الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
[ وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء أو بالعكس، فهو المتشابه، وكذا إن وقع ذلك الاتفاق في الاسم واسم الأب، والاختلاف في النسبة، ويتركب منه ومما قبله أنواع: منها: أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه إلا في حرف أو حرفين، أو بالتقديم والتأخير أو نحو ذلك ... ].
تقدم لنا ما يتعلق بالمؤتلف والمختلف، وكذلك المتفق والمفترق، وتكلمنا على هذه المسائل.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء، أو بالعكس، فهو المتشابه).
المتشابه في اللغة: مأخوذ من الاشتباه بمعنى: التماثل.
وأما في الاصطلاح فكما عرفه الحافظ رحمه الله: اتفقت الأسماء واختلفت الآباء، اتفقت الأسماء لفظاً وخطاً، واختلفت الآباء خطاً لا لفظاً، أو بالعكس لفظاً لا خطاً.
قال: (وكذا إن وقع الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة).
أيضاً من المتشابه: الاتفاق في الاسم واسم الأب، والاختلاف في النسبة.
ومن أمثلة ذلك: ما اتفق في الأسماء واختلف في الآباء محمد بن عقيل ، ومحمد بن عقيل الاسم متفق، والأب مختلف، وهنا ما اختلف في اللفظ، فالأسماء اتفقت، لكن الآباء اختلفت.
أو بالعكس ومثاله: شريح بن النعمان ، وسريج بن النعمان ، الآباء اتفقت، والأسماء اختلفت.
ومن الأمثلة أيضاً موسى بن علي وموسى بن علي هنا اتفقت الأسماء واختلفت الآباء.
ومثله أيضاً قال: (والاختلاف في النسبة)، يعني: مثلاً لو عندنا فلان بن فلان الزبيري، أو فلان بن فلان الزبيري، هنا اتفق في الاسم واسم الأب، لكن اختلفا في النسبة.
قال: (ويتركب منه ومما قبله أنواع منها: أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه في حرف أو حرفين)، مثل: محمد بن سنان ومحمد بن سيار ، هنا الاختلاف في حرفين وحرف واحد عبد الله بن زيد ، وعبد الله بن يزيد ، أو بالتقديم أو التأخير، والتقديم والتأخير مثاله: الأسود بن يزيد ويزيد بن الأسود ، الوليد بن مسلم ومسلم بن الوليد .
الطبقات: جمع طبقة، والطبقة في اللغة: هم القوم المتشابهون.
وأما في الاصطلاح: فهم قوم تقاربوا في السن ولقاء المشايخ. ولا يلزم أن يتساووا في السن، وكذلك لا يلزم أن يتساووا في لقاء كل المشايخ.
ومعرفة الطبقات -يعني: طبقات الرواة- مهم جداً، إذ من فوائده: الأمن من تداخل المتشابهين في الاسم أو في الكنية، فإذا عرفنا أن هذا من طبقة وهذا من طبقة أخرى إلى آخره حصل لنا الأمن من تداخل المتشابهين في الاسم أو في الكنية.
وأيضاً المحدثون لهم مناهج فيما يتعلق بالطبقات، فمنهم من قسم الطبقات على الأجيال دون النظر إلى بلد معين، فجعل الصحابة طبقة، وجعل التابعين طبقة، وجعل أتباع التابعين طبقة.. إلى آخره، وهذا فعله ابن حبان رحمه الله تعالى.
ومنهم من ألف على بلد معين، كما فعل أسلم بن سهل المعروف بـبحشل .
ومنهم من جمع بين الأمرين. يعني: ألف على طبقة معينة في بلد معين، وجعله على الأجيال، ألف مثلاً على بلد معين فيأتي إلى المدينة، ثم يذكر طبقة الصحابة، ثم طبقة التابعين، ثم طبقة أتباع التابعين، كما فعل ابن سعد رحمه الله، وكذلك خليفة بن خياط .
ومنهم من نظر إلى تقارب السن ولقاء المشايخ كما فعل الحافظ في التقريب، نظر إلى تقارب السن ولقاء المشايخ، فجعل التابعين مثلاً أقسام، قسم التابعين طبقات: الطبقة الكبرى، ثم الطبقة الوسطى وهكذا، فجعل التابعين على طبقات نظراً إلى تقارب السن ولقاء المشايخ.
وهذا كما تقدم في شروط الحديث الصحيح، وأن الحديث الصحيح هو ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل، وخلا من الشذوذ والعلة القادحة.. إلى آخره، وسيذكر المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق بمراتب الجرح ومراتب التعديل إلى آخره.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر