أما بعد:
فحديثنا اليوم بحول الله وفضله وتوفيقه مع الدروس والفوائد المستفادة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأقول: خطب لا خطبة، لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في أكثر من موضع في حجة الوداع، فقد خطب في يوم عرفة كما بينا في اللقاء السابق، وخطب أصحابه في أيام منى بعد رمي جمرة العقبة، وخطب أيضاً في يوم النحر، ثم خطب وهو راجع إلى المدينة.
وهذه الخطب قد استخلصت منها الفوائد والدروس ونجملها في الآتي:
الفائدة الأولى: قطع الصلة بالجاهلية.
فما هي الجاهلية؟ وما معنى كلمة الجاهلية؟ إن هذا موضوع مهم جداً؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال في خطبة عرفة: (ألا إن كل شيء من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمي)، وقد يجمع المسلم بين إسلام وجاهلية، ففي الحديث: (أن
قد صور القرآن الكريم تبرج النساء في المجتمع الأول بأنه تبرج جاهلي، فقال سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33]، فما هو تبرج الجاهلية؟
عد إلى كتب التفاسير واقرأ، فقد كانت المرأة في الجاهلية تلبس ثوباً فضفاضاً صفيقاً، لا يصف العورة، وإنما كانت تُظْهِر جزءاً من صدرها ورقبتها فقط، فسمى القرآن هذا التبرج بـ (تبرج الجاهلية)، لكن نحن سنظلم الجاهلية الأولى إن قارنا بين تبرجنا اليوم وبين تبرجها، إن كان تبرج الجاهلية الأولى هو إظهار الصدر والرقبة فقط، إذاً فماذا تقولون في إظهار العورة المغلظة؟! جاهلية مركبة؟! جاهلية وإن ادعت الحضارة، وإن ادعت التقدم والمدنية، ولذلك نجد مجتمعاً مسلماً، لكن فيه أثر من آثار الجاهلية بل أشد، والقرآن الكريم حينما أمر النساء بترك هذا التبرج إنما ذلك لحفظ عفافها وشرفها.
واسمعوا إلى ما كتبه صحفي بارع: بينما كنت أسير على الطريق الدائري، رأيت نساء وبناتاً في عمر الزهور في مراحل التعليم المختلفة، وهن يرتدين لباساً أسود، ويغطين وجوههن، فماذا حدث لنساء مصر؟ وما هذه الردة والتخلف؟ وأي سبب دعانا لهذا؟ إنها ظاهرة خطيرة تستحق أن نقف عندها!
ثم يقول: وأنا ضد الذين يقولون: إن سبب هذا الزي مسألة اقتصادية، أي: فقر الأب، وإنما لا بد أن خلفه جماعة من الدعاة الذين أتيحت لهم الفرصة ليلوثوا عقول الشباب والنساء!
فماذا حدث لنساء مصر؟ تتغطى وتتحجب وتختمر وتغطي محاسنها؟ لا، لا بد أن تكون سافرة، واضحة المعالم من كل طريق يدخل إليها!! فيا هذا! أما تستحي من نفسك!؟
ويحلل ويكتب ويقول للمفكرين وأرباب الفكر المستنير: فهيا بنا ندرس هذه الظاهرة المزعجة المقلقة! ما هي هذه الظاهرة؟ إنه الحجاب الشرعي، فبصفاته الشرعية أصبح ظاهرة تستحق الدراسة، فأين المرأة التي كانت تقف بين الرجال وتخرج بلا ضوابط ولا قيود شرعية، فهذه هي المرأة التي نطالب بها! أليس هذا ينادي بأثر من آثار الجاهلية؟
وانظروا إلى تعاملات المسلمين في مجتمعاتهم، فالربا ينقسم إلى قسمين: ربا نسيئة، وربا الفضل، ثم ما هو ربا النسيئة؟ باختصار شديد لنسقطه على واقعنا المعاصر لنرى هل نحن نعيش في ربا الجاهلية أم في معاملة اقتصاديه سليمة في أكثر التعاملات؟ إن ربا النسيئة كان هو الظاهر والمسيطر على الحياة في الجاهلية، كأن يقترض رجل ألف جنيه وموعد السداد أول محرم، فجاء أول محرم ولم يسدد، فإذا تأخر يوماً زاد المال عن أصله، ويسمى ذلك بالفائدة، أليس هذه هو الربا بعينه الذي يسيطر على حياتنا الآن، إن تعثرت في سداد بنك من البنوك زاد عليك فوائد مركبة، بل قد رأيت رجلاً مديناً لأحد البنوك بخمسين ألف دين عقاري وعجز عن السداد سنوات، فإذا بالفائدة تزيد عن المائة ألف، وأصل الدين كان خمسين ألفاً والفوائد مائة! فعجز عن سداد أصل الدين فقيدوه بالفوائد ورب العالمين يقول: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة:280].
وقانون الضرائب التجاري يقول: إن كان الممول مديناً بألف جنيه، فكل شهر يتحمل فائدة 1%، يعني: أن مجموع الفوائد السنوية ستكون 12%، وأيضاً فربا النسيئة له معنى آخر، ألا وهو: أن تقرض أحداً بشرط أن يرد لك أصل المال مع زيادة معينة، كأن تقرضه ألفاً ويرد لك ألفين، فهذا ربا واضح وبين، وكذلك بيع العينة أحد أشكال ربا الجاهلية، والعينة كأن يحتاج المرء إلى مبلغ من المال ولا يجد من يقرضه، فيقولون له فتوى: اذهب وخذ سلعة، أي: اشتريها من بائع ثم بعها له بسعر أقل نقداً، فتكتب ورقة مثلاً بألف وخمسمائة، ثم يبيعها لنفس التاجر بألف فوري، فهذه صورة من صور ربا الجاهلية التي تسيطر على تعاملاتنا اليوم، فضلاً عن ربا الفضل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالذهب مثلاً بمثل والفضل ربا)، وتعاملات الذهب حدث ولا حرج، فالغالب فيها الربا، ولذا فلا يجوز أن تبيع ذهباً بذهب إلا أن يكون متماثلاً، فتبيع القديم أولاً وتقبض الثمن منه أو من غيره، هذا هو التعامل في الإسلام، (والفضة بالفضة مثلاً بمثل والفضل ربا، والتمر بالتمر مثلاً بمثل والفضل ربا)، ففي الحديث: (لما جاء
وأقول: إن حد الردة ثابت عند جمهور الفقهاء، كـابن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة وجمهور السلف وعلماء الأمة والصحابة والتابعين وتابع التابعين، خلافاً لمن أصيب بعفن في فكره والقائل: إن الردة ليست من الإسلام حتى توافق روح الإسلام! وقبل ذلك: الرجم ليس من الإسلام! ولعل بعد مدة يأتي من يقول: إن الصلاة ليست من الإسلام، وإنما المقصود بالصلاة الدعاء! وهذا كله من دعاوى وآثار الجاهلية، أما قتل المرتد فهو قتل بحق، والمرتد يستتاب ثلاثاً، وقد استنبط الإمام علي من قول الله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا [النساء:137] أن المرتد يستتاب ثلاثاً، وهذا فعل الصحابة وإجماع جمهور العلماء.
فهذا رجل من السلف كان يسير في الطريق فقابله رجلاً سيء الخلق فسبه ولعنه وتطاول عليه، فقال له: انتظر، ثم دخل إلى مسجد بجواره فتوضأ وصلى ركعتين ثم خرج يقول له: ما سلطك الله علي إلا بذنب ارتكبته، نعم فالله تبارك وتعالى لا يسلط هذا السفيه على الصالح إلا بسبب ذنب، فعاد الرجل يصلي ويستغفر، وكان السلف يقولون: كنا نعرف المعصية في خلق الزوجة والدابة، بمعنى: أن الزوجة لا تطيع، فإن وجدت ذلك فراجع نفسك إن كنت تقياً، ولا ترتكب المعاصي والذنوب، وكذلك الدابة، وتأمل يا مسلم ماذا فعلت المعاصي بالأقوام السابقة، ما الذي أغرق فرعون؛ إنها المعصية، ما الذي خسف بـقارون الأرض؛ إنها المعصية، ما الذي أرسل على ثمود الريح؛ إنها المعصية فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:5-7]، والخلاصة: أن سبب البلاء الذي نعيش فيه المعاصي التي نقترفها ونجاهر بها ليل نهار.
أما بعد:
فهناك أيضاً بعض الدروس الفقهية المستفادة من خطب حجة الوداع، والعلامة الألباني في كتاب حجة النبي صلى الله عليه وسلم قد استنبط ما يقرب من اثنين وسبعين درساً، فأنصح بقراءة هذا الكتاب للعلامة المجدد الألباني رحمه الله تعالى.
أولاً: عدم صيام يوم عرفة للحاج، ففي البخاري: (أن
فهذا ابن مسعود بكى في موته، فقيل له: لم تبك يا ابن مسعود ؟ قال: جاءني المرض في زمن الفتور، أي: فتور الطاعة، وكنت أحب أن يأتيني في زمن النشاط، أي: وأنا أتهجد وأقرأ وأصوم؛ حتى إذا جاء ملك الموت قُبضت على طاعة، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: (لا تغطوا رأسه ولا تطيبوه، كفنوه وغسلوه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً).
وربما قد تجد العجب في زمن العجب: رجل ينسب إلى أهل العلم ويصدر فتوى مضمونها: لا مانع من أن تجلس لتشاهد مسرحية، أو يشاهد حفلة غنائية، أو يشاهد احتفالات، لا أقول: شرعية، بل جاهلية، ويجلس وينظر إلى الرقص والطبل والغناء، ولا يستحي من منظره وسمته الإسلامي، فيا عبد الله لو أن ملك الموت جاءك في تلك الساعة فإنك ستبعث يوم القيامة وأنت تشاهد ما يغضب الله عز وجل، أما تستحي من نفسك، أما تتقي الله، وفي أماكن تتنزل فيها اللعنات من رب البريات؛ وفي أماكن يشرك ويسب فيها الله عز وجل، فيدخل هؤلاء ويطبلون، ويدخل هؤلاء ويصافحون، نسأل الله العافية.
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار، يا ربي لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، اللهم لا تجعلنا جسوراً يعبر بها أو عليها إلى نار جهنم، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، نعوذ بك يا ربي من علماء السوء، نجعلك يا ربي في نحورهم، ونعوذ بك يا ربي من شرورهم، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وفي السر والعلن، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وعند الاحتضار شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً، بيض وجوهنا عند سواد وجوه، ثبت أقدامنا على الصراط، اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، اللهم إنا نعوذ بك من القبر وظلمته، ونعوذ بك من الصراط وزلته، ونعوذ بك من يوم القيامة وكربته، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء ومن الذل بعد العز، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، علمنا منه ما جهلنا، ذكرنا منه ما نسينا، ارزقنا حب القرآن، ونور القرآن، وفهم القرآن، استر عورتنا بالقرآن، حبب إلينا القرآن، وحبب القرآن لنا، اغننا بحلالك عن حرامك، اكفنا بفضلك عمن سواك، اجعل ثأرنا على من ظلمنا، يا ربي لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا، اللهم حبب إلينا القرآن وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا ربي من الراشدين.
آمين آمين آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الجواب: لا بأس أن تأخذ طالما هي أعطت المال لزوجتك وقالت لها: أنفقي هذا المال على المستحقين، فأنت أول المستحقين، فلك أن تأخذ وتقضي عنك الديون، وأنت من مصارف الزكاة، حتى وإن أخذ المبلغ كله إذا كان مديناً، لأن المسألة لا تجوز إلا لثلاثة: (لفقر مدقع، أو غرم مفظع، أو دم موجع)، وهذا صاحب غرم، فهو من مصارف الزكاة.
الجواب: خلاف بين العلماء، والراجح: أن إبراهيم أعاد القواعد، وأما هي فمبنية قبل إبراهيم، فمنهم من قال: إن الذي بنى الكعبة هو آدم، ومنهم من قال: الذي بناها الملائكة، والله تعالى أعلم.
الجواب: المسافر إذا سمع النداء وحضرته الجماعة فعليه أن يصلي، وأما الحديث فله توجيه معين، ألا وهو: إذا كان مسافراً على متن طائرة وأذن للظهر كتب له أجر الجماعة؛ لأنه كان يواظب على الجماعة في حالة الإقامة، والسفر قد حال بينه وبين الجماعة، وليس معنى ذلك أن يكون مسافراً وقد نزل واستتب وأقام وسمع النداء فيقول: ليس علي جماعة، فليس هذا هو المقصود، والله تعالى أعلم.
الجواب: أرجح الأقوال وهو قول جمهور العلماء: القصر، وذلك ما لم ينو المسلم الإقامة أكثر من أربعة أيام، بمعنى: أنا سأنزل مكاناً وعندي نية أن أقيم أكثر من أربعة أيام فلا قصر، أما لو كنت لا أدري كم مدة الإقامة فأقصر مهما طالت المدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ظل في فتح مكة يقصر الصلاة أكثر من تسعة عشر يوماً، لأنه لا يدري متى سيعود، لكن إن نزلت مكاناً لمدة معينة ومحدودة، كأن تكون ثلاثة عشر يوماً فلا قصر مطلقاً؛ لأنك نزلت وأنت تعلم مدة الإقامة ومتى سترحل، فإذا نزلت في اليوم السابع من فبراير وسترحل يوم التاسع فلك أن تقصر، لأنك ستقيم يومين فقط، والذي يسافر إلى الحج يعلم متى الرحيل ومتى العودة، فأقول له: قصر الصلاة إن زادت مدة السفر عن أربعة أيام، أما في منى فتقصر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في منى قصراً، وصلى في عرفة جمعاً وقصراً، وصلى في المزدلفة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً.
الجواب: طواف القدوم هو للحاج القارن والمفرد فقط، وليس للمتمتع طواف قدوم، وإنما على المتمتع طواف عمرة، وهو في حكم طواف القدوم، إلا أنه ركن، وطواف القدوم واجب، وعند البعض سنة.
الجواب: إذا ترك أكثر من واجب من واجبات الحج، مثل: ترك المبيت بالمزدلفة، أو ترك رمي الجمرات، أو ترك المبيت بمنى، أو ترك طواف الوداع، وكل هذه واجبات، فعليه أربعة دماء، فإن استطاع أن يذبح أو أن يفدي باثنتين وعجز عن اثنتين فيلزمه صيام: ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ [البقرة:196]، فعن الواجب الواحد يصوم عشرة أيام، والهدي واجب لا شك في هذا.
الجواب: لا، ليس ذلك شرطاً، وإنما يستحب أن يصوم قبل يوم عرفة، ويوم النحر وأيام التشريق لا يصومها، فإن اضطر لصيام أيام التشريق فلا بأس، لكن الأولى أن يصوم ستة وسبعة وثمانية، خمسة وستة وسبعة وهكذا وهذا هو الأفضل.
الجواب: إذا حاضت المرأة في الحج فعليها أن تفعل كل ما يفعل الحاج إلا الطواف بالبيت، لكن إن خافت رحيل الركب قبل أن تطهر، فعليها أن تربط خرقة على فرجها وتتحفظ وتطوف طواف الإفاضة، وليس عليها طواف وداع، هذا قول العلماء، والله تعالى أعلم.
الجواب: السؤال الآن: هل أنت مفرد أم متمتع أم قارن؟ إن كنت مفرداً بالحج فقط فعليك أن تطوف للقدوم ثم ترحل إلى عرفة، لأن من أدرك الوقوف بعرفة قبل بزوغ فجر الأضحى فقد أدرك الوقوف، فلو أنه سافر من هنا قبل المغرب ووصل إلى السعودية في الساعة الثامنة مساء أو تسعة وأحرم من الميقات ثم طاف ورحل إلى عرفة ووصل الساعة الثانية عشر ليلاً فقد أدرك الوقوف بعرفة، فإن ترك عرفة قبل غروب شمسها فعليه دم، لأن الوقوف بعرفة في جزء من الليل واجب من واجبات الحج، والوقوف بعرفة في النهار سنة، فمن ترك الوقوف بعرفة نهاراً ووقف ليلاً فليس عليه شيء، ومن وقف نهاراً ولم يقف ليلاً فعليه دم، لأنه ترك واجباً من واجبات الحج.
الجواب: لا بأس أن تنيب عنك من يرمي الجمرات، شريطة أن يكون قد رمى عن نفسه، وكذلك أن توكل عنك من يذبح، فلا شيء في هذا أيضاً.
الجواب: الاشتراط في الحج أن يقول الحاج أو المعتمر عند إحرامه من الميقات: لبيك حجاً، فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وهذا يكون في حال الخوف، كأن خاف عدواً أو خاف تعطل دابة، أو خاف أن يرده من يرده، فعليه أن يشترط ولا شيء عليه، وأما من فاته الوقوف بعرفة لمرض شديد أقعده فلا حج له، وليس عليه شيء، ومن العلماء من قال: عليه أن يحصل الأركان بعد فوات وقتها، يعني: يقف بعرفة ويطوف للإفاضة ويسعى، فهذه أركان، ثم يذبح دماً عن كل واجب، فيذبح عن مزدلفة، ومنى، ورمي الجمرات، وطواف الوداع، والهدي.
الجواب: نعم، يجوز للحاج -مثلاً- إذا كان راجعاً إلى مصر أن يطوف للإفاضة وفي نفس الوقت ينوي به طواف الوداع، ويكون آخر عهده بالبيت هو طواف الإفاضة، والله تعالى أعلم.
الجواب: لا، لأن هناك فرقاً بين الفدية والهدي، فالهدي نسك، وله ميقات آخره أيام التشريق، ويجوز لك أن تأكل منه، بينما الفدية ليس لها ميقات، فهي دين في الذمة إلى أن تستطيع حتى ولو بعد الحج، لا يجوز لك أن تأكل منها، ويشترك الهدي والفدية في أن الهدي والفدية لا بد أن يذبحا داخل حدود الحرم.
الجواب: إن كان رجل مع امرأة وهي ضعيفة يأخذ حكمها، أما إن كان مريضاً ويريد أن تصل به إلى الرمي فاذهب به حتى يرمي ثم تعود أنت وترمي في وقتك، وهذا هو الصحيح؛ لأنك صحيح والرخصة للمريض والضعيف، أما أنت فلا بد أن ترمي بعد الزوال، فمن رمى قبل الزوال فكأنما صلى الظهر الساعة العاشرة، وهذا كلام مهم جداً، إلا إذا كان مرافقاً للمريض فيأخذ حكمه، يعني: لا يستطيع أن يعود ويتركه، أما إن كان ممكناً أن تؤديه فيرمي ثم تعود وترمي بعد الزوال، فهذا هو الصواب.
الجواب: إن كنت متمتعاً فالتقصير أفضل حتى تترك شعراً لتحلقه في يوم النحر، وإن كنت قارناً أو مفرداً فلا شك أن الحلق أفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً.
الجواب: نعم هو طواف عمرة، لكن اصطلح الفقهاء على تسمية الطواف هنا طواف قدوم، ولا مشاحة في الاصطلاح بعد فهم المعنى.
الجواب: أركان الحج أربعة:
أولاً: الإحرام، يعني: النية.
ثانياً: الوقوف بعرفة.
ثالثاً: طواف الإفاضة.
رابعاً: السعي.
وأما واجبات الحج فهي:
أولاً: الإحرام من الميقات، لا الإحرام، لأن الإحرام ركن، والإحرام من الميقات واجب، فلو أحرم بعد الميقات فإحرامه صحيح وعليه فدية؛ لأنه ترك واجباً.
ثانياً: المبيت بالمزدلفة.
ثالثاً: رمي الجمرات.
رابعاً: المبيت بمنى.
خامساً: طواف الوداع.
سادساً: الحلق أو التقصير.
سابعاً: طواف القدوم.
الجواب: هذه نقطة مهمة جداً، لأن بعض الحجاج يأخذون من شعرهم بالمقص جزءاً يسيراً، وهذا لا يسمى تقصيراً، ويلزمه دم إن أصر؛ لأن التقصير للرأس لا يسمى مقصراً إلا إذا قصر كل الرأس، أما من قصر جزءاً قصيراً فلا يسمى مقصراً، وقد ترك واجباً، ويلزمه دم، وأما بالنسبة للمرأة فتجمع ظفيرتيها وتأخذ من مجموع شعرها قدر أنملة، ولا تأخذ من جزء واحد.
الجواب: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو زيارة المدينة ليست من مناسك الحج، وإنما ينتهي الحج بانتهاء نسكه بانتهاء طواف الوداع، وليس عليه شيء، وإنما نقول بزيارة المسجد الحرام؛ لأنه من المساجد التي تشد لها الرحال فضلاً عن قبا فضلاً عن زيارة أموات البقيع، فضلا عن زيارة شهداء أحد.
الجواب: نعم، شريطة أن تكون قد اعتمرت عن نفسك، وتقول عند الميقات: لبيك عمرة عن أخي فلان، ثم تؤدي العمرة له، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة تقول: لبيك حجاً عن نفسي.
الجواب: طالما أنك تركت الواجب غير متعمد يلزمك دم، وكل واجبات الحج لها وقت معين، كالوقوف بمزدلفة، والمبيت بمنى، وطواف الوداع إن تركته ورحلت إلى بلدك لزمك دم.
الجواب: لا لأننا لن نختلف في الهلال في أول ذي الحجة أبداً.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وجزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، وتقبل الله منا ومنكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر