إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (289)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حقيقة تعذيب الكفرة والعصاة في البرزخ ومدته

    ====

    السؤال: هذا سائل للبرنامج رمز لاسمه بـ (أ. أ. أ) يقول: عندما يموت الإنسان وعند دفنه هل يعذب مدى موته حتى القيامة، وذلك إذا كان مسيئاً فعلاً وقولاً وعملاً، أم لفترة حسب الأعمال أو حسب أعماله، نرجو منكم التوجيه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العبد إذا وضع في قبره أتاه الملكان يسألانه: عن ربه ودينه ونبيه؟ فإن ثبته الله وأجاب الجواب الصحيح فتح له باب إلى الجنة يأتيه من نعيمها وطيبها، ويفتح له باب إلى النار يقال: هذا مقعدك لو كفرت بالله، قد أبدلك الله به هذا المقعد من الجنة، يراهما جميعاً، والكافر بعكس ذلك، يفتح له باب إلى النار يأتيه من عذابها وشرها وسمومها، وباب إلى الجنة يقال: هذا مقعدك لو هداك الله ولكنك كفرت بالله فحرمت هذا المقعد.

    فظاهر السنة والكتاب أن المهتدي ينعم والكافر يعذب، لكن كيف يعذب؟ وكيف يستمر العذاب؟ هذا إلى الله سبحانه وتعالى، وهكذا كيفية النعيم إلى الله، ليس عند المؤمن إلا ما جاءت به الأحاديث، يؤمن بما جاءت به الأحاديث، أما كيفية النعيم واستمراره وكيفية العذاب واستمراره هذا إلى الله سبحانه، يقول الله في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، دلت الآية على أنهم يعرضون غدواً وعشياً، ليس دائماً.

    فالمقصود أن التعذيب والنعيم هذا يرجع إلى الله التفصيل والكيفية إليه سبحانه وتعالى، لكن نعلم أن المؤمن منعم في قبره والكافر معذب في قبره، وكيف النعيم؟ وكيف العذاب؟ هذا إلى الله سبحانه وتعالى، ليس عندنا إلا ما جاء به النص: أنه يفتح باب إلى الجنة للمؤمن ويأتيه من نعيمها وطيبها، والكافر يفتح له باب إلى النار نسأل الله العافية، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على قبرين قال: إنهما ليعذبان، ثم قال: وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول -يعني: لا يتنزه من البول- وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)، فأخبر أنهما يعذبان في هذين الأمرين، أما كيفية العذاب فلم يبين لنا.

    أما العاصي فهو ذو الشائبتين، وليس في السنة والكتاب ما يوضح فيما نعلم كيفية نعيمه ولا كيفية عذابه هو على خطر، الذي يموت على معاصي لم يتب منها كالزنا، أو الخمر، أو العقوق، هو على خطر من العذاب، لكن لا يعلم كيفية ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، لكن ليس من جنس الكافر وليس من جنس المؤمن السليم بل هو بينهما، وفي الآخرة كذلك قد يعذب وقد يعفو الله عنه ويدخل الجنة، وقد يدخل النار لكن لا يخلد فيها، يعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة، فحاله بين الحالين، هو الظالم لنفسه، لكن مصيره إلى الجنة، منتهاه إلى الجنة والسلامة.

    1.   

    حكم وضوابط خروج المرأة للدعوة في أوساط النساء

    السؤال: سماحة الشيخ! أمامي الحقيقة رسالة طويلة من إحدى الأخوات من السودان رمزت لاسمها بـ (ن. م. ع) الحقيقة الرسالة مرتبطة ببعضها وطويلة تقول: أراها في غاية الأهمية وأرجو عرضها على سماحة الشيخ، تذكر بأنها فتاة تخرجت من جامعة سودانية إسلامية، وتخرجت من قسم الدراسات الإسلامية، ودرست في مجال الدعوة والآن هي موجودة في قرية من قرى السودان البعيدة، تقول: أهل منطقتي في حاجة ماسة إلى الدعوة والتفقه بالدين وخاصة العقيدة، لا يعرفون عن العقيدة الصحيحة شيئاً كثيراً، والعقائد الباطلة منتشرة بصورة كبيرة، وبحكم وجودي في هذه المنطقة هل يجوز لي أن أعمل بالدعوة إلى الله مع العلم بأنني أدعو إلى الدعوة السلفية في رفقة جماعة تدعو إلى الدعوة السلفية، وعملي يا سماحة الشيخ وسط من النساء فقط بعيداً عن الاختلاط مع الضوابط الشرعية الأخرى من حجاب وغيره، ومع العلم بأن هذه المناطق لا تبعد عن مكان وجودي كثيراً بل مناطق قريبة جداً يمكن السير إليها بالأقدام، وهل يشترط -يا سماحة الشيخ- المحرم خاصة المسافات الصغيرة وليست سفراً، مع العلم بأن هذه القرية آمنة مطمئنة لا تخاف المرأة فيها على نفسها وتذهب للدعوة مع مجموعة نساء على العربة أو الأقدام دون اختلاط، مع مراعاة الضوابط بعد أن تأخذ الإذن من الأهل، أحياناً للتعليم وأحياناً أخرى للتعلم لقلة الدعاة إلى الله من الرجال، وعدم وجود الداعيات من النساء، وأهل هذه المناطق في حاجة إلى الدعوة إلى الله، ثم تذكر أيضاً تقول: وهل المقصود من القرار في قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، عدم السماح للمرأة بالخروج من البيت مطلقاً لا للتعلم ولا للتعليم، مع العلم بأن الرجال لا يعرفون العلم المطلوب؟ وأخيراً هل يعني أن لا نزور أرحامنا، نرجو من سماحة الشيخ التفضل بالإجابة؟

    الجواب: القرار المطلوب هو بقاؤها في البيت وأن لا تخرج إلا لمصلحة وحاجة، وإذا كانت ذات زوج فبإذن زوجها، وإذا كانت تخرج للدعوة والتعليم هذه حاجة عظيمة مطلوبة، فهي مشكورة ومأجورة إذا خرجت للدعوة والتعليم والتوجيه إلى الخير، وتعليم الناس الخير فهذا عمل صالح، هي مأمورة به، والله يقول جل وعلا: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فهي مشكورة ومأجورة ولا حرج عليها في ذلك، لكن لا تسافر إلا بمحرم، ما دام في مسافات قليلة ليس فيها سفر فهذا عمل صالح ومطلوب ومشكورة عليه ولا حرج عليها في ذلك.

    وما يعد سفراً يوم وليلة للمطية، ثمانين كيلو للسيارة تقريباً يقال له: سفر، ثمانين كيلو وما يقاربها.

    1.   

    حكم إظهار الشكوى من الهموم للغير

    السؤال: هذه مجموعة من الفتيات والأخوات لهن مجموعة من الأسئلة: ما حكم الشرع في نظركم سماحة الشيخ فيمن يشكو بعضاً من همومه لصديقه؟ هل يعتبر ذلك من الاعتراض على قضاء الله وقدره؟

    الجواب: إذا كان شكوى الهموم للتعاون ليخرج ما لديه لعل الله ينفعه برأيه واجتهاده من باب المشورة، ومن باب الاستعانة بالرأي فلا بأس بذلك، يشكو همومه وحاجاته ليستعين برأيه، وإذا كان مضطراً وسأل المساعدة فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال: سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقة، -يعني: كان غني وكان بخير ثم أصابته فاقة- حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة -يعني: حتى يشهدوا له- قال: وما سواهن يا قبيصة سحت، يأكله صاحبه سحتاً) فالإنسان إذا سأل من أجل جائحة أصابته، أو فقر طرأ عليه لذهاب أمواله فلا حرج عليه في ذلك.

    1.   

    حكم نتف شعر الحواجب دون قصد

    السؤال: سماحة الشيخ! تذكر السائلة يا سماحة الشيخ وتقول: بأنها أثناء القراءة للكتب تجد أنها بشكل تلقائي تضع يدها على حواجبها وتنتف بعضاً من هذه الشعرات، تقول: وقد علمت بأن ذلك محرم وتبت إلى ربي، لكنني أعود إلى ذلك دون شعور مني، ثم أنتبه لذلك فأعود للتوبة من جديد فما حكم توبتي؟

    الجواب: عليك الجد في هذا الأمر والحذر من التساهل، ومتى ما كان من غير قصد ولا اختيار فلا يضر إن شاء الله؛ لأن أخذ الحواجب لا يجوز وهو النمص الذي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من فعله، لكن إذا كان الشيء من غير عمد منك بل عن ذهول فالله جل وعلا سبحانه هو العفو الغفور إذا لم تعمدي هذا الشيء، ولكن عليك المجاهدة للنفس والحرص على عدم أخذ شيء من الحاجبين، والتوبة مقبولة إذا صدقت، والتوبة النصوح يقبلها الله عز وجل كلما أذنب العبد: وهي الندم على الماضي، والإقلاع منه، والعزم أن لا يعود فيه، العزم الصادق، هذه التوبة، فإذا فعلت هذا من مثل هذا تاب الله عليك.

    1.   

    وقت تأدية أذكار الصلوات

    السؤال: تقول هذه السائلة: أذكار ما بعد السلام في الصلاة، هل يجب أن تكون بعد الصلاة المكتوبة مباشرة، أم يمكنني أن أؤدي السنة البعدية ثم أداء تلك الأذكار؟

    الجواب: السنة أن تأتي بالأذكار قبل السنة البعدية، تأتي بالأذكار ثم السنة الراتبة، أذكار الظهر قبل السنة الراتبة، وأذكار المغرب قبل السنة والعشاء كذلك، كان النبي عليه الصلاة والسلام يأتي بها قبل.

    1.   

    حكم قطع الصلاة للابتعاد عن صاحب الرائحة الكريهة

    السؤال: هذا سائل رمز لاسمه بـ (ع. ع) يقول سماحة الشيخ: ما حكم قطع الصلاة والانتقال إلى مكان آخر إذا كان بجانبي إنسان كريه الرائحة، ولاسيما بأنه قد يفوتني ركن من أركان الصلاة ألا وهو: الطمأنينة، فنرجو من سماحة الشيخ الإجابة؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، أقول: لا حرج في قطعها للضرورة من وجود الرائحة الكريهة .. تجعل الإنسان غير خاشع في صلاته وغير مطمئن، فإذا قطعها ليذهب إلى جانب آخر فلا حرج في ذلك إن شاء الله، مع العلم بأن الذي له رائحة كريهة لا يصلي مع الناس، الواجب عليه أن يصلي في بيته، إذا كان عنده الرائحة الكريهة البخر الكثير المؤذي، أو الصنان الذي في إبطه الكثير، فالواجب عليه أن يعالج هذا الشيء حتى يزول، وليس له أن يؤذي الناس، أو كان أكل ثوماً أو بصلاً ليس له حضور المسجد، يجب عليه أن يبتعد عن المسجد حتى تزول تلك الرائحة الكريهة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم: (نهى من أكل ثوماً أو بصلاً أن يقرب المسجد) وكان يأمر بإخراج من فعل ذلك من المسجد، فإذا وجد فيه رائحة كريهة غير الثوم والبصل كالبخر في الفم الشديد الذي يؤذي من حوله، ومن حوله له أن يفارقه ويبتعد إلى جهة أخرى.

    1.   

    حكم إلقاء السلام والمصافحة والتقبيل للعجائز غير المحارم

    السؤال: يا سماحة الشيخ! ما حكم السلام على العجائز اللاتي يكن كبيرات في السن سواءً كان ذلك بالمشافهة أو المصافحة أو التقبيل، وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: السلام عليهن لا بأس به بالكلام فقط، أما المصافحة والتقبيل فلا يجوز، سواء كانت عجوزاً أو غير عجوز، إلا المحرم يسلم عليها مع خدها مع رأسها كأمه وأخته وعمته، كان الصديق رضي الله عنه يقبل عائشة بعض الأحيان مع خدها، فلا بأس، أما أجنبية ولو كانت عجوزاً لا، ليس له أن يصافحها ولا أن يقبل رأسها ولا أن يمس شيئاً من جسمها، لكن يسلم عليها بالكلام، السلام عليكم، وعليكم السلام، وإذا كانت مكشوفة وهي العجوز ليست ممن يتبرج بالزينة فهي من القواعد لها أن تكشف؛ لقوله جل وعلا: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60]، كونهن يتحفظن ويحتجبن أفضل، ولكن لا حرج عليهن في الكشف إذا كن غير متبرجات ولا يرجون النكاح، لهذه الآية الكريمة لكن استعفافهن وتحجبهن أفضل.

    1.   

    كيفية صيام الجوارح في رمضان

    السؤال: سماحة الشيخ. من سوريا أبو أسامة (أ. أ) دمشق يقول: كيف تصوم الجوارح في رمضان، أرجو الإفادة؟

    الجواب: تصوم الجوارح بترك ما حرم الله من المعاصي هذا صيامها، فلا يمس بيده ما حرم الله، ولا يتكلم بفمه فيما حرم الله، ولا ينظر بعينه إلى ما حرم الله، ولا يمشي برجله إلى ما حرم الله، وهكذا صيامها إمساكها عما حرم الله. نعم. إذا صام المؤمن صامت جوارحه، وصام لسانه عن الكذب، وصامت عينه عن النظر المحرم، وصامت يده عن البطش المحرم، ورجله عن المشي المحرم.

    1.   

    مشروعية الاعتكاف وشروطه وما يختص به

    السؤال: سماحة الشيخ! له فقرة أخرى يقول: الاعتكاف هل هو خاص برمضان؟ وهل اعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل للاعتكاف شروط؟

    الجواب: الاعتكاف لا يختص برمضان لكن يختص بالمساجد، وفي رمضان أفضل والنبي اعتكف في رمضان واعتكف في شوال عليه الصلاة والسلام، والاعتكاف في العشر الأخيرة أفضل، وشروطه أن يكون في المسجد، وأن يكون المعتكف ليس بجنب ولا حائض ولا نفساء، ولا يكون اعتكافه يمنعه من أداء ما أوجب الله عليه، فإذا كان في مسجد لا يصلى فيه جماعة لا يعتكف، يعتكف في المساجد التي فيها جماعة حتى يصلي مع الجماعة.

    1.   

    كيفية صلاة الاستخارة وما يقال فيها

    السؤال: هذا السائل الذي رمز لاسمه بـ (أ. أ) يقول: سماحة الشيخ ما كيفية صلاة الاستخارة؟ وما هو الدعاء المطلوب، وهل يكون الدعاء أثناء صلاة الركعتين أم بعد الانتهاء منها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: صلاة الاستخارة أن يصلي ركعتين، ثم يدعو بعدها ويستخير بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام يرفع يديه ويسأل يقول: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه، كأن يتزوج: بفلانة، سفري إلى البلد الفلانية، تجارتي في هذا الشيء، يسميه- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه باسمه- شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به) هذه السنة في الاستخارة.

    1.   

    مقدار زكاة الفطر بالكيلو

    السؤال: سماحة الشيخ! هذا مستمع من السودان له مجموعة من الأسئلة، يقول: ما هو مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو جرام في يومنا هذا؟ وهل تسقط زكاة الفطر مع عدم الاستطاعة لإخراجها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: زكاة الفطر مقدارها بصاعنا الآن ثلاثة كيلو تقريباً؛ لأن خمسة أرطال مثل صاع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باليدين الممتلئتين المتوسطتين أربع مرات كما ذكر في القاموس وغيره إذا ملأ يديه أربع مرات وهما معتدلتان، وملأهما ملئاً تاماً هذا عن مد والأربع عن صاع، وبالكيلو ثلاثة كيلو تقريباً، ثلاثة كيلو يشف قليلاً، فإذا أخرج ثلاثة كيلو فقد احتاط وأخرج صاعاً كاملاً للفطرة.

    1.   

    المراهنة الشرعية وغير الشرعية

    السؤال: له سؤال آخر يقول: ما حكم الرهان في الشرع؟ إذا تراهن شخصان على شيء مثلاً يقول: هذا كذا، وهذا يقول: كذا وإذا لم يكن فهل المبلغ الذي يأخذه أحدهما يحل له، أرجو من سماحة الشيخ إجابة؟

    الجواب: لا يجوز هذا الرهان، هذا قمار ما يجوز، مغالبة لا وجه لها، ومن المراهنة الشرعية المسابقة بالخيل والإبل والرمي.

    1.   

    حكم خطبتي الجمعة

    السؤال: يقول: ما هو الحكم في خطبة الجمعة هل هي واجبة أم سنة أم فرض؟ وهل هي من مكملات الصلاة، أفيدوني مأجورين؟

    الجواب: خطبة الجمعة شرط من شروط الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حافظ عليها، كان يخطب في الجمعة ولم يتركها مرة واحدة، فهي شرط من شروط صحة صلاة الجمعة أن يخطب خطبتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وكان يخطب خطبتين عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم وحقيقة صلاتي التوبة والحاجة

    السؤال: له سؤال أخير الأخ من السودان يقول: هل هناك من صلاة تسمى الأولى: صلاة التوبة، والأخرى تسمى: صلاة الحاجة؟ وما حكمهما في الشرع مأجورين.

    الجواب: صلاة التوبة هي إذا عرف أنه أذنب وأراد أن يتوب فهو مخير إن شاء تاب من دون صلاة خاصة بل يتوب إلى الله ويندم ويكفي، وإن صلى صلاة قصد بها التوسل لقبول التوبة فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من تطهر ثم صلى ركعتين، ممن أذنب ذنباً ثم تطهر وصلى ركعتين ثم استغفر ربه غفر الله له فصلاة الركعتين ثم يدعو ربه ويستغفر ويتوب إليه هذا من أسباب المغفرة، هذا يقال لها: صلاة التوبة، وصلاة الحاجة هي صلاة الاستخارة.

    1.   

    حكم قراءة: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله) أول الأذان

    السؤال: هذا السائل رمز لاسمه بـ (أ. أ. م) من السودان يقول: لدينا مؤذن في المسجد كلما جاء ليؤذن بدأ بالآية الكريمة، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، فما حكم ذلك سماحة الشيخ؟

    الجواب: هذا غير مشروع؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، يبدأ الأذان بـ (الله أكبر).

    1.   

    الأوقات التي لا يجوز التنفل فيها

    السؤال: السائل من الرياض أبو أحمد (أ. أ) يقول: لي والدة كبيرة في السن، وصاحبة طاعة والحمد لله، تصلي الفروض في أوقاتها وتحمد الله على ذلك، لكنها تتنفل طول الوقت، فما هي أوقات النهي التي لا يجوز لها أن تتنفل فيها، وحبذا لو عرفنا ذلك بالساعات؟

    الجواب: كل الليل والنهار أوقات نافلة ما عدا أوقات النهي، وأوقات النهي من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس، وعند وقوفها في كبد السماء قبل أن تميل إلى الأرض هذا يقال له: وقت الوقوف ليس فيه صلاة، وبعد صلاة العصر إلى غروبها هذه أوقات النهي، إلا من ذوات الأسباب، إذا كان لها أسباب مثل: صلاة الكسوف بعد العصر تصلى، تحية المسجد، لو طاف بعد العصر يصلي صلاة الطواف في مكة، هذه يقال لها: ذوات الأسباب لا حرج على الصحيح.

    المقصود جميع الليل والنهار محل صلاة إلا وقتين: أحدهما: من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس، هذا وقت نهي، لا يصلى فيه إلا صلاة الفجر وسنتها أو تحية المسجد، والوقت والآخر الطويل: ما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. وهناك وقت ثالث قصير وهو: عند وقوفها، وهو وقت قصير عند وقوفها في كبد السماء حتى تميل إلى الغرب.

    1.   

    كيفية معالجة الغموم والهموم

    السؤال: سماحة الشيخ: هذا شاب رمز لاسمه بـ (أ. أ) الخرج. يقول: شاب مسلم تعتريه الهموم والأحزان، مع أنني محافظ على الصلوات المكتوبة في أوقاتها، وأشغل نفسي بالذكر والتحميد والتهليل، هل يؤجر الإنسان على الأحزان والهموم التي تعتريه، وجهونا مأجورين؟

    الجواب: نعم، ما شاء الله هذا خير، هذه من المصائب، إذا اشتغل بذكر الله وتحميده وتهليله والاستغفار وأدى ما فرض الله عليه فهو على خير عظيم، وهذه الهموم التي تصيبه والأحزان كفارة لسيئاته، لكن يعالجها بالذكر والاستغفار والتفكير في نعم الله عليه، وما أعطاه الله من النعم، وأن ما أصابه يكون كفارة لسيئاته من الهموم والغموم، يجاهد نفسه في محاربتها، بذكر الله وتسبيحه وتهليله والاستغفار ونحو ذلك.

    1.   

    حكم السفر إلى بلاد الكفار للدراسة والعمل

    السؤال: هذا سائل للبرنامج رمز لاسمه بـ (أ. أ. أ) مصري مقيم بالرياض يقول: ما حكم من يسافر إلى بلد غير إسلامي للدراسة أو للعمل لعدد من السنوات؟ هل يختلف الحكم إذا كانت المدينة التي يقيم بها مدينة كبيرة يوجد بها مساجد ومراكز إسلامية وآلاف المسلمين، أو كانت مدينة صغيرة لا يوجد بها مساجد، وقد لا يوجد بها مسلمين؟ وهل يعذر من صلاة الجماعة في هذه الحالة، نرجو من سماحة الشيخ إجابة؟

    الجواب: ينبغي للمؤمن أن لا يسافر إلى مثل هذه البلاد التي فيها الكفر لا للعمل ولا للدراسة، إذا وجد حيلة إذا وجد فسحة حتى يتعلم في غيرها أو يعمل في غيرها؛ لأنه على خطر من خلطتهم، ولكن إذا كانت البلد فيها مراكز إسلامية ومسلمون يستطيع أن ينضم إليهم ويتعاون معهم في الخير هذا أسهل، أسهل من البلاد التي ليس فيها أحد من المسلمين، أما إن كان عنده علم وعنده بصيرة وسافر للدعوة إلى الله والتعليم فلا بأس، أما الطالب لتوه ليس عنده علم يصونه من شبهاتهم فهو على خطر، ينبغي أن يتعلم في بلاده أو يلتمس بلاداً سليمة حتى يتعلم فيها ولا يذهب إلى بلاد الكفرة، وهكذا للعمل، لا يذهب للعمل في بلاد الكفر؛ لأنه على خطر أن يجروه إلى دينهم، في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين) فإذا كان بينهم هو على خطر من شرهم ومكائدهم، إلا إذا كان عنده علم وأظهر دينه. نعم.

    المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك، شكراً لكم أنتم، إلى الملتقى إن شاء الله، وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت سعد عبد العزيز خميس . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755806727