إسلام ويب

فقه العبادات [29]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • واجبات الصلاة: أقوال وأفعال غير الأركان، كتكبيرات الانتقال وأذكار الركوع والسجود والتشهد الأوسط، وسجود السهو يكون عن زيادة أو نقص أو شك في الصلاة، ويبطل الصلاة فعل ما يحرم فيها، أو ترك ما يجب فيها.

    1.   

    واجبات الصلاة

    المقدم: في لقائنا الماضي تحدثنا عن أركان الصلاة وعرفنا كذلك صفة الصلاة، وفي هذا اللقاء نود أن نعرف ما هي واجبات الصلاة؟

    الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    واجبات الصلاة هي الأقوال أو الأفعال التي إذا تركها الإنسان عمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فإنه يجبرها سجود السهو، فمنها التكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، فإنها من واجبات الصلاة، أما تكبيرة الإحرام فإنها ركنٌ من أركان الصلاة، لا تنعقد الصلاة إلا بها، ويستثنى من هذه التكبيرات تكبيرة الركوع إذا أتى المأموم والإمام راكع فإنه يكبر تكبيرة الإحرام قائماً منتصباً، فإذا أهوى إلى الركوع فإن التكبيرة في حقه سنة، هكذا قرره الفقهاء رحمهم الله.

    ومن الواجبات: التكبير في الركوع والسجود، ففي الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى.

    ومن الواجبات: التشهد الأول وجلسته.

    ومن الواجبات أيضاً: التسميع والتحميد، أي: قول: سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع، وقول: ربنا ولك الحمد بعد القيام من الركوع للإمام والمنفرد، أما المأموم فإنه يقول: ربنا ولك الحمد حين رفعه من الركوع.

    هذه الواجبات إذا تركها الإنسان متعمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فصلاته صحيحة يجبرها سجود السهو، لحديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من الركعتين فلم يجلس في صلاة الظهر، فلما قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه سجد سجدتين ثم سلم).

    1.   

    سنن الصلاة

    المقدم: ما دمنا أيضاً عرفنا واجبات الصلاة نود أن نعرف شيئاً من سنن الصلاة؟

    الشيخ: إذا عرف الإنسان أركان الصلاة وواجباتها فكل ما عداها فهو سنن، فمن ذلك الزيادة على الواحدة في تسبيح الركوع والسجود، ومن ذلك صفة الجلوس في الصلاة، فإنه يجلس مفترشاً في جميع جلسات الصلاة، والافتراش أن يجلس على رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى -أي: القدم- إلا في الجلسة الثانية في الصلاة ذات التشهدين فإنه يجلس متوركاً، والتورك أن ينصب قدمه اليمنى ويخرج رجله اليسرى من تحت الساق من يساره.

    ومن السنن في الصلاة: أن يرفع الإنسان يديه إلى حذو منكبيه أو إلى فروع أذنيه عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.

    والسنن كثيرة يعرفها من تتبع كتب الفقهاء في هذا.

    1.   

    أسباب سجود السهو ومواضعه

    المقدم: نود أن نعرف سجود السهو في الصلاة من حيث موجباته ومواضعه؟

    الشيخ: سجود السهو في الصلاة أسبابه في الجملة ثلاثة: الزيادة والنقص والشك.

    الزيادة: مثل أن يزيد الإنسان ركوعاً أو سجوداً أو قياماً أو قعوداً، والنقص: مثل أن ينقص الإنسان ركناً أو ينقص واجباً من واجبات الصلاة، والشك: أن يتردد كم صلى ثلاثاً أم أربعاً.

    أما الزيادة فإن الإنسان إذا زاد في الصلاة ركوعاً أو سجوداً أو قياماً أو قعوداً متعمداً بطلت صلاته؛ لأنه إذا زاد متعمداً فقد أتى بالصلاة على غير الوجه الذي أمر الله به ورسوله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، أما إذا زاد ذلك ناسياً فإن صلاته لا تبطل، ولكنه يسجد للسهو بعد السلام، ودليل ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتين في إحدى صلاتي العشي -إما الظهر وإما العصر- فلما ذكروه أتى صلى الله عليه وسلم بما بقي من صلاته وسلم ثم سجد سجدتين بعدما سلم.

    وحديث ابن مسعود رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر خمساً، فلما انصرف قيل له: أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً، فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين).

    أما النقص فإن نقص الإنسان ركناً من أركان الصلاة فلا يخلو: إما أن يذكره قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة الثانية، فحينئذٍ يلزمه أن يرجع فيأتي بالركن وبما بعده، وإما ألا يذكره حتى يصل إلى موضعه من الركعة الثانية وحينئذٍ تكون الركعة الثانية بدلاً عن التي تركه منها، فيأتي بدلها -أي: بدل التي تركه منها- بركعة، وفي هاتين الحالتين يسجد بعد السلام، مثال ذلك: رجلٌ قام حين سجد السجدة الأولى من الركعة الأولى ولم يجلس ولم يسجد السجدة الثانية، ولما شرع في القراءة ذكر أنه لم يسجد ولم يجلس بين السجدتين فحينئذٍ يرجع ويجلس بين السجدتين، ثم يسجد ثم يقوم فيأتي بما بقي من صلاته، ويسجد للسهو بعد الصلاة.

    ومثال من لم يذكره إلا بعد وصوله إلى محله من الركعة الثانية: أنه قام من السجدة الأولى في الركعة الأولى ولم يسجد السجدة الثانية ولم يجلس بينها وبين الأولى، ولكنه لم يذكر إلا حين جلس بين السجدتين من الركعة الثانية، ففي هذه الحال تكون الركعة الثانية هي الركعة الأولى، ويزيد ركعةً في صلاته، ويسلم ثم يسجد للسهو.

    أما نقص الواجب، فإذا أنقص واجباً وانتقل من موضعه إلى الموضع الذي يليه، مثل أن ينسى قوله: سبحان ربي الأعلى، ولم يذكر إلا بعد أن رفع من السجود فهذا قد ترك واجباً من واجبات الصلاة سهواً، فيمضي في صلاته ويسجد للسهو قبل السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك التشهد الأول مضى في صلاته ولم يرجع وسجد للسهو قبل السلام.

    أما الشك، وهو التردد بين الزيادة والنقص، فهو أن يتردد هل صلى ثلاثاً أم أربعاً؟ فهذا لا يخلو من حالين:

    إما أن يترجح عنده أحد الطرفين الزيادة أو النقص، فيبني على ما ترجح عنده ويتم عليه ويسجد للسهو بعد السلام.

    وإما أن لا يترجح عنده أحد الأمرين، فيبني على اليقين وهو الأقل، ويسجد للسهو قبل السلام، مثال ذلك: رجلٌ صلى الظهر، ثم شك هل هو الآن في الركعة الثالثة أو الرابعة؟ وترجح عنده أنها الثالثة، فيأتي بركعة ثم يسلم ثم يسجد للسهو.

    ومثال ما استوى فيه الأمران: رجلٌ صلى الظهر فشك هل هذه الركعة الثالثة أو الرابعة ولم يترجح عنده أنها الثالثة أو الرابعة؟ فيبني على اليقين وهو الأقل ويجعلها الثالثة، ثم يأتي بركعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم، وبهذا تبين أن سجود السهو يكون قبل السلام فيما إذا ترك واجباً من الواجبات، أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين، وأنه يكون بعد السلام فيما إذا زاد في صلاته أو شك وترجح عنده أحد الطرفين.

    المقدم: لكن إذا كان السجود بعد الصلاة هل يلزم له أيضاً السلام؟

    الشيخ: إذا كان سجوده بعد السلام فإنه يجب له السلام، فيسجد سجدتين ثم يسلم، وهل يجب له التشهد؟ في هذا خلاف بين العلماء والراجح: أنه لا يجب له التشهد.

    1.   

    مبطلات الصلاة إجمالاً

    المقدم: أيضاً عرفنا سجود السهو نود أيضاً أن نعرف مثلاً مبطلات الصلاة ولو على سبيل الإجمال؟

    الشيخ: مبطلات الصلاة تدور على شيئين: إما ترك ما يجب فيها، أو فعل ما يحرم فيها، فأما ترك ما يجب فمثل أن يترك الإنسان ركناً من أركان الصلاة متعمداً، أو شرطاً من شروطها متعمداً، أو واجباً من واجباتها متعمداً.

    مثال ترك الركن: أن يترك الركوع متعمداً، ومثال ترك الشرط: أن ينحرف عن القبلة في أثناء الصلاة متعمداً، ومثال ترك الواجب: أن يترك التشهد الأول متعمداً، فإذا ترك أي واجب من واجبات الصلاة متعمداً فصلاته باطلة، سواءٌ سمي ذلك الواجب شرطاً أم ركناً أم واجباً.

    الشيء الثاني مما يدور عليه بطلان الصلاة: فعل محرمٍ فيها، كأن يلتفت في صلاته، أو يتكلم بكلام الآدميين، أو يضحك، أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي هي حرام وفعلها في أثناء الصلاة متعمداً فإن صلاته تبطل في هذه الحالة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755957874