الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأحبة في الله! أسأل الله جل وعلا أن يحرم وجوهكم على النار، وأن يجمعنا وإياكم في دار كرامته ومستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ما أطيب هذه الليالي، وما أجمل هذه الأمسيات التي تزدان بهذه الوجوه المؤمنة الطاهرة، وتجتمع بهذه القلوب العبقة بالمحبة والمودة والأخوة في الله ولأجل الله، ما اجتمعتم على وترٍ ولا نغمٍ ولا عزفٍ ولا طربٍ ولا لهو، وإنما اجتمعتم على محبة وأخوة، تتلون كلام الله، وتسمعون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسائل يجاب، وضالٌ يهدى، وجاهل يعلم، ومستفيد يفيد، وهكذا مجالس المؤمنين.
إن هذه الساعة التي نجلسها -أيها الأحبة في الله- ستمر عليكم في هذا المخيم، وستمر على مخيماتٍ كثيرة سواء أكانت في جدة أو الرياض أو مكة أو في أي مدينة أو مكان، وستشهد تلك الساعات على أصحابها إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، فطوبى لعبدٍ جاهد نفسه حتى غابت شمس يومه بعملٍ صالحٍ يشهد له لا عليه، وهنيئاً لعبدٍ غلب شهواته وقاد نفسه إلى مرضاة ربه عز وجل حتى يلقى الله، وما أحقر وأصغر أقل أيام هذه الدنيا، وما هي إلا سويعات حتى نلقى الله جل وعلا.
قيل لإمام أهل السنة الجهبذ الجليل العظيم أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله ! هلا ابتغينا لك حذاءً غير هذه فقد انقطع شسع نعلك، فقال أبو عبد الله: يا بني! طعامٌ دون طعام، وحذاءٌ دون حذاء، وشراب دون شراب، ولباس دون لباس، حتى نلقى الله جل وعلا. ولما سأله ولده وقد رأى ما حل به من العذاب في ثباته في المحنة بالقول بخلق القرآن، قال: يا أبت! أنت إمام السنة فمتى الراحة؟ فقال: يا بني! الراحة عند أول قدمٍ نضعها في الجنة.
أيها الأحبة: هذه مقدمة يسيرة وقصيرة، وهذا أوان الشروع في المقصود، فلقد اختار الإخوة عنواناً عجيباً غريباً، ولما قرأت الإعلان في أحد المساجد ضحكت كثيراً ودهشت كثيراً وعجبت كثيراً "ما يطلبه المستمعون" هذا برنامج يذاع بعد الظهر في الساعة الواحدة والنصف لعددٍ من الذين يطلبون عدداً من الأغاني والأغنيات، ويهدونها إلى الأصدقاء والصديقات والزملاء والزميلات، فلانة بمناسبة وضع مولودها، والأخرى بمناسبة إنجابها ابنتها، والثالث بمناسبة تخرجه من الكلية، والرابع بمناسبة عقد الخطوبة، والخامس بمناسبة شراء السيارة، والسادس بمناسبة بيع البيت، والسابع ....
القضية أيها الأحبة: أن ما يطلبه المستمعون موضوعٌ غريب وعجيبٌ جداً، ولكن لما قلبت النظر، وفكرت كثيراً؛ تذكرت أن عندي عدداً من الأسئلة التي طالما ضاق الوقت عن الإجابة عليها في نهاية وختام بعض المحاضرات، فأعود بأسئلتي في جعبتي وأقلب الأسئلة في البيت فإذ بي أجد في الأسئلة سائلاً يقول: أريد منك أن تسمعنا آيات من القرآن، وآخر يقول: نريد أن تسمعنا شيئاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة يرغب أن يسمع حديثاً كان له أثر في حياتي، وثالث يسأل عن موقف محرجٍ وغريب وعجيب، ورابع يسأل عن أبيات من أعذب الشعر، وخامس يسأل نصيحة معينة، فجمعت هذه الأسئلة فقلت: هذا ما يطلبه المستمعون!
نعم. إن ما تسمعونه اليوم هو مجموعة من الطلبات التي جمعتها في ختام كثيرٍ من المحاضرات التي ضاق الوقت عن الإجابة على كثيرٍ من الأسئلة في ختامها، ولأجل ذلك فاسمعوا واصبروا وأعانكم الله على ما تسمعون، ويكفيك من شرٍ سماعه.
ثالثاً: أيها الأحبة في الله! أيها الشاب الذي سمع كثيراً عن الملتزمين والمتدينين والصالحين، هؤلاء هم إخوانك تسمع منهم الآية فيخبتوا ويخضعوا ويخشعوا لسماعها، ويسمعون الحديث فيستنبطون فوائده ومسائله، وتسمع منهم الكلمة الطيبة وترى في مُحيَّاهم علامات البشر والسماحة، وترى البسمات المنطلقات بكل تواضع ولين ومحبة في الله ولله: (
لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
وإلى ذلك الشاب الذي أعرض ونأى بجانبه، إلى ذلك الشاب الذي قيل له: تعال فاسمع محاضرة قال: لا حاجة لي بهؤلاء المعقدين والموسوسين.
إلى ذلك الشاب الذي قيل له: تعال واسمع نصيحة واحضر مجلساً واقرأ كتاباً واكتب كلمة نافعة، قال: إني عنهم مشغول، ويدعي أنه في شغلٍ أهم من شغل الآخرة.
أيها الشاب: لم تسمع في مجالس الخير إلا من هذه النصائح والمواعظ والفوائد.
المواعظ سياط القلوب تناديك لتخرجك من غفلة السادرين، ولتوقظك من سبات النائمين، فما الذي يحول بينك وبين التوبة، وما الذي يمنعك من الهداية، وما الذي يردك عن الاستجابة، وما الذي يردك أن تعود إلى الله فتنقلب إلى أهلك ضاحكاً مسروراً فرحاً بتوبتك، وتروح إلى ملاهيك وأشرطتك وما عندك من أمور اللهو فتنقض عليها جذاذاً ولا تدع منها شيئاً أبداً؛ توبة وعوداً ورجوعاً إلى الله جل وعلا.
لا تساوي بين الأعمى والبصير
قل: سمعنا وأطعنا
والذين اهتدوا زادهم هدى
اللذة الحقيقية في طاعة الله
أيها الشاب: والله إن عملت صالحاً فإنا نبشرك ونهنئك ونقربك إلى حياة طيبة هي من عند الله بشارة صادقة ليست من عندي ولا من عند شيخٍ قريب ولا بعيد، يقول ربك الغني عنك:
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 
[النحل:97].
أيها الأحبة: إن الذين ذاقوا لذة الهداية يتحدون أعظم الناس في لذاتهم، يقول واحدٌ ممن أدركوا حلاوة الإيمان: والله لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا بالسيوف.
ويقول آخر: إنه ليمر بالقلب أوقاتٌ يرقص فيها طرباً.
ويقول ثالث: إنه لتمر بي أوقات من لذة الهداية والخشوع والمناجاة أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيب.
انظر إلى الذين ذاقوا لذة الهداية سموا، وارتفعوا، وتجاوزوا حدود الملذات القريبة، بل أصبحوا يجدون اللذة حتى لو كانوا في المحنة وفي بلاء عظيم.
هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما سجن في دمشق في سجن القلعة ، قال: ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما كنت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان يقول رحمه الله في مجلسه وهو في سجن القلعة: لو بذلت مثل هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة، وما جزيتهم -الذين تسببوا في حبسه- على ما تسببوا إلي فيه من الخير.
ويقول ابن تيمية : المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه.
واعجبوا إلى هذا العالم الجهبذ شيخ الإسلام ابن تيمية ، يقول وقد سجن في الإسكندرية فكتب رسالة يقول فيها:
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
[الضحى:11] يحدث عن نعمة وهو في السجن، يحدث عن نعمة وهو في القيد، يحدث عن نعمة وهو في الأغلال، لو أن أحداً قرأ رسالته ولم يعلم أنه في سجن لقال: إنّ هذا قد زوج أجمل النساء، وأسكن أفضل القصور، وأركب أفخر المراكب، وقدمت له خيار وكرائم الأموال، لكنه يقول وهو في سجن الإسكندرية:
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
[الضحى:11].
يقول: والذي أعرف به الجماعة أحسن الله إليهم في الدنيا والآخرة وأتم عليهم نعمته الباطنة والظاهرة، ويقول ابن تيمية أيضاً: والله الذي لا إله إلا هو إني في نعمة من الله ما رأيت مثلها في عمري كله، فقد فتح الله عليَّ سبحانه وتعالى من أبواب فضله ونعمته وخزائن جوده ورحمته ما لم يكن في البال، ولم يدر في الخيال، هذا ويعرف بعضها بالذوق من له نصيبٌ من معرفة الله جل وعلا وتوحيده وحقائق الإيمان، وما هو مطلوب الأولين والآخرين من العلم والإيمان.
ثم يقول شيخ الإسلام : فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى، وفي توحيده والإيمان به، وانفتاح الحقائق الإيمانية والمعارف القرآنية.
أيها الأحبة في الله: هكذا ذاقوا الهداية فأصبحت السعادة لا تفارقهم في قصرٍ أو سجن، في سعةٍ أو ضيق، ركبوا أطيب المراكب أو مشوا حفاةً، لبسوا الخز والحرير والثياب أو مشوا بأقل من ذلك أو أدنى منه.
احفظ الله يحفظك
رابعاً: أنتقل بكم بعد ذلك أيها الأحبة إلى الفقرة الرابعة من برنامج " ما يطلبه المستمعون " وهي فقرة غريبة طالما سئلت عنها، وهي: أي موقف محرجٍ مر عليك؟
المواقف الحرجة كثيرة: وأختار منها موقفاً غريباً، أنتم تعرفون شريط (حاولنا فوجدنا النتيجة)، هذا هو حلقة ثانية بعد شريط (حاول وأنت الحكم) صليت ذات يومٍ في مسجدٍ من المساجد فقام شابٌ عليه سيما الخير، وأخذ ينصح الناس ويعظهم ويأمرهم ويدعوهم إلى الله جل وعلا، ويحثهم على التوبة ويقربها بين يديهم، قال: وإني أنصحكم بسماع شريط (حاولنا فوجدنا النتيجة) فإن فيه قصة ثلاثة كانوا فجاراً فساقاً عصاة، منهم: سعد البريك وصالح الحميدي وفهد بن سعيد، وإن الله مَنَّ عليهم بالتوبة والهداية، لقد كانوا مجرمين وقطاع طرق وفجرة وكانوا وكانوا ... وأخذ يرمينا بأخبث الصفات وأقبح العبارات.
وأنا إن خرجت من المسجد قال الناس: نعم. إذاً كان مجرماً من قبل ولذلك خرج، وإن جلست في المسجد أخذ الناس ينظرون إلي، وأنا في حرجٍ عظيم، وإن قمت أقاطعه أخشى أن أحرجه وأحرج نفسي معه.
فسكت حتى انتهى ثم أمسكت به فيما بعد، وقلت له: هل تعرف أن سعد البريك كان مجرماً من قبل؟
قال: هكذا فهمت من الشريط.
فقلت: والله يا أخي الكريم! على أية حال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن اعلم أن الله سبحانه وتعالى مَنَّ علينا بنعمة العقل والرشد والتمييز ونشأنا في أسرة طيبة، وبتربية أبٍ أسأل الله أن يحرمه وإياكم وآباءكم على النار، ومنذ الصغر ما عرفنا -ولله الحمد- ضلالة مما ذكرت أو جريمة كما وصفت، أو قطع طريق أو فسقاً كما ذكرت، ولكن يا أخي الكريم تثبت ولا ترم إخوانك بما لا تعلم، فهذا من المواقف المحرجة.
كذلك مما يطلبه المستمعون وهو موقف غريب عجيب في إحدى المحاضرات
الشيخ يوسف يذكرني بأحد المواقف لعله كان قد سمع به.
نعم. يا أخي الكريم! في إحدى المحاضرات يمكن أن نقوله من المواقف المحرجة: كنا في مسجدٍ وتعرفون الشباب من حماسهم يتقدمون ويتحلقون حول المحاضر حتى يصبح الذين في الصف الأول يصبحون في الصف الثاني أو الثالث يعني يتقدم على الصف الأول صفان من الشباب ويتحلقون حول الإمام، فلما انتهت المحاضرة وجاء المؤذن ليقيم الصلاة إذ بالمؤذن بينه وبين الميكرفون تقريباً حوالي صفين من الشباب فقال: (هو دين ولا تين)؟ كنا في الأول وصرنا في الثالث، فحقيقة مكثت أضحك هنيهة من هذا المثل الجميل (هو دين ولا تين)، قلنا له: في الحقيقة إنه دين بإذن الله جل وعلا، والمحاضرة من الدين.
كذلك من الأمثال الجميلة التي يمكن أن يضرب بها المثل لبعض الشباب، ولو كنا في مجلس لربما تأدبنا أو كان من واجبنا أن نتأدب في المسجد، لكن ما دمنا في الخلاء فلا بأس أن نمرح ونضحك معكم، وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالنا وإياكم جميعاً في الحسنات بإذن الله.
في إحدى المحاضرات كنا نضرب مثلاً لبعض الشباب الذين يقولون: إننا لا نستطيع أن نترك هذا المنكر أو لا نترك هذه الخطيئة.
فنقول لهم: يا أخي الكريم! يا أخي الشاب! إن المعصية جزء كبير منها نوع من التعود، حتى إن بعض الشباب أصبح يمارس المعصية دون لذة بالمعصية ولكن لمجرد التعود عليها، فتجده والعياذ بالله يمعن في المعصية مرة ومرتين وثلاث وأربع وربما الأولى فيها لذة، ولكن الثانية والثالثة والرابعة هي في الحقيقة من باب التعود، ومن تعود على شيء والعياذ بالله وخاصة من أمور الشر فإنه يصبح مدمناً له فيفعله وربما مات عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
على أية حال .. يضرب مثلاً قد يكون حقيقياً والظاهر أنه من باب الخيال أو الدعابة على أن التعود له أثرٌ عظيم حتى على البهائم: فيروى أن رجلاً كان عنده حوش، وكان في هذا الحوش أنواعٌ مختلفة من الغنم، نعيمي وبربري وعنز وأشكال مختلفة، وعددٌ لا بأس به من هؤلاء، فذات يوم تسلط بعضهم على بعض يتناطحون ويتسابون ويتشاتمون حتى ارتفع صوت رغائهم وقلبوا القدور وآذوا الجيران، فالتفت الرجل يطل من صفحة الدار على غنمه فوجدهم في معركة عظيمة، وأراد أن يسكتهم فما استطاع أن يصل إلى ذلك سبيلاً، فقام من شدة غيظه وحنقه على غنمه أن قام وفتح البوابة وركبهم جميعاً في (الونيت) وراح يفحط بهم ويدور ويرقى بهم محطات ويريد أن يقلبهم يميناً ويساراً وفرامل وسحب جلنط، (حاس بهم حوساً) حتى داخت رءوس الغنم وجاء بها في الليل وفتح الباب وكل واحد قد مسك جداراً ونام، ما استطاعوا أن يطيقوا شيئاً بعد تلك التجزيعات والتفحيطات والجلنطات ونحو ذلك، فلما جاء من الغد ما سمع للغنم صوتاً أبداً لا طبيعي، ولا صوت إزعاج، فقام وطل عليهم من السطح لينظر أين هن فلم يجدها في الحوش، فالتفت إلى الشارع فوجدها قد ركبت في السيارة ينتظرنه.
فعلى أية حال: من تعود على شيء أدمنه، حتى الغنم تعودت التفحيط وأصبحت تخرج من الحوش لتنتظر ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وينبغي أن تبلغوا عن مثل هؤلاء إذا رأيتموهم.
وهذا المثال أيضاً أو هذه الطرفة تضرب في شأن الذين كانوا فنانين وتركوا الفن ولكن لا يزال بعض أتباع الفنانين مصرين على الفن، تجد حتى هذا في الشيوعية والصنم الشيوعي هوى، الشيوعية سقطت، والفكرة انهارت وما عاد لها مبادئ وأسس، وتجد الناس لا يزالون يترنمون بـالشيوعية.
كذلك بعض أهل التمثيل والسينما تابوا وعادوا ورجعوا ولا يزال بعض أتباعهم يمجدون السينما والتمثيل ويصيحون عليها مرات ومرات، فبهذا الأمر يضرب مثلٌ غريب.
يقال: إن ثلاثة كانوا في مطعم وأحدهم يتأهب للسفر، فجلسوا في هذا المطعم يأكلون ريثما يحين موعد انطلاق القطار، فما هي إلا لحظات حتى سمعوا صافرة القطار وهو يوشك أن ينطلق ويتحرك، فما كان من هؤلاء الثلاثة إلا أن أسرعوا سرعة عظيمة يريدون أن يلحقوا بالعربة، فركب اثنان منهم ورجع الثالث يضحك ضحكاً غريباً يقهقه، فقابله رجل وقال: لماذا تضحك؟ قال: أصلاً أنا الذي سأسافر وهؤلاء جاءوا لكي يودعوني.
فعلى أية حال: هذا الذي هو صاحب الفن قد رجع تائباً لكن المودعين قد ركبوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سابعاً: أخيراً: أيها الأحبة نختم هذه الجلسة الطيبة معكم بواحدة من قصيدتين ولعلها هي من أكثر الطلبات التي وردتني في الأسئلة وهي من قصيدة
النونية الشافية الكافية لـ
ابن قيم الجوزية رحمه الله، وقصيدة أخرى بعنوان:
هذه قصيدة جميلة جداً لكن أحيلكم إلى شريط بعنوان: (الغنيمة الضائعة) فقد ذكرت هذه القصيدة بكاملها أو أغلبها، ولعل الوقت لا يسمح بذكرها تامة.
أختم هنا بشيءٍ من أبيات ابن قيم الجوزية رحمه الله من النونية الشافية الكافية :
يقول فيها رحمه الله:
دعوة إلى طالب الجنة
ما أعد الله لساكني الجنة فيها
ثم يقول في وصف الجنة التي أعدها الله للمتمسكين بالكتاب والسنة الملتزمين بأمر الله وأمر رسوله:
هذا وأول زمرة فوجوههم؛ هذه أول زمرة تدخل الجنة يذكر ابن القيم صفاتهم يقول:
أو ما سمعت بأن آخر أهلها..
أي: آخر من يدخل الجنة من أهل الجنة وآخر من يخرج من النار.
رؤية الله عز وجل
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ينظرون إلى وجهه الكريم، وألا يجعلنا من الذين يحجبون عن رؤية وجه ربهم جل وعلا:
ريح الجنة وأرضها
أين الشباب العزاب الذين ينظرون إلى النعيم؛ نعيم الجنة سبعون حورية يا إخوان، أين الشباب الذين يريدون أن يخطبوا إلى الرحمن الحور العين مهرها العمل الصالح:
الغناء والطرب واللذة في الجنة
أنهار الجنة ومأكل أهلها ومشربهم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون: فهل يأكلون عن جوع ويشربون عن ظمأ؟
قال: لا، ولكن لكي ينالوا لذة الأكل فقط، ولذة الشرب، وإلا فإن في الجنة لا يجوع أحدٌ ولا يظمأ ولا يعرى، ولكن لأجل لذة الأكل والشرب.
لباس أهل الجنة
وصف الحور العين
ثم يقول في صفة عرائس الجنة، وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهرهن:
يا من يطوف الكعبة الحصن التي حفت بذاك الحجر والأركان
من قاصرات الطرف لا تبغي سوى محبوبها من سائر الشبان
يا مطلق الطرف المعذب في الأُلى جردن عن حسنٍ وعن إحسان
لا تسبينك صورة من تحتها الد اء الدوي تبوء بالخسران
فانظر مصارع من يليك ومن خلا من قبل من شيبٍ ومن شبان
إن كان قد أعياك خودٌ مثلما تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن
فاخطب من الرحمن خوداً ثم قدم مهرها ما دمت ذا إمكان
ذاك النكاح عليك أيسر إن يكن لك نسبة للعلم والإيمان
والله لم تخرج إلى الدنيا للذة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد لـ لأخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل فات الذي ألهاك عن ذا الشان
والله لو أن القلوب سليمةٌ لتقطعت أسفاً من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الد نيا وسوف تفيق بعد زمان
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اختر لنفسك يا أخا العرفان
حورٌ حسانٌ قد كملن خلائقاً ومحاسناً من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها سبحان معطي الحسن والإحسان
والطرف يشرب من كئوس جمالها فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعـه سبحان متقن صنعة الإنسان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجهها وترى محاسنها به بعيان
حمرُ الخدود ثغورهن لآلأً سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقاً ساطعاً يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغرٍ ضاحـكٍ في الجنة العليا كما تريان
يلمع برقٌ في الجنة فيسأل أهل الجنة: ما هذا البرق؟ ما هذا الضوء الذي خطف الأبصار؟
فيقال: هذه حورية لواحد من أهل الجنة العليا ابتسمت لزوجها في الجنة، فلمع ذلك البرق أو ظهر ذلك الضوء.
لله لاثم ذلك الثغر الذي في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشبا ب فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها حمل الثمار كثيرة الألوان
والقدر منها كالقضيب اللدن في حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنـه عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقها وليس ثديهـا بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعبٌ ونواهد فثديهن كألطف الرمان
والله جل وعلا يقول: ((
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً))[النبأ:33]
والجيد ذو طولٍ وحسنٍ في بيا ض واعتدالٍ ليس ذا نكران
يشكو الحلي بعاده فله مـدى الـ أيام وسواسٌ من الهجران
والمعصمان فإن تشأ شبههما بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لين في نعومة ملمسٍ أصداف در دورت بوزان
والصدر متسع على بطنٍ لها حفت به خصران ذات ثمان
وعليه أحسن سرة هي مجمـع الـ خصرين قد غارت من الأعكان
حق من العاج استدار وحـوله حبات مسكٍ جل ذو الإتقان
قاما بخدمته هو السلطان بيـ نهما وحقٌ طاعة السلطان
ثم استحيا
ابن القيم
رحمه الله وقال:
وإذا انحدرت رأيت أمراً هائلاً ما للصفات عليه من سلطان
وهو المطاع أميره لا ينثني عنه ولا هو عنده بجبان
وجماعها فهو الشفاء لصبها فالصب منه ليس بالضجران
وإذا يجامعها تعود كما أتت بكراً بغير دمٍ ولا نقصان
فهو الشهي وعضوه لا ينثني جاء الحديث بذا بلا نكران
ولقد روينا أن شغلهم الذي قد جاء في "يس" دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعد ما عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله تلك الليالي شأنه ذو شان
واضرب لهم مثلاً بصبٍ غاب عن محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه إليه وما له بلقائه سببٌ من الإمكان
وافى إليه بعد طول مغيبه عنه وصار الوصل ذا إمكان
أتلومه إن صار ذا شغلٍ به لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفراً قد طغت أقلامنا يا رب معذرة من الطغيان
أقدامها من فضة قد ركبت من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم يرى مخ العظام وراءه بعيان
والريح مسكٌ والجسوم نواعمٌ واللون كالياقوت والمرجان
وكلامها يسبي العقول بنغمـة زادت على الأوتار والعيدان
وهي العروب بشكلها وبدلها وتحببٌ للزوج كل أوان
وهي التي عند الجماع تزيد في حركاتها للعين والأذنان
لطفاً وحسن تبعلٍ وتغنجٍ وتحببٍ تفسير ذي العرفان
يقول الله: ((
عُرُباً أَتْرَاباً))[الواقعة:37]
أتراب سنٍ واحدٍ متماثلٍ سن الشباب لأجمل الشبان
بكرٌ فلم يأخذ بكارتها سـوى الـ محبوب من إنس ولا من جان
يعطى المجامع قوة المائة التي اجـ ـتمعت لأقوى واحد الإنسان
وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ الأقوى هناك لزهده في الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمـض الـ عينين واصبر ساعة لزمان
ما ها هنا والله ما يسوى قلا مة ظفر واحدة ترى بجنان
وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان
تهتز كالغصن الرطيب وحملـه ورد وتفاح على رمان
وتبخترت في مشيها ويحق ذا ك لمثلها في جنة الحيوان
ووصائف من خلفها وأمامهـا وعلى شمائلها وعن أيمان
كالبدر ليلة تمه قد حف في غسق الدجا بكواكب الميزان
مقابلة المسلم زوجته في الجنة
تنبيه إلى كل ناعس بأن يتيقظ
رحم الله ابن القيم رحمة واسعة، كان شاعراً بليغاً فصيحاً أجاد وصف الجنة وحورها ونعيمها، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، وعذراً على الإطالة عليكم، وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
مراجع لحياة ابن القيم ونونيته
السؤال: ما هو المرجع الذي تدلنا عليه للتعرف على حياة
ابن القيم؟ وآخر يقول: أين نجد هذه القصيدة؟
الجواب: أما حياة ابن القيم رحمه الله فتجدها مصنفة أو تجدها منثورة ربما في بعض أو في مقدمة كثيرٍ من كتبه مثل الذين حققوا زاد المعاد في هدي خير العباد ، وربما في بعض طبعات طريق الهجرتين، وفي كتاب الروح وحادي الأرواح، وكثيراً من مقدمات كتبه تجد ترجمة لحياته رحمه الله.
وأما هذه القصيدة فهي في آخر الكتاب الموسوم المعروف بـالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، وهو كتابٌ جميلٌ جداً ويقرأه كثير من طلبة العلم، إذ إنه كله في العقائد والتوحيد والشرائع والأحكام وفي الرد على طوائف الضلال، خاصة الذين ضلوا في بعض الصفات ضلالاً بعيداً.
نصيحة للمبتدئ بطلب العلم
السؤال: أنا شاب في بداية الطريق المستقيم وأرغب -إن شاء الله- في علم الفقه فما نصيحتك لي؟
الجواب: ننصحك يا أخي الكريم بأن تأخذ العلم بمسائله المختصرة الصغيرة ثم الوسطى ثم الكبيرة منها؛ لأنه ليس من صالح المبتدئ أن يبدأ بالمطولات، وطريقة علماء هذه البلاد خاصة وكثيرٌ من أهل العلم من غيرهم عامة أن يبدأ المبتدئ بالمختصرات ثم بالشروح ثم بالمطولات، وعليك أن تحضر حلقة أو حلقاتٍ باستمرار، وأن يكون كتابك معك، وقلمك الذي تضيف فيه الفوائد على كتابك الذي تقرأ فيه، مستمعاً مراجعاً قبل الدرس مستذكراً قبله ومتأكداً بعده، فإن في ذلك خيرٌ عظيم بإذن الله وهذا الذي ننصحك به.
التوبة من عقوق الوالدين
السؤال: بت البارحة خارج البيت في المخيم -ليس هذا المخيم- مع شباب عصاة، وأبي وأمي غاضبين فبماذا تنصحني؟
الجواب: يا أخي الكريم! الأولى أن تقول: ربما جالست أقواماً عصاة فلم يكون سهرك معهم على طاعة الله، ولا أقل من أن يكون في ذلك معصية لله، فأنت أغضبت الله قبل أن تغضب والديك، وهذا مما يجعل الإثم متضاعفاً، فتب إلى الله وإياك بأن تسهر أو تخلو أو تبقى أو تمكث مع أناسٍ يعينونك على المعصية، زد على ذلك أن والديك ساخطون عليك، فاتق الله واطلب منهم الرضا واطلب من ربك التوبة والمغفرة؛ فإن الله غفور رحيم إذا صدقت منك التوبة.
نصيحة لمن يعارض والده ذهابه للمحاضرات
السؤال: أنا شاب أحب حضور المحاضرات ولكن الوالد يرفض ذلك، فهل ذلك من عقوق الوالدين؟
الجواب: على أية حال .. يا أخي لعل والدك لا يعلم ما يدور في هذه المحاضرات، فلك أن تستضيف أحد المشايخ أو العلماء لإقناع والدك وزيارته وتطييب قلبه وطمأنت نفسه، فإن النفس إذا اطمأنت رضيت وسمحت وأذنت بذلك، ولا نظن أن والدك يشتهي لك الشر ويحجبك عن الخير ويحرمك منه، لكن ربما في نفسه شبهة أو أمرٌ لم يتضح، فلا بد من إزالة الشبهات، وإذا عرف السبب بطل العجب.
علاج العادة السرية
السؤال: أعمل العادة السرية فما هو الطريق لترك هذه العادة؟
الجواب: الذين يكثرون أو يقعون في هذا سبب ذلك أمور:
أولاً: أنهم يجالسون من يتحدث بهذه الأمور فيعدي بعضهم بعضاً بهذا الأمر.
ثانياً: كثرة التفكير في هذه القضية، وكثرة التخيل لما يتعلق بها وذلك مما يقودهم إليها، وعلى هذا الشاب أن يستعين بالله وأن يجد في طلب الزواج، فإن عجز عن ذلك فعليه أن يشغل نفسه بما ينفعه؛ فإن من اشتغل بالمهمات والعظائم انصرف عن مثل هذه الترهات والسفاهات.
الوسيلة الناجحة في حفظ القرآن والسنة
السؤال: إني أحبك في الله يا شيخ، وأرجو منكم أن تبينوا لنا طريقة لحفظ القرآن والحديث؟
الجواب: أظن أن الشيخ عائض القرني حفظه الله سئل ذات يوم: ما هي المأكولات التي تعين على الحفظ؟
فقال: نحن لا نقول: إن الباذنجان والبقدونس والبطاطا والبصل مما يعين على الحفظ، ولكن الذي يعين على الحفظ بحقٍ وحقيقة هو تقوى الله جل وعلا:
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ
[البقرة:282] ويقول الشافعي :
فإن من بركات الطاعة أن الإنسان يبارك له في حفظه ويبارك له في علمه، وإذا قرأ شيئاً حفظه، وإذا قرأ شيئاً أدركه واستفاد منه، وإن من شؤم المعصية أن يتفلت على الإنسان علمه، ومن ذلك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ما يكون للنساء في الجنة
السؤال: إن ذكر الحور العين يجعل من النساء من يغار، فبماذا توجه الأخوات المسلمات؟
الجواب: نقول لأخواتنا: إن الله جل وعلا قال:
وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ
[الزخرف:71] أي: للرجال والنساء والذكور والإناث ما يشتهون من تمام اللذات، المهم أن نصل الجنة، إذا دخلنا الجنة انتهت القضية، فيتلذذ الإنسان بأنواع اللذات وأعلاها النظر إلى وجه الله جل وعلا، فنسأل الله أن يهدينا إلى عملٍ صالح، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يتوفانا عليه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أراد الله بعبدٍ خيراً استعمله، قيل: وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه إلى عملٍ صالح ثم يتوفاه عليه).
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى عملٍ صالح، وأن يتوفانا عليه وهو راضٍ عنا.
ويقول كذلك فضيلة الشيخ جابر جزاه الله خيراً: إن غيرة النساء منـزوعة تماماً، لا تنـزعج الواحدة تقول: زوجي معه سبعون حورية وأنا ما أطقت جارة واثنتين، فلتعلم أن لها تمام لذتها وله تمام لذته والغيرة منـزوعة تماماً.
وأذكر أنني حدثت زوجتي عن حور الجنة، فقالت: والله لو رأيتك معها لأقطعك أنت وهي.
لا حول ولا قوة إلا بالله، والمجالس بالأمانات.
وجوب إزالة الريبة عن النفس
السؤال: في هذا المخيم وفي هذه الليلة سمعت البعض يضحكون ويتهامسون عندما يسمعون اسم العائلة أو اللقب لبعض الناس ويقع كثيرٌ في هذا، فهل تتفضلون في توجيه كلمة نصح لمثل إخواننا الشباب هداهم الله؟
الجواب: على أية حال من الجهل وعلامات الجهل أن بعض الناس ربما لا يلفظ اسم المرأة أو اسم البنت وهذا والله جهل عظيم؛ النبي صلى الله عليه وسلم لما زارته صفية بنت حيي وكان معتكفاً فلما خرجت قام ليقلبها أي: ليوصلها إلى البيت، فمر اثنان من الصحابة فقال: (على رسلكما إنها صفية بنت حيي، قالوا: سبحان الله! حتى أنت يا رسول الله -أي: أنشك فيك يا رسول الله؟- قال: نعم، إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) فلو كان ذكر اسم المرأة عيباً لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها صفية. مع أنه ليس هناك داعٍ أصلاً لأن يسأله أحد، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يقذف الشيطان في قلب الصحابيين أمر سوء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه دليل على أن دفع الريبة مشروع، أن من حامت حوله ريبة فعليه أن يظهر من الكلام أو الرد أو القول ما يطرد به الريبة.