إسلام ويب

العفن الفني [1]للشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يتناول هذا الدرس مقابلة مع اثنين من الفنانين وهما: سمير غانم وسعيد صالح، وهذه المقابلة أجرتها جريدة اليمامة، وكان فيها اعترافات من قبل الفنانين بأن أعمالها فيها من التفاهة الشيء الكثير، ثم عرض الشيخ حقائق تتعلق ببعض الفنانين العرب وبدياناتهم، وتحدث أيضاً عن الفنانة نبيلة عبيد وتشويهها لمفهوم الالتزام بالإسلام.

    1.   

    مقدمة العفن الفني

    الحمد رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، اللهم من كان من أمة محمد على الحق فثبته وزده، ومن كان منهم على باطل وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق رداً جميلاً، اللهم إنا نسألك الستر في الدنيا والآخرة، اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].

    أما بعد: أيها الأحباب الكرام: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ومستقر رحمته، وأن يبارك في هذا الصرح الكبير (جمعية الإصلاح ) وفي مجلتها (المجتمع) وفي رواد هذه الجمعية من الإخوة والأخوات، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين أمناً وإيماناً، وأن ينصر المجاهدين، ويكرم الشهداء، ويثبت الغرباء، ويفك المأسورين آمين.

    أحبابنا الكرام: لا نزال في تفسير كتاب ابن تيمية إقتضاء الصراط المستقيم وقد وصلنا إلى الصور التي تشبَّه فيها بعض أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالكافرين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم) ويقول: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) خليله أي: حبيبه، فلينظر أحدكم من يخالل، أي: من يحب، والخلة هي أعلى درجات المحبة، إبراهيم خليل الله، أي: أعلى درجات المحبة عند إبراهيم لربه سبحانه وتعالى فهو خليل الله، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم.

    ومن صور التشبه بالكفار هو: ما يسمى بـ(العفن الفني) فقد ابتليت هذه الأمة بهذا (العفن الفني) وهذا الاسم ليس من عندي، وإنما هم أنفسهم (الفنانون) يطلقون هذا الاسم على هذا النوع من الفن يسمونه: (العفن الفني) ونستثني من الفن كل فن جيد يعمل بحدود الشرع الإسلامي، ويخدم الأخلاق والدين والأمة، حديثنا اليوم عن تصدير (العفن الفني).

    والفن أنت معه أكثر من وجودك مع أي شيء آخر، سواءً شعرت بهذا أو لم تشعر، فأنت -مثلاً- عندما تكون في البيت يستقبلك التلفاز والإذاعة، والفيديو، وجهاز التسجيل والاسطوانات، وغيرها من الأجهزة التي سخرها الفن، والصحف وملاحق الصحف والمجلات، والصور والإعلانات، كل هذه يدخلها الفن.

    وإن ركبت السيارة فمعظم الإذاعات في (الراديو) يغطي الفن معظم مساحتها، تستطيع أن تقول: بأن ثمانين أو خمسة وثمانين بالمائة من مساحات الإذاعات يغطيها الفن، وإن ذهبت إلى العمل والوظيفة وجدت الفن أيضاً معك هناك، الجرائد والمجلات والصور والملاحق، وأخبار الفنانين والفنانات، والممثلين والممثلات، والمغنيين والمغنيات الأحياء منهم والأموات، تصلك إلى أي مكان تكون، في ليل أو نهار، أينما تذهب.

    فالفن أصبح الآن كالنفس يتنفسه الناس، من الصغير الذي عمره سنة ونصف إلى الشيخ الكبير، لا يمر على أحد في العالم اليوم لحظة أو ساعة إلا ويلتقي بهذا الفن بأي صورة من صوره.

    إذاً أصبح من الضرورة - أيها الأحباب - أن نشخص هذا الفن، وأن نفرز العفن؛ لأنه يمس حياتنا، ويهدم أخلاقنا، ويغتال ديننا، ويطمس توحيدنا، ويمزق شملنا، ويدمر قيمنا، ويفكك صفوفنا، ويغرس في أذهاننا مفاهيم وموازين ليست من ديننا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا، وكم من أسرة شريفة عفيفة نظيفة (العفن الفني) نخرها من الداخل فتلوثت به، ففقدت سمعتها ودينها وخلقها وأصبحت في انحطاط.

    1.   

    اعترافات فنانين

    نلتقي معكم ومع مجلة اليمامة العدد (962) التاريخ (8/7/87م) الصفحة بعنوان: الفن، صورة الممثل المصري سمير غانم ممثل كوميدي من رءوس (العفن الفني)(العفن الفني) والصورة الثانية في الداخل لممثل آخر اسمه: سعيد صالح ، هو يقول عن نفسه: أنه من أكبر رءوس (العفن الفني)، وصاحب المسرحية المشهورة التي دمرت أخلاق التلاميذ والتلميذات مدرسة المشاغبين، والتي فقد فيها المدرس هيبته، وتجرأ الطالب على مدرسه، وأصبح يحتال ويتفنن، فصار الكذب شطارة، والغش ذكاء، والسخرية فطنة، وانقلبت القيم والموازين، وصارت الرذيلة فضيلة في مدرسة المشاغبين.

    اعترافات الفنان سعيد صالح

    عنوان هذه المقابلة: أوقفوا تصدير (العفن الفني) اليمامة أجرت هذا الحوار مع هذين الفنانين على انفصال، كل واحد منهم قابله المحرر على انفراد، لنستمع لما يقول الفنان سعيد صالح؟

    السؤال: ما هو (العفن الفني)؟

    الجواب: من سعيد صالح: هذا سؤال كبير، والإجابة عليه تعني: دراسة الظروف الموضوعية التي يعيشها الوسط الفني، وبالذات صناعة الإنتاج الفني في العالم العربي.

    يقول سعيد صالح: حيث تسيطر على هذه الصناعة -أي: صناعة الفن والإنتاج- مجموعة من التجار البعيدين كل البعد عن حرفيات وأخلاقيات هذه المهنة، والذين دفعوا إلى الساحة بكمٍ هائلٍ من الأعمال الفنية، تحت ما يندرج بالمسرح الكوميدي، الذي تحول إلى سلعة فنية، شوهت كل جماليات الحرفة الفنية، إضافة إلى طاقة كبيرة من الأعمال السينمائية، تحت بند ما يسمى (بسينما الفيديو) التي تصنع للاستهلاك الجماهيري، والتي يتم توزيعها من خلال محلات الفيديو التي انتشرت في أنحاء العالم العربي، والتي تجاوز عددها المكتبات والمطاعم، فمحلات الفيديو أكثر من المكتبات التي يستفيد منها الإنسان فكرياً، والمطاعم التي يستفيد منها الإنسان جسدياً.

    ثم ماذا يقول سعيد صالح؟ لو سمعتم هذا الكلام من فتوى شيخ لقلتم أنه يتحامل عليهم، لكن (من فمك ندينك) هذه فتاوى فنية لأصحاب الفن.

    يقول سعيد صالح : أعترف أنني قدمت على مدى مسيرتي الفنية أكثر من ثلاثمائة فيلم تافه، وأعمالي الجادة الجيدة اثنان أو ثلاثة فقط، وهذا العمل الجيد بميزانه هو وليس بميزان الشرع، لعله بميزان الشرع لا يوجد له عمل جيد، لكن بميزانه هو يقول: عمل واحد أو اثنان أو ثلاثة، وثلاثمائة أو أكثر دمرت الأخلاق والقيم والموازين والشرف والفضيلة.

    ثم يقول: وأنا أعترف بأنني قدمت كل ذلك العدد الضخم من الأعمال التافهة والهابطة؛ لأن ما يعرض يدور في هذا الإطار، أي: كل ما يعرض في الجانب الفني يدور في هذا الإطار فأنا حالي حالهم، لا أستطيع أن أكسب إلا بهذه الطريقة، بالهبوط والتفاهة والعفن.

    ثم يقول: فالساحة الفنية تغرق بالأعمال الهابطة والمعوقة، أعمال فرختها عقليات تجار الإنتاج، الذين يتعاملون مع الإنتاج الفني من منطق الشباك والدخل. ما دام أن هناك زحمة على الشباك ودخلاً أكبر، فليس المهم نوعية الإنتاج، المهم تحصيل أكبر وازدحام .. كفر .. انحطاط .. هبوط .. عفن، هذا لا يهم ما دام الجيب يمتلئ والناس تزدحم، هذه صورة ينقلها فنان صريح مع نفسه.

    ثم يقول: وعلينا أن نساهم بشكل أو بآخر من أجل تقويم الاعوجاج الحاد -لاحظ عباراته .. (عفن فني) اعوجاج حاد، هبوط، انحطاط- الذي تعيشه صناعة الفن والسينما بشكل خاص.

    ثم يقول بعد أن طرح عليه الكاتب هذا السؤال: أنت أحد المتهمين من نجوم العالم العربي بتصدير (العفن الفني)؟

    قال: اتهام قاسٍ، ولكنه يحمل الكثير من الصحة، والمسئول لست أنا بمفردي، بل الجهات المنتجة والموزعة، المنتج يسعى لهذه النوعية من الأعمال الهابطة، والفنان يجد نفسه مضطراً للمشاركة من أجل العمل أولاً، ومن أجل تلبية احتياجاته ثانياً، وغيرها من الأمور.

    فيقول له الكاتب: لا نريد مبررات، نريد حقائق!!

    فيواصل الحديث سعيد صالح يقول: الحقائق تقول: (العفن الفني) في كل مكان، وحالة السقوط الفني لا يقابلها نجاح سياسي أو عسكري، نحن نعيش حالة عامة من الانحطاط.

    إذاً فهو يعلل الانهيار الاقتصادي لـمصر والعالم العربي بسبب هذا الانحطاط الفني، ويعلل الهزائم العسكرية التي تعرضت لها مصر والعالم العربي بسبب هذا الانحطاط الفني.

    لو قلت أنا هذا بنفسي، لوجهت إليَّ أصابع الاتهام، أنت يا شيخ تبالغ، أنت يا شيخ عدو الفنانين، أنت يا شيخ رجل دين وتنظر من منظار ديني، لكن هذا كلام فنان، وذكرت المصدر والتاريخ.

    أعود فأقول: اعتراف خطير لأهل الفن، وممثل من الفنانين، يقول: إن هذه الأعمال الهابطة هي التي سببت هذا الانهيار العسكري والاقتصادي، يقول بالنص: وحالة السقوط الفني لا يقابلها نجاح سياسي أو عسكري نحن نعيش حالة عامة من الانحطاط.

    اعترافات سمير غانم

    أما المقابلة مع سمير غانم ، وكما تعلمون أن سمير غانم مشهور بلبس (الباروكة) ويغير دائماً شعره على حسب الأدوار التي يأخذها، فهو أصلع تماماً، لكنه يغطي نفسه بباروكة حتى يظهر أكثر جمالاً وأناقة؛ لأن الدور الفني هو الذي يطلب منه ذلك.

    السؤال: أنت متهم بأنك أحد مروجي البضاعة الفنية الرخيصة؟

    الجواب: لماذا يتم تحميلي كل حالات الانكسار الفني -لاحظ العبارة: (الانكسار الفني)- لست وحدي الذي أقدم مثل هذه الأعمال -انظر لم ينكر- فالوسط الفني بكامله يقدم الأعمال الكوميدية والفنية التي يطلق عليها بعض النقاد: الأعمال الهابطة، والتي تلقى كل الرواج والانتشار.

    ثم يقول: السينما العربية جنت على الإنسان العربي وقضاياه، هذا أمر أعترف به، ويعترف به العديد من السينمائيين العرب.

    ثم يقول: أنا جزء من حالة فنية تنتشر وتغطي العالم العربي، هو جزء من كل، هذه صفة هذا الكل وهذا الجزء.

    ثم يقول: ثم لماذا نسميها مشوهة وهي تلاقي كل الإقبال؟ إنه نمط فني. إذاً مع أنه هابط ومنحط وتافه، ومع أنه عفن وانحدار وانكسار، هذه عباراتهم هم، يقول: ومع هذا فهو عمل غير مشوه، هو نمط فني ما دام الجمهور يرغب بهذا.

    ينتهي الحوار بهذا الكلام، ولكن القضية لا تنتهي، فـ(العفن الفني) لا يزال يملأ عيوننا وأفواهنا وأنوفنا فمن ينقذنا من (العفن الفني)؟ سؤال كبير؟!

    1.   

    سبب طرح قضية العفن الفني

    هذه مقدمة لعدة حلقات ودروس في هذه القضية الخطيرة، لماذا أطرح هذه القضية الآن؟

    أطرحها لأن شباب الدعوة الصادقين المخلصين على أرض مصر يملئون السجون والمعتقلات من أجل سواد عيون الفنانين والفنانات، عندها انتشر (العفن الفني) ولم يدع بيتاً في مصر، ثار الشعب مدافعاً عن دينه وعرضه وخلقه، واجتاحوا شارع الهرم وأحرقوا الملاهي والبارات وأوكار الدعارة والدخان الأزرق وحطموها، وبدأ الصراع من أجل البقاء بين (العفن الفني) وبين أهل الحق من المخلصين الصادقين الغيورين.

    (العفن الفني) معه الدولة وجيشها وأمنها بجميع أنواعه وصنوفه ومخابراته، وفي حلقة قادمة سنطرح قضية الفنان عادل إمام لمَّا تحرك لكي يعرض مسرحيته (السيد الشغال) في أسيوط ، تحرك معه رجال الأمن بجميع أنواعه، وتحت حراسات مشددة، ونزلت الصحف شهوراً وهي تشير إلى الشباب الصالح الصادق من الدعاة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بأنهم إراهبيون ومتطرفون ورجعيون ومتعصبون وأصوليون .. إلى آخر هذه التهم.

    وألقي ببعضهم في السجون والمعتقلات، وبعضهم عذب عذاباً شديداً من أحداث شارع الهرم، وأحداث شهر سبتمبر، حتى في نقابة المحامين عندما عقدوا مهرجاناً احتجاجياً على الوضع في مصر ، تكلم أحد رجال الفكر، وقال: لقد هددوني بزوجتي وهتك عرضها وأنا في السجن.

    انحطاط ما بعده انحطاط، يعذبون الأطفال ويضربونهم أمام آبائهم وإخوانهم، من أجل التوقيع على اعترافات ملفقة ومزورة ضد شباب الصحوة الإسلامية في مصر ، والذي لا يوقع يهدد حتى في عرضه، يقال له: نحضر زوجتك ونعريها أمامك، أو يهددونه بالفاحشة أو الزنا بها.

    أيها المسلمون: نعود إلى تاريخ (العفن الفني) متى دخل مصر ، وأنا بدأت في مصر دون باقي الدول العربية؛ لأنها تعتبر المحضن الأول لهذا العفن، وهي الأم التي فرخ (العفن الفني) في رحمها، ثم بعد ذلك صدرته إلى العالم العربي والإسلامي، معظم الذين أسسوا هذا (العفن الفني) كما يقول سعيد صالح وسمير غانم هم نصارى ويهود، هم أصلاً المؤسسون له.

    1.   

    حقيقة الفنانين

    في مجلة الوطن العربي العدد (283) عام (87م) تحت عنوان: المسرح في مصر، تقول: أول من أدخل الفن المسرحي إلى البلاد العربية رجل اسمه: مارون النقاش، واسمه يدل على أن دينه ماروني لبناني صليبي، وقد اقتبس هذا الفن المسرحي من إيطاليا.

    حيث سافر إليها عام (1846م) ثم جاء إلى مصر وأسس المسرح هناك، في سنة (1876م) أقام يعقوب صنوع أول مسرح عربي في أرض مصر ، لاحظ الاسم يعقوب صنُّوع يهودي، ثم في أواخر (1876م) وفد إلى مصر من لبنان سليم النقاش تصحبه فرقة عمه الماروني مارون النقاش كلهم نصارى، حيث دعا إليه أديب إسحاق ليساعده في التأليف والترجمة.

    ثم -أيها الأحباب- عاد الممثل جورج أبيض من باريس عام (1910م) أيضاً نصراني، فألف له المؤلف المسرحي فرح أنطون صليبي، ألَّف له مصر الجديدة ومصر التأليف، وفي عام (1923م) أنشأ يوسف وهبي نصراني صليبي أنشأ مسرح رمسيس.

    ثم جاء المسرح للضحك والسخرية وترأسه نجيب الريحاني أيضاً نصراني صليبي، ثم بعد ذلك اشتهر من الممثلين والممثلات كاليهودية ليلى مراد، واليهودي عمر الشريف، وكل هذه أسماء مستعارة فهم يغيرون أسماءهم ويحاولون أن يغطوا على ((العفن الفني)) بأسماء نظيفة، شريفة فاضل ، نور الهدى، عفاف شعيب، عمر الشريف وهو يهودي، وظهرت بعد ذلك أسماء نصرانية وصليبية ترأست: ماري منيب، ميمي شكيب، وأمثال هؤلاء الذين نشروا مثل هذا (العفن الفني).

    نعمان عاشور هذا الرجل هو مؤسس المسرح الواقعي في مصر من أول الخمسينات، آخر تقرير يقوله عن المسرح وعن الفن في مصر هذا الكاتب والمؤلف والمخرج ماذا يقول؟

    يقول: المسرح المصري الراهن تجاري ورخيص. هذه فتوى ممن يعيش هذا الوسط الفني، وبين الحين والحين - أيها الأحباب الكرام - تلاقينا صفحات الجرائد بأخبار الفنانين والفنانات مع التعتيم الإعلامي الرهيب.

    انظر مثلاً: أنت في الكويت هنا، أنا أتحداك إن استطعت أن تلتقط خبراً عن حادث أخلاقي لفنان أو فنانة من أصحاب (العفن الفني)، اتفاق صحفي إعلامي أمني حتى مع المخافر ألا ينتشر خبر عن الفنانين والفنانات، إلا خطأ أو سقط سهواً، أو غفلة بشرية، أما نشر خبر متعمد مقصود فلن تستطيع.

    قليلاً ما تسمع بين الحين والحين أن فنانة خرجت عارية إلى الشارع، وفي دورة في منطقة كيفان ألقى رجال الأمن والنجدة عليها القبض، فوجدوها سكرى وشاربة مخدرات، ومن ثم بعد أن ينزل مثل هذا الخبر طبعاً بدون ذكر اسم ولا رموز حروف ولا أي شيء، في اليوم الثاني يتحرك أهل الفن بسرعة وتعود الجريدة تنكر هذا الخبر.

    1.   

    العفن الفني وخطره على أبنائنا

    استمع إلى هذا الخبر تنشره مجلة الرأي العام العدد (8744) التاريخ (6/4/88م) تقول: شبكة منافية للآداب تضم ممثلين بـالقاهرة، وتفاصيل هذا الخبر، أن فنانين وفنانات عندهم شقق يروجون الدعارة والزنا ألقي القبض عليهم، الخطورة تكمن -أيها الأحباب- بين هذا الخلط الرهيب الذي ينظر إليه الجيل المسلم اليوم في البيت وهو جالس أمام التلفاز يشاهد مسرحية أو يشاهد فيلم سهرة أو فناً من هذه الفنون تحت إطار (العفن الفني) كما قال سعيد صالح وسمير غانم، تجد المفهوم الذي يرسخ عموماً عند الجيل أنه يجوز الخلط بين الحق والباطل، بين الفساد وبين الأخلاق، أتعرى وأذهب عمرة، أصلي وأشرب خمراً، أمثِّل عارية ويقبلني الممثل وقد أظهر بفلم جنسي وأقرأ القرآن.

    وهذا الأسلوب الخبيث المدمر ينتج عندنا جيلاً من البنات والأولاد عندهم انفصام عقدي، وانفصام أخلاقي رهيب، لهذا أنا أوصي كل والد ووالدة بلا استثناء ألا يتهاونوا - بين الحين والحين - عن التفتيش بهدوء ودون ضجة في حاجيات البنات والأولاد في سن المراهقة بالذات، دون أن تشعرهم بهذا، عندما يذهب الطالب والطالبة إلى المدرسة، الوالد بهدوء يخرج من الدوام أو يأخذ إجازة ويبدأ يفتح الدواليب، ويفتح الأوراق حتى أشرطة الفيديو الخاصة التي هي موجودة عند البنت أو الولد، حتى عناوين الهاتف، والرسائل المغلقة.

    فإن الخطورة أصبحت بمكان، لا يكاد ينجو بسبب (العفن الفني) إلا من رحم الله، وكثير من أولياء الأمور قالوا: يا شيخ! لا تعمم، قلت: يا أخي! اذهب وابحث، فذهب وبحث، أقل واحد فيهم وجد شريط المغنية ماجدة الرومي، تضع السماعات على أذنها في الليل وتدخل الشريط في جهاز التسجيل، والأب يظن أن البنت نائمة قد ذاكرت وانتهت، هذه تعتبر أشرف واحدة التي تكتفي بأنها تسمع ماجدة الرومي بالليل عندما تنام، وماجدة الرومي عندما تغني أحص معاني الانحطاط الخلقي في أغانيها حتى تعرف على أي شيء تنام البنت وينام الولد في الليل، وبدون أن يظهر صوت، دون أن تظهر نغمة أو حرف، الجهاز موجود على الطاولة، وقت المذاكرة، وشريط الكهرباء متصل بالسماعة إلى الأذن وهي تسمع.

    وكل الذين قلت لهم عادوا إلي فمنهم يقول: اكتشفت رسالة حب، ومنهم من يقول: اكتشفت شريط غناء، ومنهم من يقول: اكتشفت شريط فيديو، وخاصة الصداقات والعلاقات بين الطالبات والطلبة داخل هذه المدارس التي تكاد أن تخلو من التربية الإسلامية الحقيقية المتدفقة من قلب مدرس أو مدرسة إلا من رحم الله.

    أساليب التربية الحديثة حطَّمت عندنا القيم، انظر إلى مدارس البنات، اذهب استلم ابنتك، وانظر الذين يدورون ويتسكعون حول المدارس كل يوم، تجد شرطة وضباطاً وطلبة ومغازلجية، قبل أسبوعين وجدت شرطياً يدور ويدور وأنا واقف أحترق.

    ثانوية اليرموك للمقررات يلبسون نظارات سود، ويقودون سيارة (سبورت هوندا) حتى أن دخوله معاكس للسير، الناس يدخلون من الشمال ويخرجون من اليمين يستلموا بناتهم، وهو يدور من اليمين إلى الشمال يعاكس السير إلى أن فحط تفحيطةً أمام البنات حتى يظهر أنه إنسان يسوق السيارة العجيبة، فدارت السيارة واصطدمت بالسيارات الموجودة، وكسَّر سيارات أولياء الأمور، فنزلوا إليه وقالوا له: لماذا تفعل هذا؟

    قال: أنا حضرت لآخذ ابنة عمي، ابنة عمك! هذا المسكين ضحية لهذا (العفن الفني) الذي يعرض عليه في الليل والنهار، فهو ينفس عن خلق وسلوك تلقاه من هذا (العفن الفني).

    كيف لا يكون كذلك وهو يرى القبلات والآهات واللقاءات وكل قصص الغرام تعرض عليه في أجهزة الإعلام، فهي ترجمة صادقة حقيقية لكل المغامرات التي قرأها في الروايات أو شاهدها بأفلام الفيديو أو التلفاز أو قرأ عنها في كل الروايات والقصص والجرائد والمجلات والملاحق إلى آخره.

    ولا تستغربوا - أيها الإخوة والأخوات - إذا قلت لكم: أقسم بالله العظيم أنه تأتيني رسائل من بعض الدول العربية -لا أريد أن أحدد الدولة ولا حتى المنطقة حتى لا يتهم أحد- لكن أقول هذا تحذير، جهاز إنذار أطلقه من جمعية الإصلاح إلى أولياء الأمور، تأتيني رسائل حتى من السكن الداخلي للطالبات - السكن الداخلي للطالبات في بعض الدول العربية - وولي الأمر المسكين مسلم ابنته في هذا السكن الداخلي، وتأتيني رسائل، منهم من يعلن حبه وعشقه، ومنهم من يقول: وهبتك نفسي، ومنهم من يقول: يا شيخ! أدركنا فقد أصبحت العلاقة بين الفتاة والفتاة! الآن الفتيات يحببن الفتيات، وتبادل رسائل وغرامات ولقاءات وأصبحت قضية الشذوذ ليست عند الأولاد فقط، وإنما حتى عند بعض البنات، ما هو الدافع لهذا؟ الدافع لهذا هو هذا (العفن الفني) الذي يزخم وينتن أنوفنا في الليل والنهار، ذراته تسري في عقولنا وقلوبنا أكثر من ذرات الهواء الذي نتنفسه.

    1.   

    نبيلة عبيد وتشويهها لحقيقة الإسلام

    تعال معي إلى فنانة اسمها نبيلة عبيد : تذهب إلى العمرة، العنوان العام: تحريم الفن والثقافة ارتداد عن الحضارة، المرجع مجلة الوطن، العدد (4777) التاريخ (8/6/88م) استمع إلى هذا الخلط العجيب الذي يجمع بين الحق والباطل، بين الدين والضلال، بين العمرة والملهى، بين العري والفجور وبين قراءة القرآن.

    ألست تسمع من بعض الدول العربية قبل الأذان عزفاً منفرداً على الناي، وابتهال ديني، وإذا هي امرأة تغني على موسيقى هذا ابتهال ديني! بعد خطبة الجمعة في كثير من الدول العربية مباشرة رقصة أو غناء أو فيلم أو مسرحية أو تمثيلية تحطم القيم، كأنهم يقولون: هذا شيء وهذا شيء، ساعة لقلبي وساعة لربي، هذا الشعار يكاد يكون عاماً.

    التقيت مع كثير من الطلبة في الدول العربية منهم من يأتي يصلي صلاة الفجر وهو سكران، أشم فيه رائحة الخمر، وآخذه وأقول له: يا أخي! أنت من بلدة رمز ديني، يقول: يا شيخ! اتركني ساعة لقلبي وساعة لربي، أنا من عندما كنت صغيراً وأنا أصلي، لكن لا أستطيع أن أصبر عن الملهى والخمر والفتاة، من الذي أوجد مثل هذا النوع؟ ونشر مثل هذه المقابلات واللقاءات؟

    اسمع ما تقوله نبيلة عبيد -بالطبع هذه ممثلة قديمة- أنا من يوم أن كنت في سن المراهقة وأنا أسمع عن نبيلة عبيد ، لا تزال تشد وجهها مثل صباح الذي وصل عمرها الآن خمسة وثمانين عاماً ولا تزال تردح على المسرح.

    استمع! السؤال: على ذكر أدائك لمناسك العمرة، هل لك رأي خاص حول ما أثير إزاء الفنون هل هي حرام أم حلال؟

    فأجابت في نبرة انفعال: القضية واضحة كالشمس!! لم يكن الرسول يستطيع تحريم الشعر والغناء والإيقاعات الموسيقية!

    تفتي بسرعة جرأة على الرسول صلى الله عليه وسلم! لم يحرم الموسيقى وهو الذي يقول: (يأتي زمان على الناس يستحلون فيه الحِرَ -وهو الزنا- والحرير والخمر والمعازف) ويشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها، المعازف: هي الموسيقى، ثم تقول: الدعوة إلى إلقاء ثقافتنا وفنوننا هي ردة حضارية ودعوة إلى التخلف، ورأيي أن التطرف بكل أشكاله وأبعاده مرفوض تماماً.

    ثم يسألها عن يوم من حياتها، فماذا تقول؟ يوم التصوير يبدأ عندي من الساعة العاشرة صباحاً، أستيقظ قبل ذلك بساعتين - انظر! لا ذكر للصلاة- أتناول إفطاري وبعده أتوجه في حالة من النشاط والحماس والشوق إلى الاستديو، حيث تبدأ عملية وضع المكياج وتصفيف الشعر، حسب الدور أو المشهد الذي أقوم به استعداداً للتصوير، وأستمر في حالة العمل هكذا حتى الرابعة بعد الظهر لأتناول وجبة خفيفة، ثم أعود إلى العمل حتى منتصف الليل، وموعد العودة إلى المنزل لإزالة مكياج السينما وأتناول أي طعام جاهز سريع الهضم، وأراجع مشاهد التصوير، أي: بعد منتصف الليل تراجع مشاهد التصوير، وفي الغد تطمئن على حفظ الدور، ثم تأوي بعد ذلك إلى الفراش.

    أما اليوم الذي ليس فيه تصوير، تقول: كنظام أساسي في حياتي اليومية القرآن الكريم.

    ثم ماذا؟

    ثم بعد ذلك تقول: أما بالنسبة للقراءة -أي بعد القرآن. القراءة التثقيفية فقد مررت بمرحلة المراهقة والتي لم تكن تكتمل هذه المرحلة إلا بروايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وعبد الحليم عبد الله، وكم ذرفت من الدموع والأحلام الوردية في هذه المرحلة، تلتها مرحلة قراءة متخصصة لأدب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وأشعار نزار قباني والأدباء والشعراء المحدثين.

    الغريب أن شخصيات إحسان عبد القدوس كان لها تأثير السحر علي، وكنت سعيدة جداً بتجسيدها على الشاشة.

    إذا اقترف ذنباً بتصويره عارياً، وإذا قابل كان معجباً، وإذا جاء بعد منتصف الليل، أو شرب الخمر فلا يوجد داع ليحس بالذنب، طالما أن العمرة عملية غسيل، كلما عملت ذنوباً طوال العام تذهب لتعتمر فتغسل ذنوبها وتعود، عملية غسيل، والله خلق الجسد من الروح والمادة، والخواء الروحي الذي يحس به الوسط الفني لا يجدون له تعبئة إلا إذا ذهبوا إلى عمرة أو إلى حج، يحسون بعد ذلك ببعض الراحة النفسية، ثم ينتكسون بعد شهر أو شهرين كما تقول الممثلة نبيلة عبيد.

    استمع ماذا تقول في آخر كلامها: هناك الإنسان المؤمن بعمله، وعلاقاته النظيفة مع الناس، الذي ينسى أمام الكعبة جميع اهتماماته إلا إحساسه وانفعالاته الجياشة بالسعادة والرضا، وراحة البال والقبول عند الله سبحانه وتعالى، فهي ضمنت قبولها عند الله سبحانه وتعالى، ونست القبلات الحارة التي قدمتها للممثلين على أرض مصر وخارج أرض مصر، وإلى الآهات والنظرات التي زرعتها في قلوب الشباب والشابات حتى أصبحت نبيلة عبيد هي قدوة لهم في حركاتها وكلماتها وغزلها وغرامها وعشقها وحبها.

    1.   

    وقفة مع بطلة الموساد ليلى مراد

    ثم نختم -أيها الأحباب- ببطلة من أبطال الموساد الإسرائيلي، الفنانة -كما يسمونها- العريقة التي تضاهي أم كلثوم بفنها العريق وهي: ليلى مراد ، ثبت أنها تبرعت لدولة اليهود بخمسين ألف جنيه، والموساد الإسرائيلي يفتخر بهذا ويعلن ولا يبالي؛ لأنها أصلاً يهودية، المخرجون الذين أوجدوها يهود، هذه الحادثة حدثت في عهد جمال عبد الناصر ، وتزوجها قريب من أقربائه اسمه وجيه أباظة ، حتى يغطي على عورتها وفضيحتها التي انتشرت في العالم، وجمال عبد الناصر غضب حيث أن وجيه أباضة تزوج ليلى مراد وهي أصلاً زوجة الممثل أنور وجدي الذي مات بالسرطان في معدته.

    وأنور وجدي هذا سبب موته قصة عجيبة ترويها في مذكراتها ليلى مراد، ماذا تقول؟ تقول: زوجي أنور وجدي كان ممثلاً بسيطاً، ومن ثم قال: يا ليتني أملك مليون جنيه ولو فقدت صحتي، تقول: فقلت له: ماذا تفعل بالمليون جنية وقد فقدت صحتك؟ قال: أعالج صحتي ببعض هذا المليون ثم أتمتع بالباقي، فأصابه الله بالسرطان في المعدة، فأنفق المليون ولم يشفَ، فأصبح يحضر الفلاحين الذين في بلاده وقصوره ويطبخ لهم البط والفراخ والدجاج واللحم المشوي، وهو يضع له طبق فول، أو خضراوات مسلوقة، ومن ثم يقول للفلاحين: تفضلوا كلوا، أما أنا فالطبيب منعني .. عندي سرطان في المعدة، ويبدأ الفلاحون يلتهمون كل الفراخ والبط، وهو يأخذ له ملعقة من الخضراوات ويقول: آه لم تنفعني المليون جنية أمام المرض الذي أصابني، ومات بالسرطان.

    ونشرت زوجته هذه مذكراته، ثم ذهبت إلى اليهود وتبرعت لهم، ثم تزوجها وجيه أباظة سراً دون علم الرئيس، فغضب الرئيس وقال: لماذا لم تستأذني بمثل هذا الزواج؟ وقد نشر الموساد أخبار ليلى مراد .

    ما اسم عائلة هذه الفنانة ومن وراءها؟ هذه الفنانة من عائلة يهودية، أسرتها تتكون من زكي مراد وهو أبوها، أولاده مراد وسميحة ومنير وليلى وهم كلهم يهود، توفي والدها عام (1936م) فالتقطها مخرجان يهوديان داود حسني وتوجو مزراحي وأظهروها إلى الفن والمسرح والسينما حتى سقطت هذه السقطة الرهيبة، وقامت الحكومة السورية في ذلك الوقت ووضعت اسمها في القائمة السوداء، وتبعتها بعد ذلك جميع الدول العربية، ومنعت أفلامها وإنتاجها للعفن الفني من الدول العربية، بالطبع لمدة معينة، فهذا المنع والمقاطعة لمدة معينة محددة بالتاريخ، أي: (ضحك على الذقون) امنعوا الكولا مدة ومن ثم الآن وكالتها وشركاتها فتحت في الكويت ، امنعوا شركة فورد وعادت وكالتها مرة ثانية، وهكذا يتلاعبون بالناس ويحللون ويحرمون كيفما يشاءون.

    أختم بكلام لمخرج يعتبر الآن من المخرجين الشباب، اسم هذا المخرج عاطف الطيب ، يقول عن حسن الإمام وهو من كبار المخرجين، يقول: مخرج الأفلام التافهة حسن الإمام الذي دوخنا بأفلامه كما دوخنا نيازي مصطفى بأفلامه ونحن أطفال، التي أصبحنا ونحن أطفال لا ننام الليل إلا ونشاهدها، عنتر وعبلة ، والفارس الأسود، وعبلة زوجة نيازي مصطفى خطفها من عنتر، ومن ثم نيازي مصطفى وهو في السبعين من عمره يعشق فتاة عمرها خمس عشرة سنة، ثم يكتشفون أنه مقتول في الشقة بعد حفلة عثروا فيها على مئات البصمات للفتيات في تلك الليلة.

    في قصة غرامية تحت الدخان الأزرق لأكبر مخرج للعفن الفني اسمه نيازي مطصفى يعشق فتاة عمرها خمسة عشر عاماً.

    أيها الأحباب الكرام: لا أطيل عليكم، واسمحوا لي فقد أزعجت أسماعكم بمثل هذه العبارات والكلمات، ولكن فالطبيب الذي يشخص المرض لا يجد بداً من أن يقول للمريض: فيك كذا وعلاجك كذا.

    اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا ووحدانيتك أن ترينا الحق حقاً وترزقنا اتباعه، وأن ترينا الباطل باطلاً وترزقنا اجتنابه، اللهم من أراد بنا وأمتنا وأجيالنا وأولادنا سوءاً فأشغله في نفسه، واجعل دائرة السوء تحيق به، اللهم إنا نسألك يا ألله يا ألله يا ألله أن تحفظنا وبناتنا وأولادنا وأرحامنا إنك على ذلك قادر .. آمين.

    وإلى لقاء آخر مع دروس كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لنكمل هذه الحلقات، حلقات العفن الفني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    انتهت مادة الجزء الأول...

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756367539