إسلام ويب

الامتحان الأكبرللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • طلب العلم طريق إلى الجنة، إذا أخلص طلابه نيتهم لله سبحانه، وعملوا بما علِموا، وعلَّموا الناس.

    وإذا علمنا ذلك فجدير بنا أن نعرف بأن الله سبحانه قد وضع امتحانات كبرى لنا، واشترط النجاح فيها حتى نصل إلى رضوانه، أولها في القبر، وثانيها على ساحة العدل بين يديه سبحانه، وقبل ذلك عند الموت،

    ولا ينال جنة ربنا إلا موحد لله، عامل بعمل أهل الجنة، مفارق لعمل أهل المعاصي.

    1.   

    فضل العلم والعلماء

    الحمد لله الذي لم يزل بصفات الكمال متصفاً، وبآثار ربوبيته وآلائه إلى عباده متعرفاً، أحاط علماً بجميع الكائنات ما ظهر منها وما اختفى، واطلع على الظواهر والأسرار، الملك الذي تفرد بالعطاء والمنع، والخفض والرفع، والوصل والقطع، وبتوفيقه وفضله فاز الأبرار.

    لا إله إلا الله اختار من خلقه خلاصةً, وجعل حظهم لديه حظاً موفوراً، ونصب أقدامهم لخدمته، وجعل وقتهم في الطاعة معموراً.

    فيا عباد الله! السعيد -والله- من استقام قلبه على الحق واستنار، فسبحان من أيقظ أهل الهمم لطلب الدرجات العاليات، لا إله إلا الله رباً جلَّ أن تحيط به الأفكار، لا إله إلا الله تفرد بالإيجاد والاختيار، لا إله إلا الله تنزه عن مشابهة الأغيار، لا إله إلا الله توحَّد بالبقاء على مَرِّ الزمان، لا إله إلا الله الملك القهَّار، لا إله إلا الله العظيم الجبَّار، لا إله إلا الله العزيز الحكيم، لا إله إلا الله الغفار لمن تاب وأناب، لا إله إلا الله أرحم الراحمين, الذي يرحم من قصد جنابه والتجأ إليه، لا إله إلا الله يجبر الكسير، ويغني الفقير، ويكشف الهموم والغموم، ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نبي شرح الله صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذُّل والصغار على من خالف أمره، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فيا أيها الناس! اتقوا الله حق تقاته، أطيعوه فلا تعصوه، واشكروه ولا تكفروه، واذكروه ولا تنسوه.

    عباد الله! يقول الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11] قال ابن مسعود رضي الله عنه: [[مَدَح الله العلماء في هذه الآية، ثم قال: يا أيها الناس! افهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم، فإن الله يقول: يرفع المؤمن العالم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات]] وفي الحديث الذي يُرْوَى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سَهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة) ويقول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه) نعم يا أمة الإسلام! فالعلم له فضلٌ عظيم، لمن صلحت نيته، وأخلص عمله لله، وتبع بذلك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أجمل العلم الذي يتحلَّى به صاحبه! هنيئاً لطالب العلم الذي يحثه علمه على تقوى الله، وإلى المسارعة إلى الخيرات، وإلى امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وصدق الله حيث يقول: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].

    الإخلاص في طلب العلم

    1.   

    الاستعداد للامتحانات الكبرى

    عباد الله! وأنتم تتأهبون وتستعدون للامتحانات في الدنيا، تذكروا الامتحانات التي سوف تمر بنا عند الموت وفي القبر وعلى أرض القيامة، فعند الموت تحصل فتنة الممات، ولا يدري على أي شيء تخرج الروح! هل على اليهودية؟ أو على النصرانية؟ أو تخرج الروح على ملة الإسلام؟! وهو يردد لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله -نسأل الله الثبات.

    ثم لنتذكر الامتحان في القبر والسؤال من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟

    فهنيئاً لمن نجح في ذلك الامتحان! عندما يجيب، ويقول: (ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، هنيئاً له النتيجة عندما يقال: صدق عبدي! فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة, وافتحوا له باباً إلى الجنة) ولكن الويل كل الويل إن لم يجب على الأسئلة وتلجلج، ولم يحصل على الجواب عندما يقول: (هاه هاه! لا أدري! فيقال: لا دريت ولا تليت، فيضرب بمرزبَّة من حديد).

    أيها الأخوة في الله! إنها عقبات وأمور سوف تمر بنا؛ فعلينا أن نستعد لتلك الأمور، وكذلك الاستعداد الامتحان الأكبر الذي يـحصل على ساحة العدل، وبين يدي جبار الأرض والسماوات: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَـتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * الْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:13-17] متى؟! يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ... [الحاقة:18] حفاة عراة غرلاً يَوْمَئِذٍ تُعْرَضون لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَـهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ [الحاقة:18-20].

    ما جـزاؤه؟ فَهُوَ فِي عِيشَـةٍ رَاضِيَـةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:21-24] هذا الذي نجح في الامتحان، هنيئاً له يا عباد الله!

    أما الآخر: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:25-29] النهاية: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:30-32] يا له من رسوب ما بعده نجاح! يا له من دور انتهى ما بعده دور!

    نعيم أهل الجنة

    عباد الله! اذكروا الجنة، وقد أخذتم الشهادة باليمين، اذكروا الجنة وما أعدَّ الله فيها من النعيم المقيم، ثم سارعوا إليها، تيقظوا!! اتركوا الكسل يا عباد الله، شمروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض بالأعمال الصالحة وبالإيمان، اسمعوا إلى المولى جلَّ وعلا وهو يحثكم إليها يا عباد الله!! وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ... [آل عمران:133] لمن هي يا رب العالمين؟ ... أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133] من هم؟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران:134].

    نعم يا عباد الله! أنتم -الآن- في هذه الدار مخلوقون للابتلاء والامتحان، وليس امتحان الرياضيات ولا اللغة العربية ولا الإنجليزي ولا غيرها من المواد الدراسية، أنتم مخلوقون لأمر عظيم، للابتلاء والامتحان على الأعمال التي سوف تجزون عليها.

    يا عباد الله! أنتم في دار عمل ولا حساب, وغداً تنتقلون إلى دار الحساب والجزاء على الأعمال.

    عباد الله! أنتم في ميدان فسيح, فسابقوا فيه بما يرضي الله من الأعمال الصالحة، اسمعوا رب العزة والجلال وهو يحثكم: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد:21] سابقوا إلى جنة أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17].

    البدار البدار يا عباد الله! إلى جنة لا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبانها، ولا تبلى ثيابهم، لا يمتخطون ولا يبولون ولا يتفلون ولا يتغوطون، سالمة من الآفات والأكدار والتنغيصات والأمراض والأسقام، سالمة من الهموم والغموم، لا فيها دينٌ ولا مدين, فيها القصور والمنازل الرفيعة، فيها الحور العين فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد: 15].

    عذاب أهل النار

    ثم الذين كفروا في نار جهنم! فيها النكال والعذاب الأليم، فيها السَّموم والزقوم والغِسْلين والزمهرير، قال الله عنها: نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] فيا ويل أهل النار إذا أطبق عليهم في نار جهنم! يا ويلهم وهم ينادون ويستغيثون بالويل والثبور، ولهم فيهاضجيج.

    أمانيهم فيها الهلاك، وهم -والله- مالهم من أسرها فِكاك، قد شدت أقدامهم إلى النواصي بالسلاسل والأغلال، فهم في أوديتها بين الحيَّات والعقارب يُسحبون، ينادون من فجاجها وشعابها بالصراخ من ترادف العذاب: يا مالك! قد أثقلَنا الحديد. يا مالك! قد نضجت منا الجلود. يا مالك! قد تفللت منا الكمود. يا مالك! العدم خير من هذا الوجود. يا مالك! أخرجنا منها فإنا لا نعود. فيجيبهم بعد زمان طويل: اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].

    اللهم اجعلنا من أهل الجنة، ولا تجعلنا من أهل النار.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه وبادروا بالتوبة النصوح إلى الله فإن الله غفور رحيم.

    1.   

    صفات أهل الجنة

    الحمد لله على نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فيا عباد الله! اتقوا الله عز وجل وأطيعوه.

    عباد الله! هلمُّوا إلى دارٍ لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبانها، ولا يتغير حسنها وإحسانها، هواؤها النسيم، وماؤها التسنيم، يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين، ويتمتعون بالنظر إلى وجه الكريم كل حين: دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10].

    فأهل الجنة يتنعمون بما أعده الله لهم فيها من النعيم، وقرة العين واللذة والفرح والسرور.

    الجنة -يا عباد الله- وأَنْعِم بها من دار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إليها بالإيمان والإسلام والإحسان, فمن أجاب محمداً صلى الله عليه وسلم دخل الجنة، وأكل مما فيها من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، ومن عصى رسول الله فمأواه جهنم وبئس المصير.

    أيها الإخوة في الله! لنسمع بعض الصفات لأولئك الذين يدخلهم الله الجنة قال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:1-9].

    المحرومون من الجنة

    أخبروا الذين لا يعرفون المساجد إن كانوا يحبون جنة الفردوس ولم يعملوا بأعمال هؤلاء، فأخبروهم أن الجنة عليهم حرام وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9] طوال السنة!! لا يصلون في رمضان ويتركون باقي العام، لا يصلون يوم الجمعة ويتركون باقي الأسبوع! وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9] ما جـزاؤهم؟ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُـونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:10-11].

    عباد الله! هذه صفاتهم، ولهم صفات أخرى، اسمع يا متكئاً على الجدار! يا نائماً! يا من سهره طول الليل! إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ [الذاريات:15-16] ما هي أفعالهم؟ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذريات:16-19].

    البدار البدار بالأعمال الصالحة

    عباد الله! بادروا بالأعمال الصالحة, فسوف تجدون غبَّها يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] قدموا لأنفسكم خيراً، اعملوا بطاعة الله، ولازموا طاعة الله ولا تغتروا بطول الآجال، لا تغتروا بالمراكز وبالجاه وبالأموال؛ فإنكم منتقلون عن هذه الدار إلى دار فيها جزاء وحساب ونقاش، فاستعدوا لذلك -يا عباد الله- وتوبوا توبة نصوحاً.

    اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً تطهر بها قلوبنا، وتمحص بها ذنوبنا، اللهم أصلح أحوالنا، وأصلح أعمالنا وأقوالنا, واجعلها خالصة لوجهك الكريم, واجعلها وفق هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة.

    عباد الله! صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] يقول صلى الله عليه وسلم: {من صلَّى عليَّ صلاة صلّى الله عليه بها عشراً}.

    اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد, وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر ، وعثمان، وعلي ، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين, وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

    اللهم نجحنا في الامتحان الأكبر يوم العرض عليك يا جبار.

    اللهم اجعلنا ممن يأخذ كتابه باليمين، ولا تجعلنا ممن يأخذ كتابه بالشمال, ولا من وراء ظهره يا رب العالمين.

    اللهم أصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعلنا وإياهم هداة مهتدين, غير ضالين ولا مضلين.

    اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم انصر من نصر الإسلام وأهله، واخذل من خذل الإسلام وأهله، يا رب العالمين.

    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من المسلمين، اللهم انصرهم نصراً مبيناً، اللهم قَوِّ شوكتهم يا رب العالمين، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا أرحم الراحمين.

    اللهم دمّر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدِينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755788464