بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يعيننا على الكمال والتمام.

وأذكر إخوتي وأخواتي! في بداية هذه الحلقة بأننا في اليوم الثامن عشر من رمضان، وما بقي إلا القليل، فما علينا إلا أن نجتهد، وأن نضاعف العمل؛ ليضاعف الله لنا الأجر والثواب.

السؤال: أخي يصوم ولا يصلي فما حاله؟

الجواب: هذا على خطر عظيم؛ لأن الصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أهم من الصيام، وينبغي للإنسان أن يعبد الله لا كما يهوى هو، بل كما يريد الله منه أن يعبده، وهذا مقتضى قولنا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5].

السؤال: هل (الشمة) سف السعوط بعد الإفطار فيه شيء؟

الجواب: سف السعوط حرام، قبل الإفطار وبعد الإفطار، بالليل وبالنهار، في رمضان وفي غير رمضان؛ لأن السعوط مادة خبيثة ومضرة، ومؤدية إلى الأمراض المهلكة، وقد قال الله عز وجل: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195].

السؤال: زوجتي كانت صائمة، فجاءتها الدورة في نصف اليوم، ما حكم صومها؟

الجواب: حكمها أن عليها القضاء؛ لأنه فسد يومها، وعليها أن تفطر، وتقضي متى ما يسر الله القضاء، قبل دخول رمصان القادم، إن شاء الله.

السؤال: شربت ماءً في الأذان الثاني قبل أن يقول المؤذن: الصلاة خير من النوم؟

الجواب: إذا كان المؤذن قد أذن بعد طلوع الفجر الصادق، فقد وجب القضاء.

السؤال: الحناء في نهار رمضان، هل يفطر الصائم؟

الجواب: لا، ما يفطر، سواء كان في اليدين أو الرجلين أو في الرأس.

السؤال: استعمال البخاخ في رمضان هل هو مفطر؟

الجواب: ليس مفطراً؛ لأن البخاخ إنما ينفذ إلى القصبة الهوائية، ولا علاقة له بالجوف، وليس هو طعاماً ولا شراباً ولا في معناهما.

السؤال: السواك بالمعجون في رمضان؟

الجواب: لا يفطر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كان يستاك وهو صائم )، والمعجون فيه مواد كيمائية، وكذلك عود الأراك فيه ثمان مواد كيمائية.

السؤال: احتلمت بعد ما صليت الصبح، وقمت واغتسلت وصليت الظهر، وأتممت صيامي؟

الجواب: ليس عليك شيء، وصومك صحيح إن شاء الله؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم.

السؤال: رجل وضع سفة (الشمة) بعد السحور، ونسيها في فمه حتى الصباح، ما حكم صومه؟

الجواب: عليه أن يتوب إلى الله، ويقضي مكان هذا اليوم يوماً آخر.

السؤال: ما رأي الدين فيمن شرب بعد الأذان الأخير وهو عارف؟

الجواب: هذا يلزمه القضاء والكفارة.

السؤال: أنا إنسان نصحني الطبيب ألا أصوم أبداً، وأخرج فدية، ما رأي الدين في ذلك؟

الجواب: الزم ما قاله الطبيب، فإن الطبيب هو أعرف بدائك، وأعرف بما يضرك، وقد بذل لك النصح، وعليك أن تلزم قوله، وعليك أن تعلم بأن دين الله عز وجل يسر.

السؤال: قال لنا ملاحو الطائرة: أفطروا. وبعد الإفطار رأيت الشمس، فهل يلزمني شيء؟

الجواب: لا يلزمك شيء، فرؤية الشمس ليس دليلاً على بقاء النهار، خاصة بأن الإنسان في الفضاء يرى ما لا يراه من كان على الأرض، ولذلك ما يلزمك شيء، طالما أنك استندت في إفطارك إلى قول الملاح، فهو أعرف، فلا يلزمك شيء.

السؤال: هل تجزئ نية الصوم في ليلة واحد من رمضان لكل الشهر؟

الجواب: نعم تجزئ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( وإنما لكل امرئٍ ما نوى )، وأنت قد نويت الشهر كله، فهذا يجزئك ويكفيك إن شاء الله.

السؤال: لدي طفل عمره سنة وأربعة شهور، وبدأت الصيام منذ اليوم الأول من رمضان، لكن لاحظت عليه التغيير من جراء الرضاعة، علماً بأن اعتماده ما زال على الرضاعة؟

الجواب: لا حرج عليك في الفطر إن شاء الله، طالما أن الصوم يؤثر على رضاعة هذا الصغير، فيمكنك الإفطار، ثم بعد ذلك يلزمك القضاء إن شاء الله.

السؤال: كم قيمة الفدية لليوم أو الشهر لكبير السن؟

الجوب: الفدية عن اليوم الواحد سبعمائة وخمسون جراماً، كيلو إلا ربع من قمح أو من تمر، وتبرأ الذمة إن شاء الله.

السؤال: ما حكم دخان الحطب في نهار رمضان إذا دخل في أنف الصائم؟

الجواب: الأولى اجتنابه؛ لأن هذا الدخان ينفذ إلى الحلق، وله جرم، وبعض أهل العلم يقول بعدم جوازه، سواء كان بخوراً أو غيره، فلذلك الأحوط وخروجاً من الخلاف لا ينبغي للمرأة أن تستعمله في نهار رمضان.

السؤال: شخص مسافر وصائم فشعر بالتعب فأفطر، فما حكمه؟

الجواب: يلزمه القضاء، ولا شيء عليه سوى القضاء على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه كان صائماً، فلما بلغ كراع الغميم أفطر، يعني: أفطر في أثناء النهار، وأمر الصحابة بأن يفطروا، فدل ذلك على جواز الإفطار للمسافر متى ما أراد.

السؤال: شخص سب الدين في نهار رمضان، ما حكمه؟

الجواب: سب الدين كفر، سواء كان في نهار رمضان، أو في ليله، أو في غير رمضان من الشهور، فمن سب دين الله عز وجل عامداً، فإنه بذلك يخرج من ملة الإسلام، والعياذ بالله؛ لأن هذا القول مكفر، ويجب عليه أن يتوب إلى الله ويشهد شهادة الحق، لعل الله يغفر له.

السؤال: أفتنا في رش الثوب والتغطي في نهار رمضان؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله، فإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من أحرص الناس على اتباع السنة، كان يفعل ذلك وهو صائم، وهذا داخل في عموم قوله سبحانه: يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185].

السؤال: أنا تأتيني الدورة يوماً وتنقطع يوماً أو أكثر من يوم، ولا أفطر، ما الحكم في ذلك؟

الجواب: نقول: الحكم بأنه إذا جاءت الدورة فامتنعي من الصلاة والصيام، فإذا رأيت الطهر اغتسلي وصلي، وإذا جاءت بعد يوم أو يومين، فامتنعي أيضاً عن الصلاة والصيام، فإذا انقطع الدم بعد يوم أو يومين، اغتسلي وصلي، والجئي إلى التلفيق، يعني: لفقي هذه الأيام بعضها إلى بعض، يعني مثلاً: أنت دورتك خمسة أيام، فجاءت الدورة يوماً ثم انقطعت يومين، وفي هذين اليومين اغتسلت وصليت وصمت، ثم جاءت بعد ذلك بيوم لمدة يومين، هذان اليومان تضمينهما إلى اليوم الذي مضى، فتصير ثلاثة أيام، ثم رأيت الطهر، فاغتسلي وصلي، ثم رأيتِ الحيض يوماً أو يومين، أيضاً ضميها إلى تلك الأيام الثلاثة حتى تكتمل الخمسة الأيام، فما زاد على ذلك يكون دم علة وفساد، ويكون دم استحاضة، ولا تأثير له.

السؤال: ما حكم قراءة القرآن وأنا راقدة في السرير؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كان يقرأ القرآن على كل أحواله، وما كان يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة )، فكان يقرأ القرآن قائماً، وقاعداً، وماشياً، وراكباً، ومضطجعاً، ( وكان يتكئ في حجر أمنا عائشة ، فيرتل القرآن، وهي حائض ).

السؤال: ما حكم القبلة في نهار رمضان، وكلا الزوجين صائم، وما حكمهما وأحدهما مفطر أو كلاهما مفطر؟

الجواب: أما إذا كان كلاهما مفطراً فلا حرج فيها قولاً واحداً، يعني: إذا كانت الزوجة حائضاً مثلاً، والرجل قدم من سفر، أو أن أحدهما مريض، والآخر قدم من سفر، فلا حرج في القبلة للمفطرين، أما إذا كانا صائمين فهي مكروهة لمن علم السلامة، ومن لم يعلم السلامة فهي تحرم في حقه، وفي الموطأ قال يحيى بن يحيى الليثي : قال مالك : قال هشام بن عروة : قال عروة بن الزبير : لم أر القبلة لصائم تدعو إلى خير.

السؤال: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟

الجواب: نعم يجوز، ولعل هذا أنفع للفقير، وأيسر له في قضاء حوائجه، وقيمة زكاة الفطر وفق ما حددت من مجمع الفقه الإسلامي ثلاثة جنيهات ونصف للشخص الواحد.

السؤال: ما حكم لعب الكوتشينة في رمضان؟

الجواب: لا ينبغي لا في رمضان ولا في غير رمضان؛ لأنها محض تضييع للوقت، وليس فيها رياضة ذهنية ولا رياضة بدنية، ولا فيها تقوية للذكاء، ولا فيها شيء، وإنما هي قائمة على محض الحظ، فلذلك لا ينبغي للعاقل أن يضيع وقته في مثل هذا.

السؤال: المرأة الحامل إذا أفطرت هذه الأيام، ماذا عليها بعد الولادة؟

الجواب: تقضي إن شاء الله، وليس عليها سوى القضاء.

السؤال: أعاني من التهاب في المريء، ونصحني الطبيب المعالج بعدم الصوم، ولكن عند عرض نتائج الفحوصات على طبيب آخر، قال لي: إن حالتك لا تتعارض مع الصوم؟

الجواب: إذا كان الأمر كذلك فجرب الصوم، فإن وجدت بأنه لا مشقة فيه، فخير لك أن تصوم، وأسأل الله لك شفاءً عاجلاً غير آجل.

السؤال: شخص فقير وبه سكري لا يستطيع الصوم ولا إخراج قوته للمسكين، ماذا يفعل؟

الجواب: ينتظر اليسار إن شاء الله، فإذا حصل اليسار ووسع الله عليه فدى، وإلا لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].

السؤال: ما حكم من نوى الصيام مرة واحدة؟

الجواب: النية في الليلة الأولى تجزئ عن الشهر كله.

السؤال: ما حكم من احتلم في نهار رمضان وكان نائماً؟

الجوب: من احتلم وهو صائم فلا شيء عليه.

السؤال: كم مقدار زكاة الفطر؟ وما هو أنسب وقت لإخراجها؟

الجواب: قدرها ثلاثة جنيهات ونصف، وأنسب وقت لإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وكذلك يوم العيد قبل الصلاة.

السؤال: ما حكم امرأة متزوجة تتصل بالرجال بالتليفون، وتبادلهم الرسائل الغرامية؟

الجواب: ما ظننت أن مسلمة تفعل ذلك، ولو فعلت فهي على شر عظيم، وقد خانت الله ورسوله، وآذت زوجها، وجلبت العار على نفسها وعلى أهلها، وواجب عليها التوبة إلى الله عز وجل من هذا السلوك المشين.

السؤال: ما حكم مصافحة النساء كبار السن؟

الجوب: لا حرج إن شاء الله؛ لأن كبار السن لهن أحكام مخصوصة، كما قال ربنا: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ [النور:60]، وعلماؤنا رحمهم الله نصوا على أن المرأة المتجالة، التي انقطع عنها أرب الرجال، لا حرج في مصافحتها.

السؤال: ما حكم من جمع وقصر الصلاة وقد نوى الإقامة أكثر من ثلاثة أيام؟

الجواب: هذا عند جمهور العلماء لا ينبغي، فمن نوى إقامة أربعة أيام صحاح في أي بلد ما، ولو كانت في الصين، يجب عليه أن يتم بمجرد الوصول؛ لأنه في حكم المقيمين.

السؤال: أنا إنسانة متدينة، وأسمع الغناء، هل في ذلك شيء؟

الجواب: أولاً: لا ينبغي لك أن تزكي نفسك بقولك: أنا إنسانة متدينة؛ لأن الله قال: فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم:32]، وذم اليهود بقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا[النساء:49-50]، وأسأل الله أن يزيدك إيماناً وتقىً وهدى، ولكن يا أختاه سماع الغناء إذا كان بالمعازف لا يجوز، المعازف أكانت مزماراً أو طنبوراً أو عوداً أو بيانو أو غير ذلك كل ذلك لا يجوز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما رخص إلا في الدف يوم عيد أو يوم عرس، أو عند قدوم غائب.

السؤال: كيف تكون طريقة الغسل؟

الجواب: الغسل له ركنان: وهما النية، وتعميم البدن بالماء، يعني: لو أن إنساناً نوى، ودخل فعمم بدنه، يعني: وقف تحت الدش، أو انغمس في ماء في ترعة أو في حوض سباحة، أو بحر، فهذا هو الغسل المجزئ.

وأما الغسل المسنون، فتبدأ بتسمية الله عز جل، وتغسل يديك ثلاثاً، ثم تغسل فرجك بشمالك ثلاثاً، ثم تتوضأ وضوء الصلاة، ثم بعد ذلك تغسل رأسك ثلاثاً وتخلل شعرك، وتغسل رأسك إلى الرقبة، ثم بعد ذلك تغسل الميامن، ثم المياسر، هذا هو الغسل المسنون.

السؤال: كيفية صلاة المسبوق؟

الجواب: المسبوق يعتبر ما حضره مع الإمام هو أول صلاته، فإذا سلم الإمام قام فبنى على ما مضى، يعني: لو أنه حضر ركعة من المغرب مثلاً، اعتبر هذه الركعة الأولى، فإذا سلم الإمام يقوم فيأتي بالثانية، ويقرأ فيها بالفاتحة وسورة جهراً، ويجلس يتشهد، ثم يقوم فيأتي بالثالثة سراً بالفاتحة فقط، ويتشهد ويسلم، وإذا حضر ركعتين من العشاء مثلاً، فسلم الإمام يعتبر ما حضره الأولى والثانية، فيقوم يأتي بالثالثة والرابعة سراً بالفاتحة ويسلم، وهذا مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم: ( فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ).

السؤال: ما حكم حلق اللحية؟

الجواب: لا يجوز، فإنسان يحلق لحيته يجزها جزاً، ولا يدع فيها شيئاً، هذا خلاف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ( حفوا الشوارب، واعفوا اللحى ).

السؤال: هل يجوز زواج المسلم من كتابية غير مسلمة؟

الجواب: إذا قلت: كتابية، فلا داعي أن تقول: غير مسلمة؛ لأنه لا يجتمع الوصفان معاً، يعني: لا يمكن أن تقول: مسلمة كتابية، فإذا قلت: هل يجوز زواج المسلم من كتابية؟ هذا يكفي، أما إذا قلت: هل يجوز زواج المسلم من غير مسلمة، فهنا نفصل، نقول: إذا كانت كافرةً غير كتابية فلا يجوز قولاً واحداً؛ لقول الله عز وجل: وَلا تَنكِحُوا المُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ [البقرة:221]، ولقول الله عز وجل: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [الممتحنة:10].

أما بالنسبة للكتابية، يعني: اليهودية أو النصرانية، فإن نكاحها جائز بشرط الإحصان، أي إذا كانت محصنة عفيفة، أما إذا كانت كتابية زانية، فلا يجوز للمسلم أن يتزوج بها.

السؤال: ما حكم محادثة شاب مع فتاة عبر الهاتف حتى بلوغهما النشوة، وهل يجب عليهما الغسل؟

الجواب: عليهما التوبة إلى الله عز وجل مما كان، وإذا خرج منهما الماء الدافق، فعليهما الغسل.

السؤال: هل يجب التشهد بعد سجود السهو؟

الجوب: لا يجب بل يستحب.

السؤال: ما حكم النقاب؟

الجواب: بين الوجوب والاستحباب.

السؤال: هل يجوز لبس البنطلون تحت العباءة؟

الجواب: إذا كان ذلك أبلغ في التستر، ولم يكن فيه مشابهة للرجال، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

السؤال: نذر إنسان إن حقق الله له شيئاً، فإنه يترك شرب الخمر، فحقق الله له حاجته لكنه رجع إلى شرب الخمر؟

الجواب: يجب عليه أن يتوب، سواء ربنا حقق له حاجته أو لم يحقق، فإن الخمر هي أم الكبائر وشاربها ملعون على لسان نبينا عليه الصلاة والسلام، والآن يجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل مرتين، يتوب من شرب الخمر، ويتوب من نقض العهد.

السؤال: ما هي قيمة نصاب زكاة النقود؟

الجواب: ستة آلاف جنيه.

السؤال: أختكم في الله أريد دعاء يساعدني في البعد عن الرياء؟

الجواب: قولي: اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.

السؤال: أريد أن أستدين مالاً من شخص، فقال لي: كل يوم تعطيني نصف ما تربح، وبعد سنة تعطيني المبلغ كاملاً؟

الجواب: هذا لا يجوز، هذا قرض جر نفعاً وهو عين الربا، وإلا لو كان الأمر كذلك فينبغي له أن يشاركك، لكن إذا شاركك شركة مضاربة، فلا يجوز له أن يشترط رجوع المبلغ بعد عام كاملاً، بل المبلغ قد يرجع كله، وقد يهلك كله، وقد يرجع بعضه دون بعضه، وهذا هو مقتضى المضاربة.

السؤال: هل يجب على المرأة غسل شعرها كله عند الغسل من الجماع، أم يكفي المسح فقط؟

الجواب: لا بل يجب عليها أن تغسله كله، فيجب أن ترويه بالماء، حتى يصل إلى شئون رأسها.

السؤال: أريد الزواج بشخص كنت قد زنيت معه، وأمي تعلم ولكنها رافضة؟

الجواب: ينبغي على أمك أن تقدر بأنه يمكن أن تقعي في الزنا، مرةً ثانية، وثالثة، فاستأمري وليك وتزوجيه، ولا يشترط رضا الأم.

السؤال: هل يجوز للمرأة أن تتزين بخاتم وأساور عند الخروج من المنزل؟

الجواب: نعم يجوز لها ذلك؛ لأن قول الله عز وجل: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]، فسره ابن عباس رضي الله عنه، بأنه ما كان في الكفين من الفتخات، يعني: الخواتم ونحوها.

السؤال: أخي أعطاني زكاة، فهل يجوز لي أخذها أم أعطيها لشخص يستحقها؟

الجواب: لا بل يجب إعطاؤها للمستحق، إذا كنت يا أم محمود مستحقة للزكاة يمكنك أن تأخذي بعضها، أما أن تأخذي وأنت لا تستحقين، فهذا لا يجوز.

السؤال: لدي عمل تجاري، وأنا مديونة وأيضاً دائنة، فهل أزكي على المال الذي عند الناس، مع العلم أنني لو قبضتها لن تكفي ديوني؟ ولي بضاعة بالدكان حال عليها الحول، هل أزكيها بسعر الشراء، أم البيع؟ وإذا كان الشراء مع إضافة تكاليف من تحميل وتنزيل وغيره؟ أختكم أم مريم .

الجواب: يا أم مريم ! زكاة عروض التجارة بسعر البيع، السلع سواء كانت مواد غذائية، أو سبيرات، أو كتابية وقرطاسية، أو سيارات أو غير ذلك يكون بسعر البيع، لا بسعر الشراء. وأما بالنسبة للمديونية، فما كان مضمون الأداء فتحتسبيه مع زكاتك.

المتصل: أسأل عن شراء السيارة بالأقساط أو إيجارها على أن ينتهي بالتمليك؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: إذا حلف شخص بالطلاق أنه لا يأكل طعام شخص آخر، فهل عليه شيء؟

السؤال الثاني: ما حكم الدعاء خلف الإمام؟

السؤال: هل يجوز أن أصلي صلاة التراويح بآية واحدة أكررها في عدة ركعات، أو أجزئ الآية في عدة ركعات؟

الجواب: أما تكرار الآية فلا حرج إن شاء الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح بالزلزلة في الركعتين.

وأما تجزئة الآية أيضاً فلا بأس، يعني: ممكن في الركعة الأولى تقول: لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا[البقرة:286]، فهذا معنى تام، وفي الركعة الثانية تبدأ: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ))، لكن لا بد أن تقف على معنى تام، وإلا لو مثلاً قلت: (يا أيها الذين آمنوا) وركعت فلا يصلح؛ لأن هذا النداء لا يترتب عليه شيء، وإنما العبرة بما بعده.

الشيخ: وأما الدعاء خلف الإمام، فما ينبغي للإمام أن يتخذ ذلك سنة راتبة، يعني: ليس في كل صلاة الإمام بعد الصلاة يرفع يده يدعو، والمصلون وراءه: آمين، آمين، وينبغي أن ينصح الإمام، فيبين له بأن هذا خلاف السنة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل ذلك، وخير الهدي هديه، وهو الذي قال: ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، لكن الإمام لو عملها أحياناً لكي يعلم الناس الدعاء، فلا مانع إن شاء الله.

الشيخ: أما بالنسبة للحلف بالطلاق يا علي فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )، يعني: الإنسان يقول: والله أنا ما آكل طعام فلان هذا مرة ثانية، فإذا أكل فيما بعد، فالأمر يسير، عليه أن يكفر، أما الحلف بالطلاق فهو إشكال؛ ولذلك ينبغي للحالف أن يسأل عن نيته، إذا كانت نيته طلاقاً، وأكل من طعام ذلك الشخص، فإن الطلاق يقع، إما إذا كانت نيته أن يمنع نفسه، فتجب عليه كفارة يمين، والله تعالى أعلم.

السؤال: عندي مشكلة خاصة بالطلاق، وقد ذهبت إلى مجمع الفقه الإسلامي، لكن عندي بعض الوسوسة هل أنا أتحرى عنها، أو أناقشها مع نفسي، فبماذا تنصحني؟

الجواب: ما دام أنك ذهبت إلى مجمع الفقه الإسلامي وحكيت لهم المسألة بالتفصيل فهذا الوسواس اطرده، وما يلزمك شيء، أنت فعلت ما أوجب الله عليك حين قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ونسأل الله أن يحفظ عليك بيتك وأهلك.

المتصل: أسألك عن زكاة المال، عندي فلوس في السودان وأقارب، وعملي في السعودية، فهل أخرج الزكاة في بلدي السودان أم هنا في مكان عملي؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: نحن مجموعة يجمع كل واحد منا خمسة آلاف ويستلمها كل شهر واحد منا، فهل عليها زكاة، وهل زكاتها بعد القبض أم قبل ذلك؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أسأل عن الأوقات التي يحرم الدخول فيها على البيوت، وبعض الناس يقول: ادخلي ولا تطرقي الباب فنحن أهل وجيران، فما الحكم في ذلك؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: عندنا في الحلة كانوا يصلون خلف إمام واحد، وفي مسجد واحد، ثم اختلفوا مع الإمام فبنوا مسجداً آخر، وافترقوا فرقتين كل يصلي في مسجد، حتى صلاة العيد افترقوا جماعتين، فما حكم هذا العمل؟

السؤال الثاني: أنا أعمل في متجر، وبعض الناس يأتون وهم مفطرون، فيشترون كيكاً وشراباً فيأكلون في نهار رمضان، فهل عليّ حرمة أو ذنب في البيع لهم؟

الشيخ: شكراً لك، أجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي عدة أسئلة:

السؤال الأول: صلاة النافلة، هل تكون جهراً أم سراً؟

السؤال الثاني: عندي أرحام لا أستطيع أن أصلهم بسبب شغلي، لكن الحمد لله أدعو لهم باستمرار، هل علي إثم؟

السؤال الثالث: أريد تفسير الآية التي في سورة النحل: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ [النحل:75]، إلى آخر الآية، وأيضاً التي بعدها: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ [النحل:76].

السؤال الرابع: إذا وجدت إماماً لا يحسن الصلاة، وهو يصلي بالناس، يعني: لا يأتي بالأركان على وجهها الصحيح، فهل أصلي خلفه أم لا؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أنا من الرياض، أستفسر عن بيع الكريمات وعن حكم المصافحة، يعني: مصافحة بنات العم الموجودات في البيت حيث تربينا معاً هل تجوز أو لا تجوز؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أمي توفيت منذ ثلاثة شهور، وأوصت بمعظم ما تملك لأخ واحد، وقد يترتب إعطاء الشخص الواحد أذى على البقية، ونحن وارثون معه، وهي ما أوصت لأخي، بل أوصت لابنته التي سميت باسمها، فأنا في شك من الأمر، هل أُنفذ الوصية كاملة، أم أني لا أنفذها؟

السؤال الثاني: إذا كان لي أبناء، وإخوة من أبوين، هل أستطيع أن أعطي هبة لابنتي دون الأخوين، يعني: هل يجوز الهبة من مالي، بتفضيل أحد الأبناء؟

الشيخ: شكراً. نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: صاحبنا يفتح إذاعة القرآن الكريم حتى يأتيه النوم، وعندما يكون صاحياً يفتح إذاعة المديح وأيضاً لا يصلي، فكيف العمل معه؟

الشيخ: طيب.

السؤال الثاني: أنا تعودت على أن أحدث نفسي في الحمام أو أذكر الله في الحمام، فما حكم ذلك؟

الشيخ: أجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: ما هو تفسير قوله تعالى: أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105]؟

السؤال الثاني: عندي قطعة أرض اشتريتها وأريد أن أبنيها، واحتمال إذا سهل علي ربي بزيادة مال أن أبيعها فيما بعد، فهل عليها زكاة؟

الشيخ: شكراً.

السؤال: قريب لنا طلق مرتين، والآن حصلت مشكلة بينه وبين زوجته ...؟

الجواب: دع قريبك هذا إن شاء الله يتصل ويسأل، لأن الطلاق ما تصلح فيه النيابة.

السؤال: أخونا عباس من مكة المكرمة يسأل عن شراء سيارة أو إيجارها إجارة منتهية بالتمليك؟

الجواب: هذه المسألة من المسائل الحادثة، وهي من النوازل، وقد بُحثت في المجمع الفقهي الدولي، وعقدت لها دورةً بعد دورة، وأخيراً صدر فيها قرار قبل فترة، فدعني إن شاء الله أجيبك عن السؤال غداً؛ لأن المسألة بالنسبة لي فيها اشتباه فدعني أراجع وأجيبك غداً إن شاء الله.

السؤال: أخونا أحمد القرشي من السعودية، ذكر بأن عنده مبلغاً من المال في البنك هاهنا، فكيف تكون زكاته، وهو مقيم بالسعودية؟

الجواب: أقول: يا أحمد أحسن الله إليك! إذا كان هذا المبلغ بلغ النصاب، يعني: ستة آلاف جنيه فأكثر، فالواجب عليك أن تخرج ربع العشر، وأنت بالخيار، إما أن توكل ههنا من يخرج هذه القيمة من المبلغ، ويوزعها على أرحامك وقرابتك ممن هم من ذوي الحاجات، وإما أن تخرجه هنالك، يعني: الأمر في ذلك واسع إن شاء الله، لكن أنا أقول: الأولى أن تخرجه هاهنا؛ لأن قرابتك وأرحامك أغلبهم هنا.

السؤال: الأخت إسلام من أم درمان، سألت عن زكاة الصندوق، وتقول: بأن الواحد مشارك بخمسة آلاف جنيه، يعني: ما شاء الله، لو كانوا عشرة، معنى ذلك أن كل شخص إذا جاءت نوبته سيقبض خمسين ألفاً، وهذا مبلغ كبير، فتقول: هل الزكاة تجب بمجرد المشاركة فيه، أم أن الزكاة تجب بعد القبض؟

الجواب: بعد القبض يزكي؛ لأن الملك التام ما يحصل إلا بعد ما يكون هذا المال في حوزة الشخص وفي ضمانه.

الشيخ: بالنسبة للاستئذان فأنت على صواب بارك الله فيك، إذا ذهبت إلى ناس في بيوتهم فلا تفتحي الباب إلا إذا أذنوا؛ لأن الله قال: لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور:27]، وما جرى عليه العرف من أن بعض الناس يفتح الباب ويدخل بدعوى أنه من الأهل أو من الجيران، هذا عرف غير صحيح، وغير صواب، ولا قيمة له؛ لأنه معارض للشرع.

وفي دخول البيت، لا تدخلي إلا بعد استئذان في المواطن الثلاثة التي عينها ربنا حين قال: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النور:58].

السؤال: أخونا آدم يقول: إنه يعمل في دكان، وأحياناً يأتي بعض الناس في رمضان، فيشتري الواحد منهم كيكاً أو مشروباً بارداً ويشربه في نهار رمضان فهل عليه إثم؟

الجواب: إذا غلب على ظنك بأن هذا الشخص يشتريها لنفسه فلا تبع له؛ لأن الله قال: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، إما إذا كان غلب على الظن بأنه يشتريها لصغير أو مريض، أو معذور، فلا حرج لك أن تبيع له، فمن رخص الله له في الإفطار، فنحن نعينه، وغالباً أن أصحاب الأعذار ما يجاهرون بالفطر في رمضان، يعني: أحياناً تكون المرأة حائضاً، وما تأكل أمام الناس، وأحياناً يكون الشخص مريضاً، إنما غالب من يجاهرون بالإفطار أمام الناس هم ممن غلبت عليهم شقوتهم، وقل من الله حياؤهم، ولذلك ما عادوا يستحيون من الناس.

الشيخ: أما الخلاف بين أصحابكم، وفي قريتكم أيها السائل! بحيث بني مسجدان بدلاً من أن يكونوا في مسجد واحد، وتقام للعيد صلاتان بدل من صلاة واحدة فنقول: هذا قضاء الله وقدره، ولا بأس بأن يكونوا في مسجدين وأن يصلوا صلاتين، لكن ينبغي أن تسعوا للإصلاح بينهم، يعني: لو بقي الحال على ما هو عليه كل في مسجده فلا حرج، أما الخصومة والقطيعة والمدابرة فهذا هو الحرام في رمضان وفي غير رمضان.

السؤال: أسامة من مدني يسأل عن النافلة تكون سراً أم جهراً؟

الجواب: نقول: كلاهما جائز، لكن استحب أهل العلم أن تكون نوافل الليل جهريةً تبعاً لفرائضها، وأن تكون نوافل النهار سريةً تبعاً للفرائض أيضاً، ففرائض الليل جهرية، كالمغرب والعشاء والفجر، فلذلك النوافل تكون جهرية، وأما نوافل النهار فإنها تكون سرية تبعاً للفرض.

الشيخ: سؤالك يا أسامة عن أرحام لا تستطيع أن تصلهم فتدعو لهم؛ فنقول: جزاك الله خيراً على ما تصنع، تدعو لهم، لكن أيضاً تسأل عنهم بالتلفون وبالهاتف، وإن استطعت أن توصل إليهم بعض الهدايا فهذا أيضاً جيد.

السؤال: سؤالك عن الآيتين الخامسة والسادسة والسبعين من سورة النحل: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ [النحل:75]؟

الجواب: قال أهل التفسير: هذا مثل ضربه الله عز وجل لذاته المقدسة، وللأصنام التي يعبدها المشركون، فهذه الأصنام آلهة، والله جل جلاله إله معبود بحق، وتلك معبودة بباطل، فالأصنام ضرب الله لها مثلاً بعبدٍ ملوك لا يقدر على شيء، عبد هو في قبضة سيده، وتحت ملكه وتصرفه، وهذا العبد لا يقدر على شيء، هكذا الأصنام لا تقدر على شيء، لا تخلق، ولا ترزق، ولا تعطي، ولا تمنع، ولا تضر، ولا تنفع.

فالله جل جلاله ضرب لذاته مثلاً قال: وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا [النحل:75]، إنسان صاحب مال، وهذا المال يده مبسوطة، ينفق كيف يشاء الله جل جلاله، وله المثل الأعلى خزائنه ملأى، ويده سحاء الليل والنهار لا يغيضها عطاء، وهو الذي قال: ( لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر ).

وأما الآية التي بعدها: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل:76]، فقد قال أهل التفسير: ضرب الله هذا المثل للمؤمن والكافر، ضرب مثلاً للكافر بأنه أبكم، والبكم عدم القدرة على الكلام، ومعنى ذلك: أنه أصم لما بين البكم والصمم من الملازمة، فالذي لا يتكلم لا يسمع، أبكم لا يقدر على شيء، ومن لوازم كونه لا يقدر على شيء أن يكون أعمى، فهو أصم أبكم أعمى، هذا هو الكافر، قال الله عز وجل عن الكفار: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ [البقرة:171]، وقال عن المنافقين: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ [البقرة:18]، هذا هو الكافر، أبكم لا ينطق بالحق، أصم لا يسمع أدلته، وأعمى لا ينظر في براهينه، وهذا العبد المملوك الأبكم لا يقدر على شيء، وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ [النحل:76]، أي عبء وثقل، أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ [النحل:76] المؤمن الطيب يصفه الله عز وجل بوصفين عظيمين، وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل:76]؟ الجواب: لا يستوون، لا يستوي صراط الله المستقيم، من غير تعويد عنه يمنة ولا يسرة، مع ذلك الأبكم الأصم الأعمى العالة، الذي لا يقدر على شيء.

هذا هو المقصود يا أسامة أحسن الله إليك! فالمثل الأول: الله عز وجل يضربه لذاته المقدسة مع آلهة المشركين، والمثل الثاني: يضربه الله للمؤمن والكافر.

الشيخ: أما الصلاة خلف الإمام الذي لا يحسن الصلاة، يا أسامة أحسن الله إليك، فإنه لا يصلى خلفه، إذا كان عدم الإحسان يعني أنه لا يحقق الطمأنينة، ينقر الصلاة نقر الديك، فلا تصل خلفه؛ لأن الصلاة باطلة، ولا تعتد بصلاته، وأما إذا كان لا يحسن الصلاة، بمعنى: أنه أحياناً يخطئ في القراءة، أو أن حفظه ليس بجيد، فصل خلفه ولا تشق عصا المسلمين.

السؤال: مدثر من الخرطوم يسأل عن بيع الكريمات؟

الجواب: يا مدثر غفر الله لك! الكريمات لا ينتظمها حكم واحد، كما لو أنك سألتني عن بيع الطعام مثلاً أو بيع اللحم، ما أدري هل تقصد بيع لحم الخنزير، أم لحم البقر، أم لحم الكلاب، أم لحم الحمير، أم لحم النعاج، هذا سؤال مجمل، ولذلك الكريمات حلالها حلال، وحرامها حرام، وقد تقدم معنا الكلام بأن الكريمات المبيضة للبشرة، ثبت بكلام الأطباء والمختصين بأنها مسببة لسرطان الجلد، فلا يجوز لك بيعها، وأما كريمات ملينة للبشرة مانعة لتشققها، وليس فيها ضرر، فلا حرج إن شاء الله.

السؤال: أم محمد من كسلا تذكر بأن والدتها رحمة الله عليها قد أوصت بمعظم ما تملك لبعض بناتها دون بعض، ولبنت ابنها دون ابنها؟

الجواب: هذه وصية جائرة لا قيمة لها، ولا تنفذ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث )، وأما تفضيل أحد الأبناء فلا يجوز يا أم محمد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )، فلا تهبي واحداً دون آخر إلا برضا الآخرين، أما أن تخصي واحداً فإن هذا مسبب للعداوة والبغضاء.

السؤال: محمد من مدني يسأل عن السعوط (الشمة)؟

الجواب: السعوط لا يجوز يا محمد ! وإذا أردت أن تسأل عن أحكام الدين، فاسأل أهل الذكر، لا تسأل الشباب الذين معك، وفيهم البر والفاجر، وفيهم العالم والجاهل، وفيهم وفيهم، فكما أنك إذا أصابك وجع لا تسأل الشباب، بل تذهب إلى الطبيب المختص، فهاهنا أيضاً. واعلم بأن كلمة علماء الإسلام مطبقة على تحريم هذه المادة الخبيثة الضارة المسببة لسرطان اللثة.

السؤال: محمد سأل عن صاحبه الذي يفتح قناة القرآن حين ينام، فإذا استيقظ فتح قناة المديح، وهو لا يصلي؟

الجواب: أما كونه لا يصلي فهو على شر عظيم، وكونه يفتح قناة القرآن حين ينام، فهذا دليل على أن فيه بقية من خير، وقناة المديح إذا كانت بالموسيقى فلا يجوز، لا في الصحو ولا في المنام.

أما بالنسبة لكونه يفتح قناة القرآن فاستغلوا هذه الناحية الخيرة، وتواصوا معه بالصلاة.

الشيخ: وبالنسبة لما يجري على قلبك وأنت في الحمام من خير أو شر فلا يؤاخذك الله به، فإن الله تعالى ( عفا لأمتي عن ما حدثت به نفسها )، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم والممنوع يا محمد في الحمام أن ترتل القرآن؛ لأن ذكر الله ينزه أن يكون في ذلك المكان.

الشيخ: أخونا مبارك سأل عن أرض يريد بناءها، هل فيها زكاة، فنقول: لا، ما فيها زكاة.

وقوله: وأنا أنوي أنه بعد حين لو يسر الله الأمور أبيعها وأشتري في مكان أقرب، نقول: أيضاً ليس فيها زكاة؛ لأنك ما اشتريتها على نية الاتجار والاستثمار، وإنما تريد في النهاية أن تجد لك بيتاً.

السؤال: ما هو تفسير قول الله عز وجل: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105]؟

الجواب: هذه الآية وعد من الله عز وجل لمن كانوا من أهل الصلاح بأن يمكن لهم، كما قال في آية أخرى: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور:55]، وكما قال في آية ثالثة: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف:137].

أسأل الله أن يتقبل مني ومنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.