إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (729)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    سبل تقوية الإيمان بالله واليوم الآخر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقةٌ جديدة مع رسائلكم في برنامج: نورٌ على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، عرضنا بعض أسئلةٍ له في حلقةٍ مضت، وفي هذه الحلقة يسأل سماحتكم -شيخ عبد العزيز - فيقول: ما هو السبيل إلى تقوية الإيمان بالله واليوم الآخر؟ جزاكم الله خيرا.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا سؤال مهم، وجدير بالعناية، وهو: ما هو السبيل إلى تقوية الإيمان بالله، واليوم الآخر؟

    السبيل إلى ذلك من جهاتٍ كثيرة، أولاً: من جهة تدبر القرآن الكريم، والعناية بقراءته، والإكثار من ذلك، لما فيه من القصص العظيم عن الآخرة، والجنة، والنار، وعن أسماء الله وصفاته، وعن أخبار الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأممهم، فمن تدبر القرآن؛ قوي إيمانه، واستقام له دينه، إذا وفقه الله، فالنصيحة لكل مؤمن، ولكل مؤمنة العناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته، ومن تدبر معانيه، والإقبال على ذلك بنيةٍ صالحة، وقصد صالح لقصد العلم بالله، وقوة الإيمان بالله، ولقصد الإيمان بالآخرة، وقوة ذلك، ولقصد العمل بما يرضي الله، ويقرب لديه، وينفع في الآخرة، ويكون سبباً للنجاة، والسعادة في الآخرة، ومن أسباب ذلك أيضاً؛ العناية بالأحاديث، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وأخلاق الصحابة والأخيار، كونه يسمع الأحاديث، يسمع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعماله، وأعمال الصحابة، ونشاطهم في الخير، وخوفهم من الله عز وجل، حتى يتأسى بهم، يتأسى بالأخيار، يعمل كأعمالهم، ويجتهد في ذلك.

    ومن أسباب تقوية الإيمان أيضاً؛ أن يحاسب نفسه، ويتذكر، الموت يأتي بغتة، ماذا عمل، ماذا قدم لآخرته، حتى يعد العدة، قبل أن يهجم عليه الأجل، فإن محاسبة النفس، والنظر فيما أعده العبد للآخرة؛ مما يقوي إيمانه، ومما يعينه على طاعة الله ورسوله، ومما يعينه على البدار بالتوبة إلى الله من سيئات أعماله، وتقصيره، كل هذا من أسباب قوة الإيمان، ومن أسباب ذكر الآخرة، والاستعداد لها.

    ومن ذلك أمر رابع أيضاً، وهو صحبة الأخيار، كونه يصحبهم، ويجالسهم، فيستفيد من أخلاقهم، وعلمهم، ويذكرونه بالآخرة، ويعينونه على ذلك، هذا من الأسباب.

    هكذا أيضاً أمر خامس، وهو حضور حلقات العلم، يلتمسها، ويحضرها، ويستفيد منها، وكذلك يصغي عند سماع الخطب، خطب الجمعة، وغيرها من الخطب النافعة، ومن إذاعة القرآن، يستمع إلى القرآن الكريم، يستمع المواعظ، والندوات المفيدة، حتى يستفيد من ذلك، وحتى يرق قلبه، ويقوى إيمانه، وفق الله الجميع.

    1.   

    العقوبة على المعاصي في الدين

    السؤال: يسأل سماحتكم -شيخ عبد العزيز - فيقول: هل لكل ذنبٍ عقوبةٌ في الدنيا؟ وإذا كان هذا صحيحاً؛ فهل تزول عقوبة الذنب في الدنيا؛ إذا تاب الإنسان من ذلك الذنب؟

    الجواب: الذنوب والمعاصي صاحبها متوعد بالعقوبة، إلا أن الله جل وعلا قد يعفو سبحانه، وقد يؤجل العقوبة إلى الآخرة إذا مات العبد على المعاصي.

    فالواجب على المؤمن والمؤمنة؛ الحذر من عقوبة الله وغضبه، والبدار بالتوبة، والحذر من السيئات واقترافها، أولاً: يحذرها، ويبتعد عنها، وعن أسبابها، وعن مجالسة أهلها.

    ثانياً: إذا وقعت السيئة؛ بادر بالتوبة، بادر بالإقلاع والندم، والإقلاع من المعصية، والعزيمة الصادقة أن لا يعود فيها، يرجو ثواب الله، ويخشى عقاب الله.

    أما كونه يعاقب، قد لا يعاقب، قد يمهل، قد يملى له، قد يعاقب على سيئة دون سيئة، قد يعاقب بقسوة القلب، ومرض القلب، قد يعاقب بأشياء أخرى، قد يعاقب بتلف المال، قد يعاقب بمرض، قد يعاقب بتسليط عدو عليه، وإيذائه ، إلى غير هذا، فالعقوبات متنوعة، لكن ليس كل ذنبٍ له عقوبة ، قد يعفو الله، قد يمهله وينظره، قد يعفو الله عنه، فالإنسان لا يقول: أنا معفوٌ عني بإمهال الله، لا؛ يحذر، فقد تكون العقوبة في الآخرة أكبر، وأشد.

    فالمقصود؛ أن الواجب الحذر، فقد يملى للإنسان، وقد يمهل، ولا يعاجل بالعقوبة، فتكون العقوبة في الآخرة أكثر، وأكبر، ولكن على المؤمن أن يحذر، يقول الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:42], هذا صريح بأن الله قد يؤجل عقوبته إلى الآخرة، ويقول عز وجل: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:44-45] يستدرجهم بالنعم على المعاصي التي يفعلونها، يستر عليهم، ولا يؤاخذهم، فيكون ذلك من أسباب العقوبة في الآخرة، نسأل الله العافية، أو من أسباب عقوبة كبيرةً عظيمة في آخر حياته، قبل وفاته.

    المقصود: أن الإنسان يحذر، ولا يأمن، يقول جل وعلا: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99], فقد تعجل عقوبته، وقد تؤخر، وقد تعاقب عقوبة عظيمة، تكون من أسباب موت قلبك، ومن أسباب كفرك وضلالك، فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5] وقال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام:110], فالعاقل، الحازم يحذر الذنوب، ولا يأمن، ويجتهد في التوبة الصادقة النصوح، بالندم على الماضي، والإقلاع من الذنب، والحذر منه، والعزيمة الصادقة ألا يعود، هكذا يكون الحريص، الحازم، من الرجال والنساء.

    1.   

    حكم حديث أن قراءة سورة الواقعة كل ليلة نجاة من الفقر

    السؤال: يقول: هل ورد حديثٌ يبين أن المؤمن إذا قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة؟

    الجواب: ورد في ذلك أحاديث ليست صحيحة فيما نعلم، والقرآن كله خير، قراءته كلها خير، وما يحصل من الأجر للقارئ إذا تدبر، وأصلح النية، الأجر عظيم، ينفعه في الدنيا والآخرة، قد يرزق في الدنيا، ويرزق في الآخرة، بأسباب قراءته الطيبة، وعمله الصالح، وتلاوته لكتاب الله، فبتلاوة كتاب الله مع النية الصالحة الخيرٌ العظيم، العاجل، والآجل، لكن كونه يسلم من الفاقة بسبب قراءته للواقعة، هذا جاء فيه حديث، لكن ليس بذاك ليس بصحيح.

    1.   

    رؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام

    السؤال: إذا رأى المؤمن النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فهل هذه الرؤيا حقيقية؟ وإذا تكررت الرؤيا عدة مرات، فما تعليقكم على هذا، جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رآني في المنام؛ فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي), فإذا رآه في صورته السليمة، وسط من الرجال، ليس بطويل جداً، ولا قصير، بل وسط، وذو لحيةٍ سوداء، ليست فيها إلا شعرات قليلة بيض، وهو من أجمل الرجال، قد أعطاه الله جمال الخلق والخلق عليه الصلاة والسلام، فإذا رآه في صورته؛ فقد رآه، فإن أمره بخير، ودعاه إلى خير، فليسارع إلى ذلك، وإن نهاه عن شر، فليسارع إلى تركه.

    فالحاصل؛ أنه إذا رآه على صورته، فقد رآه عليه الصلاة والسلام، فإن أمر بالمعصية فهو لم يره، بل ليس على صورته، بل شيطانٌ تشبه بذلك، إذا أمره بالزنا، أو بالمعاصي، أو بالسرقة، أو بترك الصلاة، فهذه علامة أنه ليس النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه شبه عليه.

    أما إذا أمرك بالخير، أمرك بالصلاة، أمرك بالاستقامة على دين الله، بصلة الرحم، بر الوالدين ، أو لم يأمرك بشيء، لكن رأيته على صورته، فقد رأيته.

    1.   

    حكم اشتغال المسلم بالعلوم الدنيوية

    السؤال: هل يجوز للإنسان المسلم الاشتغال بالعلوم الدنيوية، كالفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، بحيث لا تشغله عن الصلاة، وعن ذكر الله؟

    الجواب: لا حرج، الاشتغال بالعلوم الدنيوية التي قد ينتفع بها الإنسان؛ هذا لا حرج فيه.

    1.   

    حكم من حلف بالله ثم نكث في يمينه

    السؤال: من المستمع: عواد سعود علي الذهيلي الجهني ، رسالة، وضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحدها يسأل عن: حكم من حلف بالله، ثم لم يلتزم بما حلف عليه؟ جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: الحلف بالله سبحانه وتعالى حق، وعلى صاحبه الالتزام بما حلف عليه، أو الكفارة إن كان أخل به، وإذا رأى أن عدم الالتزام أصلح، وأنه يكفر عن يمينه، فهو أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين، فرأى غيرها خيراً منها؛ فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير), ويقول صلى الله عليه وسلم: (إني والله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفرت عن يميني،وأتيت الذي هو خير), فإذا قال: والله لا أكلم فلان، ثم رأى أن المصلحة أنه يكلمه، وأن الهجر لا خير فيه، كلمه، يكفر عن يمينه، أو قال: والله ما أجب دعوته، ثم رأى أن المصلحة أن يجيب الدعوة، يجيب الدعوة، ويكفر عن يمينه، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم؛ فإن عجز، صام ثلاثة أيام.

    وهكذا؛ إذا حلف أنه ما يسافر لبلد يجوز السفر إليها، ثم بدا له أن يسافر، يكفر عن يمينه.

    أو حلف أنه لا يحج، أو لا يعتمر، وقد حج الفريضة، لكن حلف أنه لا يتطوع، فهو حينئذٍ يكفر عن يمينه، إذا تيسر له الحج، أفضل له يكفر عن يمينه، ويحج، ويعتمر، ويتزود من الخير، أما إن كان فريضة فيلزمه أن يحج الفريضة، ويكفر عن يمينه.

    وهكذا، حلف أنه ما يبر والديه، أو حلف أنه يعصي أباه، أو يعصي أمه، هذه يمين فاجرة ما تجوز، يكفر عن يمينه، ويبر والديه.

    أو والله ما يصلي في الجماعة، هذه يمين كاذبة فاجرة، يصلي في الجماعة، ويكفر عن يمينه، ولا يطاوع الشيطان.

    المقصود إذا كانت اليمين على فعل معصية ، أو ترك واجب، يلزمه التحلل منها، يكفر عن يمينه، ويعمل الواجب، ويدع المعصية.

    أما إن كانت لا، في مباح، أو في مستحب، فينظر، المستحب الأفضل أن يفعل المستحب، مثل: والله ما يصلي الراتبة، لا، يكفر عن يمينه، والله ما يصلي الضحى، يكفر عن يمينه، يصلي الضحى أفضل له، أما المباح ينظر فيه، فإن رأى الأصلح فعله ، فعله، وكفر عن يمينه، قال: والله ما أتغذى عند فلان، أو والله ما أكلم فلان، فإن رأى المصلحة أنه يكلمه، أو يتغدى عنده، أو يتعشى عنده، يكفر عن يمينه.

    1.   

    حكم التكاسل عن الصلاة

    السؤال: يسأل سماحتكم عن موقف الإسلام من المتخاذلين والمتكاسلين عن الصلاة؟

    الجواب: موقف الإسلام؛ أنهم متهمون بالنفاق بهذا، إذا عرفوا بالكسل عن الصلوات، فهذا علامة النفاق، موقف الإنسان منهم ذمهم، وعيبهم على هذا، وأن الإسلام يذم من تخلف عن الصلوات، وتكاسل عنها، وصف الله بهذا المنافقين، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142], فليفتش الإنسان عن عيوبه، وليتب إلى الله منها، فإذا كان من عيوبه، التكاسل عن الصلاة، فليعلم أن هذا من صفات أهل النفاق، وليبادر بالتوبة إلى الله من ذلك، وليحذر التخلق بأخلاقهم، وهكذا إذا كان من عيوبه التدليس والغش للناس، هذا من أعمال المنافقين أيضاً، يخادعون الله وهو خادعهم، آية المنافق ثلاث، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان), هذه من صفات المنافقين نعوذ بالله.

    ومن صفاتهم: قلة ذكر الله، من صفاتهم أنهم أهل غفلة، لا يذكرون الله إلا قليلاً، ومن صفاتهم: الرياء في أعمالهم، يصلي يراءي، يقرأ يراءي، يتكلم بالخير يراءي، فالواجب الحذر من صفاتهم، وأن يكون في أعماله مخلصاً لله،تريد وجهه الكريم، لا رياءً ولا سمعة.

    1.   

    حكم دهس الحيوانات بالسيارات

    السؤال: رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين، يقول: أبو حامد من الرياض، أخونا يسأل عن عدد من القضايا، من بينها قضية يسأل عنها، ألا وهي: وضحوا لنا مسألة دهس الحيوانات بالسيارة بغير قصد، مثل القطط، والكلاب، أجلكم الله، والغنم، والجمال، وما أشبه ذلك، ولاسيما إذا كان ذلك في الطرق السريعة، هل علينا كفارات؟ أو ما يشبه الديات؟ جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: ليس للمسلم أن يتعمد دهس الدواب، لا قط، ولا كلب، ولا حيوان آخر، لا يجوز له قتلها بغير حق، لكن إذا وقع من غير قصد، فلا شيء عليه، إذا وقع دهس قط، أو كلب، ليس عليه شيء، أما إذا كان الحيوان مملوكاً كالغنم، والإبل، يضمنها لأهلها، إذا تعمد دهسها، أو دهسها بسبب السرعة، أو بسبب النعاس، أو ما أشبه ذلك.

    أما إذا لم يتعمد ولا أسرع، ولا نام، ولكن هجمت عليه، فهي غير مضمونة، بل صاحبها هو الذي أخطأ، وأرسلها في الطرقات.

    1.   

    كلمة توجيهية لسائقي السيارات ولأصحاب المواشي في الطرق السريعة

    السؤال: الواقع سماحة الشيخ كثيراً ما تنشر الصحف عن ضحايا كثيرين بسبب الدواب التي تنساب حول الخطوط السريعة؟

    الشيخ: هذا واقع، والواجب على أهل الحيوانات حفظها، وإبعادها عن الخطوط، لا يجوز لهم أن يتركوها حول الخطوط، والواجب على السائقين أن يحذروا العجلة، أو السير مع النعاس. الواجب على السائق أن يتمهل في السير، وأن يلتزم بقانون الطريق الذي رسم له، لا يزيد، ولا يسير مع النعاس، ولا يتحدث مع صاحبه حديثاً يشغله عن نظر الطريق، يجب عليه الحذر، أن يكون عنده فطنة,عنده حذر في سيره حتى لا يضر نفسه، ولا يضر ركابه، ولا يضر الناس الآخرين، يجب على السائق أن تكون عنده عنايةٌ تامة بالسيارة، فلا يعجل، ولا يتعدى الخطة المرسومة للسير، ولا يكون معه نعاس، ولا يتحدث حديثاً مع من حوله حديثاً يشغله عن الطريق، إلى غير ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، كلمة أيضاً لأهل المواشي لو تكرمتم؟

    الشيخ: نعم تكلمت ,لا يجوز لهم التساهل في هذا، بل يجب عليهم أن يبعدوها عن الطرقات، ولا يجوز لهم أن يتركوها حول الطرقات، بل هم ضامنون إذا جعلوها حول الطرق، إذا حصل بسببها شر على الناس، من غير تفريط.

    1.   

    حكم تشميت العاطس أثناء الصلاة

    السؤال: يسأل أخونا عن حكم تشميت العاطس أثناء الصلاة؟

    الجواب: لا يشمت أثناء الصلاة، لا يشمته الناس؛ لأن التشميت من كلام الناس، يرحمك الله، لا يتكلم بها المصلي، ولا يشمت أيضاً، يقال: يرحمك الله. لكن يحمد الله في نفسه.

    1.   

    كيفية رد السلام في الصلاة

    السؤال: عن رد السلام أثناء الصلاة، كيف يكون؟

    الجواب: يرد بالإشارة، الإشارة بيده، هذا هو الأفضل، لو سلم عليه أحد، يرد بالإشارة بيده، كأنه يصافح.

    1.   

    حكم السلام عند دخول المسجد

    السؤال: إذا دخل الإنسان المسجد، هل يسلم؟

    الجواب: يسلم على أهل المسجد، إذا كان فيه أحد، يسلم عليهم، قبل أن يشرع في الصلاة، يسلم ثم يشرع في تحية المسجد، أو في الراتبة، إن كان في الظهر، أو الفجر، راتبتها قبلها وبعدها، راتبتها قبل الظهر، والفجر راتبتها قبلها، أما الظهر لها راتبة قبلها، وبعدها، فهو يبدأ بالسلام، ثم يشرع في النافلة، أو في الفريضة إن كان فريضة.

    المقدم: إذا كان من في المسجد مشغولون؟

    الشيخ: ولو أنهم يصلون، يسلم عليهم ولو أنهم يصلون، وهم يردون بالإشارة، أو يقرءون، يسلم، ويردون عليه، يقف عن القراءة، ويرد، كونه يقرأ، يمسك عن القراءة، ويقول: وعليكم السلام، ثم يعود للقراءة.

    1.   

    أفضلية صيام الإثنين والخميس على أيام البيض

    السؤال: أيهما أفضل؛ صيام الأيام البيض، أم الإثنين والخميس؟

    الجواب: كلها فاضلة، لكن صيام الإثنين والخميس أكثر أجراً؛ لأن أيام الإثنين والخميس أيامٌ كثيرة في الشهر، أما الأيام البيض ثلاثة أيام فقط، فإذا صام الإثنين والخميس حصل له صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وحصل له الزيادة، هذا أفضل، وأكثر، وإن جمع بينها، صام البيض، وصام الإثنين والخميس؛ كله خير، كله طيب.

    1.   

    ما يدركه الإنسان من صلاته مع الإمام يكون بداية صلاته

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: يوسف عثمان يوسف ، الأخ يوسف يقول: إذا أدرك الإنسان عدداً من الركعات في أي صلاة مع الجماعة وهو مسبوق، هل الركعات التي يأتي بها تكون هي التي لم يدركها, أم الذي أدركها، ويكمل صلاته؟ جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: تقدم في بعض الأجوبة أن ما أدركه هو أول صلاته، وما يقضيه هو آخرها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) وفي روايةٍ: (فاقضوا) ومعناه فأتم، معنى القضاء: الإتمام، فالذي يقضيه هو آخر صلاته، والذي يدركه مع الإمام هو أول صلاته، فإذا أدرك مع الإمام ركعتين، يقرأ الفاتحة، وإن تيسر يقرأ معها زيادة، يقرأ الزيادة مع الفاتحة، ثم إذا قام يقضي يقرأ الفاتحة بالذات فقط؛ لأنها آخر صلاته.

    1.   

    حكم أكل لحوم السباع

    السؤال: يسأل سماحتكم، فيقول: الحيوانات البرية ذوات الظفر والناب، هل لحمها حرامٌ أم حلال؟ وما الدليل على ذلك؟

    الجواب: السباع كلها حرام، والسباع: هي التي تمسك بظفرها -بمخلبها- من الطيور، كالعقاب، والصقر، والباشق ، هذه محرمة، وهكذا السباع التي تفترس بنابها، كالكلاب، والقطط، والذئاب، والأسود، والنمور، كلها محرمة؛ إلا الضبع خاصة، مستثناة، الضبع صيد، استثناه النبي عليه الصلاة والسلام، يقول ابن عباس (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي مخلب من الطير، وعن كل ذي ناب من السباع), ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل ذي ناب من السباع فأكله حرام) فجميع السباع التي تفترس، كلها محرمة، سواءٌ كانت كلاباً، أو ذئاباً، أو ثعلب، أو قط، أو غير ذلك، وهكذا الطيور التي تمسك بمخلبها، تصيد بمخلبها، كالعقاب، والصقر، والباز، وأشباه ذلك، كلها محرمة.

    1.   

    حكم أكل لحم الأرنب

    السؤال: يسأل عن الأرنب -سماحة الشيخ- ولاسيما وأنه من أكلة الأعشاب، كما يقول؟

    الجواب: الأرنب حلٌ بالإجماع، الأرنب من الحيوانات المباحة، من الصيد، بإجماع المسلمين، الأرنب، والظباء صيد، وهكذا الوعل صيد، مباح، وهكذا جميع الحيوانات التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان الحلال من الحيوانات: الإبل، البقر، الغنم، الظباء، الأرانب، الوبر,الضبع، كلها صيد. نعم، المحرم؛ كل ذي ناب من السباع، ما عدا الضبع، وكل ذي مخلب من الطير. نعم، كالنمر، والأسد، والفهد، والذئب، والكلب، والقط، والثعلب، هذه كلها محرم؛ لأنها ذات ناب. نعم، وهكذا ذات المخالب.

    1.   

    حكم طاعة الأم في طلاق الزوجة

    السؤال: المستمع: يوسف كلبالي غيني الجنسية، بعث برسالة مطولة جداً سماحة الشيخ، ملخص ما في هذه الرسالة: أن أمه تطلب منه أن يطلق زوجته دون سبب وجيه، ويسأل سماحتكم: هل يطيع أمه، ويطلق زوجته؟

    الجواب: إذا كانت الزوجة تؤذيها، أو تظلمها، أو فاسقة، فعليك أن تطيع الوالدة، أو الوالد، أما إذا كانت المرأة مطيعة لله، مستقيمة على دين الله، غير مؤذية لوالديك، فلا يلزمك طاعة والدك، ولا والدتك في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف), هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق), وتطليق المرأة بدون سبب ليس بطاعة، ولا معروف، بل ما ينبغي، أقل أحواله الكراهة، فإذا كانت امرأة مستقيمة، غير مؤذية للأم، ولا للوالد، بل مطيعةٌ لله، تقوم بحق الوالد، والوالدة، فليس لك أن تطيعهم في طلاقها، ولا يلزمك.

    أما إن كانت تؤذيهم بسلاطة لسانها، أو بأفعالها، أو لأنها معروفة بالمعاصي والشرور؛ فينبغي لك تطليقها، حتى ولو ما طلبوا منك.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء، أتوجه لكم بالشكر الجزيل، بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام؛ شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755937439