فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنما هذا الاجتماع لقاء مفتوح حول قضايا المرأة، وقد آثرت أن يكون عبارة عن حوار من خلال بعض الأسئلة التي تشعر المرأة بضرورة وأهمية وحاجة الحديث عنها؛ انطلاقاً من واقعها ومشكلاتها وما تواجهه في حياتها العملية أو الدعوية. ليس ذلك شحاً في الموضوعات فإن الموضوعات التي تحتاج المرأة إلى الحديث عنها كثيرة.
لكن هذا ليس بمطرد؛ بل الغالب أن النصوص في القرآن والسنة تأتي عامة ويخاطب فيها الجميع، دون حاجة إلى تخصيص الرجال دون النساء أو تخصيص النساء دون الرجال، وعلى سبيل المثال فقول النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً: {طلب العلم فريضة على كل مسلم } هذا الحديث اختلف العلماء فيه والراجح أنه حديث حسن؛ لكن بعضهم جاء بزيادة لفظ في الحديث وهي: {طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة} هذه الزيادة ليست بصحيحة ولا يحتاج إليها أيضاً، لأن قولنا على كل مسلم ليس المقصود به الرجل بالذات، بل المقصود به كل من اتصف بصفة الإسلام سواء أكان رجلاً أم امرأة، عربياً أم أعجمياً على حد سواء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه النسائي وغيره وسنده لا بأس به أنه عليه الصلاة والسلام قال: {إنما النساء شقائق الرجال} الله تعالى خلق آدم وخلق حواء قال تعالى: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].
فالمرأة خلقت من الرجل ومع الرجل، وهي شريكته في الحياة ورفيقة دربه وسفره، ولذلك لا يكون ثَمَّ حاجة في النص الشرعي إلى أن يكون هناك نص على الرجل، وبعد ذلك نص على المرأة كما هي الحال بالنسبة لبعض القوانين الوضعية، لا؛ لأن الله تعالى يخاطب المسلمين جميعاً بخطاب واحد، إلا إذا كان هناك حكم يخص الرجال بينه الله تعالى، أو هناك حكم يخص النساء بينه الله تعالى، وإذا لم يوجد هذا، ولا ذاك فالأصل أن الحكم عام شامل للجميع? ولا يحتاج الأمر إلى تخصيص فئة دون أخرى أو جنس دون آخر، وهذا من كمال عناية الإسلام بالمرأة ورفعه لمقامها جعل الخطاب لها مع الرجل على قدم المساواة كما هو الأصل.
وكم يدرك الإنسان العجب حينما يقارن مثلا بين المرأة في المجتمع الجاهلي حين كان الرجل يخجل أن يحمل بنته الصغيرة على كتفه أمام الرجال، ويرى أن هذا عيب ينقص من قدره، أو يحط من رجولته وإنسانيته، فكبرياء أبي جهل أو أبي لهب لا تطيق أن يحمل أنثى على كتفه أو يضعها في حجره في مجتمع الرجال؛ بل كان يصل الحال ببعضهم إلى أن يئدها وهي حية خوف العار، أو خوف الحاجة، فلما جاء الرسول عليه الصلاة والسلام تحدى هذه الأشياء؛ تحداها ليس بقوله فقط بل تحداها بفعله وهذا أكبر وأخطر، فكان عليه الصلاة والسلام.. لا أقول: يحمل بناته هو على كتفه أو يضعهن في حجره فهذا أمر طبيعي؛ لكن حتى بنات الناس تولد البنت لبيت من بيوت المسلمين فيأتون بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لها بالبركة ويضعها في حجره، ويطيب خواطر أهلها بمثل هذا العمل على مرأى ومسمع من أصحابه، متحدياً بذلك كثيراً من العوائد والموروثات والتقاليد التي كانت موجودة في البيئة الجاهلية العربية الأولى، فيدرك الإنسان عظمة النقلة التي أحدثها الإسلام.
هذا فضلاً عن أشياء أخرى كثيرة ليس هذا مجال الحديث عنها: -مثلاً- تأتي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فيقوم لها ويجلسها إلى جنبه. ما كانت البيئة العربية تطيق مثل هذا الأمر ولا تعرفه، أو اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام بزوجته عائشة وبقية أزواجه حتى يصل الحال إلى أنه يسافر فيسافر بها معه، أو يقول لأصحابه: تقدموا، ثم يتسابق هو وإياها، ومرة أخرى يتسابق، وفي الأولى فازت عائشة، وفى الثانية فاز النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمازحها ويقول لها: {هذه بتلك} أي غلبتيني مرة وغلبتك مرة أخرى.
أتجمع ضعفاً واقتداراً على الهوى أليس غريباً ضعفها واقتدارها |
فهذا الجانب هو الجانب الذي تميزت به المرأة عن الرجل وبه أصبحت المرأة قادرة على إدارة شئون البيت، وعلى تربية الأطفال، وعلى ملء قلب الرجل، وعلى القيام بمهماتها الحقيقية داخل المجتمع المسلم.
المقصود من هذا الاستطراد الإشارة إلى أن الإسلام رفع مكانة المرأة، ومن رفعه لمكانتها أنه لم يجعل للمرأة خطاباً خاصاً يخاطبها به دون الرجل، كما لم يجعل للرجل خطاباً خاصاً يخاطبه به دون المرأة؛ بل الأصل أن الخطاب واحد في الشرع للرجل والمرأة، وقليل جداً من الحالات خاطب الله فيها الرجل دون المرأة، أو خاطب المرأة دون الرجل بأحكام تخص أحدهما.
وبالمقابل كما نطالب المرأة بالمشاركة والحضور نطالب أولئك القائمين على النشاطات العامة الإسلامية في المجتمعات القائمين على الدروس والمحاضرات والندوات أن يكون للمرأة من موضوعاتهم نصيب، وأن يكون ثمة خطاب وعلاج لقضايا المرأة وموضوعاتها سواء الموضوعات الاجتماعية، أو الموضوعات الشخصية، أو الموضوعات العلمية والثقافية، أو الدعوية، أو غيرها بحيث يكون هناك تواصل حقيقي بين تلك النشاطات العامة التي لا نقول: إنها تخص الرجال، ولو كان الذين يتولون إلقاءها هم من الرجال -أيضاً-، يكون هناك تواصل من كلا الطرفين، فالطرف الأول المرأة، تتواصل مع تلك النشاطات، بالحضور والمشاركة والتشجيع والسؤال، والطرف الثاني القائمون على تلك النشاطات يتواصلون مع الرجال والنساء من خلال اختيار الموضوعات، ومعالجتها، وطرحها.
وأعتقد أن هذا لا يحتاج إلى مزيد تأكيد.
الغزو: من الذين كانوا يخرجون معه؟ على الأقل (90%) ممن كانوا يخرجون معه من الرجال وقد تخرج النساء أحيانا كما في غزوة بدر وأحد وحنين وغيرها، لكن يخرجن بنسبة محدودة ويمارسن أعمالاً محدودة، كما هو وارد في الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، وكذلك اجتماعاته صلى الله عليه وسلم في المسجد وكانت النساء موجودات في المجتمع المدني وفى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في حياته كن في آخر الصفوف {خير صفوف النساء آخرها} وبمجرد ما يسلم النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن من المسجد ويبقى الرجال فيتحدثون، ويتحلقون، ويسألون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان غالب الرواة هم من الرجال.
فالمرأة لا تستطيع أن تسافر كما يسافر الرجل، ولا تحضر كما يحضر الرجل، ولا تطّلع كما يطّلع، ولذلك مهما بذلت من الجهد فإنها تظل في حالات كثيرة محتاجة إلى مساعدة الرجل لها، زوجها، أخيها، قريبها؛ بل وحتى محتاجة إلى النشاطات الأخرى التي لا تختص بالمرأة -كما أسلفت-.
إذاً، ليس من تكريم المرأة ولا من رفع قدرها أن نقول: لا بد أن يوجد -مثلاً- للمرأة مفتيات خاصات لا تقبل المرأة الفتوى والعلم الشرعي إلا عن طريقهن، هذا ليس واجباً ولا داعي -أصلاً- لإيجاد هذه الحواجز النفسية بين الرجل والمرأة، فالمرأة في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وتسأله في أمورها العامة والخاصة، وترى أن هذا هو السبيل الصحيح، بل إنني أقول: إن الله تعالى لم يبعث من رسله وأنبيائه إلا الرجال قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً [الأنبياء:7] وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء وإن كان هناك من يقول إن هناك نبيات من النساء كما قال بعضهم في مريم أو غير ذلك كما ذهب إليه ابن حزم، ولكن جمهور العلماء على أن الأنبياء كانوا رجالاً لقول الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7].
وهذا على أي حال يؤكد المعنى الذي أريد أن أطرق وأدور حوله، وهو أن المرأة ينبغي أن تستفيد مما وهب الله تعالى الرجال من العلم الشرعي، من الفتوى، من الحديث، من القدرات، وهذا ليس تقليلاً من شأنها أو حطاً من قدرها، بل على النقيض من ذلك هذا رفع لشأنها باعتبار أن المجتمع المسلم مجتمع واحد متكامل يقوم الرجل فيه بإمكانياته ومهماته، وتقوم المرأة بإمكانيتها ومهماتها، وليس من حق الرجل أن يمارس الدور الذي وكل إلى المرأة ولا المرأة أن تمارس الدور الذي وكل إلى الرجل، لكن هناك مهمات مشتركة تستفيد المرأة فيها من الرجل ويستفيد الرجل فيها من المرأة.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إليها في كثير مما أشكل عليهم، بل كانت عائشة رضي الله عنها تمارس لوناً من النقد والرد على بعض اجتهادات الصحابة رضى الله عنهم علانية، حتى جمع الإمام الزركشي انتقادات عائشة لبعض فتاوي الصحابة وآرائهم في كتاب سماه "الإجابة فيما استدركته عائشة رضي الله عنها على الصحابة" ردت على ابن عمر رضي الله عنه، وكانت مصيبة في ردها عليه حين كان ابن عمر يقول: [[اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر إحداهن في رجب]] فكانت تضحك عائشة رضي الله عنها وتقول: [[غفر الله لـ
فمن القضايا المشهورة التي استدركتها عليهم لما نقل عمر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على القتلى يوم بدر وتكلم معهم، وقال: {هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فإني وجدت ما وعدني ربي حقا، فقالوا: يا رسول الله! هل تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يجيبون} فلما سمعت عائشة رضي الله عنها أنكرته وقالت:كلا إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقوله لهم حق، وإلا فإن الله تعالى يقول:وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر:22] فأخذت مأخذاً من القرآن الكريم، وفهمت حديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وردَّت على من روى ذلك من الصحابة، إضافة إلى قضية قطع الصلاة بمرور المرأة -أيضاً- أنكرته عائشة وقالت كما هو في حديثها المعروف قالت لبعض الصحابة: [[ساويتمونا بالحمر والكلاب]] لأنه روى بعضهم، كما في حديث أبي ذر {يقطع صلاة الرجل: المرأة، والحمار، والكلب الأسود}.
فأنكرت عائشة هذا وقالت: [[ساويتمونا بالكلاب، والحمر، والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا نائمة على السرير إلى قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتها، والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح]] تقول في رواية أخرى، تعتذر أنها تبسط رجلها؛ لأنها لا تره وقت سجود النبي صلى الله عليه وسلم حتى يلمسها بيده فتكف رجلها لتمكنه من السجود.
وهذا باب يطول وأقول: إننا لا يمكن أن نغض النظر عن هذا الدور الكبير الذي قامت به أم المؤمنين عائشة، وعن العدد الهائل من المرويات التي روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أتيح لها في ذلك ما لم يتح لغيرها حتى من الرجال، وإذا كنا نقول: إن ميزة الرجال كثرة صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن عائشة باعتبارها خليلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقعيدة بيته، وصاحبته في منـزله، وزوجه في فراشه قد أتيح لها من إمكانية التعرف على أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره وأخلاقه ومعاملاته وقضاياه خاصة في المجالات الخاصة والشخصية والبيتية ما لم يتح لغيرها قط، ونقلت من ذلك ما لم ينقله غيرها، ولها في ذلك قصص وطرائف وعجائب لو جمعت في كتاب لكان ذلك خيراً كثيراً.
أيها الحسنا كفى من دلالك واسمعي النصح يجنبك المهالك |
ذلك الأمر الذي آثرته رجعة للغاب لو تدرين ذلك |
خلفه أيدي الكواهين التي لا يروي غلها غير اغتيالك |
قد درت أنك معيار القوى فإذا اختل هوى الخزى بآلك |
وقديماً يئسوا من قهرنا حينما أعياهم لمح خيالك |
يقول: في الماضي يئسوا منا لأنهم عرفوا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى المرأة، أما اليوم فهم يعرفون أنهم إن استطاعوا أن يسيطروا على المرأة ويؤثرون فيها استطاعوا أن يجعلوا المجتمع المسلم كله يسير إلى هاوية الانحراف، ففي وسط هذا الجو المشحون بجهود المستعربين، والمستعربات، والفاسقين، والفاسقات، وفى وسط الجو المليء بالمغريات والتي تشكل المرأة أبرز أعمدتها؛ حتى استطاع العدو أن يسخر صورة المرأة للإثارة في كل مجال في المجلة، في التلفاز، في الفيديو، في الإعلان، حتى في المتجر، في الطائرة إلى غير ذلك، وهو ينظر حينئذٍ إلى المرأة جسداً بلا روح، فيتعامل مع جسدها، ومع إغرائها، ومع فتنتها، ولا يتعامل مع إنسانيتها، ومع عقلها، ومع تكليفها، ومع دورها في صيانة المجتمع، إنما يتعامل معها كوسيلة من وسائل الإغراء لا غير؛ فحطم بذلك المرأة أولاً، وبالمرأة حطم الرجل ثانياً.
كذلك لما تكون هذه المرأة بنتا له فهو يشعر بأنها تؤثر فيه، وأنها تطالبه وتلح عليه، وتصر، وتضرب له الأمثال من بنت فلان وبنت فلان، فما تزال به حتى تحصل على ما تريد، أكثر مما يحصل الولد أحياناً، وعلى سبيل المثال:
عندما تريد الفتاة أن تدخل في مدرسة أو معهد، وليكن هذا المعهد أو تكون هذه المدرسة مدرسة من المدارس الأجنبية التي تعلم تعليماً غير إسلامي، بل وربما تربي الفتاة تربية منحرفة على أنماط التربية الغربية يقول الأب أول مرة: لا، وثاني مرة: لا؛ لكن عندما تظل هذه الفتاة تضرب على هذا الوتر وتتحدث عنه، ثم تستشفع بأمها فتضغط الأم وتمارس دورها، وبأختها الكبرى، وبأخيها، وتضغط عليه حتى يوافق؛ فإذا وافق ذهب للمدرسة فوجد أن العدد قد اكتمل وأنه لا إمكانية للقبول ظلت هذه البنت تكلم أباها باستمرار حتى وجد الأب نفسه مضطراً إلى أن يبذل كثيراً من الشفاعات، ويتصل بأصدقائه وأقاربه حتى يتمكن من تحقيق رغبة هذه الفتاة.
أ/ رجل في السجن يتذكر أمه:
هذا رجل سجن في أحد سجون الطغاة، وطال سجنه، فكان أول ما تبادر إلى ذهنه وإلى مخيلته صورة أمه وهي تسفح الدموع حزناً على ولدها، فكتب إليها قصيدة من أروع القصائد يعبر فيها عن عمق مشاعره تجاهها:
ألقيت بين يديك السيف والقلما لولا الإله لكنت البيت والحرما |
أنت الهنا والمنى أنت العنا وأنا على ثراك وليد قد نما وسما |
أماه أماه هذا اللحن يسحرني ويبعث العطر في جنبيّ مبتسما |
ما زال طيفك في دنياي يتبعني إنى سريت وقلبي يجحد النعما |
يقول تراقبينني وتلاحقينني في كل مكان، ولكنني لا أشعر بمكانتك وفضلك وقلبي يجحد النعما:
حتى وقعت أسير البغى فانصرفت عني القلوب سوى قلب يسيل دماً |
قلب الأم هو الوحيد الذي ظل وفياً يبكي وحيداً على الولد:
أصحو عليه وأغفو وهو يلثمني قلب ضعيف ويغزو الصحو والحلما |
ويدخل السجن منسلاً فيدهشني إذ يستبيح من الطغيان شر حمى |
فإن رآني في خير بكى فرحاً وإن رآني في سوء بكى ألما |
فلتغفري لي ذنبي يا معذبتي أو حاكميني وكوني الخصم والحكما |
فكانت صورة الأم هي أول ما برز في ذهن هذا الإنسان المعذب.
ب/ نموذج آخر:
وهذا آخر أيضاً سجن فكانت القصيدة الوحيدة ربما التي جادت بها قريحته يخاطب فيها أمه ويصبرها ويثبتها:
أماه لا تجزعي فالحافظ الله إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه |
على حافية يا أماه مرقدنا ومن جماجمنا ترسو زواياه |
أماه... إلى آخر القصيدة التي يطالبها فيها بالصبر والثبات:
أماه لا تشعريهم أنهم غلبوا أماه لا تسمعيهم منك أواه |
أرضعتني بلبان العز في صغري لا شيء من سطوة الطاغوت أخشاه |
أماه رؤياك في قلبي مسطرة ونبع حبك أحيا في ثناياه |
ومر طيفك يا أماه يؤنسني إني وإن صفت القضبان ألقاه |
وثالث أيضاً قال قصيدة طويلة هذه المرة يخاطب فيها أباه:
أبتاه ماذا قد يخط بناني والحبل والجلاد ينتظراني |
لكن ضمن هذه القصيدة كان من أبرع وأروع الأبيات قوله يخاطب أباه.
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكي شباباً ضاع في الريعان |
وتكتم الحسرات في أعماقها ألماً تواريه عن الجيران |
فاطلب إليها الصفح عني إنني لا أبتغي منها سوى الغفران |
ما زال في سمعي رنين حديثها مقالها في رحمة وحنان |
أبني إني قد غدوت عليلة م يبق لي جلد على الأحزان |
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني |
كانت لها أمنية ريانة يا حسن آمال لها وأماني |
والآن لا أدري بأي جوانح ستبيت بعدي أم بأي جنان |
ج/ نموذج من الصحابة:
ومن قبل كان أحد الصحابة رضي الله عنهم سجن في بلاد الشام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أراد الروم أن يصلبوه، فلما علقوه على عود الصلب، تذكر زوجته وكان مسلماً في عالم كافر آنذاك فقال:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل |
على ناقة لم يطرق الفحل أمها مشذبة أطرافها بالمناجل |
يقول: ياليت من يخبر زوجتي بأنني الآن معلق على هذه الخشبة، أو مربوط إلى هذه الخشبة لأصلب وأقتل في سبيل الله تعالى صابراً محتسباً، فإذاً الرجل يتصور دائماً وأبداً صورة المرأة أماً وبنتاً وزوجةً في أحلك المواقف وأشدها، حتى عند الموت أول ما يبرز إلى ذهن الرجل ربما صورة بنياته الصغيرات اللاتي يخشى عليهن، ومن قبل كان الشاعر العربي يعتذر عن كثرة السفر والذهاب والإياب بالخوف على بنياته:
لولا بنيات كزغب القطا رددن من بعض إلى بعض |
لكان لى مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض |
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض |
لوهبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض |
وما ذلك إلا لما أحدثه الإسلام في نفسية الإنسان العربي والمسلم من الاهتمام بالمرأة والعناية بها، فهو لم يعتذر بأولاده الذكور، وإنما اعتذر ببنياته لأنهن أحوج إليه من الأولاد، فالأولاد قد يستطيعون أن يقوموا بالأعمال لأنفسهم بخلاف المرأة فهي محتاجة إلى دعم أبيها، أو أخيها، أو زوجها، أو غير ذلك.
إن مسئولية كل أخت وكل امرأة أن يكون لها مشاركة، ليس في النشاط فقط؛ بل حتى في تصحيح مسيرة النشاط الدعوي ومراجعته مرة بعد أخرى، فإن النشاط الإسلامي في وسط الرجل والمرأة لا يستهدف إلغاء شخصية النساء الأخريات أو الرجال، بل على العكس يستهدف إبراز شخصية كل أنثى، كل فتاة، كل فتى، كل شاب بأن يكون له دور في الدعوة، ودور في المشاركة، ودور في التصحيح، ودور في الاعتراض أيضاً، ودور في المطالبة بالأفضل حتى نكون جميعاً عوامل مساعدة على الوصول إلى الهدف المنشود.
يقول بعض الخبراء والمسئولين الأمريكان: يجب علينا أن ندرك أننا لا يمكن أن نتعامل مع الحكام في البلاد العربية والإسلامية فحسب في محاولة كسب ولائهم وكسب ثقتهم، فإن هذا لا يكفي؛ فإن الحاكم قد يتغير يوماً من الأيام ويحل غيره محله، ولكن ينبغي أن نعمل على تغيير عقليات الشعوب، ونفسيتها، وإقناعها بضرورة تبني حضارتنا والقناعة بها، ومن ذلك نص على مسألة البث المباشر كوسيلة من أهم الوسائل، فضلاً عن هذا العدد الكبير من المجلات التي تغزو البيوت إلى غير ذلك.
فمثلاً محاضرة كهذه المحاضرة كم يحضرها؟ يحضرها عدد محدود مهما كثر، كم الذين يشاهدون المسلسلات في التلفاز؟ كم الفتيات اللاتي يجلسن أمام الفيديو؟ يبقى العدد كبيراً جداً، وبناء عليه أقول: ينبغي على الأخوات القائمات على الدعوة أن يحرصن على اقتحام المجتمع النسائي كله، وتوسيع نطاق الدعوة فيه إلى أبعد حد ممكن، وإزالة الحواجز التي تحول بينهن وبين بعض الفتيات اللاتي ربما يبدو عليهن شيء من الانحراف في مظهرهن، في أزيائهن، في تسريحات الشعر، في بعض العادات، في بعض التقاليد، في بعض الانحرافات التي مهما كبرت فهي تظل قابلة للإصلاح والتعديل، ينبغي أن نـزيل الحواجز الموجودة بين المتدينات وبين هذه الطبقة من المجتمع، ونعمل على الاتصال بهن وتحسين صورة المتدينات في نظرهن، وإقناعهن ببعض الأمور إهداء الكتاب، إهداء الشريط، دعوتهن إلى المحاضرة، إلى أي نشاط إسلامي حتى نتمكن من التأثير الأكبر على المجتمع، ومقاومة مثل تلك الوسائل التي تستهدف المجتمع المسلم.
الجواب: يبقي الدور الذي تقومين به دوراً جباراً، فأولادك يمكن أن يكونوا خمسة أو ستة أو عشرة، ومعنى ذلك أننا -بإذن الله- ما دمت أنت ملتزمة فنحن على ثقة أنه سوف يخرج من بيتك عشرة أفراد ذكور وإناثاً صالحين مستقيمين، لأن الفترة التي يقضيها في البيت فترة طويلة، وتأثير الأم عليه خطير وكبير، وبناءً عليه ينبغي أن يكون لك دور كبير في دعوة أولادك وتربيتهم على الخير، وإقناعهم بضرر مثل هذا الجهاز، وأهميته تجنبه، وإذا تجنبه الأطفال والرجال والنساء وأدركوا ضرره فإن الأب سوف يدرك أن وجوده في البيت نوع من العبث، هذا فضلاً أنه ينبغي أن لا تيئسي من زوجك، وأن تظلي تضربي على هذا الوتر، فنحن ندرك أن المرأة لو هويت شيئاًمن أمور الدنيا وظلت بلطف تطلبه من زوجها فإنها لا بد أن تنتصر في الأخير، فإذا طلبته اليوم منه واعتذر صبرت حتى تجد نفسيته مستقيمة يوماً من الأيام وقالت له: يا أبا فلان! أنا أتمنى أن تفعل لي كذا وكذا، فقد يعتذر لكن يعتذر هذه المرة اعتذاراً رخواً، فإذا قالت له في المرة الثالثة في أوساط جيدة وجدت أنه يتقبل هذا الأمر منها، فكما قد تتسلل المرأة إلى قلب الرجل في تحقيق ما ترى أنه مصلحة لها في دنياها، أو حتى مصلحة شخصية لها ينبغي أن تتسلل إلى قلبه في ما ترى أنه مصلحة عامة دينية له ولها وللأسرة كلها.
الجواب: هو بطبيعة الحال جاء ليغسل الميت؛ لكن هذه النية ليست شرطاً في صحة الغسل، لأن المغسل وهو الميت لا يتصور منه أن يطلب منه شيء، فبقي دور المغسل، فإن أصلح النية كتب الله له مزيد من الأجر في ذلك، واستحضار النية في مثل هذه الأمور سبب في صلاح العمل ومضاعفة الأجر.
الجواب: أولاً: أحداث المسلمين الآن أصبحت -مع الأسف الشديد- يهتم بها الكفار أكثر مما يهتم بها المسلمون أنفسهم -فمثلاً- الإغاثة وهيئات الإغاثة العالمية، وخاصة الهيئات التنصيرية تبذل جهوداً مضاعفة في هذا المجال، وأنا متأكد لو أننا نجحنا في إصلاح الصورة إلى المرأة المسلمة لأصبح تأثرها أكبر وأكبر، فالمرأة ذات جانب عاطفي قوي، ولو رأت المرأة أختها المسلمة في البوسنة والهرسك وهي تغطي وجهها بطرف ثوبها وتداري دموعاً تنهل عن عينيها، أو أنها تصدر بوجهها عن المصورين بأن لا يصوروا تلك القسمات الحزينة الباكية المتفجرة لأصابها من ذلك هم وغم شديد، ولو رأت أختها المسلمة وهي في يد هؤلاء الصرب كالأمة الذليلة التي هيمن عليها عدوها وأصبح يسومها ألوان الذل والهوان، ويقودها مطأطئة الرأس إلى تلك المعسكرات التي تعاني فيها كل أنواع الذل، ولو رأت أولئك الأبرياء الذين يحملون وبعضهم ما زالت الرضاعة في فمه؛ يحملون إلى إيطاليا أو إلى روما أو إلى فرنسا أو إلى غيرها على متن طائرة -أحياناً- يحمل (140) أو أكثر من هذا العدد، أطفال أبرياء لا يدرون إلى أين هم ذاهبون، ولا يدرون أين آباؤهم، ولا أين أمهاتهم، ولا من أين خرجوا، ولا يعرفون من الأمر شيئاً، أعتقد أن الإنسان الذي قلبه من حجر لا بد أن يتفجر ويتأثر، والله نحن لاحظنا هذا يبدو جلياً حتى على هؤلاء الناس الذين ليس لهم علاقة، ولا اهتمام بقضايا المسلمين، فلا بد إذا من إثارة القضية ومحادثة النساء بها، ولا بأس أن تقوم بعض الأخوات بجمع تلك الأخبار المؤثرة ونقلها إلى النساء في مجالسهن، وسوف تحدث لهن تأثير كبيراً.
هذا من جانب، أيضاً نحن لا نريد مجرد التأثر، بل نريد أن يتبع هذا التأثر نوع من العمل، ومن العمل: الدعاء لهؤلاء المسلمين المستضعفين، ومنه أيضاً المشاركة ولو ببعض التبرعات التي تجمعها النساء، فتتصدق المرأة ولو ببعض حليها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن} حتى أن تتخلى المرأة عن بعض حليها وبعض مصاغها لهؤلاء المسلمين، وهي ترجو أن يكون هذا سبباً ليكون وقاية لها من عذاب الله عز وجل، بل وحتى يكون سبباً في توفيقها في هذه الدنيا، وفي حياتها الزوجية، وفي مسيرتها الاجتماعية، مع ذلك ينبغي أن تعلم المرأة أنه حينما نطرح هذه الأمور لانطالبها، بأن تتخلى عن أنوثتها وأن تتخلى عن اهتمامها بنفسها، تجملها لزوجها، والقدر المعقول من ذلك، فعلى كل حال لا تلام عليه المرأة.
الجواب: كل ذلك حسن، فأن تحضر المرأة الدرس أو المحاضرة أو الندوة، أو تتصل عبر الهاتف وتسأل عن أمر دينها فهذا أمر لا بأس به، لكن وينبغي أن تدرك المرأة أن هذا ليس بديلاً عن أن تقوم هي بتعلم العلم الشرعي من خلال الشريط والكتاب، ومن خلال البحث، ومن خلال الوسائل الممكنة.
الجواب: أما كيف تصبح المرأة داعية؛ فالدعوة لا تقتضي أبداً للرجل ولا المرأة أن يتخلى عن أموره وهمومه الخاصة، المهم أن تبقى الدعوة هماً في القلب بحيث يستفيد الإنسان ويستثمر كل فرصة متاحة له في الدعوة إلى الله ولو بكلمة طيبة، أو مشاركة، أو نصيحة عبر الهاتف، أو زيارة ولو جزئية، ولذلك أقول: المرأة تواجه اليوم صعوبات في القيام بالدعوة، لأن الدعوة صارت مسؤولية فئة خاصة من النساء؛ لكن لماذا لا يكون همكن أنتن -أيتها الأخوات- إخراج أعداد كبيرة من النساء الداعيات؛ بحيث لو تصورنا -مثلاً- أن النساء اللاتي يقمن بالدعوة في مدينة جدة عشرون امرأة لوجدنا بأن امرأة واحدة مطالبة: بأن تخصص للدعوة في اليوم الواحد -مثلاً- أربع أو خمس ساعات، وهذا الأمر صعب بحكم ظروفها الشخصية والاجتماعية وغير ذلك، ولكن لو تصورنا أن هذا العدد تحول من عشرين امرأة إلى مائة امرأة وأصبحت كل واحدة من هؤلاء النسوة تشعر بأن عليها مسؤولية الدعوة؛ لكان يكفينا من هؤلاء المائة أن تقوم كل واحدة منهن يومياً بساعة واحدة في الدعوة إلى الله، وتغطي مائة ساعة من التي كانت تغطيها عشرون امرأة، إذاً ينبغي أن نعمل على مشاركة عدد كبير من النساء، وليس شرطاً في المرأة لكي تكون داعية أن تكون عالمة ولا فقيهة ولا مفتية، بل ولا حتى كاملة، ولا مانع أن تدعو المرأة وهي عليها بعض الأخطاء، وتدعو الناس إلى الله عز وجل، وتدعو النساء في الأمور التي أصابت فيها، ولو قال قائل كيف تدعين وأنت عليك ملاحظة كذا وكذا..؟ قالت: نعم، أنا أدعو إلى أشياء من الدين، وعليها أدلة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذه الأخطاء -جزاكم الله خير- أن نبهتموني عليها، وأرجو الله أن يعينني على تداركها في هذا السبيل، على فرض أني ما وافقت في التخلص منها فكما قيل
خذ من كلامي ولا تنظر إلى عملي فلا يضررك قولي ولا يضررك تقصيري.
أما مسألة قيام المرأة بدور الأب فهو جزء من الدعوة، فلماذا تتصورين أن الدعوة فقط هي إقامة دروس ومحاضرات من النساء البعيدات، فأنت تقومين في البيت بدور الدعوة، وتربية الولد من الدعوة، وإنشاء معاني الجهاد والتضحية عند أولادك من الدعوة، وتربية بناتك على الحياء والعفاف والتطهر من الدعوة، وينبغي فيما يتعلق بالذكر والدعاء وما إلى غير ذلك ينبغي أن تحرص المرأة على الاستفادة حتى من أوقاتها التي تقضيها في المنـزل، وتستعد لاستقبال زوجها، فهي تستطيع أن تعمل بالوصية التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي قال: {يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، يقول هذا الرجل: أنا تشتت ما أدري ماذا آخذ، وماذا أدع، قال له النبي صلى الله عليه وسلم، لا يزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى}.
ملاحظة: رجاء عمل محاضرة خاصة تخص الرجل تخص أموره كاملة؟
الجواب: أعتقد أن هذا السؤال ليس ضرورياً في هذا الموقع بالذات؛ لأن الحديث موجه إلى المرأة ومن الممكن أن نعالجه بمناسبة أخرى، وأتذكر موضوع السؤال عن بعض الكتب وقد ذكرت قائمة طويلة بالكتب المناسبة بالمرأة في درس خاص عنوانه (هموم فتاة ملتزمة) وسوف يطبع قريباً -إن شاء الله- وسوف يكون في كتيب في متناول الأخوات.
الجواب: وهذا ناتج عن سوء التربية، لأن الصحابة رضي الله عنهم ما كان الواحد منهم يسمع عن الرسول إلا ينتظر حتى ينتهي السماع ليقوم بدور العمل والتطبيق لم يكن عندهم فاصل لدور التلقي ودور التطبيق، فهو يتلقى من أجل أن ينفذ، ولذلك لا تجدين في حياة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أناساً متفرغين فقط لطلب العلم أبداً، يجلس المجلس الآن ليسمع أمراً أو نهياً ثم يقوم وينفذه، ويذهب إلى البيت فيقول لأهله أمر اليوم بكذا، ونهي اليوم عن كذا، وسبحان الله! كانوا مثل الجنود في ميدان المعركة ينتظرون أوامر من القائد فمجرد ما يصدر الأمر يتم التنفيذ حالاً، أما اليوم فأصبح كثير من المسلمين يستمع وقد يعطي حكماً على ما يستمع فيقول: والله اليوم استمعنا إلى محاضرة قيمة، وأمس استمعنا إلى محاضرة جيدة، ومرة أخرى فيقول: إلى محاضرة لكن ما كانت بالمستوى المطلوب، ومرة يقول: والله كان كذا، ومرة المحاضرة ما كانت على مستوى الحاضرين، ومرة كذا، يهمه تقييم المحاضرة على المستوى الذي صار فيه؛ لكن أن يسمع من أجل أن ينفذ ويطبق ويقول: هذا خير عرفته فسأعمل به، أو شر عرفته فأتركه؛ هذا -مع الأسف- غير موجود، وينبغي أن يكون هذا أحد القضايا التي يتحدث عنها مع المسلمين الرجال والنساء.
الجواب: إذا كان هذا العطر على الأطفال وليس على المرأة نفسها فلا حرج فيه -إن شاء الله- وإن كان الأفضل أن لا تستعملينه إذا كنت تتوقعين أنكِ سوف تمرين على رجال، لاحتمال أنهم سوف يتوهمون أن هذا العطر صادر من المرأة ذاتها.
الجواب: الذين يتعاملون بالربا على نوعين: النوع الأول: رجل كل كسبه من مال ربا، بمعنى أن ماله (100%) من مصادر ربوية، فهذا لا يجوز الأكل منه، ولا قبول هديته حتى لو كان أباً أو زوجاً، وعلى كل حال هذا النوع قليل.
النوع الثاني: إنسان يتعامل بالربا لكن له مصادر أخرى، فقد ورث بعض المال عن أبيه أو جده، وله عمارة ودكان وله كذا وله كذا.... فهذا يعتبر ماله مختلطاً مشوباً فيه مال حلال وفيه مال حرام فهذا يجوز التعامل معه، وقبول هديته، والأكل من طعامه وأنت تعرفين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل عند اليهود، ودعاه يهودي إلى خبز الشعير وإهالة سمن فأكل عنده صلى الله عليه وسلم، وأكل عند المرأة اليهودية التي دعته في خيبر ووضعت في الشاه سماً؛ مع أن اليهود وصفهم الله تعالى أنهم من أكلة الربا، وأنهم قد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل.
الجواب: أنا لا أستطيع أن أتكلم عنها بالذات لأنني لا أعرف واقعها. في الواقع من السابق لأوانه أن أتكلم عما لا أعرف، لكنني أقول: يمكن أن نقسم هذه الأعمال إلى نوعين: النوع الأول: يوجد نشاط متحفظ وملتزم بجميع الشروط والضوابط الشرعية، فالمرأة فيه بعيدة عن الرجال، بعيدة عن الاختلاط، بعيدة عن أن ينظر الرجال إليها، بعيدة عن كل ألوان المخالفات الشرعية، ويكون هناك ذهاب إلى مكان قريب، وليس فيه أيضاً سفر يتطلب وجود محرم، يتطلب وجود مثل هذا القبيل وفيه فائدة، هذا لا بأس به.
النوع الثاني: قد يكون النشاط -أحياناًُ- إسلامي، ولكن فيه مخالفات ومجازفات وتجاوزات كثيرة، وربما قرب من الرجال، أو اختلاط بهم الناس، أو حتى مع المرأة لها ضوابط وحدود، فمثلاً إذا كانت (السباحة) واقفة معبراً هل من حق المرأة فعلاً أنها تسبح مع نساء أخريات؛ مع أنه ربما يترتب على هذا ظهور بعض أجزاء من جسدها أو بملابس ضيقة أو غير ذلك، هذا لا يجوز!!
الجواب: إذا كان هذا الزواج ما فيه إلا الدف فقط، والغناء الذي يقوم به نساء حاضرات بعيد عن الكلام الفاحش، والكلام المثير للشهوة، وفي وسط النساء، وبدون مكبر الصوت فلا يسمعها الرجال، وبدون تصوير هذه الحفلات؛ فلا أرى حرجاً في حضوره، أما إذا كان فيه تصوير الفيديو -كما هو الواقع في حال الكثير من الزواجات- أو فيه غناء من الأغاني المتداولة التي تذاع أحياناً في الإذاعات، والتي تقدم في التلفاز، وقد يكون الغناء أحياناً عبر أشرطة وعبر مكبرات الصوت التي يسمعها الرجال، وقد يكون فيه اختلاط، وقد يدخل العريس على زوجه أمام النساء، وقد يصافحها، وقد يجلس بجانبها -كما هو الواقع في بعض البيئات- فلا شك أن هذا لا يجوز حضوره إلا إذا اعتقدت المرأة أنها تستطيع أن تغير هذه المنكرات.
الجواب: هذه القضية أصلاً بالدرجة الأولى هي قضية فراغ، فالفتاة إذا شعرت بالفراغ وأنها تظل أربعة وعشرين ساعة ليس لها عمل تؤديه في المنـزل بالتأكيد سوف تشعر بما عبرت عنه الأخت (بالطفش) وأنها بحاجة إلى أن تخرج السوق أو إلى غيره للتمشية هذا جانب، فإذا استطعنا أن نملأ وقت الأخت بالنافع المفيد من الكتب، من الأشرطة، من النشاطات، من الاتصالات، من الأعمال فسوف تجد الراحة؛ حتى في استغلال مواهب الفتيات فقد تكون هذه الفتاة عندها موهبة الخط، وأخرى عندها موهبة الرسم، وثالثه ورابعة عندهن مواهب معينة؛ فنحاول أن نغرقهن في الاستفادة من هذه المواهب وتحريكها، يمكن أن تأتي بالخير الكثير عليهن هن، وعلى بعض النشاطات الإسلامية على صورة المتدينات في المجتمع، فإذا استطعنا أن نملأ وقت فراغهن فسوف يزول هذا أو على الأقل يخف.
أمر آخر: ينبغي أن يكون هناك قدر من إعطاء الفتاة شيئاً من الفسحة بما لا يتنافى مع حفظ وقتها ولا مع أخلاقها، فيذهب بها -مثلاً- أبوها أو أخوها أو زوجها في جو من الحشمة، وبعيداً من المنكرات، وفي حالة أنه رأى شيئاً من عدم الحشمة أو رأى شيئاً يعيب لا يسكت بل يعيب ويبين أن هذا عيب أو هذا خطأ، فإذا وقف على مشهد غير جيد تحدث أن مثل هذا الأمر: ما هي عواقبه، وما هي نتائجه، حتى تأخذ هي العبرة من غيرها، والسعيد من وعظ بغيره.
وأيضاً التربية لها دور كبير: فالمرأة إذا اعتادت على كثرة الخروج من المنـزل أصبح المنـزل بالنسبة لها كالسجن، تشعر بأنها مكبلة فيه حتى تخرج؛ لكن إذا كانت معتادة أن تظل في المنـزل وقتاً طويلاً لم تشعر بأي كلفة أو مشقة في ذلك.
الجواب: هذه الصور أولاً بعضها صوراً مجسمة تحاكي الصورة الحقيقة، مثلاً صورة بنت كأنها صورة بنت حقيقة، هي دمية، لكن بعينين وأنف وفم، وأحياناً مكياج وأذنين وجميع التقاسيم واضحة، وهذا في اعتقادي أن مجرد اقتنائها يعتبر حراماً فضلاً عن أن كثيراً من هذه الألعاب هي عبارة: عن وسائل للإفساد، ووسائل للتخريب، ووسائل للتنصير أيضاً، فقد تجدين من هذه الألعاب صديق مع صديقته يذهبان للنـزهة، ويذهب معها للسباحة وإلى الملهى، وأحياناً تكون بملابس شبه عارية، كل هذه الأشياء يتعلم الأطفال من خلالها الكثير الكثير، ولذلك ندرك إن مثل هذه الألعاب هي نوع من الغزو المركز الذي قد لا تدركه الأم لأنها كبيرة، ولكن نفسيات الأطفال تتأثر به إلى حد بعيد.
الجواب: أسأل الله أن يتقبلك فيمن باعوا أنفسهم لله عز وجل، وأن يثبتك بقوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يكثر في المسلمين من أمثالك إنه على كل شيء قدير، وأما ما يتعلق بهذا الاقتراح فهو من الناحية النظرية اقتراح وجيه جداً متى وجدت الأنظمة التي تحكمه وتضبطه، وأما من الناحية العملية فربما يكون معه بعض الصعوبات، ومع ذلك فإنني أعد الأخت بأن أتدارسه مع إخواني من المشايخ وطلبة العلم والدعاة لعله أن يكون ثمة سبيل على تنفيذه ولو بشكل جزئي.
الجواب: عملها في المنـزل ومع زوجها ينبغي أن تشعر أنه جزء من الدعوة، فيجب أن تشعر به وهي تدعو زوجها، وإن كان زوجها داعية تيسر له الجو المناسب لاستمراره بالدعوة هذا جزء من عملها.
ثانياً: نعم نشاهد أن هناك عدداً غير قليل من الفتيات يعتبر زواجها هو الحلقة الأخيرة من سلسلة نشاطها الدعوي، ونستطيع أن نقول: إن فلانة انتقلت إلى بيت زوجها -رحمها الله- فانتهى بذلك عملها، وكل شيء يتعلق بماضيها، وكل ما أصبحت تملكه مجرد ذكريات حلوه ترددها بين الحين والآخر وهذا لا يكفي:
إن الفتى من يقول هأنذا ليس الفتى من يقول كان أبي |
ولا ينبغي أن تكون الفتاة (كنتية) تتلذذ فقط بترديد ذكريات سابقة، بل ينبغي أن يكون حاضرها خير من ماضيها، ومستقبلها خيراً من حاضرها.
ثالثاًً: ينبغي للأخت الداعية أن تختار زوجاً مناسباً لها أي: تختار الزوج المناسب الذي ترى أن طبيعته ملائمة لطبيعتها كداعية، فمثلاً: إذا كانت الأخت الداعية اختارت أو وافقت على رجل هو الآخر تعلم أنه مشغول بالدعوة إلى أذنيه، تعتقد الصورة هنا ليست ناضجة تماماً وهذه تواجه مشكلة فعلاً, فهذا الرجل لا يستطيع أن يذهب بها إلى مجالات الدعوة، وهو نفسه مشغول، وبحاجة إلى توفير جو مناسب له في البيت، فستجد نفسها هي مضطرة إلى أن تتنازل عن دعوتها؛ من أجل أن يستمر هو في دعوته، لكن لو أنها قبلت بشاب مستقيم صالح وطيب ويمكن أن يساعدها هو؛ بل يمكن أن يكيف هو نشاطاته معها -وأعرف نماذج من هذا القبيل طيبه جداً- فإن هذا من أهم الوسائل التي تجعل الفتاة تستمر في أعمالها الدعوية، ومع ذلك هذا نوع من الجهاد في التوفيق بين الواجبات، فالواجبات كبيرة -لا شك- وأكبر من إمكانيات الإنسان فيسعى الإنسان للتوفيق بينها، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري : {سددوا وقاربوا}.
الجواب: أولاً: من أبرز صور الجهاد أن تصل المرأة إلى هذه الدرجة من الوعي في إدراك حقيقة الموقف الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وأن المرأة حينئذٍ ينبغي أن تكون في خندق المواجهة مع أعداء الإسلام وخصومهم.
ثانياً: ينبغي أن ندرك أن هذا الوقت الذي نعيشه هو وقت الجهاد بالدعوة والإصلاح والتربية، فإن الأمة المسلمة وإن كانت تواجه حرباً في فلسطين، أو في البوسنة والهرسك، أو في أكثر من بلد إسلامي إلا أنها مع ذلك لم تصل إلى حد درجة المواجهة الواضحة المكشوفة مع العدو النصراني اليهودي، وأعتقد أن هذه المواجهة سوف تأتي غير بعيد كما تؤشر إلى ذلك كثير من الأحداث، وعلى سبيل المثال: قرأت تقريراً يتكلم عن كثير من المسلمين في دول البلقان، وأنتن تسمعن كثيراً أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك، وكيف وصل الحال إلى حد محاولة التصفية للوجود الإسلامي، هؤلاء المسلمون الذين يقتلون ليسوا من المسلمين الأتقياء الذين يقومون الليل ويصومون النهار، هم مسلمون عاديون، حتى إن بعضهم لا يصلي وبعضهم بعيد عن الإسلام، ولكن لهم انتماء ديني، وعندهم شعور بالإسلام، وعندهم استعداد للتعلم. فـالنصارى لا يطيقون وجود إنسان مسلم أصلاً، أو اسمه محمد أو عبد الله أو غير ذلك، ولا بد من القضاء عليه.
والمسألة الآن مسألة تصفية جسدية وقضاء على الوجود الإسلامي مع تأييد واضح من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها لهذه العملية التنصيرية، حتى نجد أن بطرس غالي هذا النصراني المتعصب أصبح يعترض على تدخل الأمم المتحدة في تلك البلاد، ويطالب بأن تتدخل في الصومال وغيرها من البلاد الإسلامية، من أجل منع المسلمين من الوصول إلى السلطة، ولكنه يمنعها ويحارب تدخلها أو وصولها إلى داخل البوسنة والهرسك؛ لأنه يريد أن يتمكن بني جنسه وبني دينه من القضاء على المسلمين.
وقرأت تقريراً يقول: إن هناك مخاوف تتزايد في بلاد الغرب أن تتطور هذه الحرب إلى معركة دامية في جميع دول البلقان، وأن المسلمين مثلاً في كوسوفا وهي واقعة تحت حكم الصرب، وعددهم يزيد على مليونين ويشكلون (90%) من هذه الولاية أنهم الآن قد طالبوا باستقلالهم، وقد عينوا لهم رئيساً، ويطالبون دول العالم بالاعتراف وفي حالة ما إذا لم تعترف دول العالم بهم فإنهم يجمعون الآن أسلحة ويخزنونها، وربما يقومون بثورة عارمة وقوية، فإذا قام المسلمون فلا شك أن الصرب سوف يجدون أنفسهم بين فكي الكماشة، فالمسلمون في البوسنة والهرسك يقاتلونهم، والمسلمون في كوسوفا يقاتلونهم، فضلاً عن وجود للمسلمين في الجبل الأسود، ووجود المسلمين في ألبانيا وغيرها من الدول، وربما كانت هذه شرارة لحرب ضروس بين الإسلام وأعدائه، ولكن لا يزال الأمر دون ذلك، وهذا لا يعدو أن يكون تحليلاً أو توقعاً، فالميدان الذي نتطلب أن يكون الجهاد فيه هو الجهاد بالدعوة، الجهاد بالتعليم، الجهاد بالتربية، الجهاد بالإصلاح، الجهاد بالمشاركة المالية؛ فهذا من أكثر ما نحتاجه من الأخوات المسلمات.
ثانياً: أرجو إفادتي في أنه إذا مسني الضر في أمر من الأمور وأحسست أن علىّ أمر طبيعي، وأردت الذهاب إلى شيخ موثوق ليقرأ عليّ، فهل هذا الأمر ينافي أمر التوكل على الله أم أني أتوكل على الله ولا أذهب إليه؟
الجواب: أما بالنسبة للذهاب لعالم أو طالب علم ليقرأ فهذا لا حرج فيه، وهو أحد الأسباب الشرعية؛ لكن ينبغي أن تراعي الأخت حين تذهب أولاً: التحفظ، البعد عن الملابس الضيقة، البعد عن الطِّيب، ألا تذهب بمفردها بل يكون معها أبوها أو أخوها أو زوجها، ولا تسمح بأن ينفرد هذا الإنسان بها حتى ولو كان صالحاً؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} حتى لو كان هذا الرجل عالماً أو داعية أو قارئاً أو أي شيء آخر يكون الشيطان معه، والشيطان لا يوقر أحداً ولا يحترم أحداً فتراعي ذلك كله، وهذا أحد الأسباب؛ فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقوا المريض، ومن مرض منهم رقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: في الواقع أن هذا الكلام ينبغي أن يكون فيه تفصيل، ونحن نعلم أن هناك من النساء من عرضت نفسها مثل بنت أنس بن مالك رضي الله عنها وعنه، أيضاً استغربت من أبيها وقالت: كيف امرأة تعرض نفسها، فقال: إنها كانت خيراً منك، أي: لا حرج في هذا؛ لكن قد تشعر كثير من النساء أحياناً بحكم تكوينها وطبيعتها أو حساسيتها أن هذا فيه حط من قدرها، أو نيل من كرامتها، فحينئذٍ ليس هناك ثمة داعي، والأصل أن الرجل هو الذي يبحث عن المرأة، هذا هو الأصل أن الرجل هو الذي يبحث عن المرأة ويسعى في الوصول إليها، وما قاله هذا الأستاذ فيه هذا التفصيل الذي أقوله، أما قول الأخت ادع الله أن يرزقني الزوج الصالح والذرية الصالحة، فأسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح وجميع الفتيات المسلمات والمتدينات خاصة أن يرزقهن الناس الصالحين، وأن يملأ حياتهن سعادة وأنساً وتوفيقاً إنه على كل شيء قدير.
الجواب: نعم، هذا صحيح أن الرجل ليس له دور في المنـزل غير الراحة والنوم فقط، والدور الثاني له هو أن يمارس دورة في أخذ قسط من النوم، ولعل الأخت تعتبره جزءاً من الراحة على كل حال، نعم هذا هو بعض تصور الرجال أن دور الرجل في المنـزل هو الراحة، وقد يسوغ لنفسه أنه داعية، وبناءً عليه؛ فهو مشغول عن المنـزل، وأعتقد أنه من التضييع أن تضيع من تعول، {وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول<p>}.
فأنا لا أفهم أن يكون داعية والبيت أصبح له كالفندق يأوي إليه للنوم والشرب والأكل، وما سوى ذلك، بل الذي أفهمه أنه إذا كان داعية حقيقياً فبصماته واضحة على البيت، على سلوك الأهل في البيت، على الأولاد، على كل شيء في المنـزل، ودوره في البيت لا يقل عن دوره في الخارج؛ حتى لو كان بقاؤه وقتاً محدوداً؛ فليس بالضروري أن يكون معنى ذلك أنه يقضي في المنـزل وقتاً طويلاً، ولكن هذا الوقت القصير الذي يقضيه هو وقت مؤثر وفعال، ويعطي أهل البيت حقهم، أنا أجد الآن أن بعض التجار الكبار الذين يتحملون مسؤوليات كبيرة في المجالات التجارية؛ فإذا بحثت عن سيرتهم الخاصة في داخل البيوت وجدت أنهم أعطوا بيوتهم قسطاً لا بأس به؛ حتى أن بعضهم -مثلاً- يخصص للبيت ولو في الشهر أسبوع، في نهاية الأسبوع الأربعاء والخميس والجمعة يخرج بأهله بحيث لا يعلم به أحد، ويخصص هذا الوقت للأهل، للأولاد، للبنات ليتحدث معهم، ويباسطهم ويزيل عنهم كل أنواع الوحشة، أو الغربة، وهم ناس يتحملون مسئوليات جسام وكبار.
فالداعية من باب أولى ينبغي أن يدرك أن أهله أحق بدعوته، ولذلك أقول: ليس صحيحاً أن رجلاً دوره في المنـزل مجرد النوم والأكل فقط؛ وإن كان هذا الواقع بالنسبة لبعض الأزواج.
الجواب: أما إن كانت العدسة من أجل النظر فلا أعتقد أن في هذا شيئاً، أما إن كانت للجمال فبعضهم قد يعترض عليها، وأنا أرى أيضاً أنه جائز أن توضع هذه الأشياء أيضاً، فلا فرق بين ألوان المكياج التي تضعها المرأة متى كان ذلك في حدود الاعتدال.
الجواب: بالنسبة لتجمل المرأة لزوجها أو تجملها بقص شعرها فيه كلام، فمن الفقهاء من يقول بتحريمه مطلقاً، ومنهم من يقول بكراهيته، ومنهم من يقول بإباحته، والذي أذهب إليه: أنه يجوز للمرأة أن تقص شعر رأسها كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها {أن أمهات المؤمنين كن يأخذن من رءوسهن حتى تكون كالوفرة} أي: يكون الشعر إلى ما فوق الكتف تقريباً، وهذا كما قال العلماء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكن تراعي الفتاة في هذا أمور:
الأمر الأول: ألا تتشبه في ذلك بالشباب الأولاد فالبعض تقص شعرها وتنهكه حتى يكون كشعر الولد.
الأمر الثاني: ألا يكون التشبه بالكافرات، -مثلاً- بعض البنات تتابع التسريحات أولاً بأول، وكلما جاءت تسريحة جديدة قلدتها؛ حتى أن من البنات مثلاً من تصبغ شعرها بلون معين، ثم بعد أن تتغير التسريحة تحاول أن تغيره إلى ألوان أخرى، أو تحاول أن تعيده إلى اللون الأسود الذي كان عليه، وغير ذلك مما يدل أنها فقدت شخصيتها واستقلالها، وأصبحت تأخذ كل شيء عن الغرب، ولا شك أن متابعة التسريحات والتقليعات أمر مذموم، ولا يليق بالمرأة المسلمة التي لها قوتها وشخصيتها واستقلاليتها، فلا تكون مجرد سوق لرواج العادات والتقاليد الغربية.
الجواب: إذا كان الذي خرج من جوفه قد تغير بطول مكثه في جوفه فالذي يظهر لي أنه لا بد من غسله، أما إن كان لم يتغير أي أنه خرج بعد أن شربه مباشرة وخرج كما هو من غير تغير؛ فالأظهر أنه لا يعد نجساً ولا يجب إزالته.
الجواب: هذه المحاضرة هي جعلت للرجال والنساء على حد سواء، وليس القضية قضية مواجهة أو مغالبة بين الرجال والنساء، بل على العكس ينبغي أن يكون بين المرأة وبين الرجل قدر كبير من التفاهم والنقاش الهادئ البعيد عن المشادة، فالمرأة لا أعتقد أنها تمثل وجهة نظر النساء، والرجل يمثل وجهة نظر الرجال، لا،خاصة إذا كانت امرأة مع زوجها ينبغي أن تشعر هي وهو أنهم يمثلون شركة واحدة، ولا بد أن يكون هناك تفاهم كبير حول القضايا التي تثور حولها الخلافات فيما بينهم.
أما مسألة المحاضرات: فالواقع أن هناك محاضرات للنساء ليس فقط عن القضايا التي تخص المرأة بل موضوعات كثيرة، وبالمناسبة فهناك دروس علمية مخصصة للمرأة ألقيت منها ما يزيد عن أربعة أو خمسة دروس، وأنا بصدد استكمالها، وأتمنى دائماً من الأخوات المشاركة من خلال الاقتراحات والموضوعات، وبيان الأخطاء الموجودة عند المرأة؛ لأن قابلية المرأة على معرفة عيوب المجتمع النسائي وأمراضه وسبل علاجه، ونفسية المرأة وكيفية مخاطبتها أكثر من الرجل؛ فإذا تحدثنا بالأسلوب التي كتبته المرأة وخاطبت به أختها كان ذلك أبلغ في التأثير في الغالب.
الجواب: أما عنواني فأعيده مرة أخرى؛ لأني لاحظت ارتفاع الأصوات مما دل على أنه لم يكتب جيداً فصندوق البريد عندي: (2782) القصيم - بريدة أو على كلية الشريعة بـالقصيم. ولكني أفضل أن يكون الاتصال عبر الفاكس ورقم الفاكس (063234101) أو رقم الهاتف (063230789) والهاتف بعد صلاة الظهر من الساعة 1 إلى الساعة 2 أما بالنسبة للشيخين فالشيخ سفر الحوالي في جامعة أم القرى. والشيخ ناصر العمر في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض هذا الذي أعرف.
الجواب: أولاً أعتقد أن الأمر ليس معدوماً، قد يكون أقل مما نريد، ويكفي أن بعض الأسئلة التي مرت قبل قليل تتحدث فيها بعض الأخوات عن أنها باعت نفسها لله عز وجل، وآلت على نفسها أن تسلك طريق الجهاد، والدعوة إلى الله تعالى، وطلب العلم النافع، والدعوة إليه، ونحن نطالب الأخوات بأن لا ينتظرن دائماً وأبداً أن يتحدث الرجال عن القضايا هذه بل يكون للأخوات مشاركة ودور كبير.
من أهم القضايا التي ينبغي الطرق عليها أن نطالب كل امرأة أن يكون لها مشاركة في الدعوة؛ ليس شرطاً أن تكون عالماً أو فقيهاً أو مفتياً أو امرأة كاملة حتى تقوم بالدعوة؛ لا، تقوم بالدعوة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {بلغوا عني ولو آيه} وكما قال عليه الصلاة والسلام: نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فوعاه وبلغه إلى غيره، فرب مبلغ أوعى من سامع} فنحن نطالب جميع الفتيات المتدينات ألا يوجد من بينكن امرأة بطالة لا عمل لها في مجال الدعوة، بل تدعو إلى الله تعالى بقدر ما تستطيع؛ ولو كان عندها تقصير، ولا تدعو إلا إلى ما تعلم هي، أما ما لا تعلم فتقول: الله أعلم.
الجواب: تدارس إنشاء جريدة إسلامية مثل الذي طرح قبل قليل عن شأن معهد لإعداد النساء الداعيات هو إن شاء الله قيد البحث والدراسة.
الجواب: على كل حال هذه المحاضرات تسجل، وتلك الأشرطة تشرق وتغرب، وقد بلغني أن الأشرطة التي يقوم بإلقائها الدعاة والعلماء هنا تصل إلى أمريكا وروسيا والصين من ناس ثقات خلال أسبوع واحد وهذه نعمة كبيرة، أما كون هذه الإذاعات الإسلامية أو غير الإسلامية، تتجاهل مثل هذه المحاضرات؛ فهذا ليس أمراً غريباً، وأعتقد أن له ما يفسره، وله ما يؤوله ويبرره في نظرنا.
1- أجد بعض الضغوط على معلماتي من قبل مكتب التوجيه النسوي. فمثلاً مسألة الانتداب من مدرسة إلى أخرى إذا رفضت المعلمة الانتداب، وكان لديها ظروف قاهرة؛ فإن المكتب يلزمني بأن لا أمكنها التوقيع في سجل الحضور والانصراف، وأنا أعتبرها غائبة حتى لو حضرت وأعطت الحصص، وبطبيعة الحال أتجاوز في هذه المسألة وأمكنها من التوقيع، وكثير من الأمور الأخرى هي على هذا المنوال، والتي لا يوجد بها أي تعليمات من الرئاسة، ويلزمونني على فعلها وأن أضغط على معلماتي وأنا أتجاوز.
الجواب: لا شك أن من الواجب عليك أن تكوني راعية بالعدل، والعدل يوجب أن تقولي الحق، ولا شك أنه لو كان هناك أنظمة حتى ولو من الرئاسة، أو تعليمات مخالفة للعدل؛ لكنا نقول: يجب مخالفة هذه الأنظمة مراعاة للعدل؛ لأن النظام نفسه لا يهدف إلا إلى تحقيق المصلحة.
فإذا تبين في حالة من الحالات أو في ظرف من الظروف أن النظام مخالف للمصلحة فأضع النظام جنباً وأسير في الطريق؛ لكن في مثل هذا الوضع مع أنه لا يوجد نظام، ومع ذلك هو ظلم فادح؛ فكيف أسمح أن تكون مدرسة حضرت وأدت الحصص وأرفض أن توقع؟ هذا لا يجوز، وهذا ظلم بل ينبغي أن توقع، وسواءً تعاملت مع التوجيه بأسلوب لبق، أو قلتِ لهم: إنني لا يمكن أن أمنعها، المهم أنه لا بد أن تمكني هؤلاء المدرسات من التوقيع، ومثل ذلك التيسير على من تحت يدك من المعلمات، ومراعاة ظروفهن، والتلطف معهن؛ هذا مما يقربك إلى الله تعالى، ومما جاء به الدين، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {يسروا ولا تعسروا} ولما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال: {يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفروا} فاحرصي على التيسير ومراعاة ظروف الآخرين، والتسامح معهم، واعتبري هذا قربه من الله عز وجل.
2- بعض الحلي الضائع الذي يسقط من الطالبات في ساحة المدرسة نقوم بالإعلان عنه في الطوابير في مرات، ولكن لا تأتي أي طالبة لأخذه، ومن ضمن التعليمات أن الحلي الضائعة إذا بقي في المدرسة لمدة ثلاث سنوات فمن حق المدرسة أن تبيعه وتصرفه في أنشطتها، ولكني لا أعمل بهذا التعليم فأبيع هذا الحلي فأتصدق به إلى الأفغان أو للبوسنة والهرسك، هل تصرفي هذا سليم أم لا؟
الجواب: أرى أنه لا بأس بهذا التصرف، أيضاً متى تيقنت بأنه لن يكون هناك مسألة إداريه لك أو معاتبة بمثل هذا العمل، فلا بأس؛ لأن هذا من الضائع الذي يصرف في المصالح العامة، ولا شك أن مصالح المسلمين كـالبوسنة والهرسك أو غيرها أحوج وأعظم حاجة؛ خاصة في مثل هذه الظروف من بعض النشاطات المدرسية التي يمكن أن تغطى بأسلوب آخر.
3- مسألة المقصف المدرسي التعاوني، إدارة التعليم بمنطقتنا أعطتنا كيفيه تقسيم الأرباح، فيكون نصيب الطالبة كذا إلى آخره، والباقي يصرف في الأنشطة والخدمات والمعونة الاجتماعية وغيره من الأمور. ما حكم ذلك؟
الجواب: الذي يظهر لي أنه لا بأس بهذا شريطة أن تكون الطالبات المشاركات في المقصف على علم بذلك، فيكون هناك شرح لنشاط المقصف قبل أخذ مساهمة الطالبات، فتجمعين الطالبات أول السنة وتقولين لهن: نظام المقصف كذا وكذا، والأرباح توزع كالتالي...، من أحبت منكن أن تشارك على هذا الأساس فلتشارك، وحينئذٍ يكن راضيات بهذه القسمة ولا يكون في ذلك حرج.
الجواب: البنطلون فيه مفاسد عديدة من تحجيم أو بيان حجم أعضاء المرأة، وفيه من الفتنه والإثارة الشيء الكثير، ولذلك أرى أن المرأة إن استجازت -مثلاً- في بيتها الخاص أمام زوجها فقط؛ فهذا لا شك أنه لا بأس فيه، أما أمام النساء الأخريات فلا أرى أن تلبسه.
الجواب: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ [النور:3] فإذا علمت أن هذا الرجل يرتكب الفواحش، ويصر عليها، ويبحث عنها، فمن الدين والأمانة والنصيحة أن تبلغ المرأة المخطوبة بذلك، وأما إن كان في زلة ولعله تاب منها فلها أن تستر عليه حينئذ.
الجواب: الأصل قول الرسول عليه الصلاة والسلام كما في حديث في البخاري {لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم} وقوله: لا تسافر: عام يشمل كل سفر، وكل ما سمى سفراً لا يجوز للمرأة أن تخرج فيه إلا مع ذي محرم زوجها، أو أخوها، أو أبوها، أو قريبها، أو ابنها الذي هو محرم لها، أما إذا كان هذا الأمر خارجاً عن إرادتها مثل أن توجد في بلد ليس فيه محرم، وهي مضطرة إلى أن تسافر إلى بلد آخر لظروف قاهرة، وخاصة، واستثنائية؛ فالضرورة تقدر بقدرها مثل لو كانت في بلد صار فيها حرب أو قتال أو ما أشبه ذلك، واضطرت إلى السفر، أو كانت عند المشركين واستطاعت أن تنفك وتأتي إلى بلاد المسلمين؛ فقد ذكر العلماء أن لها أن تخرج، ومثله إذا كان هناك حاجة ملحة في ذهابها، وذهبت مع مجموعة من النساء مأمونات دينات موثوقات، والفتنه مندفعة حينئذٍ، فكل حالة لها أحكامها.
الجواب: لماذا كان الباطل أكثر من الحق؛ لأن أهل الباطل جاهروا بباطلهم وأهل الحق استحوا أو تستروا حتى من إعلانه وإظهاره، ولذلك أقول: إنه كلما استطعنا أن نجند الفتيات في حمل الحق والدعوة إليه والمشاركة فيه -كما طلبت من قبل- في الدخول في أوساط البنات؛ حتى ممن يظهر عليهن بعض مظاهر الانحراف والتقصير، والتأثير عليهن استطعنا -بإذن الله عز وجل- أن نحول هذا الاتجاه ليكون الحق أغلب، والحق على كل حال غالب ولو كان قليلاً، فإن أهل الحق أقوياء بإذن الله.
الجواب: إن شاء الله سوف نخاطب به إدارة تعليم البنات، وينبغي أن يكون الانتباه على هؤلاء الطالبات، وأن لا يكون لهن تأثير سيئ على الطالبات المسلمات، وينبغي أيضاً أن يكون هناك جهود لتحويل هؤلاء إلى فتيات مؤمنات.
الجواب: إن رفعت المرأة بقدر ما تسمع هي نفسها للحاجة؛ مثل أن تكون عندها شيء من الوسوسة فلا حرج.
الجواب: أما خروجها مع السائق بمفردها فلا أراه، وعلى أقل تقدير عليها أن تخرج مع مجموعة من النساء، وأما التقصير في أمور البيت فهذا أمر نسبي، فإذا كان هناك تقصير ظاهر يؤثر في البيت وفي نفيسة الزوج فلا شك أن الأقربين أولى بالمعروف، وبيتها أحوج بها، أما إن كان هذا التقصير يمكن تداركه أو تلافيه والمسالة مسألة استثنائية فهذا يقدر بقدره.
الجواب: ينبغي أن توقظيه يومياً، وأن تبذلي جهدك في إيقاظه، ولا تيئسي من روح الله؛ فإذا عجزت عنه فصلي أنت ولو كان هو لا يصلى مع الجماعة؛ لكن لا تيئسي منه، ولا بأس أن تعطيه بعض الكتيبات والأشرطة، وتحرصي على تحريك قلبه بالخوف من الله عز وجل، وتذكيره بواجبه ومسئوليته.
الجواب: إذا كان هناك ما يدعو إلى السؤال مثل أن يكون تأخراً مريباً أو تأخراً غير معتاد فمن حقها أن تسأله؛ لكن ليس سؤالاً محقق، لأن الرجل دائماً يشعر بالكبرياء فربما في مثل هذه الحال يعاند في أن يجيب على المرأة، لكن إذا استقبلته بالبشر والترحاب، وبعد ما هدأت الأمور تنظر في الساعة وتقول: سبحان الله! الآن تأخرت يا أبا فلان ولم يكن هذا من العادات! بحيث أنها تعرض الموضوع، وتستطيع أن تتسلل بطريقة معينة دون أن تواجهه، لماذا أنت تأخرت؟ وأنت تهرب من المنـزل وأنت! وأنت!! وتصبح القضية في حالة شديدة، وربما كان الزوج في حالة غضب، أو تأخر لحادث، أو تأخر لسبب معين؛ فيكون مشحوناً، وربما تكلم بكلام في مثل تلك الظروف لا تحمد عقباه.
الجواب: لا، لا تتركيه، استمري في دعوتك.
الجواب: لا، ينبغي أن تغطي المرأة وجهها، فالحكم الشرعي لا يخص الداخل، بل هو في كل مكان، ولكن هناك طرق ووسائل لتغطية الوجه تختلف من بلد إلى آخر.
الجواب: إذا كانت نوت العمرة -أصلاً- فينبغي أن تحرم من الميقات، أما إن كانت نية العمرة لم تطرأ عليها إلا بعد أن دخلت جدة فإنها تحرم من جدة نفسها.
الجواب: نعم نحن مطالبون بأمرين:
أولاً: دعم الشريط الإسلامي والمجلة الإسلامية ليس بالشراء فقط، بالشراء وإعارته للآخرين حتى يكون هذا سبيل إلى أن يعجبوا ويشتروا فيما بعد، ومواصلاته أيضاً بالجديد من الأخبار والمقالات، والبحوث، وغير ذلك، هذا من جانب.
الجانب الثاني: أن نقوم بحملة جادة ومستمرة وصابرة على تلك المطبوعات الإعلامية سواءً كانت صحفاً أو مجلات أو كتباً أو أفلاماً أو غيرها؛ من التي تسعى إلى نشر الرذيلة والفاحشة في أوساط المؤمنين، أو تحارب الله ورسوله، وتكون سيئة في عرضها، وتكون سيئة لعرض أحوال المسلمين وأخبارهم، فنقاطعها لا نبيعها، ولا نشتريها، ولا نتعامل معها، بل ونتبنى الدعوة لمقاطعتها في أوساط أقاربنا، ومعارفنا، وزملائنا، وجيراننا؛ لعل الله أن يجعل في ذلك نصراً للمطبوعات الإسلامية الخيرية، وأن يكون هذا درساً لأي مطبوعة تدرك أنها إذا حاربت الإسلام أو واجهته؛ معنى ذلك أنها حكمت على نفسها بالزوال والفناء في وسط هذا المجتمع، وأقول: إذا لم يكن مجتمعنا مجتمعاً نظيفاً ومتصافياً؛ يقبل الخير ويتشربه، ويرد الباطل ويدفعه، فأي مجتمع نطمع أن يكون هو ذلك المجتمع؟!
أسأل الله أن يكون هذا الاجتماع اجتماعاً طيباً مباركاً، وأشكر الله عز وجل الذي كان هذا الاجتماع من قضائه وقدره وتوفيقه، ثم أشكر جميع الأخوات اللاتي كن سبباً في وجود مثل هذا اللقاء، وأسال الله تعالى أن يبارك في جميع الحاضرات، وأن يرزقهن الصلاح في أقوالهن وظاهرهن وسرهن وباطنهن، وأقول: ربنا هب لنا من أولادنا وأزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، وأتمنى أن يتكرر -في فرص ومناسبات- مثل هذا الاجتماع.
وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر