إسلام ويب

الدفاع عن الإسلاميين في الجزائرللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تكلم الشيخ حفظه الله في هذه المادة عن المسلمين في الجزائر وأحوالهم، وتوجههم إلى الدعوة والدين، وانتشار الصحوة في أوساط الجزائريين، ثم ذكر موقف قادات المسلمين في الجزائر من الكويت، وأنهم متألمون لما جرى لإخوانهم في الكويت من تعذيب من قبل النظام البعثي وغير ذلك من الأمور.

    1.   

    تكفل الله بالبقاء للإسلام ونصرة أهله

    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، فصلوات ربي وسلامه عليه، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين، ومن جاهد بجهادهم إلى يوم الدين.

    أما بعــد:

    عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه، ومستقر رحمته، اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، اللهم انصر الإسلام في كل مكان، ونسألك لأمة الإسلام قائداً ربانياً يسمع كلام الله ويسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، ويحكم بكتاب الله وتحرسه، شعاره:

    نحن الذي بايعوا محمداً     على الجهاد ما بقينا أبدا

    ***

    والله لولا الله ما اهتدينا     ولا تصدقنا ولا صلينا

    فأنزلن سكينةً علينا     وثبت الأقدام إن لاقينا

    ***

    أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيس أو تميم

    ولست أبالي حين أقتل مسلماً     على أي جنب كان في الله مصرعي

    وذلك في ذات الإله وإن يشأ     يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

    أحبتي في الله: أقامت الصحف هذا الأسبوع حملةً شرسةً على انتصار الدين في الجزائر، ومحاولة المتدينين فيه الوصول إلى الحكم عن طريق الانتخابات، والمقالات التي نشرت تطعن في الإسلام قبل أن تطعن في الأحزاب، وقد وجدتها فرصة سانحة لأن تحارب الدين وأهله، فالعلمانيون لا يطيقون أن يروا الإسلام يحكم، لا يطيقون أن يروا لا إله إلا الله تسود وتقود وأخذوا يلبسون على الناس، ويكذبون، ويخدعون، ويخلطون الأوراق.

    أحبتي في الله: إن الأشخاص الذين يفتنون ولا يثبتون، أو يكون عندهم بعض الانحراف لا يضرون الدين، ولا يؤثرون فيه، سيمضون، ويفوتون، ويبقى الإسلام، ويبقى الدين، والمستقبل لهذا الدين، وسيظهره الله جل جلاله على الدين كله ولو كره الكافرون، ولو كره المجرمون، ولو كره المشركون، هذه حقيقة ثابتة: المستقبل لهذا الدين، يجب أن نعتقد هذا، لأن رب هذا الدين حي لا يموت، وقائد هذا الدين محمد صلى الله عليه وسلم يقول عنه الصديق : [طبت يا رسول الله حياً وميتاً].

    أحبتي في الله: الرجال يذهبون، الرجال يفتنون، ويظل الدين يأتيه من يحمله، ويأتيه من يقود به ويسود، سقطت الشيوعية ، وتناثرت دويلاتها، وفرحنا لهذا فرحاً عظيماً، وسيأتي الدور على كل المنحرفين، وكل الأنظمة، وكل الأحزاب الجائرة، سيأتي الدور على كل من يحارب الله ورسوله، على كل من يقف مع الشيطان، سينتصر الرحمن عاجلاً، أو آجلاً: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر:51] .. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي [المجادلة:21]، هذه حقيقة ثابتة: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] .. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ [النور:55]، في كل الأرض، في كل الناس، في كل الزمان المستقبل لهذا الدين: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ [النور:55]، رغم أنوف العلمانيين، ورغم أنوف الشيوعيين، ورغم أنوف المنحرفين الحاقدين: مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [آل عمران:119]، سينتصر الإسلام عاجلاً، أو آجلاً.

    إن المارد الإسلامي استيقظ، ورجاله يبحثون في كل مكان، يصلون بإذن الله إلى الخلافة الراشدة التي وعد بها محمد صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: (تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون فيكم الخلافة الراشدة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً عضوداً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون حكماً جبرياً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، وسكت صلى الله عليه وسلم.

    إذاً: هو وعد حق من الذي لا ينطق عن الهوى، من محمد صلى الله عليه وسلم يتلقاه من جبريل، وجبريل يتلقاه من الله رب العالمين، وهل هناك أصدق من هذا الوعد.

    إن مؤشرات تحقيق هذا الوعد واضحة بينة سافرة، اغتاظ منها أعداء الإسلام، وأعداء الدين.

    1.   

    جبهة الانقاذ وموقفها مع الكويت ضد نظام العراق

    نجح المتدينون في الجزائر في الانتخابات بنسبة ثمانين بالمائة، ولله الحمد، والصحابة رضي الله عنهم يوم أن كان الوعي في المحبة الإيمانية، والأخوة الإسلامية، ونصرة هذا الدين عندهم كاملاً واضحاً بيناً، كانوا يفرحون لنصرة من يقف معهم في بعض أمور دينهم واعتقادهم، فأهل الكتاب لما تحاربوا مع عباد النيران المجوس، وغلب المجوس أهل الكتاب، حزن المسلمون، ثم جاء الله بوعده في سورة الروم: غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ [الروم:2-4] فرح المسلمون، فرح المسلمون لهذا مع أن الروم لم يكونوا مسلمين، لكنهم كانوا أهل كتاب، وأبو بكر رضي الله عنه وأرضاه دخل في رهان مع قريش سبع سنين، ومرت إلى التسع، فانتصر الرومان على عباد النيران، وفرح المؤمنون بنصر الله، مع أن نصر الله لم ينزل على موحدين، ولكن نزل على أهل كتاب، هذا هو الفهم، فـأبو بكر، والصحابة، والنبي، والمهاجرون، يفرحون لانتصار أهل الكتاب على المجوس أهل النيران، فلماذا لا نفرح لانتصار أهل الدين في الجزائر؟ لماذا؟

    لأن الإعلام الجائر شوه السمعة خلال احتلال الكويت، وسأنقلكم بصدق عن تجربةٍ خضتها مع الشعب الجزائري ابتداءً من قيادته إلى مجلس شعبه إلى الجماعات الإسلامية التي انتصرت في الانتخابات، لتأخذوا الصورة الواضحة البينة، فنتعاطف مع هذا الشعب المسلم، مع هذا الشعب المؤمن، مع هذا الشعب الذي نرجو من الله أن يمكنه، فيحكم بالإسلام والإيمان، ولا يؤثر علينا الإعلام الجائر، والأفلام المزيفة التي تحرف الحقائق.

    لما تم احتلال الكويت، جاء رئيس جبهة الإنقاذ ، وليس رئيس وقائد الإخوان المسلمين، الإخوان المسلمون اسمهم في الجزائر حركة حماس، قائدها فضيلة الشيخ: محفوظ النحناح ، وهذا الرجل العبقري الفذ وقف معنا دائماً وأبداً خلال الاحتلال، وقد قابلناه، وجماعته كلها ضد النظام الذي احتل الكويت ، ثم جماعة جبهة الإنقاذ بقيادة: عباس مدني ، ونائبه: علي بالحاج ، التقيت معهم في المملكة العربية السعودية خلال الاحتلال، وهما قادمان للصلح بين خادم الحرمين الشريفين وبين نظام العراق حتى تنتهي الأزمة، ولما تم اللقاء، وأخذنا نتحدث كوفد شعبي مع عباس مدني، قال: كأنكم تحدثونني وأنا لا أعرف أن شعب الكويت مظلوم، وأن شعب الكويت مجروح، وأن شعب الكويت مسلم، وأن شعب الكويت قد اغتصب من نظام كافر، هكذا كان يقول، بأذني هذه سمعتها منه، ومن علي بالحاج ، يكفر النظام البعثي، يقول: وإنما زيارتي هذه للمملكة جئت للإصلاح ولحقن الدماء، وقد التقى مع الملك، ومع الرئيس، ولكنكم شاهدتم الصورة التي بثها الإعلام العراقي المحرفة العجيبة يوم أن رأينا عباس مدني يفرش يديه هكذا، ويلتقي مع النظام يقبله ذات اليمين، وذات الشمال، فلما التقينا به مرة ثانية مع الشيخ: عباس مدني ، قلنا له: الذي يأتي ويريد الصلح لا يجوز له أن ينحاز حتى بالقبلة والاحتضان، فأقسم بالله أنه ما قبله، وما احتضنه، فقلنا: هذه الصورة نشرها التلفاز، قال: هذه صورة مدبلجة قديمة لزياراتي في المؤتمرات الإسلامية السابقة التي كانت بغداد تعقدها.

    إذاً: رأيتم كيف يضلل الإعلام ويخدع بواسطة هذه الصور والدبلجة، وقام بنفسه، وأحضر الألبوم، ونظرنا بأعيننا إلى الصورة الحقيقية، وإذا هي مصافحة باليد ثم بعد ذلك تناقشنا معه في أمور كثيرة، وفي ختام الحديث معنا قال: أيها الناس! لا تلوموني إذا ضُرِبت العراق وضرب الشعب، لا تلوموني إذا وقفت مع شعب العراق ، هكذا كان يقول، يقول: وقفت مع شعب العراق ، وليس معنى هذا أنني لست مع شعب الكويت ، إنني أستنكر الاحتلال، وهو ظلم وطغيان وجبروت، ولكن وقوفي مع شعب العراق ، لأنه يتعرض إلى قصف وأذى، هذه وجهة نظره هو، وهو هناك بعيد، ولما صارت الحرب الجوية أعلن وقوفه مع الشعب، وليس مع الطاغوت الذي كان يكفره، ثم ذهبت وزرت الجزائر لأكون على الحقيقة من قرب، وكنت مع رفقاء أفاضل من وجهاء أهل الكويت في وفد شعبي يمثلكم أنتم أيها الشعب، كنت برفقة: أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة، وعبد العزيز الصرعاوي السفير السابق، ورفقة الأستاذ: سعد السعد ، ورئيس تحرير مجلة المجتمع: إسماعيل الشطي ، والدكتور: ناصر الصانع ، ومن كان معنا، والسفير الكويتي، والملحق الثقافي، وهناك لما ذهبنا إلى الجزائر ماذا وجدنا، كان الإعلام يشوه الحقائق، ويرسل الأراجيف، ويجعلنا نحقد على هذا الشعب المسلم، ويبين لنا أنه ضدنا، ووالله - يا أحباب - ما إن نزلنا في المطار إلا واستقبلنا رئيس المجلس الشعبي، وهو رجل ملتحٍ متدين فاضل، استقبلنا استقبالاً إسلامياً حافلاً، وفي نفس اليوم عقدنا لقاء مع مجلس الشعب الجزائري، مجلس الأمة الجزائري، وإذا معلوماته عن الكويت قد تكون أكثر من معلوماتنا، وحماسه أكثر من حماسنا، وهو يتألم ويبكي لما أصاب الكويت ، ولكن الإعلام سواء كان الإعلام الجزائري أو الإعلام العربي لم يبين هذه الحقيقة، وبعد اللقاء الأول ذهبت ألتقي مع الناس في كل مكان على جميع المستويات ابتداءً من رئيس الدولة ابن جديد إلى أعضاء مجلس الأمة إلى الوزراء للدولة، ثم في الجامعات، وفي الجمعيات، ومع الجماعات الإسلامية، والله يا إخوة إنني رأيت من الحماس، والبكاء والإغماء لهذا الشعب الفذ العجيب ما لا أجده من كثير من الكويتيين الذين التقيت معهم في الخارج، التقيت مع كثير من الكويتيين الذين لم يتمكنوا الدخول إلى الكويت وكانوا في أسفارهم، ومنتجعاتهم، ورحلاتهم، ومنتزهاتهم يسكرون، ويمكرون، ويذهبون إلى المنتجعات والملاهي، ومنهم من أدمن على الخمر، ومنهم من نزع الحجاب، ومنهم من ترك بناته كاسيات عاريات في الملاهي في كل مكان، لا تتحرك له دمعة، ولا يرق له قلب، تصرف عليه الحكومة من الأموال ما لا تصرفه عليه وهو في بيته في الكويت ، وهو جالس في منتجعه سنة كاملة، وحررت الكويت ، ولم يأت، ثم جاء بعد ذلك باسترخاء بعد أن ذهب الدخان.

    وعلى مثل هؤلاء لا يبكي الباكون، ولا يحرص الحريصون، وهم لا يمثلون ذلك الشعب الأبي المرابط الصابر المجاهد داخل أهل الكويت الذي لا يزال أسراه يقبعون في غياهب سجون العراق.

    1.   

    الشعب الجزائري وموقفه مع الكويت ضد نظام العراق

    الشعب الجزائري -أيها الأحباب- ألقيت المحاضرة الأولى في إحدى الجامعات والكليات، وكانت نسبة المحجبات 99% من الأخوات، وأن الشباب الملتحي نادراً ما ترى رجلاً منهم ليس له لحية، وإنهم وقوف، امتلأت الكراسي، فوقفوا على أقدامهم كأنهم في حشر يوم القيامة، ثم جاءت المحاضرة الثالثة في مسجد أبي عبيدة عامر بن الجراح، وكان مسجداً أضخم من هذا المسجد خمس مرات، له سرداب وثلاثة أدوار امتلأت كلها، وكان عدد الحاضرين ثمانون ألفاً، والشعب الجزائري فقير، المسجد مظلم، مفروش بالحصير، ليس فيه إلا لمبة واحدة في كل دور من هذه الأدوار، وجاء الناس، وبدأت أصف لهم أحوال أهل الكويت ، فجعل بعضهم يغمى عليهم، يحملونهم كأنهم جنائز، لشدة تعاطفهم معنا، وبعد أن فرغت من المحاضرة هجم الناس للسلام علي من شدة عاطفتهم الإيمانية والإسلامية، لم أتمكن إلا أن أخفيت في غرفة في المسجد، وظل الناس يحاصرون المسجد ساعات طوال يريدون السلام على أهل الكويت ، حتى اقترحنا عليهم أن يختاروا ممثلين لهم للسلام، فاختاروا عشرين شاباً، فدخل أولهم، وما أن رآني إلا وألقى بنفسه على صدري يبكي كما تبكي الأم الثكلى على ولدها، وظل ملتصقاً أراد الناس نزعه عن جسمي فما استطاعوا، فقالوا: إذاً نمنع السلام، ونكتفي بالدعاء، وجاءت فرقة خاصة كمندوز فوصلت إلى السيارة، فماذا فعلوا؟ حملوا السيارة من على الأرض، نريد أن نمشي فلا نستطيع حتى رجوناهم بأن يضعوا السيارة فوضعوها، وظللنا نشق الصفوف حتى استطعنا أن نخرج من مسجد أبي عبيدة عامر بن الجراح.

    هل هناك موجود على وجه الأرض خلال احتلال الكويت أيتها الأحزاب العلمانية ! أيتها الأحزاب الظالمة! يا أصحاب الأقلام الجائرة الذين تتهجمون على نجاح المسلمين في الجزائر للوصول إلى الحكم! هل كان في تلك الساعة من يحمل سيارة كويتي بمن فيها تقديراً وتوقيراً وتعاطفاً مع هذا الشعب؟ لقد وقف الشيوعيون والقوميون كلهم مع صدام، والعلمانيون كلهم مع نظام العراق، وجميع الأحزاب الإبليسية الشيطانية أيدوه عقيدةً وكتابةً وإعلاماً، ونصرةً، والشعب الجزائري يتساقط من على المدرجات يغمى عليه، يبكي على الأخت الكويتية المذبوحة المتلبطة بدماء عفتها.

    وجاءت المحاضرة الرابعة، وإذا هي في إستاد رياضي كأضخم إستاد رياضي رأيته في الوجود، وكان عدد الذين حضروا مائة وخمسينن ألفاً ما بين مسلم ومسلمة، وقد بهرني هذا المشهد العجيب لم أره في حياتي، وقد كانت المنصة في منتصف الملعب، في الجهة المقابلة من جداري من المدخل، فقلت: كيف أصل إليها، وهذه الجماهير الصاخبة؟ ما إن نزلت من على المدرج إلى ساحة الملعب لأمشي ما يقارب من مائتي متر حتى أصل إلى المنصة إلا وقام الناس كلهم من فوق المدرجات يهتفون بالروح بالدم نفديك يا كويت ، بالروح بالدم نفديك يا كويت، هل نقلت أجهزة الإعلام هذا الصخب الإيماني، وهذا التكبير الإسلامي من على مدرجات الجزائر؟

    إن هذه الأنفاس المباركة كان لها الصدى الكبير في تقريب النصر، وفي استجابة الدعاء، إنهم هناك بعيد عنا لا ينقلهم إعلامنا، والحمد لله أن هذا صور بالفيديو، والذي أدخله إلى المملكة ليس أهل الكويت ، ولا سفير الكويت ، إنما الذي أدخله إلى المملكة السفير السعودي بحقيبته الدبلوماسية، وانتشر الشريط هناك عندهم إلى الآن، ولم يدخل دولة الكويت إلى الآن، وهي التي تصرف الملايين على الفنانين، وتصرف الملايين على أصحاب الكتاب والأقلام المزيفة الذي يلبسون على الناس دينهم وحقائقهم، يدفعون لهم الأموال والرشاوي حتى يكسبوا هذه الأقلام، أين من يتبنى هذا الفلم لكي يرى العالم ويسمع صرخة الإيمان، وأهل القرآن يهتفون على المدرجات بالروح بالدم نفديك يا كويت ؟ هذه الكلمة العظيمة التي كانت تقال إلى الأقصى أصبحت تقال إلى الكويت.

    ثم بعد ذلك جاءت المحاضرة الخامسة في إستاد رياضي مغلق، فحضرها ستون ألفاً، وفي هذه المحاضرات -والله- إن سيارات الإسعاف لتنقل الناس رجالاً ونساءً يصرخ أحدهم ثم ينبطح على الأرض مغمى عليه، لما وصفت لهم كيف أن الجنود ألقوا الأطفال الخدج من مستشفى الولادة في براميل القمامة، وكيف ألقوا المسنين والعجزة والمرضى على قارعة الطريق، وسرقوا أجهزتهم الطبية، كيف كانوا يقطعون الأثداء، كيف كانوا يقطعون الأرحام، كيف كانوا يقلعون العيون، يتصارخ الناس، ويتساقطون من شدة تعاطفهم معنا.

    ورئيس الدولة كان يقول لما كلمناه بهذا، قال: أنا أستنكر احتلال الكويت، قلنا: هذا لا يكفي، لأن استنكارك هذا على الاحتلال، لكن ما موقفك من الجرائم التي حدثت بعد الاحتلال؟ فكان رده الآتي: أيها الوفد! إن مشكلتنا نحن القادة إذا التقينا في مؤتمر قمة أننا ننطلق من منطلق عرقي ومنطلق قومي، ومنطلق إقليمي، ولو كانت انطلاقتنا من منطلق روحي إسلامي حضاري لما حدثت عندنا هذه المشاكل، الرئيس الجزائري قال لنا هذا، وتوجهه إلى اليسار، ومع هذا لم يجد أمام هذا الوفد، وأمام هذه الحادثة الكبيرة، وأمام هذا الإجرام الذي حدث على شعب الكويت إلا أن ينطلق من منطلق إسلامي روحي حضاري، والوفد يشهد على هذا.

    ثم بعد ذلك كانت المحاضرة السادسة والسابعة إلى العاشرة على أرض الجزائر ، وقد التقينا مع كل المستويات الحكومية والشعبية، فلم نجد واحداً منهم لا يؤيد قضية الكويت، ولكن مع الأسف الشديد الإعلام الجزائري، والإعلام العراقي، والإعلام الأردني، والإعلام السوداني، والإعلام التونسي كان يشوه الحقائق، وهو إعلام فقير، ونحن نملك المليارات بعد المليارات، وإذاعتنا اليتيمة في رأس تنورة ، هذه المسكينة التي لا تكاد تبث شيئاً ولا منهجية في البرامج، ولما تم التحرير وجاءت إذاعة قد لا يصل مستواها إلى الفهم في الإرسال خمسة وعشرين كيلو في جميع الموجات المتوسطة، يعني: تكاد على حدود الرياض تسمع الكويت، لماذا؟

    إن حربنا اليوم حرب إعلامية، إذا لم نضع المليارات ليسمع الناس صوت الحق، ويعرف الناس من هو المظلوم، ما قيمة الأموال؟ لقد كان الإعلام الجزائري، وأنا هناك بعد إلقاء المحاضرة التي شهدها مائة وخمسون ألفاً كلهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا كويت ، والتي هجم الناس فيها من على المدرجات، فكفتهم الحراسات، وهجم المصورون بالمئات يحملون أجهزتهم لكي يصوروا الشاب الذي جاء يمثل قضية الكويت ، وحتى في هذه اللحظة لم أنس قضية الأقصى وفلسطين ، أدخلتها مع قضية الكويت ، ولا أزال أتبنى قضية الأقصى، وليتساقط كل المزيفين الذين يتسلقون على الأقصى وهو منهم بريء، إن الأقصى عقيدة، إن الأقصى دين سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1]، والله يقول: الأقصى، ونحن نقول: الأقصى، وليخسأ الخاسئون.

    1.   

    الإعلام العربي والأساطير الكاذبة

    ثم بعد هذه المحاضرة، قلت أفتح التلفاز العراقي، والتلفاز الجزائري حتى أرى كيف دفعت له الأموال، وفتحت التلفاز الجزائري، انظروا العجب! انظروا الشعب! وانظروا الإعلام! وإذا بالمذيع يقول بالنص: مذيع التلفاز الجزائري في المنطقة الشرقية في الدمام: إنني أنقل إليكم حالة الجو والطقس في الدمام، الدمام به ضباب، والضباب تنعدم فيه الرؤية، وتسبب في ازدياد حوادث السيارات، ثم كاميرات التلفاز تنقل حوادث سيارات في طرق عادية، سيارة واقعة في البر وعليها طين، ثم بعد ذلك، اسمع الخبث الإعلامي، وإن الأمريكان ليسببون من الحوادث أضعاف أضعاف ما يسببه الضباب، إنهم يحتلون الجزيرة العربية ، ويحتلون الحرمين الشريفين، فتعجبت، لقد كنت في عمرة في الحرمين الشريفين، والشعب الجزائري والفلاح البسيط سواء كان في الجزائر، أو في السودان ، أو في الأردن ، أو في تونس ، أو في المغرب ، أو في كل مكان هل عنده الوسائل والإمكانيات حتى يتحقق؟ عندما تأتي إذاعة من العراق ، تقول: أنا مكة ، وإذاعة ثانية تقول: أنا المدينة ، ويسمعها الناس في مشارق الأرض ومغاربها تصل إلى كل الناس، وهل كل الناس يستطيعون أن يتحققوا؟ عندما يسمعون الإذاعة: أنا صوت مكة ، أنقذوني أنقذوني إن شجرة عيد الميلاد بجوار مقام إبراهيم، الناس يصدقون، بأذني أنا سمعت الإعلام الجزائري يقول هذا، ثم يقول: وانظروا إلى حوادث الجيش الأمريكي، أين ذهب يصور؟ ذهب يصور في أماكن تجمع السيارات المعطلة، سيارات مصدعة، يقول: كل هذه السيارات بسبب احتلال الأمريكان للسعودية، كذب، ودجل، وتزوير.

    ثم بعد ذلك التلفاز اليمني الذي عمل الأهوال أبرز نساء جنديات أمريكيات يطفن حول الكعبة، وعند باب الملك: عبد العزيز.

    إنه الفن الإعلامي الكاذب، إن أزمتنا أزمة إعلام إسلامي، إن الإعلام إبليسي شيطاني ضلل الناس، وخدعهم، وزور عليهم، إن الشعب الجزائري شعب مسلم جدير بأن يصل إلى الحكم أن ينتصر، لقد كانت مسيرة الحجاب الجزائري مليون امرأة خرجت وحجابها على رأسها، إن المجاهدين الجزائريين هم الذين حرروا بلادهم من الاستعمار، يجب علينا كمسلمين أن نتعاطف مع الإسلام أينما كان، ولا يخدعنا الإعلام، ولا الأفلام، ولا الأقلام المؤجرة التي تتسلق على أحداث فردية وقعت من بعض أناس عندهم انحراف في فكرهم.

    أحبتي في الله: أقول هذا حتى لا نقع فيما وقع فيه كثير من الناس نحن نلومهم؛ لأن الإعلام أثر فيهم فانحرفوا.

    إذاً: نلوم أنفسنا الآن يوم أن رأينا الإسلام ينتصر، بعض الكتاب يكتب في الجريدة، ماذا يقول؟ لقد عاد الدين السياسي يحكم، إذاً إننا ننحدر إلى قرون في العصور الحجرية الأولى، الله أكبر! عندما تحكم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله هي عودة إلى العصور الحجرية الأولى! هذا كفر، كيف لا يكون كفراً؟ العصور الحجرية الأولى ليست هي عصر محمد صلى الله عليه وسلم، العصر الحجري الذي تتكلم عنه - أيها الكاتب أنت وأمثالك - اسمع ماذا يقول الله جل جلاله، وهو يصور تآمر المتآمرين، وإجرام المجرمين بأقلامهم وأفلامهم وإعلامهم، كمثل الذي يقف أمام لمبة ينفخها، والله لو وقفوا كلهم أمام لمبة واحدة من هذه اللمبات الكهربائية ما استطاعوا أن يطفئوها، إنما اجتمعت أقلامهم وأفلامهم وأفواههم اجتمعت لكي تطفئ نور الله وهيهات هيهات!

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:32-35].

    أيتها الأنظمة الكانزة لهذه الأموال، والتي لا تنفقها لإنشاء إعلام إسلامي، وأقلام مخلصة تبين للناس تأويل الأحاديث، وتظهر الحقائق.

    أقول لكم: إن المستقبل لهذا الدين، اسمعوا ماذا يقول الله جل جلاله عن تآمركم، لن تحميكم أموالكم، ستحمى عليكم في نار جهنم، ستسألون عن كل قرشٍ حبستموه من أن يأخذ دوره الإعلامي الجهادي: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورُ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [التوبة:48-50]، نعم، ساءهم أن ينتصر الإسلاميون في الجزائر ، هبت أقلامهم كلها بعد أن قبضت الرشاوي ذات البلاوي: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ [التوبة:50-52] تربصوا إنا معكم متربصون، وسترون كيف ينتصر التربص الإسلامي، والإرصاد الإسلامي، والجهاد الإسلامي، والإعلام الإسلامي، ستنتصر صيحة الله أكبر، كما انتصرت وهي مجردة من كل سلاح مادي على الجيش الذي كان يحتل أرض الكويت بعد منتصف الليل، الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله، أرجفت الأقدام، وزلزلت القلوب، وسقطت الأسلحة، وانتصر المكبر، لأن (الله أكبر) أكبر من الجيوش، وأكبر من الزيف والإعلام المنحل المنحرف، ستنتصر الله أكبر، لأن المآذن ترفعها كل يوم، ويستجيب الناس لربهم.

    اللهم رب هذه الدعوة التامة! وسيتم الله هذا الدين حتى يدخل كل بيت مدر وحجر ووبر بعز عزيز، أو بذل ذليل، بعز عزيز يعز الله به الإسلام والمسلمين، وذل ذليل يذل الله به الشرك والمشركين، آمين، اللهم وعدك الذي وعدت إنك لا تخلف الميعاد.

    اللهم انصر الدين وأهله، اللهم أيدهم، اللهم انصرهم في كل مكان، اللهم احفظنا بكتابك، وسنة نبيك، وانصرنا على من عادانا يا رب العالمين!

    عباد الله: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

    1.   

    الجمعيات ومحاربتها للمنكر في الكويت

    الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.

    ومن انتصار الدين في الكويت أنقل لكم هذه الصورة المشرقة، والتي كان رائدها منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، ومن أيده، الذي كان رائدها حضوركم واجتماعكم هنا، ونشركم لدين الله، وللشريط الإسلامي.

    أحبتي إن اتحاد الجمعيات اتخذ قراراً في عدم بيع جريدة صوت الكويت ، أتدرون لماذا؟ لأن كاتباً من كتابها: فؤاد الهاشم استهزأ بالدين وبالغيبيات، وبالملائكة وبعذاب القبر، وأقرأ عليكم نص القرار الذي اتخذ حتى تروا كيف يحقق الإسلاميون النصر في كل مكان كما أنهم قادوا في الكويت سبعة أشهر ويومين لجان التكافل، المرابطون، والمقاومة، واللجان التعاونية، كلهم قاموا ووقفوا مع هذا الشعب المسلم الحبيب وقفة رجل واحد، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، لقد أثمر مثل هذا العمل، وأقرأ إليكم النص:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    صرح: طلق بن صقر الهيم نائب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية أنه انطلاقاً من أهداف الحركة التعاونية الاستهلاكية الاجتماعية والثقافية، قامت بعض الجمعيات التعاونية بمنع بيع جريدة صوت الكويت في أسواقها، وفروعها التعاونية، وأصدر مجلس إدارة الاتحاد توصيةً إلى جمعياته الأعضاء بذات الخصوص؛ لأنها قد سمحت بنشر مقال للكاتب: فؤاد الهاشم فيه مساس بالدين الإسلامي الحنيف، واستخفاف بالغيبيات، وقد صدر في شأن هذا المقال وكاتبه فتوى من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية تؤكد صحة الرأي الذي استندت عليه الحركة التعاونية الاستهلاكية في منع جريدة صوت الكويت من البيع في الجمعيات التعاونية، والذي مفاده أن هذا المقال يعد استخفافاً بالغيبيات، وبتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف مما يضر بفكر الناس، ومعتقداتهم، وتحقيقاً لرغبة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتقديراً للظروف والملابسات التي أوضحها أثناء مقابلتنا لسموه، وما أوضحه معالي وزير الشئون الاجتماعية والعمل، وكذلك وزير الإعلام حول هذا الموضوع، وبناءً على التزام رئيس تحرير جريدة صوت الكويت أمام وزير الإعلام، ووفد الاتحاد بكتابة اعتذار ينشر في جريدة في مكان بارز وواضح، بحيث يعرف السادة القراء الظروف والملابسات التي صاحبت عملية منع جريدة صوت الكويت من البيع في الجمعيات، ووعده بأنه لن يسمح لهذا الكاتب أو غيره أن يمس القضايا الإسلامية من قريب أو من بعيد مستقبلاً، فإن الاتحاد سيقوم بحل الموضوع بالشكل الذي يضمن عدم المساس بديننا الإسلامي الحنيف، وعقيدتنا السمحة، وبما يتفق مع المصالح العليا للبلاد، ومصالح الجمعيات التعاونية الاستهلاكية.

    الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد! ونحن نقول زيادة: إن نشر مقال الاعتذار هذا بالنسبة لحقوقنا نحن كمسلمين يجب أن يعتذر لنا، ولكن نقول له: بالنسبة لحق الله جدد دينك، وعد مرة ثانية، وقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن الذي قلته كفر لابد أن تتبرأ منه، وتعود إلى تحول قلمك لنصرة الدين وأهله ،ونصرة الحق وأهله، وإلا لن يفيدك بعد ذلك الاعتذار للمخلوقين، والخالق عليك غاضب.

    أيها الأحباب الكرام: نسأل الله جل جلاله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين أمناً وإيماناً، اللهم من أرادنا والمسلمين بسوءٍ، فأشغله بنفسه، ومن كادنا فكده، واجعل تدبيره تدميره، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت رجاؤنا يا أرحم الراحمين!

    اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم إنا ندرأ بك في نحور أعدائنا، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم أحزاب الباطل، وانصر حزب الحق يا رب العالمين!

    اللهم آمن روعاتنا، واستر عوراتنا، وخفف لوعاتنا، واجمع شملنا، واكس عرينا، واشف مرضنا، وتقبل شهيدنا، وارحم ميتنا، وفك أسرانا، وثبت أقدامنا، وسدد ألسنتنا، وأطعم جوعنا، واسق ظمأنا، اللهم اكشف همنا، وادفع غمنا، ونفس كربنا، وحقق بالصالحات آمالنا برحمتك يا أرحم الراحمين!

    وانصر المجاهدين في كل مكان، سدد رميهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، وأكرم شهيدهم يا رب العالمين!

    عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.

    عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767459029