مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، وعلى بركة الله نبدأ في استعراض بعض من رسائل السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخ المستمع سعد إبراهيم عبد الحميد أبو دوقة مصري يعمل في القصيم - بريدة، أخونا بدأ رسالته بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم موجه لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، أشهد الله أنني أحبك في الله، وأرجو أن تتفضل بإجابتي على الآتي:
أولاً: يوجد بالشركة التي نعمل بها عمال ينطقون بأكثر من عشر لغات ولا يعلمون اللغة العربية، فهل يجوز خلال خطبة الجمعة أن يوجد من يترجم الخطبة، يعني يخطب الخطيب لمدة عشر دقائق ثم يليه المترجم وهكذا، أرجو أن توجهونا؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا ريب أن تفهيم الناس مقاصد الخطبة بلغتهم التي يفهمونها أمر مهم، والحاجة إليه ماسة، كتبنا في ذلك ما شاء الله مما نرجو أن ينفع الله به الأمة، والذي نرى في ذلك هو أنه ينبغي للخطيب إذا كان يجيد لغة الحاضرين أن يبين لهم بلغتهم معاني الخطبة ومقاصد الخطبة حتى تتم الفائدة، وإذا كان لا يجيد ذلك فلا مانع من وجود مترجم يترجم مقاصد الخطبة للحاضرين الذين لا يفهمون اللغة العربية سواء كان ذلك في أثناء الخطبة بعد كل جمل يتكلم بمعانيها بلغتهم، أو عند نهاية الخطبة يترجم لهم مقاصدها ومعانيها حتى يستفيدوا من ذلك وحتى تحصل الفائدة لهم كما حصلت لغيرهم من إخوانهم الذين يفهمون لغة الخطيب.
الجواب: الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام عامة ولا تخص من أراد الخيلاء فقط، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) رواه البخاري في صحيحه ولم يقيد ذلك بالكبر، وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) خرجه مسلم في صحيحه، وفي حديث جابر بن سليم عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة) فسمى الإسبال من المخيلة، أما قوله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) هذا لا يقتضي تقييد الأحاديث الأخرى بل يدل على أن من جر ثوبه خيلاء يكون إثمه أكثر وأعظم، ولاشك أن التساهل في الإسبال وسيلة إلى الخيلاء فإن الغالب أن الذين يسبلون ملابسهم إنما يحملهم على ذلك التكبر والترفع والتعاظم، وسد الذرائع أمر لازم في الشريعة وواجب في الشريعة، ولأن في إسبال الثياب إسرافاً وتعريضاً لها للوسخ وللنجاسة، ولهذا جاء عن عمر رضي الله عنه أنه رأى شاباً يمس ثوبه الأرض فقال: (ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك)، أما حديث الصديق رضي الله عنه حين قال: (يا رسول الله! إن إزاري قد يتفلت علي إلا أن أتعاهده، فقال له عليه الصلاة والسلام: إنك لست ممن يفعله خيلاء) هذا معناه أن الذي ينحل إزاره بعض الأحيان من غير قصد الخيلاء مع تعهده له لا يضره ذلك، وليس معناه الإذن في إسبال الثياب إذا كان لا يقصد الخيلاء.
فالواجب على المؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه، وأن يتباعد عن صفة المتكبرين، وأن يحذر التساهل في المعاصي فإن عاقبتها وخيمة، نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: هذا العمل ليس له دليل بل هو بدعة ولو اعتاده جماعتهم فإن البدع لا تبررها العادات والواجب ترك هذه البدعة والحذر منها، ويكفي أن تدعو لأبيك، وأن تتصدق عنه، هذا هو المشروع الدعاء، والصدقة، والحج عنه، والعمرة، كل هذا ينفعه بإذن الله، فنوصيك بالاستكثار من الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة، وهكذا الصدقة عنه بما تيسر ولو بالقليل والله جل وعلا يثيبك ويخلف عليك ما أنفقت في هذا السبيل الخلف العظيم، ويأجرك على دعواتك لأبيك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فمما يلحق الميت بعد وفاته دعاء الولد، والولد يشمل الذكر والأنثى، البنت والابن كلاهما يقال له: ولد، كما قال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11] فالأولاد تطلق على الذكور والإناث، والولد يقال للذكر والأنثى، ويقال للذكر: ابن للأنثى بنت، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أو ولد صالح يدعو له) يعني: ذكر أو أنثى، فمن البر للوالد بعد وفاته الدعاء له، وقد سئل عليه الصلاة والسلام سأله بعض الصحابة قال: (يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما، قال عليه الصلاة والسلام: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما) فذكر خمسة أشياء، الصلاة عليهم يعني: الدعاء الدعاء لهم، ومن الصلاة عليهم صلاة الجنازة أيضاً، والاستغفار لهما طلب المغفرة لهما، والثالث: إنفاذ عهدهما من بعدهما إذا أوصيا بشيء تنفذه إذا كانت وصية لا تخالف الشرع تنفذها، والرابع: صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما كإكرام أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك والإحسان إليهم وصلتهم كل هذا من بر والديك، والخامس: إكرام صديقهما إذا كان لهما صديق تكرمه بما تستطيع من الكلام الطيب، والزيارة، والدعوة إلى البيت لإكرامه بالضيافة، ومواساته إن كان فقيراً كل هذا من إكرام الصديق، والله المستعان.
الجواب: وهذا كالذي قبله ليس بمشروع بل هو بدعة، وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم هل يصل ثواب القراءة إلى الميت على قولين: أرجحهما أن ذلك لا يصل لعدم الدليل، والعبادات توقيفية ليست بالرأي والاستحسان ولا بالقياس، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فالأرجح أنه لا يشرع الصلاة عن الميت ولا الطواف عن الميت ولا القراءة عنه، بل تدعو له في صلاتك، في طوافك، في قراءتك، تدعو لأبيك، لأمك، لأمواتك، هذا طيب إذا كانوا مسلمين، أما الصدقة عن والديك هذا أمر مشروع وينفعهما وينفع غيرهما أيضاً من أقاربك والمسلمين جميعاً، هكذا الدعاء لوالديك ولغيرهم، الدعاء نافع ومفيد كما قال الله سبحانه عن الصالحين أنهم يقولون في دعواتهم: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10]، هذا من دعوات الأخيار لسلفهم الصالح.
ومن ذلك أيضاً الحج عن الميت والعاجز والعمرة كذلك فإنها تنفع الميت، وهكذا العاجز الكبير في السن العاجز عن العمرة وعن الحج إذا حج عنه ولده أو غيره نفعه ذلك لما جاء في الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، ومما يلتحق بهذا الإشارة إلى ما يفعله بعض الناس من العمرة عن أمواتهم وهم في مكة أو عن نفسه وهو مقيم بمكة كالذي يكون من أهل مكة فيأخذ عمرة له من الحل فقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم شرعية ذلك، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك حين كان بمكة يوم الفتح، وذهب الجمهور إلى أنه لا بأس بذلك وأنه مشروع واحتجوا على هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعمر عائشة وهي من أهل مكة كانت في مكة يوم حجة الوداع أعمرها من التنعيم وأمر عبد الرحمن أخاها أن يخرج معها فأدت عمرة من التنعيم وهي في ذلك الوقت في مكة فدل ذلك على أنه لا حرج في الخروج من مكة إلى الحل لأداء العمرة، وكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك لا يدل على عدم شرعية ذلك فإنه قد يدع الشيء لأسباب كثيرة عليه الصلاة والسلام، ومنها أنه قد يدعه لئلا يشق على أمته عليه الصلاة والسلام، كما كان عليه الصلاة والسلام لا يواظب على صلاة الضحى مع أنه أوصى بذلك أبا هريرة وأبا الدرداء أوصاهما بصلاة الضحى دائماً وهي سنة، صلاة الضحى دائماً سنة مؤكدة لأن الرسول أوصى بها عليه الصلاة والسلام وإن كان لم يداوم عليها كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها عنه عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أنه قد يدع الشيء وهو مستحب لئلا يشق على أمته أو لأسباب أخرى عليه الصلاة والسلام، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ومع هذا ما كان النبي يفعل هذا عليه الصلاة والسلام، فالقول غير الفعل، التشريع القولي مقدم على التشريع الفعلي، وقد أمر عائشة بالقول عليه الصلاة والسلام أن تخرج إلى الحل فتعتمر، فدل ذلك على أنه لا حرج ولا بأس في حق من خرج من مكة لأخذ العمرة عن نفسه أو عن أمواته أو عن العاجزين من قراباته وغيرهم كل ذلك لا بأس به، وحديث عائشة حجة قائمة وهو متفق على صحته بين الشيخين البخاري ومسلم رحمة الله عليهما، ونسأل الله للجميع التوفيق.
سماحة الشيخ! ما حكم الدين في مثل هذا الزوج الخائن المخادع الغشاش، أرجو توجيه كلمة له حتى يستيقظ ضميره ويرجع عن هذه التصرفات؛ لأنه أصبح في نظري رمزاً للخيانة والغدر وعدم الوفاء والإخلاص، وليست عنده النفس اللوامة، أرجو تذكيره بأن الله يراقبه وسوف يسأله عن وقته وتجيب عيناه ورجلاه ويداه.
سماحة الشيخ! لقد شاعت الفوضى وضاع الأمان من حياتنا الزوجية، وضاع الاستقرار والهدوء وحل القلق والتوتر النفسي بسبب تصرفات رب الأسرة الذي كان من المفروض أن يكون رمزاً للاستقامة وتوفير الأمن والأمان، أرجو تذكير زوجي بأن الزوج يجب عليه ألا يسهر ولا يضحك ولا يمزح إلا مع زوجته ولا ينظر إلا لزوجته مادامت مستقيمة وعلى خلق كريم، إن تصرفاته هذه جعلتني أحس بأنني أتعس زوجة فكيف يكون المستقبل مع مثله إلا إن لم يتب عن ذلك، وأنا أتمنى من الله أن تكون هداية زوجي على يد برنامجكم جعله الله نوراً للجميع.
وأخيراً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التوقيع: زوجة.
الجواب: هذا السؤال وهذا الخبر فيه إجمال وعدم تفصيل، ونصيحتي للزوج أن يتقي الله عز وجل في زوجته، وأن يقوم بحقها، وأن يعتني بها كما أمر الله، وأن يحذر ما حرم الله عليه من الزنا ووسائل الزنا والنظر إلى النساء، فالله جل وعلا يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]، فهو إن كان مؤمناً مأمور بهذا قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور:30].
فوصيتي لك -أيها الزوج- أن تتقي الله في هذه الزوجة، وأن ترعى حقوقها، وأن تحسن إليها، وأن ترفق بها، وأن تحذر ما حرم الله عليك من سائر المعاصي من الزنا ووسائل الزنا وغير هذا مما حرم الله عز وجل.
أما ما يتعلق بالضحك والمزح ونحو ذلك فهذا ليس خاصاً بالزوجة، ومطالبته بألا يضحك إلا معك ولا يمزح إلا معك هذا عدوان منك لا وجه له، فلا بأس أن يضحك مع أولاده، ومع أمه، ومع أخواته، ومع أصدقائه ولا بأس أن يمزح معهم بالحق من غير إكثار يجره إلى باطل هذا ليس لك التحجر عليه فيه، إنما يحرم عليه أن يضر بك، أو يمنع شيئاً من حقك، أما الأمور الأخرى التي أباحها الله له فليس لك أن تتحجري عليه فيها لا في زيارة أحبابه وإخوانه الطيبين، ولا في الضحك مع بعض أهله وأصدقائه، ولا في المزح مع من شاء مزحاً ليس فيه ما حرم الله بل مزحاً بحق.
المقصود أن عليك -أيها الأخت في الله عليك- بالإنصاف، فاطلبي حقك فقط ولا تطلبي ما ليس لك، وعليك بالرفق والأسلوب الحسن، والصبر الجميل، حتى يهديه الله وحتى يقوم بالواجب مادام مسلماً يصلي ويخاف الله عز وجل لكنه قد يقصر في حقك، فعليك أن تسألي حقك بالرفق والأسلوب الحسن والكلام الطيب، والواجب عليه هو أن يتقي الله فيك وأن ينصفك وأن يعطيك حقوقك، هذا هو الواجب عليه.
كما أنه يجب عليه وعلى غيره من جميع المسلمين والمسلمات الحذر مما حرم الله، والبعد عن معاصي الله، والوقوف عند حدود الله، فإن في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة، وفي انتهاك المعاصي الخطر العظيم والعاقبة الوخيمة إلا لمن من الله عليه بالتوبة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، والله أعلم. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم، إذا كانت صاحبة الرسالة -سماحة الشيخ- من مجتمع مختلط، وقد لاحظت أن زوجها لا يتورع من الضحك والمزاح مع الأجنبيات فهل لكم من كلمة؟
الشيخ: هذا دخل في الكلام، فإن مزاحه مع أجنبية أو ضحكه إذا كان وسيلة إلى الفاحشة أو مع سفورها أو مع خلوة بها كل هذا لا يجوز.
المقدم: بعض العادات أو بعض الذنوب يعتقد البعض أنها موروثة، هل لكم من كلمة شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: الذنوب والمعاصي غير موروثة، الله يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، أما كونه قد يقتدي نعم قد يقتدي بأسلافه، ولكن يجب على الإنسان أن يحذر ذلك وأن يبتعد عن الشر؛ لأن أولاده قد يتأسون به، قد يخشى عليه أنه جرهم إلى هذا بفعله ويخشى عليه من إثم ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، وقال في الشق الثاني: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه)، قد يكون فعله لذلك نوع من الدعوة فينبغي له الحذر.
المقدم: أوردت أختنا جزءاً من حديث (عفوا تعف نساؤكم) هل من شرح لهذا الجزء؟ لو تكرمتم.
الشيخ: هذا الحديث مشهور، ولكن لا أعرف حال سنده، ولكن التجارب واقعة فإن الغالب أن من عف عفت نساؤه، ومن رتع في الحرام قد يبتلى في نسائه بذلك نسأل الله السلامة.
تتأسى به زوجته، ويتأسى به بناته ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا عرفوا منه الفساد، فالواجب الحذر لئلا تقع زوجته وبناته وأخواته في مثلما وقع فيه بأسبابه نسأل الله العافية.
الجواب: السنة القبلية تكون بعد دخول الوقت، سنة المغرب القبلية والعصر القبلية والظهر القبلية والفجر والعشاء كلها بعد دخول الوقت، أما الصلاة قبل دخول الوقت فهذه من باب التطوع، الصلاة قبل دخول الوقت هذا من باب التطوع، فلا بأس أن يصلي الإنسان في أوقات ليس فيها نهي كما لو صلى الضحى قبل وقوف الشمس، أو صلى قبل العصر قبل دخول الوقت هذا يكون تطوعاً.
أما الصلاة قبل المغرب فهذا وقت نهي لا يصلي قبل المغرب تطوعاً إلا لأسباب مثل صلاة الكسوف، مثل صلاة الطواف لمن طاف بعد العصر، أو تحية المسجد، كذلك الصلاة قبل العشاء تطوع لا بأس به لأنه ليس وقت نهي، وإنما تكون سنة العشاء إذا كان بعد دخول الوقت بعد غروب الشفق تكون من سنة العشاء القبلية وهي ليست راتبة، السنة قبل المغرب وقبل العشاء لا تسمى راتبة ولكنها سنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، وقال: (بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة وقال في الثالثة: لمن شاء)، فدل ذلك على استحباب الصلاة قبل المغرب لهذه الأحاديث.
الجواب: لا حرج في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الخطيب أن ينظر إلى المخطوبة، وأخبر أن ذلك أقرب إلى أن يؤدم بينهما، فإذا طلب النظر إليها فلا حرج أن ينظر إليها وأن تخلع الحجاب حتى يرى وجهها ورأسها كل هذا لا بأس به، لكن لا يكون عن خلوة، بل يكون عندها غيرها كأمها وأخيها ونحو ذلك حتى لا يحصل خلوة، ينظر إليها من دون خلوة. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! في الختام: أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لمتابعتكم.. وإلى الملتقى..
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر