إسلام ويب

أبناؤنا والتربية في بلاد الغربللشيخ : محمد الدويش

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الاهتمام بتربية أبنائنا في بلادنا أمر ضروري وبالغ الأهمية، فما بالك إذا كانوا يعيشون في بلاد الغرب فعندها يكون الأمر أكثر أهمية؛ لأن حياة الغرب لها مظاهرها المخالفة لدين الله تعالى، والتي تهيئ لأبنائنا الأسباب لينجرفوا وراء تلك الحياة المادية الشهوانية الحيوانية، فحري بكل ولي أمر أن يهتم بأولاده، وأن يضع لهم البرامج التي تغنيهم عن مظاهر الحياة الجذابة هناك.

    1.   

    صعوبة التعامل مع الحياة في المجتمعات الغربية

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فيسعدني ويشرفني أيها الإخوة والأخوات! أن أتحدث أمامكم وبين أيديكم، وكم أتمنى أن يكون هذا اللقاء مباشراً والحديث كفاحاً، لكن إذ لم يتيسر اللقاء المباشر فلا أقل من أن يكون مثل هذا الحديث، وإن كان لا يفي برغبتي وتطلعي، وأحسب أنكم كذلك.

    إخواني وأخواتي: إن التربية في كل المجتمعات لها مشاكلها، والتربية قضية شائكة؛ إنها تعامل مع الإنسان، ذلك الكائن المعقد، إنك حين تتعامل مع كائن مادي يمكن أن تدخله المختبر، ويمكن أن تجري عليه تجربة، ويمكن أن تتحكم في متغيراته، لإنك تتعامل مع متغيرات واضحة ومحددة، وإذا جهلت جانباً منها فبإمكانك أن تتعلمه، وبإمكانك أن تجرب، وأما الإنسان فهو كائن آخر يختلف عن سائر الكائنات، إنه كائن تؤثر فيه متغيرات عدة يصعب أن تستنبطها أو تحصرها.

    إن هذه المتغيرات تتفاعل مع بعضها، فيولد هذا المتغير تأثيراً، والآخر من طرف آخر تأثيراً مناقضاً، والثالث كذلك، وتفاعل هذا المتغير مع الآخر يولد تأثيراً آخر؛ بل إن الموقف والتجربة يصعب استنساخها ويصعب تعميمها، فالذي يلائم زيداً لا يلائم عمراً، والذي يصلح مع ابنك الأكبر قد لا يصلح مع الآخر، والذي يؤثر إيجاباً في موقف قد يؤثر سلباً في موقف آخر، بل إن الشخص نفسه قد يكون هذا الأسلوب مؤثراً عليه في موقف، وفي الموقف الآخر قد يؤدي تأثيراً من نوع آخر، وهو أمر نشهده في حياتنا، ونشهده مع أولادنا وبناتنا.

    إننا أمام كائن معقد تتداخل فيه العوامل والمؤثرات، أمام كائن تحكمه نفسية صعبة معقدة، الإنسان نفسه يصعب عليه أن يفهمها فضلاً عن أن يفهمها الآخرون.

    إننا إخواني وأخواتي مهما أوتينا من خبرة وتجربة، فإننا لا يمكن أن نصل إلى حد اليقين بتأثير تربيتنا وجهدنا، لكن حسبنا أن نبذل الجهد وأن نبذل ما نستطيع، وحسبنا أن نجتهد، والاجتهاد -إخواني وأخواتي- ليس في مجرد الدافع وحده، ليس في مجرد أن ننصح فقط، وأن نأمر وأن ننهى، لا، بل الاجتهاد يتطلب منا أن نبحث عن الوسائل التربوية المؤثرة الناجحة، ويتطلب منا أن نرتقي بخبراتنا ومعارفنا ومهاراتنا التربوية، ويتطلب منا أن نبحث عن حلول لمشكلاتنا.

    إن الله عز وجل أمرنا أن نتقيه ما استطعنا، وهذا من تقوى الله تبارك وتعالى ما استطعنا، فلئن كانت التربية -إخواني وأخواتي- مسألة صعبة ومعقدة، فهي في ظل الظروف التي تعيشون فيها أكثر صعوبة، وأكثر تعقيداً، وأكثر معاناة.

    فيجب أن نضع في ذهننا بادئ ذي بدء أننا نعيش في وضع غير طبيعي، فأنتم تربون أولادكم على قيم تخالف قيم المجتمع، وتسمعونهم غير ما يسمعهم المجتمع، وتأمرونهم بخلاف ما يأمرهم به المجتمع، إنكم تسيرون في اتجاه والمجتمع في اتجاه آخر؛ فأنتم تسيرون ضد التيار.

    فيجب أن نعي -إخواني وأخواتي- أنه يصعب أن نقضي على المشكلة نهائياً، ولا أعتقد أن هناك حلولاً يمكن أن تنقلنا إلى بر الأمان، وأن تجعل قضية التربية قضية محسومة مضمونة النتائج، لئن كان هذا الأمر صعباً على أولئك الذين يعيشون في بلاد الإسلام، فالذين يعيشون مثلكم الأمر لديهم أصعب.

    فلا بد أن نستوعب طبيعة المعاناة التي نعيشها، وهذا يدعونا إلى ألا نكون مثاليين، وهذا يدعونا إلى ألا نعلق على جهدنا البشري كل شيء، فما نقوله وما نعمله وما نسعى إليه في تربيتنا لأولادنا ونحن في هذه البلاد غاية ما فيه أننا نبذل جهداً، ونبذل سبباً، والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى.

    1.   

    لابد من التضحيات حتى نجنب أولادنا فتن البلاد الغربية

    أقول إخواني وأخواتي: لا نتطلع إلى أن تحل المشكلة نهائياً، أعتقد أنكم تعيشون هذا الوضع غير الطبيعي الذي لا يمكن أن تنحل معه المشكلة بصورة قاطعة.

    أيضاً لا بد من التضحيات، إننا نطلب مطلباً صعباً، نطلب أن نحافظ على أولادنا وبناتنا، نطلب أن نحافظ عليهم في هذه المجتمعات التي نشعر فيها أن التيار يسير في اتجاه ونحن نسير في اتجاه آخر، حين نختار أن نربي أولادنا على قيم الإسلام، وأن نربي أولادنا تربية إسلامية حقيقية ونحن في هذه المجتمعات فيجب أن نعرف أننا اتخذنا قرارات يجب أن نضحي من أجلها، ويجب أن نبذل الثمن من أجلها، ومن هنا فأولئك الذين يجعلون قضية التربية آخر اهتماماتهم غير مصيبين، فهو على سبيل المثال حين يختار سكناً فإن العامل الأول الذي يدفعه لهذا السكن هو مدى قربه أو بعده من موقع عمله، أو من جامعته التي يدرس فيها.

    وهو حين يختار مدينة يسكن فيها، وحين يختار حياً، وحين يختار منزلاً فإنه يتخذ قراراً، وحينما تكون التربية آخر ما يرد في ذهنه فإنه بحاجة إلى أن يعيد النظر في جديته، أقول حينما نطلب أمراً غالياً فلا بد أن ندفع الثمن، وهذا يعني أننا لا بد أن نضحي بمكتسبات كثيرة، فقد يحتاج الأمر أن نتحمل مزيداً من المال، ومزيداً من الوقت، ومزيداً من الجهد، وقد نتنازل عن أمور نرغبها في سبيل تهيئة بيئة تربوية مناسبة لأولادنا، وما لم نحمل الاستعداد على التضحية فأعتقد أننا سنخسر كثيراً.

    1.   

    الاهتمام بتربية الأولاد في بلاد الغرب من أهم الأولويات

    ولا بد أيضاً من ترتيب الأولويات، وأعتقد أن صلاح أولادنا واستقامتهم من أهم الأولويات لدينا، ومن أعظم الأمور، إن الأب حين يمرض ولده فإنه يبذل كثيراً من ماله لأجل أن يعالجه، وحين لا يتاح له العلاج في بلده فإنه يسافر، ويستدين ويقترض، ويتحمل، ولا يستكثر شيئاً من ذلك؛ لأجل أن ينقذ ولده من هذا المرض؛ فكيف إذا كان المرض أشد؟ وكيف إذا كان المرض يتعلق بمرض القلب؟ وكيف إذا كان الأمر يتعلق بالهلاك الذي لا نجاة بعده؟ وكيف إذا كان الأمر يتعلق بهذا المصير المحتوم؟ عافانا الله وإياكم.

    فلئن كان الأب يضحي ويبذل الجهد من أجل أن ينقذ ولده من مرض البدن، فأعتقد أن غيره من الأمراض أولى بالتضحية، وأولى بأن يدفع الثمن من أجلها.

    فلا بد إذاً إخواني وأخواتي أن نضع هذه القضايا في الاعتبار، فنحن نعيش في وضع غير طبيعي، ولا يمكن أن نحل المشكلة نهائياً، إنما غاية ما نقدمه أن نقدم وسائل تعين على التعايش بصورة أفضل مع هذه المشكلة، ومع هذه المعاناة، ولا بد من أن نضحي؛ لأننا نطلب أمراً باهظ الثمن، ولا بد من ترتيب الأولويات.

    ما هو مكمن المشكلة؟

    مكمن المشكلة باختصار أننا نعيش في بيئة مناقضة لما نريد، فنريد أن نربي أولادنا على خلاف ما تدعوهم إليه البيئة التي يعايشونها في الشارع، وفي المدرسة، وفي وسائل الإعلام، وفي السوق هنا وهناك.

    وأعتقد أننا يمكن أن نعمل من خلال مسارين:

    المسار الأول: إضعاف المؤثرات التي تؤثر سلباً على أولادنا، وحين أقول الأولاد، فإنني أعني بذلك البنين والبنات.

    المسار الثاني: أن نقوي المانع الذي يجعل أولادنا يكونون أكثر قدرة على مواجهة هذه المؤثرات التي تناقض ما نريد.

    1.   

    إضعاف المؤثرات التي تؤثر سلباً على الأبناء لتجنيبهم شرور بلاد الغرب

    المسار الأول: إضعاف المؤثرات.

    لا بد أن نعي إخواني وأخواتي طبيعة النفس البشرية، فالنفس فيها ميل للشهوة، فيها ميل للهوى، فيها الكسل، والنفس قد تقتنع بأن هذا الطريق لا يقودها إلى طريق الخير والسعادة، وقد تقتنع بأن هذا الطريق يقودها إلى الهلاك والبوار، ومع ذلك فهي تلتزم هذا الطريق.

    إن كثيراً من المسلمين الذين نراهم يتجرئون على الكبائر، ويتجرئون على المعاصي، يدركون ما هم عليه من خطأ، فلم يؤتوا من جهلهم، وإنما أتوا من ضعف إرادتهم، ومن ضعف سيطرتهم على أنفسهم.

    فإذا أدركنا إخواني وأخواتي طبيعة النفس البشرية، وأن النفس تضعف، وأن الاقتناع وحده ليس هو الباعث الوحيد للإنسان على سلوك الطريق، وأن الإنسان قد يسلك طريقاً بخلاف ما يقتنع به، ندرك عندها أن العلم وحده لا يكفي، وأن التوجيه وحده لا يكفي، وأن الإقناع وحده لا يكفي، وإن كان كل ذلك لا بد منه إلا أنه لا يكفي، فلا بد من إرادة، ولا بد من تضحية، ولا بد من تخل.

    وكم نرى في أنفسنا أننا تأتينا ظروف ومواقف تدعونا إلى أن نقع في المعصية، وإلى أن نتكاسل عن الطاعة، ليس جهلاً منا وإنما ضعف أمام هذه المؤثرات.

    إذاً: فإضعاف المؤثرات والتقليل منها يجنب أولادنا الوقوع في كثير من هذه المزالق.

    لقد جاء الشرع لسد الذرائع، فنهى عن الدخول إلى منازل الآخرين دون استئذان، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)، ونهى أن تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ونهى أن يخلو الرجل بالمرأة، وأمر المرأة بالحجاب، وحرم الغناء، وحرم السفور والتبرج.

    وجاءت أحكام كثيرة القصد منها تقليل فرص التأثير على الناس بما يقودهم ويدفعهم إلى المعصية، هذه الأمور لم تحرم لذاتها؛ وإنما حرمت لكونها وسيلة للوقوع في الحرام، وماذا يعني حين يحرم الشرع هذه الأمور؟

    يعني: أن النفس بحاجة إلى أن تنقذ وأن يحال بينها وبين هذه المؤثرات، هذا الأمر لا بد أن نعيه؛ لأن من الناس من يلغي هذا الاعتبار، ويرى أن الاقتناع هو كل شيء، وأن أهم شيء هو الإقناع، فالإقناع أمر مهم وضروري وسنأتي إليه، لكن لا بد أن نضعف هذه المؤثرات قدر الإمكان، نضعف المؤثرات من خلال حجب ما نستطيع حجبه منها، أو التخفيف من شرها.

    وإضعاف هذه المؤثرات يتم بأمور عدة:

    تقليل فرص التعرض لهذه المؤثرات

    الأمر الأول: تقليل فرص التعرض لها فنسعى قدر الإمكان إلى أن نقلل من فرص تعرض أولادنا للمظاهر والمواقف السيئة في هذا المجتمع، بحيث أن نقلل قدر الإمكان من الخروج إلى الأماكن العامة، وأن نقلل من اصطحابهم إلى الأسواق والأماكن العامة التي يظهر فيها هؤلاء على سجيتهم، ويمارسون سلوكيات وأخلاقاً وأموراً أنتم أعلم مني بها.

    وأيضاً من وسائل تقليل فرص التعرض لهذه المؤثرات: وسائل الإعلام.

    وهي من أكثر ما يؤثر على الناس، ومن وسائل ضبط ذلك أن نقلل قدر الإمكان من تعرض أولادنا لمتابعة ومشاهدة التلفزيون والإنترنت، وأن نسعى إذا ابتلينا بهذه الأدوات ولم نجد بديلاً للتخلص منها أن تكون في مكان عام في المنزل، ومكان متاح، وأن نحذر أن تكون في غرف الأولاد، نحرص أن تكون المشاهدة قدر الإمكان جماعية إذا اضطررنا لذلك، مصحوبة بالتعليق المناسب والمقنع على المواقف المخالفة، فلا نترك أولادنا يتابعون الشاشات لوحدهم، ويتابعون وسائل الإعلام لوحدهم.

    إذاً: فالأمر الأول أيها الإخوة والأخوات الذي يضعف هذه المؤثرات: أن نقلل من فرص تعرض أولادنا لها من خلال وسائل عديدة، وما ذكرته هو لمجرد التمثيل لا الحصر.

    تشكيل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي

    الأمر الثاني أيضاً الذي يضعف هذه المؤثرات: أن نشكل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي، فأولادنا يبهرون بما يرونه خاصة من ولد منهم في مجتمعات المسلمين، وعاش فيها حتى بلغ سن الإدراك، ثم جاء إلى هذه المجتمعات فإنه يصدم بما يراه في واقع المجتمع الغربي، وهذه الصدمة قد تنتقل إلى تقبل القيم الغربية، وتقبل السلوك الغربي، وإلى إعادة مناقشة مسلمات موجودة عنده؛ لأنه رأى هذا الفارق الحضاري الهائل.

    فالسعي إلى تشكيل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي مما يقلل من تأثير هذه المؤثرات التي سيتعرض لها، ويكون ذلك من خلال نقد قيم الحضارة الغربية، فنتحدث نحن وإياه عنها وننقد هذه القيم نقداً علمياً موضوعياً، ليس مجرد الذم، وليس مجرد فقط الانتقاد، لا بد أن يكون النقد باللغة التي يفهمها، وباللغة التي يسمع لها، وأعتقد أننا نملك الوسائل الكثيرة التي نستطيع من خلالها أن نقنع أولادنا بذلك.

    فمثلاً: التفكك الأسري أمر من أهم ما يميز الواقع الغربي، والأمة الإسلامية تعيش بخلافه، فالعيش هناك هو للمصالح المادية، فالناس يخدمونك ويتعاملون معك إذا كانوا يرجون من ورائك مصلحة مادية، وغياب قيم الإيثار كالكرم والشجاعة وغيرها من القيم الأصيلة التي تميل إليها النفس قبل أن تخاطب بالدين، وتسر بها، وتثني على أهلها، فعلينا بإبراز هذه الفوارق، وإبراز هذه القيم التي فقدها العالم الغربي، واجعل أولادك ينظرون إلى الوجه الآخر للعالم الغربي.

    إذاً: إبراز الوجه الآخر: كالجريمة، والتفكك الأسري، والانحلال، كل ذلك يعطيه صورة أخرى غير صورة الواقع المادي الذي يبهره.

    التثقيف تجاه الشهوات

    الأمر الثالث الذي يضعف هذه المؤثرات: التثقيف تجاه الشهوات، فالشهوات تشكل سلطاناً على النفوس، والمجتمع الغربي اليوم مجتمع مأفون بهذه الشهوات، مجتمع تعرض فيه الرذيلة أمام الناس ويرونها تمارس في الشارع، ويرونها في التلفاز، وعلى شبكة الإنترنت، وعلى الصحف، فيتعرض لها أولادنا وهذا التعرض قد يؤثر عليهم.

    فنحن بحاجة إلى أن نثقف أولادنا عن الشهوات، وأن نحدثهم عن قيمة الإنسان، وأن الإنسان أسمى وأكرم من أن يكون عبداً لشهواته، وأن يعيش عيشة البهائم كما نرى من الممارسات التي نراها في الشوارع وفي القطارات وهنا وهناك، وأن هذا الإنسان كرمه الله عز وجل، وأن الإنسان هو الذي يتحكم في شهوته ولا تتحكم فيه، فيبرز هذا الجانب وهو تثقيف أولادنا تجاه الشهوات، وليس فقط من خلال الحكم الشرعي -وإن كان الحكم الشرعي مطلوباً- وإنما أيضاً من خلال إبراز أن الرجولة عند الشاب هي في سيطرته على نفسه، وأن الانتصار الحقيقي للفتاة هو في أن تشعر أن طريق الفساد متاح أمامها، ثم تمتنع عنه بإرادة وعزيمة وإصرار.

    هذه هي قوة الشخصية، وهي الوجود الحقيقي للإنسان، هي قيمة الإنسان الذي يمتاز به عن الحيوان الذي ليس بينه وبين أن يمتع نفسه بشهوته إلا أن تدعوه شهوته لذلك.

    إبراز الوجه الحضاري للأمة الإسلامية

    الأمر الرابع: إبراز الوجه الحضاري للأمة. صحيح أن أمة الإسلام اليوم تعيش واقعاً سيئاً، وتعيش واقعاً لا يسر المسلم أن ينتسب إليه، خاصة في ظل المجتمع الغربي الذي يعتبر القيم المادية هي كل شيء، ويعلي شأن هذه القيم المادية، إننا نملك رصيداً هائلاً في تاريخنا وفي تاريخ أمتنا، وهذا التاريخ يغيب عن أولادنا خاصة أولئك الذين يعيشون في بلاد الغرب، فربما يدرس الذين يعيشون في بلاد الإسلام شيئاً من تاريخ الأمة وإن كان لا يكفي، لكن أولئك الذين عاشوا في بلاد الغرب يجهلون كثيراً من معالم تاريخ الأمة، ومن ثم فإن مواقف التاريخ الإسلامي المشرقة بدءاً بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وسائر الصحابة، والدولة الأموية، والعباسية، وغيرها في الحضارة الإسلامية التي حكمت مشرق الأرض ومغربها، فيبرز هذا التاريخ ليس لمجرد التاريخ السياسي: جاء خليفة ثم مضى وجاء آخر، وإنما إبراز الجانب الاجتماعي في تاريخ الأمة، وإبراز الجانب الحضاري في تاريخ الأمة، والجانب العلمي، إبراز هذه الجوانب المشرقة في تاريخنا الإسلامي، وأعتقد أنه يمثل حاجة ملحة لأولئك الذين يعيشون في بلاد الغرب أن نعطيهم البديل، فإنه يشعرهم بأنهم ينتمون إلى أمة عريقة، وينتمون إلى أمة قادرة على أن تبني حضارة لا تقارن بها هذه الحضارة المادية التافهة.

    إن التاريخ يبرز النموذج الواقعي أمام الناس، فيقنع الناس بإمكانية تحول المثل إلى نماذج واقعية يرونها ويعايشونها، فإبراز تاريخ الأمة يمثل ضرورة ملحة في خطابنا وتربيتنا لأولادنا وبناتنا، وأرى أن المدارس الإسلامية والمراكز الإسلامية لم تقدم أنشطة للأطفال والشباب، فيجب أن يأخذ التاريخ الإسلامي والتعريف به، خاصة الجوانب الحضارية، والجوانب المشرقة، أن يأخذ ذلك مكاناً مهماً في البرامج التي تقدم.

    إبراز محاسن الإسلام

    الأمر الخامس: إبراز محاسن الإسلام.

    أن نبرز محاسن الإسلام لأبنائنا ولبناتنا، كيف أن الإسلام أنقذ الإنسان من الجاهلية، وأنقذه من الضلال والتيه والتخبط، وكيف أن الإسلام ارتفع بالإنسان، وكيف أن الإسلام جاء بهذا الدين العظيم الذي لا تتعارض فيه مطالب الدنيا مع مطالب الآخرة.

    إننا نبرز الإسلام والدين لأولادنا على أنه تكاليف، وعلى أنه واجبات، صحيح أنهم بحاجة إلى أن يتربوا على الامتثال، لكننا بحاجة إلى نبرز الجانب الآخر، فنبرز محاسن الإسلام للناس، ونبرز أثر هذا الدين في تحرير الإنسان من عبوديته لغير الله عز وجل، وكمال هذا الدين وعظمته تؤكد على الانفصال بين حقائق الدين وبين واقع المسلمين اليوم، فواقع المسلمين اليوم لا يمثل الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام.

    إذاً: إخواني وأخواتي هذا المحور الأول، وهو محور مهم: أن نضعف المؤثرات التي تؤثر على أولادنا وبناتنا من خلال تقليل فرص التعرض لها، ومن خلال تشكيل السلبية نحو الواقع الغربي، ومن خلال التثقيف تجاه الشهوات، ومن خلال إبراز الوجه الحضاري للأمة، ومن خلال إبراز محاسن الإسلام.

    1.   

    تقوية المانع الداخلي الذي يجعل أبناءنا يواجهون هذه المؤثرات

    المسار الثاني: أن نقوي المانع الذي يجعل هؤلاء من الداخل يواجهون هذه المؤثرات. ومن وسائل ذلك وأهمها:

    البناء الإيماني للأبناء

    الأمر الأول: البناء الإيماني، أن نعنى بتربية الإيمان في نفوس أبنائنا وبناتنا. إن كثيراً من أساليبنا التربوية تعتمد على الأمر والنهي وعلى التوجيه، ولا شك أن الأم المسلمة حين ترى ولدها، وحين يرى الأب ولده على منكر فإنه ينهاه، وحينما يراه يقصر في واجب شرعي فإنه يأمره به، لكن ما القدر الذي تبنيه هذه البيوت، هل فيها ما يقوي الإيمان؟ هل فيها ما يصل بالله تبارك وتعالى؟

    إننا بحاجة إخواني وأخواتي إلى أن نراجع هذا الأمر؛ فإن كثيراً من بيوتنا تعاني من غياب هذا الأمر، تعاني من غياب البناء الإيماني، فحياتنا صارت حياة مادية، فنفكر بالمادة، ونتناقش في أمور المادة، ونتناقش في أمور الدنيا، وقلما أن يوجد في بيوتنا ما يعمر الإيمان ويقوي الإيمان.

    تقوية الإرادة عند الأبناء

    الأمر الثاني: تقوية الإرادة. فنحن بحاجة إلى أن نقوي الإرادة عند أبنائنا وبناتنا، وأن نجعلهم قادرين على أن يقولوا لأنفسهم: لا. حين يستوجب الموقف أن يقولوا: لا. وأن نجعلهم قادرين على أن يقولوا لأنفسهم: نعم. حين يستوجب الموقف ذلك، وتعويدهم على هذا يحتاج منا إلى جهد، إن الإنسان الذي يتعود على أن يضبط إرادته من خلال تأخير استجابته لدافع الطعام، أو الشراب، واسترساله في الراحة.. إلى غير ذلك، يستطيع أن يضبط إرادته لمواجهة ما هو أكبر من ذلك، فنحن بحاجة إلى أن نعنى بتدريب أولادنا من الصغر على أن يتحكموا في أنفسهم، على أن يضبطوا أنفسهم، على أن نقوي إرادتهم.

    تهيئة الصحبة الصالحة

    الأمر الثالث: تهيئة الصحبة، والصحبة من أخطر الأشياء وخاصة عند أمثالكم الذين يعيشون في هذه البلاد، إن الشباب المسلم اليوم عرضة لأن يتعرفوا على شاب منحرف أو فتاة منحرفة داخل مجتمعهم، ولكن أولادكم هنا عرضة لأن يتعرفوا على شاب كافر أو فتاة كافرة، والقضية لا تحتمل المخاطرة، فالقضية قد تدعو إلى الكفر والخروج من الدين، وهذا يحتم علينا أن نعتني بهذا الأمر وهذا الجانب، فنحن بحاجة -إخواني وأخواتي- إلى أن نعتني بتهيئة الصحبة الصالحة لأبنائنا وبناتنا، والأمر لا يتم من خلال المزيد من الحديث معهم حول هذا الأمر، وعن أهمية هذا الأمر، فهذا وحده لا يكفي، بل لا بد من الخطوات العملية التي تهيئ لأبنائنا وبناتنا أن يصحبوا الصالحين، وذلك من خلال اختيار المكان المناسب للسكن، وليس صحيحاً أن يختار أحدكم سكنه في أقرب مكان إلى الجامعة، أو أن يختار السكن الأقرب إلى موطن عمله، بل نحتاج إلى أن نختار السكن المناسب، ولو أدى إلى أن نسير خطوات، ولو أدى إلى أن ندفع ثمناً أغلى؛ ففلذات أكبادنا وأولادنا أغلى من أموالنا، وأغلى من كل ما نبذل، فنحن بحاجة إلى أن نختار مكان السكن المناسب، من خلال المكان المناسب القريب من المسجد، من المركز، من سكن المسلمين، اختيار الجيران المسلمين، من خلال اللقاءات العائلية، فمن المهم أن نفعّل اللقاءات العائلية بيننا وبين زملائنا، وأن نصحب عائلاتنا، فإنني حينما ألتقي بزملائي بأسرنا فإن أولادنا يلتقون مع بعضهم، فتلتقي البنات مع بعضهن، بخلاف ما إذا لم نفعل ذلك فإنهم يرون النموذج الآخر، إنه لا يرى إلا الوجه الكالح، فقد يذهب إلى المدرسة، وقد يذهب إلى الشارع، فلا يرى إلا أولاد الكفار، لكن حينما يأتي ويقابل أبناء المسلمين ويجالسهم، فالهموم مشتركة ومتقاربة، فهذه اللقاءات تكثيفها والاعتناء بها أمر مهم، ولو أدى ذلك إلى أن نضحي، ويجب ألا يكون الدافع لهذه اللقاءات مجرد تقضية الوقت، ألا يكون الدافع لهذه اللقاءات مجرد إمتاع الأهل، بل يجب أن تكون هذه اللقاءات مستهدفة لتحقيق التربية، وليس بالضرورة أن يكون معيار نجاحها هو ما نقدم فيها من برامج وتوجيهات أبداً، إن مجرد اللقاء ومجرد التعارف ومجرد التآلف بين هذه الشريحة بحد ذاته له أثره الكبير على أولادنا وبناتنا.

    ومن خلال المدارس: اختيار المدارس الإسلامية والمدارس المناسبة التي تهيئ لهم أن يتعرفوا على هؤلاء.

    إخواني وأخواتي: أنتم أعلم بواقعكم مني، وصلتي بالحياة الغربية لا تعدو أن تكون زيارات عاجلة خاطفة، أو قراءة محدودة، وأنتم أعلم مني بالوسائل التي يمكن أن تعينكم على تهيئة الصحبة الصالحة لأولادكم.

    إن الصحبة الصالحة المسلمة ضرورة ولا بد أن نسعى إليها، ليس من خلال التوجيه وحده, وإن كان التوجيه مطلوباً ومهماً، لكن من خلال الوسائل العملية التي تعينهم على ذلك، والصداقة والصحبة لا تفرض فرضاً، إنك لا تستطيع أن تلزم ولدك أن يصاحب فلاناً وفلاناً، وإنك لا تستطيع أن تلزم ابنتك أن تصاحب فلانة أو فلانة، قد تستطيع أن تنهاهم وتجبرهم وتعاقبهم، لكنك لا تستطيع أن تخرج محبتهم من قلوبهم.

    الاعتناء باختيار المدارس الإسلامية المناسبة للأبناء

    الأمر الرابع: الاعتناء باختيار المدارس الإسلامية المناسبة وإلحاق الأولاد بها قدر الإمكان، وأتمنى -إخواني وأخواتي- أن ندرك الخطورة التي قد تودي بأولادنا وبناتنا حينما نحرص على أن نعلمهم نتاج العلم المادي على حساب دينهم، إنك تستطيع أن تلحق ابنك بمدارس متميزة في تعليمها، لكنك قد لا تضمن بعد ذلك لا أقول استقامته، بل لا تضمن دينه، إن الخطورة تتجاوز مجرد الانحراف، وتتجاوز مجرد وقوع الشاب في التدخين أو الوقوع في الفواحش أو الخمور، إنها قد تؤدي إلى الخروج من هذا الدين بالكلية، وقد تؤدي إلى إنكار هذا الدين.

    إن القضية -إخواني وأخواتي- صعبة، وأتمنى أن تكون تطلعاتنا لأولادنا في إطارها الطبيعي، وأن نشعر أن المحافظة على دينهم أسمى شيء، وهذا يدعونا إلى أن نعتني قدر الإمكان باختيار المدارس الإسلامية المناسبة، وإلحاق الأولاد بها، وإذا اضطررنا إلى المدارس الأخرى فلنسع إلى أن ننسق لهم صداقات في المدرسة، وأن ننسق لبناتنا صداقات، وأن نبحث عن المدارس غير المختلطة إذا أتيحت مثل هذه المدارس.

    تقوية القدرة عند أبنائنا على التقويم

    الأمر الخامس الذي يقوي المانع: تقوية القدرة على التقويم. فنقوي قدرة الابن على أن يقوم الظواهر، وأن يقوم الأشخاص، وأن يقوم الأفكار، وأن تكون عنده الآلية التي تدعوه إلى إصدار الحكم الصحيح؛ لأنه ستواجهه أفكار جديدة، وستواجهه مواقف، وسيتعامل مع أشخاص وسيتعامل مع فئات، فلا بد من أن يملك القدرة على التقويم، وأن يملك القدرة على أن يعرف الشخص المناسب من غير المناسب، وأن يعرف الصواب من الخطأ، وأن يعرف المستقيم والمنحرف، والقضية ليست بمجرد معلومات وأحكام نلقنه إياها بل نحن بحاجة إلى أن نبني هذه المهارة والقدرة عنده، وأن نقوي قدرته على النقد، فيستطيع أن ينتقد ما يراه انتقاداً مبنياً على أسس موضوعية، ليس مجرد الرفض للرفض، بل يستطيع أن يقول: إن هذا الموقف غير صحيح؛ لكذا وكذا، وتستطيع الفتاة حين تخرج متحجبة أن تدافع عن نفسها، وتستطيع أن تنتقد الواقع الآخر، وأن تنتقد تلك الفتاة المتبرجة، والشاب الذي يرفض أن يقيم العلاقات المحرمة يستطيع أن يبرز موقفه، وأن ينتقد موقف الآخرين.

    أن نقوي القدرة على اتخاذ القرار وهو أمر مهم، إنه يحتاج إلى اتخاذ قرارات كثيرة في حياته، وستواجهه مشكلات يقدر أن يتعايش معها، وستواجهه صعوبات في تدينه، فهو بحاجة إلى أن يملك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، فنحن بحاجة إخواني وأخواتي إلى أن نقوي هذه القدرات وهذه المهارات التي تعينهم على أن يكون لديهم المانع القوي الذي يحول بينهم وبين تلقي تأثيرات البيئة السيئة.

    ربطهم بأنشطة وبرامج دعوية تناسبهم

    الأمر السادس: ربطهم بأنشطة وبرامج دعوية تناسبهم؛ الأبناء في محيطهم والبنات في محيطهن، فحين يفكر الابن بالدعوة، ويسعى للمشاركة في الدعوة، فإن هذا يجعله ينظر إلى نفسه نظرة أخرى، وهذا من أكثر ما يعين المرء على المحافظة على نفسه، فلنسع إلى إتاحة المجالات الدعوية لأبنائنا وبناتنا من خلال وسائل عديدة؛ من خلال الإنترنت والتواصل فيها مع المسلمين، ومن خلال الحوار حول الإسلام، ودعوة الناس للإسلام إذا كان يجيد ذلك، ومن خلال العمل في المراكز الإسلامية، ومن خلال إعداد مواد دعوية، فهناك مجالات كثيرة يمكن من خلالها أن نوظف جهود أبنائنا وبناتنا في الأعمال الدعوية.

    أقول: إخواني وأخواتي إن ربطهم بالأنشطة والبرامج الدعوية التي تناسبهم وتثير عندهم الرغبة والحافز .. إن هذا مما يعينهم على الثبات، ونحن نلاحظ هذا في حياتنا، فأولئك الذين يمارسون الدعوة من أكثر الناس ثباتاً، والذين يقتصر تدينهم على أنفسهم من أكثر الناس عرضة للتغير.

    التعجيل بالزواج للأبناء

    الأمر السابع: التعجيل بالزواج. لئن كان الشاب والفتاة اليوم في بلاد المسلمين يؤخرون الزواج، ونعتبر ذلك خطيئة؛ فإنه أشد حينما يكون ذلك في بلاد الغرب.

    أعرف -إخواني وأخواتي- أن هناك ظروفاً كثيرة تعوق المسلمين دون أن يبادروا في تزويج أبنائهم وبناتهم، وأعرف أن هناك مصاعب كثيرة، لكن حين تكون هذه القضية مهمة لدينا فإننا يمكن أن نتجاوز ذلك، فقد نلجأ إلى أن نبادر بالعقد بين الشاب والفتاة ولو لم ينتقلا إلى بيت الزوجية، ولو عاش كل منهما في بيته، فإذا أتيحت لهما فرص اللقاء فإنه حينئذ يمارس حقه الشرعي من خلال العلاقة والصلة، ويتاح له المصرف الشرعي الذي يحميه بإذن الله، ويحمي الفتاة من الانحراف والوقوع في الفساد، فلا يسوغ -إخواني وأخواتي- أن نقارن واقع أولادنا بواقعنا، وإن كنا نحن -ونحن رجال ونساء كبار- نشعر بأثر هذا الواقع السيئ علينا، فكيف بأبنائنا وبناتنا الذين يعيشون المراهقة، وكيف بأبنائنا وبناتنا الذين لا يجدون المصرف الشرعي، والذين لم تصقلهم التجارب، ولم يكتسبوا الخبرة.

    أقول: نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في أمور كثيرة، وأن نبادر بالتزويج ولو ضحينا التضحيات، ولو غيرنا في عادات كثيرة اعتدنا عليها، فهذه الأمور السبعة تقوي المانع لأولادنا وبناتنا، وتجعلهم أبعد بإذن الله عن التأثر بما يشاهدونه في هذه البيئة.

    1.   

    ضرورة اقتطاع جزء من الوقت للجلوس مع الأبناء

    وهناك أمور أخرى لا بد منها، فلا بد أن نعطي أولادنا نصيباً من أوقاتنا، وأدرك أنكم مشغولون في دراستكم، ومشغولون بإعمالكم، ومشغولون بمهامكم، لكن منح الأولاد وقتاً نجالسهم فيه، ونشاركهم ألعابهم، ونشاركهم طعامهم، يعد ضرورة؛ خاصة في مثل المجتمعات التي يعيشون فيها.

    1.   

    لابد من تعجيل العودة إلى بلاد المسلمين

    الأمر الثاني: لا بد من أن نجعل العودة إلى بلاد المسلمين هي الخيار الأول، وأنا أدرك أن طائفة ممن يقيمون في هذه البلاد قد لا يستطيعون العودة إلى بلادهم، وأدرك أن طائفة ممن يقيمون في هذه البلاد هم ممن يقيمون إقامة مؤقتة لأغراض الدراسة، لكن هناك أعداداً ليست بالقليلة يستطيعون أن يعودوا إلى بلادهم، والأمر فقط مجرد أوضاع مادية أحسن من تلك الأوضاع التي يعيشون فيها في بلادهم، أو أنهم يضخمون الأمور الأخرى، لست أقول: إن كل من يقيم هنا كاذب في ادعائه، ولست أقول: إنه قادر على العودة، لكن أقول: اجعلوا العودة إلى بلاد المسلمين هي الخيار الأول ولو ضحيتم ببعض الفرص المادية التي قد لا تجدونها في بلاد المسلمين؛ فإن هذا أولى من أن تضحوا بأولادكم.

    1.   

    أهمية زيارة البلاد الإسلامية

    الأمر الثالث: من المهم زيارة الدول الإسلامية -سواء دولكم أو الدول الأخرى- قدر الإمكان، وهذه الزيارة -مهما كانت أوضاع الدول الإسلامية غير مشجعة- تجعلهم يرون الصورة الأخرى: يرون المساجد، ويرون المصلين، ويرون البيئة الإسلامية، ويرون الفارق، وحينما ندير نحن التعامل مع ما يشاهدونه من واقع في هذه الدول من خلال إبراز الوجه الآخر، وأن نبرز التواصل الاجتماعي، والكرم، والسخاء، والصور الايجابية في كثير من بلاد المسلمين والتي يفتقدونها في واقعهم الآخر الغربي، وأن نبرز الصور السيئة في الواقع الغربي، فإن هذه تربطهم بأمتهم وتربطهم بواقعهم.

    لقد رأيت في بعض البلاد طائفة ممن هاجروا من الدول الإسلامية لا يفصل بين بلدهم الأصلي والبلد الذي يقيمون فيه إلا البحر، كنت أقول: لو ذهبت سباحة في هذا البحر لوصلت إلى بلدكم، ومع ذلك فإن الجيل الثاني لا يعرف لغة بلده .. لا يعرف اللغة العربية، ولم يزر بلده قط، وليس هناك ظروف تمنعه من ذلك.

    فهذا التزاور سيتيح اللقاء بأقرانهم من الصالحين، والمشاركة في بعض أنشطتهم، فحينما تذهب إلى بلاد المسلمين تحرص قدر الإمكان على أن يلتقوا بالشباب الصالحين، وبالفتيات الصالحات، ويشاركوهم بعض الأنشطة، وهذا سيكون بإذن الله عز وجل له دور في ربطهم بأمتهم، وفي ربطهم بدينهم، وفي إبراز الصورة الأخرى من الواقع المقابل للواقع الذي يعيشونه.

    أخيراً: قد نضطر إلى التعامل مع الواقع الذي يفرض نفسه، فقد لا يكون ولدك متديناً، وقد لا يكون صالحاً، وقد لا تكون بنتك كذلك، وسيبقى ولدك هو ولدك وتبقى بنتك هي بنتك، فحينما لا يكون أولادك على ما يسر فلا غنى لك عن التعامل معهم، ولا غنى لك عن تقبل هذا الوضع، صحيح أنت لا تسوغ الانحراف، ولا تقبل بالانحراف، ولا تقل: إن طريقك صحيح، لكن يجب أن تقف في نقطة وسط بين بيان الخطأ، وبيان عدم رضاك عما هو عليه، وبين تقبله، فسيبقى ولدك وستبقى ابنتك بعد ذلك.

    هذه بعض الخواطر التي في ذهني حول مثل هذا الموضوع، وأدرك أن تجربتكم ومعايشتكم لا شك أنها تقودكم إلى أن تدركوا في مثل هذا الأمر ما لا أدركه، لكني استجابة لطلب الإخوة ورغبة في الحديث معكم، والذي كنت أتمنى أن يكون حديثاً مباشراً، وأن يكون كفاحاً، وأن يتم اللقاء بيننا وبينكم، لكن ما دام أنه لم يتح لنا هذا اللقاء فلا أقل من مثل هذا اللقاء البعيد الذي لا يفي بما أريد وما تريدون.

    أسأل الله عز وجل أن يكون لقاء طيباً ومباركاً، ويهب لنا وإياكم من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، ويجعلنا للمتقين إماماً؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    1.   

    الأسئلة

    حكم مغالاة بعض الآباء في مهور بناتهم؛ لسداد تكاليف الحياة في الغرب

    السؤال: بعض الآباء يغالي في مهر ابنته؛ لسداد جزء من التكاليف المادية التي يعاني منها في بلاد الغرب، ما رأيكم في ذلك؟

    الجواب: لئن كان هذا الأمر ممقوتاً في بلاد المسلمين، ففي مثل هذه البلاد أعتقد أنه أكبر خطيئة، والمهر لماذا شرع؟ المهر ليس ثمناً للفتاة، والعاقل لا يتاجر ببناته، فالمهر حق لها، وأرى أنه من واجب الأب أن يبادر في تزويج ابنته إذا بلغت سن النكاح، خاصة في مثل هذا البلد، فينصح إذا وجد شاباً مسلماً محافظاً يمكن أن يقترن بابنته أن يبحث عنه ويرضى به، ولو أن المسلمين يشعرون بأن الله تعبدهم بالمهر لرأيت أن الرجل الغيور الحريص على ابنته يبذل المال هو لأجل أن يحصل على الزوج الصالح.

    فأقول إخواني وأخواتي: إن المال يذهب ويأتي، وهب أنك وجدت مالاً كبيراً، وهب أن ابنتك تزوجت بشاب ثري فماذا يكون؟ فالمال يزول ويذهب، والرصيد الحقيقي هو في الإيمان وفي التقوى وفي طاعة الله، وماذا يغني -لا سمح الله- إن بقي ولدي أو بقيت ابنتي لم تتزوج، ثم أدى بها ذلك إلى الضلال والانحراف، وصارت من حطب جهنم، ماذا يغني المال؟ وماذا يغني عرض الدنيا؟

    ولو سئل أي إنسان: أيهما أهم عندك دينك أم دنياك؟ فلا أعتقد أن مسلماً سيجيب بالأخرى، لكن حينما نرى واقعنا وسلوكنا فإننا نرى خلاف ذلك، فيستغرب الإنسان حين يرى المسلم يجعل بناته تختلطن بالرجال ولو كانوا صالحين! وتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاختلاط فقال: (إياكم والدخول على النساء، قالوا: فالحمو؟ قال: الحمو الموت) .

    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، فحرم الشرع الاختلاط والخلوة سداً للذريعة والفساد، فكيف إذا كانت الفتاة البالغة تختلط مع شباب غير مسلمين لا يردعهم دين، أي تربية تتربى عليها؟ وأي قيم تتلقاها؟! وأي فساد يمكن أن تصل إليه وهي تعيش في هذا الواقع، إذا كنا اليوم نعاني ونحن في بلاد المسلمين المحافظة، وبناتنا لا يدرسن في مدارس مختلطة؟!

    إننا نعاني من تأثير المجتمع هذا التأثير السيئ فكيف بما وراء ذلك، فإذا أتمت البنت الدراسة ولم نجد مدرسة منفصلة فأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى أن نلحقها بهذه المدارس، فهناك فرص أخرى وبدائل أخرى، كأن نبادر بتزويجها لتكون ربة أسرة، ولا نبقيها في ظل هذا المجتمع المتعفن.

    الفصل في مسألة التردد بين اختيار المدارس الإسلامية أو المدارس الإنجليزية

    السؤال: نتردد كثيراً في الاختيار بين المدارس الإسلامية رغم ما فيها من ضعف، وبين المدارس الإنجليزية؟

    الجواب: لقد ذكرت في بداية حديثي أننا بحاجة إلى تضحية، وأننا حينما نريد أن نربي أولادنا ونحن في هذه المجتمعات على قيم تخالف هذه القيم، فإننا بحاجة إلى تضحية، ولهذا قد نضطر إلى أن ندخلهم في مدارس إسلامية أضعف حالاً من المدارس الإنجليزية، قد يكون فيها رسوب، وقد تكون المدرسة بعيدة، لكن نحن لا نقارن بين الأمرين على أنهما فرصتان متساويتان، ولو قارنت بين إلحاقهم بمدرسة إنجليزية أو مدرسة إسلامية على أنهما فرصتان متساويتان فإن المقارنة لن تكون مجدية، وسأشعر بتميز هذه المدرسة الإنجليزية، لكن حينما أضيف إلى ذلك الأمر الآخر فأعتقد أنني لو ضحيت بقدر من التعليم الذي يكتسبه الولد ويمكن أن أعوضه أنا من خلال الخبرات، ويمكن أن نعوضه نحن من خلال ترتيب برامج مشتركة لأولاد المسلمين تكمل لهم ما يفتقدونه في تلك المدارس؛ فإن هذا خير لنا بكثير من أن يذهبوا إلى تلك المدارس، ولو قل مستوى تعليمهم عن أولئك الذين يلتحقون بتلك المدارس، فإن التعليم العالي المتميز بدون الدين لا قيمة له.

    حكم إلحاق الأولاد بالمدارس الإنجليزية

    السؤال: ماذا ترون في إلحاق الأولاد بالمدارس الإنجليزية؟

    الجواب: أرى قدر الإمكان أن يكون إلحاق أولادنا بالمدارس الإنجليزية هو في دائرة الضرورة، وكلما استغنينا عن ذلك فهو أولى، وأنا أعرف أنني حينما أدخل ولدي في مدرسة إنجليزية فإنه سيجيد اللغة، وسيتعلم مهارات كثيرة إلى آخره، لكن ستكون فرص تأثره أكثر، وستكون فرص تشربه لقيم هذا المجتمع أكثر، وأعتقد أن الأولى أن اختار خيار الدين، وخيار المحافظة عليه.

    مرة أخرى أقول: هناك فرص كثيرة يمكن من خلالها التعويض، يمكن أن نستأجر معلمين ومعلمات من المسلمين الإنجليز، يمكنهم أن يقدموا برامج جيدة، ويمكن أن تتعاون الجالية المسلمة على ترتيب برامج تعليمية، فهناك بدائل يمكن أن تعوض، وقد لا تصل إلى حد أن تكون مثل ما تقدمه المدارس الإنجليزية لكنها يمكن أن تعوض كثيراً مما يفتقدونه جراء عدم التحاقهم بهذه المدارس، وبخاصة أولئك الذين يقيمون إقامة مؤقتة، فهم بحاجة إلى إتقان اللغة العربية أكثر من غيرهم.

    العلاقة بين الزوجين وتأثيرها على تربية الأولاد

    السؤال: ألا ترون أن من مشكلتنا في التربية تكمن في العلاقة بين الزوجين، وغياب القدوة داخل المنزل؟

    الجواب: لا شك أن العلاقة بين الزوجين من أهم الأمور التي تعين على النجاح في التربية، إنها تجعل البيت أكثر استقراراً، وتجعل البيت بعيداً عن الاختلاف، وتجعل الأم تعيش في جو نفسي مريح، وتجعل الأب يعيش في جو نفسي مريح، وتجعل البيت أفضل مكان للزوج يجلس فيه، وتجعل الأم ترى أن بيتها هو أفضل مكان، والأولاد يرون صورة مثالية من التعامل، وهذا يترك أثره عليهم، وفي المقابل فإنهم حين يرون الصراع والخصومة والمشكلات بين الوالدين، فإنهم لا يمكن أن يتربوا على حسن الخلق، ولا أن يعيشوا جواً مستقراً، والأطفال يفهمون أكثر مما نتصور وأكثر مما نظنه فيهم.

    الأمر الثاني الذي أشار إليه السائل هو: القدوة، فالقدوة من أهم وسائل التربية، بل بدون القدوة لا يمكن أن نربي أولادنا تربية صحيحة، فأولئك الذين لا يفعلون ما يقولون هم في واقع حالهم يأمرون الناس بقولهم، لكنهم ينهونهم بفعلهم، فالأب الذي لا يتصف بالخلق الحسن لا يربي أولاده على حسن الخلق، والذي لا يحافظ على الصلاة لا يمكن أن يربي أولاده على المحافظة على الصلاة.. وهكذا سائر الأمور.

    كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال

    السؤال: كيف يمكن أن نتعامل مع أسئلة الأطفال؟

    الجواب: هناك مراحل عند الأطفال يكثرون فيها من الأسئلة، وهذه أسئلة أحياناً قد لا يدرك ما وراءها، ولا يمكن حتى شرحها لهم، وهذا غير الأسئلة المحرجة، وقد يسأل عن أمور الإجابة عليها تتجاوز إدراكه العقلي، فالطفل مثلاً لا يدرك المعاني المجردة وإنما يدرك الأمور المحسوسة، فعندما يسأل عن شيء فهو يحتاج إلى أن تقرب له هذا المعنى مجرداً بصورة محسوسة، وقد لا تستطيع ذلك، فلا شك أن هناك أسئلة كثيرة ترد من الطفل ربما يصعب على الوالدين أن يجيبا عليه فيها، لكن الأمر يحتاج أولاً إلى ألا نتجاهل الإجابة على السؤال خاصة إذا كان ملحاً، وأن نجعل من السؤال فرصة لتنمية قدراته ومهاراته العقلية، وأن نجعل السؤال مدعاة إلى التفكير، فلا نقدم له الإجابة مباشرة، والأسئلة التي فيها نوع من الحرج يمكن أن تقرب له الصورة فيها، فهو مثلاً حينما يسأل عن الابن كيف يأتي؟ فنقول له: إنه ينبت في بطن الأم، ثم يكبر، ثم يخرجه الله عز وجل إلى الحياة، فبمثل هذه الصورة يمكن أن تقرب له.

    تحمل نتيجة الزواج في بلاد الغرب ولو من مسلمة

    السؤال: تزوجت بإنجليزية مسلمة ولي منها طفلة، فطلقتها، واستطاعت الحصول على حضانة الطفلة، فماذا أفعل وأنأ أريد العودة إلى بلادي؟

    الجواب: أنت أعلم بالمداخل القانونية لمثل هذا الأمر، لكن إذا استطعت أن تأخذ ابنتك معك بأي طريقة، وبأي حق قانوني، فأولى بك أن تأخذها قدر الإمكان، وهذه المشكلة من مشكلات الزواج في هذه المجتمعات، فلا بد أن ندفع الثمن.

    فأقول: إذا كان تأخرك لمدة من الزمن قد يساعدك على أن تحصل على ابنتك وتذهب بها، فأولى بك أن تتأخر؛ حتى تنقذ ابنتك من أن تعيش في هذا المجتمع، وأنا أقترح على الأخ أن يفكر في مراجعة زوجته إن استطاع قدر الإمكان ولو تحمل شيئاً من المعاناة، وما دامت مسلمة فهناك قدر مشترك بينكما فتقتنعان على الأقل بحاجتكما إلى المحافظة على ابنتكما، فتسعى للحوار بصورة تجعل الحفاظ على الأولاد وعلى دينهم أهم من مجرد أن يصر كل منكما على موقفه.

    الوسائل التي تقوي الإرادة في نفوس أبنائنا

    السؤال: ما الوسائل التي ترون أنها تقوي الإرادة في نفوس أولادنا؟

    الجواب: هناك وسائل عديدة يمكن أن تعين على تقوية الإرادة، منها: التعويد، فنعود أولادنا ألا يستجيبوا لكل ما تطلبه أنفسهم، والعبادات الشرعية فيها أثر كبير في تقوية الإرادة كالصيام والصلاة وغيرها، وتأخير الاستجابة، وليس تأخير الاستجابة للرغبات الذي يقوم على التحكم، وإنما به نوع من التعويد لهم، فيمكن أن يقوي الإرادة، وكذلك التعويد على التفكير في البدائل، فيعود الولد على أن يفكر ماذا سيدفع؟ أو ماذا سيأخذ وماذا سيجني إذا استجاب؟ وماذا سيجني إذا أخر الاستجابة؟ كل هذه الأمور مما يعين على تقوية الإرادة في نفوس أولادنا.

    أهمية تعليم الأبناء اللغة العربية

    السؤال: كيف ترون أهمية تعليم الأولاد اللغة العربية؟

    الجواب: اللغة العربية مهمة؛ لأنها أولاً: هي الوسيلة لفهم القرآن، ولفهم السنة، ولفهم الكتب الإسلامية، ولفهم كلام أهل العلم.

    ثانياً: أنها تعطيه شعوراً بالانتماء للأمة العربية والأمة المسلمة، فإذا قابل مسلماً فإنه يستطيع أن يتحدث معه، وتهيئ له فرص الحوار مع إخوانه المسلمين من العرب، فما يتاح من مواد دعوية، ومن مواد خيرة متنوعة في الإنترنت وغيرها هو باللغة العربية، فيمكن أن يتعامل معها، فيعيش الأبناء حينها هموم العالم الإسلامي، ويعيشون أخباره، ويعيشون واقعه، وأما حينما تكون اللغة مختلفة فإنهم يعيشون بصورة معزولة، فإذا عرف الابن اللغة العربية فإنه يفهم القرآن إذا قرأه، وتؤثر فيه السنة، ولا شك أن لهذا أثراً كبيراً في استقامة الأولاد على طاعة الله عز وجل وعلى دينه.

    حكم تربية الأولاد على أن يقولوا لكل من وجدوه من الكفار يا كافر

    السؤال: ما رأيكم في تربية الأولاد على أن يقولوا لكل من يقابلونه من الكفار يا كافر؟

    الجواب: لا اعتقد أن هذا مناسب، ولم يكن هذا من شأن المسلمين، فالنبي صلى الله عليه وسلم عايش اليهود في خيبر، وعاش أهل الذمة في بلاد المسلمين، صحيح أنه كان لهم أحكام خاصة، لكن لم يكن من شأنهم أنهم كل من يلقونه يقولون له: يا كافر، والصورة تختلف الآن، فالأبناء يعيشون في وضع هم فيه ضعفاء مستضعفون في هذه المجتمعات، فهذا الأمر لا يحقق المصلحة، وهذا الأمر يقودهم إلى أن يختلفوا معهم، ويقودهم إلى أن يتصارعوا معهم، وقد يقودهم إلى مواقف قد لا يستطيعون بعد ذلك الدفاع عنها والثبات عليها.

    أثر المدارس الإنجليزية على أولاد المسلمين

    السؤال: ما تقييمكم لأثر المدارس الإنجليزية على أولاد المسلمين؟

    الجواب: أعتقد أنكم أعلم مني بذلك، لكن من أهمها: أن الذين سيدرسونهم غير مسلمين وغير مسلمات، وأن الطلاب الذين يدرسون معهم غير مسلمين، فهي مدارس مختلطة، مدارس الدين لا يمثل شيئاً فيها، ولا قيمة له فيها، يدرس فيها كل شيء إلا الدين، بل يدرس العالم المادي، وهذه من أخطر الأشياء التي يمكن أن تؤثر على أولادنا، البيئة السائدة في المدرسة، المناهج، النظام، فلسفة الحياة، النظرة إلى الحياة، كل هذه الأمور هي من نتاج هذه المدارس.

    جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم وأثابكم، وأسال الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه، إنه سميع مجيب،

    وصلى الله على سيدنا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755812479