فهذه أيها الإخوة! حلقة خاصة للإجابة عن الأسئلة التي وردت في خلال المحاضرات الماضية وهي أسئلة كثيرة.
ونبدأ الآن بأسئلة محاضرة "مصاحبة الصالحين" وبعدها أسئلة "كيف تسأل أهل العلم" وبعدها أسئلة محاضرة "سيادة الشريعة" وسيتخلل ذلك إن شاء الله أسئلة أيضاً وردت من بعض الإخوان واستفتاءات أتينا لهم بالإجابات عنها.
السؤال: أريد أن ألتزم ولكني أسكن أعزباً مع شباب منحرفين، وللأسف أهلي في مدينة أخرى وأنا جئت هنا لأبحث عن عمل؛ فلا مناص من مجالستهم ولو إلى حين؟
الجواب: هذه المشكلة من المشكلات التي يعاني منها كثير من الناس الذين يسكنون أو يقيمون في بيئات ليس فيها أناس ملتزمون بالدين، والبيئات تختلف، فمن البيئات ما يكثر فيها أهل الدين أو الشباب الطيبون، مثل الجامعات مثلاً، ومن البيئات ما يكون وجود الشباب الطيبين فيها شيئاً نادراً، فيحس الإنسان ولا شك بغربة نتيجة توحُّده بين هؤلاء الناس.
ولذلك نقول لهذا الأخ: إن عليك أن تكون بين هؤلاء الأقوام حاضراً غائباً، حاضراً بجسدك غائباً عنهم بمشاعرك، وتنمية مفهوم العزلة الشعورية لدى المسلم في هذه الحالة شيء مهم، وقد كتب عنه عدد من العلماء مثل ابن القيم رحمه الله، وعدد من المعاصرين مثل سيد قطب رحمه الله، مفهوم العزلة الشعورية من المفهومات المهمة، كيف تعيش بين الناس ولا تشاركهم في المنكرات والمحرمات التي يقترفونها.
ثم إن على هذا الأخ أن يبحث عن إخوة طيبين من خارج هذا الوسط الذي هو فيه، فلو كان يعيش مثلاً في سكن شركة، وهذا السكن ليس فيه أناس طيبون مطلقاً أو ملتزمون بالدين، فإنه لن يعدم أناساً ملتزمين بالدين في أماكن أخرى قريبة يصل إليهم، ويعقد معهم أواصر الأخوة، فلا يجوز أن يبقى لوحده؛ لأنه سيضعف.
الجواب: نقول: نعم، إن هذا النوع من الجوار في الفصول الدراسية شيء واقع، وهو أن يجاور الإنسان عن يمينه وشماله في الفصل الدراسي أناساً من الفسقة، أو من الطلاب اللاهين اللاعبين، ففي هذه الحالة ينبغي عليه أن يحذر هذا الجوار، ولذلك فإن تنسيق المواقف قبل تعيين الأماكن في الفصول من القضايا المهمة التي ينبغي أن يحرص عليها أهل الخير، فإن مجاورة الطيب للطيب تعينه كثيراً، ومجاورة الطيب للسيئ من الأمور التي كثيراً ما تأتي بنتائج هدامة، وكثير من الشباب الذين ضلوا وانحرفوا؛ بسبب مجاورتهم في الفصل الدراسي لأناس من التائهين الذين يجلبون معهم إلى الفصل أموراً من المحرمات.
ولذلك فإنني أعيد وأؤكد على قضية تنسيق الجوار في الفصل الدراسي قبل بداية العام الدراسي، أو قبل أن يأخذ الطلاب أماكنهم.
الجواب: هناك حالات كثيرة يكون فيها مخالطة أهل الشر أمراً متعيناً مثل قضية الولائم، فإنه يحضر فيها من الأقارب مثلاً من ليس بملتزم بالدين، أو من هو بعيد عن الشريعة، وفي هذه الحالة فإن على الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وإذا حصل شيء من الاستهزاء بالدين فلابد أن يقوم بواجب الإنكار.
وكذلك يحاول أن يشغل هذا المجلس بشيء من الكلام الطيب؛ لأن هذه المساحة إذا احتلت بشيء من الخير؛ فإن إشغالها بشيء من الشر سيكون عسيراً، وليحذر الإنسان من الدخول في الأمور التي تقلب المجلس إلى مجلس سوء، فمثلاً بعض الناس يفتح المجال لطرفة؛ فإذا بهؤلاء الناس الذين عندهم قابلية لعمل بعض النكات التي تصادم الدين يدخلون من هذا المدخل ، بسبب عدم الجدية في الطرح، ولا نقصد أن يأتي بمواعظ تبكي، أو أنه يقول: لابد أن آتيهم بكلام علمي عميق، بل إن مثل هؤلاء الناس تعجبهم القصص الهادفة، وهي كثيرة.
ولذلك لا بد أن يكون لدى الشخص ذخيرة من القصص الهادفة، حتى إذا جلس في هذه المجالس استطاع أن يأتيهم بهذه القصص، وهذه القصص لا يُشترط أن تكون من قصص الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين، وإنما قد تكون قصصاً مؤثرة حصلت في الواقع؛ إما أن تكون مكتوبة أو سمعها سماعاً، فعند ذلك إذا طرحها تلتفت إليه الأذهان أو الأسماع وتنشغل الأذهان بهذه القضية، ولا نعتبر هذا الشخص يعيش ازدواجية مذمومة في هذه الحالة.
الجواب: كثير من الشباب يتهمون أنفسهم بهذا الاتهام، ويقولون: إننا لسنا على مستوى كثير من الشباب الذين نخالطهم، فهناك من عنده علم، وهناك من هو صاحب عبادة، وهناك من هو من الدعاة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وهذا الشخص قد يكون حديث التدين وليس عنده مثل ما عند أولئك من الخبرة أو العلم أو الجرأة، وقد يكون عنده بقايا معاصٍ، وهذه المعاصي الباقية تسبب لديه نوعاً من الشعور بالنفاق، أو أنه قد يكون سبباً في فشلهم.
وفي هذه الحالة نقول: أنت مأمور شرعاً بأن تكون مع الجماعة والرفقة الطيبة، وتركك لهم معصية لله عز وجل، وابتعادك عنهم اقتراب من الشيطان، مهما كان عندك من المعاصي والفسوق؛ فإن هذا لا يمنع أن تجالسهم وتخالطهم، ثم الإنسان كيف يتعلم إذا لم يخالط هؤلاء؟ وبعد سنوات ستصبح رمزاً فيهم وشخصاً يشار له بالبنان، وسيأتي أناس آخرون من القادمين الجدد الذين يحتاجون إلى الاختلاط بك أنت، فأنت هيئ نفسك من الآن لتبوء مركز القدوة في المستقبل.
الجواب: إن النبي عليه الصلاة والسلام قد استعاذ من أربعة أشياء فقال: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يرفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع) فنقول: إن العلم غير النافع قد يكون علماً ضاراً أو يكون علماً فيه ضياع وقت، مثلما يحدث مثلاً في علوم بعض الأشياء الرياضية أقصد البدنية النظرية، أو بعض التخصصات الأدبية التي فيها دراسة لتاريخ أوروبا في القرن السادس عشر والسابع عشر وغير ذلك من الأشياء التي لا يحتاج المسلمون إليها إلا لمن كان متخصصاً في هذا الجانب.
فنقول: إن دراسة هذا الشخص في قسم الأدب أو التاريخ بهذا الشكل هو من الانشغال بالأمور التي سيضيع وقته فيها، وربما يسأل عنها أمام الله عز وجل.
أما أن يدرس في علوم الطب أو الهندسة ونحو ذلك من علوم الجيولوجيا، أو العلوم التي تساعد في المخترعات ونحوها، وتساعد في أمور الحياة فليس ذلك من العلم غير النافع، بل إنه من العلم النافع، صحيح أنه في المنزلة أدنى من العلم الشرعي، لكنه ليس علماً ضاراً بحيث أن الإنسان يخرج منه.
الجواب: هذا الشيء يحس به كثيراً الذين يدرسون في الخارج، قد يدرس في فصل عنده مجموعة كبيرة من غير المسلمين، فربما كان لوحده أو معه مسلم آخر؛ لكن قد يكون مسلماً منحرفاً، نحن الآن لا نحس بما يعانيه بعض المسلمين الذين يدرسون في الخارج، يدرس في الخارج فتدرسه امرأة، ومعهم بنات في الفصل، وأغلبهم كفار، قد يوجد منهم يهود وليس نصارى فقط أو لا دينيين، أو حتى شيوعيين من أصحاب المذاهب المنحرفة، ثم إن الفصل الدراسي هذا يحدث فيه نقاشات ضد الإسلام وأشياء تطرح ضد الدين، ولذلك الإسلام لا يحث المسلم أن يرمي نفسه في مجاهل الكفر، وإنما يقول له: ارجع إلى بلاد الإسلام وإلى المجتمعات الإسلامية، فلا يصلح للمسلم أن يُلقي بنفسه في تلك الأماكن إلا إذا دعت الضرورة الشرعية لذلك، وكان عنده علم يدفع به الشبهات، وعقل يدفع به الشهوات.
أعطيكم مثالاً قد حدث: جاء سؤال قال: شخص كافر طرح على آخر مسلم قال: أنتم لماذا في دينكم يوجد الختان؟ إذا كان الإنسان يولد كاملاً فلماذا يُختن؟ هذه خلقة رب العالمين، فكونكم تختنونه وتقطعون منه شيئاً فأنتم تغيرون خلق الله؟!
أقول: هذه الأشياء قد تروج، وبعض المسلمين لا يعرف كيف يجيب عنها، فمثل هذا يقال له مباشرة:
أولاً: استنباطك للشيء هذا استنباط عقلي، والنص الذي عندنا في الشريعة نص شرعي من الوحي، فلا يمكن أن نقدم الشيء العقلي على الشيء الشرعي.
ثانياً: إن الذي حرم تغيير الخلق وهو الله عز وجل هو الذي أمر بهذا الأمر، فإذاً لا تعارض فلابد من طاعته.
ثالثاً: إن الإنسان تطول أظفاره أو يطول شعره فهل يبقي شعره إلى منتصف الظهر وأظفاره متراً أو مترين أو أنه يقصها؟ وهذه الأظافر من جسده فإذاً كون الشريعة أمرت بقصها فمثل ذلك أمرت بقطع تلك القلفة أو قطعة اللحم التي تكون في ذكر الإنسان.
رابعاً: إن أطباءكم يا معشر الكفار قد أثبتوا أن هذه القطعة الزائدة فيها ضرر، يجتمع فيها أوساخ وميكروبات، وتعيق حتى إتيان الرجل أهله بالطريقة المريحة، ولذلك فنقول: طبكم والعقول الصحيحة بعد شرعنا تثبت ذلك.
على أية حال نقول: إن الذين يدرسون في الخارج يتعرضون لهجمات شرسة واستهزاءات من الناس الذين يجلسون معهم في الفصول الدراسية، ولذلك لا يمكن أن ننصح شاباً أن يذهب إلى الخارج إلا إذا كان في ذهابه مصلحة شرعية واضحة وكان شخصاً محصناً.
بعض الناس يقولون: فلان ذهب إلى الخارج والتزم بالدين، ما كان هنا متديناً وذهب إلى هناك فتدين.. نقول: هؤلاء كم يمثلون من المبتعثين؟ افرض أن المبتعثين مثلاً خمسين ألفاً كم منهم الذي كان فاسقاً ثم رجع دَيَناً؟ وكم منهم الذي كان فيه خير ودين فرجع منكوساً؟ فلا تحتج عليَّ بالقلة أو بالندرة وانظر إلى العموم، ثم إن هناك نصوصاً شرعية حرمت الإقامة بين أظهر المشركين فكيف ننتهك هذه النصوص الشرعية بغير ضرورة شرعية.
الجواب: نعم. قد ثبت النهي عن الحديث بعد العشاء، كما هو في صحيح البخاري وغيره: (نهى صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها) هذا له أسباب، منها:
-أن تضيع صلاة الفجر، وقد رُخص للمسافر ولطالب العلم الذي يجلس لطلب العلم في سمر أو علم ونحوه، أو مسامرة أو مؤانسة ضيف أن يسهر، وأما الجلوس بعد العشاء لغير حاجة فإنه أمر مذموم، صحيح أن الناس الآن قد تغير نمط الحياة، وهذه الكهرباء قد أدت إلى جر الناس إلى السهر، لكن ينبغي الحرص قدر الإمكان على عدمه.
الجواب: لا يجوز أن يقارب الإنسان أناساً يرتكبون منكراً حال جلوسه معهم، فإذا كانوا الآن يشربون الخمر فلا يجوز أن تجلس معهم، الآن يشربون الدخان لا يجوز أن تجلس معهم، لكن لو أنهم كانوا أصحاب منكرات خارج المجلس وهم جالسون معك لا يقترفون المنكر؛ فلا بأس أن تجلس معهم عندما يكون هناك أمر شرعي أو اجتماعي مثل صلة الرحم -مثلاً- أو الدعوة إلى الله.
الجواب: كثير من الآباء ينقصهم الوعي بأنشطة الدعاة إلى الله عز وجل، فهم لا يفهمون ما هي المكتبة، وما هي نشاطات المكتبة، وماذا يحدث في حلق تحفيظ القرآن ونحو ذلك؛ ولذا ينبغي على الدعاة إلى الله أن يقوموا بمجهود لتوعية الآباء بالأنشطة الإسلامية، فمن ذلك مثلاً: إرسال النشرات التي تتحدث عن النشاط.
ثانياً: دعوة الآباء إلى هذه الأماكن والمحلات.
فإذا كان هناك مثلاً تخريج لبعض الحفاظ أو عدد من الذين حفظوا أجزاء من القرآن مثلاً، أو نشاط في المكتبة مثل درس أو محاضرة، أو تعرف على أولياء الأمور، ينبغي أن تكون هذه القنوات موجودة بين الدعاة إلى الله ومراكز النشاط الإسلامي وبين أولياء الأمور؛ لأن الناس أعداء ما جهلوا، وإذا لم يتعرف أولياء الأمور على ما يدور في هذه الحلق من الأنشطة الإسلامية الطيبة؛ فإنهم لن يقيموا لها وزناً؛ وبالتالي فإن منعه من الذهاب أمر وارد عند الجاهل به.
ثم إن على هذا الشاب أن يأتي بتقارير دراسية جيدة لأبيه، فإن التقارير السيئة الشهرية التي تأتي الأب فعلاً؛ هي التي تجعل الأب لا يكون حريصاً على حضور ولده، هذا إذا لم يمنعه.
أما إذا كانت التقارير الدراسية جيدة وكان الولد مهتماً بدروسه؛ فلن يكون هناك منفذ للأب لمنعه؛ ولذلك في كثير من الحالات يكون تحسين الموقف الدراسي سبباً مباشراً في إقناع الأب بالسماح لولده بغشيان هذه المناسبات أو الأماكن الطيبة.
الجواب: لا شك أن الصعوبة في بحث المرأة عن الصاحبات الطيبات أكبر من الصعوبة عند الرجل؛ لأن الرجل سهل التنقل سهل التعارف، أما المرأة فمكانها محدود ونشاطها محدود، ومجالات التعرف عندها محدودة، ولذلك إذا لم تجد المرأة جارة طيبة أو صاحبة صالحة؛ فإن بيتها خير لها في هذه الحالة، وليست مطالبة أن تذهب إلى مختلف الأماكن لتبحث عن نساء طيبات، لكن عندما يكثر الخير في المجتمع لن تعدم أن تجد ممن حواليها من النساء اللاتي التزمن بهذا الدين وأقبلن على هذه الشريعة.
وينبغي عليها أن تحذر أصنافاً من النساء:-
المرأة النمامة.
المرأة التي تنشغل بالغيبة.
المرأة الكذابة.
المرأة المضيعة لحقوق الزوج.
المرأة التي تنشر أسرار الاستمتاع الزوجي في المجالس.
المرأة التي تتعامل مع الكهنة والسحرة، أو تذهب إليهم وتدعو للذهاب إليهم.
المرأة التي تدعو إلى حضور الأعراس أو الحفلات التي تشتمل على منكرات... وهذه الطبقة والنوعية من النساء موجودة في المجتمع، فإذا لم تجد فليسعها بيتها، وعلى زوجها مسئولية أن يأتي إليها من أهله أو من زوجات أصدقائه الصالحات بمن تزورها في بيتها.
الجواب: إن الشخص الذي هو أهل للقدوة والذي فيه صلاح وخير، لا بد أن يمكن الناس من الاستفادة منه، وأن يغشى مجالسهم، وأن يُعطيهم من وقته، وفي الحقيقة أن بعض الطيبين لا يشعرون بالحاجة إلى نشر خيرهم للناس، مع أنه قد يكون عنده من العلم أو من الفقه أو من الأدب ما ينقله إلى غيره، لكن مع الأسف تجده -مثلاً- انطوائياً منعزلاً، أو تجده أيضاً قابعاً على عدد معين من الأشخاص لا يتعداهم إلى غيرهم.
فنقول: إن هؤلاء عليهم إعطاء شيء من وقتهم لأجل تمكين هؤلاء الشباب المبتدئين من مصاحبتهم، وهذا لا يعني أن يوزع الشخص وقته بحيث يضيع، ولكن يُعطي الشيء الذي يستطيعه للناس.
أولاً: قلما نجتمع ولا نغتاب.
والثاني: أننا نطيل الجلوس حتى أننا نفرط في حقوق أهلينا وطلب العلم. فبماذا تنصحني؟ هل أستمر في هجره أم لا؟
الجواب: هناك شيء يمكن التحكم فيه، وشيء لا يمكن التحكم فيه، الشيء الذي يمكن التحكم فيه الإطالة، فأنت ممكن أن تجلس -مثلاً- مدة معينة؛ نصف ساعة أو ساعة حسب المتيسر ثم تقوم، لكن الغيبة إذا لم يتركها فلا بد أن تنصحه ثم تقوم من المجلس.
الجواب: هذه مسألة التورق، والظاهر أنها تجوز خصوصاً إذا كان هناك حاجة، فإذا حصلت حاجة ولم يجد من يقرضه ولا عنده مال فاشترى سيارة بالتقسيط وباعها نقداً لأجل السيولة؛ فإن ذلك لا بأس به إن شاء الله تعالى.
الجواب: لا يجوز له أن يدرس الأفكار التي تخالف الشريعة، وهذه موجودة بعض الأحيان في الكليات النظرية مثل الأدبية والتاريخية ونحوها، وكذلك في الكليات الاقتصادية والإدارية كثيراً ما توجد أشياء مخالفة للشريعة، فيجب على المدرس المسلم إذا درس هذا أن يبين حكمه وأنه حرام، ثم يتجنب اختبار الطلبة فيه؛ لئلا يكون مؤكداً لهم على هذا الأمر وهو أمر غير شرعي، وإنما يأتي بأسئلة معاكسة لما هو موجود من الأمور غير الشرعية والتي قام بشرحها بنفسه.
الجواب: لا يجوز شراء الذهب بالأقساط قال صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء) فلا بد أن يكون التقابض في مجلس العقد، يُعطي النقود ويأخذ الذهب، ولا يجوز له أن يؤجل الدفع ولا جزءاً من الثمن، فإذا لم يجد عنده قيمة كاملة؛ ترك الذهب في الدكان حتى يكمل القيمة ويأتي لدفعها، وشراء الذهب بالأقساط لا يجوز.
الجواب: الشيخ عبد العزيز يقول: إذا ذبحوها ذبحاً شرعياً -ذكوها- فلا بأس بذلك، إذا كان هناك حاجة فعلاً مثل علم التشريح.
الجواب: الشيخ/ عبد العزيز : يكره له هذا لما فيه من التشبه بالكفار.
الجواب: الظاهر أنه لا يفطر، لأن الإنزال لم يحصل، وإفساد الصوم متعلق بالإنزال وخروج الماء عمداً.
الجواب: تعرف ذلك بأمور:-
أولاً: إذا ناقشت نفسك في سبب إقامة العلاقة معه، هل هي لأنه إنسان تقي عنده علم وعنده خلق، أو أنك صادقته وعقدت معه أواصر العلاقة من أجل أمر دنيوي.
ثانياً: هل أنت عاكف عليه لا تتعدى العلاقة إلى غيره من الناس الطيبين الذين ربما تستفيد منهم أكثر منه؟ وهل هي مقصورة أم متعدية إلى غيره؟ فإذا كانت مقصورة فاتهم نفسك.
ثالثاً: هل علاقتك معه تزيدك إيماناً، أو أنها تسبب في ضياع الوقت ومرض القلب، والوصول إلى مهاوي التعلق بغير الله سبحانه وتعالى؟ فهذه علامات تستطيع أن تعرف بها هل علاقتك أخوة في الله أم لا.
الجواب: أولاً: انتقاء الشخص.
ثانياً: حُسن التعرف عليه.
ثالثاً: زيارته.
رابعاً: الاشتراك معه في أنشطة إسلامية وشرعية مثل: حضور الدروس والحلق العلمية، وحفظ القرآن الثنائي ونحو ذلك.
الجواب: إن فقراء المسلمين لهم حقوق علينا جميعاً، ونحن نُعطي من يكون أحوج ولا ننسى فقراء البلد، لكن لا ننسى أيضاً فقراء العالم الإسلامي، فإذاً كونه يقول: أولاً أعطي فقراء بلدك ثم أعطهم، وقد أفتى أهل العلم بإعطائهم، فمعنى ذلك أن الرجل هذا عنده قصور في النظر، أو أنه من أعداء الجهاد.
الجواب: أولاً: هذا السؤال يحتاج إلى تمعن: هل هو اتهام لشخص بريء أم هو فعلاً قضية واقعة؟ فإذا كانت قضية واقعة فإن الإعراض عن دروس العلم، والمحاضرات الشرعية، وحفظ القرآن، وحفظ المتون لا شك أنه ضلال، والعكوف على الكتب الفكرية لا يكوّن عقل الإنسان المسلم، عقل الإنسان المسلم يتكون من أشياء، الكتب الفكرية مهمة والأمور الشرعية أهم، فلابد من الحرص على هذه النواحي جميعاً وعدم العكوف على ما كتبه المفكرون وترك ما كتبه علماء الشريعة، بل كتب علماء الشريعة أولى وأحرى.
الجواب: ذكرنا في كتاب "العادة السيئة " أشياء من الأمور التي يمكن أن تقوم بها لحماية نفسك، وكثير من الشباب يريدون حلاً سهلاً ولا يريدون أن يجاهدوا أنفسهم، وهذا مكمن الخطورة، فالصيام يحتاج إلى مجاهدة، فالشاب كأنه يريد حبوباً يبلعها ويصبح عفيفاً، العفة لا تأتي إلا بالمجاهدة، العفة لا تأتي بحلول سحرية أو حبوب معينة لتُبتلع.
الجواب: إذا كانوا هم يمرون عليك لأخذك فهذا يجعلك تنضبط معهم، أما إذا قلت لهم: اذهبوا أنتم وأنا آتيكم فهذا مدعاة لك للتفلت.
ثانياً: ينبغي تفريغ النفس عند المواعيد الدورية مثل الدروس والحلق العلمية، فالإنسان المسلم إذا عرف -مثلاً- أنه في هذا الوقت من كل أسبوع يحضر حلقة أو درساً، فينبغي له أن يفرغ نفسه من الشواغل في هذا الوقت، وأن يقطع عن نفسه كل ما يمكن أن يدخل عليه إشغاله في هذا الوقت، والناس ينتجون هذا الإنتاج بالتفرغ، إذا فرغ نفسه لشيء أنتج، أما إذا ترك نفسه نهباً للصوارف لا يمكن أن ينتج ولا في مجال من المجالات.
افرض أنك تريد أن تبحث عن قضية من القضايا، أو تقرأ في كتاب لابد أن تقرأه، لو كنت تقرأ على التساهل، ففتحت الكتاب فجاءت مكالمة وجاءك شخص، ثم جاء آخر وذهب الوقت، لكن لو أنك ذهبت إلى مكان فيه خلوة لا يوجد فيه أحد يطرق عليك ولا يتكلم معك، اعتكفت على الكتاب ساعة أو ساعتين أو ثلاث حسب طول الكتاب فسوف تنهيه ولا بد، وبالتجربة أقول لكم: إن الإنتاج وليد التفريغ للقضية المعينة التي تريد أن تنجزها.
الجواب: حسناً.. تعس عبد الزوجة، الذي لا يُزيل المنكر من أجل زوجته، فهو إذاً من الذين صاروا تحت عبوديات زوجاتهم، وقد ذمهم صلى الله عليه وسلم، ولذلك فليست إرادة هؤلاء الأشخاص قوية، أين القوامة التي جعلها الله للرجل على المرأة! كيف يرضى الرجل بالمنكر في بيته ويقول: المرأة أزعجتني، المرأة أقلقت راحتي، المرأة نغصت عيشتي.. أين شخصيتك أنت؟ أين مواقفك الصلبة؟ أين الحزم؟ أين الهجر إذا ما استجابت لك؟ بل أين تغيير المرأة إذا كانت سيئة الخلق والدين في نهاية المطاف؟!
الجواب: أولاً: يا أخي أنصحك ألا تغشاهم وهم يفعلون منكراً، إذا لم يتركوه وأنت داخل عليهم.
ثانياً: لا أرى أن تطيل معهم، وإنما تعطيهم ما تريد إعطاءهم من الأشياء في مدة قصيرة بأسلوب جذاب ثم تمشي.
ثالثاً: اصطحب معك مساعداً ومعيناً، فإن بعض الدعاة إلى الله عز وجل، أو بعض الناس قد يدخل في شباب لدعوتهم فإذا به يتأثر بهم وينخرط معهم، وقد يشاركهم في منكرات، لكن لو كان معه معين أو آخر يسانده على الأقل إذا ما استجابوا انسحب هو وصاحبه.
الجواب: حسناً.. هذا ما يجب عليك، يجب عليك أن تجبر نفسك كما قال الله عز وجل: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف:28] فما معنى "اصبر نفسك"؟ احبس نفسك معهم، المسألة تحتاج إلى مجاهدة، والمسألة تحتاج إلى مواظبة، والمسألة تحتاج إلى تمعن في الأجر الذي يكون للمرء: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
الجواب: كتاب النهج السديد في تخريج أحاديث وآثار تيسير العزيز الحميد للشيخ/ جاسم بن فهيد الدوسري من الكتب التي خرجت أحاديث هذا الكتاب فعليك به.
الجواب: الدخان لا ينقض الوضوء، لكن كيف تقف بين يدي رب العالمين وأنت متلوث بهذا المنكر وتؤذي الملائكة والرائحة المنكرة تنبعث من فيك؟! فنقول: يجب عليه أن يتوب إلى الله وأن يقلع، وإذا أراد أن يصلي لابد أن يستاك، ويطهر فاه قبل أن يقف بين يدي الله والملائكة حاضرة.
الجواب: قال الشيخ عبد العزيز : لا أعلم فيه شيئاً، والأصل الإباحة.
الجواب: قال الشيخ: عبد العزيز النصوص الشرعية على العموم كما ورد في كلمة "شيئاً" وقد جُرب فأفاد، إذاً الأشياء الجامدة هي محل للتأثر بماء العائن.
الجواب: قال الشيخ: يظهر لي أنه لا يجزي ولابد أن يعيد نية الفرض.
الجواب: الشيخ: الطواف حولها لا يجوز، وإنما يعلمونهم بالوصف والكلام، وأما النماذج دون الطواف حولها فإذا كانت مؤقتة تزال بعد ذلك فلا بأس.
الجواب: نعم، يجوز ذلك إذا كان يذهب فيقضي حاجته ثم يرجع فيحرم من الميقات، وهو لما جاوز الميقات لم يجاوزه للحج والعمرة، وإنما جاوزه لقضاء الحاجة، وفي نيته أنه سيعود إليه.
الجواب: الشيخ: الصلاة صحيحة لكونهم لم يتعمدوا الصلاة في المقبرة. لأنهم حين صلوا لم يكونوا يعلموا أنها مقبرة.
الجواب: يقول الشيخ عبد العزيز : لا بأس إن شاء الله لحاجة المسلمين إذا كان الأغلب السلامة، فما دام أنهم سيفتشونها ويرجعونها، وصحيح أن مس اليهود للقرآن حرام، لكن ما دام هناك مصلحة لأناس يحتاجون المصاحف؛ فلا بأس أن يأخذوها إلى الداخل.
الجواب: كلا لا تبرأ ذمته، ويجب عليه تعريفها ولو استأجر شخصاً من أجل هذا التعريف.
الجواب: لا يجوز للمرأة أن تصوم صيام النفل إلا بإذن زوجها، فإذا لم يأذن فلا تصوم، إلا إذا كان مسافراً؛ فإنها تصوم الست وغيرها ما دام أنه مسافر، أما إذا كان حاضراً فلا تصوم إلا بإذن زوجها للحديث الوارد في ذلك.
الجواب: إذا كنتم تأمرونه فيستجيب فالحمد لله، إما إذا لم يستجب وجلستم معه فترة فاتركوه إلى غيره ممن يستجيب؛ لأن وقت الإنسان المسلم ثمين؛ فلماذا يعكف على شخص استجابته ضعيفة، وهناك من عباد الله من هو خير وأحسن في الاستقبال والتأثر من هذا الرجل، وهذا لا يُقطع بل يمر عليه بين فترة طويلة وأخرى حسب الفراغ.
الجواب: من رحمة الله أنه لا يؤاخذنا على ما حدثنا به أنفسنا ما لم نتكلم أو نعمل، فإذا جاء في نفسك شعور بشيء من النفور نحو شخص متدين، فالذي عليك أن تفعله مجاهدة نفسك في الارتياح، أو إزالة الضغائن، أو أي نوع من الأحقاد بينك وبينه، وتهادوا تحابوا، والمصارحة في كثير من الأحيان تكون حلاً للمشكلات، لكن هناك أناس لا يجرءون على المصارحة مع أن المصارحة مهمة جداً، وما دام أن الأمر لم يصل إلى شيء من الفعل أو القول؛ فإنك لا تأثم إن شاء الله تعالى ما دام البغض شخصي وليس بغضاً للدين، لكن لو كان بغضاً للدين فهذا خطير للغاية.
الجواب: أرى أنك تمر عليهم في وقت الصلاة وتأمرهم بالصلاة، فإذا كانوا يحترمونك فلا بأس أن يصلوا في البداية من أجل احترامك، ولكن لا تجلس معهم فتشاركهم في المنكر، وإنما إذا كانت لك منزلة عندهم فمر عليهم في وقت الصلاة، أما أن تجلس معهم تلعب أحياناً فكيف يحدث هذا، وكيف ترضى لنفسك المشاركة في المنكر؟!
الجواب: يجب عليك أن تذب عن أعراض الصحابة وأن تقول لهم: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) حديث صحيح وتقول له: إن الله قال في كتابه: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ [المائدة:119] فإذا رضي الله عنهم ورضوا عنه وأنت لا ترضى عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الكافرين.
الجواب: هذا فيه تفصيل، فيسأل المتكلم عن قصده، فإن قال: قصدي أن الله معنا بعلمه فنقول: نعم، إن الله معنا بعلمه في كل مكان؛ إذا كنت في البيت أو في السيارة أو في المسجد أو في أي مكان فالله معك بعلمه.
أما إذا قال: إن الله معنا بذاته نقول: هذا قول أصحاب وحدة الوجود الذين يقولون: إن كل ما تراه بعينك فهو الله، هؤلاء في الحقيقة صوفية باطنية ، لأن الصوفية مذاهب وفرق.
من الصوفية من تقتصر بدعته على أذكار وأوراد بدعية، ومسابح أبو ألف وأبو خمسمائة.. وأبو مائة وهكذا .. هؤلاء متصوفة بدعتهم مقتصرة على الأذكار المبتدعة، أو على طريقة مبتدعة في التسبيح.
هناك متصوفة بدعتهم أكبر من ذلك، إذا دخلت في قضايا الاعتقاد مثل الغلو في الصالحين اعتقادهم أنهم ينفعون يقولون لك: هذا قبر أبو العباس المرسي هذا الترياق المجرب، ما تذهب إليه امرأة لا تحمل إلا حملت، هذه شجرة إذا تمسحت بها العقيم حملت ونحو ذلك.. فهذه اعتقادات شركية.
وبعضهم يعظمون رؤساء الطريقة فإذا كان -مثلاً- نقشبندياً أو رفاعياً أو شاذلياً أو بدوياً فإنه يشجع -ما هو بدوي من سكان الصحراء- وإنما من أتباع أحمد البدوي هذا الذين يقولون له الآن: قبر يزوره مئات الآلاف، بل إذا أحصيتهم في السنة يعدون بالملايين، وله باب يدخل منه الناس وباب يخرجون ويطوفون حول قبره، ويرشدك القائم على القبر بالاتجاه الذي تدخل منه وتطوف، وللقبور سدنة ويأخذون أموالاً يجبونها من الناس، ويُذبح عندها القرابين، ويحلق عندها الشعر، ويطاف حولها مثل الحج، حج رسمي: طواف وحلق شعر وذبح رسمي عند قبور هؤلاء.
هذا من الشرك الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في هذه الأمة، مع أن بعض هؤلاء الأولياء -كما يقولون ويزعمون- قد يكون صالحاً مثل الجيلاني رحمه الله فهو رجل صالح من أهل السنة لكن غلا فيه أناس بعده فصاروا من أصحاب الطريقة الجيلانية.
وبعضهم قد يكون شخصاً مشركاً مثل الرفاعي مثلاً، أحمد الرفاعي الذي يقول: إنه كان يقف فيسيح قال: فرأيته ذاب حتى صار مثل الماء، ثم رجع مرة أخرى. أو مثل البدوي الذي كان يعتقد بسقوط التكاليف وأنه ليس عليه صلاة ولا عليه شيء، بل إنه ربما وقف على جدار فبال على الناس وقال: بول كل ما أكل لحمه فهو طاهر وأنا الناس يغتابوني ويأكلون لحمي، فما عليكم أنا بولي طاهر.. فمثل هؤلاء الأشخاص الذين لهم هذه التخريفات وأتباعهم الذين يوافقونهم على بدعهم وشركهم لا شك أنهم مشركون مثلهم.
وأصحاب وحدة الوجود أو أهل الاتحاد والحلول يقولون: إن الله حل في خلقه، أو إن ما تراه بعينك فهو الله.. هؤلاء الذين يقولون: كل ما تراه بعينك فهو الله، هؤلاء أفراخ جهم ، الذي قال لما سألوه عن الله أين الله؟ جلس أربعين يوماً يفكر، ثم خرج عليهم فقال: هذا الهواء هو الله.
فهؤلاء الذين يقولون: أن كل شيء وكل جزء من الكون فهو من الله؛ فإن الله هو الكون فنحن إذاً من الله.. وهكذا، ولذلك يقولون: فرعون كان مصيباً لما قال للناس: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:24].. مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38].
لكن موسى خفيت عليه.
فرعون محق فهو قال: أنا ربكم الأعلى، صحيح، لأنه هو من الله، ويقولون: موسى غابت عنه، فلم يفهم قصد فرعون، فأنكر عليه ولا ينبغي الإنكار على فرعون.
وهم الذين يقولون:
ما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته |
ويقولون أشياء تعالى الله عن ذكرها.
وهؤلاء أصحاب الفرق الباطنية متعددون وكُثر، فمنهم الباطنية الذين يعتقدون بأن الله عز وجل -والعياذ بالله- يحل في أحد خلقه تأنيساً للخلق وتعريفاً به، فيقولون: الله حل في علي بن أبي طالب، فـعلي بن أبي طالب هو الله، وعلي بن أبي طالب خلق محمداً صلى الله عليه وسلم، ومحمد صلى الله عليه وسلم خلق سلمان الفارسي ، وسلمان الفارسي خلق الأيتام الخمسة: أبا ذر وقنبر بن كادان ... الخ، وأوكل إليهم إدارة شئون الكون.
وعندهم أن الله يتمثل بصورة نبي تأنيساً للخلق، انظر ولاحظ يقولون: تأنيساً للخلق وتعريفاً به، وأنه له صورة وله معنى، فـعلي بن أبي طالب هو المعنى أي: أنه هو الحقيقة وهو الله، ومحمد هو الصورة الذي عن طريقه يُوصل إلى المعنى، ويقولون: يوسف هو المعنى وهو الحقيقة ويعقوب هو الصورة، أي أن الله عبر الأجيال البشرية يتمثل في صور بعض الأشخاص وله صورة وله معنى، فالمعنى هو الحقيقة، والصورة هي باب يدخل إليه.
ولذلك انظر إلى الباطل كيف يبلغ بأهله.. قالوا: ولذلك لما جاء إخوة يوسف إلى يعقوب قالوا: استغفر لنا قال: سوف أستغفر لكم ربي. أي: أرجع إليه بالاستغفار، ولما جاءوا إلى يوسف قال: لا تثريب عليكم، فلما رجعوا إلى الإله أعطاهم لكن لما جاءوا إلى الباب قال: لا بد أن أرجع.
وهكذا يؤولون آيات وأحاديث وأشياء عجيبة جداً ويقولون: شيث هو المعنى وآدم هو الصورة، وهارون هو المعنى وموسى هو الصورة، وسليمان هو المعنى وداود هو الصورة ... وغير ذلك من الأشياء العجيبة التي هي هراء، وهؤلاء بعضهم كانوا حشاشين فعلاً، لما اخترعوا العقائد كانوا تحت تأثير المخدرات والحشيش، بل إن الجذبات التي تنقل عن الصوفية هي في الأصل ومردودها في الحقيقة أنهم يتعاطون الحشيش.
ولذلك هناك في كتاب "طبقات الأولياء " للشعراني يقول: مثلاً الولي الفلاني رأى نفسه كذا ورأى لنفسه كذا وقال لا أرى إذا كذا وأرى نفسي أنا الله، هو في الأصل حشاش يتعاطى المخدر أو الحشيش هذا؛ لأن هذه الحشيش لها تأثير على حواس الإنسان، فقد يجعل الإنسان يسمع الألوان ويرى الأصوات.
الحشاش والذي يتعاطى المخدرات يسمع الألوان يقول: أنا أسمع اللون الأحمر واللون الأصفر، وأسمعه جيداً! وأيضاً يرى الأصوات: أرى صوتك وأنت تتكلم .. فهذا يحدث؛ لأن المخدر يسبب اختلاط وتداخل الحواس فيشم العقيدة ويسمع اللون وهكذا.
الجواب: عندما نقول: إن الإنسان يحرص على أن يقتدي بشخص أعلى منه في الدين أو العلم مثلاً.. فما معنى هذا الكلام؟ هل يعني أنه سيخالطه أربعة وعشرين ساعة؟ لا. وإنما هي دعوة للبحث عمن هو أعلى منك لتقتدي به، وبقية الأوقات تخالط مثلك ومن هو دونك، فتتعاون أنت وإياهم ويستفيدون منك، لا يوجد أحد من الناس إلا ويوجد من هو أعلى منه وأدنى منه، فهو يبحث عن الأعلى ليخالطه ويستفيد منه ويقتدي به، وبقية الأوقات هو مع زملائه ومع أقرانه، ومع الناس الذين يدعوهم إلى الله.
فالإنسان ليس فقط متلقي ومقتدي، هو أيضاً داعية، هو أيضاً ينشر الخير، فلا يُفهم إذاً من الكلام السابق أننا ندعو فقط إلى أن كل إنسان يذهب إلى من هو أعلى منه، وفي النهاية الناس الذين تحتهم ليس لهم أحد، فهذا نظرياً لا يمكن تخيله.
الجواب: إذا كان الإنسان يعمل بعمل عسكري مثلاً نقول: إن الإنسان لا يجوز له أن يخالط من يرتكب المنكر، وإذا أكره على شيء، فالإثم على من أكرهه.
الجواب: أول شيء إذا تحتم عليك أن تقعد معهم أن تنشغل بذكر الله.
ثانياً: لابد أن تكون كارهاً لهذا العمل في نفسك.
ثالثاً: يجب عليك أن تحاول التغيير، فتنصح وتتكلم وتُشغل المجلس بأمور طيبة.
الجواب: افرض أن طالباً قال: كل الذين عندي في الفصل غير ملتزمين بالدين، نقول: على الأقل في الفسحة أو في أوقات الفراغ أن تذهب وتختلط بالناس الطيبين لتزيل صدأ قلبك.
الجواب: لا حرج عليك، أنت وكلته بإخراج زكاة الفطر فهو أخرجها، بقي عليك أن تسدد له ولو سددت له بعد العيد لا حرج.
الجواب: هذه الأسئلة يا جماعة تدل على ماذا؟ كون الواحد لا يعرف كتاب رياض الصالحين مع أن كتاب رياض الصالحين كتاب مشهور معروف، ألفه الإمام النووي رحمه الله ورتبه على أبواب منها ما هو متعلق بالعقيدة ومنها ما هو متعلق بالرقائق ومنها ما هو متعلق بالأدب ، ومنها ما هو متعلق بالأخلاق، ومنها ما هو متعلق بالفقه، فكيف يجهل إنسان مسلم مثل هذا! أو يقول: العقيدة الطحاوية هذه مثل العقيدة الأشعرية والماتريدية والمرجئة والخوارج..!
هذه ألفها الإمام الطحاوي رحمه الله وكتبها وشرحها بعض الأئمة بعده، وهي في مجملها عقيدة لـأهل السنة والجماعة، لا تخلو من انتقادات وأحرف يسيرة بسيطة، وقد نبه بعض أهل العلم مثل تعليقات سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز على هذه العقيدة.
فنقول: كيف يغفل المسلم عن هذه الأشياء؟ هذا يدل على قلة العلم وضعف الاطلاع حتى لا يعرف الشاب رياض الصالحين ولا العقيدة الطحاوية لا يعرف هل عقيدة طيبة أو لا.
الجواب: لا، أنا لا أرى هذا أبداً أن يمسك مضيفة ويقول لها: تعالِ هل أنت مسلمة أو لا؟ هذا فتح باب شر والعياذ بالله، ما لك ولها؟ أصلاً أنت الآن ينبغي عليك أن تبتعد عن هذه الفتنة وتغض بصرك، وإذا أردت شيئاً تطلبه من المضيف الرجل ما أمكنك ذلك، أما أن تستدعيها وتنصحها.. لا، أقصى شيء ممكن أن يقول الواحد: امرأة أجنبية أن يقول لها: تستري يا أمة الله وهو لا ينظر إليها.
الجواب: هذا شيء موجود في المجتمع شئنا أم أبينا، ومخالطة الشاب المسلم لأناس من أهل الفسق مسألة محتومة الآن في هذا المجتمع، صعب جداً أن ينجو الإنسان بنفسه في عالم نظيف جداً إلا في حالات نادرة.
ولذلك نقول: الإنسان المسلم المعتصم بالله، والذي له من الإخوة الطيبين من يزيلون عنه الغربة التي يعيشها في بيته أو في مدرسته أو مكان عمله لا شك أن وجود هؤلاء الطيبين نعمة عظيمة من الله عز وجل؛ لأن الإنسان إذا عاش في غربة فترة طويلة فقد يبدأ في التساهل في أساسيات الدين، أو يجهل أساسيات الدين.
الجواب: إذا اشتراه من المسجد؛ فقد ملكه، فإذا ملكه؛ جاز له أن يبيعه أو يهبه أو يهديه، أو يفعل به ما يشاء، لكن الملاحظة هنا على حكم بيع الأشرطة في المساجد أنه لا يجوز، حتى لو كان عملاً خيرياً لا يجوز بيع الأشرطة في المساجد.
الجواب: نعم، أنا أرى أنه مخطئ وأن أمره خطير، وأنه سيؤدي به في وقت من الأوقات إلى الوقوع في العشق المحرم؛ لأن هذا الرجل الذي عكف على هذا مع أنه يقول: إنه يوجد من حوله من هو أحسن خلقاً ومن هو أفضل منه، لكنه يتحمس لخدمته ويجعل جل وقته له معنى هذا أن الرابطة ليست لله: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67] فقد يكون هو وإياه من الأعداء يوم القيامة؛ لأن اجتماعهم ما كان لله ولا في الله.
الجواب: إذا كان الإنسان مع أناس فيهم انحرافات، فأحس بضعف الإيمان هذا شيء طبيعي؛ لأنه لا يمكن أن يحس الإنسان بقوة الإيمان وهو يرافق أناساً فيهم بعد عن الدين، لكن إذا كانت مخالطتك لهم تسبب وقوعك في منكر، أو ترك واجب مثل صلاة الجماعة، أو ارتكاب محرم مثل مشاهدة أشياء محرمة فيجب عليك أن تفارقهم.
الجواب: هذا لا يليق، المسلم يجب أن يمثل الإسلام في عمله، والرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن كثرة الضحك تميت القلب، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يقهقه ولا يرفع صوته، ولا يضحك في الطرقات بصوت مرتفع، وهناك شيء مهم عند الشباب ينبغي أن يهتموا به وهو قضية السمت النبوي والوقار، وقضية الاتزان، فكثير من الشباب تجد عنده تصرفات طائشة، أو ليس عنده اتزان في الأفعال، أو ليس عندهم سمت حسن.
فحركاتهم غير متزنة، كلامهم غير متزن، ضحكهم غير متزن.. وهكذا، فهذا معناها أنهم ما انطبعوا بالأخلاق الإسلامية بشكل جيد، وإنما يحتاجون إلى مزيد من التربية؛ حتى يصلوا إلى الحد الذي يكون الإنسان عنده شخصية راسية وراسخة تعطي انطباعاً حسناً عن أهل الدين، لا انطباع خفة، يقال: هذا عقله خفيف، وتصرفاته تصرفات أطفال، هذا لا يليق أن يكون عليه الشاب المسلم.
الجواب: السلام لله، أي: يجب أن يكون خالصاً لله، فمن أشراط الساعة أن يكون السلام فقط للمعرفة، فإن سلم على الذي يعرفه فقط فهذا غلط، ينبغي أن يكون السلام للجميع.
الجواب: ما هي أسباب التردد؟ لماذا يتردد الشخص في مصاحبة صحبة طيبة؟ الجواب: إما أن يكون خوفاً منه، يظن أنهم -مثلاً- أناس متزمتون، أو أناس متشددون، أو أنهم سيؤدون به إلى كارثة أو إلى عقد نفسية، ويحطمون شخصيته.
ثانياً: أن الناس في كثير من الأحيان ليس عندهم جرأة على التعرف، فالسبب الذي لا يجعل بعض الشباب يدخلون في الصحبة الطيبة أنه ليس لديه جرأة على التعرف، فهو يخشى أي غريب، مع أن هذا قد يُفوت عليه خيراً كثيراً، ربما هذا الشخص الذي يخشاه ولا يجرأ أن يتعرف عليه يكون فاتحة خير عظيمة له من علم أو صلاح، أو حتى أمور تعينه في دنياه كوظيفة وزواج.
فإذاً قضية التخوف من الدخول مع الناس الطيبين عقبة موجودة في كثير من العامة، ينبغي عليهم أن يتخلصوا منها.
وكذلك من الأشياء: اعتقاد -مثلاً- أنهم يحرمون الضحك، يقول: الآن أدخل فمعناه أن لا ضحك، مشكلة! أنا لا يمكن أن أعيش من غير ضحك.. ومن قال لك: إنه لن يكون هناك ضحك؟ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضاحك أصحابه، ويضاحك زوجته، ويضاحك من يعاشره بالأدب الشرعي.
فينبغي إزالة هذه العوائق، وينبغي على الدعاة إلى الله عز وجل أن يشرحوا هذا للناس ويقولوا لهم: ما هي العوائق؟ دعونا نذلل لكم العوائق لدخولكم في الأوساط الطيبة.
أو أنه يظن أنهم سيستهزئون به أو يحتقرونه، يقول: هؤلاء الآن كلهم متدينون وأنا إنسان مبتدئ، يمكن أني أسأل سؤالاً فيستهزئون بي، أو يضحكون مني ويسخرون، ولذلك يتحمل هؤلاء الطيبون جزءاً من المسئولية في حسن استقبال الوافد إليهم.
الجواب: هذه كثيرة جداً فمن ذلك مثلاً: العلم الشرعي، والأخلاق، والقدوة، والسلاسة في التعامل، والانبساط، والابتسامة.
الجواب: حسناً.. هذا ادعاء طيب، لكن التطبيق قد يكون فيه خلل، فمثلاً: لو قال إنسان: نذهب إلى مدينة ملاهي ونكون جواً إسلامياً، هل هذا يليق؟ أو مثلاً: نذهب إلى مدرسة بنات نكون جواً إسلامياً.. هل هذا يليق؟ فإذاً قضية التطبيق العملي لهذه المسألة قد يكون خاطئاً.
أما إذا كان هناك مجمع من الناس، وحضور أهل الخير فيه يجعل اتجاه الحديث والمجلس يتجه بشكل طيب وخيّر، هذا مطلوب تكثير السواد فيه، يؤيد بعضهم بعضاً ويساعد بعضهم بعضاً، ألم يطلب موسى من ربه أن يرسل معه أخاه هارون؟ وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي [طه:29-30] فالوزير والمعين مهم جداً في الدعوة إلى الله، يشد بعضهم بعضاً.
الجواب: لا شك أن حاجتهم إلى العلماء الشرعيين أكبر بكثير من حاجتهم إلى العلماء التجريبيين، في بعض البلاد مثل مصر عدد حاملي الشهادات العليا (الدكتوراه والماجستير) النسبة تفوق أمريكا ، لكن القضية الآن ليست بكثرة حملة الدكتوراه والماجستير، المسألة أولاً: قبل هذا في بناء الشخصية الإسلامية بالعلم والإيمان أحوج منها إلى الهندسة والفلك ونحوه، صحيح أن هذه القضايا الدنيوية مهمة للمجتمع الإسلامي، كيف يعيش المجتمع من غير أطباء؟ كيف يعيش المجتمع من غير خبراء في المياه؟ كيف يعيش المجتمع من غير مهندسي كهرباء يشغلون المحطات؟ كيف يعيش المجتمع من غير خبراء في الجريمة؟ فإذاً العلوم الدنيوية مهمة -ولا شك- في المجتمع الإسلامي، لكن السؤال: أيها أهم؟ لا شك أن الذين يجيبون الناس على استفتاءاتهم ويقدمون الحلول لجميع المشكلات، والذين يشرحون للناس القرآن والسنة، يحتاجهم الناس أكثر بكثير مما يحتاجون إلى المهندس وغيره من الذين يحصلون العلوم الدنيوية.
ثم هناك قضية: لماذا الانفصام النكد بين العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية؟ إما طبيب أو طالب علم؟! ألا يمكن أن يكون طبيباً وطالب علم؟ ألا يمكن أن يكون مهندساً وداعية؟ ألا يمكن أن يكون رجل أمن وناصحاً؟! فلماذا الانفصام النكد الذي يكون أحياناً في عقول البعض في التفكير في هذه القضايا؟!
الجواب: أقول: أحياناً قد يأتي شخص إلى طالب علم في وقت غير مناسب، أو ظرف غير مناسب ويقول له: أريد أن آتيك كل يوم نصف ساعة.. هذه قضية قد لا تكون ممكنة بالنسبة له، فإذاً انتقاء الفرصة المناسبة للالتقاء مسألة مهمة لكي تستفيد.
ثانياً: بعض الشباب عندهم عقدة (الشيء الخاص) يقول: أريد شيئاً خاصاً، لا أريد جلسات في المسجد تعطينا فقهاً وغيره، أريد أن تشرح لي كتاباً لوحدي.. فإذا كان كل طالب علم، أو كل شيخ، أو كل عالم سيشرح الكتاب لواحد بعينه دائماً فكيف يتم هذا؟ فعقدة الخصوصية عند بعض الشباب تمنعه من الاستفادة، أي: كأنه يظن أن حلقة العلم تكون للعامة فقط، يقول: لا أريد هذا، أريد شيئاً خاصاً.. ما هذا الشيء الخاص؟ هذا الدين واضح، لا يوجد أسرار في الدين، الدين للجميع، فإذا حضرت حلقة تفسير أو حديث أو فقه أو شيء في الأخلاق أو الأدب؛ فأنت مستفيد جداً.
ثم بعض الشباب لا يقيمون وزناً للكتب يقول: هذا تفسير ابن كثير اطلعنا فيه وانتهينا. مع أنه -صدقني- لم يقرأه مرة واحدة، بل ولا مجلد ولا ربع التفسير ، فهؤلاء الذين يستخفون بالكتب يقولون: نحن لا نريد تفسير ابن كثير نريد تفاسير مثل: تفسير الخازن والكشاف والبحر المحيط وأعطنا من هذه التفاسير غير المعروفة.. حسناً، يمكن تفسير ابن كثير أبرك وأنفع، وأحسن وأرجى، وأفهم وأقبل للفهم أكثر من الأشياء التي أنت تطلبها.
ثم إن طلب العلم بالجماعة فيه بركة، ولذلك ما هو منهج السلف في طلب العلم؟ هل يخصصون لكل طالب شيخاً؟ هل المسألة دروس خصوصية؟! طلب العلم بالحلق وبالمدارسة، تعلم الأدب والعلم بالمجموعات، هكذا كان يفعل السلف ، هذه حلقة سفيان ، هذه حلقة الحسن ، هذه حلقة الأوزاعي ، هذه حلقة سعيد .
بعد ذلك كونه يوجد عندك أسئلة خاصة بك هذه قضايا طارئة، من الممكن أن تأتي في عشر دقائق أو في ربع ساعة أو نصف ساعة أحياناً تحلها وتنتهي، ولا تحتاج المسألة إلى ترتيب موعد دوري من أجلها.
فأنا أقول: إن طلب الخصوصية يحطم كثيراً من الشباب في مسألة طلب العلم، نعم بعض العلماء يختصون بعض الطلبة بشيء في البيت، نعرف بعض العلماء -مثلاً- عندهم في البيت حلقة خاصة لكبار الطلبة الذين يشرح لهم أشياء صعبة مثلاً، هذا موجود عند علمائنا، لكن كثيراً من الشباب الذين يزعمون أنفسهم في هذه الدرجة يقولون: هذه حلقات المساجد نحن الآن أكبر من هذا المستوى، هم في الحقيقة ليسوا أكبر من هذا المستوى، ولكن يعظمون أنفسهم ويتعالون على أشياء فيها نفع كبير لهم، لكن قضية الأنا هي التي أودت بهم المهالك.
الجواب: كلا والله.
الجواب: هذه قضية مهمة ولا شك، بعض الناس يتعصبون للجنس، بعض الشباب يتعصبون للبلد، بعض الناس يتعصبون للغة، بعض الناس يتعصبون للمهنة، فالطبيب لا يخالط إلا أطباء، والمهندس لا يخالط إلا مهندسين، والمدرس لا يخالط إلى مدرسين، وبعض الناس يتعصبون للقبيلة، وبعض الناس يتعصبون لتجمع فكري أو دعوي..
التعصب هذا كله حرام إلا التعصب للحق فقط، فإذا كان أي نوع من أنواع الانتماء فوق الانتماء الشرعي فهو حرام، فلو كان انتماء إلى أي مجتمع من المجتمعات يجعل تقطع الروابط الأخوية سبباً؛ فإنه خلل يجب أن يُسعى إلى تغييره.
ثم إنه قد تدعو المصلحة الدعوية إلى أنه يتخصص أناس في أمر العلم في نشره، وفي الناس من عنده خبرة في الوعظ، ومن الناس من عنده خبرة في الجهاد... والأمة الإسلامية تحتاج إلى طاقات في مجالات مختلفة، لا يمنع التخصص، لكن التخصص شيء، والتنافر والتخالف والتحارب والتعادي شيء آخر، فلا يمنع أن يكون هناك مجموعة تشتغل بشأن الجهاد، ومجموعة تشتغل بشأن التعليم، ومجموعة تشتغل بشأن إنكار المنكرات.. هذا لا يمنع، لكن هؤلاء هم مسلمون، أمة واحدة: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ [الحج:78] إبراهيم سماهم أمة واحدة، فلا يصلح أن يكون التخصص سبباً للعداء أو التنافر.
ولذلك نقول: لابد من تصفية النفوس أولاً بدراسة قضايا سلامة الصدر، موضوع سلامة الصدر من المواضيع غير المطروقة مع الأسف في كثير من الأوساط الإسلامية، مثل الصحابي الذي كان يبيت وليس في صدره شيء على أحد من المسلمين، هذا الرجل ينبغي أن يكون قدوة لنا في هذه المسألة.
ثم لابد من علم شرعي لتعرف الهامش المسموح به من الخلاف، يمكن أن أختلف معك في وجهة نظر، لكن لا يمكن أن أختلف معك في المعتقد، إذا اختلفنا في المعتقد فأحدنا ضال، لكن ما هو الهامش المسموح به من الاختلاف؟ ما هي الأشياء الاجتهادية وما هي الأصول؟ هذه قضايا غير واضحة بالنسبة لكثير من الشباب، وينتج بناءً عليها مفاصلات، مفاصلات على قضايا جزئية لا يجب أن يفاصل فيها، فقد تجد أحدهم مثلاً يفاصل الآخر لأنه يلبس بنطلوناً، فإذا لبس بنطلوناً واسعاً وغير مسبل ماذا يعني؟ أو واحد يفاصل آخر لأنه مثلاً يفعل شيئاً في الصلاة بخلاف فعله، ولا يجوز ذلك، وليس هذا موضع مفاصلة، الولاء للمسلمين أكبر من قضية مفاصلته على مسألة من المستحبات، حتى لو فعل منكراً من المنكرات فإنه ينصح، فمعرفة نقاط الالتقاء والافتراق في منهج أهل السنة والجماعة من المواضيع الأصلية.
فإذاً هناك قضيتان لحل المشكلة: قضية تتعلق بالأخلاق والآداب التي هي سلامة الصدر، وقضية تتعلق بمنهج العلم الشرعي والتي هي دراسة نقاط مواضع الافتراق والاختلاف في منهج أهل السنة والجماعة.
الجواب: نقول: هذا الرجل يعاني من نوع من النفاق أو الازدواجية، وينبغي عليه أن يطهر وقته وصداقاته من الناس السيئين؛ لأنه ليس من الشريعة في شيء أن يبني قصوراً من الحسنات مع أناس، ثم يذهب إلى آخرين فيهدمها في لحظات.
الجواب: لا تأثم إذا كنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، لكن إذا كنت تستطيع أن تفعل شيئاً ولو بالدعاء فلماذا لا تفعل!
الجواب: إن عدم التخلص من رواسب الجاهلية هي من المشاكل التي تواجه كثيراً من الشباب الذين سلكوا مشوار التدين، ألم يقل مفكرو الإسلام ودعاة الإسلام: إن المسلم ينبغي أن يخلع على عتبة الإسلام جميع أردية الجاهلية؟ فالاهتمام ومتابعة مباريات كرة القدم بالتفصيل من أردية الجاهلية، فكيف يدخل هذا عالم الالتزام بالإسلام ولا زال يرتدي شيئاً من أردية الجاهلية؟ إذاً ينبغي عليه أن يخلع هذه.
ثانياً: إن عدم الإحساس بالمسئوليات الملقاة على عاتق الشخص هو الذي يجعله يشتغل بهذه الترهات، فالشخص الذي لا يشعر بأهمية العلم الشرعي، أو أهمية الدعوة إلى الله، وأهمية التربية، وأهمية الجهاد، وأهمية إنكار المنكر، وأهمية نصرة المظلومين من المسلمين في العالم، وجمع المساعدات لهم، الذي لا يحس أن الأمة فيها مآسٍ وثغرات كثيرة، الذي لا يحس أنه على ثغرة من هذه الثغرات لا شك أنه سيجري وراء كرة القدم ولا شك في ذلك، هذه نتيجة طبيعية.
بعض الأشخاص يلتبس عليهم مفهوم "اللهو" ومفهوم "روحوا عن القلوب ساعة وساعة" صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل لهو محرم إلا ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه ولده، وسياسة الفرس، والسباحة) أو كما ورد بمعناه في الحديث الصحيح، الإنسان كونه ينشغل بمضاحكة أهله، أو بملاعبه ولده، أو سياسة فرسه، أو تعلم شيء ينفعه مثلاً كالسباحة أو كالرماية هذه قضايا ليست من اللهو المحرم، فكون الإنسان يبقى في حلق العلم وفي الدعوة دائماً يتعب، فهو ينتقل إلى ممازحة الأهل وملاطفة الأولاد، وتعلم شيء من الهوايات التي تقوي البدن كالسباحة أو الرماية، أو خبرة يكتسبها في الحياة، أو أي شيء يتعلق بتصليح سيارة مثلاً فهذه أشياء جيدة.
لكن أي شيء يفيده من متابعة كرة القدم؟ لا شيء إلا الشعور باللذة حينما تلج الكرة الشباك وفي أي زاوية تدخل، ومن بين أي مدافعين تمرق، وتحت أي رجلين تخترق، وهذه هي المسألة، وإلا فليس هناك فائدة واضحة من مشاهدة مباراة كرة القدم إلا حرق الأعصاب، وتضييع الأوقات، والتعصب للجاهلية والأندية الجاهلية.
الجواب: هذا الحنين دافع شيطاني، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فقد لا يملك الإنسان أن يتخلى عن جميع الفكر التي يفكر بها في ماضيه، لكن قد يشعر أحياناً بشيء من الانجذاب، فينبغي أن يعالج مسألة التمني، فرق أن يخطر ببالك معصية كنت تفعلها في الماضي، أو شخصاً تقارف معه معصية، وبين أن تتمنى الآن أن تكون معه لمقارفة المعصية؛ لأن التمني من أعمال القلوب، والتمني خطير، فينبغي أن ينتبه الإنسان إلى قضية التفريق بين الخاطر الذي لا يؤاخذ عليه وبين التمني، فمشكلة كثير من الشباب أنه الآن التزم بالإسلام لكنه يتمنى في قرارة نفسه أحياناً أن يواقع معصية من المعاصي، يقول لك: إذا التزمنا وأصبحنا مع الشباب الطيبين لا نستطيع أن نذهب إلى تلك الأجواء، صارت المسألة الآن إحراج؛ كيف نذهب إلى هناك ونحن..! فهو إذاً يتمنى، وهذه قضية خطيرة، فإذا كان في المسألة خواطر فلا يأثم عليها إن شاء الله لأن هذا حديث النفس، لكن إذا تطور إلى أمنيات وإصرار وتخطيط لكن لم يتهيأ له؛ فهذا تخطيط عمل يأثم به.
الجواب: إنهم موجودون ومن مظان وجودهم المساجد، وكيف يمكن الذهاب إليهم؟ لا شك أنه لا بد من إسقاط حاجز الخوف من مصاحبتهم، والتعرف عليهم، ثم إنك لست مطالباً بالانخداع بالمظاهر، وأي واحد يظهر عليه الخير تذهب معه، ولا بد أن تختبره وتبتليه قبل أن تصاحبه.
الجواب: إذا كان الإنسان يعتقد بعقيدة الولاء والبراء فكيف يوالي أعداء الله؟! فكيف يوالي أناساً يتكلمون في هدم الشريعة، ويثيرون شبهات حول الإسلام؟ كيف يراسلهم؟!!
الجواب: إننا في كثير من الأحيان نلقي باللوم على غيرنا ونقول: الوسط هذا تعبان، الوسط هذا سيئ، لا خلاف.. لكن ماذا فعلت أنت لتعديل الوضع؟ اسأل نفسك وحاسبها، ماذا فعلت لإصلاح الوضع؟ ماذا فعلت لاجتناب المنكر؟ ماذا فعلت لنشر الخير؟ هل فعلت شيئاً؟ قبل أن تلعن الظلام أوقد شمعة، فما هي شمعة الخير التي أوقدتها من أجل الآخرين قبل أن تقع فيهم؟ فإذاً أنا أقول: إذا فكرنا من وجهة النظر الإيجابية في تغيير الأوضاع ربما تجد أعواناً لك على الخير في هذا المكان، والأمة فيها خير ولا شك.
الجواب: هذه قضايا قد لا تكون هي لوحدها مجالاً لمحاضرة كاملة، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (إذا جُمع القرآن في إهاب لم يحرقه الله بالنار) أي: أن هذه من فضيلة حفظ القرآن أن الإنسان إذا حفظ القرآن؛ فإن الله عز وجل لا يحرق بالنار جسداً جُمع فيه القرآن، فهذا من فضيلة حفظة كتاب الله عز وجل: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [العنكبوت:49].
عند الدفن من الذي يقدم؟ إذا كان هناك عدة موتى الآن نريد أن ندفنهم أول واحد نقدم منهم أحفظهم لكتاب الله، كان يسأل في غزوة أحد عن القوم إذا اجتمع اثنان في الدفن في قبر واحد لأن المسلمين منهكون بالجراحات، فيصعب عليهم حفر قبر لكل واحد، فقال الرسول: ادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، عمقوا ووسعوا، ادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وكان إذا أراد أن يدفن سأل أيهم أكثر قرآناً فقدمه.
ويؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإذاً حفظ القرآن فيه ميزة عظيمة، كيف لا وأنت تستطيع أن تستشهد به في المجالس، وتدعو به إلى الله؟ والله يقول عن القرآن: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً [الفرقان:52] أي بالقرآن، ونحن أحياناً نأتي بكلام من عندنا مع أن كلام الله عز وجل أشد تأثيراً وأعمق في النفس، لكن نغفل عن قضية الاستشهاد بآيات الكتاب العزيز لأسباب منها: عدم حفظها، كيف تستشهد بها وأنت لا تحفظ؟!
الجواب: نظرياً ممكن للإنسان أن يلتزم بالإسلام من غير مصاحبة الصالحين، لكن كيف يُكمل المشوار، وكثير من تشريعات الإسلام جماعية: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الذين آمنوا... فكيف يمكن أن يكمل الشريعة وكيف له أن يحيا الحياة الإسلامية وحيداً؟ كيف يتعلم التضحية والإيثار من غير أن يكون مع مجموعة من الناس الصالحين؟ كيف يتعلم؟ وممن يتعلم؟ لابد أن يكون هناك إنسان يعلمه.
الجواب: عليك أن تنصحهم، فإذا لم يتغيروا؛ فلا بأس أن تقول لهذا الأستاذ: إن أناساً فيهم الأمراض الفلانية.. لا للغيبة ولا للنميمة، لكن لكي يجد وسيلة هو يساعدهم بالإصلاح.
الجواب: يُرجى أن يكون له أجر الجهاد إذا منعه عن الجهاد طاعة أوجب منه.
الجواب: هذا شيء سيء، المال مال الله، أنت الآن تعطيه لله لا تعطيه لكي تلفت إليك الأنظار، والناس يأتون إليك، ويحومون حولك، ويطرقون بابك، ويناشدونك ويلتمسون منك.. لا، فالعلماء قالوا: يُعطى الفقير نفقة سنة حتى يحين موعد الزكاة التي بعدها.
الجواب: نعم، لها أن تمتنع منه وتطالبه بالتطهر.
الجواب: هذا رجل عليه أشياء كثيرة: يتوب إلى الله، ويكفر عن المعصية، ويعمل طاعات كثيرة، وقد أجاب الشيخ عبد العزيز بالنسبة للكفارة قال: عليه التوبة فقط لأن وفاة الولد غير متحققة، يحتمل أنه التقطه أحد ويحتمل أنه ما التقطه، فبما أن الوفاة غير متحققة فلا يلزم الكفارة، لكن عليه أن يتوب إلى الله توبة عظيمة؛ لأن هذه نفس نفخ فيها الروح ولها الحق في الحياة، وليس ذنبه أنه ولد زنا فيموت ويخنق ويرمى في الزبالة، فبعد أن نفخت فيه الروح يتحمل مسئوليته الذي أنجبه.
الجواب: جواب الشيخ عبد العزيز : حكمها حكم الماء الدائم، لا يجوز التبول فيها ولا الانغماس للجنب فيها، فإذا نزعت السدادة صار حكمها حكم الماء الجاري، فلو كان الماء ينزل عليه والبلاعة تشفط الماء فيعتبر أن هذا الماء جارٍ، فلو أنه دخل فيه وهو جنب فلا يضر ولا بأس بذلك، أو حصل به حاجة للتبول فتبول لا بأس، أما الماء المحصور في حوض أو مكان معين لا يجري فإنه لا يجوز التبول فيه ولا الدخول فيه وهو جنب.
الجواب: المباهلة ما هي؟ اثنان متخالفان يقولان: لعنة الله عليّ إن كنت من الكاذبين، وذاك يقول: لعنة الله عليّ إن كنت من الكاذبين، أو غضب الله عليّ، أو أهلكني الله إذا كنت كاذباً.. يدعو على نفسه بالهلاك إذا كان كاذباً، هل هذه تُفعل لأي شيء ولأبسط الأشياء؟ أي: أنهم اختلفوا هذه سيارة فلان أو سيارة فلان قال: تعال نتباهل، فهذه من المصائب أن ينزلوا إلى هذه الدرجة، وأما المباهلة فقد قال الله عز وجل: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ [آل عمران:61] فإذاً هذه مع أهل الكتاب يجعل لعنة الله على الظالم فيهم وعلى الكاذب فيهم، بيننا وبين أهل الكتاب نبتهل، وليس بين مسلمين على شيء تافه يقولون: تعال نتباهل..!
الجواب: يجب عليك أن تساعد أباك المحتاج بشرط ألا تضر بنفسك، فإذا وصل الأمر إلى ضررٍ في نفسك؛ فليس عليك المساعدة في ما لا تطيقه.
الجواب: نعم، إذا حلفت ألا تخرج ثم خرجت فعليها الكفارة.
يتبع السؤال: ما هو الترتيب؟
الجواب: أولاً: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، فثلاثة على التخيير والثانية على الترتيب -والتي هي الرابعة- وهي الصيام لا يجوز أن ينتقل إلى الصيام وهو يستطيع واحدة من الثلاث التي قبله.
يتبع السؤال: علماً أنها كررت اليمين أكثر من مرة؟
الجواب: من كرر اليمين على شيء واحد فعليه كفارة واحدة.
الجواب: الإمام ولي أمر في المكان الذي هو فيه، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ولا يؤم الرجل رجلاً في سلطانه) فإذاً الإمام في المسجد هو ولي أمر، فإذا عين أحداً فلا يصلح التقدم على النائب الذي عينه ولي أمر المسجد وهو الإمام، فإذا كان هذا إمام معروف، فإذا نوب شخصاً فيلتزم بالنائب ولا يتعدى عليه.
الجواب: سبق وأن ذكرنا في محاضرة "كيف تقرأ كتاباً" نماذج أو أشياء مما يساعد في حفظ المعلومات؛ منها: تلخيص الكتاب، وضع خطوط تحت النقاط المهمة، ترقيم المعلومات، وضع فهرس دقيق، إعادة قراءة الكتاب أكثر من مرة، إلقاؤه وتقديمه للآخرين.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر