إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 55للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اليهود هم شر الخلق، وهم المثال الحي للغدر والخيانة والتآمر، وبسبب أخلاقهم هذه سلط الله عليهم بعض خلقه إذ كانوا يستوطنون الشام، حتى خرجوا منه متوجهين إلى أرض الحجاز، فأقاموا في المدينة وما حولها، ومن طوائف اليهود تلك: بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع، وقد عاهد رسول الله بني قينقاع معاهدة سلم وحسن جوار إلى أن نقضوها بعد فراغ النبي من بدر، فسار إليهم النبي وأنزلهم على حكمه فصادر أموالهم وأجلاهم من المدينة، وترك لهم النساء والذرية.

    1.   

    غزوة بني قينقاع

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فقد انتهى بنا الدرس إلى مقطوعة [غزوة بني قينقاع]، وبنو قينقاع هم إحدى الطوائف الثلاث اليهودية التي كانت تسكن المدينة النبوية.

    أسباب سكن اليهود في المدينة

    سكنوا المدينة ذات السبخة والنخيل والجوع والجهل بعد أن تركوا بلاد الشام، بلاد الزبدة والعسل لسببين:

    السبب الأول: اضطهاد النصارى لهم، فقد كان الصليبيون عبدة المسيح يضطهدون اليهود، حتى إن بعضهم كان يقليهم في الزيت كالسمك، والسبب أنهم ينظرون إلى اليهودي على أنه قتل إلههم فكيف يحبونه؟ وكيف يطمئنون إليه، وهو قاتل إلههم؟ فقد كانوا يعتقدون أن اليهود هم من صلبوا المسيح؛ لأن الذي تمثل لهم في صورة المسيح -وهو مدير شرطتهم- قتلوه بوصفه هو المسيح، فالجريمة ثابتة وإن لم يُقتل المسيح؛ إذ رفعه الله إليه لما حاصروا منزله إلى الملكوت الأعلى، وهو فيه الآن -والله العظيم- فلما داهموا البيت ألقى الله الشبه على مدير شرطتهم فاحتضنوه وسحبوه إلى المشنقة وصلبوه.

    وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم حاولوا أن يغتالوه مرتين:

    المرة الأولى: سقوه السم بواسطة عجوز يهودية منتنة، حتى مات صلى الله عليه وسلم وهو يجد أثر السم في فمه.

    والثانية: لما أراد بنو النضير أن يسقطوا عليه رحى من السطح! وكيف لا وهم قتلة الأنبياء!

    إذاً: لما كانوا يعانون من ضغط النصارى فروا إلى الجزيرة (بلاد العرب) فنزلوا بفدك وتبوك وخيبر والمدينة هاربين.

    السبب الثاني: أن التوراة تبشر كالإنجيل بنبي آخر الزمان، وأنه يخرج من بين جبال فاران بمكة، وأن مهاجره المدينة ذات السبخة وكانت تسمى آنذاك يثرب، فقالوا: ننزح هناك لعلنا نؤمن به وندخل تحت رايته، ونعيد مجدنا ومملكة بني إسرائيل، ونؤدب أعداءنا من النصارى. وهذا سبب واضح غير خفي، ووالله إنه لحق! وإياكم أن تفهموا أنكم تسمعون من المسجد النبوي الكذب والخرافات والأوهام، انزعوا هذا من أذهانكم!

    إذاً: نزحوا إلى المدينة وكانوا ثلاث قبائل: بنو النضير في شرقها، وبنو قينقاع في وسطها، وبنو قريظة في جنوبها الغربي.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [بنو قينقاع هم إحدى طوائف اليهود الثلاث الذين كانوا نزلوا المدينة النبوية قبل الإسلام بزمن طويل؛ فراراً من اضطهاد الروم لهم] أي: هروباً من اضطهاد الروم لهم، والروم هم النصارى في الشام وفي تركيا وغيرها [وانتظاراً للنبوة المحمدية] هذان هما السببان [المبشر بها في التوراة والإنجيل] وإلى الآن وهم يحرفون البشارات، كعلماء المسلمين إذا أرادوا الدنيا يحرفون الكلم، ولا عجب!

    قال: [ولما حل النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مهاجراً السنة الماضية -أي: الأولى من الهجرة- عاهدهم صلى الله عليه وسلم معاهدة سِلم وحسن جوار، وقد تقدمت وثيقتها تحمل نصوص موادها].

    حكم مصالحة اليهود في فلسطين

    نستعجل هنا خشية أن ننسى: ففي هذه الأيام ضجة كبيرة: يقولون: كيف نصالح اليهود؟

    والصحف والمجلات تكتب، والعلماء يحاضرون وينددون بالمصالحة، وهذه المصالحة شيخكم هذا -إن تثقون فيه- طالب بها قبل أكثر من سبع وثلاثين سنة، قلنا: يا عرب! صالحوا اليهود، اعترفوا بهذه القسمة التي فرضت عليكم، وبلاد العرب ما زالت مستعمرة أكثرها، وأيدوا إخوانكم في أرضهم، وأمدوهم بالمال وعلموهم ليعزوا ويكملوا، لا تتركوهم مشردين مقسمين، طوائف هنا وهناك في كرب وهم! فيضحكون، ويقولون: كيف هذا؟ نصالح على ماذا؟!. أأنتم أفضل أم رسول الله؟ أأنتم أعلم أم رسول الله؟ الرسول صلى الله عليه وسلم صالح المشركين وليس أهل الكتاب اليهود فقط، فصلح الحديبية كان مع المشركين عبدة الأصنام الذين لا يؤمنون بالله ولا بكتابه ولا بلقائه، ومدة المصالحة كانت عشر سنوات.

    وفوتوا الفرصة على إخواننا الفلسطينيين، وتركوهم خمساً وثلاثين سنة أو أربعين مشردين، ولو رضوا بتلك القسمة التي فرضت عليهم من قبل الأمم المتحدة، وأخذوا يلمون شعثهم ويربون إخوانهم ويعلمونهم ويؤهلونهم، وقالوا: الله أكبر! وتحت راية: لا إله إلا الله لفر اليهود من ديارهم، ولكن ما رضوا، والآن عدنا إلى المصالحة، فقالوا مرة أخرى: لا يجوز أبداً، كيف نصالح اليهود؟. فقلنا: يا جماعة أنتم وعربكم عاجزون عن حربهم؛ لأن الله ليس معكم، -والله- ما هو معنا، ولو كان الله معنا أيخيفنا اليهود أو يحزنوننا؟ أبداً، فنحن نعرف أننا خرجنا عن هديه وسبيله وطريقته وحكمنا الأهواء وفارقنا الصلاة وتركنا الزكاة ورضينا بالشيوعية والبلشفية والاشتراكية والضلالات فكيف يكون الله معنا؟! حاشا لله: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128].

    فمن هنا لا نستطيع أن نقاتلهم ولا نقدر، أما قاتلناهم وهزمونا؟ إذاً: لم لا نصالحهم وهم أقدر منا وأقوى وأكثر قدرة على قتالنا؟!

    ونحن نصالحهم من أجل أن نتكون من جديد، لنصبح أمة قادر على قيادة البشر لا حفنة كاليهود.

    والذي همني أكثر هو فكرة في أذهان إخواننا، وهي أنهم يقولون: إذا صالحناهم ودخلوا بلادنا سقطنا في أحضان الخمر والزنا والجرائم وكذا .. فمن الخير ألا نصالحهم حتى يبقوا بعيدين عنا، وهذه خرافة! أهذا كلام يقوله ذو عقل ودين؟ لماذا لا نكون نحن الذين ندخلهم في رحمة الله، عندما يختلطوا بنا ويدخلوا ديارنا، ويشاهدوا أنوارنا ووفاءنا واستقامتنا وعزنا وطهارتنا، وقد دخل من قبل الملايين في الإسلام من أجل المنظر والمظهر؛ إذ لا يوجد كافر دخل الإسلام بالحديد والنار، ولكن فقط بالأسوة الحسنة.

    أقول: إن من إخواننا العلماء وغيرهم من يقولون: إذا صالحنا اليهود ودخلوا بلادنا واتجرنا معهم فإنهم يدخلوننا في الفسق والفجور والباطل!! وأقول: لم لا نقول: إذا دخلوا بلادنا أو دخلنا بلادهم فنحن الذين نسلبهم الكفر وندخلهم في الإيمان لاستقامتنا وعزتنا وطهارتنا ووفائنا، أما هم في خبثهم كيف يسلبوننا ما نحن عليه؟ المفروض أننا نحن الذين نجذبهم إلينا؛ لأنهم إذا دخلوا ديارنا وجدوا الوفاء، فإذا نودي للصلاة وقف كل شيء وأقبلنا عليها، ولا يجربون علينا كذباً، ولا نظرة باطلة، ولا مكالمة مع امرأة ولا شيء .. لا أننا نقول: إذا صالحناهم ودخلوا بلادنا أو دخلنا معهم يجذبوننا إلى الزنا واللواط والجريمة والسرقة، فهل نحن أبقار؟ هل نحن بهائم؟ أين الإيمان والإسلام؟ وأين الربانية الصادقة؟ وأين أنوار الله؟ أمر محزن لمن يفكر ويفهم ويعي.

    استغلال الوضع العالمي الراهن بإيجاد طرق دعوة بديلة لنشر الإسلام

    أيضاً: -وإن كنا لا نجد من يبلغ هذا الكلام أبداً- قد كتبنا وكتبنا وصحنا وتكلمنا وليس هناك من قال في جريدة: سمعنا كذا وكذا! أو قال: وجدنا رسالة فيها كذا.. أبداً! أمة هابطة لا يرفعها إلا الله! قلت لكم: لا يوجد كافر اضطهد بالتعذيب والنار أو بكسر العظام حتى ثم أسلم، والله لا وجود لهذا، سواء في شمال أفريقيا أو في الشرق الأوسط أو فيما وراء نهر السند أو في ممالك الهند أو في أوروبا، ليس هناك من أكره على الإسلام، وإنما كان الكفار من مجوس ويهود ونصارى ومشركين إذا شاهدوا أنوار المؤمنين في ديارهم دخلوا في الإسلام عن طواعية.

    هل هناك ذو عقل يردّ هذا؟ كيف أسلمت أفريقيا؟ كيف دخل الإسلام الأندلس؟ هل أسلموا بالحديد والنار؟ إن الله يقول: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ [البقرة:256]، إنه فقط سلوك المسلمين وربانيتهم المتمثلة في الطهر والصدق والوفاء والرحمة والعز، هذه هي التي جذبت الكفار من كل الأجناس إلى الدخول في الإسلام.

    والآن العالم في حاجة إلى الإسلام -والله العظيم- العالم في حاجة إلى الإسلام، فقد عمه الخبث، وظهرت فيه مظاهر الفساد والظلم مما لم تعرفه البشرية من قبل، إن البشرية تهبط كل يوم، فمن ينقذها إلا الإسلام فقط، هيا أيها المسلمون أتاح الله لكم الفرصة! لا ترسوا سفنكم على شواطئ بلاد العالم، ولا تجهزوا طائراتكم ونفاثاتكم، ولا توجهوا صواريخكم أبداً، فقد فتح الله لكم الأبواب كلها من البرازيل إلى اليابان والصين، فادعوا إلى الله عز وجل، وأنقذوا البشرية، فقد انتهى شأن الصاروخ والدبابة والطيارة أبداً، أما عرفتم أن في الأمريكان أكثر من ثلاثة ملايين مسلم؟ أما عرفتم أن ألمانيا ذات المخ الممتاز فيها عشرات المساجد؟ أما عرفتم أن فرنسا فيها أكثر من ثلاثمائة وثلاثة آلاف مسجد؟ وفي بلجيكا وفي وهولندا .. أما بريطانيا ففيها مراكز للدعوة. واليابان كذلك.

    فباسم الله مادام قد فتح الله الباب وأراحنا من القتال؛ لأننا في الزمن الأول كان الإسلام يقول: لما يستتب الأمر في هذه المنطقة ننظر إلى حدودنا من شرق أو غرب فإذا وجدنا دولة كافرة نعد العدة ونزحف، وعلى أبواب بلادهم نراسلهم -والجيوش واقفة-: هل تدخلون في رحمة الله وهنيئاً لكم، أسلموا تسلموا، تسعدوا وتكملوا، وتصبحوا خيرة الخلق، فإن قالوا: لا ندخل ديناً غير ديننا، ولا نستبدل بديننا ديناً آخر، قلنا: اسمحوا لنا يا حكام ويا جيوش أن ندخل هذه الديار نعلم أهلها ونربيهم؛ لأنكم عاجزون عن تربيتهم وتعليمهم، ويكفيكم ما أنتم عليه من الجهل والظلم والشر والخبث، فإن قالوا: مرحباً، دخلنا البلاد وأدرناها، وما هي إلا سنيات حتى لا يبقى فيها كافر، ويدخلون في رحمة الله، فإن رفضوا قاتلناهم، ونقاتل من؟ الجيوش وقادتها، وما إن ينهزموا ويدخل خيل الله إلا كلمة الله أكبر في كل بيت؛ لأنهم يشاهدون بأعينهم الطهر والصدق والوفاء والرحمة والعزة والشرف، فينجذبون انجذاباً كاملاً ويدخلون في الإسلام.

    فالآن أراحنا الله من هذا الأمر، وأولاً: ليس عندنا القدرة التي نقاتل بها. ثانياً: قال الله ما لكم حاجة في هذا الآن، فأيما بلد فيه كفر كوّنوا فيه مسجداً وجماعة وادعوا إلى الله. وهذا هو الواقع.

    إذاً: كيف نفعل لنقيم هذا الواجب؟

    بلغوا: أنه يجب أن تكوَّن منظمة إسلامية يشارك فيها كل قطر إسلامي بعالم من علمائه، وتصبح المنظمة ذات نيف وأربعين عالماً، ثم تبدأ تبعث بلجان؛ لجنة إلى أمريكا، وأخرى إلى أوروبا الغربية، وأخرى إلى أوروبا الشرقية، وأخرى إلى اليابان، وأخرى إلى الصين، وأخرى إلى الهند.. لتدرس أحوال المسلمين هناك، وتتعرف إليها بدقة، فتعرف حتى أعداد المسلمين واتجاهاتهم، ومذاهبهم، وما هم عليه، وما وجوه الخلاف بينهم، وما وجوه الفرقة والنزاع -إذ بينهم نزاع كما هو بين المسلمين في ديارهم- ثم تضع خارطة على طاولة وتنظر من خلالها ..

    إذاً: نحتاج إلى ميزانية عظيمة أكثر من ميزانية دولة كبرى، نعم، وكيف نجمع هذه الميزانية؟ فقط بالدعوة الربانية، تقوم لجان وتدخل القرى والمدن والجبال والأرياف، وتتكلم مع المسلمين بذوق ونطق، وتقول: يا مسلمون! على كل مؤمن أن يدفع ريالاً في السنة. وهناك ألف مليون مسلم، وهذه فاتحة فقط، فإذا كنت أنا أدفع ريال فغيري يدفع ألف ريال أو مليون وذلك عندما تتجلى حقيقة الجهاد، ثم تلك اللجنة العليا توحد الكتاب، وهي خطوة أولى، حتى لا يبقى هذا حنفي وهذا مالكي وهذا شافعي وهذا إباضي، وهذا زيدي.. ولكن كعهد النبوة: قال الله وقال رسوله. ويكفينا فرقة وخلاف، فقد كانت مقتضياتها موجودة وانتهت، فالعالم الآن كأنه بلد واحد، هذا الدرس يمكن أن يُسمع في العالم بكامله، فلا حاجة إلى الفرقة والخلاف أبداً، وحفظ الله لنا كتابه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.

    وتقوم هذه المنظمة بإيجاد أئمة ودعاة خريجي الكليات الإسلامية، وتبعث في كل مسجد بثلاثة يكونون لجنة في ذلك المسجد مكونة من الراعي والإمام والمزكي للنفس، إذاً: والكتاب واحد، وعلى سبيل المثال: -وإن كان بعض الطلبة يكربون لهذا ويقولون: كيف هذا يقوم بالدعاية لنفسه!- يدرس كتاب منهاج المسلم، ففيه العقيدة السلفية الربانية، والآداب الإسلامية، والأخلاق الإسلامية، والعبادات والمعاملات، كتاب وضع كأنه دستور، وما خرج عن المذاهب الأربعة قط، وكل أحكامه قال الله وقال رسوله، هذا الكتاب يوزع ويطبع بلغات، وقد طبع الآن بالفرنسية وبالإنجليزية، فإذا توحدت العقيدة والآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات توحدت تلك الأمة، وأصبح ليس فيها خلاف، وهذا مثال فقط، أن يوحد الكتاب كما وُحدت الميزانية حتى لا يكون فرقة ولا خلاف فالكتاب هو المربي، وتأخذ تلك اللجان تنمو بأولادها من بنين وبنات بالصدق والوفاء، والطهر والصفاء، والنورانية، فينظر المسيحي إلى المسلم فيخجل؛ لأنه عايشه في جانبه عاملاً أو كان له مجاوراً فما ضبط عليه كلمة سوء، وبعد أربعة أشهر فقط ينجذب إليه، وتأخذ أنوار الإسلام تنتشر، وفي خمس وعشرين سنة أو ربع قرن لا يستبعد أن توجد دويلات إسلامية في أوروبا وأمريكا، وينتشر الإسلام ودعنا من الدولة، وبذلك نكون قد أدينا واجب الجهاد في سبيل الله لإنقاذ البشرية وهدايتها؛ ولنشر دعوة الله في الأرض بكل هذه السهولة واليسر.

    وتبقى مشكلة أخرى وهي: أنهم ينظرون إلى المسلمين في بلادهم وهم في أسوأ حال، فالجرائم عندهم والخبث، فيقولون: كيف نسلم؟ فنقول لهم: لا، أولئك هبطوا، ولكن تعالوا انظروا إلى إخوانكم في بلادكم، فهم طبقوا الإسلام على أنفسهم، وآثروه على غيره واختاروه فلاحت أنوار الهداية فيهم، وأولئك أعرضوا عنه وابتعدوا، فلا يكون هذا مانعاً لكم من دخولكم في الإسلام، ولعله إذا لاحت أنوار الإسلام خارجه تغمر داخله، فيعجب المؤمنون والمسلمون!

    ولا أطيل عليكم فهذه هي طريق الدعوة بعد أن أراحنا الله من أن نغزو ببواخرنا وطائراتنا؛ لأن الغزو لا للمادة ولا للشرطة والحكم، ولكن فقط لهداية الخلق والبشرية، فلما هيأ الله الفرصة وأصبح الإسلام ينتشر في أوروبا وفي أمريكا وفي اليابان وفي الصين وفي الهند وفي عدة بلاد بواسطة جماعات تنقل الكلمة فقط، فلم إذاً لا نغتنم الفرصة؟ أين المسئولون في العالم الإسلامي؟

    ستقولون: يا شيخ ومن يبلغهم؟ إن كلامك هذا يقولون عليه: هراء! خيال! أوهام! يقولها هذا الشيخ العجوز المسكين!. وهذا لأننا ما زلنا هابطين، وما أتيحت الفرصة لأن نرتفع ونسمو ونعلو، فقد كررنا هذا الكلام عشرات السنين، والحمد لله نادينا بتكوين الرابطة فتكونت، والجامعة الإسلامية وجدت، ولكن ما تم المراد والمقصود على وجهه.

    وعلى كل حال نعود الآن إلى حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وهو في غزوة بني قينقاع، وبلغوا هذا إن استطعتم ولو في المجالس.

    قال: [وقد نافق كثير من أحبارهم ووالوا المشركين في الخفاء] رغم ما كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم من معاهدة ببنودها نافق بعضهم، وكان على اتصال بالمشركين يؤلبهم على الرسول والمؤمنين، ولا عجب فإنهم اليهود [وكانوا يتربصون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدوائر] أي: متى تقع معركة بينه وبين المشركين فينهزم ويعلون هم ويظهرون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756364074