أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..
في هذا المجلس -وهو نهاية المجالس الرمضانية- في ليلة الأحد، لعله 13 من شهر رمضان من هذا العام، وقد كنت وعدت أن يكون موضوع هذا المجلس: أجوبة على بعض الأسئلة المتعلقة بدور الإنسان في الدعوة، واقترحت أن يكون عنوانه (سبل المشاركة) وسأقدم نماذج لبرامج عملية بإمكان أي إنسان أن يقوم بعملها أو عمل شيء منها، ليكون بذلك داعية إلى الله تعالى.
إننا نحتاج لتخريج الدعاة إلى الله تعالى إلى أمرين:
أولهما: توفر الهمة الصادقة، والشعور القوي بوجوب المشاركة، بحيث يشعر كل إنسان أن عليه مسئولية في الدعوة إلى الله تعالى، وواجباً يقوم به هو لا يجزئ عنه فيه غيره ولا سواه، وهذا يمكن أن يتم من خلال الطَّرْق المتواصل على موضوع الإيجابية، وضرورة المشاركة، ووجوب القيام بدور الإنسان في الدعوة.
الأمر الثاني: الانتقال من هذا المعنى العام، إلى طرح برامج عملية وأسباب تفصيلية وطرق للدعوة إلى الله تعالى، وسوف أعرض اليوم ما تيسر منها، وهي لا شك برامج كثيرة جداً تتسع لمجالس عديدة، فمن هذه السبل والبرامج:
إننا نجد الإذاعات هي الأخرى تعلن أسماء وعناوين للمراسلة والتعارف، والإذاعات التنصيرية على سبيل الخصوص، كإذاعة الإصلاح وغيرها، تقوم بإعلان أسماء كثير من الناس للتعارف معهم، وتستقبل رسائلهم وتراسلهم، فلماذا لا يدخل المسلمون الحلبة ذاتها؟ لماذا لا تفكر أنت بذاتك وعينك وشخصك ودعك من الآخرين؟
أن تعمل على جريدة أو مجلة أو إذاعة، حتى إذاعة لندن، وصوت أمريكا، ومونتكارلو وغيرها.
تبث أسماء للتعارف، فلماذا لا تقتنص هذه الأسماء والعناوين وتراسل أصحابها بالكلمة الطيبة والهداية والنور؟ وتجعل مع الرسالة كتاباً، أو كتيباً، أو نشرةً، أو شريطاً، أو دعوة إلى الله تعالى، بحيث تستفيد من هذه الوسيلة في الدعوة، وسوف تجد أنك إذا راسلت واحداً أول مرة؛ فإنه في الشهر التالي سوف يبعث إليك عشرة من أقاربه وأصدقائه ومعارفه وأهل بلده، وكلهم يطلبون منك الشيء ذاته، والكتاب نفسه، وأن تبعث إليهم ببعض الكتب الإسلامية أو الكتيبات أو المجلات الطيبة أو الأشرطة النافعة، وتستمر هذه القضية، وستجد بعد سنة أنه أصبح عندك مشروع كبير، وأنك عاجز عن الرد على هذه الرسائل، فأنت محتاج إلى أن تستعين بإخوانك، وهكذا تتحول من داعية بنفسك إلى داعية يجنِّد الآخرين في الدعوة إلى الله تعالى، فتستعين بآخرين يشاركونك في هذا العمل، وستجد في السنة الثانية أنك محتاج إلى أن تنشأ قسماً للمراسلة باللغة الإنجليزية أيضاً، لأنه جاءتك رسائل بهذا الشكل، وسوف تجد في السنة الرابعة أنك محتاج إلى أن تجند زوجتك وأختك لمراسلة الفتيات للهدف ذاته.
وهكذا تستطيع أن تنشر دعوة الله تعالى ونور الحق والخير في بلاد كثيرة، بل أقول: في كل بلاد الدنيا وأنت في بلدك ما ركبت طائرة، ولا غادرت الدولة التي تقيم فيها، ولا تحملت المشاق، ولا بذلت قيمة التذاكر، ومع ذلك فإن دعوتك ورسالتك وكلماتك شرَّقت وغرَّبت ووصلت إلى كل بلاد الدنيا.
إنها طريقة سهلة ومع ذلك فهي مفيدة جداً، أعتقد أن ولدك ربما يشتري أو تشتري له أنت أحياناً، أو على الأقل تستعير له من ولد الجيران بعض مجلات الأطفال، وكثيراً من هذه المجلات فيها شر مستطير، وبعضها مجلات تنصيرية عندي منها نماذج، ولكن كلها فيها ركن للتعارف للأطفال، فلماذا لا تستغل ذلك فتبعث لهؤلاء الأطفال باسم ولدك أو تجعل ولدك يكتب لهم دعوة إلى الخير ودعوة إلى الهدى، ومرفق معها قصص إسلامية من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو قصص الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، لماذا لا تفعل ذلك وسوف تجد من وراء ذلك خيراً كثيراً؟
أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول به على الدين النحيب |
فحق ضائع وحمىً مباح وسيف قاطع ودم صبيب |
وكم من مسلم أمسى سليباً ومسلمةٍ لها حرم سليب |
وكم من مسجد جعلوه ديراً على محرابه نصب الصليب |
دم الخنـزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب |
فقل لذوى البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا |
أما لله والإسلام حقٌ يدافع عنه شبان وشيب |
فلماذا لا تقوم أنت بهذه المناسبة بإعداد نشرة تبين خطر الهندوس وعقائدهم وأهدافهم ونظرتهم إلى المسلمين، وواجب المسلم تجاه هذه الجرائم التي حلت بإخوانه؟ ثم تزكيها وتوثقها وتطبعها وتنشرها عن طريق صناديق البريد أو بشكل مباشر، أو عن طريق البريد نفسه، أو عن طريق الأصدقاء، وكثير ممن يملكون صناديق البريد، إذا فتح صندوقه وجد فيه دعاية لمحل جديد، محل تغسيل سيارات، أو ورشة جديدة، أو محل خياطة أو ما أشبه ذلك.
لكن من النادر أن يفتح الواحد صندوقه فيجد فيه نشرة توعية تحذره من خطر الهندوس، وتبين واجبنا نحن المسلمين تجاه هؤلاء، وأنه يجب إبعادهم، وإلغاء عقودهم وحرمانهم من وظائف العمل رسميةً كانت أو شعبية في بلاد الإسلام.
إن إعداد مثل هذه النشرة وهذه لا تعدو أن تكون نموذجاً، وإلا فأنت من الممكن أن تعد نشرة للتوعية بخطر المخدرات، أو التدخين، أو العمال، أو الخادمات، أو سفر المرأة بدون محرم، أو أي موضوع آخر، ثم تعد هذه النشرة بشكل جيد وجذاب، وتعرضها على بعض أهل العلم ليتم توثيقها وتصحيحها، ثم طباعتها وتوزيعها، وتكون أنت شريكاً في مثل هذا العمل الطيب، ومن الممكن -بعد أن تجرب حظك مع نشرة- أن تنتقل بعد ذلك إلى نشرات أخر.
من الممكن أن يكون نشاطك هذا الشهر لنشرة توزع على من يبيعون أشرطة الغناء، لتحذيرهم من هذا الخطر وبيان حرمته في الإسلام، وفي الشهر الثاني تكون النشرة موجهة إلى من يبيعون أشرطة الفيديو، وفي الشهر الثالث تكون موجهة إلى أصحاب محلات الحلاقة، وفي الشهر الرابع تكون موجهة إلى أصحاب بيوت الربا، بنوك الربا، من العاملين فيه والإداريين والموظفين والحراس والمتعاونين وغيرهم، وهكذا.
إنه مجال خصب، ونحن أحوج ما نكون إليه، ورُبَّ كلمة لم يبذل فيها الإنسان جهداً كبيراً، ومع ذلك هدى الله بها خلقاً كثيراً.
إن من المؤسف جداً أنهم يقيمون بيننا دون أن نبذل لهم أدنى مجهود، وقد يقيم الواحد منهم -أحياناً- عشر سنوات، ثم يرجع إلى بلده وهو لا يعرف عن الإسلام شيئاً، لماذا لا تقوم أنت شخصياً ببعض الزيارات التي هدفها دعوة غير المسلمين إلى الإسلام؟ زيارات إلى الورش والمصانع والمؤسسات والإسكانات وبعض المزارع، أو الشركات التي يوجد فيها عدد كبير منهم، سواء كانت هذه الزيارات منظمة، من خلال مكاتب الدعوة مثلاً، أو كانت زيارات اجتهادية شخصية من قبل نفسك، وأنت رابح بكل تأكيد من وراء هذه الزيارة، والربح يمكن أن يكون أحد البطاقات التالية:
من رد عبداً آبقاً شارداً عفا عن الذنب له الغافر |
فهداية واحد على يدك خير كثير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} توليت أنت عتقه من النار، ومن الكفر، وهذا أعظم من عتقه من الرق لو كان رقيقاً، لكن هب أنه لم يسلم، فهل يعني أن جهدك ذهب سدى؟ كلا!
فأنت مأجور على كل حال، ومسعاك هذا مسجل عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
إن هناك فوائد أخرى غير هذه، وهي: اكتشاف أحوال هؤلاء وأوضاعهم، والأشياء التي يعيشونها، فقد يكون بينهم مسلم مضطهد فتزيل اضطهاده، وقد يكون عنده منكرات ظاهرة تزيلها، وقد ينشرون في المجتمع، خمراً أو مخدرات، أو أفلاماً فاسدة أو مجلات منحطة، أو يتصلون ببعض الشباب، أو يرتكبون ويسهلون بعض الفواحش، فتكون أنت سبباً في الاحتساب على هذا المنكر وإزالته.
وتجند معك في هذا العمل مجموعة من الشباب، تبدءون بالحي الذي أنتم فيه، ثم تنتقلون إلى نطاق أوسع حتى تغطوا المدينة بأكملها، ثم المنطقة ثم الدولة؛ أي دولة وأي منطقة وأي مدينة وأي حي، بحيث يكون لكم دور في مقاومة ومكافحة المنكرات الظاهرة، والقيام بحملة توعية تتعلق بملاحقتها والقضاء عليها.
من ذلك: سيارة النقل الجماعي -مثلاً- بدلاً من أن يوجد فيها الفيديو الذي يعرض على الركاب، أو الغناء توضع فيها مثل هذه المكتبات والكتيبات، لا تقل: (سيضيع الكتاب) دعه يضيع، فهذا الكتاب -أصلاً- قيمته ريال أو ريالان، فإذا أخذه شخص يستفيد منه هو، أو يضعه في بيته يستفيد منه أولاده، وحبذا أن يوجد مَنْ يأخذه لينتفع به أو من وراءه.
فمثل هذا المشروع حين تتبناه وتجمع له التبرعات وتقوم به وتجتهد فيه، وتضع له مخططاً، سيكون مشروعاً مفيداً ناجحاً.
أي انطباع يأخذه المشاهد -حتى من خارج البلد- إذا دخل إلى البلد، وأراد أن يحلق رأسه فوجد عند الحلاق كتباً إسلامية ومجلات طيبة، بدلاً من المجلات الخليعة الفاسدة، ثم ذهب إلى السوق فوجد لوحات تتحدث عن منع بيع الكتب السيئة، أو النهي عن التدخين، أو النهي عن كشف المرأة لوجهها، ثم كلما مشى في مكان وجد أثراً من آثار الخير يدل عليه، إنه دليل على صلاح أهل البلد وفاعليتهم وإيجابيتهم.
ويا حبذا هذا العمل!
فأنت فحين تتبنى جمع التبرعات بين زملائك في العمل، أو بين أهل الحي أو جماعة المسجد، أو جيرانك، أو أقاربك، وكذلك الأخت المسلمة تتبنى جمع التبرعات في مدرستها، أو تتبنى جمع التبرعات في مناسبة من المناسبات، أو في مسجد من المساجد، أو في وسط مجموعة من النساء لها بهن صلة وارتباط، إن الدال على الخير كفاعله، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء}.
أيها الأحبة: إنه من المؤسف أن تعلم أنه قد يقيم مغنٍِّ في بريطانيا أو أمريكا، أو ممثلة أو راقصة، يقيم حفلاً ويصرف ريعه لصالح الأعمال الإنسانية، فتحسب الأموال فإذا هي أحياناً مئات الملايين، مع أنهم كما قال الله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ [النساء:104] فالكافر يحب المال، بل محبة الكافر للمال أعظم من محبة المسلم، لأن المال هو كل شيء بالنسبة له، فلماذا يبذل الكافر هذا البذل العظيم وهو لا يرجو ثوابه عند الله، أما المسلم فيقبض يده بالصدقة؟
هذه نماذج عملية تحولك من مسلم عادي، أو مسلم سلبي، أو من مسلم متفرج إلى مسلم داعية، مسلم إيجابي، واعلم أنه لا يوجد تعارض أن تكون مسلماً داعية ولو كنت مقصراً، فليس من شرط الداعية أن يكون كاملاً، ولا أن يكون معصوماً، ولو كان كذلك ما دعا أحد.
أسأل الله أن يستعملني وإياكم في طاعته، ويوفقني وإياكم لمرضاته ويهدني وإياكم سواء السبيل.
اللهم اعطنا ولا تحرمنا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تعجل بنصر الإسلام والمسلمين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك يا رب العالمين! اللهم انصرهم على من بغى عليهم، اللهم إنهم ضعاف فقوّهم، وجياع فأطعمهم، وأذلاء فأعزهم، وخائفون فأمنهم، اللهم من كان منهم ضالاً فاهده يا حي يا قيوم، اللهم إنا نسألك أن تقر عيوننا بنصر عاجل لهم، اللهم ارحم ضعف أخواتنا المسلمات في البوسنة والهرسك، اللهم ارحم ضعفهن يا خير الراحمين، اللهم ارحم ضعفهن، اللهم ارحم ضعف أولئك الأطفال، اللهم ارحم ضعف أولئك الأيتام، اللهم ارحم ضعف أولئك الشيوخ يا رب العالمين! أنت العليم بحالهم فارحمهم، وأنـزل عليهم نصرك عاجلاً غير آجل.
اللهم انصر إخواننا في الصومال، اللهم انصر إخواننا في السودان، اللهم انصر إخواننا في الجزائر، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصر إخواننا في مصر، اللهم انصر إخواننا في الفلبين، اللهم انصر إخواننا في كشمير، اللهم انصر إخواننا في طاجكستان، اللهم انصر إخواننا في كل مكان، اللهم اجمع كلمة المسلمين في أفغانستان يا أرحم الراحمين، اللهم أقر أعيننا بنصر عاجل للدين، اللهم إنه دينك الذي اخترته لعبادك يا حي يا قيوم، وبعثت به نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم، فأظهره عاجلاً غير آجل على الدين كله، إنك على كل شيءٍ قدير.
ثم إننا سوف نجمع هذه الليلة -وهي الأخيرة- فابذلوا كل ما تستطيعون، وسيكون الجمع للغرض ذاته الذي جمعنا من أجله أمس وقبل أمس، وذلك لشدة الأهمية، ولأن هذا الغرض لو تحقق لربما أعفانا من كثرة سؤالكم والإلحاح عليكم في المستقبل، أسأل الله تعالى أن يقيني وإياكم شح أنفسنا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تعجل بنصر الإسلام والمسلمين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك يا رب العالمين، اللهم انصرهم على من بغى عليهم، اللهم إنهم ضعاف فقوّهم، وجياع فأطعمهم، وأذلاء فأعزهم، وخائفون فأمنهم، اللهم من كان منهم ضالاً فاهده يا حي يا قيوم، اللهم إنا نسألك أن تقر عيوننا بنصر عاجل لهم، اللهم ارحم ضعف أخواتنا المسلمات في البوسنة والهرسك، اللهم ارحم ضعفهن يا خير الراحمين، اللهم ارحم ضعفهن، اللهم ارحم ضعف أولئك الأطفال، اللهم ارحم ضعف أولئك الأيتام، اللهم ارحم ضعف أولئك الشيوخ، يا رب العالمين، أنت العليم بحالهم فارحمهم، وأنـزل عليهم نصرك عاجلاً غير آجل.
اللهم انصر إخواننا في الصومال، اللهم انصر إخواننا في السودان، اللهم انصر إخواننا في الجزائر، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصر إخواننا في مصر، اللهم انصر إخواننا في الفلبين، اللهم انصر إخواننا في كشمير، اللهم انصر إخواننا في طاجكستان، اللهم انصر إخواننا في كل مكان، اللهم اجمع كلمة المسلمين في أفغانستان يا أرحم الراحمين، اللهم أقر أعيننا بنصر عاجل للدين، اللهم إنه دينك الذي اخترته لعبادك يا حي يا قيوم، وبعثت به نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم، فأظهره عاجلاً غير آجل على الدين كله، إنك على كل شيءٍ قدير.
ثم إننا سوف نجمع هذه الليلة -وهي الأخيرة- فابذلوا كل ما تستطيعون، وسيكون الجمع للغرض ذاته الذي جمعنا من أجله أمس وقبل أمس، وذلك لشدة الأهمية، ولأن هذا الغرض لو تحقق لربما أعفانا من كثرة سؤالكم والإلحاح عليكم في المستقبل، أسأل الله تعالى أن يقيني وإياكم شح أنفسنا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد.
الجواب: هؤلاء الإخوة سواء كانوا ممن يقضون أوقاتهم في هذه الأحواش، أو في ملاعب الكرة، أو على جنبات الطريق، كلهم مخاطبون بالحديث السابق، والمسئولية علينا جميعاً، ودين الله تعالى حينما نـزل لم ينـزل لفئة خاصة، بل نـزل للبشر كلهم كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] فهي مسئوليتنا جميعاً.
الجواب: جاء في حديث عند أبي داود والبيهقي، وسنده جيد {أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يعقد التسبيح بيمينه } وإن كان بعض أهل العلم يعتبر هذا الحديث شاذاً؛ ولكن تصحيحه مشهور عند جماعة من أهل الحديث.
الجواب: هذا جيد، وهذه مسئولية الإخوة الاقتصاديين، بل مسئولية الشباب حتى من الدارسين، أن يوجد من بينهم من يتخصص في الاقتصاد، فإن النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء، ثم إني أقول: لماذا إذا وجد عندي أو عندك قرشان نذهب لإيداعها في البنك؟ لماذا يكون البديل مني أنا ومنك أنت؟ مشروع اقتصادي ولو بسيط، ولو أن تشتري بها دكاناً وتؤجره، أو سيارة وتؤجرها، أو تشتري بها نخلاً تقوم عليه وتبيع ثمرته في نهاية العام، أو ما أشبه ذلك من المشاريع البسيطة التي تتناسب مع رأس المال الموجود عندك!
ثم إن هناك بنوكاً ومؤسسات مالية أفضل بكثير مما هو مشهور عند الناس، فمثلاً بعض المؤسسات التي تسمى بالبنوك الإسلامية، ومنها بنك الراجحى فهي في اعتقادي عند الجميع لا تقارن بأوضاع البنوك الربوية، حتى عند أولئك الإخوة الذين يرون أن في معاملتها بعض الشوائب؛ فإنهم -لا شك- يوافقوننا على أنها أفضل من غيرها، لأنها -على أقل تقدير- لا يمكن أن يودع عندها بفوائد، فلا يوجد في نظامها أن تودع مقابل فائدة معلومة قلت أو كثرت، ولهذه المؤسسة هيئة شرعية، يوجد فيها عدد من العلماء الموثوقين المعروفين، وأما الأخطاء والتجاوزات فهذه لا يسلم منها عمل، وخاصة في مثل هذه الظروف التي يسيطر فيها الربا على اقتصاديات العالم.
الجواب: لماذا لا يكون هذا عملك أنت؟ فينبغي أن نكون منفذين لا مجرد مقترحين، ووجود أشرطة بلغات مختلفة توزع أو تباع اقتراح ممتاز، وبدلاً من أن توكل بها إلى أصحاب التسجيلات، وأصحاب التسجيلات الموجودون منهم والغائبون يقولون: وفرناها فما جاء أحد ليشتريها، قم أنت بهذا المشروع مع كوكبة من زملائك.
الجواب: أن الزوج يطلق على المذكر والمؤنث، كما قال الشاعر:
وإن الذي يسعى ليأخذ زوجي |
هذه هي اللغة القليلة، واللغة الأكثر هي زوجي، جاء بها القرآن الكريم كما في سورة الأحزاب وغيرها قال الله تعالى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ [الأحزاب:37] أي: زوجتك.
أولاً: قبل أن تتزوج حاول أن تتحرى بقدر المستطاع، فأكثر الشباب يهجمون على الزواج دون روية، هذه نصيحة ثمينة ولن أطيل فيها.
ثانياً: ليس كل البيوت تبنى على الحب، وسيدك محمد صلى الله عليه وسلم وسيدي الناصح الأمين يقول: {لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها بآخر} وقد يرزقك الله منها ولداً صالحاً يجاهد في سبيل الله، قال الله تعالى: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
ثالثاً: أما إذ طلقت وأنت لا ترغب الرجوع إليها فهذا من حقك، وعلى أهلك ووالدك أن يكونوا عوناً لك على الخير.
الجواب: إذا كان سيضع هذا الطعام في مكان طاهر فلا بأس بذلك.
الجواب: أما سبب ردته فقد سبق في علم الله تعالى، كما قال الله في الآيات: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:105-107] وقال ربنا عز وجل في الحديث القدسي: {هؤلاء للنار ولا أبالي، وهؤلاء للجنة ولا أبالي} أما السبب الظاهر للناس: فالأغلب أنها شهوة الظهور والعظمة والاستكبار والإعجاب بالنفس، تمكنت من قلبه نسأل الله لنا ولكم جميعاً الوقاية من هذا الداء العظيم.
الجواب: أما الصلاة وقد ارتدت المرأة القفازين فلا حرج في ذلك، ومثل ذلك رفع اليدين عند الدعاء على ألا يظهر شيء من ذراعها، أما التصدق عن الأحياء فهو جائز، وكذلك التصدق عن الأموات.
الجواب: المرأة إن استطاعت أن تبقى في بيتها وتصلي ما كتب لها، فهذا أفضل لها بلا شك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {وبيوتهن خير لهن} لكن أيضاً أنتم لا تكونوا حساسين، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {إني أكبر في الصلاة وأريد أن أطيلها فأقصرها لأني أسمع بكاء الصبي} فدخول الصبيان للمسجد مع أهلهم إذا كان ثمة حاجة مع التحفظ في ذلك من نجاستهم ومن أذاهم بقدر المستطاع، فلا حرج فيه إن شاء الله.
الجواب: هذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {لا يأخذ أحدكم نعل أخيه جاداً ولا هازلاً فإن ذلك يحزنه}.
الجواب: أعتقد أن الجهة المختصة هي التي تقوم بتزكيته.
الجواب: هذه بشرى، وقد سمعتها من عدد من الإخوة وظواهرها كثيرة، ونسأل الله تعالى أن يثبت إخواننا في لبنان، وأن يقوي شوكتهم ويشد من أزرهم، ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يكفيهم شر أعدائهم.
الجواب: الأحسن هو الدعاء بجوامع الكلم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بجوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك.
الجواب: قد يكون عدم معرفة بحكم الشرع، فربما أن الأخت ما سمعت حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي قال: {أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على رجال ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا} وفي بعض الروايات قال: {فهي زانية}.
الجواب: إذا كان هذا الشخص مليئاً فإنك تزكيه.
الجواب: لا حرج في ذلك -إن شاء الله- إن طاف لميت، أو حج عنه، أو اعتمر عنه، فلا حرج في ذلك كله.
الجواب: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، هذه فتوى محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران.
الجواب: نعم. بإمكان الإنسان أن يعتكف ثلاثة أيام أو دون ذلك، حتى إن بعض الفقهاء يقول: اعتكف ولو ساعة أو نصف يوم، أو ما أشبه ذلك، لكن اعتكاف يوم كامل أو يوم وليلة هذا لاشك في جوازه، والأفضل أن يعتكف العشر الأواخر كلها.
الجواب: هذا لا يضرك شيئاً، عليك أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتقرأ سورة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4] وتتفل عن يسارك، ثم لا تعبأ بما وراء ذلك، لأن الشيطان إذا رآك خائفاً قلقاً؛ فإنه يفرح ويزيد، وأما إذا رآك تفلت واستعذت بالله منه، فإنه يعرض عنك، وهذه الوساوس لا تضرك قط، لا في دينك ولا في دنياك ولا في آخرتك.
الجواب: عليك بكثرة ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، وأوراد الصباح والمساء، وقراءة القرآن، والتبكير إلى الصلاة، وعمل الصالحات والخير والبر، والانهماك في الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاول قدر المستطاع أن تنسى كل ما مضى، فإن كانت معاصي فتذكر أنها تحولت إلى حسنات بتوبتك إلى الله تعالى منها، وأنك يوم القيامة قد تتمنى أنك لو زدت منها؛ لأن الله تعالى عوضك عنها بحسنات، كما قال سبحانه: فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70] وإن كانت أشياءً أخرى فهي أمور قد قدرها الله تعالى وكتبها عليك، فلا يد لك فيها ولا حيلة، ثم إن كثرة احتكاكك بالناس وخاصة الأخيار يزيل هذه الحساسية، وعليك أيضا بكثرة الدعاء، ثم إنى أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يشرح صدري وصدرك للإيمان.
الجواب: معناه: أن التليفزيون عند ذوي الرحم وعليك أن تزورهم وتنصحهم، وإذا كان عندهم تليفزيون وزرتهم فاطلب منهم أن يقفلوه، خاصة إذا وجد الغناء أو الموسيقى أو ما أشبه ذلك من المحرمات، ووجوده لا يمنع من صلة الرحم مع النصيحة كما بينت.
الجواب: بعضهم يقول: يخرجها إن كان ناسياً، وبعضهم يقول: ينتهي وقتها وتكون بعد ذلك من الصدقات العامة.
الجواب: الذي بعد الوتر "سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس" يمد صوته بالثالثة، أما ما بين التسليمات فلم يرد فيها ذكر خاص، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر بعد كل صلاة يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله" أي: بعد الفريضة، ثم يقول عليه السلام: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
الجواب: المشهور في الحديث: {وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً} مع أن معجون الأسنان لا يدخل في المبالغة، فهو مثل السواك، يوضع على الأسنان ثم يزال بالماء، وقد جاء في رواية أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر في التلخيص: {وبالغ في المضمضة والاستنشاق} أيضاً.
الجواب: الكلمات هي: مرة أخرى نريد منكم مقاطعة هذه الجريدة، بل نطمع منكم بمقاطعة جميع مطابع الشركة السعودية سواء جريدة الشرق الأوسط أو الاقتصادية أو الرياضية أو سيدتي أو المجلة أو غيرها، فهي من الناحية الصحفية والإخبارية ليست ذات جدوى، ومعلوماتها غير موثقة، إضافة إلى ذلك فهي تظهر عداءها لكل ما هو إسلامي، وهي وكر للـعلمانيين وأعداء الدين، وحق علينا أن نحاربها ونقاومها ولا نمل ولا نكل، حتى نراها وقد ركعت لهذا الضغط.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر