أما بعد:
فالليلة ليلة الإثنين الخامس عشر من شهر شعبان لعام 1410 للهجرة وفي هذه الليلة ينعقد الدرس الخامس من سلسلة الدروس العامة وهو الجزء الثالث من الكلام عن الأسماء والألقاب والكُنى, وهذه الليلة خصصتها للكلام عن الألقاب ما يحسن منها, وما يقبح, وما يجوز منها, وما لا يجوز.
والألقاب المقصود بها: ما يطلق على الإنسان على سبيل المدح أو الذم غالباً, فهي ألقاب تطلق على الناس إما بقصد مدحهم في صفة من الصفات, أو ذمهم بها, وقد ورد ذكر الألقاب في القرآن الكريم في قوله تعالى: وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ [الحجرات:11].
عن الأحنف بن قيس التميمي الشجاع, البطل, الحليم، الذي كان يضرب به المثل في الحلم فيقال: (أحلم من الأحنف) وله في ذلك قصص عجيبة منها: أنه كان يوماً جالساً مع قوم, فجاءت الجارية بطعام حار لتضعه، فسقط من يدها على بعض أولاده فأصابه, فغضب عليها غضباً شديداً, فقالت له: [[(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) فسكت وقال: قد كظمت غيظي، فقالت: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال: قد عفوتُ عنكِ، فقالت: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فقال: أنتِ حرة لوجه الله تعالى]].
وقيل له يوماً من الأيام: [[ما حِلْمُك؟ قال: والله إني لأجد مثل ما تجدون, ولكنني أصبر نفسي]] فهو يجد من الألم مثل ما يجد غيره لكنه عود نفسه الصبر حتى صبر, وسمي الأحنف لحَنَفٍ ومَيْلٍ في رِجْلِه, وكانت أمُّه تُرَقِّصُهُ وهو صبي صغير, وتقول:
والله لولا حَنَفٌ برجله وقلةٌُ أخافها من نسله ما كان في فتيانكم من مثله |
فهذا لقبٌ لهُ -الأحنف- لهذا الحنف والميل الذي كان في رجله.
ومثله: الأشج: وهو لقب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه الله، أشج بني مروان, وأشج بني أمية, سقط من على فرسه فشج وجهه وأصابه دم, فكان أبوه يمسح الدم عن وجهه ويقول له: والله إن كنت أشج بني مروان إنك إذاً لسعيد, وذلك لأنه ورد أنه في بعض كتب أهل الكتاب السابقين أن رجلاً يقال له الأشج يحكم هذه الأمة ويَعْدِل فيها, وفيه البشارة بخروجه, وكان أبوه يمسح الدم عن وجهه ويقول: والله إن كنت أشج بني مروان إنك إذاً لسعيد.
فهذه الألقاب لهؤلاء بأوصاف جسمية فيهم، ومثله قال الله عز وجل: أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ) [عبس:2] وهو عبد الله بن أم مكتوم, وكان قد وُلِدَ أعمى, أو عمي في أول عُمُرِه كما سبق تقريره في الدرس الماضي, وكذلك اشتهر عند المترجمين والرواة والمؤرخين ألقاب كثيرة مثل (الأعرج، الطويل، القصير، البطين، الأحول...) إلى غيرها من الألقاب المتعلقة بصفات خلقيه لهؤلاء الملقبين.
الفاروق عمر رضي الله عنه فإنه كان قوياً في الحق يفرق بين الحق والباطل, وكذلك كان الشيطان يفرق من ظله -يعني: يخاف ويهرب- كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـعمر:{ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك} يعني طريقاً غير طريقك, فسمي بذلك.
ومثله: الصديق لأنه كثير الصدق، كثير التصديق, ما بلَّغه النبي صلى الله عليه وسلم بأمر إلا صَدَّقَه, ولما كانت حادثة الإسراء والمعراج كََذَّبَ الناسُ وصَدَّقَ أبو بكر رضي الله عنه, صدَّق أبو بكر فسُمِّي الصديق, وفى صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قصة عجيبة فيها نطق بعض الحيوانات وكلامها فقال عليه الصلاة والسلام: {أما إني أؤمن بهذا أنا و
ولعل منه أيضاً: لقب حيدرة وهذا لقب يطلق على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يقول وهو في معركة خيبر يقاتل اليهود ويقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالصاع كيل السندرة |
فسمته أمه حيدرة, وحيدرة هو: الأسد, يقولون إن للأسد سبعين اسماً في لغة العرب، أحدها حيدرة, فسمي علي رضي الله عنه بـحيدرة تفاؤلاً، وهكذا رضي الله عنه كان من أشجع الشجعان, وأقوى الفرسان, وله في ذلك قصص ومواقف عجيبة ومشهورة, منها قصته في معركة فتح خيبر, فلقب بذلك لشجاعته وبسالته رضي الله عنه.
ومنه: الفياض طلحة بن عبيد الله، لُقِّب بـالفياض لكثرة فيضه وجوده وكرمه رضي الله عنه, وكان غنياً جواداً سمحاً باذلاً للمال, فسمي بـالفياض.
يقول علماء الحديث ومن ذلك: أن محمد بن عبد الرحيم، أحد الرواة كان يسمى صاعقة, هذا لقب له، نـزل منزلة الاسم له بدلاً من أن يقولوا: محمد بن عبد الرحيم يقولون: صاعقة, وذلك لأنه كان قوي الحفظ جداً، ما إن يسمع شيئاً حتى يحفظه, فسمي بـصاعقة لفرط ذكائه وقوة حفظه.
ومنه أيضاً: شيخ الإمام مالك، ربيعة بن عبد الرحمن، أو ربيعة بن فروخ, كان يسمى ربيعة الرأي, وهو إمام فقيه عالم حتى أن الإمام مالكاً رحمه الله لما مات ربيعة, قال ذهبت لذة الفقه بعد ربيعة، سمي ربيعة هذا بـربيعة الرأي لأنه كان بصيراً بالقياس والرأي والتعليم فلقب بذلك.
ومثله أشياء كثيرة تتعلق بأوصاف الملقبين الخُلُقية.
القصة التي ذكرتها فيما مضى: قصة ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، فإنها لقبت به وهذا لقبٌ يعتبر من جهة، وإن كان يدخل في الكنى من جهة أخرى.
لقب لأنه مدح, سميت ذات النطاقين لأنها في حادثة الهجرة شقت نطاقها وهو الشيء الذي تتحزم به المرأة في وسطها, فاعتجرت بواحد وحزمت القربة بواحد فسميت بـذات النطاقين.
وكذلك يشبهه قصة الصحابي: الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم ذا البجادين واسمه عبد الله بن عبد نهم, وقد ذكر العلماء في ترجمته كما ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة وغيره من طرق عديدة وكثيرة جداً أن عبد الله هذا كان يتيماً نشأ في حجر عمه فكان عمه يحسن إليه إحساناً كثيراً ويجود عليه بالمال, فعلم عمه أن عبد الله هذا قد أسلم, فقطع عنه كل شيء حتى إنه خلع عنه الثوب الذي كان يلبسه, ليضيق عليه لعله يرتد عن دينه, فجاء إلى أمه فأعطته ثوباً فشقه نصفين جعل النصف الأول إزاراً, والنصف الثاني رداءاً له, ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وكان يكون حاجباً لباب النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا,ً ومن عجيب وطريف ما وقع له ما ذكره ابن مسعود رضي الله عنه، وورد هذا عنه من طرق عديدة أنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال ابن مسعود: { استيقظت في وسط الليل فوجدت شعلة في المعسكر فقمت فذهبت فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم و
ومثله: ذو النورين عثمان رضي الله عنه؛ لأنه تزوج بنتين من بنات المصطفى عليه الصلاة والسلام رقية, وأم كلثوم, فسمي ذو النورين.
ومثله سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنما سمي سفينة, لأنهم كانوا يحملون متاعاً فكانوا يحملون شيئاً، أما هو رضي الله عنه فقد حمل شيئا كثيراً, وضع على كتفه هذا شيئاً, وعلى كتفه هذا شيئاً, وفى يده شيئاً, وفى يده الأخرى شيئاً, وحمل أشياء كثيرة, وضم بين يديه شيئاً, فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سفينة لكثرة ما حمل من المتاع يومئذ, وهكذا يعرف في الروايات الكثيرة أنه سفينة.
ومثله في مجال الحديث والمحدثين: غندر، وهو: محمد بن جعفر الهذلي مولاهم فإن غندراً هذا لا يعرف في الروايات كما في الصحيح وغيره إلا بـغندر، وأحياناً يقولون: حدثنا محمد بن جعفر, وإنما سمي بـغندر لأنه أكثر من الأسئلة في مجلس ابن جريج كان كل قليل يقوم ويسأل ابن جريج سؤالاً, ثم يسأله, ثم يسأله, حتى ألحفه بالسؤال, فقال له: (يا غندر) فمِن يومِئذٍ أصبح يُعرف بهذا اللقب.
ومثله أيضاً: عند المحدثين: مُطيّن، محمد بن عبد الله الحضرمي: اسم محمد بن عبد الله الحضرمي وإنما سمي مطيناًً لأنه كان في طفولته يلعب مع الصبيان, فأخذوا طيناً فيه ماء وبدأوا يضعونه على ظهره، يطيِّنون ظهره, فمن يومئذ أصبح يسمى مطيناً, واشتهر عند المحدثين بهذا الاسم.
وتجده في التراجم: مثلاً في تقريب التهذيب, وفي تهذيب التهذيب وفي غيرها من الكتب, يقولون لك: مطيناً هو محمد بن عبد الله الحضرمي، وإذا رجعت إلى الفصل الخاص بالألقاب قالوا لك مطيناً محمد بن عبد الله الحضرمي.
سعد القرظ أو القَرظ بفتح القاف, هذا هو مؤذن من مؤذني المسجد المكي مسجد الكعبة, وإنما سمي بـسعد القرظ لأنه كان يبيع القرظ التي تدبغ به الجلود كما قال عليه السلام: {يطهره الماء والقرظ} فكان يبيع بها حتى ربح من ورائها, وعُرِف بها فصار يُسمي بـسعد القرظ وليس كما يتوهم بعضهم أنه منسوب إلى بني قريظة, كلا، فهو مكي.
ومثله زكريا بن يحي السجزي السجستاني , زكريا هذا كان يسمي بـخياط السنة, هل تدرون لماذا كان يسمى بـخياط السنة؟ هذا لقب معبر خياط السنة.
قيل لأنه كان يخيط فيشترط أن يكون الثوب وفق السنة, فوق الكعبين, هذا تعليل جيد, لكن العلماء ذكروا أنه سمي بـخياط السنة, لأنه كان تخصص في خياطة أكفان أهل السنة, يعني إذا مات رجل من أهل السنة كان يخيط كفنه, أما إذا مات مبتدع رافضي أو قدري أو جهمي أو غير ذلك, فإنه يرفض أن يخيط له ويتركه، فمن ذلك سمي بـخياط السنة.
وأمثال ذلك كثير ممن نسبوا إلى أعمال أو مهن قاموا بها كما يقال الخياط، الحناذ، الحناط, القصار، الوراق, إلى غير ذلك.
فهذه من الألقاب التي أطلقت عليهم بحكم المنصب، ويدخل في هذا في عصرنا الحاضر بعض الألقاب المتعلقة مثلاً بالمناصب سواء كانت مناصب إدارية, أم عسكرية, أم علمية, يطلق على أصحابها ألقاب معينة, كما يطلق مثلاً في مجال الدراسات الجامعية، يطلق عليه (دكتور) مثلاً، وإن كان في هذه التسمية ملاحظة سوف أذكرها بعد قليل, إنما المقصود أنه قد يلقب الإنسان بلقب بالنظر إلى الوظيفة أو المنصب الذي شغله, سواءً أكان منصباً مدنياً أم عسكرياً, علمياً أم عملياً, إلى غير ذلك.
ولعل من طريف ما ورد في ذلك: النحام, نعيم بن عبد الله النحام, نعيم النحام هذا إنما سمي بـالنحام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنني دخلت الجنة فسمعت نحمة
وأيضاً من طريق ما يروى في ذلك أن أهل التراجم والسير ذكروا في ترجمة مسدّد, أن هذا لقب له, وليس اسماً, وترجمه عدد من العلماء ممن ذكر قصة طريفة له, منهم: الإمام العجلي صاحب كتاب الثقات وغيره، يقول العجلي: إنه جاء إلى مسدّد هذا فجلس عنده يملي عليه الحديث, مسدّد يملي الحديث, والعجلي يكتب, قال: فكتبت عنه حديثاً كثيراً حتى ضجرت -مَلَّ من كثرة الكتابة- قال: فقال لي: يا أبا الحسين اكتب اكتب، فأمْلَى عليَّ بعدما ضجرت خمسين حديثاً, يمليها عليَّ بأسانيدها قال: ثم خرجت من عنده, فرجعت إليه مرة أخرى في الرحلة الثانية, فوجدت زحاماً على بابه شديداً, حتى لم أستطع الخلوص إليه قال: فقلت: قد أخذتُ حظي منك, قد أخذتُ حظي منك، يعني في المرة الأولى أخذت الحديث منك ما فيه الكفاية.
يقول العجلي: (سألني أبو نعيم ما اسم مسدّد؟ -يعني: نسبه, سألني عن نسبه, فقلت له: مسدّد بن مسرهد بن مسربل بن مستورِد أو مستورَد, والبخاري أضاف بعد ذلك مرعبل -أن هذا اسم جده مرعبل، يقول: فقال لي أبو نعيم: يا أحمد ما أرى هذه إلا رُقْية العقرب, ما أرى هذا اسم إنسان, ما أراها إلا رُقْية العقرب!) وذلك لما في اسمه من الغرابة, والعجمة, فكلها أسماء غريبة وإن كان اسمه الأول مسدّد عربي ومعناه معروف من التسديد وهو التوفيق, هذه الأسباب التي تجعل الإنسان يُلَقَّب بلقبٍ ما.
ومثله أيضاً الغسيل حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، غسيل الملائكة, فإنه رضي الله عنه كان حديث عهد بعرس فلما سمع الهيعة والصياح والنداء للجهاد, قام من على بطن زوجته وخرج للقتال, قبل أن يغتسل فقُتِِل في تلك المعركة, فلما قُتِل وَجَدَ الصحابةُ رضي الله عنه أنه غسل, وأن الماء يتساقط من أعضائه, ولما حملوه وجدوه خفيفاً ليس له محمل, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسألوا زوجته عنه, فذكرت لهم أنه خرج وهو جنب لم يغتسل, فمن يومئذ سمي بـالغسيل, وقد وردت تسميته بهذا الاسم الغسيل في بعض أسانيد صحيح البخاري، فهذه تُمدح لأنها أثر من آثار الطاعة.
فما كان من الألقاب دليلاً على صفة مدح في صاحبه فهو مما يمدح ويحمد.
قال سفيان: وذلك مثل: (شاهٍ شاه) وقد تعجب بعض الرواة كيف أن سفيان - رضي الله عنه ورحمه - يفسر الكلمة العربية بكلمة أعجمية؟! الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ملك الملوك} وسفيان يقول: مثل (شاهٍ شاه)!!
والجواب على ذلك: أن سفيان رحمه الله مثَّل بلقب كان موجوداً في عصره ومشتهراً, حتى يقرب الأمر للناس, ولذلك نحن الآن عندما يقال ملك الملوك لا نعرف لأننا لا نعلم أن أحداً يتسمى بهذا في هذا العصر, لكن (شاهٍ شاه) نفهمه جيداً أننا نعرف أن ملك الفرس الهالك كان يسمى بشاهٍ شاه يعني: (ملك الملوك) (ملك الأملاك) ولذلك الله عز وجل وضعه, وأذله في الدنيا, كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد ألحق بعض أهل العلم كما ذكر الإمام ابن القيم في مواضع من كتبه منها: زاد المعاد في الجزء الثاني, ألحق بذلك التلقب بأمير الأمراء, أو حاكم الحكام , أو قاضي القضاة , حتى أن الإمام ابن القيم قال في بعض أهل العلم: لا يصلح أن يسمى بقاضي القضاة إلا من يقضي بالحق, وهو خير الفاصلين, وإلاَّ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [غافر:68], وهو: الله عز وجل، وإن كان بعض أهل العلم تسامحوا في ذلك, حتى أنك تجد في تراجم بعضهم فلان قاضي القضاة, وقد يكون قاضي قضاة البلد الفلاني, فيقولون قاضي قضاة مصر, أو قاضي قضاة الشام, أو ما أشبه ذلك, لكن علماء آخرين ألحقوها بالألقاب المكروهة التي فيها مضاهاة لـ(ملك الملوك) و(شاهٍ شاه) وما أشبهها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد يكون كثير ممن يلقب بذلك هو بضده, فيسمى ركن الدين وهو هادم الدين, ويسمى عز الدين وهو يسعى في إذلاله, وقد يكون تلقيبه بضد ذلك وعكسه أولى من تلقيبه به, فهذا أيضاً من الكذب, وهو مكروه إلا إذا اشتُهِر بذلك, وكان في تغييره ضرر عظيم على الإنسان فقد يتسامح في هذا، كما يفهم من كلام شيخ الإسلام في الفتوى التي أشرت إليها سابقاً, أما إذا كان على سبيل الابتداء والإنسان مخير فإنه لا ينبغي له أن يطلق مثل هذه الألقاب.
ولعل مما يدخل في ذلك أيضا أن كثيراً من العلماء المتقدمين والمتأخرين كانوا يلقبون الشيخ ابن تيمية بشيخ الإسلام، وهذا اللقب -والله تعالى أعلم- أن الشيخ رحمه الله نفسه قد لا يحبه ولا يريده لنفسه، لا شك في هذا, لكنه لقب عرف به واشتهر فأصبح يتسامح فيه لذلك, ولبلاء الشيخ رحمه الله في الإسلام وحمايته وحياطته للسنة وذبه عنها وصبره عليها, حتى أطبق الناس على تلقيبه بذلك, وإن كان هذا اللقب في الأصل غير مستحسن، إنما يتسامح فيه لما سبق، وإن أمكن أن يلقب الشيخ بغير ذلك كأن يقال الإمام العالم المجتهد الفقيه المجدد المصلح يكون هذا أفضل من التلقيب بـشيخ الإسلام من باب الوفاء للفتوى التي أصدرها الشيخ بكراهية مثل هذه الألقاب, وإذا ثبت أنها مكروهة فإن الأولى تجنبها.
وأشير إلى أن بعض المعاصرين أصبحوا يطلقون على علماء البدعة ألقاب لا تليق بهم, فنحن نجد مثلا في علماء الرافضة من يسمى بحجة الإسلام, وآية الله العظمى, وآية الله, وما أشبه ذلك من الألقاب الفخمة, التي احتجنوها لأنفسهم وتسموا بها وهي منهم براء, وهم براء منها, وحينئذ يصدق عليهم قول القائل:
وكم من أسامٍ تزدهيك بحسنها وصاحبها فوق السماء اسمه سَمْجُ |
وكذلك يقول الإمام الصنعاني في قصيدة يتهجم فيها على الألقاب التي وضعت على من لا يستحقها وذلك في ديوانه يقول:
تَسَمَّى بنور الدين وهو ظلامه وذاك بشمس الدين وهو له خسف |
يعني أسماءً هي في الواقع نقيض حقيقتها.
ولا شك أن الحجة على الخلق هو الرسول صلى الله عليه وسلم, هو الذي جعله الله تعالى حجة على العالمين، كما قال تعالى رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165], ومثل لقب: أفضل العالم، فإن هذا لا يصح إطلاقه إلا على الرسول صلى الله عليه وسلم, وبعض الناس خاصة الشعراء والأدباء يتوسعون في إطلاق بعض الألفاظ لأناس لا يستحقونها، وينسون مقام النبوة، بل ينسون مقام الربوبية والألوهية أحياناً, ولعلكم تعرفون قصة ذلك الشاعر الباطني الخبيث الذي وقف أمام أحد خلفاء الفاطميين يمدحه ويقول له:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنتَ الواحد القهارُ |
وكأنما أنتَ النبي محمدٌ وكأنما أصحابُك الأنصارُ |
فجعل لهذا الإنسان مقام الألوهية ومقام النبوة معاً, وهذا ليس بغريب على الباطنية من الفاطميين وأمثالهم من القرامطة والغلاة, لكن الأدباء حتى من غير الباطنية يتسامحون في هذه الألقاب ويطلقونها على من لا يستحقها, فلا يجوز إطلاق مثل هذه الألقاب على أحد من البشر, وأفضل العالمين أو أفضل الناس هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ومثله (سيد الكل) أو (سيد الناس) أو (سيد ولد آدم) فهذه كلها للرسول عليه الصلاة والسلام، وفى صحيح البخاري وصحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر} وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة نحو هذا اللفظ عن أبي سعيد الخدري: {أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر} فهو سيد ولد آدم, فتلقيب غيره بهذا لا يجوز، مثل أن يقال (سيد الكل) أو (سيد الناس) وهذه موجودة مع الأسف حتى في مجال العلماء كثيراً، وفي المصنفات تجد سيد الناس، وهناك عالم مشهور إمام هو: ابن سيد الناس، شارح سنن الترمذي, وهناك في هذا العصر سيد الكل اسم مشهور في بعض البيئات والمجتمعات.
ومن الألقاب التي ينبغي الامتناع عن إطلاقها لقب (إمام الأئمة) وهذا اللقب يطلق على عالم فحل فذ مشهور, هو الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح, صحيح ابن خزيمة والمصنفات المشهورة المعروفة, يسمى إمام الأئمة، وصاحب كتاب التوحيد أيضاً، وهو كتاب فذ في بابه, لكن الواقع أن إطلاق لقب إمام الأئمة عليه فيه نظر, فإن إمام الأئمة هو محمد صلى الله عليه وسلم, ولا ينبغي أن يطلق هذا اللقب على غيره.
ما رأيكم؟ حسناً نقول: ذكر الشيخ بكر بن عبد الله في كتابه تغريب الألقاب العلمية وهي رسالة لطيفة مفيدة, وكذلك فيما أعتقد في معجم المناهي اللفظية ذكر لقب دكتور وأنه في الأصل كان اسماً عند اليهود لمن يكون حاخاماً عندهم عارفاً بـالكتاب المُقَدَّس, ويشرحه للناس, ثم انتقل إلى النصارى وصاروا يطلقونه على من يعرف الإنجيل ويعلمه, ثم دخل إلى الجامعات في القرن الثاني عشر في بولونيا, ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعات في فرنسا وغيرها, ثم إلى الجامعات العربية والإسلامية, وحذَّر الشيخ بكر من إطلاق هذا اللقب، وقال: إنني كدت أن أنساق مع هذا التيار الذي يطلق لقب (دكتور) لكن الله تعالى حماني من ذلك، لا شك أنه من الجدير بالجامعات الإسلامية أن تسعى في تعريب هذا اللقب والبحث عن لقب عربي إسلامي له, بخلاف مثلاً لقب (محاضر) أو (معيد) فإنها ألقاب عربية لها أصولها التاريخية المعروفة.
كذلك ألقاب الشهادات مثل (شهادة الدكتوراه) أو (الماجستير) أو (الليسانس) أو (الباكالوريا) أو (الباكالوريوس) -كما يقولون- كل هذه ألقاب أجنبية وأسماء أجنبية لهذه الشهادات, فينبغي تجنبها والبحث في إيجاد البديل من الأسماء العربية, التي هي باللسان العربي الذي نـزل به القرآن الكريم.
وكذلك من الألقاب التي تطلق على المناصب، سواءً أكانت مناصب عسكرية, أم غير عسكرية, فمن المناصب العسكرية المشهورة أنهم أحياناً يطلقون على بعض العسكريين (كولونيل) أو (مارشال) أو (ميجور) أو (سنيور) أو غير ذلك من الألقاب والأسماء الأجنبية الأعجمية, التي لا نعلم نحن معناها ولا أصلها, وكان في لغة العرب الواسعة ما يكفي للبحث عن أسماء صحيحة لهذه الأشياء, ولله دَرُّ حافظ إبراهيم، شاعر النيل حين تكلم على لسان اللغة العربية فقال:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي |
رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي |
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي |
إلى آخر القصيدة الجميلة التي تشتكي فيها اللغة العربية من تسرب الأسماء الأعجمية والأجنبية إليها.
هذه أهم الأسماء التي ورد النهي عنها, وأود أن أشير إلى أنه جاء في القرآن الكريم ذكر الكنى، وأن هذا الموضع الذي جاء ذكره إنما يقصد فيه النهي عن الكنى المذمومة التي لا يرضى بها أصحابها, وذلك لأن سبب نـزول الآية كما ذكر المفسرون أن الناس لما جاء الرسول عليه السلام إلى المدينة ربما كان للواحد منهم اسمان فيكره أحدهما, فنـزلت هذه الآية.
وبذلك نكون قد انتهينا إن شاء الله من مبحث الأسماء والألقاب والكنى, وفي الأسبوع القادم سنطرح موضوعاً جديداً إن شاء الله تعالى.
أما الآن فإلى الأسئلة.
الجواب: لا يجوز ذلك, لأن مثل (مِسْتَر) هذه بلغتهم معناها (سيد) بلغة العرب, فلا يجوز لمسلم أن يطلق على رجل كافر (مِسْتَر)؛ لأن (مِِسْتَر) معناها (سيد) فكل كلمة في لغة من اللغات تقابل كلمة (سيد) لا يجوز إطلاقها على الكافر.
الجواب: الذي أتكلم عنه الآن الرشيد أن يكون لقباً للإنسان, لأن فيه تزكية مطلقة له لكن لو كان اسماً له, ربما يكون انتقل من الوصف إلى الاسمية, إلى العلمية المحضة, فلا أرى إن شاء الله في هذا حرجاً.
السؤال: يقول: ما رأيك لو أفردتَ درساً لآداب طلب العلم وتحصيله, والطرق المتبعة في طلب العلم, وتوجيهات حول الموضوع، وإن لم يمكن ذلك فأرجو ذكر بعض الكتب التي تمت بذلك وخصوصاً في باب تنظيم الوقت وتقسيمه.
الجواب: إن شاء الله هذا الموضوع أحد الموضوعات المدرجة في الجدول, ويأتي دوره إن شاء الله.
الجواب: في الواقع أنني لم أذكر أنه لا يجوز أن يتسمى بعز الدين, ولكن هذا من الألقاب المكروهة, ولا يمكن الجزم بتحريمه إلا أن يكون هذا الإنسان فاجراً, أو زنديقاً, فلا شك أنه لا يجوز تسميته بذلك, ولكن الأولى تجنبه حتى لو كان هذا الإنسان فيه خير وفيه عز للدين.
الجواب: كاتب هذا السؤال لعله رمز لاسمه بـابن قتيبة, يبدو لي أن هناك فرقاً, فبالنسبة لاسم ابن قتيبة أرى أنه لا يصلح ذلك في الأصل, لماذا؟ لأن الله عز وجل قال: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ [الأحزاب:5] فدعوة إنسان باسم معين, الأصل أنه لا يصلح ولكن لا أستطيع أن أقول بأن هذا ممنوع أو محرم لسبب, وهو أن بعض الأدباء أحياناً أو الكتاب لا يريد أن يعرف من هو لسبب أو لآخر, فيرمز لنفسه باسم شخص من الأدباء السابقين كـابن قتيبة مثلاً، وليس يقصد أنني أنا ابن قتيبة, ولكن يقصد أنني أتشبه بـابن قتيبة, ولكن مع ذلك أنا أرى ألا يستخدم مثل هذا اللقب, لكن مثل سيبويه لا حرج لأن سيبويه إنما هو لقب، سيبويه: معناه في لغة العجم: رائحة التفاح فلا بأس أن يلقب الإنسان نفسه بـسيبويه مثلاً، كذلك السيوطي هو نسب إلى بلد أسيوط في مصر, فلا حرج في هذا، ليس فيه ابن فلان بحيث يكون دعي إلى غير أبيه.
الجواب: من الطرائف أن بعض هؤلاء أحياناً إذا أراد الواحد منهم أن يعرف بنفسه يقدم بهذا اللقب فيقول مثلاً: أنا الشريف فلان أو السيد فلان, وهذا لا شك أنه غير لائق، أي: إن جاز أن يطلق الناس عليه هذا ولا ينبغي ولا يليق أن يطلقه هو على نفسه, أما تلقيبه بالسيد فهذا يجري فيه الكلام الذي ذكرته قبل قليل، أنه من الألقاب المكروهة التي تَرْكُها أولى مِن استخدامِها.
الجواب: مثل: الرشيد سبق الكلام فيه, أما المنصور والمعتصم، فـالمعتصم أي: أنه معتصم بالله عز وجل, والمنصور لعله إشارةً وإيماءً إلى أنه ينتصر في المعارك, أو يُنْصر في المعارك, فهي فيها ثناء على أصحابها, وبعضها أهون من بعض ولكن لا تحريم في كل هذه الأسماء.
الجواب: نعم هو موجود عند الإخوة الهنود وعند غيرهم, فأما (سيد الناس) فهو موجود في عدد من البلاد, وقد أسلفت أن هذا من الألقاب الممنوعة، لأن فيه مضاهاة ومنافسة لمقام النبوة.
الجواب: في الواقع أن في الألقاب مصنفات كثيرة جداً منها أولاً الكتب التي أشرت إليها في بداية المحاضرة - قبل أسبوعين - ومنها: كتب خاصة بالألقاب مثل كتاب تغريب الألقاب العلمية، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد, وهذا الكتاب ذكر في أوله عشرات المراجع المتعلقة بهذا الموضوع, فيمكن مراجعته والاستفادة من المراجع المذكورة فيه, وكذلك هناك فتيا في الألقاب مختصرة حوالي صفحتين لشيخ الإسلام ابن تيمية، طبعت مع بعض رسائل أخرى طبعها صلاح الدين المنجد, وهناك كلام لـابن القيم رحمه الله في عدد من كتبه من أجودها في زاد المعاد في الجزء الثاني فصل في هديه صلى الله عليه وسلم, في الأسماء والألقاب والكنى, وكذلك تكلم عنها في كتاب تحفة المودود في أحكام المولود وفى غيرها، ومنها كتب في معاجم الألقاب، أكثر من كتاب عبارة عن معجم للألقاب يجمع فيه كل من لقبوا ويتكلم عنهم، ويذكر أسماءهم ومواليدهم ووفياتهم وغير ذلك.
الجواب: نعم، صلاح الدين يقال فيه مثل ما ذكرت في الأسماء المنسوبة إلى الدين فهو من الألقاب التي جاءت عن طريق العجم.
الجواب: أما (معبود الجماهير) فهذا لفظ شركي لا شك في تحريمه, فلا معبود بحق إلا الله عز وجل، وهذا الإنسان الذي أطلق لفظ (معبود الجماهير) على لاعب أو مدرب وقع في محاذير عديدة, منها:
أولاً: أنه أشرك في هذا اللفظ بالله تعالى.
ومنها: أنه كذب على الناس أيضاً, فإنه ليس صحيحاً أن هؤلاء الناس يعبدونه, بل منهم من يبغضه ويمقته, ويدعو عليه من الصالحين بل ومن الذين يكونون مشجعين لفريق آخر غير فريقه, فهو كذب على الله وكذب على الناس, ومثله ينبغي تأديبه وتعزيره.
الجواب: نعم سماه بـشيخ الإسلام وذلك لأن لقب شيخ الإسلام لقب قديم, وقد أطلقه العلماء حتى إن في تذكرة الحُفَّاظ للذهبي أكثر من مائة ممن استحقوا هذا اللقب حتى من المتقدمين, كان لقباً قديماً مشهوراً عند السلف وإنما يطلقونه على الأشخاص بحكم أنه نقل تسميتهم وتلقيبهم بذلك, وكثير ممن سموا بذلك هم أهل له وجديرون به لخدمتهم للإسلام, لكن لا مانع أن نقول إن الأولى ألا يُطلق مثل هذا اللفظ, لأن شيخ الإسلام نفسه أفتى بذلك كما ذكرتُ لكم.
السؤال: يقول لقد كثر في الآونة الأخيرة التمجيد الواضح للغرب ولغتهم, ومن أبرز المظاهر التحدث بلغتهم حتى مع بعض العرب وإدخال ذلك من مظاهر الانهزامية الواضحة, فأرجو منكم تخصيص درس عن ذلك وما الضابط الذي يجب على المسلم التزامه خصوصاً أن السائل يتكلم بلغتهم الإنجليزية, فأريد أن أعرف ما موقف المسلم من ذلك؟ وكلام علماء المسلمين حوله وفقكم الله؟
الجواب: وإياك, أما موضوع لغة الأعاجم وحكم تعليمها والأحوال المتعلقة بذلك وما ورد من السنة, فهو بإذن الله تعالى موضوع درس من هذه الدروس إن شاء الله تعالى.
الجواب: هذا صحيح, لأن هناك كنى هي كنية من وجه ولقب من وجه آخر, فهي كنية باعتبارها مبدوءة بذو, أو بأبي, أو بأمٍّ, وهي لقب من جهة أنها مشعرة بمدح أو ذم, ولذلك العلماء الذين كتبوا في الرجال كالحافظ ابن حجر في التهذيب أشاروا إلى ذلك, فيذكرون الأسماء والألقاب والكنى ثم يذكرون الألقاب من الكنى فيكون لقباً وكنية في نفس الوقت.
الجواب: الحافظ ليس اسما إنما هو لقب لمرتبة من مراتب علماء الحديث, إذا وصل إلى درجة معينة في الحفظ, فإنه يلقب بالحافظ وقد أطلق هذا اللقب على جماعة من العلماء معروفين.
الجواب: لا حرج في ذلك.
الجواب: السترة في الصلاة سنة مؤكدة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها قال: {إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة} فينبغي للأئمة وللمنفردين أن يجعلوا أمامهم سترة في الصلاة, لا يُصَلُّوا إلا إلى سترة, بل إن بعض العلماء - وإن كان هذا مذهباً ضعيفاً - ذهبوا إلى وجوب السترة وأنه لا يجوز أن يصلي الإنسان إلا إلى سترة, لكن الجمهور بما في ذلك المشهور عن الأئمة الأربعة أبي حنيفة وأحمد والشافعي ومالك, أن السترة سنة وفى رواية ضعيفة عن الإمام أحمد أنها واجبة, فعلى الإنسان أن لا يُخِل بهذه السنة.
الجواب: هناك عدد من الكتب إذا ذَكَرَتْ علياً رضي الله عنه يقولون: (كرم الله وجهه) ويعلل بعضهم ذلك بأن علياً لم يسجد لصنم قط, وقيل: لأنه لم ينظر إلى عورته قط, والذي أراه أنه لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بقول: كرم الله وجهه، ولا يخصص بقول: (عليه السلام), كما يفعله بعض الأئمة حتى إن الإمام الصنعاني في سبل السلام لا يذكره إلا ويقول: عليه السلام، وهذا لا ينبغي لأن علياً رضي الله عنه صحابي، حكمه حكم غيره من الصحابة, كما نقول لـأبي بكر وعثمان رضي الله عنهم نقول لـعلي أيضاً: رضي الله عنه.
الجواب: هذا السؤال تكرر.
وأخٌ يسأل عن حكم خياطة الكفن بحيث يدرج الإنسان فيه: لم يرد في خياطة الكفن - فيما أعلم - حديث, إنما الأكفان توضَع وضعاً لا حاجة إلى خياطتها إلا إذا كانت صغيرة وقصيرة ولا تتسع فخاطها فلا حرج في ذلك, اللهم إلا أن يكون الميت محرماً فهنا يتجه أن يمنع من الخياطة, وقد يقال أيضاً: إن هذا ليس مخيطاً وإن شبك أحدهما إلى الأخر بخيط فليس على صفة البدن، وإنما هذا قد يكون موجوداً في بعض البلاد لحاجة.
وأما التسمي بشهاب الدين ونحوه فسبق.
وفي الحقيقة هناك أسئلة كثيرة مهمة ولكنها لا تتعلق بهذا الموضوع, وأنا أؤثر أن لا أدخلَها حتى تكون الأسئلة التي أتحدث عنها متعلقة بالموضوع أو نجيب على الأسئلة الأخرى الغامضة.
الجواب: كثيرٌ من الأحاديث الواردة في فضل النصف من شعبان وصيامه وقيامه لا تصح, وقد أضاف إليه أهل البدع أشياء كثيرة جداً فصاروا يخصصونه في الصيام, ويخصصون ليلته في القيام, ويعتقدون أنها الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، وهذا ليس بصحيح.
الجواب: حنظلة بن أبي عامر, أبوه: أبو عامر الذي كان يسمى في الجاهلية بالراهب, فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر به وصار يسمى بالفاسق, وذهب إلى الشام ثم رجع يؤلب على الرسول صلى الله عليه وسلم, أما ابنه فكان رجلا صالحاً هو: حنظلة بن أبي عامر يسمى بـحنظلة الغسيل لأنه خرج للغزو وهو جُنُب، قام من على بطن زوجته فلما قُتِل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسلته فسمي بـحنظلة الغسيل.
الجواب: إذا كانت الممرضة كافرة وهذه ملاحظة جيدة فإنه يحرم أن يطلق عليها هذا اللقب (سِسْتَر) مثلاً, لأن معناه - كما ذكر الأخ -: أخت, وكذلك بعضهم يقول: (رفيق) أو (صديق) وقد يطلقها على رجل كافر، وكثيراً ما يقول: (رفيق) أو (صديق) وهذا لا يجوز, لأن الإسلام يفرق بين الناس.
الجواب: هذا الاسم لا يسمي الإنسان به نفسه وإنما يسميه به الناس, فيقولون: فلان العالم الرباني أو العالم العلامة لا حرج في ذلك إذا سماه الناس به.
الجواب: إذا كان الاسم الذي تسمى به أصلا من الأسماء الخاصة بالنصارى, فإنه يُغيِّر إلى اسم إسلامي, لكن إذا كان الاسم الذي تسمى به في الأصل اسماً ليس خاصاً بـالنصارى, كأن يكون هذا النصراني نصرانياً عربياً وله اسم عربي، فمن النصارى في البلاد العربية كـالعراق مثلاً ولبنان ومصر وغيرها من يتسمون بأسماء عربية، كأن يسمى نفسه (بماجد) أو ما أشبه ذلك, فهذا لا يلزم التغيير لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يغير أسماء أصحابه، وقد أسلم ألوف مؤلفة من جميع الأمم والملل والأديان والنحل, ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير أسماءهم, لكن تغيير الاسم الذي يكون خاصاً بالنصارى مثل إذا أسلم واسمه جورج مثلاً فإنه يغيره إلى اسم إسلامي كعبد الله أو أحمد أو محمد, وكذلك إذا كان يهودياً فأسلم, أو امرأة فأسلمت وكان اسمها من الأسماء الخاصة بـأهل الكتاب, فإنها تغير.
الجواب: إذا كان هذا اسمه فلا بأس بدعائه به, لا أعلم حرجاً في أن يُدعى به, لأن هناك فرقاً بين الاسم العَلَم وبين اللقب, ينبغي أن ننتبه لذلك فهناك فَرْق بين العَلَم وبين اللقب, فإذا كان هذا اسمه (سيد) فإنه يدعى بذلك, أما إذا كان لقب يطلق عليه إشارة إلى أنه من السؤدد فهذا الذي يجري فيه الكلام السابق.
الجواب: يجوز اسم (مالك), وخازن النار اسمه: مالك، وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [الزخرف:77], والمالك هو الله لكن (مالك) يمكن أن يسمى المخلوق مالكاً, ولذلك الله عز وجل وصف الإنسان في القرآن الكريم مثلاً بالسمع والبصر إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيْراً [الإنسان:2], مع أن الله سبحانه وتعالى هو السميع البصير, ومثل ذلك في القرآن كثير, فيطلق على المخلوق بحسبه ولذلك ورد في صحيح مسلم أيضاً في حديث جابر الطويل أن رجُلَين اسم أحدهما جابر واسم الآخر جبَّار, صليا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقامهما خلفه فأحدهما جبَّار مع ذلك لم يغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه.
الجواب: إذا كان لا يرضى بذلك ولا يسمح به واللقب فيه ذم لا يجوز إطلاقه عليه.
الجواب: ذكر هذا بعض المترجمين، والحقيقة بالنسبة لي أشك في هذا الأمر, أشك في ثبوته, وأنه مخبر به في الكتب السابقة لم أجد دليلاً يؤكد ذلك من رواية الثقات.
الجواب: هذا لا إشكال فيه، الله عز وجل يحب العدل والاعتدال, فالحقيقة أن الأمر المحمود من الصفات هو الاعتدال بين الطول والقصر, ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم ربعة من الرجال ليس بالطويل المفرط, ولا بالقصير البائن, بل هو بين ذلك ربعة من الرجال أي وسط بين الطويل والقصير, فهذا هو الأفضل ولكن الطول أفضل من القصر, والله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه، إنما قد يكون الطول طولاً مفرطاً فوصف بذلك على سبيل التمييز له, وقد لا يحب أن يذكر له هذا.
الجواب: أرى أن يصلي هذه السنن, ثم يحضر المحاضرة بعد ذلك, لأن السنة تفوت والمحاضرة لا تفوت.
الجواب: بالنسبة لنداء الوالدين, ينبغي أن يكون برقة ورفق ولطف وعطف, كما أمر الله عز وجل فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23], فينادي الإنسان والدَيه بأحب الأسماء إليهما, وهذا يختلف من أب إلى آخر ومن بلد إلى آخر, فبعض الآباء مثلاً يسره أن تناديه بكنيته لأن الكنية فيها تفخيم وإجلال كما سبق:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسَّوءةُ اللقبُ |
فبعض الآباء يفرح بأن تناديه يا أبا عبد الله، يا أبا محمد، يا أبا صالح وهو أبوك, يفرح بذلك فهذا تكنيه، وبعضهم يستثقل ذلك ويستسمجه, ويقول: كأنك تتبرأ مني, لماذا لا تقول يا أبتي؟ أو يا أبتاه؟ فهذا تناديه بقولك يا أبتِ, أو يا أبتاه, أو يا أمي أو يا أمَّاه, وبعضهم لا حرج عنده بأن تناديه باسمه الصريح، وبعضهم يستثقل ذلك, فهذا يختلف وعلى الابن أن ينظر ما يحبه الأب وما يريده فيناديه به.
الجواب: الله تعالى هو رب العالمين، هكذا سمى نفسه في كتابه الكريم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الفاتحة:2], أما رب الأرباب فلا أعلم أنها وردت، لم ترد قطعاً في القرآن الكريم, ولا أعلم أنها وردت في شيء من السنة الصحيحة, ومن المعلوم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية, يعني لا يجوز أن نسمي الله تعالى أو نصفه إلا بما سمى به نفسه, أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم, أو وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, ولا أعلم أنه ورد هذا رب الأرباب ثم إن الله تعالى هو رب العالمين, ونحن لا نؤمن بوجود أرباب أصلاً, حتى نقول إن الله رب الأرباب, إنما هو رب واحد لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون.
الجواب: إذا لم يكن في هذا وضيعة من شأنهم, فلا أرى في ذلك حرجاً إذا كان في ذلك مجال أن يكونوا قدوة وأسوة يقتدى بهم ويُعْرَفون، فهذا لا بأس به ولا أرى فيه حرجاً, وإذا لم يكن أيضاً مدعاة لأن يؤدي ذلك إلى تعظيمهم ورفعهم فوق منازلهم.
الجواب: لا بأس بتلقيب بعض الحيوانات، ولعلي ذكرت فيما مضى أن كثيراً من الحيوانات الموجودة في عهد النبي صلى الله عليه, مثل خيل الرسول صلى الله عليه وسلم وإبله وشياهه -أيضاً- كانت لها أسماء معروفة, وممن ذكر هذه الأسماء تفصيلاً الخزاعي في كتابه تخريج الدلالات السمعية، ثم ذكرها من بعده أيضاً الكِتَّاني في كتابه التراتيب الإدارية في عهد الدولة النبوية، ذكروا أسماء الحيوانات للرسول صلى الله عليه وسلم, كإبله, وخيله, وكذلك أسماء الحمير التي ركبها صلى الله عليه وسلم, وأسماء شياهه وإلى غير ذلك, وهذا من دقتهم في ضبط كل ما يتعلق بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم كاتب السؤال هو أبو إبراهيم السلفي؟ وأبو إبراهيم بارك الله فيه لماذا كتب السلفي قبل أن يسأل عن ذلك؟
الجواب: في الواقع أن هذه التسمية لا أرى إطلاقها؛ لسبب هو: أنها لا ينبغي أن تكون محتجره, كأننا نصف أنفسنا بذلك ثم نخرج غيرنا من هذا, وهذا فيه سبب للاختلاف والتفرق أحياناً, فإن السلفية ليست مجرد لقب يطلق بل هي التزام وسلوك واعتقاد ومنهج وعلم وعمل ودعوة من تحقق بها فهو من أتباع السلف الصالح ولو لم يتسمَّ بذلك.
الجواب: ورد هذا في أثرٍ عن عائشة رضي الله عنها، ذَكَرَهُ مالك في الموطأ ولا أظنه يصح، ولذلك لا أرى أن يطلق؛ الملائكة عليهم السلام لا نعلم أنهم يَتْعَبُون حتى يقال ريِّحْهُم مثلاً من عدم الكلام, إنما ريِّح نفسك - في الواقع - إذا كان كلاماً في غير طاعة وفي غير ذكر الله تعالى، فرَيِّح نفسَك منه، لأنه تَعَبٌ عليك في الدنيا وحسابٌ عليك في الآخرة.
الجواب: لا حرج في ذلك.
الجواب: لا شك في أن هذه الأسماء التي وردت في معاملات رسمية لا يمكن تغييرها؛ لأن تغييرها يترتب عليه مساءلة ومحاسبة, وقد يترتب عليه فوات حقوق للإنسان, لكن عليه أن ينصح صاحب هذه المعاملة ويبين له أن هذا الاسم فلا يجوز التعبيد لغير الله مثل: وعبد النبي، وعبد الكعبة، عبد المطلب، وعبد الرسول، وعبد الحسين, فكل هذا لا يجوز, فيبين له أن التعبيد لغير الله لا يجوز وأن عليه أن يغير هذا الاسم هذا كل ما يستطيعه.
الجواب: هذه الألقاب إذا كانت خاصة مثل: الفاروق والصديق فلا ينبغي؛ لأنه ذهبت الألقاب هذه لأهلها:
لا تعرضن لذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمُقْعَدِ |
الجواب: الحقيقة بعض هذه الأسماء من الأسماء الأجنبية التي ذكرتُها في الدرس، وأنها وفَدَتْ على الأمة الإسلامية وعلى اللغة العربية من الأعاجم، ولذلك هي غير معروفة المعنى وغير معروفة لدى المسلمين.
الجواب: التشبه بالصحابة وارد:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاحُ |
ثم إنك إذا قلت بأن فلاناً يشبه فلاناً, هذا الكلام صحيح كل إنسان يشبه أي إنسان من بعض الوجوه, فإذا كان مسلماً شبَّهتَه من وجهٍ ما برجل صالح، كما إذا شبهته مثلا بصحابي في أمر من الأمور، الشبه موجود لا نقول أنه مثله، التمثيل هو الذي لا نقبله، لا نقول أن فلاناً مثل سعد بن أبي وقاص, لا، ليس مثله في الواقع, بل إن بينهم فرقاً كبيراً, أما الشبه فيمكن أن يكون يشبهه، يشبهه في النطق بالشهادتين, ويشبهه بأداء الصلوات الخمس, يشبهه أحياناً في قيام الليل, يشبهه في طلب العلم, ويشبهه في بعض الوجوه لا حرج في هذا.
الجواب: هذا والله تعالى أعلم يحمل على ما سوى المسافر, أما المسافر فإنه يصلي من النوافل ما شاء لكن الرواتب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصليها في السفر إلا راتبة الفجر.
الجواب: في الواقع إنه هناك فرقاً بين المجاملة والمداراة، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
[[مداراة الناس صدقة]] ونُقِل هذا المعنى عن جمع من السلف, أما المجاملة على حساب الدين فلا شك أنها لا تجوز, أما المداراة ومراعاة المصلحة وتقديم الأهم فالأهم, فلا شك أن هذا من الحكمة, فأنت إذا رأيت على إنسان مجموعة من الأخطاء والعيوب, ليس من المعقول أن تقف أمامه خطيباً فتقول أنت يا فلان فيك وفيك وفيك.., ثم تسرد له عشرين خطأ وقع فيه في لحظة واحدة, وتقول: ما عليّ أريد أن أبرئ ذمتي, هو يعرف الأخطاء هذه قبل أن تقولها له لأنه هو الذي فعلها, لكن أنت تريد أن تخرجه -بإذن الله تعالى- من هذه الأخطاء، وحينئذ لا بد أن تتدرج معه ولابد أن تكسب قلبه ولابد أن تحاول أن تحسن إليه إذا استطعت, ثم تبدأ بالأخطاء الكبيرة ثم تنتقل منها إلى الأخطاء الصغيرة.
والرسول صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذاً إلى اليمن قال له - كما في صحيح البخاري عن ابن عباس -: {إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله} فبدأ بالشهادتين؛ لأنهما الأهم وهما ركن الإسلام الركين, {فإن هم أطاعوك في ذلك فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة, فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم...} إلى آخر الحديث.
اقتراح حول موضوع آداب طالب العلم:
نحمده تعالى على إقبال طلاب العلم على الدروس العلمية، لكن هناك بعض الأشياء التي تخفى على طالب العلم من أهمها: آداب طالب العلم, وطَرَقَ هذا الموضوعَ كثيرٌ من العلماء، وإنني أطلب إفراد دروس لهذا الجانب, ويكون يوم الأحد نحن معشر الطلاب في أمس الحاجة إليه، خاصة ونحن نرى من يسيء الأدب في حضور بعض الدروس العلمية, حتى إنني رأيت أحد الطلاب بعد نهاية الشيخ من عرض إحدى المسائل وأدلتها، يسأل هذا الطالب قائلاً: هل بقي في هذه المسألة أدلة؟ فيقول له الشيخ: لا، فإذا بالطالب يقول: هناك أدلة كذا وكذا، وتكون إجابة غير صحيحة من الطالب؛ والقصص والحوادث التي تحدث من الطلاب كثيرة جداً يقع جزء منها في حلقات المساجد والجزء الكبير في بعض الجامعات, ومن شباب طيبين, فحبذا لو أنكم ركَّزتم على هذا الجانب لكي نستفيد منه معاشر الطلاب, وإنني لم أتقدم بهذا الاقتراح بقصد التشهير, ولكن هذا الموضوع كثيراً ما يضايقني في الدروس، ويكون هذا الفعل سبباً في ترك هذا الطالب هذه الحلقة وكذلك أقصد استفادتي وإخواني الآخرين, أسأل الله أن يعينك على هذا العمل الطيب البنَّاء، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الرد: وأنتَ فعليك السلام ورحمة الله وبركاته، شكر الله لك حسن أدبك في السؤال, حيث إنك أحَلْتَ إلى الموضع الذي ذكرتُ فيه الكلام, ثم أورَدْتَ السؤالَ بطريقة طيبة تدل على أن الله تعالى آتاك أدباً, نسأل الله لك ولإخوانك المزيد.
وسبق هذا الاقتراح من عدد من الإخوة قرأتُ أوَّلها، والباقي لم أقرأه اكتفاءً بما سبق, وسأخصص دروساً إن شاء الله للآداب العامة وهي آداب مفيدة وطريفة وفيها قصص وعجائب, وأخلاق طيبة, والدرس كموعده إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبحانك الله وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر