إسلام ويب

التدين عند الربيع بن خثيمللشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يعتبر الربيع بن خثيم علماً من علماء الأمة الذين تربوا على مائدة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، فصنع منه التدين رجلاً وقافاً عند حدود الله، لا تستفزه الشهوة ولا تجره اللذة للوقوع في المعصية، حتى صار مثالاً يقتدى به في العمل ابتغاء وجه الله، وعلو الهمة وحفظ اللسان والبصر.

    1.   

    جوانب من شخصية الربيع بن خثيم

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الإخوة في الله! ذكرت قبل جمعتين في ثنايا الخطبة حين كنا نتحدث عن التدين وأثره على الفرد والمجتمع، ما يصنعه التدين في بعض المتدينين، ومما ذكرناه قصة الربيع بن خثيم رحمه الله ورضي عنه، وكيف فعل منه التدين وصنع منه رجلاً وقافاً عند حدود الله، لا تستفزه الشهوة، ولا تجره اللذة للوقوع في المعصية.

    كان مما ذكرناه قصته مع تلك المرأة التي تزينت وتجملت وتعرضت له في الطريق، وأصبحت بعد ذلك بموعظة الربيع بن خثيم عابدة من عابدات الكوفة، وأصبح الفساق يتحدثون ويقولون: أفسدها علينا الربيع .

    جرني ذلك الحديث والفضول فيه إلى الوقوف عن قرب عند هذه الشخصية العظيمة، شخصية الربيع بن خثيم , أحد المهتدين العباد من أهل العراق، كانوا قبل أن يصل إليهم الإسلام على ما كانوا عليه من الجهالة والضلالة، ولم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما رأوا تعاليمه، وصلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشئوا فيهم المدارس العلمية، فتتلمذ هؤلاء الأجلاف البدو, هؤلاء غلاظ الطباع قساة القلوب، تتلمذوا على يد هؤلاء الرجال، تتلمذوا على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعوا القرآن والحكمة، فماذا صنع فيهم ذلك السماع؟ وكيف صنع منهم القرآن والسنة رجالاً أصبح التاريخ يفخر بأخبارهم، ويدون قصصهم، وأصبحوا مصابيح هداية لمن جاء بعدهم؟

    كتب السير مملوءة بالكلام عن الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى، وما هو إلا واحد من قبيلة ينتمي إلى بني ثور، وبنو ثور كما قال بعض التابعين: عرفت ثلاثين من بني ثور ما هم بدون الربيع بن خثيم. كان ينتمي إلى قبيلة, وليس الفرد فيها والفذ، وإنما يشاركه في هذه الخصال الكثير, كان من أئمة العباد ومن أئمة الهدى.

    لما أراد الإمام الذهبي رحمه الله تعالى أن يذكر أخباره في كتابه العظيم سير أعلام النبلاء قال: هو الإمام القدوة العابد. ولك أن تقف مع هذه الكلمات حين يشهد بها أئمة الإسلام العظام، الإمام الذي يؤتم به ويقتدى. هو الإمام القدوة العابد، يصلح خبره لأن يكون محل ائتساء واقتداء فهو قدوة لمن جاء بعده.

    من الذي صنع هذه القدوة؟ إنه القرآن والسنة، نزل القرآن على هذه القلوب فـأثمر فيها التقوى، وأنبت فيها الخشية، وصنع فيها الورع والعلم والعبادة، فتعلموا وعملوا بما علموا فأصبحوا سادة للناس، وجازاهم الله عز وجل بعملهم هذا حسن الثناء ممن جاء بعدهم، وهذه عطية الله للمحسنين: وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات:78-80].

    من جزاء الله لأهل الإحسان أن يترك لهم الذكر الطيب والسيرة الحسنة، والذكر العبق، الذي يقتدي به كل من يأتي بعدهم، صنع منهم القرآن هذه الصنعة، لا فرق بيننا وبينهم إلا أنهم علموا فعملوا، هذا هو الفرق بين أولئك السادة، وبين من عاش معهم ولم يقتد أو جاء بعدهم ولم يهتد.

    لا فرق إلا أن هؤلاء سمعوا فسارعوا وأذعنوا بالاستماع والطاعة، وكانوا إذا سمعوا قول الله وقول رسوله اتخذوا خياراً واحداً: (سمعنا وأطعنا) فرفع الله شأنهم, وأعلى ذكرهم، وجعلهم مصابيح هداية لمن جاء بعدهم.

    هو الإمام القدوة العابد. قيل: قليل الرواية، لم يعتن كثيراً بكثرة التحديث مع أنه من علماء العراق الكبار، فهو من كبار تلاميذ عبد الله بن مسعود، فهو قليل الرواية لكنه كبير الشأن.

    وهذه عبارة تحتها ما تحتها، قليل التحديث لكنه كثير العمل، قليل الكلام لكنه كبير العمل. ومن شأنه أن أكبر صحابة رسول الله، من أكبرهم وأعلمهم شيخه وأستاذه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه، يقول له: يا ربيع ! لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، ورسول الله لا يحب سدى, ولا يقرب عبثاً، إنه يحب ما أحب الله، ويبغض ما أبغض الله.

    و ابن مسعود يشهد شهادة دونت في كتب التاريخ أن الربيع بلغ بعلمه مرتبة لو رآه الرسول صلى الله عليه وسلم لأحبه: لو رآك رسول الله لأحبك. ثم يقول: والله ما رأيتك يا ربيع إلا تذكرت قول الله سبحانه وتعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج:34]، (المخبتين) هم كثيرو الإنابة والتوبة، والمسارعون إلى الطاعة، الذين قال الله عنهم في كتابه الكريم: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج:34-35].

    يقول ابن مسعود: أنت واحد من هؤلاء، وكلما رأيتك تذكرت هذا الصنف من الناس، الذين جاءت بشارة الله لهم في كتابه: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج:34].

    1.   

    جوانب الاقتداء والائتساء بالربيع بن خثيم

    في هذه اللحظات أحببت أن نقف مع جوانب الاقتداء والائتساء بهذه الشخصية العظيمة، لماذا رفعت كل هذا الرفع؟ ولماذا أعلى الله عز وجل لها كل هذا المقام؟

    هناك جوانب مضيئة في هذه الشخصية ليست بكبيرة عنا إذا اقتدينا بها، فإن العمل الذي كلفنا الله به يسير، فـــــــ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].

    العمل ابتغاءَ وجه الله

    من هذه الأخبار العطرة: أن الربيع بن خثيم رحمه الله أصيب بمرض شديد في بدنه، وهو مرض الفالج، الشلل النصفي، وفي يوم من الأيام صنعت له زوجته حلوى طيبة يعرفها الناس في زمانهم تسمى الخبيص, فهي من أفخر الوجبات التي تقدم، وقد تعنت الزوجة لتصنع هذه الوجبة لزوجها لشدة مرضه، تواسيه بها، جاءه الولد يقول: يا أبتاه! إن أمي صنعت خبيصاً، وإن مما يفرحها أن تأكل منه. يريد أن يتشفع إليه بضرورة أن يأكل منه، قال: هاته! فلما جاء الولد بتلك الوجبة، واقترب من الأب فجأة، دخل الدار رجل مخلول العقل, يتحدث بغير معرفة، ويتحدث بهذيان لا يدري ما يقول، يسيل لعابه على ذقنه من شدة خرفه، فإنه لا يعي ولا يدرك ما يفعل.

    دخل فرأى الربيع في وجهه الجوع، فعلم أنه لم يدخل إلا لأنه يأنس في البيت شيئاً، فأمر ولده أن يقدم له تلك الوجبة، فأقبل المسكين يأكل ما في الصحفة، واللعاب يسيل على ذقنه وعليها حتى لم يترك فيها شيئاً، قال له ولده: يا أبتاه! رحمك الله! إن أمي كان يسرها أن تأكل من هذه، وأن هذا الرجل لا يدري ما يأكل، وإن كان جائعاً فإنه سيشبع بأي نوع من الطعام يقدم إليه، وليس بالضرورة أن يطعم هذا الطعام الفاخر، فإنه لا يدري, ولا يميز نوع الوجبة التي يأكلها، حسبه أن يشبع.

    وهنا استمع إلى جواب الربيع , يقول رحمه الله تعالى: إن كان لا يدري فإن الله يدري، ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [آل عمران:92]، لا يراعي من الذي يعطيه؟ وكيف حاله؟ وما هو رده؟ إنما يتعامل مع خالقه ومولاه: إن كان لا يدري فإن الله يدري.

    لك يا أخي أن تقيس هذه الصورة بتلك الآيات العظيمة التي يتحدث فيها عن عباد الله الذين يدخلون الجنة: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:8-9].

    هذا هو التطبيق العملي لهذه الآيات، يطعمون الطعام مع حبهم له من جاءهم يطلب هذا الطعام، غاضين النظر عن منزلته ومرتبته، مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا [الإنسان:8]، وحق لهم أن يفعلوا ذلك؛ لأنهم يرجون الثواب من الخالق, إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:9].

    حقيق بهذا الرجل أن يكون مخلصاً؛ لأنه لا ينتظر الجزاء من هذا المهبول، لا ينتظر الجزاء من هذا المجنون, لا يدري ماذا يأكل؟ ولكنه يعامل رب هذا المجنون، إن كان لا يدري فإن الله يدري.

    هذا جانب من جوانب الاقتداء: العمل ابتغاء وجه الله، وتقديم أحب الأموال إليك وأعز ما تملكه ابتغاء الثواب ومرضاة الله في الدار الآخرة, وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ [البقرة:272].

    وموقف آخر من مواقف الربيعيتبين به كيف يحافظون على قلوبهم؟ كيف فقه هؤلاء الناس أسباب الفتنة؟ وكيف عرفوا أسباب سلامة القلب فارتقوا تلك المراقي العظيمة؟! لأنهم حافظوا على قلوبهم، حموها من أسباب الفساد، وحرسوها من أسباب العطب والهلاك، فسلمت تلك القلوب، فلم تنشأ عنها إلا الأعمال الصالحة، ولم تصدر عنها إلا الأقوال الطيبة، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ). كيف حموا قلوبهم من أسباب الفتنة؟

    الاعتناء بحفظ البصر عن الحرام

    من مظاهر الاقتداء في هذا الرجل: شدة اعتنائه بحفظ بصره عن الحرام، كان شديد التوقي من أن تقع عينه على ما حرم الله حتى في نظر الفجأة الذي رخص الله فيه، ولم يؤاخذ به الإنسان، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( لك الأولى, وليست لك الثانية )، حتى هذه النظرة كان شديد التوقي منها، يحرص أن يقع بصره عليها، حتى إن النساء لأنهن لا يعلمن ماذا يفعل, كانت النساء تظن أن هذا الرجل أعمى.

    ومما جاء في أخباره أنه كان شديد الانجماع على نفسه إذا قابل النساء، فلا يرفع بصره إلى السماء، مطأطئ رأسه إلى الأرض، فإذا جاء بيت عبد الله بن مسعود يستأذن لا يرفع بصره عن الأرض خشية أن تخرج الجارية الخادمة تفتح الباب، فاشتهر عند هذه الجارية أن هذا الرجل أعمى, فكانت إذا جاء يستأذن تدخل على سيدها عبد الله بن مسعود ، وتقول: إن صاحبك الأعمى بالباب, فيضحك عبد الله بن مسعود.

    يضحك لأنه ليس بأعمى، ولكنه شديد الحرص على حفظ بصره، وهذا إدراك منه إلى أهمية حفظ القلب مما تراه العينان، فالعينان بريد القلب، ورسول القلب، تصنع في القلب من الصور ما تشغله بالتفكر فيها، فإن القلب مشتغل بما أرسلت إليه العينان.

    وكما قال الإمام أحمد: كم من نظرة أورثت في قلب صاحبها البلابل، كم من نظرة شغلت قلب صاحبها، شغلته عما هو أنفع له وأبقى, فلا يتفكر في آخرته, ولا يتفكر في أسباب نجاته، والسبب عينه التي أرسلت إليه تلك الصورة، فبقي مشتغلاً بها متفكراً فيها، وإن استطاع بعد ذلك أن يحمي جسده عن الوقوع في الحرام فلا أقل من أنه أصيب بشغل القلب.

    وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر

    رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

    كان هذا الرجل شديد الفقه في هذا الجانب, فعلم أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأن الوقاية أسهل من التداوي بعد المرض، فكان الناس يحدثون أصحابه وربعه، وزملاؤه يقولون له: ألا تجلس مجالسنا؟ لهم مجالس يجلسون فيها, وقد تكون على الطرقات، وهم يحاولون أن يعطوا هذه المجالس حقها، ومن حقها كما قال عليه الصلاة والسلام: ( وغض البصر )، لكن ما هو جواب الربيع حين يدعى إلى جلوس هذه المجالس؟ يقول رحمه الله: أخاف ألا أغض بصري.

    إنه ليس مجرد وقوف عند تعليم بسيط من تعاليم هذه الشريعة وهو غض البصر، ولكنه الفقه، لكنه الإدراك والفهم لأسباب الفتن التي يفتن بها القلب، كم من واحد منا اليوم يفهم هذا الفهم ويدرك هذا الإدراك، فيرى نفسه ملزماً بأن يحفظ بصره حتى لا يشوش على قلبه، حتى لا يشغل قلبه بما يشغله عن الله وعن الدار الآخرة.

    الحب في الله والبغض في الله

    من جوانب الاقتداء في هذا الرجل: الحب في الله والبغض في الله، محاسبة المسيء لأنه مسيء وبغضه لأنه مسيء، كائناً من كان ذلك المسيء قريباً أم بعيداً.

    وتنزيلاً لهذه القاعدة وإعمالاً لهذا المبدأ كان يبدأ بنفسه، فيمقتها في الله، ويبغضها في الله إذا وقعت في معصية من المعاصي.

    كثير من الناس يزعم أنه يحب في الله ويبغض في الله، لكنه لا يبغض نفسه حين تقع في معصية الله، لكنه لا يمقت نفسه حين تتجاوز حدود الله، وهذا إخلال في هذا المبدأ, لو كنت منصفاً لأبغضت نفسك حين تعصي الله، هذا هو ميزان الحب في الله، لو كنت منصفاً لبدأت بنفسك بمحاسبتها ولومها وتعنيفها حين تقع في حد من حدود الله.

    كان الربيع إذا قال له أحد تلاميذه: لماذا لا تذم الناس؟ يعني: لماذا لا تخوف الناس، أو تذكرهم بما فيهم من المساوئ عسى أن يرتدعوا؟ فيقول: لست عن نفسي راضياً حتى أذم الناس، فأنا أشاركهم، وإذا كنت تشارك الناس في المعاصي فإن ميزان العدل أن تبدأ بنفسك، فتقوم نفسك على الطاعة.

    إذا كنت تبغض العصاة -وهذا مطلوب منك- فأول من يستحق البغض هي نفسك العاصية، وهذا البغض بغض بناء يدعو إلى التصحيح، يدعو إلى تعديل المسار، بينما انعكست القاعدة عند الكثيرين, أصبحوا يبغضون الناس لأنهم عصاة ويتناسون أنفسهم، يحاولون تقييم الناس وتقويمهم، ويتناسون تقويم أنفسهم.

    صحيح أن الإنسان مطلوب منه أن ينهى عن المنكر، مطلوب منه أن يدعو إلى الخير وإن لم يكن عاملاً، وإن لم يعمل هو بالخير الذي يدعو إليه، مطلوب منه أن ينهى عن المنكر، وإن لم ينته هو عن المنكر الذي ينهى عنه, مطلوب منه ذلك، ولكن السيرة لم تتم، والإصلاح لن يكتمل إلا حين يبدأ الإنسان بنفسه فيقومها على دين الله وشرعه، فهناك ينفع منك التعليم، وهناك يثمر منك النصح. فهذا تطبيق عملي، إذا دعي إلى الحديث عن الناس يقول هذه المقولة: لست عن نفسي راضياً، ثم يقول: إن الناس خافوا الله عز وجل في ذنوب غيرهم، ولم يخافوه في ذنوبهم.

    انظر إلى هذه الكلمات من النور، الناس كثير منهم يخافون الله, ويتوقعون عذاب الله بسبب ذنوب الآخرين، لكن الواحد منهم يتناسى أو ينسى ذنوب نفسه، فلا يخاف الله، ولا يتوقع عقوبة الله بسبب ذنوبه، ولو كان هذا شعوره لدفعه إلى تجنب هذه المعصية: إن الناس خافوا الله في ذنوب غيرهم، ولم يخافوه في ذنوبهم.

    هذا هو الفارق بين هذه النماذج الحسنة، بين هذه الشخصيات المضيئة ومن عداهم من البشر، هؤلاء بذلوا جهدهم، وبذلوا طاقتهم في تقويم أنفسهم أولاً، ثم في تقويم الآخرين ثانياً, فنفع منهم التعليم، وأصبحت النظرة إليهم تفيد العابد مدة بعد أن ينظر إليهم، لا فرق بيننا وبينهم إلا أنهم علموا فعملوا.

    الاشتغال بالنفس عن الآخرين وحفظ اللسان

    من جوانب الاقتداء والائتساء بهذا الرجل العظيم: جوانب الاشتغال بالنفس عن الآخرين، فإنه كثير الاشتغال بنفسه عن أن يشتغل بالناس.

    ومن جوانب الاقتداء به كف اللسان، وهذا إدراك أيضاً إلى عظمة هذا العضو من البدن، وإلى أهمية توظيفه في الوظيفة الحسنة، توظيفه في الطاعة، توظيفه فيما يعود عليك في النفع وحراسته وحمايته من الولوغ في أعراض الآخرين، حراسته من أن يقع فيما يغضب الله، وما أسهل حركة هذا العضو، وما أشد أثرها على الإنسان.

    يحكي بعض من عاشر وعاش مع الربيع سنين ومنهم إبراهيم التيمي الذي يقول: حدثني من عاش مع الربيع بن خثيم ثلاثين سنة، كان يعيش معه ليله ونهاره, يتعلم منه ويلازمه، يقول: حدثني من عاش مع الربيع ثلاثين سنة ما سمع منه كلمة تعاب، ما سمع منه كلمة يشعر الإنسان بأنه بحاجة أن يعاب من أجلها.

    ما أعتى هذه المجاهدة! وما أشد هذا الصبر! الصبر على طاعة الله، صبر الإنسان على نفسه ليقومها ويروضها على طاعة الله.

    ويقول آخر: ما تصدر منه كلمة إلا تصعد إلى السماء.

    يريد أن يقول: إنه لا يتكلم إلا بالطيب من الكلام؛ لأن الله يقول: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] .

    بعض نماذج الاقتداء والائتساء بهذه الشخصيات, لم تدون سيرتهم عبثاً، إنما ليقتدي بهم من أراد الله والدار الآخرة: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [الأنعام:90].

    الخوف من مرض الذنوب والمعاصي

    أصيب بمرض الفالج (الشلل النصفي), فجاء إليه بعض أحبائه يشير إليه بأن يتداوى، قال: يا إمام! قدم الكوفة رجل حاذق بالطب، ألا ندعوه فيداويك، فقال: قرأت قول الله سبحانه وتعالى: وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا [الفرقان:38]، قرأت أخبار الماضين، وعلمت أن فيهم المداوي والمداوى، ولم يبق منهم أحد.

    ذهبوا جميعاً الطبيب والمريض، يريد أن يقول: النهاية للجميع الموت، ولم يبق منهم أحد، ثم يقول كلمة وهي حكمة: لو كان ذلك هو المرض لتداوينا منه.

    والمرض نوعان: مرض البدن، وهذا يؤجر الإنسان بالصبر عليه، ولا يجب عليه أن يتداوى عند كثير من العلماء، فلو صبر على مرضه ولم يتداو فإنه مثاب على صبره على مرضه، ما لم يصل به المرض إلى حد الهلاك، وإذا كان المرض سيقتله فإنه يجب عليه أن يتداوى، أما إذا لم يكن كذلك فمجرد الألم لا يوجب على الإنسان أن يتداوى، وإذا صبر على مرضه فإنه مأجور على مرضه.

    لما نتحدث عن هذا الجانب المشرق عن المرض في حياتنا العملية ربما يكون نوعاً من الأساطير؛ لأن الواحد منا حينما يشعر بأدنى وجع في جسده لا ينتظر ساعة، يتوجه إلى أمهر الأطباء وأحذق المداوين، ويضرب الأقطار طولاً وعرضاً يبحث عن دواء بدنه، لكن الربيع بخلاف ذلك. يقول لهم: فلم يبق المداوي ولا المداوى، ولكن قال: لو كان ذلك هو المرض لتداوينا منه، قيل له: فما هو المرض إذاً؟ قال: الذنوب.

    الذنوب هي المرض الحقيقي الذي يجب علينا، ولا يجوز لنا أن نصبر عليه، يجب علينا أن نتداوى منه، ولا نحتسب أجرنا على الله في الصبر عليها، فنحن معاقبون مستحقون للعقوبة إن صبرنا على ذنوبنا ومعاصينا. داء يجب عليك أن تتداوى منه، وهو داء الذنب:

    رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

    وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

    الذنوب هي الداء الحقيقي الذي إذا نزل بك أفسد عليك دنياك وآخرتك.

    وقد ألف ابن القيم رحمه الله تعالى كتاباً كاملاً عن هذا الداء وعن الدواء منه سماه: الداء والدواء.

    يقول الربيع رحمه الله: لو كان ذلك هو الداء لتداوينا منه، ولكن الداء الذنوب. قالوا له: فما العلاج منه؟ قال: التوبة. قيل له: فكيف الشفاء؟ قال: عدم الأوبة.

    الدواء أن تتوب وأن تسارع بالتوبة، لكن هذا لا يعني أنك شفيت، فربما تتداوى ويختفي عنك المرض أياماً وقد يعود، ولكن إذا أردت حقاً الشفاء التام من هذا المرض فعليك أن تحرس نفسك من الرجوع إلى الذنب ثانية.

    يمحو الله عز وجل الذنب بالتوبة، ويعيد السيئة حسنة، ويفرح بتوبة عبده، ولكن التوبة التامة والتوبة النصوح التي يثبت عليها صاحبها فلا يرجع إلى ذنبه بعدها، هذا فهم هذه الفئة من الناس للداء والدواء، وبذلك عاشوا سعداء، وماتوا والناس يحمدون على عيشهم وموتهم، وأصبحت سيرتهم أخباراً تروى ليقتدي بها من اقتدى.

    أقول ما تسمعون, وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.

    علو الهمة في الاقتداء بالصالحين

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    إخوتي في الله! جوانب الاقتداء في هذه الشخصية كثيرة، منها: أن هذه الفئة من الناس كانوا يقيسون أنفسهم في الخير بمن هو أعلى منهم، لا ينظر الواحد منهم إلى الدون، فإن علو الهمة تدعو الواحد منهم إلى أن ينظر إلى الصالحين قبله، إلى أولياء الله الذين سبقوه، فيجعلهم قدوة وأسوة.

    هذا الربيع الذي تميز بكل هذه الجوانب في عصره وفي عهده، انظر إليه حين يقوم نفسه.

    يقول: لقد رأيت أقواماً -يقصد أصحاب رسول الله- أنا في جنبهم من اللصوص، يعني: أنا لما أقارن نفسي بهذه الفئة التي رأيتها أنا في جنبهم كالحرامي وكالسارق وكالمجرم، فلست إلا شيئاً لا يذكر، وجهداً لا ينبغي أن يشكر في جانب هؤلاء الرجال.

    هكذا حين يكون الإنسان عالي الهمة، وبهذا تصلح وتستقيم أحواله حينما ينظر إلى من سبقوه من أهل الخير والصلاح، فيرى ما فيه من الخير بجانب أولئك الرجال، فيدعوه ذلك النظر إلى الاستزادة، لكن حين تنتكس النظرة فيقارن الإنسان نفسه بالمذنبين حوله، وينظر إلى حاله، فيقارنه بالمجرمين ممن يعيشون في عصره، حينها يتبجح؛ لأنه يرى نفسه أتي بما لم تأته الأوائل.

    هذه النظرة ليست هي النظرة الشرعية، أمرنا الله في أمور الآخرة أن ننظر إلى من فوقنا، وفي أمور الدنيا أن ننظر إلى من تحتنا. وهكذا ينبغي للإنسان أن يقوم نفسه.

    سرعة الامتثال لتوجيهات القرآن

    هذه الفئة من الناس كان يميزها سرعة الامتثال لتوجيهات القرآن.

    سرق منه مرة فرس قد أعطي به عشرين ألفاً وفجأة سرق، ولكم أن تتصوروا مقدار المصيبة على قلبه؛ لأنه المركوب الوحيد، وقد بذل له ثمن عال، فلما سرق منه الفرس جاء أحد أصحابه، فقال له: ادع عليه، أي: ادع على السارق الذي سرق فرسك، لكنه كان يمتثل قول الله سبحانه وتعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134].

    وقعت به هذه المصيبة فلما طلب منه الدعاء قال: اللهم إن كان غنياً فأهده، وإن كان فقيراً فأغنه.

    إنه حب الخير للآخرين، والحرص على إيصال النفع للناس، وهذا امتثال لتوجيهات الشارع، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ).

    الاستعداد للموت والرحيل عن الدنيا

    ومن جوانب الاقتداء العظيمة في هذه الشخصية: الاستعداد للانتقال من هذه الدار, الاستعداد للموت، وهذا الاستعداد يبعث على العمل، فيصبح الموت أحب شيء ينتظره الإنسان المؤمن، حين يكون الإنسان جاهزاً للرحيل مستعداً للانتقال منتظراً للثواب يصبح الموت في نظره انتقال إلى دار الجزاء، انتقال إلى دار خير من هذه الدار، ونعيم ألذ وأطول من هذا النعيم.

    ولذلك ينتظر المسلم المؤمن المحسن الموت بهذا النوع من الشعور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قالت عائشة : أكراهية الموت يا رسول الله! فكلنا يكره الموت؟ قال: لا، ولكن المؤمن إذا بشر برضوان الله ورحمته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه )، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

    دخل الواعظ المشهور ابن السماك على الرشيد فقال له الخليفة: لماذا نجد أنفسنا نخاف من الموت ونكرهه؟ ونجد بعض الناس يقول: يحبون الموت؟ قال: أولئك قدموا أموالهم تجاههم، فهم يحبون أن يلحقوا بها، وأنتم أبقيتم أموالكم وراءكم فتحبون أن تبقوا معها.

    هذا هو الشعور الصادق تجاه الموت، حين يشعر الإنسان بأنه قد جهز وأخذ الأهبة لآخرته يصبح الموت خير من ينتظر، ينتظره الإنسان دون قلق ولا اضطراب؛ لأنه يعلم أنه مع إحسانه الظن بالله سينتقل إلى خير من الدنيا وما عليها، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ [آل عمران:198], وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى [الضحى:4].

    فالانتقال بالموت، انتقال من الدون إلى الأعلى، ومن الأدنى إلى ما هو خير، وهكذا كانت هذه الفئة من الناس تحيا فكان يقول للناس: خير منتظر ينتظره المؤمن الموت، لكنه لم يقل هذه الكلمة من رصيد فارغ، إنه العمل، إنه الجد.

    من الأخبار الجميلة في سيرته أنه اتخذ لنفسه حفرة في بيته تشبه القبر، فكان يدخل هذه الحفرة، ويرد الغطاء على نفسه ويضطجع في هذه الحفرة، ثم يقول بعد أن يشتد عليه حمى الحفرة، وتضيق عليه الأنفاس، ويتذكر يوم يوضع في القبر، فيقول بصوته: رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100].

    فيقول لنفسه: ماذا تتمنين؟ ماذا تريدين؟ فتقول له بلسان الحال: أريد الرجوع، فيكشف الغطاء عن الحفرة، ويخرج إلى ظهر الدنيا، ويقول يا ربيع : ها أنت قد أعطيت الطلب فاعمل، ألم تكن تقل وأنت في الحفرة: رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100]، قد أعطيت الطلب فأين العمل؟

    لكنه يذكر نفسه بتلك اللحظة التي تأتي عليه، فيدعو ويسأل هذا الطلب، لكنه لا يعطى يوم يقول الإنسان: رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100]، فيقال له: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100].

    ما أحوجنا يا أحباب! إلى أن نقرأ هذه السيرة العطرة، ونتمثل هذه الأخلاق الفاضلة، فنجعل من هؤلاء الناس قدوة لنا، نتمثل أخبارهم بين أعيننا صباح مساء، فإن لم نكن مثلهم فلا أقل من أن نتشبه بهم.

    وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

    نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

    اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا أرحم الراحمين! أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

    اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

    اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

    اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً.

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه.

    اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم اخذل الكفرة والمشركين، أعداءك أعداء الدين.

    اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

    اللهم اجعل للمسلمين في كل مكان فرجاً ومخرجاً يا رب العالمين!

    اللهم انصر أخوتنا المستضعفين في سوريا يا رب العالمين، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية.

    اللهم عجل لهم بالفرج، واكشف عنهم الكرب.

    اللهم أنزل بهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء يا رب العالمين!

    اللهم كن للمستضعفين في كل مكان يا رب العالمين!

    اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، وكن لهم ولا تكن عليهم.

    اللهم عليك بأعدائك فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز!

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756417833