هاهنا أسئلة قد حرصت على ألا أجيب عليها في أثناء المحاضرة، لأن كون المحاضرة دائماً وأبداً محصورة بوقت؛ يسهل سماع الناس وحضورهم إليها، كما يسهل تداولها في أماكن بعيدة من خلال التسجيل، وإلا فليس هذا تهويناً من الأسئلة.
هاهنا مجموعة أسئلة، كلها تدور حول ما حصل في الجزائر.
السؤال الأول: يقول: انتصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ، في انتخابات الجزائر أمر مفرح ومبهج لكل مسلم، ودليل على أن الشعوب الإسلامية لن ترضى بديلاً عن الإسلام، ما رأيكم في هذا الفوز، وما دلالاته؟ وهل ستتمكن الجبهة من تشكيل حكومة؟ أم أن ديمقراطية العسكر سوف تحول دون ذلك؟
وهذا سؤال آخر يقول: سمعنا الأخبار السارة عن جبهة الإنقاذ في الجزائر، وما حصل لها من الأصوات، فهل هذا يعتبر بداية لتحرير الأرض؟ ولكن ماذا بعد ذلك؟
وهذا سؤال ثالث يقول: ما هو توجه الإسلاميين في الجزائر وتدعو لهم؟
الجواب: كان في ذهني مقارنة، لكن سرعة الوقت حالت دون أن أطرحها، الجزائر قبل فترة كانت مستعمرة فرنسية كما هو معروف، وكانت فرنسا بعسكرها وقواتها مسيطرة على الجزائر، وتطارد المسلمين من مكان إلى آخر، ودفع الجزائر مليون إنسان، سفحت دماؤهم على جبالها وفي وديانها وهضابها، لمقاومة الاستعمار الفرنسي، ورحل الاستعمار بعد هذا الجهد الكبير. ولكن ماذا بعد هذا؟
بعد هذا انتهت وصاية الكفار، وجاءت وصاية المنافقين كما تكلمت عنها في المحاضرة، وتبين أنهم كانوا أخطر، لأنهم استطاعوا أن يفعلوا في الجزائر ما لم يفعله الفرنسيون، وغيروا عقول الناس وأخلاقياتهم، ولأن أسماءهم أسماءً عربية وإسلامية؛ ولأن السحنات في وجوههم كانت عربية أيضاً فقد استطاعوا أن يفعلوا في الناس، ما لم يستطع أن يفعله المستعمر الغريب البعيد، وظلت الجزائر -منذ أن تحررت من الاستعمار الأجنبي- ظلت إلى يوم الناس هذا محكومة بغير الإسلام، محكومة بقانون هو القانون الفرنسي، وبأخلاقيات هي أخلاقيات فرنسية وتقاليد فرنسية، محكومة بروح فرنسية، وإن كانت بأسماء عربية.
وهذا يؤكد لك القضية التي تكلمنا عنها في المحاضرة، ويا ليتنا نعيها، وهي: قضية تحرير الإنسان قبل تحرير الأرض، فالأرض تحررت، لكن تحررت من كفر فرنسي، لتقع في براثن كفر عربي.
ولذلك يسأل الأخ هل ما يقع في الجزائر بداية لتحرير الأرض؟
أقول: لعله بداية لتحرير الإنسان، لأن تحرير الإنسان قبل تحرير الأرض، وليست المشكلة عندنا في السلاح، ثقوا بهذا، ولا في عدد وعدة ولا في مال، القضية الأساسية عندنا غياب الإنسان، لأن الإنسان إذا وجد استطاع أن يحصل على المال وعلى السلاح، وعلى أسرار التصنيع وعلى أشياء كثيرة.
لكن في غياب الإنسان، قد تتاح له ملايين الفرص ويضيعها؛ لأنه لا يهمه أن تتقدم البلاد، ولا يهمه أن تكون البلاد تحتوي على أسلحة تقاوم العدو، ولا يهمه التصنيع، إلا مصالحه الذاتية أو الشخصية، فهو عبد لذاته أو شخصه، أو عبد للطاغوت أو ما أشبه ذلك، فهو لا يبالي بشيء.
فأقول: لعل ما يحدث في الجزائر، هو بداية لتحرير الإنسان ومن ثم تحرير الأرض، وهذا يؤكد أيضاً جانباً آخر، وهو: أن تحرير الإنسان هو المهم، فإذا نجحنا فتحرير الإنسان، خابت كل جهود الأعداء في تغيير عقلية الأمة نؤكد أيضاً قضية ثالثة، وهي: أن تحرير الإنسان أقل تكلفة من تحرير الأرض، في تحرير الأرض كان الضحايا مليون، ومع ذلك تحررت لتقع في كفر عربي، لكن تحرير الإنسان قد تكون تضحياته أقل بكثير، ولهذا الاتجاه لتغيير عقول الناس، وتغيير قلوبهم تغيير ولآئتهم، وقناعاتهم، وربطهم بالدين، ولاءً وحباً وبغضاً، وفعلاً وتركاً وأخذاً وعطاءً.
إذاً ربطهم بالدين قضية أساسية، ولذلك إذا أتينا نلاحظ أن المجتمع يتغير، وأصبح يعي ويدرك، وأحاديث الناس في مجالسهم تغيرت، وعقول الناس تغيرت، وتحليلهم للأحداث تغير، معناه: أننا نسير في الطريق الصحيح، لكن إذا كان الإنسان تجره إلى الأمام فيتراجع إلى الوراء، فيجب أن تثق أنه ينبغي أن نظل ندور حول قضية وهي قضية تحرير الإنسان من العبودية لغير الله.
الذي حصل في الجزائر بلا شك له عدة مؤشرات وعدة دلالات، أهمها: أن هذه الأمة كما قال السائل: لا ترضى بالإسلام بديلاً، وأن هذه نتائج تجارب طويلة مع الشيوعية ومع الديمقراطية ومع الرأسمالية، ومع شعارات كثيرة جداً، وفي النهاية فإن الأمة قالت كلمتها، بأن أعطت الجبهة الإسلامية أصواتاً ساحقة، وتخلت عن الجبهة الحاكمة، التي لم تحصل إلا على ستة عشر صوتاً أو أقل من ذلك.
الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، ما هو تاريخها؟ ما هي عطاءاتها للأمة الجزائرية؟
نكاد أن نقول: إن تاريخها جديد وعطاءها جديد، وأسماؤهم، كـعباس مدني، وعلي بلحاج وبقية الأسماء -ربما نحن لأول مرة نسمعهم منذ سنة أو سنتين، إذاً على رغم أنها حديثة عهد، وتاريخها جديد، وربما ما لم تقم على أقدامها بعد، مع ذلك الأمة أعطتها هذه الثقة الكبيرة.
هذا في الواقع ليس سهلاً، هذا يؤكد لك، أن الأمة متعطشة إلى صوت الحق، متعطشة إلى كلمة الإسلام، تريد راية الدين، وتريد راية الإسلام، ويحال بينها وبين هذه الراية بوسائل شتى، ليس فقط بوسيلة القوة والسلاح والعسكر، لا،هذه إحدى الوسائل، لكن يحال بينهم وبينها، أحياناً بالتضليل، أي: بتصوير الدعاة وطلبة العلم والعلماء، وأهل الدين وأهل الإسلام بصورة تحول بينهم، وتوجد حاجزاً نفسياً بينهم وبين الأمة، ولو عرفت الأمة الدعاة والعلماء على حقيقتهم؛ لأعطتهم أكبر من ذلك، ومنحتهم ولاءً أعظم.
ولذلك يجب أن ينـزل الدعاة إلى الميدان والساحة، ويتعرفوا على الناس ويعرفوا الناس بأنفسهم، ويحلوا مشاكل الناس ويساعدوهم؛ لأن هذا جزء من الدين، ولا يجوز أبداً أن نسمح لعلماني أو زنديق أو كافر أن يصورنا للناس بصورة أخرى، فيكون المسلم المصلي القائم الراكع الساجد ربما يكره أحد الدعاة؛ لأنه لا يعرف حقيقة ما يدعو إليه، أو صور إليه بصورة غير حقيقية، فالأمة إذا عرفت الدعاة، لا يمكن أن ترضى بهم بديلاً، ولا يمكن أن تعطي صوتها لغيرهم.
لكن في المقابل أيضاً: هل نعتبر أن ما حصل للجزائر نصر مطلق؟
هذا السؤال كبير، لأني لاحظت أن الكثير من أحكامنا متسرعة، فمثلاً: لما سجن مدني وبلحاج، قال الكثيرون: هذا النتيجة، انظر كيف آل الأمر وبدءوا يحللون. ولكن هل السجن هزيمة؟ هل تعتبر هذه نهاية المطاف؟
معلوم أنه يجب أن تدرس الأعمال، وهل هي خطأ أم صواب؟ هذا لا إشكال فيه، لكن تدرس الأعمال بروح بعيدة وبنظرة بعيدة، ولا ندرسها من خلال تصرف أو عمل جزئي بسيط، فمثلاً أنا أقول: مجرد سجن بلحاج أو عباس مدني ليس هزيمة، بل العكس قد يكون نصراً، وانتصارهم في الانتخابات نستطيع أن نقول: إنه ليس نصراً مطلقاً، بل قد يكون هزيمة لماذا؟
لأنه إذا استطاع أهل جبهة الإنقاذ في الجزائر، أن يكونوا عند ظن الأمة، وأن يكونوا أهلاً للثقة، ويتحملوا المسؤولية بجد، ويضحوا في سبيل رفاهية الناس فلا تنس هذا الجانب، فهو جانب ترفيه الناس حتى في أمور دنياهم، لأن الإنسان لا يتوصل إلى الحق أحياناً، إلا بكثير من أمور الدنيا المباحة، فالناس بحاجة إلى من يثبت، أنه حتى في أمور دنياهم، فالإسلام في أمور دنياهم هو خير لهم من الآخرين، فإذا كانوا على مستوى الثقة، وكسبوا ثقة الأمة، ونجحوا ليس في الانتخابات فقط بل في إدارة ما يوكل إليهم من أعمال، وكسب مزيد من ثقة الناس، فهذا نجاح أما إذا كانت الأخرى، فهذه هي القاصمة، لأن الناس بعد ذلك إذا انصرفوا عن شيء، قد لا يكادون يقبلون عليه، وكما قيل:
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد إليه بوجه آخر الدهر تقبل |
ونحن نعرف أن الأمة في يوم من الأيام منحت ثقتها لأحزاب أرضية بعثية، وشخصيات معينة، وطالما صوَّت الناس لـجمال عبد الناصر من الخليج الثائر إلى المحيط الهادئ، وكلام طويل عريض.. لبيك عبد الناصر، وانتهى الأمر أن الأمة اكتشفت الأمر، وتخلت عنه وعن قياداته وزعاماته، وماتت بموته الناصرية.
وهكذا البعثية والاشتراكية، والشعارات والدعاوى الأخرى والقوميات التي يوم من الأيام صوتت لها الأمة وصفقت لها، لماذا تخلت عنها الأمة؟ لأنها جربتها وفشلت؟
ونحن نقول: الإسلام ليس تجربة، الإسلام دين الله، لكن المسلمين الذين يرفعون راية الإسلام سواء في السودان، أو في الجزائر، أو في مصر، أو في باكستان، أو في أفغانستان، ليس بالضرورة أنهم هم الإسلام، هم فئة تدعو إلى الإسلام، وقد تخطئ في اجتهاداتها وقد تصيب، وبقدر قربها من حقيقة الدين يكون نجاحها، وبقدر بعدها يكون فشلها.
ولذلك، فنحن ينبغي أن نملك قوة في التصور، بحيث لا نحكم على الأمور حكماً قصيراً مقتصراً، فإذا رأينا السجن، قلنا: هذا دليل على أنهم تعجلوا -هذا الحكم متعجل-.
وبالمقابل إذا رأينا الانتصارات، ورأينا الانتخابات، والمسلم لا يملك نفسه من الفرحة، ونحن والله تمتلئ قلوبنا فرحاً، ويكفيك أنه -كما أفاد الأخ قبل قليل- يقول: تعرب إسرائيل عن قلقها من انتصار الإسلاميين في الجزائر وهذا أمر يؤذي أعداء الله من اليهود والنصارى ويزعجهم، ويزعج فرنسا ويزعج غيرها، فكيف لا يسرنا؟
لو قال إنسان: أخرج بهذه الانتصارات فما عليه إلا أن يتخلى عن حقيقة ولائه للإسلام أما نحن فكلنا نعلن فرحنا.
لكن مع الفرح يجب أن يكون هناك دعاء حار كما أشار إليه أحد الإخوة، دعاء حار أن الله تعالى يوفقهم لأرشد أمرهم، ويأخذ بأيديهم إلى ما يكون فيه مصلحة الأمة، بحيث يكونون نموذجاً حياً للإسلام الصحيح، الذي ندعو إليه ونتطلع إليه، وأن يكونوا قدوة للشعوب الأخرى المجاورة، بحيث يرون فعلاً أن الإسلام حل أزماتهم الاقتصادية، وحل أزماتهم السياسية، وحل أزماتهم الاجتماعية، وساهم مساهمة كبيرة، في تحقيق الرفاهية لهم في دنياهم، وفي تحقيق دينهم على ما يحبون وعلى ما يصبون إليه.
هذا تعليق خفيف، ولذلك نقول: الدعاة أقل ما يجب لهم، ليس في الجزائر فقط، بل في كل دولة ترفع راية الإسلام، في السودان مثلاً، نعم! نحن نقول: إنه في السودان الجبهة الإسلامية، وهي التي تقف وراء الحكم ولها اجتهادات خاصة لا نوافق عليها.
لكن في اعتقادي، أن الذي يرفع في السودان هو الإسلام، بغض النظر عن البدع الموجودة، نعم هناك بدع، لكنه إسلام، وهو -بلا شك- خير لا يقاس مع الحكم بالكفر، وكوننا أمام دولة تعلن في وسائل الإعلام بإلزام النساء بالحجاب، والرئيس شخصياً يتحمس للموضوع، ويعلن منع السهرات بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، وإلزام النساء بالحجاب، وتظهر المذيعة -كما يقولون- في التلفاز محجبة.
فعلى الرغم أنه لا يكفينا هذا، لكن هذه نعتبرها خطوة تدل على أن عندهم توجه، وكذلك القضاء على بيوت الدعارة، وكذلك الحرب العالمية التي يواجهها السودان.
فإذا قسنا هذا ببعض الدول، التي أهلها متدينون وصالحون، ويريدون الخير، ومع ذلك يفرض عليهم الفساد بالقوة أحياناً، اكتشفنا أن هذا خير، ونحن نقول: قد يكون من الخير، -أحياناً- من رحمة الله، أن ينتقل الناس من حياة فاسدة، إلى حياة صالحة صلاحاً جزئياً، تمهد نفوسهم وتهيئها؛ لتقبل مستوىً أعلى من الالتزام والخير والصلاح؛ لأن التدرج سنة كونية في كل شيء، ولسنا راضين تماماً عما يجري في السودان لكننا نقول: إن ما يجري الآن في السودان، خير مما كان عليه السودان من قبل، وخير مما يقع فيه جيران السودان وغير جيرانهم، ممن يعلنون صباح مساء تمردهم على الإسلام، أو يحاربون أهله، أو ممن يحاولون مسخ وتغريب المجتمعات بطريقة أو بأخرى.
الجواب: يا أخي! الخطاب الذي قرأته عليكم نحن اقترحنا على الشيخ عبد العزيز إخراجه منذ ثلاثة أشهر، وكان مقتنعاً بإخراجه، لكن كثرة مشاغل الشيخ حالت دون ذلك، وكلمناه في هذا مرة أخرى، واقتنع الشيخ قبل أسبوع في تاريخ (17) ونشره.
ولهجة الخطاب واضحة، ولذلك أنا تعمدت قراءته في المحاضرة، وأنا أحمل كل واحد منكم مسئولية ذلك، سواءً كان خطيباً أو مدرساً أو حتى إنساناً عادياً، أن يقوم بدور التوعية؛ لأن الشيء الوحيد الذي جعل الناس يظنون هذا الظن هو أن أجهزة الإعلام نشرت الخطاب والناس يسيئون الظن بها، فقالوا: ما أعلنته أجهزة الإعلام وتحمست له، إلا أن فيه شيء.
والواقع أني على علم به، منذ أن كان هذا الخطاب فكرة ومشروع، وكيفية صياغته، وتوقيع الشيخ عليه، وما يتعلق به وأبعاده والخطاب واضح أنه يتكلم عن أناس ينالون من الدعاة، في أشرطة وفي مجالس خاصة وفي بعض الأمور، فالمقصود بهذا الخطاب بعض المرجفين في المدينة، ممن يتكلمون في أعراض الدعاة وينالون منهم، وقد سميت لكم في المحاضرة بعضهم فالقضية هكذا، الشيء الوحيد الذي أوجب الشبهة عند الناس هو توقيت الخطاب أولاً، وتصدي أجهزة الإعلام وحفاوتها به.
والحل هو: إذا اهتمت به أجهزة الإعلام يوماً أو يومين، فأنتم اهتموا به اهتماماً متواصلاً، ولذلك أيضاً كنت متحمساً لأن ينشر الخطاب في المحاضرة، ويوزع على الناس، ونتحمس له أكثر مما يتحمسون هم له، وإذا كان حماسهم مؤقتاً فحماسنا دائم، ونتكلم عنه في الخطب ونوزعه، ويتكلم عنه الأساتذة في الفصول، ويتكلم عنه الدعاة في المجالس، ويتكلم عنه المحاضرون في محاضراتهم، بل هناك محاولات أن يطبع البيان بعشرات الألوف، ويوزع على نطاق واسع؛ ليعرف الناس أن هذا الخطاب دفاع عن أعراض الدعاة.
الجواب: هذا السؤال محرج، وضع، ومستقبل أفغانستان، حقيقة هو مستقبل قاتم؛ لأنه في الماضي كنا نقول: الروس، الروس الآن انشغلوا بأنفسهم عن غيرهم، لم يقع في أفغانستان حتى الآن شيء جديد يذكر، والحقيقة نتمنى أن تكون الأوضاع جيدة وحسنة، لكن لعلي أشرت خلال المحاضرة، إلى بعض السلبيات التي تتميز بها أعمال المسلمين، ليس في أفغانستان فقط، بل في أماكن كثيرة.
الجواب: نعم، ضبط الأعصاب واجب، والتثبت مطلوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6] وأجهزة الإعلام فاسقة، فإن جاءتكم بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، وكثيراً ما شوهت أجهزة الإعلام -العالمية والعربية- صور الدعاة، وعلى سبيل المثال في الجزائر، وهي موضوع حديث قبل قليل في الجزائر كانوا يتكلمون عن أنهم يريدون قلب نظام الحكم، والأشياء التي صوروها ليقلبوا نظام الحكم، هي عبارة عن سكاكين صغيرة، ومقصات أظافر، هذه يقلب بها نظام الحكم، في بلد يقال: إنه يسعى للحصول على التسليح النووي! هذه من العجائب، فالتثبت مطلوب خاصة فيما يتعلق بالعلماء.
وأقول كلمة حق أرجو بها القربى إلى الله: يعني بالنسبة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، فهو إمام الزمان من غير منازع، وله من الفضل والمكانة، والصدق والإخلاص، الشيء الكثير، ولا أبالغ إن قلت: لا يكاد يوجد أحد في عيار هذا الرجل، في عالمنا الإسلامي فيما أعلم -والله تعالى أعلم- على الأقل فيمن لقيت، فالرجل له جلالة ومهابة، وفضل وورع، وتقوى وإخلاص وصدق، وتقرب من الله، وعبادة وزهد ونسك، وتواضع وصبر وتحمل، ووالله إنك إذا قرنته بغيره، تعجب أشد العجب مما أعطاه الله هذا الرجل.
كم يأتيه من المشكلات والأسئلة والأمور، والناس يردون عليه من كل مكان، فلا ترتفع نبرة صوته ولا ينفعل، تأتيه أنت وكأنك أول من تأتيه، فتغلظ له في القول، وتشتد وتتكلم، وربما بعض الناس يوبخ توبيخاً، ويرفع صوته، والشيخ يطأطئ رأسه ويستمع، وإذا رفع رأسه توقعت أنه سوف يعاتب أو يلوم، فتجده يقول: لا تغفلوا عنا، اكتبوا لنا وبلغونا وأخبرونا، ولا تنسوا نحن ننسى وننشغل، وكذا وكذا، تجده دائماً وأبداً يطالب الناس بالمزيد.
والله هذا الرجل رباني، أقول: إن هذا الرجل رباني، ليس ملكاً، هو بشر من طبيعته أن يخطئ، لكنه مجتهد وعالم جليل، أسأل الله تعالى أن يمتع بعمره، والله محبة هذا الرجل قربى إلى الله، ومدحه قربى إلى الله، واكتحال العين برؤيته فضل.
الجواب: هل في فلسطين جهاد الآن؟ جاهدوا لتحرير الإنسان، وتحرير الإنسان من رق العبودية للمال، والعبودية للدنيا والعبودية للطواغيت، والخوف من غير الله، والجبن والهلع الذي قتل قلوب الناس، والوهن الذي يسيطر على حياتهم، وتربيتهم تربية إسلامية، وتعليمهم رفع رءوسهم.
الجواب: يكفيك ما سود الله به وجوههم، من خلال خطاب الشيخ عبد العزيز.
الجواب: نحن في الواقع إذا تكلمنا، لا نتكلم عما يحدث حولنا، ولا نعتبر أن ما يجري في بلاد الإسلام يحدث حولنا، لا،نحن نعتبر أننا جسد واحد، وأن ما يقع في أقصى بلاد الإسلام، فهو يقع فينا ولنا، وما يقع فينا فإنه يقع في أقصى بلاد الإسلام، وإذا تكلمنا، فإننا نتكلم هنا كما نتكلم هناك، بل ليس هنا وهناك، فأرض الإسلام واحدة:
أنا عالمي ليس لي أرض أسميها بلادي |
وطني هنا أو قل هنالك حيث يبعثها المنادي |
فالقفر أحلى من رياض في رباها القلب صادي |
ولست أبغي سوى الإسلام لي وطناً الشام فيه ووادي النيل سيان |
وحيث ما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني |
بـالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـالرقمتين ولـالفسطاط جيراني |
ولي بـطيبة أوطار مجنحة تسمو بروحي فوق العالم الفاني |
فليس هناك هنا وهنا، وما حولكم وأنتم، لا،نحن نعتبر بلاد الإسلام واحدة، وإذا تكلمنا نتكلم عن الجميع، وأنا أعتقد أن الداء واحد، قد يضطر الإنسان أن يضرب أمثلة بعيدة، لكن الحقيقة أن الداء واحد.
الجواب: هذه من الإفرازات المطلوبة للنظام الدولي الجديد، ولعلنا نعتقد في أنفسنا -على سبيل حسن الظن والتفاؤل إن شاء الله- أن هذه الأشياء ستكون مؤقتة وأن المسلم سيعي ويدرك، أنه ليس له بعد الله تعالى إلا أخوه المسلم، فأخوك المسلم الذي هو على دينك، هو أقرب الناس إليك.
وتصورك أن الغربي الكافر أو اليهودي، أقرب إليك من الأردني أو من اليمني أو من الفلسطيني، هذه في الواقع جريمة لا تغتفر، ذنب عظيم، لأن معناه أنك ألغيت رابطة الإسلام التي تربطك بهؤلاء وألغيت علاقة العداء الذي هو مقتضى الكفر، الذي قام بها هؤلاء من النصارى واليهود وغيرهم.
فهذا في الواقع يدل على خلل عظيم في الاعتقاد، وخلل في القلب، وطبعاً أجهزة الإعلام أحياناً تساهم في هذا، بل مجالسنا تساهم في هذا، فنحن كثيراً ما نتكلم عن بعض التجاوزات وبعض الأخطاء ونبالغ فيها ونغرق، وكل واحد يأتي بقصة وكل واحد يأتي بمثال، وتجد أن من أسهل الأمور، أن بعض المسلمين يقولون: هؤلاء شر من اليهود، كما قلت لكم في المحاضرة، حتى -أحياناً- يقال هذا الكلام، كيف هذا؟ ما نخاف من الله تعالى، هل جربت اليهود؟ وكيف يكون حكمهم وظلمهم وبطشهم؟!
الجواب: سوف أقرأ بعض أبيات هذه القصيدة، أو ما أحفظ منها؛ يقول:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان |
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان |
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان |
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية أين شاطبة أم أين جيان |
وأين حمص وما تحويه من نـزه نهرها العذب فياض وملآن |
وأين قرطبة دار العلوم فكم من عالم قد سما فيها له شان |
تبكي الحنيفية السمحاء من أسف ما بكى لفراق الإلف هيمان |
على ديار من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عمران |
حتى المآذن تبكي وهي جامدة حتى المنابر تبكي وهي عيدان |
حتى المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلا نواقيس وصلبان |
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان |
يا راكبين جياد الخيل ضامرة كأنها في مجال السبق عقبان |
هل عندكم خبر من أرض أندلس فقد جرى بحديث القوم ركبان |
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم لهالك الوجد واستهوتك أحزان |
يا رب أم وطفل حيل بينهما كما تفرق أرواح وأبدان |
إلى آخر القصيدة، أما قول الأخ: بأنها ذات معان ومشاعر حزينة فما أدري ماذا نستفيد من الحزن؟! يا أخي، نحن لسنا نحتاج إلى الحزن، فنحن نحتاج إلى مشاعر الأمل، ونحتاج إلى مشاعر الطموح، ونحتاج إلى مشاعر الثقة، وإلى قلوب مليئة بحب الله تعالى والإيمان به والتوكل عليه، مشاعر الحزن والإحباط واليأس، هذه لا تجرنا إلا إلى مصائب لا تنتهي.
الجواب: المسلم أعماله الصالحة ما تحتاج إلى الثناء، فالأصل عنده الصلاح، ثم إن الثناء ما أعتقد أن الإنسان يحتاجه، بقدر ما يحتاج إلى تنبيهه إلى الأمور العظام الخطيرة التي يقع فيها، أما اليوم فالثناء هو الأصل، وهناك أجهزة كبيرة مخصصة للثناء، ليست لها مهمة إلا المدح والإطراء، وهذه قد جعلت الكثيرين لا يتقبلون النقد ولا يفرحون به ولا يحتملونه؛ لأنهم تعودوا ألاَّ يسمعوا إلا المديح أو الثناء، فلا يجوز أن نشارك في هذا الإثم.
الجواب: أما لماذا كانت ضدها، فأعتقد أن هذا لا يحتاج إلى بيان. أما: هل هم على العقيدة الصحيحة؟ فمنهم أهل السنة ومنهم شيعة، وأعتقد أن السنة يغلب عليهم طابع التصوف، وهي ما زالت جمهوريات خرجت من شدق الأسد، فمن المبكر أن تسأل: هل هي سليمة أم مريضة.
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه: أنا وأنت من أصحاب العقيدة الصحيحة ونرجو أن نكون منهم ماذا فعلنا؟ فيا أخي من أين تأتيهم العقيدة الصحيحة؟ تنـزل عليهم من السماء! دول عاشت التكفير والتهجير والتضليل والتبديع، بكل صوره وأشكاله، فأنا لا أتوقع إلا القليل النادر نجا من ذلك، لكن يبقى دورنا، وللأسف الشديد أن إيران الآن، أصبحت تقدم نفسها على أنها قيادة للعالم الإسلامي مع الأسف، وهي دولة الرفض.
الآن تفكر إيران في إقامة سكة حديد تربط إيران بـالجمهوريات الإسلامية السوفيتية، وقد أخذت أذربيجان في التعاون معها، تعاوناً اقتصادياً وثقافياً وعلمياً وتعليمياً وصناعياً وغير ذلك، وأحضرتها إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وعندها خطط بعيدة المدى، وأعلنت أنها سوف تقف إلى صف المسلمين في الاتحاد السوفيتي، ليس هناك قوة أخرى قالت مثل هذا الكلام.
وهذا بالواقع يهدد بتحولهم إلى رافضة؛ لأنهم لا يعرفون التمييز بين السني والرافضي إلا في القليل النادر، أما الأغلبية فهم يفهمون أنه مسلم فقط.
الجواب: يا أخي جريدة صوت الكويت، وبعض الجرائد، أصبحت في الحقيقة تحاربنا في ديننا، مثل جريدة السياسة، والصباحية، والرياضية، من الذي يشتري هذه الجرائد؟ والله لقد بلغني معلومات عن جريدة الرياضية مذهلة جداً، يقول: أحياناً بالحجز من البقالات، يحجز قبل أن تأتي لعدد الغد وبعد الغد، وعناية غريبة، من الذي يشتريها؟ أنا وأنت يا أخي!! هذا والله حرام أن نشتري أحياناً الكلام الذي أقل ما فيه، أنه بذاءة وقلة أدب، تغيير لعقول شبابنا وبناتنا، ومسخ لأخلاقنا، وحرب على ديننا، واستهزاء بدعاتنا وسخرية بهم.
كيف تشترون هذا بأموالكم؟!
بل كيف تسمحون للمسلم أن يشتريها؟!
أنا أنادي وأطالب، بأن يكون هناك حملة لا تهدأ أبداً على هذه الصحف، وبالذات التي ذكرت أسماءها، للمطالبة بالتوقف عن شرائها، حتى الشخص الطيب لا يشتريها ليطلع الناس عليها، يمكن يشترى عدداً واحداً ويصور، ويوصل إلى العلماء والمشايخ في كل مكان، أما يشترى عددين، لا،لندع هذه الجرائد تبقى في بقالاتها وفي أماكنها، وتكون رجيعاً لشركات التوزيع، ويبلغ القائمون عليها بأن يخفضوا نسبة المطبوع منها، حتى يعرفوا أنهم قد حاربوا المسلمين في أعز ما يملكون، وأنه لم يبق عند المسلمين شيء، بأن يشتروا الكفر أو النفاق أو الفسق بأموالهم، ليعطوها أولادهم وبناتهم.
أين مواقفنا يا إخوان؟ يا أخي! الهنود لما قاوموا وقاطعوا بعض البضائع الأجنبية، حققوا أشياء كثيرة، ونحن الآن أصحاب دين، وأصحاب عقيدة، وعندنا -ولله الحمد- مناسبات ومشايخ وعلماء، وإمكانيات كثيرة ووعي، ومع ذلك لمّا تمر بالبقالة تجد كثيراً من الناس، أصحاب خير كثير وظاهرهم الصلاح، ومع ذلك يشترون هذه المجلات يا أخي! لا يصلح هذا أبداً، ولا يكفينا منك أيضاً مقاطعتها، يجب مع مقاطعتها أن تطالب الناس بمقاطعتها، وتوعي الناس وتكون لبنة في هذا البناء، ولو أن هذه الصحف كسدت، بسبب أننا شنينا حملة وقاطعناها؛ لتأدب غيرها وعرف الجميع الكلام الذي ينبغي أن يقال.
لكن لما رأوا أن نسبة الشراء قد زادت، بسبب أنهم يعتبرون أن هذا نوع من الإثارة الصحفية والاستفزاز، فهذا يشتري ليرد، وهذا يشتري لينظر وهذا كذا، لما زادت النسبة أغراهم ذلك لمزيد من الهجوم على الإسلام والمسلمين والدعاة.
الجواب: نعم كان متفرقا، لكن ليس كما هو الحال بالنسبة للعصر الحاضر، كان هناك دول كبرى، تحكم رقعة واسعة من بلاد المسلمين.
الجواب: أعتقدُ أن الإنسان الميت أو المريض، استفادته قليلة من الفرص -كما ذكرت في المحاضرة- فقد سقط الاتحاد السوفيتي وقامت دول الكومنولث، ومن ضمنها دول إسلامية، أو جمهوريات إسلامية غالبية سكانها مسلمين، وبعضها غالبية سكانها من أهل السنة أيضاً، ومع ذلك لم تجد دولة إسلامية استفادت بشكل صحيح.
وقد ذكرت لكم عن إسرائيل كيف استفادت، وذكرت عن إيران كيف استفادت، أما العالم الإسلامي فلا يزال يغط في نوم عميق.
الجواب: الشورى في الإسلام مبدأ من مبادئ الحكم، لا يقوم الحكم إلا به، قال تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [آل عمران:159] وقال تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38] ولم يكن أحد أكثر مشاورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح.
فالمشاورة تكون لأصحاب العقول الناضجة، وممن يملكون تخصصاً، ويملكون وعياً وديناً، فيستشارون فيما يخصهم، أما النمط فلا أعلم أن الإسلام أمر أو ألزم بنمط أو صورة معينة، بل كل ما يضمن وجود الشورى، وأخذ رأي الناس فيما يخصهم ويتعلق بأمورهم، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تحقيق المصالح المرجوة من وراء الشورى، وهناك كتب متخصصة فيما يسمى بالأحكام السلطانية، يمكن مراجعتها.
الجواب: هم تحت المجهر لأسباب: لعل هناك سبب إيجابي: وهو أن الناس لا يزالون يثقون بهم، فيعتبرونهم مثل الثوب الأبيض، كلما وقع فيه ولو شيئاً يسيراً، فإنه يغير جماله ويخدش حسنه، وهذا من جانب إيجابي. لكن من جهة أخرى هناك أيدٍ خفية وأصوات مبحوحة، تحاول أن تزعزع ثقة الناس بالدعاة، فتشير هذه الأصابع إلى غلط يحدث هنا وخطأ يحدث هناك، في محاولة تعميم الخطأ على الدعاة في كل مكان والمفروض علينا أمور:
الأمر الأول: أن ندافع عن أعراض الدعاة، بقدر ما نستطيع بالكلام، لكن هذا لا يكفي؛ لأن الكلام بضاعته مزجاة أحياناً، مجرد كلام.
الأمر الثاني: وهو الأهم، أن نكون نحن دائماً وأبداً وسيلة إيضاح، في مجالسنا وأحاديثنا وفصولنا، ومقار عملنا وبيوتنا وحاراتنا وسفرنا وإقامتنا، نحرص على أن نكون نموذجاً أعلى لأخلاقيات الإسلام، فالبسمة لا تغادر وجوهنا، ونعطف على الناس، ونحن عليهم ونلاطفهم، ونتحدث معهم بأدب، ونناقشهم، ونحاول قدر المستطاع، وأن نعطي صورة إيجابية ناضجة ونظيفة للداعية المسلم، بحيث أنه يوجد من الناس -بلا شك- من هجومه على بعض الدعاة من نتيجة جهل، أو نتيجة تضليل، فمثل هذا نستطيع أن ننقذه بأخلاقياتنا.
وكم من الناس من أصبح يحب الدعاة ويثني عليهم؛ لأنه وجد فلاناً أو عاشر علاناً فارتاح له وسُرَّ به، فأصبح يًغيِّر الصورة كلها عن الدعاة، بسبب فلان وفلان، كفى كلاماً أيها الإخوة، لا أقول كفى، نريد المزيد من الكلام في الدفاع عن الدعاة، لكن نريد قبله وبعده أن نكون نحن نماذج حية، للأخلاقيات التي ندعو نحن إليها.
الجواب: ينبغي أن ينكر بالكلمة الطيبة، ويدافع عن أعراض العلماء بقدر ما يستطيع، وفي الحديث الصحيح: {من ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة}.
الجواب: الآن صدرت مجلة المجتمع من جديد، ومجلة الإصلاح، ومجلة الفرقان، وهناك مجلة البيان هذه لا بأس بها، كلها مجلات إسلامية، وإن كان الإنسان ينبغي أن يقرأ بعقل، ليس المقصود أن هذه مجلة إسلامية، إذاً يلغي عقله ويسلم، لا،لابد أن يكون له رأيه واجتهاده.
الجواب: الناس في الدول الإسلامية غالبيتهم مسلمون إن شاء الله تعالى، فالقياس مع الفارق.
الجواب: أنصح بتجنب التكفير والتبديع، إلا على بينة ووضوح، وأن يكون هذا للعلماء فقط، وليس كل من تكلم واجتهد يقول: هذا كفر، وهذا شرك وهذا ضلال، اللهم إلا الأمور الواضحة المكشوفة، فهذه يعرفها كل أحد. كما أن كثرة الكلام في المسلمين والدعاة وطلبة العلم، لا ينبغي، بل الأولى بالإنسان إذا رأى خطأً أن يُقِّومه ويوضحه ويدعو إلى تصحيحه، وإذا رأى صواباً أن يثني عليه، وأن يشتغل بالدعوة إلى الله، وإن رأيت على قوم خطأ فانصحهم، ولا مانع أن تذهب معهم وتعدل خطأهم إن أمكن.
الجواب: هذا العمل جليل وجليل، وينبغي أن نكون كلنا أيد تدعم هذا المشروع متى ما أُعْلِنَ عنه في أي مكان، ولا يكفي أن يكون دورنا مقصور على الشكوى وأنه حصل في المستشفى كذا وكذا، لا يكفي هذا! ينبغي أن ننتقل إلى العمل الإيجابي الجاد والمثمر.
السؤال: سؤال يدور في فكري كثيراً وهو أن: الله سبحانه وتعالى منذ خلق آدم، كان يتحدث بلغة معينة، كان يتعامل مع حواء وأولاده بهذه اللغة طيلة حياته، ثم حدث أن تفرق الإخوة في أماكن شتى وانتشرت بعد ذلك اللغات، الآن نحن في عالم يتحدثون فيه البشر أكثر من سبعين لغة من أين أتت هذه اللغات، بالرغم من أن كل لغة تختلف عن الأخرى؟
الجواب: أما من أين أتت هذه اللغات؟ فهذه قضية تتعلق بدراسة تاريخ الشعوب وغيرها، أما أصل اللغة التي كان يتكلم فيها آدم، فقد ذكر أن آدم كان يتكلم اللغة العربية، وقد قرأت بحثاً لإحدى الأخوات بحث لطيف قرأته مخطوطاً ولم أره مطبوعاً، ذكرت فيه حشداً من الأدلة، على أن لغة آدم كانت اللغة العربية، وبعض هذه الأدلة لطيفة، وبعضها فيها تكلف.
الجواب: أنا أريد أن أسألك سؤالاً في المقابل، هل رجعت إلى كتاب الإصابة لـابن حجر، أو الاستيعاب، أو أسد الغابة؟ المؤكد أنك لم ترجع، لأنك لو رجعت إلى حرف الهمزة؛ لوجدت اسم الأرقم من أول ما يواجهك في هذا الحرف، وقد ذكروا بلاده ووفاته وتاريخه، وله بعض المرويات عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: الأعداء والخصوم والمنافقون، دائماً يحاولون أن يستغلوا كل فرصة، فهم جاهزون لكل شيء، وبقدر قوة أهل الحق أو ضعفهم يكون انتصار أولئك، فأولئك انتصارهم ليس لذاتهم، بل لضعف المقابل، ولعل أقرب مثال: مسألة تحريف الكلم عن مواضعه، فإذا صدر بيان ونجح أهل الحق في الإشادة به والثناء عليه وشرحه ونشره، سكت الآخرون؛ لأنهم عرفوا أن الحق وجد أهله، فتبنوه ودعوا إليه، وعرفوا أنهم لو نشروا أو ساهموا في نشره، معنى ذلك أنهم ساهموا في نشر الحق، والعكس بالعكس.
الجواب: نسأل الله أن يرزقنا التقوى، أما الطيب فهو شيء جيد وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة } فكان يحب الطيب، قالت عائشة: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب الطيب} أما قوله: إني قلت: لو أنفق نصف ماله في الطيب، فهذا لعلي ما قلته، ولا أذكر أنني قلت هذا.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر