إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (804)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    درجة حديث: (العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفف الله تعالى حسابه ...)

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة ( نورة . أ. أ) من الرياض، أختنا لها ستة أسئلة في سؤالها الأول تقول: ما صحة هذا الحديث جزاكم الله خيرا: روى الحافظ الموصلي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله تعالى الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله تعالى حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله تعالى في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في أرضه) أخرجه الحافظ الموصلي، وروي من غير هذا الوجه في مسند الإمام أحمد . ثم إني قرأت هذا الحديث في كتاب مختصر تفسير ابن كثير جزاكم الله خيرا، وإذا كان هذا الحديث صحيحاً فاشرحوه لنا بالتفصيل؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا الحديث لا أعلم له سنداً صحيحا، ومقتضى الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية تدل على عدم صحته، فالإنسان وإن كبرت سنه مأخوذ بسيئاته إلا أن يتوب إلى الله منها.

    فالحاصل: أن هذا الحديث لا أعلم له سنداً صحيحاً يعتمد عليه، والواجب على كل مسلم وإن بلغ التسعين وإن بلغ المائة ما دام عقله معه أن يحذر السيئات وأن يبتعد عنها وأن يبادر بالتوبة مما يقع منه، وهكذا المرأة وإن كانت كبيرة السن، يجب على كل مسلم من رجال ونساء أن يحذر المعاصي وأن يتوب إلى الله منها وإن كانت سنه كبيرة، وإن كان في المائة عام وأكثر من ذلك، الواجب الحذر لأن الله جل وعلا حرم المعاصي على المكلفين وتوعد عليها بالعقوبات إلا من تاب إليه سبحانه وتعالى، فالواجب على جميع المؤمنين من الرجال والنساء التوبة إلى الله من جميع الذنوب والحذر من اقترافها مطلقا في جميع أوقات العمر وإن كبرت السن، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

    1.   

    صفة صلاة الوتر

    السؤال: في سؤالها الثاني تقول: صلاة الوتر ركعتان أو أكثر ثم واحدة، هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه واصل الثلاث ركعات بتسليمة واحدة، وهل إذا كان هذا صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجلس في كل الركعتين أم لا، وما هي صفتها وكذلك الدعاء بعد السلام أو قبله أو في السجود، هل يجوز أن يأتي بدعاء من نفسه أو بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بثلاث مفصولة يسلم من الثنتين وأوتر بواحدة، وهذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه وسلم أنه يوتر بالواحدة وحدها ويفصل ما قبلها، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة وربما أوتر بثلاث سردهن لم يجلس إلا في الأخيرة وهذا قليل والغالب أنه يسلم من الثنتين.

    أما كونه يصليها كالمغرب فهذا مكروه لا ينبغي لأنه تشبيه لها بالمغرب، وقد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تصلى كالمغرب ولكن يصليها بالتسليم من الثنتين ثم يوتر بواحدة أو يسردها سرداً ويصليها جميعاً بدون جلوس إلا في الأخيرة، هذا هو المشروع ولكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين وأن تكون الواحدة مفردة مستقلة سواء صلى ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، وفيما يخص الدعاء جزاكم الله خيرا تسأل؟

    الشيخ: أما الدعاء فالإنسان يدعو بما شاء بما أحب من الدعوات الطيبة، التي ليس فيها محذور، لكن الوارد أفضل.. إذا تيسر له دعاء يحفظه فهو أفضل وله أن يدعو بحاجاته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذاً نكثر، قال: الله أكثر)، فلم يحدد دعاء عليه الصلاة والسلام بل بين لنا كل دعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم يرجى إجابته مطلقا، لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم ودعا به يكون أفضل من غيره، مثل في السجود يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي كله؛ دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، هذا كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا دعا بغير ذلك: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، هذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا دعا بقوله: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، لا بأس، أو قال: اللهم أصلح قلبي وعملي، أو اللهم ارزقني كسباً حلالاً، أو زوجة صالحة أو ذرية طيبة أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطبية، لا حرج في السجود وفي آخر الصلاة وفي كل وقت من أوقات حياته، لكن في السجود أفضل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني: فحري أن يستجاب لكم، وكان صلى الله عليه وسلم لما علم أصحابه التحيات أرشدهم إلى الدعاء فقال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)، وفي اللفظ الآخر: (ثم ليختر من المسألة ما شاء)، فبين صلى الله عليه وسلم أنه يدعو بما أحب، ولا يتقيد بالوارد بل يدعو بما يسر الله له، لكن يكون الدعاء دعاءً طيباً ليس فيه إثم وليس فيه قطيعة رحم، جميع الدعوات الطيبة النافعة ولو كانت ما وردت ولو كان ما سمعها في الأحاديث والحمد لله، وهكذا في بقية الأوقات يدعو في غير الصلاة يدعو الضحى وهو جالس أو في الظهر أو في الليل وهو جالس أو واقف أو يمشي أو يدعو في صلاة النافلة الضحى أو في تهجده بالليل.

    المقصود أن الدعاء مطلوب في الصلاة وفي خارج الصلاة والحمد لله.

    1.   

    حكم الدعاء بغير المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام

    السؤال: سماحة الشيخ ما الحكم فيما إذا نسي الشخص بعض ألفاظ الدعاء الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هل يؤثر ذلك أو لا؟

    الجواب: لا يؤثر، يدعو بما حضره وما أحب والحمد لله، يدعو بما حفظ ويدعو بما أحب من الدعوات الطيبة ولو كانت غير واردة والحمد لله.

    1.   

    حكم قول القائل: (لا حول لله، صدفة، ما صدقت على الله)

    السؤال: أختنا تسأل عن بعض الألفاظ الواردة على ألسنة بعض الناس تقول: بعض الناس يقول: لا حول لله، وبعضهم يقول: صدفة، وبعضهم يقول: ما صدقت على الله، وجهونا حول هذه الألفاظ؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: المشروع يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ما هو لا حول لله ما يصلح هذا، يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنها كنز من كنوز الجنة)، حث عليها عليه الصلاة والسلام، (لا حول ولا قوة إلا بالله) ويقول صلى الله عليه وسلم: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ويقول لـأبي موسى رضي الله عنه: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقال أبو موسى: بلى يا رسول الله! قال: لا حول ولا قوة إلا بالله).

    وأرشد من خرج من بيته إلى الصلاة أو غيرها أن يقول: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله) هذا من قالها حري بأن يكفى ويوقى يقول عند خروجه من بيته للمسجد أو لغير ذلك، أو للسوق أو لغير ذلك من الحاجات: (بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي)، يستحب هذا لمن خرج من بيته مطلقا، للمسجد للسوق لزيارة أخيه لعيادة مريض لأي حاجة، إذا خرج يقول: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي).

    المقدم: جزاكم الله خيرا. تسأل أختنا عن كلمة صدفة وقولهم: ما صدقت على الله؟

    الشيخ: هذه لا حرج فيها معنى صدفة يعني: من غير موعد، أنه صادفه في الطريق أو عند فلان من دون موعد ما بينهما موعد سماها صدفة.

    و(ما صدقت على الله) يعني: ما كنت أظن أن هذا يقع، ما صدقت على الله أن هذا يقع، يعني: ما صدقت أن هذا يقع، عبارة عامية ما فيها شيء، مقصودهم أنه لم يظن أن هذا يقع أو يحصل.

    1.   

    حكم ما يسمى بطواف السبع وحكم الإتيان به عن الغير

    السؤال: تسأل أختنا وتقول: ما هو طواف السبع التي يطوفها بعض الناس لوالديهم أو أقاربهم بعد العمرة، هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها؟

    الجواب: لم يرد فيما نعلم فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستحب فعلها عن الموتى ولا عن غيرهم، يفعل الإنسان عن نفسه.. يطوف عن نفسه بالنية.. يتعبد بالطواف بالكعبة سبعة أشواط عن نفسه يتطوع بذلك طواف عبادة فيه خير عظيم ومن أسباب محو الذنوب.

    ويجب على الحاج والمعتمر أن يطوف بالبيت طواف الإفاضة، طواف الوداع، طواف العمرة كل هذه الأطواف واجبة طواف الإفاضة يوم العيد للحاج أو بعد العيد كذلك، وطواف الوداع عند الخروج، وطواف العمرة وسعي العمرة كل هذه الأطواف واجبة، وإذا طاف تطوعاً فهو عبادة عظيمة له فيها أجر كبير ومن أسباب تكفير الذنوب، لكن أن يطوف عن والده أو عن أخيه أو عن فلان ليس عليه دليل، بعض أهل العلم يرى أنه لا بأس أن يطوف عن أخيه أو غيره ولكن ليس عليه دليل، والطواف صلاة، فكما أنه لا يصلي عن أحد لا يطوف عن أحد، هذا هو الأصل وهذا هو الصواب. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، أما العمرة كاملة أما الحج كاملاً فجائز سماحة الشيخ؟

    الشيخ: نعم الحج كامل والعمرة كاملة عن الميت أو العاجز الكبير في السن العاجز الذي ما يستطيع الحج لكبر سنه وهرمه لا بأس.

    1.   

    حكم من ترك الصلاة بالكلية أو ترك صلاة واحدة متعمداً وحكم صلاة الجماعة

    السؤال: تسأل أختنا عن الشخص الذي يصلي بعض الأيام صلاة الفجر بعد طلوع الشمس، أو يصلي صلاة العصر في البيت، ما حكم صلاته؟ وهل تجب مقاطعته أو تجب نصيحته، أرشدونا لذلك ولا سيما إذا كان من المقربين لنا؟

    الجواب: الواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، يجب على جميع المسلمين المكلفين من رجال ونساء أن يحافظوا على الصلاة في وقتها، الفجر في وقتها قبل الشمس، والظهر في وقتها بعد الزوال، والعصر في وقتها بعد أن يصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال قبل أن تصفر الشمس، والمغرب بعد غروب الشمس، والعشاء بعد غروب الشفق، والفجر بعد طلوع الفجر وقبل الشمس لا بد من هذا.

    يجب على جميع المسلمين المكلفين المحافظة على هذه الصلوات الخمس لأنها عمود الإسلام، من تركها كفر نعوذ بالله من ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول: (إنه يلي عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فقيل: يا رسول الله! أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)، دل على أن إقامة الصلاة لا بد منها، عمود الإسلام، من تركها كفر، ولا يجوز تأخير الفجر إلى بعد طلوع الشمس، ولا تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس، بل يجب أن تصليها في الوقت، والصحيح: أنه إذا ترك ولو صلاة واحدة عمداً حتى خرج وقتها كفر نسأل الله العافية، فكيف إذا ترك الصلوات الكثيرة؟

    أما إن جحد وجوبها كفر عند جميع العلماء، إذا جحد وجوب الصلاة كفر ولو صلى، إذا قال: ما هي بواجبة كفر عند الجميع، لكن إذا قال: إنها واجبة وفرض ولكن يتساهل يتكاسل، الأكثرون: على أنه لا يكفر كفراً أكبر ولكن كفر أصغر، ويرونها كبيرة عظيمة لكن لا يكفر كفراً أكبر، ولكن يستتاب فإن تاب وإلا قتل حداً، لقول الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، فدل على أنه من لم يتب لا يخلى سبيله بل يقتل، لكن الجمهور على أنه يقتل حدا، على أنه عاص قد أتى كبيرة عظيمة، والقول الثاني: يقتل كافراً والعياذ بالله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).

    ويجب على المؤمن أن يصلي في الجماعة، المرأة تصلي في البيت لأنه خير لها وأستر لها لكن الرجل يجب أن يصلي في المسجد مع الناس، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـابن عباس رضي الله عنه: ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف، وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، هكذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم قال: أجب، وهو أعمى ما له قائد يتلمس الجدارن يدور من يقوده، ومع هذا يجب عليه أن يذهب إلى المسجد، فكيف بالبصير المعافى؟!

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر برجل فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم)، هم بهذا وهو لا يهم إلا بالحق عليه الصلاة والسلام، هم أن يحرق عليهم بيوتهم لأنهم ما يحضروا في الجماعة مع المسلمين وفي رواية أحمد : (لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقتها عليهم).

    فالمقصود: أن هذا يدل على وجوب أداء الصلاة في الجماعة، وأنه لا يجوز للمسلم أن يتخلف عنها لا الفجر ولا غيره، بل التخلف عن الجماعة من صفات المنافقين، التخلف عن الجماعة في المسجد من صفات أهل النفاق، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)، فالذي يتكاسل عن صلاة الفجر في الجماعة قد تشبه بأعداء الله المنافقين وترك واجباً عظيماً، فالواجب عليه تقوى الله وعلى أهله أن يناصحوه وعلى أبيه أن يقوم عليه إن كان عنده أب أو جد أو أخ كبير يلزمه بذلك ويؤدبه حتى يصلي في الجماعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)، فالولد الذي تخلف عن الجماعة وقد بلغ عشراً فأكثر يؤدبه أبوه وهكذا أخوه الكبير فإذا كان قد بلغ الحلم صار الأمر أعظم، نسأل الله للجميع الهداية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرا، سماحة الشيخ! ختمت سؤالها بقولها: هل نقاطعه أم نستمر على نصيحته؟

    الشيخ: اعملوا بالأصلح، إن كان الأصلح المواصلة لعل الله يهديه بأسبابكم فواصلوا النصيحة واستعينوا على ذلك بمن ترون من خواص أقاربه وأصدقائه لعله ينفع، فإن أصر ولم تنفع النصيحة فالواجب أن يهجر وأن يرفع أمره لولي الأمر للمحكمة أو للهيئة حتى يعامل بما يستحق من العقوبة، يرفع بأمره من جهة ولي الأمر.. القاضي.. المحكمة.. الهيئة إذا كان في بلدكم هيئة حتى تحضره وحتى تقيم عليه أمر الله.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، إذاً ترجحون سماحتكم النصيحة؟

    الشيخ: إذا أجدت ورجي إفادتها.

    1.   

    تقييم كتاب تفسير الجلالين

    السؤال: أخيراً تسأل أختنا بعض الأسئلة حول القرآن الكريم وحول تفسيره فتسأل أولاً: عن تفسير الجلالين؟

    الجواب: تفسير مفيد وفيه بعض الأخطاء في الصفات وفي بعض التفسير، لكنه تفسير مفيد وقل كتاب إلا ويكون فيه بعض الأخطاء إلا كتاب الله سبحانه وتعالى، فكتب الناس يكون فيها بعض الأخطاء لكن مقل ومكثر، فتفسير الجلالين فيه بعض الأخطاء فإذا تيسر أن يدرسه صاحب سنة ليعرف كلام أهل السنة والجماعة حتى ينبه على الأخطاء فهذا طيب، وإذا أشكل شيء على الدارس يسأل أهل العلم. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، سماحة الشيخ! هل تنادون أحد طلبة العلم بتتبع هذا التفسير والإرشاد إلى ما فيه من أخطاء والقول الصحيح أيضاً؟

    الشيخ: نعم، عندي نية في هذا وقد كتبت فيه بعض الشيء، عندي نية أن أتتبع هذا إن شاء الله وأن أكتب ما تيسر في ذلك، ولعلي أوصي أيضاً بعض أهل العلم لأنهم أفرغ مني قد يفعلون هذا أسرع مني فأرجو أن أوصي بعض أهل العلم بذلك إن شاء الله. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، طلبة كلية أصول الدين سماحة الشيخ كثيراً ما يتناولون الدراسات القرآنية لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه هل تنصحون أحداً منهم بتناول هذا الكتاب؟

    الشيخ: لعله يتيسر إن شاء الله.

    المقدم: ليكون أطروحة علمية.

    الشيخ: أنا أوصي بهذا، نعم. أوصي بهذا؛ لأن فيه مصلحة كبيرة.

    1.   

    آداب تلاوة القرآن الكريم وسماعه

    السؤال: أختنا تسأل أيضاً عن القرآن الكريم تقول: هل يجوز قراءة القرآن بصوت مرتفع عند سماع أشرطة القرآن الكريم خاصة عند التعلم بحيث يشغل الشريط ويتبعه القاري؟ وهل هذا يخالف قول الله سبحانه وتعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]؟

    الجواب: رفع الصوت بالقراءة إذا كان فيه مصلحة لأن هناك من يستمع وهم كثيرون فيرفع الصوت حتى يبلغهم هذا مطلوب، أما إذا كان رفع الصوت قد يشوش على المصلين أو القراء فيخفض صوته ولا يشوش على الناس، وهكذا بالشريط إذا كان عنده شريط يسمعه هو ولا يرفعه ليشوش على الناس، إلا إذا كان الحاضرون يحبون أن يسمعوا فيرفعه حتى يستفيدوا منه.

    فالمقصود: أن رفع الصوت بالشريط أو بالإنسان كونه يقرأ إذا كان في ذلك مصلحة للحاضرين يستمعون ويستفيدون فيفعل يرفع صوته أو الشريط، أما إذا كان رفع الصوت عند أناس يصلون أو عند أناس مشغولين بأشياء فلا، يكون في مكان آخر أو عند أناس يقرءون يشغلهم بذلك لا، لا يشوش عليهم، خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أناس يصلون في المسجد وهم أحزاب متفرقون فقال: (كلكم يناجي الله فلا يجهر بعضكم على بعض) اللهم صل عليه وسلم.

    فالمقصود أن القاري أو الذي عنده شريط فيه فائدة أو قراءة لا يشوش على غيره إلا إذا كان الحاضرون يحبون أن يسمعوا ويستفيدوا. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا. أختنا تقول: من أجل أن تقلد القارئ الذي يقرأ في الشريط وتتعلم منه الطريقة الصحيحة؟

    الشيخ: تتعلم من دون أن ترفع صوتها تستمع، تتعلم ثم إذا أغلقت الشريط تقرأ كقراءته، أما ترفع صوتها معه لا، المشروع أن تستمع، الله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204]، نعم فهي تستمع له وتنصت ثم تعمل كما سمعت تستفيد تستمع الممدود تمد الممدود.. تستفيد من المدغم الذي فيه غنة والذي ما فيه غنة إلى غير ذلك، المرقق والمفخم، يعني: تستفيد من الشريط إذا كان القارئ ممن يقتدى به. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، على طريقة آية آية سماحة الشيخ؟

    الشيخ: نعم لا بأس.

    1.   

    حكم من دخل المسجد وقد أقيمت صلاة العصر ولم يصل الظهر

    السؤال: أخ لنا من السودان يقول: عبد العزيز حسن من محافظة الجزيرة المسيب يسأل ويقول: أذن المؤذن لصلاة العصر وذهبت للمسجد وكانت علي صلاة الظهر لم أصلها لسبب ما، وكان الوقت قد أقيمت صلاة العصر، هل يكفيني أن أصلي العصر أم لا بد من صلاة الظهر أولاً ثم أصلي العصر؟

    الجواب: إذا كان هذا الواقع صل معهم العصر وأنت ناوياً الظهر والحمد لله، ثم تصلي العصر وحدك أو مع جماعة إذا تيسر جماعة ولا حرج في ذلك.

    1.   

    حكم سجود السهو في حق المأموم إذا سها وهو خلف إمام

    السؤال: من الأخت المستمعة (أ. أ) رسالة وتسأل فيها وتقول: إذا كنت في صلاة جماعة في المسجد وكنت من أحد المأمومين ونسيت وتركت واجباً من واجبات الصلاة، فهل أجبره بسجود السهو أم يكفيني الإمام في ذلك لأني مع جماعة؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: إذا كنت مع الإمام من أول الصلاة ونسيت بعض الواجبات فليس عليك سجود سهو يتحمله الإمام، مثل إذا نسيت سبحان ربي الأعلى أو سبحان ربي العظيم أو ربنا ولك الحمد هذا يتحمله الإمام، أما إذا نسيت ركناً لا بد منه، ما سجدتي لا بد من السجود، فإذا تركت سجدة من ركعة تقومين إذا سلم تأتي بركعة كاملة، أو نسيت الركوع ما ركعت مع الإمام نسياناً إذا سلم الإمام تأتي بركعة كاملة، لأن الركوع والسجود ركنان لا بد منهما، أما إذا نسيت شيئاً واجباً مثل الفاتحة نسيتيها واجبة الفاتحة على المأموم وجوب ليست ركناً في حق المأموم، فإن نسيت الفاتحة أو نسي المأموم الفاتحة ليس عليه شيء وليس عليه سجود سهو إذا كان مع الإمام من أول الصلاة، أما إذا كان مسبوقاً، فإنه يسجد السهو إذا قضى ما عليه، إذا ترك واجباً ساهياً فإنه يسجد للسهو بعد قضائه ما عليه إذا كان مسبوقا، أما إذا كان مع الإمام من أول الصلاة فإنه يتحمله الإمام، إذا ترك واجباً فقط كقراءة الفاتحة في حق المأموم، تسبيح الركوع والسجود، قول: ربنا ولك الحمد، هذا واجب فإذا سها عنه المأموم تحمله الإمام.

    1.   

    حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية

    السؤال: إذا كنا في صلاة جهرية وقرأ الإمام في الركعة الأولى الفاتحة، وما أن انتهى من قراءة الفاتحة لم يسكت بعد الفاتحة بل واصل فهل في حق المأموم أن يقرأ الفاتحة أم ينصت إلى الإمام؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: يقرأ.

    المقدم: يقرأ الفاتحة.

    الشيخ: إذا كان ما قرأها يقرؤها ولو كان الإمام يقرأ، يقرأ والإمام يقرأ الفاتحة ثم ينصت؛ لأن الفاتحة واجبة عليه على الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، ومن هنا أخذ الوجوب في قراءة الفاتحة ولكن إذا كان هناك سكوت للإمام طويل يقرأ في السكوت، أما إذا كان الإمام لا يسكت أو سكوت قليل فإنه يقرأ الفاتحة ويكمل ولو مع قراءة إمامه ثم ينصت.

    1.   

    صفة كفن الميت

    السؤال: من أحد الإخوة المستمعين رسالة لم يذكر اسمه فيها يقول: هل الميت يلبس ملابس غير الكفن عند الدفن ذكراً كان أم أنثى، أم يكتفى بالكفن؟

    الجواب: السنة الاكتفاء بالكفن، إذا كفن الرجل بثلاثة أثواب هي لفائف يلف فيها هذا هو الأفضل أو لفافة واحدة يلف فيها يكفي، وإن لبس قميصاً مع اللفافة فلا حرج، لكن الأفضل ثلاث لفائف تبسط بسطاً ثم تلف الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم تربط عليه عند رأسه وعند وسطه وعند رجليه.

    والمرأة كذلك تلبس إزاراً وقميصاً وخماراً ثم لفافتين ويكفيها هذا ولا حاجة إلى الزيادة على هذا.

    المقدم: جزاكم الله خيرا.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756185897