أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، اللهم اجعلنا منهم، واحشرنا في زمرتهم، وارض عنا كما رضيت عنهم. اللهم آمين.
قبل الشروع في دراسة النداء السابع والأربعين أعود فأذكر نفسي وإياكم بما تضمنه النداء السابق، وأعيد أولاً تلاوته. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:24-25]. وخلاصة هذا النداء وزبدته هو:
أولاً: وجوب الاستجابة لأمر الله ورسوله فعلاً وتركاً، فيجب على كل مؤمن ومؤمنة إذا دعاه الله أن يستجيب لندائه، فيفعل ما أمره بفعله، ويترك ما أمره بتركه، وهذا سبيل النجاة، طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]. والله لا يدعونا لغير ما يكملنا ويسعدنا، ولا لغير ما يفرحنا ويسرنا، فهو لم يدعنا إلا لأنه ولينا ومولانا، وهو ما دعانا إلا لما يحيينا حياة كريمة طيبة طاهرة في الدنيا، وحياة سعيدة في الآخرة.
ثانياً: تعين اغتنام فرصة الخير إذا سنحت، وإياكم وإياي والتفريط فيها! إذ قد لا تعود مرة ثانية؛ إذ قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24]. فإذا سنحت الفرصة ودعيت إلى خير وأنت قادر على فعله فعجل قبل أن تفوت الفرصة، والذين يدعون ويتململون ويتباطئون ويتأخرون قد يحال بينهم في المستقبل وبين العمل الصالح ولا يقدرون عليه. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:24]. وأيما مؤمن سنحت له الفرصة فليغتنمها، فإذا توضأت ولم يدخل الوقت ولم تقم الصلاة فهذه فرصة، فلا تضيع ركعتين فيها.
ثالثاً: وجوب الأمر بالمعروف إذا تُرك الأمر به، والنهي عن المنكر ] وخاصة إذا ارتكب، فإذا سكتنا فسوف يترتب على ذلك الدمار والخراب، وإلا فسيعم الخبث وتهلك الأمة. فلنذكر هذا ولا ننساه، ونحن نشاهد آثاره في العالم الإسلامي، فإذا ترك المعروف وسكتنا وإذا ارتكب المنكر وسكتنا فسيأتي يوم يعمنا الله بعقاب منه، ونصرخ ونبكي ولا ينفع الصراخ ولا البكاء، وقد سمعتم حديثه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: ( أنهلك وفينا الصالحون يا رسول الله؟! قال: نعم إذا كثر الخبث ). والمؤمنون الصالحون أقليات هنا وهناك، فلا يستثنون من العذاب، ولا يستخرجون من الفتنة، ولكن أجرهم على الله، فيغفر لهم يوم القيامة ويرحمهم، ولا ينتشلوا انتشالاً بعيداً من ساحة الدمار بحيث يعم الخراب الدمار أهل الفسق والفجور فقط. هذه خلاصة ذاك النداء. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]. والله لا يدعونا لما يميتنا ويشقينا، فهذا والله ما كان. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24]. فاغتنم فرصة الخير إذا سنحت، فقد تطلبها مرة ثانية ولا تجدها. وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25]. بل تصيب الظالم وغير الظالم، وهذه سنة الله، ولا تستطيع أن تبدلها أنت، فإذا كثر الخبث في القرية أو في البيت والأسرة عم البلاء.
من هنا أعيد ما قلته وكررته: أيها المستقيمون في ديار الإسلام في الشرق والغرب! اعملوا على تكثير سواد الصالحين والصالحات، ولن تستطيعوا أن تغيروا الأوضاع وتبدلوها، فلستم من الملائكة ولا من السلاطين، ولكن في إمكانكم أن تعملوا على تكثير سواد الصالحين والصالحات، فإذا كثر الصلاح والصالحون فلا يضرنا خبث الخبثاء، ولا ظلم الظالمين، وأما أن نمد أعناقنا ونسكت ونفوض الأمر إلى الله كما نقول فإن الشر ينتشر والفسق والفجور يعمان، ثم ندعو الله فلا يستجيب لنا. فافهموا هذه الجملة بالذات.
ومادمنا مستقيمين ملتزمين كما ندعي فهيا نعمل بجهد جهيد على أن نكثر الصالحين، بحيث تكون القرية التي نسكنها لا يوجد فيها تاركين للصلاة إلا خمسة أنفار مثلاً، ولا يوجد فيها من المغنين والمطربين والعابثين إلا ثلاثة أنفار، ولا يوجد فيها من المتبرجات المتغنجات إلا امرأتين أو ثلاث، فإذا كان الوضع هكذا فنحن آمنون.
وأما أن يكثر الظلم والخبث والفساد وينمو كل عام زيادة حتى نصبح نرى الصالحين والصالحات أقليات فاعلم أن العذاب قد آن أوانه.
والبرهنة على ما أقول: أين الأندلس جنة الإسلام في الدنيا؟ وأين علماؤها وربانيوها وعلماؤها وصلحاؤها؟ وأين سعادتها وكمالها؟ لقد زالت بسبب انتشار الفسق والفجور، فقد أدخلوا الموسيقى إلى المستشفيات، وترقوا وتحضروا وسادوا، فمسحت بلادهم مسحاً من العالم الإسلام. وقد استعمرنا الغرب من إندونيسيا إلى موريتانيا، ولا أحد ينكر هذا غير المجانين، وقد سلطهم الله علينا لأننا فسقنا عن أمره وخرجنا عن طاعته، وعرفنا غيره، وتملقنا وتوسلنا إلى الأموات والأحياء، بل من الأشجار والنباتات، وما عرفنا الأخوة الإسلامية، بل نزا بعضنا على بعض، وسرق بعضنا بعضاً، وانتشرت المنكرات بصورة يقشعر لها جلد المؤمن، فسلط الله علينا ما سلط، والآن الفسق ينتشر، والخبث والظلم والحسد والبغضاء وغير ذلك فوق ما تتصور في العالم الإسلامي، وهاهم ينتظرون نقمة الله إلا أن يتداركهم الله بالإقبال عليه بصدق، والإيمان به، والعودة إليه، وحينئذ لا يسمهم سوء، ولا ينالهم مكروه. فافهموا هذا وبلغوا، ولا نطأطئ رءوسنا ونسكت.
وهذا النداء [ في حرمة خيانة الله والرسول صلى الله عليه وسلم، وخيانة الأمانات، والتحذير من فتنة المال والولد ] وهيا نتغنى بهذا الحديث لهذا النداء الكريم.
[ الآيتان (27 ، 28) من سورة الأنفال
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:27-28] ] ولم نكن لنحصل على هذا العلم ونظفر به لولا كتاب الله.
وقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال:28]، معنى فتنة: أنكم تمتحنون بهم؛ ليظهر طيب إيمانكم مرتعاً طيباً، أو يظهر الخبث والكفر والشرك في القلب. فقد امتحننا الله بحب المال والولد ليظهر واقعنا. وأولياء الله هم الذين عبدوا الله، وأعداء الله الذين عبدوا المال والولد. هذه خلاصة فقط، والشرح أمامنا.
قال: [ الشرح: اذكر أيها القارئ الكريم! ما قد سبق أن عرفته، وهو أن الله تعالى ينادي عباده المؤمنين به وبلقائه، وكتابه ورسوله ] يناديهم [ لكمال حياتهم ] ولو كانوا ناقصي حياة وأمواتاً لم ينادهم، فأنت لا تنادي ميتاً في البقيع: قم صل. وأيضاً فهو [ يناديهم ليأمرهم أو ينهاهم، أو يبشرهم أو ينذرهم؛ لأنهم أهل لأن يسمعوا النداء ويطيعوا ] فيفعلون المأمور ويتركون المنهي.
[ وها هو ذا سبحانه وتعالى ناداهم لينهاهم عن أمر خطير، وهو خيانتهم له سبحانه وتعالى بأن يظهر أحدهم الطاعة ويخفي المعصية ] ومن فعل هذا فهو خائن لله، والمنافقون كلهم خونة، فالذي يظهر الطاعة أمام الناس ويخفي المعصية ويأتيها فهو خائن لله [ إذ هذا الوصف لا يليق بالمؤمن أبداً، وإنما هو وصف المنافقين؛ لذا نهاهم عنه، وحذرهم أن يكون فيهم، كما نهاهم عن خيانة الأمانات التي يؤتمنون عليها، وهي خاصة وعامة ] فالأمانات منها أمانات عامة، ومنها أمانات خاصة [ فالخاصة هي ما يؤمن عليه المرء من أخيه كمال، أو سر من الأسرار ] فإذا ائتمنك أخوك على ماله أو سره من أسراره فهذه أمانة خاصة، وإذا وضعت عند أخيك أو زوجتك مالاً أو سراً أو غير ذلك لتحفظها وسافرت فهذه أمانة خاصة، فإن حفظتها وحافظت عليها حتى أديتها كما هي فقد وفيت، وإلا فقد خنت أمانتك [ والعامة هي كل التكاليف الشرعية التي كلفنا الله تعالى بها، حتى الغسل من الجنابة أمانة ] ولولا أنك مؤمن مؤتمن فلا أحد يعلم أنك اغتسلت من جنابتك، بل لإيمانك بالله وشرعه تغتسل من الجنابة، ولا أحد يدري أنه البارحة اغتسل أو لم يغتسل، فالغسل لا يتم في البحر، وإنما يتم في مكان خفي، فلولا الإيمان لما اغتسلت، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الغسل من الجنابة من الأمانة، ولولا الإيمان لتظاهرت في المدينة وفي مكة بالصيام في رمضان ثم تأتي إلى جحرك أو إلى غارك تأكل وتشرب وتخرج، ولا أحد يدري أو يعلم أنك مفطر وليست صائماً، وتستطيع أن تخون في ذلك.
فالأمانات الخاصة هي: التي نؤتمن عليها من بين إخواننا، فيجب أن نصونها ونحفظها، ونؤدي الأمانة كما هي، والأمانة العامة هي: كل التكاليف الشرعية التي ائتمننا الله تعالى عليها، فيجب أن نؤديها كاملة لله، ولا نخون منها شيئاً.
[ وقوله: وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] ] أي: تعلمون [ عظم جريمة الخيانة وآثارها السيئة على النفس ] بالتخبيث والتلويث والتعفن [ والمجتمع معاً ] حيث يصبح فيه الزنا والسرقات والربا والتلصص بصورة عامة. ولا يوجد مواطن لا يعرف آثار الخيانة والسرقة والجريمة. وليس هناك خيانة أعظم ولا أبشع من أن يخون المرء جاره في أهله.
الحمد لله أن كنا أهلاً لنداء الله، وأننا نستجيب لندائه، ولا نخون أمانة بيننا، ولا بيننا وبينه تعالى، ولكن الذين ما عرفوا ولا آمنوا يخونون، ولا تتصور عندما ترى الخيانات القائمة الآن في الدنيا بين المسلمين أن أهلها عرفوا الله وأحبوه ورهبوه وخافوه، فوالله إنهم لم يعرفوه، ومعرفتهم سطحية، فيقول أحدهم: أنا مؤمن مسلم وغير ذلك، وهذا لا ينفع، وكم من مرة نعرض الإيمان في صور ثم لا نشاهدها، ومن يريد أن يشاهد الإيمان والمؤمنين إليه هذه الشاشة القرآنية، فانظر هل أنت مؤمن أو لا؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ [الأنفال:2]، أي: بحق وصدق الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:2-4]. والذي لا يشاهد نفسه في الصورة فهو ظالم، فليراجع نفسه، وليؤمن من جديد.
وصورة أخرى علكم تعثرون علينا فيها، اسمع: يقول تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71]. فاعرفوا المؤمنين، فالذي يعصي الله ورسوله طول العام لا يكفيه كلمة مؤمن. فالإيمان غير موجود فيه.
قال: [ كما قال تعالى: أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال:28]. ومن شأن الفتنة أنها تصرف عن طاعة الله ورسوله، ومن لم يطع الله ورسوله خسر دنياه وآخرته.
وأزيد: والله في هذا المسجد كان يوزع الرسول الفضة والذهب حثواً وليس عداً. بمعنى: أن الله عز وجل عنده أجر عظيم إن تركت خياناتك له، ففي الدنيا يعطيك أكثر مما تطلب، وأما الآخرة فلا تسأل [ إذ ورد أن العبد إذا ترك شيئاً من أمور دنياه لله عوضه الله خيراً منه في دنياه وأخراه ].
وأقول كلمة: المؤمنات يشتكين لنا بالتلفونات - وكأن الشيخ بيده مفاتيح المسجد- ويقلن: الصوت ليس مسموعاً، فأمس انقطع علينا الصوت، والصوت في الجهة الفلانية لا يسمع، ونحن نشتكي ونبكي، فعلى المسئولين عن هذه الأصوات أن يحسنوها ويكبروها ويعمموها على المسجد، ولكنهم غافلون مثلنا، ونحن نقول: والله إن دراسة الكتاب والسنة بين المسلمين لو تشترى بالملايين لكانت رخيصة، فهي والله لتحقق الأمن والطهر والصفاء ما لا يتحقق بالمال ولا بالمدفع. ولكن هذا من ظاهر هبوط أمة الإسلام، فهم لاصقون بالأرض، والمفروض أننا ندعو الناس من المقاهي، ونقول لهم: تعالوا إلى بيت الرب، فهنا تطهرون وتصفون وتكملون، فامشوا إلى بيت ربكم، ويكفيكم ما أنتم عليه طول النهار؛ حتى يعم الطهر والصفاء، وتنتهي الخيانة والجرائم والموبقات، وتصبح الأمة حية، إذا رفعت أيديها إلى الله استجاب لها، وهم لا يفهمون هذا، ووأسفاه! وواحسرتاه! فلنصبر على ما كتب الله.
وأخيراً: فلا ننس العبرة العظيمة في حادثة أبي لبابة ، وهي أن المؤمن إذا غفل فاستزله الشيطان فخان أمانة من أماناته فإنه على الفور يتوب إلى الله تعالى، فيكرب ويحزن ويكثر من الاستغفار والصالحات، ويتصدق بمال كثير، بعد أن يعترف بزلته، ويرد الحق إلى أهله، ومن تاب تاب الله عليه، و( الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ). إلا أن التوبة تجب على الفور، ولا يحل تأخيرها ] ولا تأجيلها [ أبداً. ولا عذر لأحد في تأخير التوبة؛ لقول الله تعالى: ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ [النساء:17]. والقرب هو ساعة ارتكاب المعصية والشعور بذلك. ولنتأمل توبة أبي لبابة ؛ فإنه لم يؤخرها دقيقة واحدة، وفعل في توبته ما لا يقدر عليه غيره، فرضي الله عنه وأرضاه، وغفر لنا ذنوبنا، وتاب علينا، إنه ولينا وليس لنا ولي سواه.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ].
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر