إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (10) - النوع التاسع معرفة سبب النزول [1]

عرض كتاب الإتقان (10) - النوع التاسع معرفة سبب النزول [1]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هناك فوائد يمكن استخلاصها من كلام السيوطي رحمه الله أوردها عن كتاب الإمام البلقيني في مقدمة كتاب الإتقان، كما أن السيوطي أورد نوعاً آخر من أنواع علوم القرآن وهو معرفة سبب النزول.

    1.   

    فوائد من مقدمة كتاب الإتقان

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:

    اليوم عندنا معرفة سبب النزول، ولكن قبل هذا النوع أحبذ لو نرجع إلى المقدمة.

    قال السيوطي رحمه الله تعالى: [هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة، ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات، فصنفت في ذلك كتاباً سميته: التحبير في علوم التفسير، ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع، مع زيادة مثلها، وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها، وقلت في خطبته..]، ثم سرد الخطبة. والبلقيني سبق أن قال: [وبذلك تكملت الأنواع خمسين]، يعني أن البلقيني عدّ خمسين نوعاً، وإذا ما أدخل الكنى والألقاب والمبهمات صارت ثلاثاً وخمسين نوعاً.

    فـالسيوطي بعدما ذكر كلامه هذا قال: [الثاني بعد المائة: التاريخ]، يعني: إذاً عددها في التحبير مائة ونوعين، إذاً يكون زاد قرابة الخمسين، مثلما ذكر، لكن هناك فائدة مهمة في هذا النص، في قوله: [فصنفت في ذلك كتاباً سميته: التحبير في علوم التفسير، ضمنته ما ذكره البلقيني ]. يعني أن: كتاب البلقيني مضمن في التحبير، فبعدما ينتهي من سرد الأنواع التي ذكرها البلقيني يقول: والخامس والسادس والسابع من زياداتي، ثم يسرد ما بعدها، ثم يقول: ورقم كذا وكذا وكذا من زياداتي، بحيث إنه يتميز ما زاده عما هو أصل للبلقيني . فهذه واحدة.

    وتأتي قضية ثانية أنه قال هنا: [ضمنته ما ذكره البلقيني من أنواع مع زيادات مثلها، وأضفت إليه فوائد]، ومعنى ذلك: أنه قد يدخل إلى ما ذكره البلقيني فيضيف إليه فوائد.

    إذاً: كأن كتاب البلقيني في حقيقته بين يدينا لكنه ضمن كتاب التحبير.

    وأيضاً: له كتاب اسمه: النقاية، جمع فيه أربعة عشر علماً، كل علم جعل فيها متناً، الأول في علوم الدين، ثم بعدها قال: علوم التفسير، ثم ذكر كتاب البلقيني وتقسيمه، ويظهر أنه ذكره بحذافيره؛ لأنه مختصر بالفعل، فيحتمل أن يكون ما ذكره في النقاية هو أصل كتاب البلقيني ، يعني: نقله بأصله؛ لأنه ذكره تماماً مثلما ذكر في الأنواع التي ذكرها الأول والثاني والثالث إلى السادس، فذكرها البلقيني هي نفسها تماماً، ومثل لكل نوع بمثال، فيحتمل أن يكون هذا الذي هو في النقاية هو كتاب البلقيني نفسه، ويكون في التعبير زيادات عليه، وهذه فائدة.

    والملاحظ أن البلقيني وقبله الزركشي ثم السيوطي لما أرادوا أن يؤلفوا في علوم القرآن كان أمام ناظرهم علوم الحديث، فأحد أسباب التصنيف في علوم القرآن هو إيجاد كتاب يماثل علوم الحديث، وعلوم الحديث دخله التنويع، لما يسمى بالأنواع مثلما فعل ابن الصلاح ، فهو يقول: قد يكون أيضاً هؤلاء سموا هذه أنواعاً تأثراً بأهل الحديث لما سموا تلك أنواع. وهذا محتمل ويحتاج إلى تأمل، لكنه من باب الفائدة يذكر.

    1.   

    أسباب النزول

    ذكر أقدم من ألف في أسباب النزول: علي بن المديني شيخ البخاري، ثم ذكر من أشهرها: كتاب الواحدي ، وهو كذلك، وكتاب الواحدي لا زال إلى اليوم يطبع طبعات متعددة، وأغلبها طبعات تجارية.

    [قال: على ما فيه من إعواز، واختصره الجعبري ] اختصر كتاب الواحدي بحذف الأسانيد، قال: [ولم يزد عليه شيئاً] ثم ذكر ما ألفه أبو الفضل ابن حجر العسقلاني ، وقيل: إنه مات عنه مسودة، فهل أتمه أو ما أتمه؟ لكن الموجود جزء قليل جداً من كتاب العجاب.

    ثم ذكر أنه كتب كتاباً سماه: لباب النقول في أسباب النزول، وهذا كما أشار سابقاً فهو يأتي عند كل نوع ويذكر من ألف في هذا النوع. وهذا ليس حصراً وإنما يذكر ما يحصل أو يطلع عليه؛ ولذلك قد يظهر مع البحث غير ما ذكره.

    الجعبري ذكر في نزول القرآن أنه على قسمين: ابتدائي وما نزل عقب واقعة أو سؤال، لكن قد ترد مسألة: هل يلزم أن ينزل عقب الواقعة مباشرة؟ لا يلزم أن يكون سبب النزول بعد الواقعة تماماً.

    قال: [وفي هذا النوع مسائل:

    الأولى: زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ، وأخطأ في ذلك، بل له فوائد] ثم بدأ يسرد الفوائد. ولم يذكر من هو الزاعم، ولو ذكره لأمكننا أن نتتبع أو نستفيد شيئاً معيناً من معرفة هذا الشخص الذي زعم، فهل بالفعل أسباب النزول تجري مجرى التاريخ؟ أما أن لها مساساً في التاريخ فهذا ما فيه إشكال، ولا يختلف فيه، لكن هل يعني هذا أنه يمكن أن تفهم الآيات بدون سبب النزول؟ وسيأتينا بعد قليل في الفائدة الرابعة التي في آخر السطر: [ومنها: الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال، قال الواحدي : لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.

    وقال ابن دقيق العيد : بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.

    وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب]، فهذه هي الفكرة التي نريد نناقشها الآن، فقوله هذا: إنها تجري مجرى التاريخ، نقول: أما كونها تجري مجرى التاريخ ويستفاد منها في التاريخ فنعم، لكن كونها تجري مجرى التاريخ بحيث إنه لا يستفاد منها في التفسير فهذا فيه نظر.

    فإذاً: الأصل أن أسباب النزول تعين على فهم القرآن؛ ولهذا من جهل أسباب النزول في بعض المواطن وقع في الخطأ، والأمثلة على هذا كثيرة، ونذكر مثالاً واحداً:

    اللغة العربية لما تأتي للفظة مجردة قد تحتمل أكثر من معنى، في مثل قوله تعالى في غزوة بدر، قال: وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال:11] لما ذكر إنزال المطر، وفي قصة طالوت وأصحابه قالوا: وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:250]، فهل (ثبت أقدامنا) هناك هي نفس (يثبت به الأقدام) هنا؟

    تثبيت القدم بمعنى إفراغ الصبر عليهم بحيث لا يفروا من المعركة، هذا معنى تثبيت القدم في قصة أولئك، لكن في قصة بدر فيها علاقة بنزول المطر، وإذا عرفنا أن الصحابة كانوا في أرض رملة والمشركين كانوا في أرض سبخة، فلما نزل المطر كان انزلاق عند المشركين، وثبات أقدام عند المؤمنين، عرفنا إذاً هنا أن المراد بتثبيت الأقدام ليس هو المراد به في تلك الآية، فليسا نظيرين. فيبقى عندنا بعد ذلك أن نقول: إن تثبيت الأقدام هنا حقيقي، يعني: تثبيت القدم التي يمشي عليها على الأرض.

    لما جاء أبو عبيدة معمر بن المثنى إلى تفسير الآية فسرها بمعنىً لغوي، وهو من حيث المعنى اللغوي صحيح، لكن ليس هو المراد بالآية، قال: وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال:11] يفرغ عليهم الصبر. جعلها نظير ما في قصة طالوت.

    فالذي أوقعه في الإشكال هو عدم معرفة ملابسات النزول، وهي ما تدخل في السبب مباشرة، لكن على الأقل هي قصة الآية؛ لأن في قصة الآية وسبب النزول اشتراكاً، فنذكر كمثال هنا وإن كانت الأمثلة طويلة ما نريد ندخل فيها، لكن لكي نفهم أن معرفة سبب النزول أصل مهم.

    قد يقول قائل: هل يوجد آيات لها أسباب نزول ويمكن أن تفهم من دون سبب النزول؟

    الجواب: يوجد، مثل أول سورة الممتحنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:1]، فهذه نزلت في حاطب ، ولو قرأنا الآيات معلومة من دون سبب النزول، وسبب النزول مقوٍ لمعنى الآية، لكن ممكن الاستغناء عنه في هذه الحال، لكن لا يعني هذا أننا يمكن أن نستغني عن أي سبب نزول.

    إذاً: يكون هناك توازن في فهم علاقة الآية بسبب النزول.

    إذاً نقول: الأصل أن معرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، لكن قد ترد بعض الآيات التي لها سبب نزول وتفهم الآية من دون سبب النزول، مثل آيات الزنا، وكثير من الأمثلة يمكن أن تفهم من دون سبب نزول، لكن سبب النزول يبين ويقوي المعنى، وسنأتي إلى قضية أخرى فيما بعد تتعلق بهذه وهي قضية: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي مرتبطة بهذا أو قريبة من هذا المعنى.

    لعلنا نقف عند هذا، وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756307002