مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من لبنان، وباعثها المستمع: حسن الصمريد ، الأخ حسن عرضنا جزءًا من أسئلته، وفي هذه الحلقة بقي له مجموعة أخرى، من بين أسئلته في هذه الحلقة يقول: عندما يتوفى مسلم يقرءون عليه سورة يس على المقبرة وفي المنزل لمدة أسبوع، ويوم ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، هل هذا جائز؟ وجهوا الناس حيال هذا الموضوع فهو منتشر بكثرة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا العمل الذي سأل عنه السائل بدعة لا أصل له، فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته لا في البيت ولا في المقبرة ولا على رأس الأربعين من وفاته ولا في غير ذلك بهذا القصد، بل هذه من البدع التي أحدثها الناس، وإنما المشروع أن يقرأ عنده حين الاحتضار قبل أن يموت، إذا كان محتضراً شرع أن يقرأ عنده، وإذا قرئ عنده سورة يس فذلك حسن؛ لأنه ورد فيها بعض الأحاديث: (اقرءوا على موتاكم يس)، وإن كان في سنده كلام لكن لا بأس، قد يتعظ بهذا وقد يستفيد من هذا قبل أن يموت، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، يلقن يقال له قل: لا إله إلا الله، حتى يختم له بها، وفي الحديث: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)، فذلك من أسباب دخول الجنة إذا مات على التوحيد والإيمان صادقاً مخلصاً.
الجواب: أما التلقين عند القبر فهذا بدعة، الصحيح لا يلقن عند القبر، لا يقال له بعد الدفن: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وبالقرآن إماماً، هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أنه غير مشروع، هذا التقييد بعد الدفن عند القبر، يعني: يلقن أن يجيب الملكين بالشهادتين وما ذكر معهما، هذا لا أصل له.
أما التلقين قبل أن يموت كونه يلقن لا إله إلا الله فتقدم أنه سنة، قبل أن يموت يقال له: قل لا إله إلا الله، فإذا قالها سكت عنه حتى يختم له بها.
الجواب: ليس بجائز ولا مشروع، لا يوضع على القبور لا أزهار ولا غيرها، إنما وضع النبي صلى الله عليه وسلم جريدتين على قبرين معذبين، أطلع الله نبيه على أنهما يعذبان فوضع عليهما جريدتين، وقال: (لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا)، ولم يأمر بوضع الجريدة على القبور الأخرى، إنما وضعها على قبرين اطلع على عذاب أصحابهما، قال: (أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)، فهذا يبين لنا عظم الخطر في عدم التنزه من البول، وعظم الخطر في النميمة نسأل الله العافية.
فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة العناية بالطهارة، والحرص على السلامة من الأبوال في البدن وفي الثوب وفي المصلى، كذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر من الغيبة والنميمة، والغيبة: ذكرك أخاك بما يكره؛ فلان بخيل، فلان كذا، فلان كذا، فلانة كذا بما تكره، والنميمة نقل الكلام السيئ من فلان إلى فلان، فلان يقول: فيك كذا، وفلان يقول: فيك كذا، وفلانة تقول: فيك كذا، وفلانة تقول: فيك كذا، هذه هي النميمة وهي من الكبائر ومن أسباب البغضاء والشحناء بين المسلمين، فالواجب الحذر منها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام، ولما سئل عن الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: يا رسول الله! إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)، فالواجب الحذر، والله سبحانه يقول: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12]، ويقول سبحانه: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [القلم:10-11]، نسأل الله للمسلمين العافية.
الجواب: لا يقرأ في القبور ولا على الموتى، ما فعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولكن إذا زارهم يسلم عليهم، يقول: (السلام عليكم يا أهل القبور! يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر)، وإن شاء قال: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ويعلم أصحابه، أما أنه يقرأ على القبور أو يقرأ عند القبور أو يصلي عند القبور، أو يطوف عند القبور ويطوف بأهلها، كل هذا بدعة، وأعظم من ذلك كونه يدعو الميت أو يستغيث به، أو ينذر له أو يذبح له، كل هذا من الشرك الأكبر، فإذا قال: يا فلان! يا سيدي فلان! أو يا ولي الله فلان انصرني أو اشف مريضي أو المدد المدد أو ما أشبه ذلك مما يفعله عباد القبور هذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية، فيجب الحذر من هذه الأمور.
الجواب: الواجب عليك نصيحة الزوجة والبنات وتأديبهن على ترك الصلاة حتى يستقمن هذا واجب عليك، لأن الصلاة عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، والله سبحانه يقول: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، ويقول جل وعلا: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، ويقول سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].
فالواجب على المؤمنين والمؤمنات التناصح والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، وزوجتك وبناتك من أحق الناس بنصيحتك وإرشادك، وأمرك لهن بالمعروف ونهيك لهن عن المنكر، ولا يجوز التساهل في هذا أبداً ولو بضرب الزوجة ضرباً غير مبرح، وضرب البنات ضرباً غير مبرح حتى يستقمن؛ لأن هذه الصلاة عمود الإسلام من تركها كفر، نسأل الله العافية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، نسأل الله العافية.
فاتق الله يا أيها السائل! واحرص على هداية زوجتك وبناتك، واستعن على ذلك أيضاً بأقاربك مثل أخوال بناتك، إخوان الزوجة أبيها أعمامها واتفق معهم على أن يساعدوك على زوجتك وعلى بناتك حتى يقمن الصلاة وحتى يستقمن في دينهن، ولا تتساهل في هذا الأمر.
فإن لم تستقم ففارقها، طلقها، ولا يجوز بقاؤها معك وهي لا تصلي، بل إما أن تتوب وإما أن تفارقها، وهكذا البنات لا بد من تأديبهن حتى يتبن إلى الله وحتى يستقمن على الصلاة.
الجواب: الواجب أن تؤدى الصلاة في المساجد مع إخوانك المسلمين؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، (وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، فهذا أعمى ليس له قائد يلائمه ومع هذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإجابة ولم يرخص له، فكيف بحال القادر البصير، فاتق الله أيها السائل! واحذر من التساهل ومن مشابهة أهل النفاق.
واختلف العلماء: هل تصح في البيت؟ على قولين:
أحدهما: أنها تصح مع الإثم، وهذا هو الصواب.
والثاني: أنها لا تصح، وأن عليه أن يصلي في الجماعة، ولا تصح صلاتهم دون الجماعة، ولكن القول الأول أصح، أنها تصح ولكن يأثم وعليه التوبة إلى الله وأن يستقيم على أدائها في الجماعة، والله المستعان.
الجواب: السنة أن تبدأ بسنة الفجر، تصلي ركعتين خفيفتين -سنة الفجر- ثم تصلي الفريضة، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما ناموا عن الصلاة في بعض أسفاره فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس، فلما استيقظوا أمر بالأذان فأذن بلال وتوضئوا وصلى السنة الراتبة، ثم أمر بالإقامة وصلوا الفريضة، هذا هو المشروع.
الجواب: يتصل بالمحكمة ويسأل المحكمة وهي تفيده عما وقع منه، أو يكتب لنا ونحن ننظر في الموضوع، ونفيده إن شاء الله بواسطة المحكمة.
الجواب: كلامك طيب وأنت مصيب بما فعلت، فلا يشرع التوسل بشرف الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بحق الرسول، ولا بجاهه، ولا بجاه فلان، ولا بحق الأنبياء، ولا شرف الأنبياء؛ لأن الله سبحانه ما شرع ذلك، إنما شرع لنا التوسل بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصالحات، هذه هي الوسيلة في الدعاء، قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، وشرع لنا التوسل بصفاته، كما أن تسأله وتقول: اللهم إني أسألك برحمتك وبجودك وكرمك أن تغفر لي، وبعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أن تغفر لي وأن ترحمني. أو تتوسل بأعمالك الصالحة، بتوبتك إليه وإيمانك به سبحانه، وتوحيدك له، ومحبتك له، أو بطاعتك للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبتك للرسول صلى الله عليه وسلم، أو بأدائك الصلاة لله وحده سبحانه، أو ما أشبه ذلك من الأعمال الصالحات.
أما التوسل بجاه فلان أو شرف فلان أو حق فلان فهذا لا يجوز على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم.
والأصل في هذا قوله سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
وهكذا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعليم الناس في التوسل إلى الله بصفاته وأسمائه وبالأعمال الصالحات.
وقد وقع ثلاثة في غار، فسد عليهم الغار بصخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا يخلصكم من هذه المصيبة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله وسألوه بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم وأزاح عنهم الصخرة.
أحدهم: توسل ببره لوالديه.
والثاني: توسل بعفته عن الزنا.
والثالث: توسل بأدائه الأمانة، ففرج الله عنهم سبحانه وتعالى، فهذه هي الوسيلة الشرعية.
الجواب: النذر يختلف، فإذا قلت: لله علي نذر إن فعلت كذا أو فعلت كذا وفعلته، عليك كفارة يمين، لأنك ما سميت شيئاً ما قلت: أن أصوم أو أتصدق بكذا، إذا كان النذر لم يسم فيه كفارة يمين، وإذا أتيت بنذر آخر وقلت: لله علي نذر إن كلمت فلاناً غير نذرك الأول، وكلمته عليك أيضاً كفارة يمين، وإن أتيت بنذر ثالث قلت: لله علي نذر إن سافرت إلى كذا ثم سافرت، عليك كفارة يمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كفارة النذر كفارة اليمين إذا لم يسم).
أما إذا سميت قلت: لله علي أن أصوم ثلاثة أيام إن ولد لي ولد، لله علي أن أصوم عشرة أيام إن شفاني الله من كذا وكذا، فعليك أن تصوم إذا شفاك الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، وهكذا لو قلت: لله علي نذر أن أتصدق بمائة ريال أو بألف ريال إن شفا الله ولدي أو شفاني الله أنا، أو شفا الله أبي أو أمي، فحصل الشفاء، تصدق بما قلت وهكذا ما أشبه ذلك.
الجواب: عليك سؤال الرب جل وعلا، اسألي الله سبحانه واضرعي إليه أن يعينك على حفظ كتابه، واقرئي في الأوقات المناسبة التي فيها فراغ القلب في الليل أو في النهار قليلاً قليلاً، كلما حفظت قليلاً، انتقلي إلى قليل آخر حتى تحفظيه إن شاء الله، وعليك بالدعاء وسؤال الله جل وعلا، فهو سبحانه القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
فاسألي الله جل وعلا في صلاتك في السجود، في آخر الصلاة قبل السلام، في آخر الليل في يوم الجمعة اسألي الله، قولي: اللهم يسر لي حفظ كتابك، اللهم أعني على حفظ كتابك، اللهم وفقني لحفظه والعمل به، اسألي الله واضرعي إليه وأبشري بالخير.
الجواب: عليك القضاء متى استطعت ولو مفرقاً، كلما استطعت تصومين يوماً يومين ثلاثاً أربعاً ثم تفطرين وهكذا، تصومين بالتدريج حسب القوة والقدرة كلما استطعت وكل ما قويت، تصومين والحمد لله، وتضبطين هذا وتكتبينه، حتى تكملي ما عليك، والله سبحانه يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وأبشري بالخير، عليك التوبة الصادقة والندم، ثم استمري في القضاء ولو كان قضاء متفرقاً على حسب طاقتك، نسأل الله لك العون والتوفيق.
الجواب: عليك التحجب عن الجميع حتى الذي تربى معك، كونه تربى معك لا يكون محرماً، فعليك أن تحتجبي من أزواج أخواتك مطلقاً، حتى الذي تربى معك، ولو كان يصلي بكن، تحجبن عنه وقت الصلاة، وهكذا في جميع الأحوال، وليس لك أيضاً الخلوة به وحدكما؛ لأن الخلوة من أسباب الشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما)، ولو كان قد تربى معك، ولو كان زوج أختك أو زوج عمتك، لا تكشفي له ولا تحصل خلوة معه.
الجواب: ينبغي أن لا تؤم الناس؛ لأن جملة من أهل العلم نبهوا على هذا؛ لأن حدثك دائم، فالأولى بك أن لا تؤم الناس وأن تصلي مأموماً وتتوضأ لوقت كل صلاة مثل المستحاضة، وتصلي في الوقت، وتقرأ في الوقت، وتلمس المصحف حتى ينتهي الوقت؛ لأن هذه الطهارة ضرورة، فأنت تصلي مع الإمام، ولا تصلي إماماً، هذا هو الأحوط، وفيه الأخذ بما قاله أهل العلم.
الجواب: لسن محارم لكم، إنما هن محارم لأبيك؛ لأنه زوج أمهن، فهن ربائب، إذا كان قد وطئ أمهن، أما أنتم فهن أجناب ولكم التزوج بهن، لسن أخوات ولسن ربائب لكم، وإنما هن ربائب لأبيكم.
فالحاصل: أن هؤلاء البنات أجنبيات من أولاد الزوج.
الجواب: إذا كان السفر من أجل أنه يقال: مسجد فلان فلا، لا يشد الرحل من أجل المسجد الفلاني، ولا من أجل أنه ينسب إلى الشيخ فلان، العمدة على إمامه الحاضر إذا كان إمامه طيباً والصلاة خلفه جيدة لأجل خشوعه وحسن تلاوته، هذا إذا قصده الإنسان يصلي خلفه من أجل حسن تلاوته ومن أجل إقامته للصلاة وخشوعه فيها هذا حسن.
أما شد الرحل لأجل فضل المسجد أنه منسوب إلى فلان فهذا لا يجوز؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، أما المساجد الأخرى فلا يشد الرحل لها، ولو كان صاحبها معروفاً بالخير، وتنسب إلى شيخ معروف بالخير، أما إذا شد الرحل للتعلم أو للصلاة خلفه لا من أجل المسجد بل للصلاة خلفه، والإقامة عنده هناك ليتعلم عليه وليستفيد منه فلا بأس، هذا من أجل طلب العلم.
الجواب: ليس عليك بأس؛ لأن المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، وعليك أن تعيد ما صليت في المسجد هذا الذي فيه القبر، عليك أن تعيد صلواتك -تعيدها ظهراً- وتصلي في محلك، وإذا تيسر بقربك جيران يصلون معك وجب عليكم أن تصلوا جماعة، فحرصاً تجتمع مع جيرانك وأن تصلوا جماعة في بيت أحدكم أو في مسجد تقيمونه سليم من القبور، وعليكم أن تنصحوا أصحاب المسجد تجتمع أنت وإخوانك بالمسئولين عن المسجد حتى ينبش وينقل إلى القبور، وحتى يبقى المسجد سليماً من القبور، والرسول عليه السلام قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فنهاهم عن اتخاذها مساجد.
ورأى عمر أنساً أراد أن يصلي حول قبر، فقال له عمر رضي الله عنه: القبر القبر! نبهه على أن هناك قبر حتى لا يصلى حوله.
فالمقصود: أن الصلاة في المساجد التي فيها القبور أو الصلاة بين القبور أو في المقبرة كلها باطلة.
فالواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك، وأن تكون مساجدهم سليمة من القبور، والواجب على العلماء في كل مكان وفي كل دولة أن ينبهوا الناس على ذلك، حتى تسلم المساجد من وجود القبور، وكل مسجد فيه قبر يجب نبش القبر وإبعاده عن المسجد، إلا إذا كان المسجد بني عليه والقبور سابقة والمسجد بني على القبور فإنه يهدم، وتبقى القبور على حالها، أما إذا كان المسجد هو القديم، ثم دفن فيه عالم أو غيره، فإنه يجب نبشه ونقل رفاته إلى المقبرة العامة في حفرة خاصة يسوى ظاهرها كسائر القبور، حتى يبقى المسجد سليماً وحتى يصلي المسلمون فيه.
هذا هو الواجب على الأمراء والعلماء، أن يعنوا بهذا الأمر وأن لا يتساهلوا فيه؛ لأن هذا من الشعائر الظاهرة، التي يجب العناية بها أسأل الله أن يهدي الجميع، نسأل الله للجميع الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر