إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (952)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم من قتلت طفلها الرضيع دون أن تشعر بذلك

    ====السؤال: باعث الرسالة مستمع رمز إلى اسمه بالحروف: (ل. ع. ق)، يقول:

    كنت أنا وزوجتي نائمين، وبيننا طفل يبلغ من العمر أربعين يوماً، ثم في منتصف الليل بكى الطفل، وأيقظت زوجتي لرضاعته، ثم حملت الطفل واحتضنته، وبعد ذلك قمت والأم محتضنة ابنها، وعندما قمت لصلاة الفجر لم أجد الطفل في مكانه، ثم أيقظتها وسألتها عن الطفل، فقالت: إنه في مكانه! وقلت: لها ليس بمكانه، ثم استيقظت فوجدته على وجهه على الفراش بجوار قدميها، وقالت زوجتي: إنها لا تعلم عن ذلكم الحال، بل استيقظت لرضاعه ولا تعلم شيئاً، أهو في غيبوبة أم ماذا حصل عنه، وحينئذٍ اتضح أن الطفل قد انتقل إلى رحمة الله، والآن يسألون هل عليهم من كفارة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فهذا الطفل صغير لا يستطيع التصرف، فالأظهر -والله أعلم- أنها دفعته برجلها أو بغير رجلها حتى صار إلى مكانه الذي مات فيه، فالأقرب والأظهر: أنه مات بأسبابها، فعليها أن تؤدي الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت فصيام شهرين متتابعين، هذا هو الأظهر والأقرب، إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل، ونسأل الله لها العون والتوفيق، والتسهيل.

    1.   

    حكم الصلاة إلى غير القبلة لمن اجتهد في السؤال عنها

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من جدة بتوقيع إحدى الأخوات المستمعات: (ل. ب)، أختنا تسأل جمعاً من الأسئلة، في أحدها تقول:

    سافرنا إلى دولة إسلامية، وعند وصولنا سألنا إحدى الجارات عن القبلة فأشارت إلى جهة معينة، علماً بأن هذه المرأة مسلمة، وصلينا إلى تلك الجهة فترةً من الزمن، وعندما سافرنا مرة أخرى تحرى أحد أقاربنا القبلة من المسجد، وكانت القبلة غير الجهة التي صلينا إليها سابقاً، فصلينا جهة القبلة التي أخبرنا بها، وأخبرنا بها قريبنا، فما حكم الصلوات التي صليناها سابقاً مع سؤالنا عن القبلة؟ وإن كان علينا القضاء فهل يجوز أن نقضي على فترات؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا كان الواقع ما ذكرتم فليس عليكم قضاء؛ لأنكم اجتهدتم وسألتم فأرشدتم إلى القبلة، فليس عليكم قضاء والحمد لله.

    1.   

    حكم كشف المرأة وجهها ويديها وقدميها في الصلاة

    السؤال: ما حكم كشف المرأة يديها وقدميها أثناء الصلاة، وما حكم من كانت تصلي دون تغطية وجهها وكفيها وهي لا تعلم بالحكم؟

    الجواب: الواجب على المرأة عند أكثر أهل العلم ستر رجليها في الصلاة، أما الوجه فالسنة كشفه في الصلاة إذا لم يكن عندها أجنبي، وأما الكفان فأمرهما أوسع، إن سترتهما فهو أفضل، وإن كشفتهما فلا حرج فصلاتها صحيحة، والحمد لله.

    1.   

    ابتداء الليل وانتهاؤه

    السؤال: متى يبدأ الليل: هل من بعد أذان المغرب أم من بعد أذان العشاء؟ وهل يمتد إلى أذان الفجر؟

    الجواب: الليل هو: ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر. هذا هو الليل، ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، هذا هو الليل.

    1.   

    حكم استماع القرآن أثناء القيام بأعمال أخرى

    السؤال: هل يمكن أن أفتح المذياع على القرآن الكريم وأنا أعمل؟

    الجواب: لا حرج تستمع وأنت في عملك، تسمع القرآن وأنت تشتغل في الكتابة، أو النجارة، أو غير ذلك.

    1.   

    حكم صيام الإثنين والخميس

    السؤال: رسالة من الجزائر بتوقيع إحدى الأخوات في الله رمزت إلى اسمها بالحروف: (ح. ف)، أختنا تسأل وتقول:

    بالنسبة لصيام يومي الإثنين والخميس، هل يأثم الإنسان الذي لا يصومهما متتابعة لعذرٍ كالمرض أو غيره، أو لعدم الاستطاعة؟

    الجواب: صومهما مستحب، وليس بواجب، ولا يأثم من ترك صومهما، ولو صامها في بعض الأيام، أو في بعض الشهور وترك لا حرج، كل ذلك لا حرج فيه، إلا أن يكون نذر لله صوم الاثنين والخميس فيلزمه الصوم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من نذر أن يطيع الله فليطعه).

    أما إذا كان ما نذر، فهو مخير: إن شاء صام، وإن شاء أفطر، والصوم مستحب فقط، فمن واظب عليه فله أجره، ومن ترك بعض الأحيان فلا حرج عليه، وهكذا صوم ست من شوال، وهكذا صوم ثلاثة أيام من كل شهر، كل ذلك مستحب، من صام فله أجر، ومن ترك فلا حرج، ومن صام بعض الشهور وترك بعض الشهور، أو صام بعض الأيام من الإثنين والخميس، وترك بعض الأيام كل ذلك لا حرج إلا من نذر، إلا إذا نذر صوم الإثنين والخميس، أو نذر صيام ثلاثة أيام من كل شهر فهذا يلزمه الوفاء بنذره.

    1.   

    حكم قص المرأة شعرها

    السؤال: تسأل أختنا عن حكم قطع أو قص الشعر من الأمام وليس بنية التشبه وإنما للزينة؟

    الجواب: قص بعض الشعر من الأمام، أو أطراف الشعر للتخفيف أو للزينة من غير تشبه بالكافرات ولا بالرجال لا حرج فيه، لكن ترك الرأس كاملاً أفضل؛ لأنه زينة المرأة، وقص بعضه للحاجة أو للزينة أو لأنه كثيف من غير قصد التشبه بالكافرات، ولا بالرجال لا حرج فيه. قد ثبت أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته قصرن رءوسهن من طولها.

    1.   

    حكم من صلى بغير وضوء سهواً

    السؤال: رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين وضمن رسالته عدداً من الأسئلة، في أحدها يقول:

    رجل دخل في الصلاة واستكملها وسلّم، وبعد ذلك تذكر أنه غير متوضئ فما الحكم؟

    الجواب: عليه أن يعيد إذا عرف أنه صلى بغير وضوء يلزمه أن يعيد الصلاة.

    1.   

    حكم أخذ طالب العلم الشرعي من الزكاة

    السؤال: يسأل أيضاً: هل يجوز لطالب العلم الشرعي أن يأخذ من الزكاة، علماً بأنه في أمس الحاجة؟

    الجواب: لا حرج على طلبة العلم أن يأخذوا من الزكاة إذا كانوا فقراء، سواء كانوا طلاباً في المساجد، أو في المؤسسات العلمية، لا حرج عليهم إذا كان فقيراً ليس عنده ما يقوم بحاله، فله أن يأخذ من الزكاة.

    1.   

    حكم إهداء ثواب قراءة القرآن للميت

    السؤال: هل قراءة القرآن سراً وإهداء الثواب إلى الميت يصل أم لا؟ وما الدليل على الجواز أو عدم الجواز؟

    الجواب: إهداء القرآن سراً أو جهراً لا دليل عليه، والعبادات توقيفية، فالدليل على من أجاز، وإلا فالأصل المنع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) يعني: مردود.

    ويقول عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

    ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة أنهم كانوا يهدون القرآن إلى أحد، يعني: يقرءون ويهدون القراءة، فالإنسان يقرأ ليستفيد من قراءة كلام الله عز وجل لا ليثوبه للناس، لكن يدعو لمن أحب يدعو لأبيه، لأبويه، لأقاربه، يدعو لهم بالمغفرة والرحمة لا بأس الدعاء طيب، الصدقة بالمال لا بأس، الحج عن الميت منهم أو العاجز الذي لا يرجى برؤه، المريض، أو الهرم يحج عنه، أو يعتمر كل هذا لا بأس به.

    أما أنه يهدي القرآن يقرأ القرآن ليهديه لميت أو لحي هذا لا دليل عليه، فالأصل المنع.

    1.   

    حكم استئذان المتوفى عنها زوجها بعد العدة للخروج لحاجة

    السؤال: المرأة التي يتوفى عنها زوجها إذا أرادت بعد العدة أن تذهب إلى جيرانها، أو إلى أي مكان من تستشير من أبنائها الكبير أم الصغير أم الملتزم منهم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لا يلزمها أن تستشير أحد تخرج والحمد لله مكلفة تخرج متسترة، ولا يلزمها أن تستشير لا أبناءها ولا غير أبناءها حرة إذا خرجت خروجاً شرعياً، فليس لأحد الاعتراض عليها، سواء كانت أماً، أو أختاً، أو بنتاً، إنما يجب على وليها أن يلاحظها كأبيها، أو أخيها، إذا رأى منها ما لا ينبغي منعها.

    1.   

    حكم سفر المرأة دون محرم

    السؤال: أيضاً يسأل عن تلك المرأة:

    هل يجوز أن تسافر بعيداً أو قريباً بدون محرم؟

    الجواب: المرأة ليس لها السفر إلا بمحرم، المرأة ليس لها أن تسافر حتى للحج والعمرة إلا بمحرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، متفق على صحته من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. فليس لها أن تسافر إلى مكة أو غيرها إلا بمحرم.

    1.   

    حكم الخلوة للقواعد من النساء

    السؤال: امرأة تذهب إلى أبناء عمها، أو أبناء خالها، وترجع إلى البيت مع أحدهم في سيارة بدون محرم؛ بحجة أنها عجوز، فما الحكم؟

    الجواب: لا يجوز، المرأة ليس لها أن تخلو بالرجل سواء ابن عم، أو ابن خال، أو ليس بقريب، لا بد أن يكون معهما ثالث، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) .

    ولا فرق بين العجوز والشابة، لكن الشابة أشد خطراً، والنبي صلى الله عليه وسلم عمم، ولم يقل: إلا أن تكون عجوزاً، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما).

    والشيطان يخشى منه على الرجل مع المرأة العجوز ومع غيرها، نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم حج من لم يعط أخواته ميراثهن

    السؤال: رجل باع أرضاً ولم يعطِ أخواته الميراث، وحج مرتين بدون إذنهن، علماً بأنهن غير راضيات بذلك، بل يطالبن بإلحاح، هل الحج صحيح؟

    الجواب: الحج صحيح، وعليه التوبة من تقصيره في حقهن، وتأخيره حقهن، وأما حجه فهو صحيح. الحج أعمال يقوم بها فليس في حجه من ذلك شيء يمنع الصحة، وإن كان يأثم ويكون حجه ناقصاً بسيئاته وظلمه، لكن لا يبطل الحج، فالظالم والعاصي لا يبطل حجه بمجرد أن كونه عاصي وظالم إذا أدى أعمال الحج على الوجه الشرعي.

    فالمقصود: أن عليه أن يتقي الله، وأن يعطي أخواته حقهن، ويستغفر الله جل وعلا، ويتوب إليه مما مضى من التقصير.

    1.   

    حكم المتيمم يجد الماء بعد الصلاة

    السؤال: رجل لم يجد الماء فتيمم ثم صلى وأكمل الصلاة، وبعد ذلك وجد الماء، هل عليه إعادة؟

    الجواب: ليس عليه إعادة، قد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا فأجاب بأن لا إعادة عليه.

    1.   

    حكم الرجوع للتشهد الأوسط بعد الشروع في القراءة

    السؤال: دخلت في الصلاة الرباعية ونسينا التشهد الأول، ولما قام الإمام وقرأ الفاتحة ذكر ذلك، فرجع وتشهد وأتى بالركعتين بعد التشهد، فما حكم ما فعل؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: قد غلط؛ لأنه لا يجوز له الرجوع بعدما شرع في القراءة ليس له الرجوع، لكن لأجل جهله الصلاة صحيحة، وعليه سجود السهو.

    1.   

    حكم إخراج الزكاة للأقارب

    السؤال: رجل عنده مال من أغنام وغيرها، ويخرج زكاته، هل يجوز أن يعطي تلك الزكاة لابنه أو ابنته وأخيه وأخته؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ليس له أن يعطي الزكاة لابنه، أو بنته، أو أبيه أمه، أو أجداده، أما إعطاؤها إخوته الفقراء، أو أخواله أو أعمامه فلا حرج.

    1.   

    حكم عدم تعميم الشعر بالتقصير في الحج والعمرة

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: (م. ع. ع)، مقيم في مكة المكرمة، يقول:

    أديت مناسك العمرة بالكامل، إلا أنني لم أقصر شعري كله، ولكن قصيت بعض الشعر من الأمام والخلف، واليمين واليسار، فهل عمرتي تامة؟ نرجو التكرم بالإفادة، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: العمرة صحيحة، ولا حرج إن شاء الله، لكن في المستقبل ينبغي لك أن تعمم هذا هو الأرجح، تعميم الرأس، تعمه بالتقصير، هذا هو الأحوط والأقرب في الأدلة الشرعية.

    1.   

    حكم حج المدين

    السؤال: جئت من مصر للعمل ولم أجده، وما زلت أبحث عن العمل، ومديون بمبلغ من المال لأحد أقاربي في مصر، ومديون بمبلغ من المال هنا في المملكة لأحد أقاربي، وفي نيتي سداد هذه الديون عندما أستلم العمل، وليس لدي أي شيء لسداد هذا الدين، لذا نرجو إفادتنا مأجورين: هل أحج بيت الله الحرام وحالي ما ذكرت أم لا وهل ستكون حجتي صحيحة وجائزة وفي نيتي أحج، وقلبي متعلق بمناسك الحج؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك أن تبدأ بالدين، وتعطي أهل الحق حقهم، والنفقة التي تريدها للحج أعطها أهل الدين هم أحق وأولى، فليس عليك حج حتى تستطيع؛ لأن الله يقول سبحانه: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97].

    ولو حججت صح الحج، لكن لا يجوز لك ما دام أهل الدين يطلبون حقهم، وأنت ليس عندك شيء، فالواجب عليك أن تبدأ بهم، فما وفرته للحج أعطه أهل الدين.

    1.   

    أفضلية الإفراد في الحج للمقيم في مكة

    السؤال: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم. أديت مناسك العمرة في رمضان ونويت تأدية مناسك الحج، فإذا كان ذلك هل أحج مفرداً أو متمتعاً أم قارناً، مع العلم أنني مقيم في مكة المكرمة؟

    الجواب: ما دمت على ما ذكرت فالحج مفرد، الأفضل لك أنك تحج مفرداً، لأنك أديت العمرة في رمضان تبقى في مكة في عبادة الله وطاعته، فإذا جاء اليوم الثاني لبيت بالحج مفرداً، هذا هو السنة، وإن أخذت عمرة بعد رمضان فلا حرج.

    1.   

    حكم حديث: (عمرة في رمضان تعدل حجة..)

    السؤال: أحفظ معنى حديث لرسول صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة، أو حجة معي)، هذا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نرجو الإفادة عن هذا الحديث، وهل العمرة في رمضان تعدل حجة كاملة، وهل الثواب يعدل ثواب حج؟ أفيدنا مأجورين، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نعم الحديث صحيح متفق على صحته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة في رمضان تعدل حجة). وفي رواية أخرى: (حجة معي) ، فهي لها فضل عظيم في رمضان، والحديث صحيح، فينبغي للمؤمن اغتنام الفرص إذا تيسر ذلك.

    1.   

    رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وفي الجنة

    السؤال: من اليمن رسالة بعث بها المستمع عبد الرحمن أحمد عبد الله ، يسأل ويقول:

    هناك جدل في مسألة الرؤيا، أي: رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وقد كثر الخصام، فمن الناس من يقول: إن الله لن يرى، ومنهم من يقول: إنه سيرى، وكل منهم يأتي بالأحاديث وبعض الآيات الكريمة لنفي أقوال الطرف الآخر، أفتونا -جزاكم الله خيراً- حول هذا الموضوع؟ وفقكم الله.

    الجواب: قول أهل السنة والجماعة وهو إجماع الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع أهل السنة بعدهم: أن الله سبحانه يرى يوم القيامة يراه المؤمنون، ويرونه في الجنة أيضاً، وأجمع أهل العلم على هذا، أجمع علماء الصحابة والمسلمون الذين هم أهل السنة والجماعة على هذا، وقد دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة الصحيحة، يقول الله عز وجل: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] ناضرة يعني: بهية جميلة، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، تنظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى.

    وقال عز وجل: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله).

    وقال عليه الصلاة والسلام في الكفرة: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، فإذا حجب الكفار علم أن المؤمنين غير محجوبين، بل يرون ربهم في القيامة، وفي الجنة.

    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن المؤمنون يرون ربهم في القيامة، وفي الجنة.

    يقول صلى الله عليه وسلم: (إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون في رؤيته)، وفي لفظ: (لا تضارون في رؤيته) وفي اللفظ الآخر: (كما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب)، فالكلام بين واضح، يبين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يرون ربهم رؤية ظاهرة جلية كما ترى الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرى القمر ليلة البدر، ليس هناك سحاب، وهل بعد هذا البيان بيان؟! ما أوضح هذا البيان! وأما أبينه! وما أكمله!

    وأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم يرونه بالجنة أيضاً، فمن أنكر الرؤية فهو مبتدع ضال، من أنكر رؤية الله للمؤمنين كونهم يرونه يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مبتدع نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم اجتماع الناس عند أهل الميت مع إحضارهم لطعام معهم

    السؤال: المستمع يوسف عبد الرازق بعث يسأل ويقول:

    عندما يموت إنسان يجتمع الناس في بيت أهل الميت، وكل واحد يأتي بأكل معين لمدة ثلاثة أيام، ما رأيكم في هذا، وما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الاجتماع الذي يحصله تعطيل الأعمال لا دليل عليه، الأفضل تركه، لا ينبغي مثل هذا، أما أهل الميت إذا جلسوا في محلهم المعتاد حتى يسلم عليهم الناس ويعزونهم فلا بأس، لكن ليس لهم أن يصنعوا للناس طعاماً، أما إذا صنع بعض الناس إليهم طعاماً أرسله إليهم فلا بأس، قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفر طعاماً لما جاء خبر موته رضي الله عنه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما جاء خبر قتله رضي الله عنه في غزوة مؤتة أمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفر طعاماً، وقال: (إنه أتاهم ما يشغلهم) ، فإذا صنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاماً أيام الحزن فلا بأس، وإذا نادوا عليه من يأكل معهم فلا بأس، أما أن يقوموا هم يصنعوا الطعام للناس ودعوة الناس هذا لا أصل له، بل يجب تركه لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. والنياحة محرمة، لكن إذا زارهم الناس وعزوهم وشربوا القهوة، أو الشاي، أو أكلوا طعاماً قد أهدي إليهم أكلوا معهم لا حرج في عليهم في هذا.

    1.   

    حكم صلاة إحدى عشرة ركعة في قيام الليل

    السؤال: في شهر رمضان نصلي بعد العشاء إحدى عشرة ركعة بصلاة الوتر، فهل عملنا هذا من قيام الليل؟

    الجواب: نعم هذا أفضل ما يكون، إحدى عشرة هذا أفضل ما يكون من القيام، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على هذا في جميع السنة عليه الصلاة والسلام، هذا هو الأغلب من فعله إحدى عشر، وربما صلى ثلاث عشرة، وربما صلى أقل من ذلك، لكن تقول عائشة رضي الله عنها: إن هذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين، في رمضان وفي غيره، وإذا صلى الناس أكثر ثلاثة عشر، أو عشرين، أو أكثر فلا حرج فيه الأمر واسع بحمد الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح فأوتر ركعة واحدة) .

    صلى ركعة الوتر ولو ما قد صلى، ولم يحدد للناس ركعات معينة، فدل على أنه لو صلى ثلاثة عشرة، أو خمس عشرة، أو عشرين لا حرج في ذلك يسلم من كل ثنتين، لكن الأفضل: إحدى عشرة، أو ثلاثة عشرة؛ لأن هذا هو الغالب من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم الوارث يموت قبل مورثه

    السؤال: من محافظة بني سويف رسالة بعث بها المستمع عبد الوهاب معوض يسأل:

    إذا مات الوارث قبل الموروث، فهل يحق لأهل الوارث أن يطالبوا بالميراث من أهل الموروث؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الذي يموت قبل الموروث ما له شيء، شرط الإرث أن يكون بعد الموروث، فإذا مات الابن قبل أبيه ما له شيء، وإذا مات الأخ قبل أخيه ما له شيء، الورث لمن بقي لمن كان حياً وقت الموت، الإرث لمن كان حياً وقت موت قريبه؛ أما من مات قبل ما له شيء.

    1.   

    الفرق بين النبي و الرسول

    السؤال: مستمع سوداني هو الطاهر الطاهر ، يقول: إذا كان هناك فرق بين النبي والرسول، فمن هو أول رسول بعث؟ وما هو الفرق بين النبي والرسول ؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: المشهور عند العلماء أن النبي هو: أن يوحى إليه بشرع لكن لا يؤمر بتبليغه، بل هو وحي لنفسه، يعني: أمر في نفسه بالعمل، فهذا يقال له: نبي، فإذا أمر بالتبليغ للناس، فهذا يقال له: رسول. نبي رسول.

    وقال آخرون من أهل العلم: إن النبي هو الذي يكون مبعوثاً بشريعةٍ سبقه إليها نبي قبله، كالأنبياء بعد موسى، الذين يحكمون بالتوراة، فيقال لهم: أنبياء ورسل، أما الرسول المستقل: كموسى، ونوح، وهود، هؤلاء يقال لهم: رسل، وهم أنبياء أيضاً، وبكل حال فالأمر في هذا واسع، والأقرب أن الرسول يسمى نبي، والنبي يسمى رسول، ولهذا قال جل وعلا: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ [الحج:52].

    فالنبي يسمى رسولاً لأنه وحي إليه بشرع، وإن كان لنفسه، وإذا أمر بالتبليغ صار رسولاً لنفسه ولغيره، فالأمر في هذا واسع.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم. سماحة الشيخ، في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ.

    وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج، المملكة العربية السعودية. الرياض. الإذاعة. برنامج نور على الدرب ..

    مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام، وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ولكم تحيات زميلي فهد العثمان من الإذاعة الخارجية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755797877