إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة؛ فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم جل وعلا الذي جمعني وإياكم في هذا الجمع الطيب المبارك على طاعته أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله! (صفحات سود من تاريخ يهود) هذا هو عنوان لقائنا هذا، وسوف ينتظم حديثنا تحت هذا العنوان في العناصر التالية:
أولاً: اليهود ومراحل الصراع.
ثانياً: أسئلة مريرة.
وأخيراً: ما السبيل؟!
فأعيروني القلوب والأسماع جيداً؛ فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان.
أولاً: اليهود ومراحل الصراع.
أيها الأحبة في الله! إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم بقدم الحياة على ظهر هذه الأرض، والأيام دُول، كما قال الله جل وعلا:
وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ 
[آل عمران:140].
ولا شك أننا نعيش الآن مرحلة الدولة فيها للباطل وأهله، وقد كان لهم هذا يوم أن انشغل عن الحق أهله؛ حيث تمكن أنجس وأحقر وأذل أمم الأرض من أبناء اليهود من إقامة دولتهم اللعينة الحقيرة على الثرى الطاهر في الأرض المباركة، وسيطروا على مسرى الحبيب محمد، وحرقوا منبر
صلاح الدين ، بل وهم يقومون الآن بحفريات خطيرة تحت المسجد الأقصى لهدمه وتدميره وإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم!!
وقد صرح أكبر حاخاماتهم في القدس بأنه لابد من هدم المسجد الأقصى؛ لإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم، ثم قال: إن العرب سيغضبون أول الأمر، ولكن الأمر سيصبح عادياً بعد ذلك!!
ورئيس الوزراء
نتنياهو يصرح بمنتهى الوضوح ويقول: لا مجال الآن للحديث عن تقسيم القدس؛ فإن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل!!
يعلن بذلك الهوية اليهودية بمنتهى الصراحة والوضوح؛ في الوقت الذي لا زال فيه الكثيرون ممن ينتسبون لهذا الدين يجهلون هذه الطبيعة اليهودية أو يتجاهلونها على حد سواء.
أريد أن أبين للجميع من هم اليهود؟! فأعيروني القلوب والأسماع جيداً:
اليهود هم نسل الأسباط الإثني عشر: يوسف عليه السلام وإخوته، نزحوا إلى مصر بدعوة من نبي الله يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وأبوا أن يندمجوا مع الشعب المصري، وعزلوا أنفسهم عن المصريين على اعتبار أنهم من نسل الأنبياء، فتكاثر نسلهم، وهم يوصون بعضهم البعض بعدم الاختلاط، وبالعزلة؛ ليبقى لكل سبط من الأسباط نسله المتميز المعروف، فكرههم الشعب المصري ونبذهم، وزادت الهوة بين الشعب المصري وبين أبناء اليهود يوماً بعد يوم حتى سامهم فرعون مصر سوء العذاب.
اليهود ونبي الله موسى عليه السلام
اليهود ونبي الله عيسى عليه السلام
أرسل الله عز وجل إليهم نبيه عيسى، فاتهموه منذ اللحظات الأولى بأنه ولد زنا، وأجمعوا على قتله، بل أعلنوا ذلك في صراحة ووقاحة، قال الله عز وجل حكاية عنهم في سورة النساء:
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ 
[النساء:157].
ولم يكتف اليهود المجرمون بما فعلوه مع نبي الله عيسى في حياته، بل دونوا افتراءاتهم عليه لأجيالهم المتلاحقة في كتابهم الخبيث الموسوم بـ(التلمود).
وأكتفي بذكر فقرة واحدة من هذا الكتاب الفاجر الجنسي الوقح في حق نبي الله عيسى، تقول هذه الفقرة بالحرف الواحد: يسوع النصارى في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار! وأمه
مريم قد أتت به من الزنا!!
وأعلن اليهود الحرب على التوحيد الذي جاء به نبي الله عيسى، وأعلنوا الحرب على الموحدين من أتباع عيسى عليه السلام؛ فسلط الله على اليهود من لا يرحمهم، فسامهم الرومان سوء العذاب، ومزقهم الرومان شر ممزق؛ فإذا هم أشتات وشراذم مبعثرة لا يخلو منهم مكان؛ لأنهم ساحوا في الأرض بعد ضربات الرومان المتلاحقة.
اليهود ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قينقاع وسبب ذلك
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة؛ ليقيم للإسلام دولة وسط صحراء تموج بالكفر، انتقل اليهود من الحرب السرية للنبي ولدعوته إلى الحرب السافرة المجرمة، فأعلنوا العداء للإسلام، بل وعلى دعوة الإسلام، بل وعلى رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم.
وتدبر معي! ففي أول معركة كبرى من معارك الإسلام والشرك وهي غزوة بدر الكبرى نصر الله المسلمين نصراً مؤزراً، وأعز الله جند التوحيد، وهزم الله جند الشرك، وتبعثر الجيش المشرك وسط الصحراء كتبعثر الفئران.
وهنا غلت مراجل الحقد والغل والحسد في قلوب اليهود في المدينة، فقاموا بحملة إعلامية -وهذه طبيعتهم، وهذا أسلوبهم- خبيثة حقيرة للنيل والتقليل والتحقير من النصر الإسلامي في غزوة بدر، بل وقاموا ليثيروا الفتن والقلاقل، وليحرضوا المشركين في مكة للثأر من محمد وأصحابه.
فتدبروا معي -يا شباب الصحوة- هذا التاريخ، واحفظوه واعلموه جيداً، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بمكر اليهود انطلق إليهم، وجمعهم في سوق بني قينقاع، وقال لهم المصطفى: (
يا معشر يهود! أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشاً) فرد اليهود على النبي باستعلاء واستهزاء شديدين وقالوا: يا محمد! لا يغرنك من نفسك أنك هزمت أقواماً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال؛ فإنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن القوم، وإنك لم تلق مثلنا! انظر إلى هذا المكر اليهودي المتمثل في قولهم: يا محمد! لا يغرنك أنك هزمت أقواماً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، فإنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن القوم، وأنك لم تلق مثلنا!
فقام النبي صلى الله عليه وسلم وتركهم، وما لبث اليهود أن قاموا بمؤامرة حقيرة؛ فيوم أن انطلقت مسلمة أبية تربت في مدرسة النبي ، وقد غطت وجهها وتسربلت بسربال الحياء والمروءة فجلست إلى صائغ يهودي في المدينة؛ لتشتري منه ذهباً، فأراد اليهود المجرمون من المسلمة أن تكشف عن وجهها، فأبت أن تكشف لليهود عن وجهها، فتسلل الصائغ اليهودي الوقح إلى المسلمة الأبية فعقد طرف ثوبها في ظهرها، فلما قامت المسلمة انكشفت سوأتها؛ فاليهود متخصصون في كشف السوءات والعورات!! فلما انكشفت سوءة المسلمة ضحك اليهود، وصرخت المرأة، وسمع صرخة المرأة رجل مسلم أبيّ تقي، فقام هذا المسلم إلى اليهودي فقتله.
والله! إن القلب ليحزن، وإن العين لتبكي، وإنا لما حل بالمسلمين لمحزونون؛ فهذا رجل مسلم أبيّ يسمع صرخة مسلمة -لا أقول: انتهكت عورتها، بل انكشفت سوءتها- فقام على الفور؛ لأن دماء الرجولة ودماء الغيرة تحركت في عروقه، فقتل اليهودي، فشتان شتان بين مسلمة أبت أن تكشف لليهود عن وجهها، وبين متمسلمة في هذه الأيام كشفت عن معظم جسدها، وصارت ألعوبة في أيدي اليهود المجرمين من مصممي الأزياء على مستوى العالم، فأنزلوا المسلمة من على عرش حيائها، وأخرجوها من خدرها الطاهر الكريم؛ فصارت ألعوبة، فكشفت عن شعرها، بل وعن صدرها، بل وعن مفاتن جسدها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وشتان شتان بين هذه المسلمة الأبية التي أبت أن تكشف عن وجهها لليهود وبين المسلمات الآن اللائي ارتمين في أحضان اليهود، واللائي ارتمين في أحضان الموضة اليهودية العالمية في هوليود!!!
وشتان شتان بين رجل أبي سمع صراخ مسلمة فانقض على اليهودي المجرم فقتله وبين رجال رأوا أعراض أخواتهم تنتهك، ولكنهم كما قال الله:
وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ 
[فاطر:22] فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وهكذا أيها الأحبة! انقض المسلم على اليهودي فقتله، فانقض اليهود على المسلم فقتلوه؛ فقام الحبيب المصطفى وقام الصادقون معه من الرجال الأطهار فحاصروا يهود بني قينقاع، وكان ذلك في شهر شوال من السنة الثانية للهجرة المباركة، حاصروهم خمسة عشرة ليلة؛ حتى نزل اليهود المجرمون على حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فغنم المسلمون أموالهم، وأخرجوهم إلى أذرعات الشام.
إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير وسبب ذلك
حكم النبي صلى الله عليه وسلم في يهود بني قريظة وسبب ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم ويهود خيبر
اليهود والدولة العثمانية
أيها الحبيب! لا زلت معك في مراحل الصراع الطويلة التي بلغت أوجها في العصر الحديث، وتدبر معي وانتبه جيداً! لم ينته العنكبوت اليهودي الوقح عن نسج خيوطه الدقيقة، وحبك مؤامراته الرهيبة التي بلغت أوجها في العصر الحديث بإفراز هذه الغدة السرطانية الخبيثة، وبوضع هذا المولود اللقيط الذي يُعرف الآن بدولة إسرائيل فوق الثرى الطاهر للأرض المباركة مسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
وضُعت هذه الدولة غُصة وشوكة في قلب العالم الإسلامي بعد أن نجح اليهود في القضاء على الخلافة الإسلامية، والقضاء على السلطان البطل
عبد الحميد طيب الله ثراه، ذلكم الرجل الذي شوهت الصهيونية الحاقدة صورته، وانطلقت الببغاوات العجماء لتحاكي ما يمليه الأسياد من الشرق والغرب دون وعي أو إدراك!
هذا الرجل العظيم الذي حاول معه اليهود بكل الوسائل والسُبل أن يبيع لهم أرض فلسطين فأبى؛ وباءوا بالفشل الذريع.
لقد أرسل اليهود إلى السلطان
عبد الحميد أول الأمر اليهودي الماسوني الثري
قره صوه ، فذهب إليه هذا اليهودي، وقال لسلطان الخلافة التي ضاعت: إني مندوب إلى جلالتكم عن الجمعية الماسونية؛ وجئت لأرجو جلالتكم أن تقبلوا خمسة ملايين ليرة ذهبية -انظروا إلى وسائل اليهود؛ فإنها لا تتغير بتغير الزمان والمكان- لتقبل جلالتكم خمسة ملايين ليرة ذهبية إلى خزينتكم الخاصة، ولتقبل مائة مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة؛ على أن تمنحوا لنا بعض الامتيازات في دولة فلسطين، فاستشاط السلطان غضباً، ونظر إلى الجالسين معه في مجلسه وقال لهم قولة عجيبة: أو ما تعرفون ما يريده هذا الخنزير؟! والتفت إليه بقوة وقال: اخرج عن وجهي أيها السافل!
فخرج اليهودي, ولكن اليهود لا يملون، فقرر مؤسسُ الصهيونية العالمية الأول
هيرتزل أن يذهب إلى السلطان بنفسه فذهب إليه
هيرتزل بنفسه، وعرض عليه أن يبيع له فلسطين بأي ثمن، فرد عليه السلطان رداً عجيباً وقال: إن هذه الأرض قد امتلكها المسلمون بدمائهم، وهى لا تباع إلا بنفس الثمن!!
ثم قال السلطان البطل: انصحوا الدكتور
هيرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ فإنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه الأرض؛ فهي ليست ملكي، ولكنها ملك شعبي الذي ضحى في سبيلها، وروى ترابها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، فإذا مزقت إمبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني أهون علي من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من إمبراطوريتي، فإنني لا أستطيع أن أوافق على تشريح أجسادنا ونحن لا زلنا على قيد الحياة!!!
هذا هو السلطان البطل الذي شوهوا صورته، ودرَّسوا صورته المقلوبة لأبنائنا وبناتنا، ولا زالت!
وانطلق الببغاوات العجماء يرددون هذه الصورة المقلوبة في حق هذا السلطان خليفة المسلمين الذي أبقى الخلافة مدة طويلة لا يمكن أن تصدقونها اليوم بحال من الأحوال، إلا أنهم ما ملوا، واستطاعوا من خلال إثارة النعرات القومية أن يسقطوا السلطان
عبد الحميد، وإثارة النعرات داخل البلاد خطر عظيم.
حرص اليهود على إثارة النعرات القومية
انظروا إلى الواقع على أرض أفغانستان، فما الذي دمر قوة أفغانستان؟!
إنها النعرات القومية؛ فهذه طائفة كذا، وهذه قبيلة كذا!!
إن النعرات القومية من أعظم الأخطار التي تبدد القوى؛ ولهذا استطاع اليهود عن طريق الجمعية الماسونية اليهودية العالمية التي تعرف بـ(جمعية الاتحاد والترقي) أن يثيروا النعرات القومية لعزل السلطان البطل
عبد الحميد ؛ لإخلاء الطريق، ولتلميع اليهودي العميل الخائن الوقح
كمال أتاتورك -لا طيب الله ثراه- الذي مثل رأس الأفعى اليهودية في القضاء على الخلافة الإسلامية.
ووقع هذا المجرم العميل الخائن معاهدة الذل والعار المعروفة بـ(معاهدة لوزان)، وقضى بذلك على الخلافة الإسلامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهكذا أيها الأحبة الكرام! انقضت الخلافة، ولمع هذا اليهودي على أنه بطل قومي! حتى حاكاه كثير من زعماء العرب، وتمنوا أن يكونوا
كأتاترك لا طيب الله ثراه، ولا ثرى كل من عاند وحارب دين الله جل وعلا.
اليهود واحتلال فلسطين
وفي الثاني من نوفمبر سنة ألف وتسعمائة وسبعة عشر صدر (وعد
بلفور ) بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وفي عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين استطاع اليهود بخيانة مفضوحة أن يحتلوا ما يزيد على (78%) من الأرض، كل هذا كان في عام ثمانية وأربعين فقط، احتل اليهود هذا القدر من أرض فلسطين بحركة خيانية مفضوحة، وهكذا أسست لليهود دولة في قلب العالم الإسلامي، وساعدهم في ذلك الشرق الملحد والغرب الكافر، والأنظمة العربية الخائنة الضالعة في الخيانة، فأسست هذه الدولة، وأفرزت هذه الغدة السرطانية في قلب العالم الإسلامي!
يا شباب الصحوة! احفظوا مني هذا جيداً، واسمعوا هذا الشريط مراراً وتكراراً، وعمموا هذا الشريط على جميع أبناء الأمة؛ لتعرف الأمة تاريخ اليهود، فهؤلاء هم اليهود دون عهر سياسي أو دجل إعلامي.
والله! ما وعد
استالين هؤلاء اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين إلا ليتخلص من شرهم!!
وما بحث لهم
هتلر عن صندوق قمامة عالمي إلا ليطهر ألمانيا من رجسهم وقذرهم!!
وأمريكا تعاني منهم اليوم ما تعاني!! ولكنها مغلوبة على أمرها؛ فاللوبي الصهيوني يخنق أنفاسها تماماً!!
فهؤلاء هم اليهود الذين أفسدوا العالم ودمروه!!
فاليهودي
كارل ماركس كان وراء الشيوعية الملحدة التي أفسدت فطرة الإنسان!!
واليهودي
دور كايم كان وراء علم الاجتماع الذي قوض الأسرة!!
واليهودي
فرويد كان وراء علم النفس الذي أسس بنيانه على الجنس الفاضح!!
واليهودي
ساتر كان وراء الوجودية الإباحية الملحدة!!
هؤلاء هم اليهود الذين فضحهم القرآن، وعرى نفسياتهم الخبيثة تعرية واضحة، وعددَ القرآن صفاتهم الدنيئة، والقرآن لا زال بين أيدينا يُتلى، لكن أين من يتدبر القرآن؟!
لقد وضعت الأقفال على القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله علام الغيوب.
بعض صفات اليهود المذكورة في القرآن الكريم
أسئلة مريرة: لماذا نسيت الأمة تاريخ اليهود والتاريخ بين أيدينا مسطور؟!!
لماذا نسيت الأمة والحقائق معلومة للأحياء، بل وللأموات داخل القبور؟!!
هذا سؤال يحتاج إلى جواب: لماذا نسيت الأمة أو تناست تاريخ اليهود؟!
والجواب -واحفظه جيداً، وعض عليه بالنواجذ- في كلمات قاطعة محددة: لأن المؤامرة على هذا الدين وعلى هذه الأمة قد حبكت تعليمياً وإعلامياً حبكاً دقيقاً محكماً!!
فهم الذين وضعوا المناهج الدراسية لنا ولأبنائنا وضعاً دقيقاً؛ فشوهوا العقيدة، وزيفوا مفهوم لا إله إلا الله، ونحوا عن الحكم شريعة الله، وشوهوا التاريخ الإسلامي، ومجدوا في هذه المناهج الجاهليات الأرضية!!
مجدوا جاهلية
حورس !! وجاهلية
مينا !! وجاهلية "
خوفو "!! وما أدراك ما
خوفو ؟!
إنهم لا زالوا يعبدون
خوفو .
علمونا في المناهج أن
ماجلان عبقري وبطل الزمان، ولم نعلم أنه هو الذي أضرم في المسلمين النيران!!
علمونا أن العلمانية هي الصراط المستقيم!! ومن يعرض عنها فإن له معيشة ضنكاً!!
علمونا أن التمسك بالدين رجعية، وأن التمسك بالدين تخلف، وأن خليفة المسلمين هو الرجل المريض!!
علمونا فلسفة الشك منذ نعومة أظافرنا، وحفظونا (أنا أشك، إذاً: أنا موجود) ولو صدق المجرمون لقالوا: (أنا أشك، إذاً: أنا دبوس!!).
علمونا منذ اللحظات الأولى في هذه المناهج الدراسية حب
جبران ، و
السوبر مان ، و
شكسبير ، و
سارتر و
سيمون ، و
ديبوفوار ، وكل الوجوديات وما بها من أفكار، وأن هؤلاء هم الذين يقولون الحق وبه يعدلون!!!
علمونا كيف يكون الاستسلام بذلٍ وعار!! بل وكيف يكون القبول للخروج من الأرض والديار!! ولا زال مسلسل خروج المسلمين من الأرض مستمراً إلى هذا النهار!!
وقد بدأت أولى حلقات المسلسل -مسلسل خروج المسلمين من الأرض- في بلاد الأندلس، ثم في بلاد مورو في الفلبين، وهكذا في بخارى، وفي طشقند، وفي طاجكستان، وفي تركستان، وفي كشمير، وفي الصومال، وفي البوسنة، وفي الشيشان، وفي فلسطين، ولا زال المسلسل مستمراً إلى الآن!!
إنه مسلسل دقيق كنتاج مسلسل
دالاس ، ولكن الفارق بين المسلسلين أن مسلسل خروج المسلمين من أرضهم وديارهم لا تتحرك له مشاعر الرأي العام العالمي؛ ولم لا؟! وقد وضع هذا المسلسل بدقة.
إنه من تأليف وسيناريو الصهيونية والصليبية العالمية الحاقدة، ومن ألحان أبناء الماسون وأتباعهم العلمانيين، ومن إنتاج وإخراج الفاتيكان!!!
والهدف من هذا المسلسل إخراج المسلمين من دينهم أو من على سطح الأرض، ولابد من معرفة هذه الحقائق، فلماذا نسيت الأمة تاريخ اليهود؟!
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه أتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها الأحبة الكرام! بعد هذا العرض المر المؤلم لهذا التاريخ المسطور المعلوم يتساءل الشباب بل والمسلمون: ما السبيل؟! وما الحل؟! وأين الطريق؟!
وهأنذا أوجز هذا السبيل أو مشروعَ الخلاص، وأتمنى أن يتبنى زعماء العرب الذين يعقدون كل عام قمة هذا المشروع؛ ليسعدوا في الدارين: في الدنيا، والآخرة، ولتسعد بهم أمتهم، وليسعدوا أمتهم، وليعيشوا في عز وشرف وكرامة وشهامة ومروءة ورجولة، وأتمنى أن لو أسمعت هؤلاء جميعاً هذا المشروع؛ فإن هذا المشروع هو للخلاص من هذا المأزق الحرج، والواقع المر الأليم!
أوجز الكلام في نقاط محددة:
أولاً: أن ترجع الأمة إلى الله جل وعلا بتصحيح العقيدة والعبادة، وتحكيم شريعة الملك التي غابت أو غيبت، وتقويم الأخلاق، وتحويل الإسلام إلى منهج عملي وواقع حياة؛ إذ لابد أن تصطلح الأمة مع الله، وأن تعود الأمة إلى الله، وأن تتوب الأمة إلى الله، وأن تصحح عقيدتها وعبادتها، وأن تحكم شريعة الملك المغيبة، وأن تصحح وتقوم أخلاقها.
ثانياً: أن تصطلح الأمة مع شبابها الطاهر المتوضئ المؤمن الذي تصب الأمة الآن على رأسه جام غضبها، في الوقت الذي تكرم فيه الساقطين والتافهين ممن سيفرون ساعة الجد كفرار الفئران!
فلابد أن تعرف الأمة قدر الشباب الطاهر الذي سيقف في الميدان إذا جد الجد، فلابد من الصلح معه؛ فإن أمة تتحدى شبابها الطاهر أمة خاسرة لا كيان لها ولا بقاء.
هذا الشباب هو المحرك الحقيقي، وهو الذي دفع اليهود المجرمين أن يجلسوا مع
عرفات على مائدة المفاوضات؛ وقد صرح بذلك علناً فقال: لولا حماس لما جلس اليهود معي على مائدة المفاوضات.
هذا الشباب وهذه الصحوة وهذه الألوف المؤلفة هي مصدر الفزع والقلق والرعب لأعداء الله جل وعلا؛ بل قد صرح اليهود بذلك وقالوا: لقد استطعنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في المنطقة أن يظل الإسلام بعيداً عن حلبة الصراع، ولابد أن يبقى الإسلام بعيداً عن حلبة الصراع!!!
فيا إخوة! ويا مسلمون! الصراع بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود، ولكنه صراع عقيدة ووجود؛ فهم يقولون: لابد أن يبقى الإسلام بعيداً عن حلبة الصراع، ولابد أن يكبل الشباب المسلم، وأن يبتعدوا تماماً عن أرض المعركة؛ لأنهم يعرفون أن هؤلاء هم الصادقون الذين إن دخلوا المعركة سدوا فوهات المدافع بصدورهم، فهم يريدون الشهادة في سبيل الله جل وعلا.
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك، اللهم ارفع علم الجهاد، اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد برحمتك يا أرحم الراحمين!
فلابد من أن تصطلح الأمة مع شبابها؛ فإذا ما جد الجد؛ وقف هؤلاء الأطهار، وبينوا للأمة من الذي ينبغي أن يرفع فوق الأعناق والرءوس، ومن الذي يجب أن يقام عليه حد الله جل وعلا.
ثالثاً: لأجل الخلاص لابد أن ترفع الأمة علم الجهاد ، والله! لا عز للأمة إلا بالجهاد، فليرفع راية الجهاد حاكم مسلم واحد، وليترك التلفاز يوماً واحداً لداعية صادق أو لعلماء الإسلام المخلصين؛ فوالله! لو أن هذا الحاكم رفع راية الجهاد، وتعاون مع العلماء؛ لجيش له العلماء ملايين الشباب ممن تحترق قلوبهم شوقاً للشهادة في سبيل الله، فليرفع راية الجهاد حاكم واحد، ولا يخش قوة الشرق ولا قوة الغرب، والله! إن هؤلاء من أجبن خلق الله، قال الله:
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ 
[الشعراء:227].
فعلى الأمة أن ترفع راية الجهاد؛ لأنه لا عز للأمة إلا بالجهاد ضد هؤلاء المجرمين؛ لأنهم هم يعلمون قبل غيرهم حقيقة الجهاد؛ ولذا اجتهدوا طيلة السنوات الماضية على تنحية قضية الجهاد، وعلى إلغاء فريضة الجهاد، وعلى أن تقتل روح الجهاد في قلوب الأمة؛ لأنهم يعلمون أن مجلس الأمن وهيئة الأمم وحلف الأطلسي وجميع المحافل الدولية لن تعيد للأمة المكلومة جراحها، ولا بناءها، ولا أرضها، ولن يعيد للأمة عزها وشرفها إلا إذا رفعت الأمة ذروة سنام الدين: الجهاد في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: (
إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).