إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [180]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تحدث الشيخ رحمه الله عن تفسير آيات من سورة النجم، حيث بين من خلالها سعة رزق الله الذي بسطه لخلقه، وربوبية الله لجميع المخلوقات، وإهلاكه للأمم بسبب تكذيبهم لأنبيائهم. وقد ختم الشيخ حديثه ببيان ما ينبغي على المسلم أمام كلام من يتخرصون في حساب الأزمنة الماضية والمستقبلة.

    1.   

    تفسير آيات من سورة النجم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء الثمانون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بـ(لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو العاشر من شهر محرم عام (1419هـ).

    تفسير قوله تعالى: (وأنه هو أغنى وأقنى)

    نبتدئ هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير ما تيسر أو مما يسر الله تعالى من تفسير الآيات، ونحن في آخر سورة النجم، حيث انتهينا فيما سبق إلى قول الله تبارك وتعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى [النجم:48] يعني: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، فهو الذي أغنى من شاء من خلقه، وأقنى قيل معناها أكثر؛ لأنها في مقابلة أغنى، وقيل: أغنى بالكفاية، وأقنى بما زاد عن الكفاية، يعني: أن الله عز وجل بسط الرزق للعباد فمنهم من أغناه عن غيره ومنهم من أقناه أي: جعل له قنية وهي الزائد عن الكفاية، وكما ذكرنا مراراً أن الكلمة إذا كانت تحتمل معنيين ليس بينهما منافاة ولا مرجح لأحدهما على الآخر فإنها تحمل عليهما؛ لأنه أعم للمعنى. فالذي يغني هو الله والذي يقني هو الله عز وجل، وليست هذه الأصنام التي هي: اللات والعزى ومناة، بل ذلك إلى الله عز وجل وحده.

    تفسير قوله تعالى: (وأنه هو رب الشعرى)

    قال تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى [النجم:49] أتى بضمير الفصل تأكيداً للجملة و(رَبُّ الشِّعْرَى) أي: خالقها ومالكها ومدبرها، و(الشعرى) هي: النجم المضيء الذي يخرج في شدة الحر، ونص على هذا النجم؛ لأن بعض العرب كانوا يعبدونها ويعظمونها، فبين تبارك وتعالى أن الشعرى من جملة المخلوقات المربوبات فليست إلهاً ولا تستحق أن تعبد.

    تفسير قوله تعالى: (وأنه أهلك عاداً الأولى)

    قال الله عز وجل: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى [النجم:50] وهم قوم هود.

    و(الأولى): وصف كاشف وليس وصفاً مقيداً، أي: ليس هناك عاد أولى وعاد ثانية بل هي واحدة، لكنها عاد قديمة سابقة، ولهذا وصفها بأنها الأولى يعني: القديمة السابقة وليس ثمة عادٌ أخرى.

    عاد: هم قوم هود، وكان الله تعالى قد أعطاهم من القوة والنشاط وشدة البطش ما ليس لغيرهم، حتى إنهم قالوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت:15] فقال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ [فصلت:15]، هؤلاء القوم يفتخرون بشدتهم وقوتهم فأهلكهم الله تعالى بألطف الأشياء، حيث أهلكهم بريح صرصر عاتية، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً [الحاقة:7] ابتدأت من بعد الفجر وانتهت عند الغروب، فصارت الأيام ثمانية والليالي سبعاً، سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7] تحمل الإنسان إلى القمة ثم تقذف به على الأرض، فصاروا كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية والعياذ بالله ، أو أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20].

    فهؤلاء القوم مع شدة بطشهم وشدة بأسهم لم يمنعهم ذلك من عذاب الله عز وجل.

    تفسير قوله تعالى: (وثمود فما أبقى)

    قال تعالى: وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى [النجم:51] أي: أهلك ثمود فما أبقى، وثمود هم أصحاب الحجر، حيث أرسل الله إليهم صالحاً فكذبوه، وكان الله تعالى قد أعطاهم قوة وأعطاهم معرفة وعلماً بـهندسة البناء، لكن مع ذلك ما دفعوا ما أراد الله بهم، حيث صيح بهم ورجفت بهم الأرض، فأصبحوا في ديارهم جاثمين -والعياذ بالله-.

    تفسير قوله تعالى: (وقوم نوح من قبل...)

    وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ [النجم:52] أي: وأهلك قوم نوحٍ من قبل بالغرق، كما قال الله تعالى في سورة: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ[القمر:1] حيث قال عن نبيهم نوح: فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ [القمر:10-11] وفي قراءة: ففتَّحنا مما يدل على الكثرة وشدة الانفتاح، أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ[القمر:11] أي: نازلٍ بشدة، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً[القمر:12] الأرض كلها كانت عيوناً ليس فيها موضع شبر إلا وهو يفور، حتى إن التنور الذي هو محل الإيقاد صار يفور مع أن محل الإيقاد أبعد ما يكون عن الرطوبة، لكنه فار فصارت الأرض كلها عيوناً والسماء تمطر.

    فَالْتَقَى الْمَاءُ[القمر:12] ماء السماء وماء الأرض، عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ[القمر:12] أي: أمر مقدر محدد بدون زيادة ولا نقص، سبحان الله العظيم! فغرق القوم حتى بلغ الماء قمم الجبال، ويذكر أن امرأة كان معها صبي فكلما علا الماء صعدت الجبل، حتى وصل الماء إلى قمة الجبل ووصل إلى المرأة وارتفع في جسدها، وكان معها صبي فحملت الصبي على يديها لترفعه لئلا يغرق قبلها وجاء في الحديث: (لو رحم الله أحداً لرحم أم الصبي) لكن إذا حقت كلمة الله فلا راد لقضاء الله تعالى، أجارنا الله وإياكم من العذاب الأليم.

    وقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى[النجم:52] اختلف المفسرون فيها، فقيل: إن الضمير يعود على قوم نوح فقط، وقيل: إنه يعود على كل الأمم التي ذكرها الله عز وجل ممن أهلكهم.

    فعلى القول الأول يكون المعنى أن قوم نوحٍ أظلم وأطغى من قوم ثمود وعاد، ووجه ذلك أنه حصل منهم عتو واستكبار مع طول المدة، حيث إن نوحاً عليه الصلاة والسلام لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، يقول الله تبارك وتعالى عنه: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ [نوح:5-7] حتى لا يسمعوا، وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ[نوح:7] تغطوا بها حتى لا يبصروا، وهذا يدل على شدة كراهيتهم لما يدعوهم إليه عليه الصلاة والسلام.

    وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً[نوح:7] أي: استكباراً عظيماً فلم يخضعوا لعبادة الله عز وجل، فكانوا أظلم وأطغى من عاد وثمود.

    وعلى القول الثاني إن الضمير يعود على كل هؤلاء الأمم، يكون المعنى: أن هؤلاء كانوا أظلم وأطغى من قريش الذين كذبوك يا محمد! فيكون في هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى أهلك هؤلاء القوم مع أنهم أظلم وأطغى من قومك، والذي أهلك من سبق قادرٌ على أن يهلك من لحق، وكلا المعنيين صحيح، فهؤلاء الأمم أظلم وأطغى من قريش، وقوم نوح أظلم وأطغى من عادٍ وثمود.

    تفسير قوله تعالى: (والمؤتفكة أهوى)

    ثم قال عز وجل: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى [النجم:53] أي: أسقط، (والمؤتفكة) هي قرى قوم لوط، (أهوى) بمعنى: أنزل، واختلف المفسرون في قوله: (أهوى) هل المعنى: أن الله أهوى بها من فوق إلى أسفل بناءً على أنه تعالى رفع هذه القرى إلى فوق ثم قلبها، أو أن المعنى: أنه أسقطها بمعنى: أرسل عليها الحجارة حتى تهدم البناء فصار أعلى البناء أسفله.

    المهم: أن الله تعالى أخبر عن قوم لوط بأن الله أهواهم -أي: أسقطهم- سواء من الجو أو من سقوط البناء على أسفله.

    تفسير قوله تعالى: (فغشاها ما غشى)

    قال تعالى: فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى [النجم:54] (غشاها) أي: غطاها، وقوله: (ما غشى) مبهم للتعظيم والتفخيم، كقوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ [طـه:78] أي: غشيهم شيءٌ عظيم، فالإبهام أحياناً يراد بها التعظيم والتهويل والتفخيم كما في هذه الآية.

    تفسير قوله تعالى: (فبأي آلاء ربك تتمارى)

    قال تعالى: فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى [النجم:54-55] الاستفهام هنا للتوبيخ، و(تتمارى) تتشكك، و(الآلاء): النعم، أي: بإي نعم الله تتشكك أيها الإنسان! إذ أن الواجب أن الإنسان يقر بنعم الله ويشكره عليها، لا أن يتشكك ويقول: هذا من عملي .. هذا من كذا .. هذا من كذا، كما كانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا وكذا، يعني: بالنجم وينسون الخالق عز وجل.

    تفسير قوله تعالى: (هذا نذير من النذر الأولى)

    ثم قال جل وعلا: هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى [النجم:56] هذا المشار إليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، (نذير) بمعنى: منذر، والمنذر: هو الذي يعلم بالشيء على وجه التخويف؛ لأن الإنذار هو إعلام بتخويف، والبشارة هو إعلام بالرجاء، هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى ولم يقل: بشيراً؛ لأن المقام لا يقتضي إلا ذكر الإنذار، إذ أن الله تحدث من أول السورة إلى آخرها عن قريش وتكذيبها للرسول صلى الله عليه وسلم، وعبادتها الأصنام فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم نذير من النذر الأولى، أي: من الرسل السابقين، يعني: فكما أن الذين كذبوا الرسل حل بهم العقاب والنكال، فأنتم أيها المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم! يوشك أن يحل بكم النكال والعقوبة؛ لأن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثل غيره نذيرٌ من النذر، فإذا كان نذيراً من النذر فإن من كذبه سيقع به مثلما وقع بالأمم السابقة.

    تفسير قوله تعالى: (أزفت الآزفة)

    قال تعالى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ [النجم:57] أي: قربت القيامة؛ (الآزفة) القيامة وأزف بمعنى: قرب، ومنه قول الشاعر:

    أزف الترحل غير أن ركابنـا     لما تزل برحالنا وكأن قدِ

    الآزفة هي القيامة؛ لأن الساعة قريبة، كما قال الله تعالى: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ [الشورى:17]، وقال تعالى في الآية الثانية: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً [الأحزاب:63] فهي قريبة، ويدل لقربها أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل معناه: أن الأمر قريب، وأما كون الله تعالى يذكر أن الأمر قريب فإن بيننا وبين نزول القرآن أربعة عشر قرناً، ونحن الآن في الخامس عشر، ومع ذلك يقول الله عز وجل: إن الساعة قريبة، من هنا نعرف أن عمر الدنيا طويل وبعيد، ولكن هل نأخذ بقول هؤلاء الذين يتخرصون ويقولون: عمر الدنيا الماضي كذا وكذا؟ لا هؤلاء لا نصدقهم ولا نكذبهم، يعني: أحياناً يقولون: إنهم عثروا على آثار حيوان له كذا وكذا من ملايين السنين، أو على أحجار أو ما أشبه ذلك، هذا لا نصدقه ولا نكذبه؛ لأنهم لا يعلمون غيب الماضي وإنما يقيسونه بحال الحاضر، يعني: يقيسون مثلاً عمر هذا الأثر بحسب المؤثرات في الوقت الحاضر، لكن ما الذي يعلمنا أن المؤثرات في الوقت الحاضر هي المؤثرات في الوقت الماضي؟ لا ندري، قد يتغير الطقس من حرارة إلى برودة ومن برودة إلى حرارة، وقد تتغير الرياح والأمطار وغير ذلك، فما نقرؤه أو نسمع به من علوم هؤلاء موقفنا نحوه: ألا نصدقه ولا نكذبه.

    أما في المستقبل فيجب أن نكذب به، كل من أخبر عن شيء مستقبل يجب علينا أن نكذبه؛ لأنه يدعي الغيب، والله عز وجل يقول: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].

    فعليه نقول: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ أي: قربت القيامة، لكن هل يمكن أن نحدد متى القرب؟ لا، لا يمكن، ومن ادعى أنه يعلم متى تقوم الساعة فإنه مكذبٌ لله ورسوله، أما الله فقد قال تعالى: يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:63] وأما الرسول عليه الصلاة والسلام فإن جبريل لما سأله قال: (أخبرني عن الساعة؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما المسئول عنها بأعلم من السائل) أي: إنك إذا كنت تجهلها فأنا مثلك، فمن ادعى أن الساعة تقوم مثلاً بعد مليون سنة، أو مائة ألف سنة، أو أقل أو أكثر فإنه يجب علينا أن نكذبه ونقول: إنه كافر؛ لأنه مكذبٌ لله ورسوله.

    تفسير قوله تعالى: (ليس لها من دون الله كاشفة)

    ثم قال تعالى: لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ [النجم:58] أي: ليس للساعة من دون الله كاشفة، ولها معنيان:

    المعنى الأول: كاشفة بمعني: مانعة أي: لا أحد يمنعها، كما في قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].

    المعنى الثاني: كاشفة يعني: عالمة تكشفها وتبينها.

    وعلى كل حال: فلا أحد يمنع قيام الساعة إذا شاء الله، ولا أحد اطلع على الساعة متى تكون.

    ثم قال الله تعالى: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ [النجم:59] وهذه إلى الدرس القادم -إن شاء الله-.

    1.   

    الأسئلة

    حكم الجائزة التي يكون عليها سحب في المعارض

    السؤال: فضيلة الشيخ: يقام في بعض المناطق في بعض الأحيان موسم لسلع قد تكون ليست موجودة في كل المناطق، وتكون هذه السلع مخفضة، فيذهب شخص -مثلاً- إلى هذا المعرض وهو لا يعلم عنه أي شيء، ثم يقول: إذا رغبت في سلعة أي: وجدتها رخيصة اشتريتها، ثم يشتري سلعة من محل آخر من هذه المحلات وأعطاه صاحب المحل كرتاً يوجد فيه رقم يسحب في آخر أيام المعرض على جائزة من الجوائز، ما حكم هذه الجائزة؟

    الشيخ: ما فهمت الآن، يعني: ناس يعرضون سلعاً؟

    السائل: نعم في المعرض.

    الشيخ: بقيمة أرخص؟

    السائل: نعم، تكون قيمتها مخفضة مثل الأجهزة.

    الشيخ: ثم ماذا يقولون؟

    السائل: يذهب شخص مثلاً ليشتري أو يذهب لهذا المعرض بقصد النظر.

    الشيخ: وربما يشتري؟

    السائل: نعم، ربما مثلاً يجد سلعة مخفضة فيشتريها فيعطيه صاحب المحل كرتاً.

    الشيخ: صاحب المعرض.

    السائل: صاحب المعرض يعطيه كرتاً برقم سحب في آخر أيام المعرض مثلاً على جائزة معينة.

    الشيخ: وما معنى السحب؟

    السائل نفسه: يعني: يجمعون هذه الأرقام والكروت كلها ثم يسحبون رقمين أو ثلاثة يفوز صاحب الرقم بسيارة أو جهاز أو غير ذلك.

    الشيخ: لكن هل السلع هذه تباع بأغلى من السوق أو بمثل السوق أو أنزل من السوق؟

    السائل: لا قد تكون أرخص.

    الشيخ: لا أرى فيها بأساً؛ لأن هذا المشتري الآن إما سالم وإما غانم، ليس هو ضامن على أن تأتيه السلعة، أقصد لا يضره أن يحرم من الجائزة وينتفع إن كانت له الجائزة، فلا بأس بهذا.

    السائل: ما حكم الجائزة؟

    الشيخ: الجائزة حلال؛ لأنه لم يخسر عليها شيئاً، وهل خسر شيئاً؟

    السائل: لا.

    الشيخ: أبداً. اشترى السلعة بثمنها أو أقل.

    السائل: لكن إذا كان يعلم صاحب المحل إذا اشتريت منه السلعة أعطاك الرقم هذا؟

    الشيخ: لا يوجد مشكلة، الكلام على أن صاحب المحل لم يرفع السعر، وأنك أنت -أيها المشتري- اشتريت لغرض السلعة لا لأجل المسابقة افرض مثلاً أنه قال: من اشترى هذا القلم بخمسة ريالات وهو قيمته خمسة ريالات، ثم يدخل في مسابقة الجوائز، الآن إن كانت له الجائزة فهو رابح، وإن لم تكن فهو سالم لم يخسر شيئاً، فلا بأس.

    حكم أقرباء المرأة بالنسبة لمن تزوجها

    السؤال: يوجد رجل عنده بنات في سن البلوغ، ما حكم مقابلة بناته لزوج جدتهم من أبيهم، وهل يعتبر لهم محرماً؟

    الجواب: كل إنسان يتزوج امرأة ويدخل بها فجميع ذريتها من بنات وبنين أو بنات بنات هن محارم له، خذها قاعدة، يعني: المرأة إذا تزوجها رجل ودخل بها فجميع نسلها محارم له.

    حكم الصلاة على الجنازة بعد دفنها

    السؤال: الصلاة على الجنازة بعد دفنه بيوم يجوز، وهل لها أفضلية في وقت معين؟

    الجواب: يجوز أن يصلى على القبر بعد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين، لكن بشرط أن يكون هذا القبر قد دفن بعد ولادة الشخص الذي يريد أن يصلى عليه، بل بعد تمييزه، فمثلاً: لو جاء إنسان له عشرون سنة وأراد أن يصلي على قبرٍ مات صاحبه قبل عشرين سنة فإنه لا يصلي عليه؛ لأنه لما مات الميت هذا كان هذا مولوداً، ولو أراد شخص له عشرون سنة أن يصلي على قبرٍ له ثلاث عشرة سنة، فإنه يجوز؛ لأنه لما مات الميت كان لهذا الرجل الذي عمره عشرون سنة عمره سبع سنوات وكان من أهل الصلاة.

    لكن متى يصلي؟ لا يصلي في وقت النهي على القبر؛ لأنها ليست من ذوات الأسباب، إذ أن الإنسان يمكن أن يأتي في وقتٍ آخر ويصلي عليه، فمثلاً: لو خرجت إلى جنازة بعد صلاة العصر وأنت لم تصل عليه، ووجدتهم قد دفنوها فإنه لا يمكن أن تصلي، إن كنت تريد الصلاة عليها ائت بعد المغرب، أو ائت في الضحى، أما في وقت النهي فلا يصلى على القبر.

    حكم التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة عشراً عشراً

    السؤال: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسبح عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً؟

    الشيخ: بعد الصلاة؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: نعم هذا من السنة، والتسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة له أربع صفات:

    الصفة الأولى: أن يسبح عشراً ثم يحمد عشراً ثم يكبر عشراً.

    الصفة الثانية: أن يسبح خمساً وعشرين، ويحمد خمساً وعشرين، ويكبر خمساً وعشرين، ويقول: لا إله إلا الله خمساً وعشرين، فيكون الجميع مائة، يعني: يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة فتكون الجميع مائة.

    الصفة الثالثة: أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، فهذه تسعٌ وتسعون، ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

    الصفة الرابعة: أن يقول: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين والله أكبر أربعاً وثلاثين، وينبغي أن يفعل هذا مرة وهذا مرة.

    السائل: في الحضر أو في السفر؟

    الشيخ: في الحضر والسفر لا يوجد فرق.

    حكم أفلام الفيديو الإسلامية

    السؤال: في مقابلة للأفلام الماجنة ظهرت أفلام كبديل إسلامي تعرض مسرحيات هادفة، أو أحياناً رسوماً متحركة تحكي معارك إسلامية، فما أدري ما رأيكم في هذه الأفلام؟

    الشيخ: والله! لا أستطيع أن أحكم على شيء لا أدري عنه، ولا أدري ماذا تعرض هذه الأفلام؟

    السائل: مسرحية مثلاً تعرض مشكلة من مشكلات المجتمع ثم تعالجها، وتصور بالفيديو وتباع.

    الشيخ: يعني: من قبيل التمثيليات؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: التمثيل العلماء مختلفون فيه، فمنهم من يمنعه مطلقاً، ومنهم من يقول: إنه جائز بشروط: ألا يتضمن محرماً، فمثلاً: إذا كان هذا -وهذا هو الذي أراه- أي: إذا لم يتضمن محرماً، وإنما يعالج مشاكل المجتمع دون أن ينسب قولاً إلى غير قائل فلا بأس به.

    السائل: وبالنسبة للرسوم المتحركة؟

    الشيخ: الرسوم سواء متحركة أو غير متحركة، الفيديو هذا في الواقع لا يعتبر صورة؛ لأنك لو رجعت إلى الشريط لن تجد شيئاً.

    حكم رؤية المرأة للرجل

    السؤال: ما حكم رؤية المرأة للرجال من خلال هذه الأفلام؟

    الجواب: كرؤيتها للرجال في المساجد وفي الأسواق، ليس فيه مشكلة، إلا إذا كانت عادة المرأة تتمتع بالنظر إلى هذا الرجل أو تثور شهوتها فهذا يمنع.

    حكم شراء السيارة بالتقسيط من رجل آخر اشتراها له

    السؤال: لو أخبرت رجلاً وقلت له: اشتر سيارة بمبلغ وأنا سوف آخذها منك بأقساط؟

    الشيخ: بأكثر؟

    السائل: بأكثر أو بالمثل؟

    الشيخ: لا، بالمثل الحكم مختلف.

    السائل: وإذا كان بأكثر؟

    الشيخ: هذا لا يجوز يعني: إنسان محتاج لسيارة وقال لشخص: أنا ليس عندي نقود، فاشترِ لي السيارة وبعها عليَّ بزيادة مقسطة فهذا حرام؛ لأنه حيلة واضحة بدل ما يقول للرجل: أقرضني قيمتها وأسدد لك أقساطاً أكثر صار يتحيل ويقول: اشترها لي ثم بعها لي، فهذا التاجر الذي أراد أن يدينه لولاه ما اشترى السيارة، أليس كذلك؟

    السائل: إذا كان هو لا يملك السلعة يعني: لا يتاجر فيها.

    الشيخ: هذه أشد، أما لو أن السلعة عنده، وجاء إنسان وقال: والله! أنا أريد أن تبيع عليَّ هذه السيارة مقسطة، فهذا ليس فيه بأس.

    حكم فتح الحساب في البنوك

    السؤال: نحن مجموعة مدرسين نأخذ الرواتب من بنك القاهرة، فهل يجوز أن أفتح حساباً عندهم من أجل أن آخذ الراتب أسرع وأستعمل البطاقة؟

    الجواب: إن دعت الحاجة لهذا فلا بأس، وإن لم تدع الحاجة فلا حاجة أن تفتح حساباً، يعني: مثلاً لو أنهم أعطوك الشيك على بنك القاهرة وذهبت للبنك وقلت: هذا الشيك، فهل يعطيك الدراهم أو لا يعطيك إياها؟

    السائل: يعطيني الدراهم.

    الشيخ: لكن لماذا تفتح حساباً؟

    السائل: أسرع، مثلاً: لما يأتينا الراتب إلا في سبعة وعشرين أو ثمانية وعشرين لكن لو فتحت حساباً آخذه في ستة وعشرين وأحياناً سبعة وعشرين قبل المدرسين الآخرين، فأنا أسحب منهم وآخذ الرصيد قبل غيري.

    الشيخ: هل هناك حاجة؟

    السائل: إذا كنت أعلم أنهم يرابون وهذا يعني: أسلم وأسرع.

    الشيخ: المهم أعطيك قاعدة: إذا احتجت إلى أن تفتح حساباً في بنك ربوي فلا بأس وإن لم تحتج إلى ذلك فلا تفتح.

    حكم سكن المرأة في سكن الطالبات

    السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز للمرأة أن تدرس العلم الشرعي في إحدى معاهد البنات بعيداً عن مدينتها فتسافر مع المحرم وتسكن في سكن الطالبات، ثم إن المحرم يرجع إلى مدينتها هي؟

    الجواب: إذا كان المسكن مأموناً وعليه أمناء فلا بأس.

    أما إذا كان غير مأمون فلا يجوز، وأيضاً حتى مع الجواز ينبغي للإنسان أن يلاحظ المرأة، يذهب إليها مثلاً في الأسبوع مرة حتى ينظر ويتحسس؛ لأنك تعرف الناس الآن ليسوا مؤتمنين على ما ينبغي.

    معنى كلمة (ظل) في حديث: (سبعة يظلهم الله ...)

    السؤال: فضيلة الشيخ ما معنى ظل في قوله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، أيجوز أن نقول: إن هذا الظل ظل عرش الله كما جاء في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتونا مأجورين؟

    الجواب: هذا يحتمل أن يكون ظل العرش، كما جاء في رواية، ولكنها لم تثبت إلى ذلك الحد، ويحتمل في ظله يعني: الظل الذي يخلقه الله عز وجل، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة)، وذلك أنه في ذلك اليوم وفي ذلك الميدان ليس فيه ظل، لا أشجار ولا أبنية ولا غير ذلك، الأرض يذرها الله عز وجل قاعاً صفصفا، ليس هناك إلا ظلٌ يظلك الله به، فإما أن يكون ظل العرش وإما أن يكون ظل الأعمال، كما في الحديث: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة) .

    حكم من نسي الجلسة بين السجدتين وقام

    السؤال: إذا صلى الإمام ونسي الجلسة بين السجدتين ثم قام وسبح المأمومون هل يرجع أو يتم ويأتي بركعة؟

    الجواب: الآن هذا الرجل ترك الجلسة والسجود الثاني فيجب عليه أن يرجع، حتى ولو قرأ الفاتحة، وحتى ولو ركع، يعني: لو لم ينبهوه إلا بعد أن رفع من الركوع في الركعة الثانية يجب أن يرجع ويجلس ثم يسجد ثم يقوم ويكمل صلاته، لكن لو وصل إلى الجلسة بين السجدتين في الركعة الثانية صارت الركعة الثانية هي التي قبلها وتقوم مقامها، لأننا الآن لو قلنا له: ارجع رجع وجلس، فالمهم خذوا القاعدة أو الضابط: إذا نسي الإنسان ركناً من ركعة وجب عليه أن يرجع إليه متى ذكر، إلا إذا وصل إلى مكانه في الركعة الثانية فإن الركعة الأولى تلغى وتقوم الثانية مقامها، فإذا وصل إلى مكانها من الركعة الثانية ينويها أن هذا هو عن الركعة الأولى.

    وقت كراهية السهر بعد صلاة العشاء

    السؤال: فضيلة الشيخ: هل تبدأ فترة الكراهة في السهر بعد صلاة العشاء من دخول وقت العشاء أو من أداء الصلاة، حتى لو أخرت الصلاة؟

    الجواب: لا من أداء الصلاة، (كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها).

    بيان مرجع الضمير في قوله : (ما فرطنا فيها)

    السؤال: قوله تعالى: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا [الأنعام:31] أي: الأقرب في عودة الضمير هل هو للدنيا أو للساعة؟

    الشيخ: أي ضمير؟

    السائل: فيها (ما فرطنا فيها)؟

    الشيخ: في وقت الساعة.

    السائل: ليس في الدنيا؟

    الشيخ: لا، الدنيا ما ذكرت، ما فرطنا فيها، أي: في شأنها فلم نستعد لها.

    حكم الذبيحة لإحياء ذكرى الميت

    السؤال: بعض العوائل يعتادون في رمضان فيذبحون ذبيحة ويقولون: هذه ذكرى للميت، ولا يذكرون عليها محاسن الميت؟

    الشيخ: ماذا؟

    السائل: هي اسمها ذكرى للميت، ولا يذكرون اسم الميت فيها، يعني: يذكرون مجرد اسم، وبعضهم يخصص يوماً في رمضان، وهكذا كل سنة؟

    الجواب: هذا من البدع التي لم تكن على عادة السلف، والميت يذكر بالدعاء له لا بالذبيحة له.

    فينبغي لطلبة العلم أن يزجروا الناس عن هذا ويقولون: هذا ليس من طريق السلف، وأيضاً لو فرض أنه ينوي الذكرى فليس رمضان محل للذبائح، الذبائح تكون في عيد الأضحى.

    السائل: لكن -يا شيخ- لو سألت عن هذا الفعل يقول لك: أريد أن أتذكر الميت.

    الشيخ: إذا كان من أجل الميت فتصدق بدراهم، أما أن تذبح ذبيحة، وتريد تنذر الأضاحي إلى رمضان هذا ليس بصحيح.

    السائل: هو لا يقصد أن ينقل الأضحية، بل هو يضحي في عيد الأضحى.

    الشيخ: هذا معناه يضحي مرتين: مرة في رمضان ومرة في ذي الحجة.

    أعمال المبتدع في ميزان الإسلام

    السؤال: في بعض الآثار: المبتدع لا يقبل منه صلاة ولا صيام ولا حج ولا صرف ولا عدل، هل هذا صحيح؟

    الجواب: لا ليس بصحيح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل بدعة ضلالة) فالبدع ضلال لكن منها ما يصل إلى الكفر ومنها ما دون ذلك.

    السائل: والأعمال الأخرى مقبولة؟

    الشيخ: نعم مقبولة، إلا إذا كانت بدعته مكفرة.

    معنى الاشتراط في قصة إعتاق بريرة

    السؤال: ما تفسير قوله صلى الله عليه وسلم لـعائشة في قصة حديث بريرة : (خذيها واشترطي لهم الولاء) وهو قد قال في آخر الحديث: (إن كل شرطٍ ليس في كتاب الله فهو باطل) مع أنه أمرها أن تشترط عليهم؟

    الجواب: توجيه هذا الكلام: بعضهم قال: إن (اللام) هنا بمعنى (على) أي: اشترطي عليهم، كما في قوله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ [الرعد:25] أي: عليهم اللعنة، لكن هذا التفسير باطل؛ لأنها قد اشترطت عليهم الولاء ولم يقبلوا، والصواب: أن المعنى اشترطي لهم أي: وافقيهم على هذا الشرط، وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بموافقتهم على الشرط؛ ليبين أنه وإن شرط فهو باطل، حتى يبين بطلانه بعد أن شرط، ويكون هذا أبلغ، ونظيره أنه أمر المسيء في صلاته أن يصلي مع أنه لا يطمئن، لكن أراد أن يبين أن الصلاة الباطلة لا تجزئ ولو فعلها الإنسان، هذا هو الصواب.

    حكم ذكر دعاء السفر على شكل جماعي

    السؤال: فضيلة الشيخ! دعاء السفر إذا كنا مجموعة هل يدعو أحدنا والمجموعة تأمن أو يدعو كل واحد منا على حدة؟

    الجواب: إذا كان يريد أن يدعو لهم لا بأس، يقول وهم يسمعون ويؤمنون؛ لأنه تعالى قال لموسى لما قال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس:88] فكان الذي يقوله موسى، قال الله تعالى: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا [يونس:89] قال العلماء: تفسير هذا أن موسى كان يدعو وهارون يؤمن. وإن قاله كل إنسان على حدة فلا بأس.

    وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، وسبحانك الله ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756233301