحلب، وأول من غير دين إبراهيم في عبادة الأصنام ودعائها من دون الله، فلهذا صار عذابه شديداً, ورآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار نسأل الله العافية.

    قال: (ورأيت فيها امرأة تعذب بهرة حبستها, لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ,فعذبت بها)، هذا يدل على أنه لا يجوز تعذيب الحيوان لا الهر ولا الكلب ولا الدجاج ولا الحمام ولا الإبل ولا البقر لا تعذب, بل إما أن يعلفها ويقوم بواجبها ,وإما أن يبيعها إذا أحب البيع أو يطلق سراحها تأكل من أرض الله، أما حبسها وعدم إطعامها وإسقائها هذا ظلم لا يجوز حتى ولو هرة حتى ولو كلب لا يجوز؛ لأنه ظلم، فإذا كان هذا في هرة أو كلب ونحو ذلك فكيف بالذي يحبس المسلم بغير حق ويظلمه أو يتعدى عليه بقتل أو غيره يكون ذنبه أعظم وجريمته أكبر وعذابه أشد, نسأل الله العافية.

    قال: (ورأيت فيها سارق الحجيج بمشعابه)، كان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج, معه عصا منحنية الرأس مثل المشعاب كان يمر حول الحجيج وأمتعتهم يجر بمشعابه ما أمكنه, فإذا فطنوا له قال: تعلق بمحجني ما قصدت, وإذا لم يفطنوا له هرب بذلك الشيء وأخذه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في النار بمحجنه الذي كان يسرق به الحاج والعياذ بالله.

    هذا يفيد الحذر من السرقة والدعوة إلى الشرك وتعذيب الحيوانات وغير هذا من المعاصي، فإنها من أسباب العذاب في النار نسأل الله العافية، والواجب على المؤمن أن يحذر ظلم الناس وظلم الحيوان وأخذ الأموال بغير حق سواء غصباً أو سرقة أو خيانة يجب الحذر من ذلك.

    1.   

    صفة صلاة الاستسقاء

    السؤال: أيضاً يسأل أخونا عن كيفية صلاة الاستسقاء؟

    الجواب: صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد, يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، يكبر تكبيرة الإحرام وستاً بعدها ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد سجدتين ثم يقوم إلى الثانية فيصليها مثل صلاة العيد، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو ثم يسلم، مثل صلاة العيد، النبي صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام، ثم يقوم فيخطب الناس خطبة يعظهم فيها ويذكرهم, ويحذرهم من من أسباب القحط، يحذرهم من المعاصي؛ لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر وأسباب العقوبات؛ فيحذر الناس من أسباب العقوبات من المعاصي والشرور وأكل أموال الناس بالباطل والظلم وغير ذلك من المعاصي, ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك والأحاديث, ثم يدعو ربه رافعاً يديه, ويرفع الناس أيديهم يدعون, يسأل ربه الغوث، من ذلك (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا) ثلاث مرات، (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجلاً سحاً طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا رب بلاغاً للحاضر والباد), هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركاتك)، ويلح في الدعاء ويكرر في الدعاء: (اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين), مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، يستقبل القبلة ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه ثم ينزل, والناس كذلك يرفعون أيديهم ويدعون مع إمامهم, وإذا استقبل القبلة كذلك هم يدعون معه بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، والسنة أن يحول رداءه في أثناء الخطبة عندما يستقبل القبلة يحول رداءه تجعل ما على الأيمن على الأيسر إذا كان عليه رداء أو بشت إن كان عليه بشت يقلبه وإن كان ما عليه شيء كالغترة يقلبها، قال العلماء: تفاؤل بأن الله يحول القحط إلى كسب.. يحول الشدة إلى الرخاء؛ لأنه جاء في حديث مرسل عن محمد بن علي الباقر (أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط), يعني: تفاؤلاً, وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد (أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه لما خرج .. لما صلى بهم صلاة الاستسقاء)، والسنة للمسلمين كذلك, أما في خطبة الجمعة فلم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام، دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام, والاستغاثة تكون في خطبة الجمعة وتكون في خطبة العيد وتكون في غير ذلك, يستسقي ولو جالس في البيت أو في السوق لا بأس, دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة, لكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد فإنه يخطب بعد ذلك ويدعو ويحول رداءه كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استقباله القبلة، ويجوز أن يخطب قبل ذلك قبل الصلاة ثم يصلي بعد، جاء هذا وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم, جاء أنه خطب قبل الصلاة وجاء أنه خطب بعد الصلاة، وبعد الصلاة كالعيد وقبل الصلاة كالجمعة وكل هذا فعله النبي، فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله ورفع الشكوى إليه جل وعلا في إزالة القحط والشدة وفي إنزال المطر والغوث منه سبحانه وتعالى، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات وبعضها أربع ركوعات وبعضها خمس ركوعات, لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم أنه صلى ركعتين بركوعين فقط، بركوعين وقراءتين وسجدتين هذا هو الأصح، هذا هو أصح ما جاء في هذا كما تقدم، صلى ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان ثم قرأ التحيات وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا, ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم، وبين لهم أحكام الاستسقاء وبين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان والإكثار من ذكر الله واستغفاره, وهكذا ينبغي للأئمة والخطباء أن يذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    حكم صلاة التسابيح

    السؤال: ما هو قولكم وفقكم الله في صلاة التسابيح، هل نؤديها أم نكف عن أدائها؟

    الجواب: صلاة التسابيح جاء فيها أحاديث ضعيفة, والصواب أنها لا تشرع, وإنما يصلي الإنسان كالصلاة العادية التي يعرفها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأما صلاة التسابيح كونه يسبح فيها وهو قائم خمسة عشر مرة, يقول: سبحان الله والحمد لله، لا إله إلا الله، والله أكبر، وإذا ركع سبح عشر مرات، وإذا رفع سبح عشر مرات، وإذا سجد سبح، إلى آخره، هذه غير مشروعة؛ لأنها غير ثابتة، والصواب أن طرقها كلها ضعيفة.

    1.   

    حكم رفع اليدين أثناء الدعاء في الاستسقاء وغيره

    السؤال: وأخيراً يسأل يقول: هل الأفضل أثناء الدعاء في كل وقت -غير الاستسقاء- رفع الأيدي أم عدم رفعها؟

    الجواب: الأفضل رفع الأيدي في الدعاء, هذا هو الأفضل, لأنه من أسباب الإجابة، إلا في حالات ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم فإنا لا نرفع فيها, وما عداها نرفع في المواضع التي رفع فيها صلى الله عليه وسلم كصلاة الاستسقاء خطبة الاستسقاء وفي المواضع التي ندعو فيها نرفع أيدينا، لكن المواضع التي ما رفع فيها صلى الله عليه وسلم مثل صلاة الفريضة ما أعلم ما رفع فيها بين السجدتين ولا قبل السلام ولا بعد السلام، لو فعله لنقله الصحابة؛ فإنهم ما تركوا شيئاً رضي الله عنهم إلا نقلوه، فلما لم ينقلوا أنه كان يرفع يديه بعد الفريضة دل على أنه لا يشرع، وكذلك في خطبة الجمعة ما كان يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد عليه الصلاة والسلام، فنحن لا نرفع إلا إذا استسقينا في خطبة الجمعة والعيد نرفع أيدينا للاستسقاء.

    1.   

    حكم كتابة الآيات القرآنية على اللوح ومحوها ثم شربها من أجل الاستشفاء

    السؤال: من المستمع عجينا مشير رسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: ما حكم كتابة الآيات القرآنية على اللوح ومحوها وشربها من أجل الاستشفاء، هل ورد هذا؟ وهل هو طريقة صحيحة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم، فعل هذا بعض السلف، وذكره ابن القيم رحمه الله وشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة، لا حرج في ذلك، كونه يكتب آيات في لوح أو في صحن أو في قرطاس بالزعفران مثلاً ثم يغسله ويشربه أو يرشه على بدنه لا حرج في ذلك، قد فعله جمع من السلف وذكر ابن القيم رحمه الله وجماعة أنه نافع بإذن الله وله أن يقرأ في الماء.. ينفث في الماء ثم يشرب منه ويغتسل به, فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع ثابت بن قيس بن شماس ,فإذا قرأ في الماء الفاتحة وآية الكرسي وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، أو بعض ذلك ودعا بالدعوات المناسبة ثم شرب من الماء واغتسل بالباقي هذا مجرب للشفاء.

    1.   

    صيغة عقد النكاح الشرعي

    السؤال: حدثونا لو تكرمتم عن الصيغة الصحيحة لعقد النكاح؟

    الجواب: الصواب أنه يفعل بكل صيغة, ما له صيغة معينة، هذا هو الصواب, لكل أهل بلد أو قبيلة عرفهم, لكن المشهور منها: أنكحتك وزوجتك, يقول الولي للزوج: أنكحتك أختي أو بنتي أو زوجتك أو ملكتك, وإن قال: وهبتك أو أعطيتك أو ألفاظ أخرى يعرفون معناها, وقال الزوج: قبلت, صح ذلك, فلو قال للزوج: أعطيتك ابنتي أو وهبتك ابنتي وقصده الزواج, وقال الزوج: قبلت ذلك، صح بحضرة شاهدين, إذا كانت الشروط متوفرة من رضا البنت, وليس فيها مانع لا إحرام وليست زوجة ولا معتدة، إذا كان ليس بها مانع وقبلت فلا بأس بحضرة شاهدين, برضاها وحضرة شاهدين وأن تكون خالية من الموانع الزوج والمرأة خاليين من الموانع، ليس فيهما موانع, فالحاصل أن الألفاظ لا حرج في تنوعها، وقال بعض أهل العلم: لا بد أن يكون بلفظ: زوجت وأنكحت, ولكن ليس عليه دليل، فالصواب أن النكاح ينعقد بالألفاظ الدالة على معناه كالبيع والهبة والإجارة ونحوها، فإذا قال: ملكتك ابنتي أو أعطيتك ابنتي أو وهبتك ابنتي أو أختي أو عمتي قصده التزويج وهم يعرفون ذلك وقال: قبلت, بحضرة الشاهدين وبكمال الشروط فلا بأس.

    1.   

    حكم قراءة سورة يس ليلة الزفاف

    السؤال: يقول: لدينا عادة إذا دخل الرجل على مخطوبته ليلة الدخلة يقرأ سورة يس، فهل هذا العمل صحيح؟

    الجواب: لا أعلم له صحة, أقول: لا أعلم له أصلاً.

    1.   

    حكم بناء المدارس من الزكاة

    السؤال: ما قولكم يحفظكم الله في تمويل المدارس بالزكاة لتعميرها، وإذا كانت الزكاة تصرف إلى طلبة العلم فمن باب أولى فيما أرى أن تصرف على المدارس؟

    الجواب: المدارس لا تعمر بالزكاة, وهكذا المساجد وهكذا الربط لا تعمر بالزكاة، الزكاة لها مصارف بينها الله جل وعلا في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ [التوبة:60]، هؤلاء أهل الزكاة، والمقصود (في سبيل الله), يعني: الجهاد, هكذا قال جمهور أهل العلم: المراد به الجهاد، فلا تصرف أموال الزكاة في تعمير المساجد ولا تعمير المدارس والربط ولا غيرها من المشاريع الخيرية كإصلاح الطرقات أو إصلاح السفن لنقل الفقراء أو ما أشبه ذلك. لكن إذا دفعها للفقراء المحاويج من الطلبة في المدرسة، إذا كان فيها فقراء.. طلبة فقراء وأعطاهم من الزكاة أو مدرسين فقراء ليس لهم رواتب يقوم بحالهم وأعطاهم من الزكاة يعينهم على تدريس أبناء المسلمين، هذا كله طيب لا حرج, فيه مصلحتان: مصلحة أنهم فقراء ومصلحة أنهم يطلبون العلم أو يعلمون الناس.

    1.   

    ما يلزم المصلين إذا سلم الإمام وما زالوا ساجدين لعدم سماعهم تكبيرة الرفع من السجود

    السؤال: من المستمع صالح عبد الله أحمد الإمام رسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحدها يقول: كنت مأموماً في صلاة العصر في مسجد قريتنا، وفي الركعة الأخيرة سجد الإمام وسجدنا معه آخر سجود في الركعة، ولما رفع من السجود لم نسمع تكبيرته, وظللنا ساجدين حتى قرأ الإمام التشهد ثم سلم فرفعنا من السجود، ماذا علينا والحال ما ذكر؟

    الجواب: إذا كنتم بقيتم في السجود لم تسمعوا فلا حرج عليكم, ترفعون رءوسكم وتأتون بالتشهد ثم تسلمون بعده, ولا شيء عليكم والحمد لله.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، أما إذا سلموا مع الإمام؟

    الشيخ: لا ما تصح صلاتهم، إذا سلموا عمداً؛ لأنهم ما قرءوا التشهد، لا بد أن يقرءوا التشهد, فإن صار نسياناً يرجعون ويأتون بالتشهد ثم يسجدون للسهو ثم يسلمون، إذا كان فعلوه سهواً, يعني: سلموا معه سهواً .. يعني: اندهشوا سلموا معه سهواً، يرجعون إلى الصلاة إذا كان العهد قريب ما طال الفصل ويقرءون التحيات, وبعد التكميل يسجدون للسهو ويسلمون، وإن سلموا ثم سجدوا للسهو كان هذا أفضل, يسلمون ثم يسجدون للسهو سجدتين بعد السلام.

    1.   

    ما يلزم من دخل المسجد وقد اكتملت الصفوف ولم يبق من يصف معه

    السؤال: إذا دخل المصلي المسجد ووجد الصف الأول قد امتلأ ويريد أن يدرك الركعة فماذا يفعل: هل يقف وحده أم يجذب أحد المصلين من الصف الأول، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليه أن يلتمس فرجة, فإن لم يجد لا يجذب أحداً بل ينتظر حتى يأتي أحد ولو فاتته الركعة، وإن تيسر له أن يتقدم مع الإمام ويصف عن يمينه فهذا طيب وإلا فلينتظر حتى يأتي أحد, ولا يصلي وحده ولا يجذب الناس، أما الحديث (ألا دخلت معهم أو اجتررت رجلاً) فهو ضعيف؛ ولأن جذب الرجل يفتح فرجة في الصف وهو تصرف فيه بغير حق ، فالحاصل لا يجر رجلاً ولا يصلي وحده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ولكن ينتظر حتى يأتي من يصف معه, فإن لم يأت أحد ينتظر حتى يسلم الإمام ويصلي وحده، وهو معذور.

    المقدم: وحينئذ له أجر الجماعة سماحة الشيخ؟

    الشيخ: نرجو له أجر الجماعة؛ لأنه معذور شرعاً.

    1.   

    إثبات تكليم الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

    السؤال: من المستمع فليح إبراهيم سؤال يقول: هل الرسول صلى الله عليه وسلم كلم من ربه سبحانه وتعالى؟

    الجواب: نعم كلم الله محمداً كما كلم موسى عليهما الصلاة والسلام، لما عرج به إلى السماء كلمه سبحانه وفرض عليه الصلوات الخمس.

    1.   

    حكم لبس الذهب والحرير واستعمال الحناء للرجل يوم العقد

    السؤال: من المستمع (ع. ح. ع) رسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة يقول: عندنا يلبس العريس في يوم العقد الذهب والحرير والحناء للرجل, هل هذا حرام؟

    الجواب: لا يجوز هذا، لا يتحنى ولا يلبس الذهب والحرير هذا لا يجوز، هذا من فعل النساء، الذهب للنساء والحرير للنساء والحناء للنساء, لا يتشبه بالنساء.

    1.   

    حكم الزواج بالفتاة التي لا تصلي

    السؤال: الفتاة التي لا تصلي هل يجوز الزواج بها؟

    الجواب: يجوز الزواج بها لأمثالها من الذين لا يصلون؛ لأنهم يكفرون بترك الصلاة كلهم, فتساووا في الكفر، فإن تزوجها من لا يصلي فلا حرج, أما أن يتزوجها من يصلي فالصحيح أنه لا يصح النكاح، بل عليهم تجديد النكاح إذا تابوا إلى الله ورجعوا إليه سبحانه وتعالى، أما إذا كانا لا يصليان جميعاً فالنكاح صحيح وعليهما التوبة إلى الله والبدار بأداء الصلاة ونكاحهم صحيح؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أسلم الناس لم يسألهم عن أنكحتهم أقرهم على أنكحتهم، لكن من تزوج امرأة يعرف أنها لا تصلي وهو يصلي لا يصح أو بالعكس هو لا يصلي وهي تصلي كذلك لا يجوز، فإذا علمت أنه لا يصلي لا يحل لها أخذه وهو كذلك لا يحل له أخذها إذا كانت لا تصلي، فإن وقع العقد وجب أن يجدد ويعاد، إذا كان كل واحد يرغب في صاحبه يجب أن يجدد إذا تاب من يترك الصلاة ورجع إلى الله فلا بأس.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين, وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد, شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755903717