وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها النجاة يوم القيامة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصَح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتَرَكَنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عبـاد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
معاشر المؤمنين: بعد أيام قليلة أو أقل من قليلة يستقبل كثير من الشباب والطلاب، وربما رتَّب بعضُ الموظفين حساباته من أجل أن يوافقهم في استقبال إجازة طويلة تحتاج برنامج عملي جاد وتطبيق نافع، وإلا فستعود على أصحابها بالوبال وضياع أوقاتهم فيما لا جدوى فيه ولا طائل تحته.
أيها الإخوة: الناس أمام الوقت أصناف:
فمنهم من يرى الوقت محنة؛ يبحث ويقلِّب في ألوان السبل للقضاء عليه ولقتله والتخلص من بياض نهاره وسواد ليله، فتراه يبحث عن مواقع اللهو ومواطن السياحة التي لم يفقه أو لم يعبأ أو لم يكترث بمآلها وعواقبها.
وآخرون ينظرون إلى الوقت غنيمة بكل ما تعنيه الغنيمة من معنى، فتحتاج إلى المبادرة بالاستفادة، وإلى الإعداد قبل الدخول فيها.
وأقوام تمر عليهم الأوقات يستوي فيها ليلها ونهارها، وجدها وهزلها، ونافعها وضارها، فهم كما قال القائل:
ولكنها عن قسوة القلب قحطها فيا ضيعة الأعمار تمضي سَبَهْلَلا |
أيها الأحبة في الله: إن هذه الإجازة هي قطعة من العمر، هي قطعة من الحياة والزمن، وكل يوم يمضي منها فهو مقرِّب إلى القبر والموت واللحد والنهاية والآخرة، فالعاقل ينظر إلى هذه الإجازة أنها مطايا تحثه وتسير به إلى آخرته؛ نعم قد يُسَرُّ البعض بحلول هلال شهره، وزوال بدر شهره، وهو كما قال القائل أيضاً:
يَسُرُّ المرء ما ذهب الليالي وإن ذهابَهن له ذهابا |
أيها الأحبة في الله: إن المتأمِّل في هذه الإجازة بعين البصيرة، وبمنطق الدليل، وهُدى الوحي من الكتاب والسنة، ليراها قطعة من عمره، وقطعة من حياته تقربه إلى الآخرة، فما تُراه صانعاً بقطعة من عمره؟!
أيقتل قطعة من عمره؟!
أيفني أياماً وليالي من حياته؟!
أيتخلص من فرصة قد أوتيها ليعمل فيها ويزرعها ويغتنمها؟!
أيتخلص منها حتى تنتهي بلا فائدة؟!
إن ذاك والله هو الغبن الفاحش الواضح البيِّن، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).
ومن تأمل حال المرضى والمشغولين، وَجَدَ الأصحاء والفارغين في نعمة، إما أنهم يستفيدوا منها أو يُغْبَنوا فيها.
انظر صحيحاً لم يجعل من صحته حظاً للصيام، ولم يجعل من قوته مكاناً للقيام والتهجُّد، ولم يجعل من عافيته سبباً لنفع الآخرين أو قضاء حاجاتهم، أو السعي إلى حِلَق الذكر ورياض الجنة، أو الجد في طلب العلم والدعوة إلى الله جل وعلا، أين مضى عُمُرُه؟ وأين ذهبت عافيتُه؟
وانظر إلى آخر لا شغل له؛ أيامه ولياليه مليئة بالساعات الفارغة فلم يصرف شيئاً منها فيما ينفعه في دينه أو دنياه، أو ينفع غيره بأي وجه من سبل النفع ومساعدة الآخرين: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ). ولذا جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اغتَنِمْ خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، وخذ من نفسك لنفسك، ومن دنياك لآخرتك).
الفراغ الذي يقدم عليه كثير من الشباب والبنات والرجال والنساء وغيرهم إن لم يُعد له برامج ومشاريع لتملأه وإلا فستمضي بلا فائدة من أعمارهم.
لذا أيها الأحبة حري بكل واحد منا أن ينظر فيما يملؤ وقته وفيما يشغل فراغه، ولينظر ما هو البرنامج الذي اختاره، هل ينفعه في دينه؟ أو ينفعه في دنياه؟ أو ينفعه في الدنيا والآخرة؟
فمنهم من لا برنامج له في السياحة إلا رؤية شلالٍ هادر، أو بحيرة واسعة، أو جبل تكسوه الخضرة، أو برج شاهق، أو بناية تنطح السحاب، أو مدنية متقدمة، وحضارة معاصرة، فلا حظ له من سياحته إلا هذا، فذاك -أيها الأحبة- الواقع والعقل والمنطق شهود عليه أنه يخسر أكثر مما يربح، إذ أن كثيراً من البلاد التي توجد بها تلك المشاهد، وتقع بها تلك المواقع الغالب على كثير منها الإباحية والانحلال والتبرج والسفور، وسبل الخنا متاحة، وأبواب الدعارة مُشْرَعَة، والأزقة العامة مليئة بمن يتاجرون بلحوم الفساد والعياذ بالله.
وطائفة يسافرون: يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح:11] يقولون: نسافر للسياحة، وهم أقرب إلى الوقوع في الفساد من السيل إلى منحدره، يقولون بألسنتهم: نسافر لأجل السياحة، فإذا خلوا في فنادق الدرجة الأولى أو الشقق المفروشة أو الأماكن المشهورة التي يعرفها بعضهم أو كثير منهم لم يتمالك نفسه أمام عَرض رخيص، أو فتنة بشعة، أو بين يدي مشهد يهز مشاعر الفساد في النفس، ويدعو النفس إلى الوقوع في الفاحشة، والله جل وعلا يقول: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة:14].
اسأل بعض الذين ذهبوا وسافروا وطاروا وارتحلوا، قل لواحد منهم -إن أعطاك لحظة من الصراحة معك-: لماذا تسافر؟ فهل قال: سافرت لأجل الزنا؟! أو قال: سافرت لأجل الخنا؟! أو قال: سافرت لأجل اللحوم العارية؟! لا، وإنما قال: سافرت للسياحة، سافرت للاستطلاع، سافرت لرؤية كذا وكذا.
ووالله لو أن عبداً من عباد الله لم يعرف عن الأبراج حرفاً، ولم يعرف عن الشلالات كلمة، ولم يعرف عن البحيرات جملة، ولم يعرف عن الجبال نثراً، ولم يعرف عن الطبيعة شعراً، ما ضره ذلك يوم يلقى الله جل وعلا، ولن يحاسبه الله أو يقال له: يا عبد الله، لماذا لم تعرف جزر هاواي ، أو الشلالات الهادرة، أو البحيرات الواسعة، أو الجبال المكسية بالخضرة، ولكن: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فِيْمَ أفناه؟ وعن شبابه فِيْمَ أبلاه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفِيْمَ أنفقه؟).
السياحة بوابة من بوابات الخنا!
السياحة بوابة من بوابات الدعارة!
السياحة بوابة من بوابات إثراء الاقتصاد الغربي، ودعم الدول التي تؤذي المسلمين وتضطهدهم!
السياحة بوابة من بوابات تضييع أوقات المسلمين وأبنائهم!
وليست السياحة بجميع جوانبها، بل السياحة في ذاك النوع الذي تحدثنا عنه آنفاً.
نعم أيها الأحبة، إن كثيراً ينفقون تحت دعوى السياحة مئات الآلاف أو عشراتها!
ويقال لأحدهم: إن مرضعة صومالية ورضيعاً أشبه بالهيكل العظمي، عَظْمٌ يتربع على عظم أمه ويمص ثدياً لا قطرة من الحليب فيه، فيقال لأحدهم: ائتِ أو أعطِ أو ابذل من أموال سياحتك لهؤلاء الفقراء، فيقول: لا، هكذا قدر الله عليهم.
قد يمعن الله بالبلوى وإن عَظُمَتْ ويبتلي الله بعض القوم بالنِّعَمِ |
أما يـخشون الله؟! أما يـخافون الله؟! أما يعلمون أن الليالي دول والدهر قُلَّب؟! وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140] ينفق أحدهم على علبة المشروبات الغازية خمسة ريالات في الوقت الذي لا تساوي فيه ريالاً واحداً، ولو قيل له: ابذلوا قيمة هذا لمرضعاتٍ وأطفال رُضَّع قد بلغوا من الجوع والعطش مبلغاً؛ لم يبالِ ولم يكترث، وما موت البهائم على قارعة الطريق وموت إخوانه في أرض المجاعة إلا بميزان واحدٍ أو مقياس واحد.
وآخر يقال له: آلافك هذه تكفل مئات الدعاة في الفليبين، أو في القارة الخضراء في أفريقيا، الداعية يُكْفَل في السنة الواحدة بألف ومائتي ريال. فلأَنْ تبذل هذا المال لوجه الله جل وعلا بدلاً من أن يُبْذل المال لفنادق يهودية أو شركات سياحية تعود ملكياتها إلى علمانيين فجرة أو غربيين كفرة، تجده متردداً! تهون الآلاف في الفنادق وفي البرامج السياحية لكنها صعبة شديدة عظيمة ثقيلة يوم أن يقال له: ابذل بعض هذه الآلاف لكفالة الدعاة إلى الله جل وعلا.
وهذا مثال، واللبيب بالإشارة يفهم، وعلى هذا فقِس، ولا تعييك المسائل لكثرة الشواهد والوقائع فيما تراه من واقعك.
أيها الأحبة: نقول لأولئك الذين يهمون بالسفر وقولوا لهم أنتم أيضاً: أنتم أدرى بأنفسكم: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة:14] وما يعرف صراحة الإنسان أحد كمعرفته صراحة نفسه: وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ [القيامة:15] حتى لو أظهر أو أعذر أو صنع أو لفق أو جَمَّع من الأعذار والأقوال، هو أدرى بنفسه؛ هل سافر لأجل أفلام خليعة، أو لمناظر مجردة؟! هو أدرى بنفسه.
من كان هذا همه فليتذكر أن أناساً سافروا أشداء أقوياء وعادوا جنائز في التوابيت، وليتذكروا أن بعضهم سافر مبصراً وعاد كفيفاً، وبعضهم سافر نشيطاً وعاد معوقاً مشلولاً، وبعضهم عاد بكثير من الذنوب والأوزار والسيئات مريضاً، وربما كانت نهايته في سوء خاتمته وسوء مآله وغايته ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وليتذكر أن عليه من الشهود ما لا يحصى، فأرض وطئها تشهد عليه، وملائكة كرام كاتبون يشهدون عليه، وجارحة عصى الله بها تشهد عليه، والخلق شهود عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد عليه: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً [النساء:41] وقبل ذلك وبعده شاهد عليه مَن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض والسماء يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19] شاهد عليه مَن يعلم كل دقيق وجليل، من يعلم ويسمع دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء، على الصخرة الصماء.
قولوا هذا لمن علمتموه تعود السفر للتبذير وصرف المال هناك بلا فائدة، وبلا غاية وحاجة.
أيها الأحبة: نقول لأولئك الذين يهمون بالسفر وقولوا لهم أنتم أيضاً: أنتم أدرى بأنفسكم: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة:14] وما يعرف الإنسان صراحة أحد كمعرفته صراحة نفسه: وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ [القيامة:15] حتى لو أظهر أو أعذر أو صنع أو لفق أو جَمَّع من الأعذار والأقوال، هو أدرى بنفسه؛ هل سافر لأجل أفلام خليعة، أو لحوم رقيعة، أو لمناظر مجردة؟! هو أدرى بنفسه، من كان هذا همه فليتذكر أن أناساً سافروا أشداء أقوياء وعادوا جنائز في التوابيت، وليتذكروا أن بعضهم سافر مبصراً وعاد كفيفاً، وبعضهم سافر نشيطاً وعاد معوقاً مشلولاً، وبعضهم عاد بكثير من الذنوب والأوزار والسيئات مريضاً، وربما كانت نهايته في سوء خاتمته وسوء مآله وغايته ولا حول ولا قوة إلا بالله! وليتذكر أن عليه من الشهود ما لا يحصى، فأرض وطئها تشهد عليه، وملائكة كرام كاتبون يشهدون عليه، وجارحة عصى الله بها تشهد عليه، والخلق شهود عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد عليه: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً [النساء:41] وقبل ذلك وبعده شاهد عليه: مَن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض والسماء، شاهد عليه: مَن يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19] شاهد عليه: مَن يعلم كل دقيق وجليل، من يعلم ويسمع دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء، على الصخرة الصماء.
قولوا هذا لمن علمتموه تعود السفر للتبذير وصرف المال هناك بلا فائدة، وبلا غاية وحاجة.
وكيف يهنأ لمسلم سياحة وهو يعلم أن الأعراض في البوسنة تُنْتَهَك، يتعاقب الصرب على فرج الفتاة العذراء الصغيرة؟!
وكيف تهنأ السياحة والجياع يموتون في الصومال جوعاً؟!
وكيف تهنأ السياحة والمسلمون في الفليبين الآن في كتباتو وفي مراوي يواجهون حرباً شعواء ضروساً من النصراني راموس ؟!
السياحة كيف تهنأ بها والفتن محيطة حتى ببلادنا هنا؟!
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ |
من كان يقول: إن واقعنا اليوم كواقعنا قبل سنتين فقط فلا حظ له من الفهم والوعي السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي: (انتهى وقت النوم يا
قال امرؤ القيس لما قُتل أبوه: اليوم خمر وغداً أمر. انتهى هذا العبث، وانتهى ذاك اللهو، وقد آن لنا أن نعمل، وآن لنا أن نجد، وآن لأفعالنا أن تنطق ولو سكتت ألسنتنا.
صامت لو تكلما لفظ النار والدما |
وأخو الحزم لم يزل يده تسبق الفما |
لا تلوموه قد رأى منهج الحق أظلما |
وبلاداً أحبها ركنُها قد تهدما |
وطغاةً ببغيهم ضجت الأرض والسما |
كيف تهنأ السياحة والأبرار الأحرار، الأتقياء الأوفياء الأصفياء خلف القضبان في السجون والزنازين في بلاد تدَّعي الإسلام وقد ملئت سجونها بعشرات الآلاف من المسلمين.
أيها الأحبة: إن القضية والمأساة والأزمة إنما هي في القلوب، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46]. (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
فإلى أولئك الذين قد أعدوا عدة السفر نقول: أحبابنا! اتقوا الله، إخواننا! راقبوا الله، إخواننا! أربعوا على أنفسكم ففينا وفيكم من الذنوب والعيوب والزلات والهفوات ما الله به عليم، فلا حاجة أن تطفح الموازين بمزيد من الذنوب والمعاصي.
نقول لأولئك الذين جمعوا ريالاً مع آخر، وديناراً مع آخر: اصرفوها وابتغوا بها وجه الله تنفعكم: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].
وما نهاية عبدٍ جوَّال؟! ما من شلال إلا وتمتع بالنظر إليه، أو جبل إلا وأكل وجبة على سفحه، أو سهل إلا وتناول شراباً على خضرائه، أو بحيرة إلا وتناول الشاي على أطرافها، أو بحر إلا وأبحر بزورق في أمواجه، ما هي نهايته؟ نهايته اللحد كنهاية مَن لم يعرف في السياحة ألفاً ولا باءً، مادامت النهاية هي اللحود فاعمل لدار البقاء.
فاعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها |
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها |
ابنِ ما شئت، واشترِ ما شئت، وعَمِّر ما شئت، فليست تلك بدورك، وليست بقصورك، وليست بمنازلك، إنما منـزلك البرزخي لحد طوله متران وعرضه شبران، هذا هو بيتك، وهذا هو مآلك، وهذا هو مصيرك، ولو كنت ضابطاً مرموقاً فلن يُدفن جندي معك، ولو كنت رئيساً عظيماً فلن يُدفن خادم معك، ولو كنت ثرياً كريماً فلن يُدفن دينار معك، ولو كنتَ مَن كنتَ فلن يُدفن معك ولن يؤنِّسك إلا عملُك الصالح.
بعد هذه الجولة الطويلة في الدنيا بأبعادها وجنباتها يموت ابن آدم، وفي نهاية الرحلة يودعه ويشيعه ثلاثة: عمله، وماله، وولده، فيرجع ماله وولده ويبقى عمله، فاعمل لنفسك.
إن كثيراً من الناس يجنون على بناتهم ونسائهم، ولا تقولوا: لن يقع.. فقد وقع، والشواهد كثيرة، أناس ينهون عن الحق وينأون عنه، لا يكتفون في سياحتهم بفساد أنفسهم بل يسافر الواحد منهم ثم تنتهي الرحلة مع الأهل والزوجة والأسرة في مطار لندن أو باريس ، ثم يشق طريقاً منفرداً له، وتشق الأسرة طريقاً آخر منفرداً لها، فلا تسأل عما يفعل، ولا تسل عما يفعلون أو يُفعَل بهم!
أيها الأحبة! نقولها وقلوبنا يعتصرها الأسى غيرةً وحباً وشفقةً لإخواننا الذين ضاقت بلاد التوحيد بأطرافها أن تستوعب مراح قلوبهم وفساح أفئدتهم؛ لكي يبحثوا عن السياحة في بلدان أخرى، فلنكن صرحاء:
إن كانت السياحة بحراً؛ ففي بلادنا بحار.
وإن كانت السياحة جبلاً؛ ففي بلادنا جبال.
وإن كانت السياحة رملاً؛ ففي بلادنا رمال.
وإن كانت السياحة هواءً عليلاً ومواقع في جبال شاهقة؛ ففي بلادنا كذلك.
وإن كانت السياحة خلاعة تُعْرَض، أو خموراً يؤذن بها، أو دعارةً مقننة، أو سينما يحميها النظام والقانون؛ فهذا هو بيت القصيد!
والآن جاءت المسألة!
من أراد السياحة فليسأل نفسه؛ إن كان جاداً يريد أن يغير شيئاً من مكانه فسيجد بنصف تكلفة سفره داخل بلاده إن شاء في الشمال أو في الجنوب وإن شاء في الشرق أو الغرب؛ لكن لن يرى صليباً يُعْبَد، ولن ينقطع الأذان عن مسمعه، ولن يرى فواحش جهاراً نهاراً، أو كبائر إلا الربا، فأقول: خير لك أن تقضي سياحة إجازتك أو إجازة سياحتك في حدود بلدك، ففيها إثراء للقوة الاقتصادية في الداخل، وفيها حفظ لدينك ولدنياك، وحفظ لأهلك ولزوجتك، ولعل إقدام الكثيرين على السياحة داخل بلادهم يجعل المسئولين يعملون جادين في تطوير برامج السياحة في الداخل بما لا يحدث فتنة أو ينشر فساداً.
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر |
نقول: هنيئاً لهم ما فعلوه ويفعلون، ونقول: (إن الأقربين أولى بالمعروف).
فما الذي يمنع أيضاً أن تكون السياحة أو حظ السياحة بحدود بلدك التي رأينا وتعلمون أن فيها أناساً بعضهم لا يحسن الفاتحة، فما الذي يضير شباب الإسلام الذين يحبون التجوال والتطواف والتسيار أن يخرجوا فئاماً وجماعات صغيرة ينطلقون إلى حدود مملكتهم وحدود بلادهم فيخيموا في كل منطقة يحلون بها خمسة أيام يتعرفون على أهل الحي عبر المسجد، يتعرفون على الإمام يعطونه الكتب والأشرطة، وعلى المؤذن، ويتجولون في القرى والهِجَر، وفي تلك المواطن والمضارب، يجمعون الناس ويذكرونهم بالجنة، ويخوفونهم من النار، ويخبرونهم عن مخططات أعداء الإسلام، فإن بلادنا بحاجة كما أن تلك المراكز والمساجد الإسلامية البعيدة بحاجة: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار عياذاً بالله من ذلك.
أيهـا الأحبـة في الله: يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [البقرة:208].
معاشر المؤمنين: إن السياحة قد تكون بداية للرذيلة عند بعض الناس وطائفة منهم، وكم جاء في هذا المسجد وتحت هذا المنبر وعند ذلك الباب شباب يقولون: سافرنا لأجل السياحة فعدنا بفاحشة الزنا، والواحد منهم لو قيل له في البداية: يا عبد الله! لا تسافر إلى بلادٍ الدعارةُ فيها مُصَرَّحة، والخنا أبوابه مفتوحة، ودعاة الرذيلة على أبوابه في كل طريق، لا تسافر وأنت شاب غرير مسكين بين هوى مطاع، وشح متبع، ونفس أمارة، وشيطان يوسوس؛ لقال: معاذ الله، ما ذهبت لأجل الزنا.. ولا يزال الشيطان به لحظة لحظة حتى يعود وقد سجل في عداد الزناة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فيا عبد الله: اتقِ الله جل وعلا، فإن كان قد مضى مثلها فالحمد لله على ما ستر وغفر، وأمامك امتحان فيما بقي، وإن كانت الأولى فاحرص على صفاء صفحتك، فاحرص على صفاء سجلك، وليكن خالياً من فاحشة الزنا.
أحد الشباب لما حضر موعد زفافه، وفي ليلة زواجه الأول بكى! فقيل: ما يبكيك؟
فقال: أبكي فرحاً وشكراً، وحمداً وثناءً على الله أنني أدخل بزوجتي الليلة ولم أعرف الحرام لحظة.
تلكم الشهادة، وتلكم العفة، وتلكم الطهارة يا عباد الله.
ومن العجب أنك قد تجد بعضهم من عصمة الله له أنه لا يقدر على السفر، فيأتيه من يقول: سافر معنا، فالتذكرة مجاناً، والسكنى على حسابنا، والتنقلات هدية منا، فما يزالون به حتى يضاف في عدادهم ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فيا عبد الله: ما دمت نظيفاً فاحرص على نظافتك، وما دمت نزيهاً فاحرص على نزاهتك، وما دمت عفيفاً فاحفظ عفتك، وليعلم أولئك الذين يدعون أنها نوع ذكاء أو شطارة كما يسمونها، أو تدبير بصمت، ليعلموا أنهم بهذا يفتحون الشر على بيوتهم، قال الشافعي:
من يزنِ يُزْنَ به ولو بجداره إن كنتَ يا هذا لبيباً فافهمِ |
إن الزنا دَين فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ |
من قد زنا يوماً بألفـي درهم في بيته يُزْنى بغير الدرهمِ |
يقول صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك) أتريد حفظ بيتك؟ احفظ نفسك (احفظ الله يحفظك) ابنِ أسواراً منيعة من التقوى ومراقبة الله بينك وبين حدود الله، يُبْنَ لبيتك ولأهلك أسوارٌ منيعة فلا يتسلق مجرم أو صاحب فاحشة على أهلك وبيتك.
ثم إن طائفة من الشباب لا ينظرون إلا إلى ذات الفاحشة؛ فوالله لو استنطقت هذه البقعة تحت المنبر لو أراد الله أن يُنْطِقها لنطقت؛ أن شاباً جاء متألماً من ارتكاب فاحشة الزنا، وكان الأمر أن سافر إلى بلاد ليست بعيدة فكلَّمه مَن كلَّمه من داخل الفندق وعَرَض عليه فأرسل له والعياذ بالله، ثم إنها لذة وهمية في لحظة قصيرة، ثم عاد يضرب أخماس أسداس، ويعض أصابع الندم، يعيش قلقاً وشروداً وشتاتاً في الذهن والتفكير مع ما يتبع ذلك من قسوة القلب، والوحشة مع الرب، والخوف من الخلق، وتكدر الأحوال عليه، وتقلب أموره بين يديه بسبب تلك المعصية، وإن لم يتُب فحسابـه عند الله عسـير، قال صلى الله عليه وسلم: (ومررت بأناس -ليلة أسري به صلى الله عليه وسلم- عراة، ويُجلدون بسياط من نار، وتحت أرجلهم لهب يمس فروجهم، فإذا علا الذهب ضَوْضَوا -أي: صاحوا وارتفع صياحهم- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الزناة، وأقوام يشربون من عصارة أهل النار، من ردغة الخبال وهم أهل الخمر والمسكرات).
وبعد هذا وقبله شاب يُغَرَّر به، فيزني بفتاة في لحظة غاب فيها عقله، وحضر شيطانه، وغَرَّر به زملاؤه، ثم واقع فتاةً فحمل فيروس الإيدز، والإيدز لا يظهر ظهوراً واضحاً فيمن يصاب به إلا بعد ست أو سبع سنوات، فلربما حمل الفيروس وعاد إلى بلاده، وحيّاه من حياه، فخطب منهم وزوجوه، فنقل الفيروس إلى فتاة عفيفة شريفة، فأصيبت بالإيدز، ونقل الفيروس إلى جنينه، فيصاب به كذلك، وصدق الله العظيم حيث قال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
ثم أولئك الذين قد اشتعلت غرائز الجنس في أبدانهم ما الذي يردهم أن يتزوجوا؟! إن وجدوا ما يريدون ويرغبون من البنات في مواصفاتهم، والبعض قد ضيعه وقاده إلى الشهوة والفاحشة شدة تفصيله وشروطه في مواصفات زوجته، فتأخر عن الحلال وأقدم وأسرع في الحرام، فما الذي يضيره لو تزوج أرملة أو مطلقة أو امرأة أكبر منه سناً فإنه ينظر نفسه يوم أن يقضي وطره وينتهي مِمَّا في نفسه، ولكن مجتمعٌ بلسان سليط وأبصارٍ حادة يوم أن يتزوج شابٌّ بكرٌ فتاةً أرملة أو فتاةً مطلقة، ومجتمعٌ سليطٌ يوم أن يتزوج شابٌّ بثانية أو ثالثة أو رابعة، ومجتمعٌ سليطٌ يوم أن يتزوج شابٌ بامرأة أكبر منه ولو بعشرين سنة، ولكنه مجتمع جبان يوم أن يُعْلَم أن فلاناً قد سافر وزنا، أو سافر وتكرر سفره لغير تجارة أو علم أو دعوة أو فائدة، فعند ذلك يُغَضُّ الطرف وتَصْمُتُ الألسنة! مصيبة من أعظم المصائب!
وإن أولئك الذين تساهلوا بالزنا تحت دعوى السياحة، موضة الشباب شرق آسيا، موضة الشباب غرب أفريقيا، موضة الشباب البلاد الفلانية!
فذلك مثل المرأة المتبرجة التي يقصدها أهل الزنا والدعارة، يرون شكلاً جميلاً كجمال شكل الحمَّام وظاهره؛ ولكن حقيقة تلك الفتاة التي تعرض نفسها للبغاء أو توافق على هذه الفاحشة كحقيقة ما يوضع في الحمَّامات، فمن ذا الذي يرضى أن يكون الغائط حضناً له، والبول فراشاً له، والنَّفَس عطراً يشمه؟!
ولو أن كل شاب سافر إلى بلاد الغرب وفي نفسه أن يفعل ما يفعل، فرأى فتاة مهما أعجبه جمالها أو عُرِي أطرافها أو رائحة عطرها فتذكر أن جمالها الخارجي كجمال دورات المياه الخارجية من بلاط أو سيراميك أو قطع صحية لتذكر أن تحت الثياب البول والغائط، والنجاسة والنَّتَن، والقذر والوسخ، فمن ذا الذي يفتش حتى يصل إلى النجاسة وإلى النَّتَن وإلى القذارة فيجعلها حضناً له؟! هذا تصوير رائع لحقيقة الزنا، وتقريب جميل لهذه الفاحشة التي قد استسهلها كثير من الشباب ووقعوا فيها.
وبعضهم لا يبالي ولا يخشى ولا يخاف، وأشد منهم من ينتهي من تلك ليبحث عن غيرها، فلو أن مَن وقع أناب وتاب ورجع وثاب إلى رشده لكان حرياً أن يغفر الله له والله يغفر لمن يشاء.
أما أولئك الذين يصرون على هذه الفواحش فإنا نخشى عليهم أن يموتوا على خاتمة السوء، وعند ابن القيم كلام جميل يقول فيه: إن الإصرار على المعصية بريد الموت على الكفر.
ليس بريداً إلى سوء الخاتمة، بل هو بريد الموت على الكفر.
شاب ذهب برفقة بعض الشباب إلى بلد ليست بعيدة قال: فلما حللنا مشارف تلك المدينة والعاصمة التي يحجها ويقصدها كثير من الشباب، وقف لنا رجل من أهلها عليه سيما الوقار والصلاح فقال: يا عباد الله، أيها الشباب! ما الذي جاء بكم إلى هذه البلاد، وأنتم قد تركتم مكة خلف أظهركم، والمدينة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أظهركم؟! هل في بلادنا كعبة يُحَجُّ إليها، أو مسجد يُشَدُّ الرحل إليه، أو حلق علم كما هي في بلادكم؟! أنصحكم وهذه بلادي وأنا أدرى بها: عودوا إلى بلادكم خيراً لكم، عودوا إلى بلادكم خيراً لكم، عودوا إلى بلادكم خيراً لكم.
وإلى كل معلم ومدرس وقائد دعوة: أن يشارك وأن يبذل ما في وسعه لإنجاح هذه المراكز التي تحفظ عشرات الآلاف من الشباب.
وأدعو الشباب قبل هذا وبعده إلى الدروس والحلق العلمية، ففي بعض المساجد حلقات عبارة عن دورات تعليمية لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، مَن حضرها من أولها إلى آخرها أقول: جدير وحقيق بشهادةٍ في ذلك الفن الذي حضره؛ لأنها علمية أُرِيْدَ بها وجه الله، قام بها وبذلها وأداها علماء وطلبة علم أفاضل ففيها خير، وهي مرتع لمن أراد أن يقضي إجازته فيما ينفعه.
كذلكم المكتبات الخيرية ففيها نفع عظيم جداً، ونوصي أهل الأحياء بمساعدة ودعم روادها والقائمين عليها.
كما ندعو الشباب أيضاً ونحثهم على الصف في الأسواق والبيع والشراء وتعاطي التجارة، لو أن الشاب صلى الفجر وذهب إلى السوق الكبيرة، سواءً سوق جنوب الرياض أو شرق الرياض إنك لتجد أرباحاً طائلة يغفل عنها كثير من الشباب، سيارة بكاملها فيها من البطيخ أو الطماطم أو الخضراوات أو الفواكه تباع السيارة بكاملها بألف ريال، فمن اشتراها وصبر عليها سحابة النهار باعها مجزأة بثلاثة آلاف، أو بألفين وخمسمائة، أو بألفين؛ لكن أين الشباب الذين ينامون في الليل مبكِّرين ويستيقظون بعد الفجر كما يستيقظ امرؤ القيس:
وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل |
من الشباب من ترى فيه الجدية يخرج قبل الفجر أو مع الفجر مباشرة، ومنهم من لا يعرف اليقظة إلا بعد الظهر وأما الليل فقد سهره وأقامه فيما لا ينفعه ولا طائل تحته.
أو ابحث لك عن وظيفة والتجارة خير من الوظيفة في دخلها وفي راتبها وفي كل شيء، إلا من احتسب أن ينفع المسلمين بوظيفته، فيها خير كثير وربح وفير ولكن الشباب عن هذا غافلون، قال صلى الله عليه وسلم: (بُورِك لأمتي في بكورها).
فأين اغتنام البكور يا شباب الإسلام؟ اغتنموا هذا الصباح، ففيه من الأرزاق الخيرات والأرباح والبركات شيء كثير.
أسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته.
أسأله سبحانه أن يجعل هذه الإجازة القادمة وفيرة علينا بالصحة والعافية، والعمل الصالح والدعوة إلى الله، ونفع المسلمين، وكسب الحلال، وبر الوالدين وصلة الأرحام.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
اللهم دمر أعداء الدين.
اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين.
اللهم انصر المجاهدين في الفليبين.
اللهم انصر المجاهدين في البوسنة والهرسك.
اللهم اجمع شمل المسلمين في أفغانستان.
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، وكشمير، وإريتريا، وأرومو، وفي سائر البقاع يا رب العالمين.
اللهم عليك بالصربيين. اللهم أحصهم عدداً، واجعلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، واجعلهم غنيمة للمسلمين.
اللهم إنك تعلم أن المسلمين لن يستطيعوا أن يقدموا لإخوانهم في البوسنة والهرسك شيئاً يُذكر، اللهم فلا تَكِلْ إخواننا إلى المسلمين وكِلْهُم إلى وجهك الكريم وعزتك التي لا تضام، وركنك الذي لا يرام، وقدرتك التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء، انصرهم بنصرك، واجمع شملهم، وعجل نصرهم، وأقم دولتهم، واقمع أعداءهم بقدرتك يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم اهدِ أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم اهدِ علماءنا، وثبت دعاتنا، وأصلح شبابنا، واهدِ نساءنا، واجمع شملنا، ولا تفرِّح علينا عدواً، ولا تُشْمِت بنا حاسداً.
اللهم اهدِ إمام المسلمين، وأصلح بطانته، وقرِّب له مَن علمتَ فيه خيراً له، وأبْعِد عنه مَن علمتَ فيه شراً له ولأمته برحمتك يا رب العالمين.
اللهم اغفر لآبائنا، وأمهاتنا، وأجدادنا، وجداتنا، ولنا، وأحبابنا وإخواننا المسلمين.
وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر